صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


[ ديوان الحماسة
الكتاب : ديوان الحماسة
عدد الأجزاء : 2

1 - ( ألسْتُمْ أقلَّ النَّاسِ عِنْدَ لِوائِهمْ ... وأكْثَرهُمْ عنْدَ الذَّبيحَةِ وَالقِدْرِ )
وقال آخر
2 - ( ونُبّئْتُ رُكبانَ الطَّريقِ تَناذَرُوا ... عَقيلاً إذا حَلُّوا الذِّنابَ فصَرْخَدَا )
3 - ( فتًى يجْعلُ الْمَحضَ الصَّريحَ لِبَطْنِهِ ... شِعارًا ويَقَرِي الضَّيْفَ عَضْباً مجَرَّدَا )
وقال آخر
4 - ( أناخَ اللَّؤْمُ وسْطَ بَني رِياحٍ ... مَطِيَّتَهُ فأقْسم لاَ يَريمُ )
_________
بكريمة والمعنى أنهم يتأخرون عن الحرب لقلة شجاعتهم فلا تفقدهم أمهم وأن أمهم غير كريمة
1 - القدر مؤنثة ويقررهم على لؤمهم وتأخرهم في الحرب فيقول إنكم من أهل الأكل والشرب لا من أهل الشجاعة والقوة فلذلك تتأخرون عن الحرب
2 - تناذروا أي أنذر بعضهم بعضا والذناب واد لبني مرة بن عوف كثير النخل غزير الماء وصرخد بلد ملاصق لبلاد حوران من أعمال دمشق والمعنى أني خبرت بأن الركبان قد عرفوا عقيلا بالغدر والخيانة فإذا نزلوا بهذين الموضعين القريبين من محل عقيل أوصى بعضهم بعضا بالاحتراز منه
3 - المحض اللبن الذي لم يخالطه الماء والصريح الخالص والشعار ما يلي الجسد من الثياب ثم توسعوا فيه وجعلوه لكل ما يلاصق من داخل الجسم أو خارجه والمعنى أن عقيلا بخيل يغدر بضيفه ويخونه ولا يعرف غير شبع بطنه من الطعام
4 - أناخ اللؤم يقال أنخت البعير فبرك ولا يقال فناخ ومعنى لا يريم أي لا يبرح والمعنى أن بني رياح لا يفارقهم اللؤم ولا يتجاوزهم

(2/237)


1 - ( كَذلِكَ كلُّ ذِي سَفَرٍ إذا مَا ... تنَاهَى عنْدَ غايَتِه مُقيمُ )
وقال آخر
2 - ( إذا بَكْرَّيةٌ وَلدَتْ غُلاَماً ... فَيا لُؤْماً لِذلِكَ منْ غُلاَمِ )
3 - ( يُزاحِمُ في الْمآدِبِ كلَّ عبْدٍ ... وَلبْسَ لَدَى الْحِفاظِ بِذِي زِحامِ )
وقال آخر
4 - ( رِدِي ثمَّ اشْرَبي نَهَلاً وَعلاًّ ... وَلا تَغرُرْكِ أقْوالُ ابْنِ ذيبِ )
5 - ( فلَوْ كانَ القَليبَ عَلى لِحَاهُمْ ... لأسْهَلَ وطْؤُها شَفَةَ الْقَليبِ )
_________
1 - كل ذي سفر أي كل مسافر والمعنى أن كل مسافر إذا بلغ الغاية من سفره يقف عندها ويقيم كما أقام اللؤم بين بني رياح
2 - فيا لؤما لفظه لفظ النداء والمعنى معنى التعجب أي ما أشده من لؤم ومثله يا حسرة على العباد والمعنى أن كل بكرية لا تلد إلا لئيما يتعجب من لؤمه
3 - المآدب جمع مأدبة وهي طعام الوليمة والمعنى أنه يزاحم اللئام عند الأكل والشرب ولا يزاحم الشجعان عند المدافعة عن المحارم
4 - ردي أمر من الورود والخطاب لناقته والنهل الشرب الأول والعل الشرب الثاني يقول لناقته ردي الماء واشربي كيف شئت ولا تغتري بقول بني ذيب وبنو ذيب بطن من قبيلة
5 - القليب البئر واللحى جمع لحية وأسهل وجدها سهلا وقوله وطؤها الضمير للإبل وإن لم يجر لها ذكر والمعنى لو كانت البئر على لحاهم لوجدنا وطء الإبل على فم تلك البئر سهلا يريد بذلك أنهم أذلاء لا يقدرون على حماية أنفسهم

(2/238)


وقال آخر
1 - ( إنْ تُبْغِضُوني فقَدْ اسْخَنتُ أعيُنَكُمْ ... وقدْ أتيْتُ حَرامًا ما تَظُنونا )
2 - ( وقدْ ضَممْتُ إلى الأَحْشاءِ جارِيةً ... عذْبًا مُقبَّلُها ممَّا تَصُونُونا )
وقال آخر
3 - ( يا قبَّحَ اللهُ أقْواماً إذا ذُكِرَوا ... بَني عَميرَةَ رهْطَ اللُّؤْمِ والْعارِ )
4 - ( قوْمٌ إذا خرَجُوا منْ سَوْأةٍ ولَجُوا ... في سوْاةٍ لمْ يُجنُّوها بِأسْتارِ )
وقال آخر يهجو الحّضَريَّ ويمدح البدويَّ
_________
1 - أسخنت أعينكم أي أحزنتها وأبكيتها وقوله ما تظنونا يجوز أن يكون من غالب الظن أو اليقين والمعنى إن أبغضتموني فحق لكم ذلك لأني فعلت بكم ما يقتضي البغضاء وأتيت ما تظنونه حراما
2 - الحشا هو ما انضمت عليه الضلوع والمعنى أخذت جارية لكم مما تحتفظون به وتصونونه وعانقتها ووصلت منها إلى ما يوصل إليه
3 - يا قبح الله يا حرف نداء والمنادى محذوف كأنه قال يا قوم أو يا ناس قبح الله أقواما أي أبعدهم وبني عمير بدل من أقواما ورهط اللؤم منصوب على الذم والاختصاص والمعنى أبعد الله بني عميرة كلما ذكروا فإنهم أهل اللؤم والعار
4 - قوم خبر لمبتدأ محذوف أي هم قوم والسوأة الأمر القبيح المنكر وولجوا دخلوا وقوله لم يجنوها أي يغطوها ويستروها والأستار جمع ستر والمعنى أنهم كلما خرجوا من سوأة ومخزية دخلوا في سوأة مثلها أو أسوأ منها لا يستترون منها يريد بذلك أن العار لا يفارقهم

(2/239)


1 - ( جَوَّابُ بيْداءَ بهَا عَزُوفُ ... لا يَأْكلُ البَقْلَ وَلا يَريفُ )
2 - ( ولاَ يرَى في بيْتِهِ القليفُ ... إلاَّ الْحَميتُ المفْعَمُ المَكْشُوفُ )
3 - ( لِلْجارِ وَالضَّيْفِ إذا يَضيفُ ... وَالحَضَرِيُّ بَطْنُهُ مَعلُوفُ )
4 - ( لِلْفَسْوِ في أثْوابِهِ شَفيفُ ... أعْجَبُ بيْتَيْهِ لهُ الْكَنيفُ )
5 - ( أوْطانُهُ مَبْقَلَةٌ وَسِيفُ ... )
وقال رَيْعانُ
_________
1 - الجواب من الجوب وهو قطع المسافة والبيداء المفازة والعزوف من العزف وهو صوت الجن يسمع في المفاوز بالليل أو هو من عزف الرياح أي صوتها التي يسمع فيها بالليل وهذا كناية عن كونها مخيفة يهاب الناس السير فيها ولا يريف أي لا يدخل الريف وهو الحضر والمعنى أن البدوي طواف في المفاوز المخيفة مقيم على التطواف ليس بضعيف ولا كسلان ولا يأكل البقول التي ترخي الأعصاب ولا ينزل بلادا الحضر
2 - القليف تمر ينزع نواه ويكنز في ظروف من خوص والحميت وعاء السمن والمفعم الملآن معناه أن البدوي لا يرى في بيته إلا الحميت المكشوف للجار والضيف وكشفه لهما يدل على السخاء
3 - معلوف أي ممتلئ طعاما وريحا من كثرة أكله
4 - الشفيف رقة الثوب والمعنى أن ثيابه رقت لكثرة فسوه فيها وأنه يحب الكنيف لحاجته إليه لكثرة أكله
5 - المبقلة موضع البقول والسيف بكسر السين ساحل البحر معناه أن أوطان الحضري موضع البقول وساحر البحر

(2/240)


1 - ( لَظَلَّتْ قَرَاقِيرٌ صِياماً بِظَاهِرٍ ... مِنَ الضَّحْلِ كانَتْ قَبْلُ فِي لُجَجٍ خُضْرِ )
2 - ( وَلاَ نَكْسِرُ العَظْمَ الصَّحِيحَ تَعزُّراً ... ونُغْنِي عَنِ المَوْلَى وَنَجْبُرُ ذَا الْكَسْرِ )
3 - ( غَلبنا بَنِي حَوَّاءَ مَجْداً وسُؤدَداً ... وَلَكِنَّنا لَمْ نَسْتَطِعْ غَلَبَ الدَّهْرِ )
وقال حجر بن حية العبسي
4 - ( وَلا أُدَوِّمُ قِدْرِي بَعْدَ مَا نَضِجَتْ ... بُخْلاً لِتَمْنَعَ مَا فِيهَا أثَا فِيهَا )
_________
1 - القراقير جمع قرقور وهي السفن وصياما أي راكدة والضحل الماء القليل واللحجه جمع لجة وهي معظم البحر والخضر السود والبحر الأخضر الأسود ومعنى البيتين لو أن الذي نعطيه من المال مبتغين به الحمد يعطي مثله البحر الطامي لصارت السفن رواكد على ماء قليل يترقرق على وجه الأرض بعدما كانت تجري على لجج خضر
2 - تعزرا أي قهرا وإجبارا ونغني على المولى أي ندفع عنه معناه نحن لا نفصل اللحم إذا أعطينا بل نعطيه صحيحا لعزنا وكرمنا وندافع عمن ينتمي إلينا ونجبر ذا الكسر بما يصلح شأنه
3 - المراد ببني حواء جميع الناس معناه نحن غلبنا جميع الناس في المفاخرة بالمجد وفقناهم فيه ولكننا ما استطعنا أن نغلب الدهر مع ما نحن فيه من العز والشرف
4 - ولا أدوم قدري أي لا أطيل إدامتها والأثافي جمع أثفية

(2/241)


1 - ( حَتّى تُقَسَّمَ شَتَّى بَيْنَ مَا وسِعَتْ ... وَلاَ يُؤنَّبُ تَحْتَ اللَّيْلِ عَافِيها )
2 - ( لاَ أحرِمُ الْجارَةَ الدُّنْيا إذا اقْترَبَتْ ... ولاَ أقُومُ بهَا فِي الْحَيِّ أُخزِيها )
3 - ( وَلاَ أُكَلِّمُها إلاَّ عَلاَنِيةً ... وَلا أُخَبِّرُها إلاّ أُنادِيهَا )
وقال المساور بن هند بن قيس بن زهير
4 - ( فِداً لِبَني هِنْدٍ غَدَاةَ دَعَوْتُهُمْ ... بِجوِّ وَبَالَ النَّفْسُ وَالأبَوَانِ )
5 - ( إذَا جَارَةٌ شُلَّتْ لِسَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ... لها إبلٌ شُلّتْ لَها إبِلانِ )
6 - ( إذَا عَقَدَتْ أفْناءُ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ... لَها ذِمّةً عَزَّتْ بِكُلِّ مَكانِ )
_________
وهي الحجارة التي توضع عليها القدر معناه أني لا أطيل إدامة قدري بعد إدراكها على الأثافي بخلا بما فيها بل أنزلها عنها وأطعم منها الأضياف وكان البخيل منهم يترك القدر منصوبة على الأثافي ليرى غيره أن القدر لم تدرك وجعل المنع للأثافي لأن القدر لم يغرف منها شيء ما دامت عليها منصوبة
1 - ولا يؤنب أي لا يلام والعافي طالب المعروف معناه أن ما فيها من الطعام يعم القريب والبعيد والداني والقاصي ليلا ونهارا
2 - الدنيا أي القربى وأخزيها أي أهينها معناه أني لا أعامل جارتي إلا بما يليق بي من الجود والكرم وحفظ الجار والرأفة به
3 - العلانية ضد السر معناه أني لا أكلمها إلا معلنا كلامي ولا أخبرها إلا مناديا لها مع ما بي من حسن الجوار والعفاف وصيانة الأعراض
4 - وبال اسم ماء أضيف إليه الجو والجو ما اطمأن من الأرض معناه نفسي وأبواي فداء لبني هند حين دعوتهم لينصروني على أعدائي بجو وبال
5 - شلت أي طردت معناه إذا طردت إبل لجاره سعد طردت من أجلها وسببها إبلان لغيرها عوضا عما طرد منها والمراد من ذلك أن قبيلة سعد يدافعون عن جارهم ويحامون عليه لعزهم وشرفهم
6 أفناء سعد

(2/242)


1 - ( إذَا سئلُوا مَا لَيْسَ بِالْحَقِّ فِيهِمِ ... أبَى كلُّ مَجْنِيٍّ عَلَيْهِ وَجانِي )
2 - ( وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلتُمْ مُهَانَةٍ ... بِها نِيبُكُمْ وَالضَّيْفُ غَيرُ مُهَانِ )
وقال آخر
3 - ( جَزَى اللهُ خَيرًا غَالِبًا مِنْ عَشِيرَةٍ ... إذا حَدَثانُ الدَّهرِ نَابَتْ نَوائِبُهْ )
4 - ( فكَمْ دَافعُوا مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ تَلاَحَمَتْ ... عَليَّ وَمَوْجٍ قَدْ عَلَتْني غوَارِبُهْ )
5 - ( إذَا قُلْتُ عُودُوا عَاد كلُّ شَمَرْدَلِ ... أشَمَّ مِنَ الْفِتْيَانِ جَزْلٍ مَوَاهِبُهْ )
_________
أي قبائلها معناه أنهم إذا عقدوا عهدا لغيرهم حفظوه ولم ينقضوه لوفاء ذمتهم
1 - أبى أي امتنع معناه أن كل مجني عليه وجان منهم إذا سئل ما ليس حقا امتنع من ذلك لشرف نفسه ولم يرض بالضيم
2 - الحفاظ المحافظة والنيب جمع ناب والناب الناقة المسنة معناه أن محلكم منيع محفوظ تكرمون فيه الأضياف وتهينون الإبل بنحرها لهم
3 - الحدثان مصدر حدث معناه كافأ الله عنا خيرا آل غالب فإن مكارمهم وهمتهم لا تخفى عند اشتداد الزمان
4 - تلاحمت أي اشتدت ولزمت والغوارب جمع غارب وهو أعلى الموج وأعلى الظهر معناه مرارا كثيرة دافعوا دوني وخلصوني من كرب الدهر
5 - الشمردل الطويل والأشم من الشمم وأصله ارتفاع الأنف وهو هنا كناية عن الكرم معناه إذا عرضت على كل واحد

(2/243)


1 - ( إذَا أخَذْتَ بُزْلُ المَخَاضِ سِلاَحَها ... تَجَرَّدَ فِيهَا مُتْلِفُ المَالِ كَاسِبُهْ )
وقال آخر
2 - ( أيَا ابْنةَ عَبدِ الله وَابنَةَ مَالِكٍ ... ويَا ابنَةَ ذِي البُرْدَيْنِ وَالْفرَسِ الْوَرْدِ )
3 - ( إذَا مَا صَنَعْتِ الزَّادَ فالتَمِسِي لَهُ ... أكِيلاً فَإِنِّي لَسْتُ آكِلَهُ وَحْدِي )
_________
من بني غالب معاودة الحرب والكرور فيها عاد منهم إليها كل رجل كريم النفس كثير العطية وذلك لما فيهم من الشجاعة
1 - البزل جمع بازل وهو المتناهى قوة وشبابا والمخاض النوق الحوامل والمراد بسلاحها محاسنها وإمارات عتقها وكرمها ومتلف المال كاسبه هو كقولهم مخلف متلف ومخلاف متلاف معناه أن الإبل إذا بلغت محاسنها في عيونهم ما بلغت لا يبخلون بها على الأضياف بل ينحرونها لهم ولا يمنعها من نحرها حسنها وجمالها وذلك لما عندهم من كثرة الجود ومزيد الكرم
2 - ابنة مالك هي ماوية بنت عبد الله زوجة حاتم الطائي والمراد بذي البردين عامر بن أحيمر بن بهدلة أعطاه المنذر ابن ماء السماء بردين حين سأله عن حقيقته فوجده من أشرف العرب وأشجعهم والورد من الخيل بين الكميت والأشقر
3 - الأكيل الذي يتكرر منه الأكل مع غيره مثل الجليس الذي يتكرر منه الجلوس معه فإن أكل معه مرة واحدة أو جالسه مرة لا يقال له أكيل وجليس وقال التمسي له أكيلا ولم يقل التمسي له أكيلي لأنه أراد واحدا من المعروفين

(2/244)


1 - ( أخاً طَارِقًا أوْ جَارَ بَيْتٍ فإنَّني ... أخَافُ مَذَمَّاتٍ الأحَادِيثِ مِنْ بَعْدِي )
2 - ( وَإنِّي لَعبْدُ الضَّيْفِ مَا دَامَ ثَاوِياً ... وَما فِيَّ إلاَّ تِلكَ مِنْ شِيمَة العَبْدِ )
وقال آخر
3 - ( وَلَيْسَ فَتى الْفِتْيانِ مَنْ جُلُّ هَمِّهِ ... صَبُوحٌ وَإنْ أمْسَى ففَضلُ غَبُوقِ )
4 - ( وَلكِنْ فَتَى الْفِتْيانِ مَنْ رَاحَ أوْ غَدَا ... لِضَرِّ عَدُوٍّ أوْ لِنَفْعِ صَدِيقِ )
وقال حزاز بن عمرو من بني عبد مناف
_________
بمؤاكلته والمعنى أن حاتما الطائي يقول لزوجته إذا فرغت من اتخاذ الزاد وإعداده فاطلبي من أجله من يؤاكلني فإني لم أعود نفسي الأكل وحدي
1 - أخا طارقا بدل من أكيلا في البيت الذي قبله والطارق الذي يأتي ليلا فإنني الخ معناه أنه لا يسرني أن يذمني الناس بعد حياتي ويصفوني بالبخل إذا تكلموا في شأن الجود والكرم
2 - ثاويا أي مقيما معناه أني أقوم بخدمة الضيف مدة إقامته عندي وما في من شيء يقال له خدمة إلا خدمتي للضيف والمراد من ذلك أنه من أهل الجود والسيادة
3 - الصبوح الشرب في أول النهار والغبوق الشرب في آخره
4 - راح من الرواح وهو من زوال الشمس إلى الليل وغدا من الغدو وهو من أول النهار إلى الزوال ومعناه مع البيت الذي قبله ليس الفتى الكامل الفتوة

(2/245)


1 - ( لَنا إبِلٌ لَمْ تُهِنْ رَبَّها ... كرَامَتُها وَالْفَتى ذَاهِبُ )
2 - ( هِجانٌ يُكافأُ مِنْها الصَّدِيقْ ... ويُدْرِكُ فيها المُنَى الرَّاغِبُ )
3 - ( وَنَطْعُن عَنْها نُحُورَ العِدَا ... وَيَشرَبُ مِنَّا بهَا الشّارِبُ )
4 - ( وَنُؤلِفُها في السِّنِينَ الكُلُولْ ... إذَا لَمْ يَجِدْ مَكْسباً كَاسِبُ )
5 - ( ولْمْ تَكُ يَوْماً إذَا رُوِّحَتْ ... عَلى الْحَيِّ يُلْفَى لَها جادِبُ )
6 - ( حَبانَا بها جَدُّنا وَالإِلَهْ ... وَضَرْبٌ لَنا خَذِمٌ صَائِبُ )
وقال منصور بن مسجاح )
7 - ( وَمُخْتَبِطٍ قَدْ جَاءَ أوْذِي قَرَابَةٍ ... فَما اعْتَذَرَتْ إبْلِي عَليهِ وَلا نَفْسي )
_________
من يمضي أيامه في الأكل والشرب بل الفتى الكامل هو الذي يذل أعداءه ويعز أصدقاءه في كل أوقاته
1 - كرامتها أي إكرامها معناه أنا نؤثر إكرام نفوسنا وصيانتها على إكرام المال وصيانته فنجود به
2 - الهجان الإبل البيض ويكافأ من الكفء الذي هو المثل أي يماثل والمراد بالراغب طالب الخير والمعروف معناه لنا إبل كريمة نتساوى فيها مع أصدقائنا لا نستأثر بها دونهم وننحر منها للأضياف إذا نزلوا بساحتنا
3 - المراد بالشارب هنا شارب الخمر معناه أنا نستعمل الإبل في الغارات ونصرف أثمانها في شرب الخمر
4 - في السنين أي في زمن الجدب والكلول جمع كل والمراد بهم هنا الضعفاء معناه إذا اشتد الزمان جعلنا إبلنا يألفها ضعفاء الناس فينالون منها
5 - الجادب العائب معناه نحن كرام فكل من رأى إبلنا وهي رائحة دعا لنا وأثنى علينا ولا يعيبها لأننا نجود بها
6 - حبانا من الحباء وهو العطاء بلا جزاء ولا من والخذم القاطع أي بضرب قاطع صائب
7 المختبط

(2/246)


1 - ( حَبَسْنا ولَمْ نُسْرِحْ لِكَيْ لاَ يَلُوّمنا ... عَلى حُكمِهِ صَبْراً مَعَوَّدَةَ الْحَبْسِ )
2 - ( فَطَافَ كَما طَافَ المُصَدِّقُ وَسْطَهَا ... يُخَيَّرُ مِنْها فِي الْبَوَازِلِ وَالسُّدْسِ )
وقال عامر بن حوط من بني عامر بن عبد مناة بن بكر بن سعد بن ضبة
3 - ( وَلَقَدْ علِمْتُ لَتأتيَنَّ عَشِيّةٌ ... مَا بَعْدَهَا خَوْفٌ عَليَّ وَلاَ عَدَمْ )
4 - ( وَأزُورُ بَيْتَ الْحَقِّ زَوْرَة مَاكِثٍ ... فَعَلاَم أحْفِلُ مَا تَقَوَّضَ وَانْهَدَمْ )
_________
الذي يقصد غيره طالبا للمعروف من غير تقدم معرفة واعتذرت أي تعذرت معناه ورب إنسان من الأجانب أو الأقارب قصدنا طالبا للمعروف أعطيته من إبلي ولم أتعلل بأنها غائبة عني
1 - ولم نسرح أي لم نرسلها إلى المرعى معناه حبسنا على حكم هذا الأجنبي الطالب للمعروف أو حكم القريب إبلا عودناها الحبس بجانب بيوتنا صبرا ولم نخرجها إلى المرعى لئلا نلام
2 - المصدق الذي يأخذ الصدقات والبوازل جمع بازل وهو ابن تسع سنين والسدس جمع سديس وهو ابن ثمان سنين وخص البوازل والسدس لأن سنها أنفس الأسنان عندهم فمتى وقع فيها التخيير فما دونها أهون معناه أنا نحكم الأجنبي أو القريب في إبلنا ونجعل له الاختيار فيها كما نحكم المصدق الذي يجيء بالعز والقهر فيكون تدل له علينا تدلل من يستخرج حقا واجبا
3 - ولقد علمت يجري مجرى القسم فلذلك أجابه بلتأتين ويريد بالعشية آخر النهار من يوم موته والعدم فقدان المال والمعنى لقد علمت أني أموت وليس بعد الموت فقر ولا خوف
4 - بيت الحق المراد به القبر والماكث المقيم وأحفل أي أبالي والتقويض الانهدام معناه

(2/247)


1 - ( وَلأَتْرُكَنْ لِلسَّامِلِينَ حِيَاضهُمْ ... وَلأَحْبِسَنَّ عَلى مَكارِمِي النَّعَمْ )
وقال زيد الفوارس بن حصين بن ضرار
2 - ( أقِلِّي عليَّ اللَّوْمَ يا ابنْةَ مُنْذِرٍ ... ونَامِي فإِنْ لَمْ تَشتَهي النَّوْمَ فاسْهَرِي )
3 - ( ألَمْ تَعْلَمي أنِّي إذا الدَّهْرُ مَسَّني ... بِنائِبَةٍ زَلَّتْ وَلَمْ أتَتَرْتَر )
4 - ( يَرَانِي الْعَدُوُّ بَعْدَ غِبِّ لِقَائهِ ... خَلِيًّا نَعِيمَ الْبالِ لَمْ أتغيَّرِ )
5 - ( وَرَاكِدَةٍ عِندِي طَوِيلٍ صِيَامُهَا ... قَسَمْتُ عَلى ضَوْء مِنَ النَّارِ مُبْصِرِ )
_________
لا بد لي من زيارة القبر والإقامة فيه فعلام تأسفي على ما يفوت من حطام الدنيا
1 - الساملون جمع سامل وهو المصلح معناه أني لا أستعمل همتي في إصلاح مالي وعمارة حياضي بل استعملها في الجود والكرم وإعانة ذوي الحاجات
2 - أقلى علي اللؤم أي لا تلوميني معناه أنه يقول لعاذلته لا تلوميني وافعلي ما شئت واعلمي أن لومك لا يمنعني من جودي وكرمي
3 - ولم أتترتر أي ولم أتزلزل معناه أنه شجاع لا تزعزعه حوادث الدهر ولا تحوله عما هو عليه
4 - بعد غب لقائه أي بعد يوم لقائه بيوم وخاليا حال من يراني وهو الذي لا هم له معناه أن العدو يراني بعد يوم لقائه بيوم خاليا نعيم البال كأنه ما مسني أذى
5 - وراكدة أي ساكنة ثابتة أراد بها القدر وصيامها أي ركودها ومكثها على الأثافي لثقلها باللحم وقسمت أي قسمت مرقها للثرد بدليل قوله قسمت لحمها في البيت الذي بعده وجعل الضوء

(2/248)


1 - ( طُرُوقاً فَلَمْ أُفْحِشْ وَقَسَّمْتُ لَحْمَها ... إذا اجْتَنَبَ العَافُونَ نَارَ الْعَذَوَّرِ )
وقال الهذيل بن مشجعة البولاني
2 - ( إنّي وَإنْ كانَ ابْنُ عَمّيَ غائِباً ... لَمُقاذِفٌ مِنْ خَلْفِهِ وَوَرَائِهِ )
3 - ( وَمُفيدُهُ نَصْرِي وَإنْ كانَ امْرَأ ... مُتَزَحزِحاً في أرْضِهِ وَسَمائِهِ )
4 - ( وَمتَى أجِئهُ في الشَّدَائِد مُرْمِلاً أُلْقِ الذِي فِي مِزْوَدِي لِوِعَائهِ )
5 - ( وَإذا تَتَبَّعَتِ الْجَلاَئِفُ مَا لَنا ... خُلِطَتْ صَحِيحَتُنا إلى جَرْبَائِهِ )
_________
مبصرا لأن الأبصار يكون فيه ومثله قوله تعالى ( وجعلنا آية النهار مبصرة ) والمعنى وقدر طويلة المكث على الأثافي لثقلها من كثرة اللحم فيها قسمت مرقها للثرد على ضوء من النار في وقت طروق الضيف واشتداد البرد
1 - طروقا أي وقت طروق الضيف وهو ظرف لقسمت على ضوء نار المتقدم فلم أفحش أي لم أقل الفحش والعافون جمع عاف وهو طالب المعروف والعذور السيء الخلق معناه أنه قسم ما في القدر من المرق لأعمال الثريد وقسم ما فيها من اللحم بين الأضياف على ضوء من النار في وقت طروقهم بالليل حين قصدوا ناره واجتنبوا نار البخيل السيء الأخلاق
2 - المقاذف المرامي ووراء هنا بمعنى قدام لأنه قد ذكر معه خلف معناه أنه يدافع عن ابن عمه من قدامه ومن خلفه وإن كان غائبا
3 - المتزحزح المتباعد والمعنى أنه قائم بشأن ابن عمه وإن تباعد عنه في أي موضع كان
4 - المرمل الذي قد نفد زاده والمزود وعاء الزاد معناه أني أنفعه في كل شدة يقع فيها
5 - الجلائف جمع جليفة وهي السنة الشديدة التي تذهب بالأموال وقوله خلطت صحيحتنا إلى جربائه من الأمثال يعني نخلط فقره بغنانا وغثه بسميننا والمعنى إذا افتقر ابن عمنا ساعدناه بأموالنا

(2/249)


1 - ( وإذا أتَى مِنْ وِجْهةٍ بِطَريفَةٍ ... لَمْ أطَّلِعْ مِمَّا وَرَاءَ خِبَائِهِ )
2 - ( وَإذَا اكْتَسَى ثَوْبًا جَميلاً لَمْ أقُلْ ... يَا لَيْتَ أنَّ عَلَيَّ حُسْنَ رِدَائِهِ )
وقال حسان بن حنظلة بن أبي رهم بن حسان بن حية بن شعبة الطائي
3 - ( تِلْكَ ابْنةُ الْعَدَوِيِّ قالَتْ بَاطِلاً ... أزْرَى بِقَوْمِكَ قِلّةُ الأَمْوَالِ )
4 - ( إنَّا لَعَمْرُ أبِيكِ يَحْمَدُ ضَيْفُنا ... وَيسُودُ مُقْتِرُنا عَلَى الإِقْلاَلِ )
5 - ( غَضِبَتْ عَلَيَّ أنِ اتَّصَلْتُ بَطّيىءٍ ... وَأنا امرُؤٌ مِنْ طَيّىءِ الأجْبالِ )
_________
1 - من وجهة أي من سفر والطريفة ما يستطرفه الإنسان من المال ويستحدثه والخباء من الأبنية يكون من صوف أو وبرا وشعر منصوبا على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت يشير بهذا البيت إلى تنزيه نفسه عن الطمع فيما ليس له
2 - يا ليت في موضع نصب على أنه مفعول لم أقل ويا حرف نداء والمنادى محذوف تقديره يا قوم أو يا ناس ليت أن على رداءه الحسن وهذا البيت يدل على قلة المنافسة وترك الحسد
3 - أزرى بقومك أي قصر بهم والمعنى قالت ابنة العدوي زورا من القول وباطلا لقد قصر بقومك فقرهم وقلة مالهم فأجبتها بقولي أنا لعمر أبيك الخ
4 - المقتر المعسر معناه أن الضيف نعم الشاهد على بطلان ما قالت حيث يحمدنا على جودنا وكرمنا وكثرة ما ننفقه من أموالنا
5 - اتصلت انتسبت وأضاف طيئا إلى الأجبال المشهورة في بلادهم نحو أجاء وسلمى وعوارض للتخصيص والتبيين وذلك لأن طيئا فرقتان فرقة تنزل السفلى من جبالهم وفرقة تنزل العلو منها والمعنى أن هذه المرأة غضبت علي لانتسابي إلى طيىء وقالت أنت من تميم ولست من

(2/250)


1 - ( وأنَا امرُؤٌ منْ آلِ حَيَّةَ منْصِبي ... وبَنُو جُوَيْنِ فاسْألِي أخْوَالي )
2 - ( وإذا دَعَوْتُ بَنِي جَدِيلَةَ جَاءَنِي ... مُرْدٌ عَلى جُرْدِ المُتُونِ طِوَالِ )
3 - ( أحْلاَمُنَا تَزِنُ الْجِبَالَ رَزَانةً ... وَيزِيدُ جَاهِلُنا عَلى الجُهَّالِ )
وقال إياس بن الأرت
4 - ( وَإنّي لَقَوَّالٌ لِعَافِيَّ مَرْحَباً ... ولِلطَّالِبِ المَعْرُوفَ إنَكَ وَاجِدُهْ )
5 - ( وإنّي لَمِمَّنْ يَبْسُطُ الكَفَّ بِالنَّدَى ... إذَا شَنِجَتْ كَفُّ الْبَخِيلِ وسَاعِدُهْ )
_________
طيىء فقلت لها أنا ممن يسكن أعالي الجبال من طيىء
1 - من آل حية خبر مقدم ومنصبي مبتدأ مؤخر والجملة صفة امرؤ وبنو مبتدأ وأخوالي خبره ومفعول اسألي محذوف تقديره الناس والمعنى أنا امرؤ مشهور النسب من آل حية منصبي وبنو جوين أخوالي فإن ارتبت وشككت في ذلك فاسألي الناس
2 - الجرد من الخيل القصار الشعر والمتون جمع متن وهو الظهر والمعنى إذا دعوت بني جديلة للحرب جاءني منهم فرسان شبان لا يهابون الأبطال وإنما خص المرد لإقدامهم في الحروب على غرة
3 - الأحلام جمع حلم وهو العقل وتزن توازي وتساوي والرزانة الثقل والمعنى نحن قوم عقلاء تماثل عقولنا الجبال في ثبوتها فلا يستفزنا الغضب وإذا جهل وسفه أحد علينا أريناه من الجهل ما يضعف قوته ويخرس لسانه
4 - لقوال كثير القول والعافي طالب العطاء وجمعه عفاة ومرحبا منصوب على المصدر وهو يجري مجرى الجمل لمكان العامل فيه معه وقد وقع موقع المفعول من قوله قوال والمعروف هنا الخير والجميل والمعنى أني رجل أحب الكرم ومكارم الأخلاق فأرحب بالسائل ولا أرده خاليا
5 - الندى العطاء وشنجت تقبضت يبسا والمعنى أني رجل أبسط كفي بالعطاء والجود في وقت الجدب وشدة احتياج الناس وظهور البخل

(2/251)


1 - ( لَعَمْرُك مَا تَدْري أُمامَةُ أنَّها ... ثِنًى مِنْ خَيالٍ ما أزَالُ أُعَاوِدُهْ )
2 - ( فَشَقَّتْ عَلى رَكْبى وَعنَّتْ رَكائِبي ... وَرَدَّتْ علَيَّ اللَّيْلَ قِرْناً أُكابِدُه )
وقال آخر
3 - ( أثنى عَلَيَّ بِمَا لاَ تُكْذَبِينَ بِهِ ... يَا طَيْبَ أيُّ فَتًى للضَّيْفِ وَالْجَارِ )
4 - ( إنّي أجُاوِرُ مَا جَاوَرْتُ فِي حَسَبِي ... وَلاَ أُفارِقُ إلاَّ طَيِّبَ الدَّارِ )
وقال آخر
5 - ( كَمْ مِنْ لَئيمٍ رَأيْنا كَانَ ذَا إِبِلٍ ... فأصْبَحَ الْيوْمَ لاَ مُعْطِ ولاَ قارِي )
_________
1 - العمر بفتح العين وضمها واحد ولا يستعمل في القسم إلا مفتوحا وجواب القسم محذوف تقديره قسمي وثنى أي مرة بعد أخرى يشير إلى معاودة الخيال مرة بعد مرة والمعنى أقسم بحياتك أن أمامة لا تعلم بأن خيالها يأتيني مرة بعد أخرى
2 - شقت صعبت وركبي أصحابي وعنت تعبت والركائب الرواحل والقرن المنازل في الحرب والمعنى أني لما عاودني خيالها انتبهت وأيقظت أصحابي ليرحلوا معي فصعب عليهم الرحلة معي فرحلت أكابد الليل سيرا كما يكابد الرجل خصمه
3 - الثناء المدح بالجميل وطيب منادى مرخم طيبة وأي فتى مبتدأ وخبره مضمر تقديره أنت والمعنى ليكن ثناؤك علي حقا يا طيبة وقولي أي فتى أنت للضيف إذا نزل والجار إذا استجار بك
4 - في حسبي أي مع حسبي وشرف أصلي ومتى كان كذلك امتنع عن فعل ما لا يحسن والمعنى أني إذا جاورت أحدا عاملته معاملة الكرام وإذا فارقته فارقته وهو يثني علي ويحمد جواري
5 - القارئ المكرم للضيفان والمعنى رأينا كثيرا من اللئام كانوا يملكون نفائس الأموال ويبخلون بها على الضيف وغيره ثم أزيلت

(2/252)


1 - ( وَلوْ يَكُونُ عَلى الْحَدَّادِ يَمْلِكُهُ ... لَمْ يَسْقِ ذَا غُلَّةٍ مِنْ مَائِهِ الْجَارِي )
وقال حسان بن ثابت
2 - ( المَالُ يَغْشَى رِجالاً لاَ طَبَاخَ بهِمْ ... كالسَّيْلِ يَغْشَى أُصُولَ الدِّنْدن الْبالِي )
3 - ( أصُونُ عِرْضي بمَالِي لاَ أُدَنِّسُهُ ... لاَ بارَكَ اللهُ بعْدَ العَرْضِ في المَالِ )
4 - ( أحْتالُ لِلْمَالِ إنْ أوْدَى فأجْمَعُهُ ... وَلسْتُ لِلعِرْضِ أنْ أوْدَى بمُحْتالِ )
5 - ( الفَقْرُ يُزْرِي بِأقْوَامٍ ذَوِي حَسَبٍ ... ويَقْتَدِي بِلِئامِ الأصْلِ أنْذَالِ )
قُالَ عبد العزيز بن زرارة الكلابي
_________
عنهم
1 - الحداد النهر وقيل إنه واد ماؤه لا ينقطع والغلة حرارة العطش والمعنى ولو ملك الواحد من أولئك اللئام ذلك الماء المذكور وجاءه رجل أحرقه الظمأ يطلب منه شربة لم يجد بها عليه
2 - لا طباخ بهم أي لا خير عندهم والدندن ما بلى من الشجر والمعنى يملك المال رجال ليس فيهم خير ولا حسن تدبير فلا ينتفعون به كما لا ينتفع الشجر البالي بالسيل إذا أصابه
3 - أصون أحفظ والمعنى إني أبذل مالي لحفظ عرضي كيلا يلحقني عيب ومذمة ولا خير في بقاء المال بعد ذهاب العرض
4 - أودى هلك والمعنى أني أجد طرقا كثيرة لجمع المال إذا ذهب ولا توجد طريق لاسترجاع العرض لو ذهب
5 - أزرى به عابه والأنذال الأخساء وفاعل يقتدي يعود على المال المذكور قبلا والمعنى أن الفقر يظهر أصحاب الشرف والحسب لدى الناس بمظهر العيب والذلة ويتبع لئام الأصول الأخساء وفي بعض النسخ بعد المصراع الأول ولا يسود غير السيد المال وعلى هذا ففي البيت أقواء

(2/253)


1 - ( دَعَوْتُ إليْها فِتْيَةً بِأكُفِّهِمْ ... مِنَ الْجَزْرِ في بَرْدِ الشِّتَاءِ كُلُومُ )
2 - ( إذا مَا اشْتهوْا مِنْها شِوَاءً سَعى لَهُمْ ... بِهِ هِذْرِيَانٌ لِلكِرَامِ خَدُومُ )
وقال آخر
3 - ( فإلاَّ أكُنْ عَيْنَ الْجَوَادِ فإِنَّني ... عَلَى الزَّادِ في الظَّلْمَاءِ غَيرُ شَتيمِ )
4 - ( فإلاَّ أكُنْ عَيْنَ الشُّجَاعِ فإِنَّني ... أرُدُّ سِنَانِ الرُّمْحِ غيرَ سَليمِ )
وقال آخر
5 - ( وسِّعْ بِمَدِّكَ مَاءَ اللَّحْمِ تَقْسِمُهُ ... وَأكْثِرِ الشَّوْبَ إنْ لَمْ يَكْثُرِ اللَّبَنُ )
_________
فليتأمل فيهما
1 - دعوت ناديت وضمير إليها يعود إلى ناقة ذبحها لأضيافه والجزر الذبح والمراد ببرد الشتاء زمان القحط والجدب والكلوم الجراحات والمعنى أني كثير البر والإكرام للضيفان ولذلك ترى غلماني وخدمي مجرحة أيديهم من كثرة النحر سيما في أيام البؤس واحتياج الناس
2 - الشواء اللحم المشوي والهذريان الخفيف في الكلام والخدوم الكثير الخدمة والمعنى ما اشتهت أضيافي شواء إلا وقدمته لهم الخدمة بكل بشر وإيناس
3 - المراد بعين الجواد ذات الكريم وشتيم فعيل بمعنى مفعول
4 - معنى البيتين أني إن لم أكن كل الجواد والجامع لأسباب السخاء فإنني لا أشتم بقلة الزاد وحبسه عن مريده في الظلام
وإن لم أكن جامعا لضروب الشجاعة فإني لا أرجع رمحي من الحرب سالما من الكسر والثلم والفل
5 - مد القدر إذا أكثر مرقها والشوب الخلط والمزج والمعنى أنه يأمر خادمه بتكثير الماء للحم وتكثير مزج اللبن إذا كان قليلا لينال جميع ضيفانه على سواء فلا

(2/254)


1 - ( وسّعْ بِه وتلفَّتْ حَوْلَ حَاضِرِهِ ... إنَّ الكَرِيمَ الذِي لَمْ يُخْلِهِ الفِطَنُ )
وقال آخر
2 - ( إذا هيَ لَمْ تَمْنعْ بِرِسْلي لُحُومَهَا ... مِنَ السَّيْفِ لاقَتْ حَدَّهُ وَهْوَ قاطِعُ )
3 - ( نُدَافعُ عَنْ أحْسَابِنَا بِلُحُومِها ... وألْبانِها إن الكَرِيمَ يُدَافِعُ )
4 - ( ومَنْ يًقْتَرِقْ خُلْقًا سِوَى خُلْقِ نَفْسه ... يَدَعْهُ وَترْجِعْهُ إليهِ الرَّوَاجِعُ )
وقال مضرس بن ربعي
_________
يأكل جماعة صرف اللحم ويبقى آخرون خماص البطون أو يشرب جماعة لبنا محضا ويبقى آخرون من غير شرب وتكثير المرق ورد في السنة
1 - حاضره من حضر للضيافة والمعنى أكثر ماء اللحم وأكثر التفاتك يمينا وشمالا لتنظر وتعلم حوائج الضيفان وشأن الكريم أن يكون حاذقا فطنا لأغراض الضيوف
2 - الرسل اللبن والمعنى أن أبله إذا درت اللبن للضيفان فقد حفظت لحومها فلا تذبح وذلك لأن العرب كانوا يقتنعون باللبن إذا وجد ويقولون اللبن أحد اللحمين فإذا لم تدر إبلهم لم يكن لهم بد من نحرها للضيوف
3 - المعنى أننا نطعم لحومها ونسقي ألبانها الناس حتى لا تلحق أحسابنا سبة وشتيمة
4 - يقترف يكتسب والمعنى من يستبدل أخلاق آبائه بأخلاق غيرهم فلا بد أن تأتي عليه أيام تضطره أن يتركها ويرجع إلى أخلاق آبائه

(2/255)


1 - ( وَإنِّي لأَدْعُو الضَّيْفَ بِالضَّوْءِ بَعْدَ مَا ... كسَا الأرْضَ نْضَّاحُ الْجَليدِ وجَامِدُهْ )
2 - ( لأُكْرِمَهُ إنَّ الْكَرَامَةَ حَقُّهُ ... ومِثْلاَنِ عنْدِي قُرْبُهُ وَتبَاعُدُهْ )
3 - ( أبِيتُ أُعَشِّهِ السَّدِيفَ وإِنَّنِي ... بمَا نَالَ حتَّى يَترُكَ الْحَيَّ حَامِدُه )
وقال حماس بن ثامل
4 - ( ومُسْتنْبحٍ فِي لُجّ لَيْلٍ دَعَوْتُهُ ... بمَشْبُوبَةٍ في رَأسِ صَمْدٍ مُقابِلِ )
5 - ( وَقُلْتُ لهُ أقْبِلْ فإِنَّكَ رَاشِدٌ ... وَإنَّ عَلى النَّارِ النَّدَى وابنَ ثَامِلِ )
وقال النمري ويقال أنها لرجل من باهلة
_________
1 - دعوة الضيف بالضوء هي أن العرب كانوا يوقدون النار في أعالي الجبال ليراها المارة ويأتوها فيضيفوهم ويكرموهم والنضاح الرشاش والجليد ما يسقط على الأرض من الندى فيجمد لبرد الهواء
2 - معنى البيتين أني إذا اشتد البرد وجمد الماء أضرم النار في الليل لتكون علامة للضيف يهتدى بها إلى بيتي
لأكرمه وذلك حق ودين له علي سواء كان من أقربائي أو بعيدا عني
3 - السديف شحم السنام والمعنى أقدم للضيف أطيب اللحم وأعد ما ناله مني نعمة قد أنعم بها علي فلا أزال أحمد عليها حتى يفارق قبيلتي
4 - الواو واو رب والمستنبح من يطلب مكان نبح الكلاب ليستدل به على مكان الضيافة ولج الليل معظم ظلمته وأصله لمعظم الماء والمشبوبة النار المضرمة والصمد المكان المرتفع والمعنى أوقدت النار في مكان عال يقابل الضيف إذا جاء لتكون دليلا له على بيتي
5 - راشد مهتد والندى الجود والمعنى بشرت الضيف بقدومه علي وأريته استبشاري به وانتظاري إياه

(2/256)


1 - ( فأوْسَعَنِي حَمْداً وَأوْسَعْتُهُ قِرًى ... وَأرْخِصْ بِحْمد كانَ كاسِبَهُ الأكلُ )
وقال آخر
2 - ( ترَكْتُ ضأنِي تَوَدُّ الذِّئبَ رَاعِيَهَا ... وأنَّها لاَ تَرَانِي آخِرَ الأَبَدِ )
3 - ( الذِّئبُ يَطْرُقُها فِي الدَّهْرِ وَاحِدَةً ... وكلَّ يوْمٍ تَرَانِي مُدْيَةٌ بِيَدِي )
وقال آخر
4 - ( وَما أنَا بِالسَّاعِي إلَى أُمِّ عَاصِمٍ ... لأَضْرَبهَا إنِّي إذاً لَجهُولُ )
_________
به معناه أنه سبق قومه إلى ملاقاة الضيف وفاز بإكرامه قبلهم ويشير بهذا إلى أن قومه أهل كرم وذوو فضل وإحسان
1 - وأرخص بحمد أي ما أرخص حمدا والمعنى أنه أكثر في حمدي وأنا أكثرت في إطعامه وإكرامه وما أرخص حمدا ثمنه إطعام الطعام
2 - الضأن من الغنم ضد المعز وتود هنا تعدي إلى مفعولين وقوله وإنها لا تراني عطف على مفعوله الأول أي وتود أنها لا تراني الخ
3 - الذئب يطرقها الخ هذا بيان لسبب تمنيها ذلك وكل يوم ظرف لقوله تراني ومدية بدل من الضمير فيه بدل اشتمال والمدية السكين ومعنى هذا البيت مع البيت الذي قبله أن أغنامه تمنت أن يكون الذئب هو الذي يقوم بشأنها بدله لأن الذئب يأتيها في دهرها مرة واحدة ثم لا يعود إليها وهو كل يوم يأتيها والسكين في يده ليذبح منها للضيافة يريد بهذا الكلام أنه كثير الجود والكرم
4 - اللام من لأضربها لام كي وليست بلام الجحود لأن لام الجحود تقع بعد كان وما تصرف منها كقول الله تعالى ( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) وكأنه قال هذا الكلام

(2/257)


1 - ( لكِ الْبَيْتُ إلاَّ فَيْنةً تُحْسِنينَها ... إذَا حَانَ مِنْ ضَيْفِ عَليَّ نُزُولُ )
وقال بعض بني أسد
2 - ( وَسَوْدَاءَ لا تُكْسَى الرِّقاعَ نَبِيلة ... لَها عِنْدَ قَرَّاتِ العَشيَّاتِ أزْمَلُ )
3 - ( إذا ما قرَينَاهَا قِرَاهَا تَضَمَّنَتْ ... قِرَىَ منْ عَرَانَا أوْ تَزِيدُ فَتُفْضِلُ )
وقال عُروة بن الورد تقدمت ترجمته
4 - ( سَلِي الطَّارِقَ المُعْتَرَّ يَا أُمَّ مَالِك ... إذا مَا أتانِيَ بَين قِدْرِي وَمَجْزَرى )
_________
لما رأى غيره يضرب زوجته ويمنعها من تدبير بيتها فأراد أن ينفي ذلك عن نفسه فقال وما أنا بالساعي الخ
1 - لك البيت أي لك تدبير البيت والفينة الوقت والمعنى أن تدبير البيت مفوض إليك وأمرك فيه نافذ في كل وقت إلا وقتا يجب عليك أن تحسني فيه إلى الضيف وهو وقت نزوله عندنا
2 - المراد بالسوداء هنا القدر التي يطبخ فيها وجمع الرقاع لأن الرقعة والرقعتين لا تسترها لعظمها والنبيلة العظيمة الشان والقرات جمع قرة وهي البرد والأزمل الصوت الشديد وخص قرات العشيات لأنها وقت الجدب الذي تكثر فيه الأضياف والمعنى ورب قدر من قدرونا سوداء عظيمة الشأن يشتد صوت غليانها وقت نزول الأضياف عندنا زمن القحط والشدة
3 - قريناها أي ملأناها لحوما وجعل ما يطبخ فيها قرى لها ليطابق تضمنت قرى من عرانا ويقال عراه يعروه إذا غشيه طالبا معروفه والمعنى أنهم كلما أمدوها بما يطبخ فيها أمدتهم بما فيه الكفاية لهم ولأضيافهم أو تزيد على المطلوب فتفضل على غيرهم
4 - الطارق الآتي ليلا

(2/258)


1 - ( أيُسْفِرُ وَجْهي أنَّهُ أوَّلُ القِرَى ... وَأبْذُلُ مَعْرُوفِي لهُ دُونَ مُنكَرِي )
وقال آخر
2 - ( وَإنَّا لَمَشّاؤُنَ بَينَ رِحالِنا ... إلَى الضَّيْفِ مِنّالا جِنُي ومُنِيمُ )
3 - ( فَذُوا الْحِلْم مِنَّا جَاهِلٌ دُونَ ضَيْفِهِ ... وذُو الْجَهْلِ مِنَّا عَنْ أذَاهُ حَلِيمُ )
_________
للضيافة والقرى والمعتر المعترض ولا يسأل والمجزر موضع جزر الإبل إذا ما أتاني يريد أن المعتر إذا أتاه في موضع الضيافة أعطاه إما لحما غير مطبوخ وذلك من المجزر وإما لحما مطبوخا وذلك من القدر
1 - أيسفر وجهي هذا في موضع المفعول الثاني لسلى وفي الكلام حذف أي أم لا وساغ الحذف لما يدل على المحذوف من قرائن اللفظ والحال ومعنى قوله يسفر أي يتهلل بالبشاشة وأنه أول القرى أي أن أسفاره بالبشاشة للضيف من أوائل إكرامه والإحسان إليه والمنكر ههنا أن يسأله عن اسمه ونسبه وبلده ومقصده وكل هذا مما يجلب عليه الحياء وقال أبو محمد الأعرابي المعروف هنا القرى والمنكر الحرم يريد أنه يبذل للضيف كل ما يملك سوى الحرم ومعناه أنه يتلقى الضيف بالبشاشة في أول ضيافته له ويبذل له من المعروف ما يؤنسه ويجتنب ما يوحشه
2 - لاحف أي يغطي الضيف باللحاف ومنيم أي يحدثه حتى ينام معناه أن لهم حسن عناية بالضيف لا يقصرون في حقه
3 - فذو الحلم منا الخ يريد أن الحليم منهم يجهل دون ضيفه إذا أوذي ومعنى وذو الجهل منا الخ أن الضيف إذا أحدث ما يؤذينا يرى الجهول منا محتملا له ولا يتعرض لأذاه والمعنى أن العاقل منهم يتجاهل على من يتعرض لضيفه وأن الجاهل منهم يتحمل الأذى من ضيفه ولا يؤاخذه

(2/259)


وقال ابن هرمة تقدمت ترجمته
1 - ( أغْشَى الطَّرِيق بقُبَّتي وَرِوَاقِها ... وَاحُلُّ في نَشْرِ الرُّبا فأُقِيمُ )
2 - ( أنَّ امرَأً جَعَلَ الطَّرِيقَ لِبَيْتِهِ ... طُنُباً وَأنْكَرَ حَقَّهُ للئيمُ )
وقال آخر
3 - ( ومُسْتَنْبحٍ تَسْتكْشِطُ الرّيحُ ثَوْبَهُ ... لِيَسْقُطَ عَنهُ وهْوَ بِالثَّوْبِ مُعصِمُ )
4 - ( عوَى في سوَادِ الليلِ بَعْدَ اعْتِسافِه ... لِيْنَبحَ كلْبٌ أوْ لِيَفزَعَ نُوَّمُ )
_________
يريد بذلك أنهم بلغوا في إكرام الضيف غاية ما بعدها غاية
1 - الرواق ما يكون حول القبة والنشز المكان المرتفع وكذا الربوة والجمع الربا معناه أنه يضرب قبته على الطريق ويقيم في الأمكنة المرتفعة
2 - طنبا على حذف مضاف أي موضع طنب والطنب حبل البيت معناه أن من يتخذ الطريق موضعا يضرب به خيمته ولا يؤدي حق ذلك الطريق فهو من اللئام
3 - المستنبح الذي يطلب نباح الكلب ليهتدي بذلك في طريقه وتستكشف أي تكشف ومعصم أي مستمسك ونبه بهذا الكلام أنه في وقت قحط وشدة والمعنى ورب ضال عن الطريق يتسمع نباح الكلاب ليهتدى بها والريح تجاذب ثوبه ليسقط عنه وهو محتفظ عليه مستمسك به
4 - عوى في سواد الليل أي نبح وصاح والاعتساف الأخذ في الطريق على غير هداية والمعنى أنه صوت بصوت شبيه بالعواء ليسمعه كلب فيجيبه فيهتدى بذلك في طريقه أو يتيقظ له قوم نيام فيتلقوه أو يرفعوا له نار الضيافة

(2/260)


1 - ( فَجاوَبَهُ مُسْتَسْمعُ الصَّوْتِ لِلْقِرَى ... لهُ عِندَ إتْيان المُهِبِّينَ مَطْعَمُ )
2 - ( يكادُ إذَا مَا أبْصَرَ الضَّيْفَ مُقْبِلاً ... يُكَلِّمُهُ مِنْ حُبِّهِ وهْوَ أعْجَمُ )
3و - قال سالِم بن قُحْفان العنبَرِيّ
4 - ( لاَ تَعْذُلِينِي في العَطاءِ وَيسِّري ... لِكُلِّ بَعِيرٍ جاءَ طَالِبُهُ حَبْلاَ )
5 - ( فإنِّيَ لا تَبكِي عَليَّ إفالُها ... إذا شَبِعَتْ منْ رَوْضِ أوْطانِها بَقْلاَ )
_________
1 - مستسمع بمعنى سامع وأراد به الكلب والمهبون الأضياف والمعنى أنه لما عوى جاوبه كلب يدعوه إلى القرى لأن له عند حضور الأضياف مطعما مما ينحر لهم من الإبل
2 - الأعجم الذي لا يتكلم يصف بهذا البيت شدة حب الكلب للضيف لأنه يأكل مما ينحر للضيافة
3 - وكان من حديث هذه الأبيات أن سالم بن قحفان جاء إليه أخو امرأته زائرا فأعطاه بعيرا من إبله وقال لامرأته هاتي حبلا يقرن به ما أعطيناه إلى بعيره ثم أعطاه بعيرا آخر وقال لها مثل ذلك ثم أعطاه آخر فقالت ما بقي عندي حبل فقال علي الجمال وعليك الحبال فرمت إليه بخمارها وقالت اجعله حبلا لبعضها فأنشأ يقول
( لقد بكرت أم الوليد تلومني ... ولم أجترم جرما فقلت لها مهلا )
لا تعذليني في العطاء الخ
4 - ويسرى أي هيئي والمعنى لا تلوميني على ما أهبه من جمالي بل هيئي لكل بعير أهبه حبلا يقاد به فما أنا بالبخيل
5 - فإني لا تبكي علي إفالها معناه أن الإبل بهائم لا تهتم بي إذا مت بل غايتها أنها ترتع وتشبع والأفال صغار الإبل جمع أفيل معناه أن إبله لا تحزن عليه إذا مات بل هي بهائم ترتع وتشبع لا تعقل الحزن ولا الفرح فموته عندها وموت من لم ينحرها سواء

(2/261)


1 - ( فلَمْ أرَ مِثلَ الإبْل مالاً لِمُقْتَنٍ ... وَلا مِثْلَ أيَّامِ الحُقُوقِ لها سُبْلاَ )
فأجابته امرأته واسمها ليلى
2 - ( حَلفْتُ يَميناً يَا ابْنَ قُحْفانَ بالَّذي ... تكَفَّلَ بالأَرْزاقِ في السَّهلِ والْجَبلْ )
3 - ( تَزالُ حِبالٌ مُحْصَداةٌ أعدُّها ... لَها ما مَشَى منْها عَلى خُفِّهِ جَمَلْ )
4 - ( فأعْطِ وَلا تَبْخَلْ لِمَنْ جاءَ طالِباً ... فَعِنْدِي لها خُطْمٌ وَقدْ زاحَتِ العِلَلْ )
وقال آخر
5 - ( ألاَ تَرَينَ وَقدْ قطَّعْتنِي عَذَلاً ... مَاذا مِنَ البُعْدِ بَينَ البُخلِ والْجُودِ )
_________
1 - المقتني هو الذي يقتني المال والمراد بالحقوق ما ينحره للضيافة ويعطيه في الديات معناه أن الإبل أحسن من كل مال يقتني وأن نحرها للأضياف ودفعها في الديات أحسن من كل سبيل لها تنفق فيه
2 - السهل ضد الجبل معناه أقسم بالله الذي هو متكفل لجميع مخلوقاته بالرزق وجواب القسم قولها تزال
3 - تزال أي ما تزال وجاز حذف حرف النفي لدلالة اليمين عليه والمحصدات الحبال المحكمة الفتل وأعدها أهيئها وضمير لها للإبل وما مصدرية ظرفية والمعنى أني أقسم ما تزال الحبال الوثيقة الفتل عندي أعدها للإبل لكل منها حبل يقاد به ما دامت تمشي على أرجلها
4 - الخطم جمع خطام وهو ما يقاد به البعير وزاحت أي زالت والمعنى فأعط من الإبل من يطلب معروفك ولا تبخل عليه فعندي لكل ما تعطيه منها حبل يقاد به وقد زالت العلل فلا مانع من الإعطاء
5 - ألا أداة ينبه بها ومعنى قطعتني عذلا أي أوجعتني ملامة وقوله ماذا من البعد استفهام على طريق

(2/262)


1 - ( ألاّ يَكُنْ وَرقِي غَضًّا أرَاحُ بِهِ ... لِلمُعتَفِينَ فإنِّي لَيّنُ الْعُودِ )
2و - قال قيس بن عاصِم المنقري
3 - ( إنّي امرُوءٌ لاَ يَعْترِي خُلُقي ... دَنَسٌ يُفَنِّدُهُ وَلاَ أفْنُ )
_________
التهويل والتفخيم كأنها كانت تلومه على كثرة الجود ولا تنظر ما بين البخل والجود من البعد فيقول ألا تنظرين إلى البعد الشاسع بين الجود والبخل فليس لك أن تلوميني في العطاء
1 - الورق هنا المال من إبل ودراهم وغيرها والغض الطري وأراح أي ارتاح والمعتفون الطالبون للمعروف ولين العود كناية عن السخاء ولما كنى عن معروفه بالورق وصله بالعود تحسينا لكلامه وإشارة إلى أنه لا يترك الجود بوجه
2 - وجده سنان بن خالد بن منقر أحد بني سعد بن زيد مناة بن تميم وقيس يكنى أبا علي وهو شاعر فارس شجاع حليم كثير الغارات مظفر في غزواته أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم وحسن إسلامه وأتى إلى النبي وصحبه في حياته وعمر بعده زمانا قال الأحنف بن قيس ما تعلمت الحلم إلا من قيس بن عاصم المنقرى قيل له وكيف ذلك يا أبا بحر فقال قتل ابن أخيه ابنا له فأتى بابن أخيه مكتوفا يقاد إليه فقال أذعرتم الفتى ثم أقبل عليه فقال يا بني نقصت عددك وأوهنت ركنك وفتت في عضدك وأشمت عدوك وأسأت قومك خلوا سبيله واحملوا إلى أم المقتول ديته فانصرف القاتل وما حل قيس حبوته ولا تغير وجهه
3 - لا يعتري خلقي أي لا يصيبه والدنس ما يشين الإنسان ويعيبه ويفنده أي يفحشه والأفن ضعف العقل معناه أنه شريف الخصال نقي العرض ثابت العقل

(2/263)


1 - ( مِنْ مِنْقَرٍ في بَيْتِ مَكْرُمَةٍ ... والْغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلهُ الغُصْنُ )
2 - ( خُطَبَاءُ حِينَ يَقُومُ قائِلهُمْ ... بِيضُ الوُجُوهِ مَصاقِعٌ لُسْنُ )
3 - ( لاَ يَفْطُنُونَ لِعَيْبِ جَارِهِمِ ... وَهُمْ لِحِفْظِ جِوَارِهِ فُطْنُ )
4و - قال ابن عنقاء الفزاري
5 - ( رَآني عَلى مَا بِي عُمَيْلَةُ فَاشْتَكَى ... إلَى مَالِهِ حَالِي أسَرَّ كما جَهَرْ )
_________
1 - منقر أبو بطن من تميم والمكرمة فعل الكرم وقوله والغصن ينبت الخ مثل في أن الطيب ينشأ عنه الطيب والمعنى أن أصله من قوم كرام فيكون كريما مثل الغصن يخرج منه غصن آخر فيكون مثله
2 - مصاقع جمع مصقع وهو البليغ العالي الصوت واللسن جمع لسن وهو المتناهي في الفصاحة والبلاغة ومعناه أنهم أدباء سادات إذا تكلموا جاؤا بفصيح الكلام وبليغه
3 - الفطن جمع فطن وهو الحاذق الذكي يقول إنهم لكرم أخلاقهم لا يتفحصون عما خفي من أمر الجار بل يلابسونه على ظاهر أمره وإذا اتفق له ما يوجب عليهم حفظه بعقد الجوار فطنوا لذلك وحاموا عليه وبذلوا نفوسهم دونه
4 - هذه الأبيات يقولها ابن عنقاء في ابن عم له يقال له عميلة وكان قوم من العرب أغاروا على نعم له فاستاقوها حتى لم يبق له منها شيء فأتى ابن أخيه فقال له يا ابن أخي أنه قد نزل بعمك ما ترى فهل من حلوبة قال نعم يا عم يروح المال وأبلغ مرادك منه فلما راح المال قاسمه إياه وأعطاه شطره فقال ابن عنقاء هذه الأبيات
5 - على ما بي أي على الذي بي من الفاقة والاحتياج وقوله فاشتكى إلى ماله مجاز جعل رجوعه إلى ماله في إصلاح أمره شكاية منه إليه وقوله أسر كما جهر يريد به أنه اهتم بأمره في

(2/264)


1 - ( لسْنا وَإنْ أحسَابُنا كرُمَتْ ... يَوْماً عَلى الأحْسابِ نَتَّكِلُ )
2 - ( نَبْنِي كما كانَتْ أوَائِلُنا ... تَبْنى وَنفعَلُ مِثلَ ما فَعَلُوا )
3و - قال طُريْحُ بن إسماعيلَ الثَقفيّ
4 - ( طَلبْتُ ابتِغاء الشُّكر فِيمَا صَنَعْتَ بِي ... فَقَصَّرْتُ مَغْلوباً وَإنِّيَ شَاكِرُ )
5 - ( وَقدْ كُنْتَ تُعْطيني الْجَزيلَ بَدَيهَةً وأنتَ لِمَا استَكْثَرْتُ منْ ذاكَ حَاقِرُ )
6 - ( فأرْجِعُ مَغبُوطًا وَترْجِعُ بالّتي ... لَها أوَّلٌ في المَكرُمَاتِ وآخِرُ )
_________
1 - المعنى أنا لا نتكل على أحسابنا في يوم من الأيام وإن كانت كريمة
2 - المعنى لا نعتمد على الأحساب بل نبني ونشيد ما شيده وبناه آباؤنا من الكرم والمجد ونقتدي بهم في جميع فعالهم من المكارم
3 - وجده عبيد ابن أسيد بن علاج بن أبي سلمة بن عبد العزى بن قسي وهو ثقيف بن منبه بن بكر أحد بني قيس عيلان بن مضر ويكنى طريح أبا الصلت وهو شاعر من شعراء الإسلام في عهد بني أمية وكان خصيصا بالوليد بن يزيد الفاسق المارق من الدين واستفرغ شعره فيه وكان الوليد بن يزيد يكرم طريحا وكانت له منه منزلة ومكانة وكان يدني مجلسه ويجعله أول داخل وآخر خارج ولم يكن يصدر إلا عن رأيه ومات طريح أيام المهدي وهذا الشعر يمدح به خالد بن عبد الله القسري
4 - المعنى حاولت طلب شكرك على ما أوليتني من صنيعك وجميلك فعجزت عن إدراك ما يوجبه حقك علي من الشكران مع بذل قصارى جهدي في ذلك
5 - الجزيل الكثير وبديهةً أي من غير سؤال
6 - الغبطة أن تتمنى مثل ما لغيرك بدون أن تريد زواله عنه ومعنى

(2/265)


1 - ( فقُلتُ لهُ خَيراً وأثْنَيتُ فعْلهُ ... وأوْفاكَ ما أسْدَيتَ مَنْ ذمَّ أو شَكرْ )
3و - قال آخر
2 - ( سأشْكُرُ عَمْراً إنْ ترَاخَتْ مَنِيتي ... أيادِيَ لمْ تُمْنَنْ وإنْ هيَ جَلَّتِ )
3 - ( فتًى غَيرُ محْجُوبِ الغِنَى عنْ صَديقِه ... وَلا مُظْهرِ الشَّكوَى إذا النَّعلو زُلَّتِ )
5 - ( رَأى خلَّتي منْ حيْثُ يَخفَى مكانُها ... فكَانتْ قَذَى عيْنيهِ حتَّى تجلَّتِ )
_________
1 - وأثنيت فعله أي على فعله ومعناه مدحته ويقال أسداه خيرا إذا أحسن إليه ومن ذم أو شكر أي من ذم إساءتك وشكر إحسانك فقد أوفاك حق ما أسديت إليه ومعناه أن الشاعر أثنى على عملية بما فعل معه من البر وأوفاه حق إحسانه إليه
2 - هو رجل يقال له عمرو بن كميل نظر إليه عمرو ابن ذكوان وعليه حبة بلا قميص فجعل يسعى له ويتشفع حتى ولى البصرة فقال هذه الأبيات
3 - الأيادي النعم ولم تمنن أي لم يمتن علي بها وإن عظمت والمعنى سأكثر شكري لعمرو ما دمت حيا على النعم التي اختصني بها بدون من منه وإن كانت جليلة
4 - فتى أي هو فتى وقوله غير محجوب الغنى الخ يريد أنه يشارك صديقه لا يمسك عنه شيء وقوله ولا مظهر الشكوى الخ يعني أنه جلد صبور ذو مروءة لا يبث شكواه إلى أحد وقوله إذا النعل زلت كناية عن الشدة والحاجة ومعناه أنه كريم يجعل صديقه شريكا له في غناه مدة مساعدة الزمان فإن لم يساعده الزمان له لا يشتكي ولا يتألم بل يصبر ويتجلد
5 - الخلة هنا الحاجة والفقر وقوله من حيث يخفي مكانها يريد أنه اطلع على تلك الخلة من مكان تخفى فيه ولا تظهر وقوله فكانت قذى عينيه أي لم يصبر عليها كما لا يصبر الرجل على قذى عينيه يقول رأى

(2/266)


1 - قال رجل من بَهراءَ واسمه فدَكيٌّ
2 - ( إنْ أجْزِ علْقَمةَ بْنَ سيْفٍ سعْيهُ ... لاَ أجزِه ببَلاءِ يوْمٍ واحِد )
3 - ( لأحبَّني حُبَّ الصَّبيِّ ورَمني ... رَمَّ الْهدِيّ إلى الْغِنيّ الوَاجِد )
_________
مني ما يدل على حاجتي وفاقتي فلم يصبر على ذلك حتى كأن بعينيه قذى وما زال يحرص على دفع ما بي حتى تجلت هذه الغمة التي كنت فيها
1 - وكان من خبره أنه كان مجاورا في بني تغلب لبني عتاب بن سعد الجشمي فأقام فيهم مدة منقطعا إلى رجل يقال له علقمة بن سيف العتابي وكان فارسا كريما فخرج علقمة ذات يوم في بعض غزاوته فأغار حنش بن معبد أحد بني ثعلبة بن بكر على إبل البهراني فأخذها فلما قدم علقمة أخبر بشأن البهراني فقال إن حنش بن معبد صديق لي فإذا وفدت إليه رد علي الإبل فوفد إليه في جماعة من بني تغلب وفيهم رجل من بني الأوس بن تغلب وهم أشأم حي في العرب فلما قدموا على حنش بن معبد فرح بهم وبنى عليهم قبة وأكرمهم ووعدهم أن يرد على علقمة الإبل إذا أصبحوا فلما كان الليل استسمع عليهم حنش بن معبد وهم يتحدثون ويذكرون ما صنع بهم حنش فسمع من رجل من بني الأوس كلاما أحفظه وأغضبه وحلف أن لا يرد منها بعيرا فلما رجعوا أخرج علقمة بن سيف من ماله مائة بعير وأعطاها البهراني وقال هذا بدل ما أخذ منك فقال البهراني هذه الأبيات
2 - إن أجز أي إن أردت أن أكافئه وأجازيه وقوله ببلاء يوم أي بنعمة يوم يريد انه قاصر عن مكافأة علقمة على ما أولاه من جزيل الإحسان
3 - لأحبني اللام لام اليمين ورمني أي أصلح حالي والهدى العروس تزف إلى زوجها ومعناه

(2/267)


1 - ( وأجابَنِي يوْمَ الصُّراخِ بِهَجْمةٍ ... مائَةٍ تشُقُّ على عِصِيِّ الذَّائِد )
2 - ( وَقدْ نَضَحْتُ مليلَتي فَتمَيَّثتْ ... عنْ آلِ عتَّابٍ بمَاءٍ بارِد )
3و - قال أبو زياد الأعرابي الكلابي
_________
أنه بالغ في إكرامه والإحسان إليه حباله ورأفة به كما يرأف الإنسان بالصبي وأنه تكلف في العناية به كما يتكلف أهل العروس في تجهيزها إذا زفوها إلى زوجها الغني خوفا من تعيير أهل زوجها لها أو تعيير الناس لزوجها بتزوجه إياها
1 - يوم الصراخ أي وقت الفزع والذعر والهجمة من الإبل ما بين السبعين إلى المائة وتشق أي تستعصى والذائد السائق معناه أن علقمة أعطاه مائة من إبله تستعصى على من يسوقها لقوتها وذلك ليصلح بها شأنه مكان إبله التي أخذت منه
2 - نضحت أي سكنت والمليلة شدة العطش فتميثت أي بردت وذابت معناه أن علقمة بن سيف العتابي شرح صدره وسكن غليله بما أعطاه من الإبل
3 - هو شاعر إسلامي راوية عالم بالشعر وأخبار الناس وكان في أيام بني العباس قال أبو زياد أولم جار لي يكنى أبا سفيان وليمة ودعاني لها فانتظرت رسوله حتى تصرم يومي فلم يأت فقلت لامرأتي
( وأن أبا سفيان ليس بمولم ... فقومي وهاتي فقرة من حوارك )
قال إسحاق الموصلي لما حدثه بهذا الحديث أليس غير هذا قالا إنما أرسلته يتيما فقلت أفلا أجيزه قال شأنك فقلت
( فبيتك خير من بيوت كثيرة ... وقدرك خير من وليمة جارك )
قال فضحك وقال أحسنت بأبي أنت وأمي

(2/268)


1 - ( لهُ نارٌ تُشَبُّ على يفَاعٍ ... إذا النِّيرانُ أُلْبسَتِ القِناعاَ )
2 - ( وَلمْ يكُ أكْثرَ الفتْيانِ مالاً ... وَلكنْ كانَ أرْحَبَهُمْ ذِراعا )
3و - قال العَرندس
4 - ( هًيْنونَ ليْنُونَ أيْسارٌ ذُوُو كَرمٍ ... سُوَّاسُ مكْرُمةٍ أبنَاءُ أيْسارِ )
5 - ( إنْ يُسْأَلُوا الْحقَّ يُعْطُوهُ وإنْ خُبِرُوا ... في الجَهْدِ أُدرِكَ منهُم طيبُ أخبار )
6 - ( وَإنْ تَودَّدْتَهُمْ لانُوا وَإنْ شُهِمُوا ... كشَّفْتَ أذْمارَ شَرّ غيرَ أشْرارِ )
_________
1 - تشب أي توقد واليفاع المكان المرتفع وألبست القناعا كناية عن أخمادها معناه أنه جواد في الشدة والرخاء فلا تحمله شدة الزمان على قلة الجود والكرم كما تحمل غيره
2 - مالا وذراعا منصوبان على التمييز والمعنى أنه واسع اليد في العطاء مع قلة ما عنده
3 - هو أحد بني بكر بن كلاب ويمدح بهذا الشعر بني عمرو والغنويين وكان أبو عبيدة إذا أنشدها يقول هذا والله محال كلابي يمدح غنويا
4 - الأيسار جمع يسر وهم الذين يجيلون القداح والعرب تتمدح بذلك لأنه من علامات الكرم عندهم وقوله سواس مكرمة أي أنهم يروضون المكارم ويلون أمرها يريد أنهم أصحاب لين وأهل كرم مع شرف أصلهم
5 - إن يسألوا الحق أي ما أوجبوه على أنفسهم من مالهم وإن خبروا أي اختبروا وامتحنوا والجهد الشدة ومعناه أنهم لعلو همتهم وكرم أخلاقهم لا يمنعون الحقوق عن أربابها وإن سألت عنهم وهم في شدة سمعت من أخبارهم كل جميل
6 - وإن توددتهم أي طلبت مودتهم وشهموا مبني للمجهول من شهمه إذا أفزعه والأزمار جمع زمر وهو الشجاع

(2/269)


1 - ( فيهِمْ وَمنْهُمْ يُعَدُّ المَجْدُ مُتَّلِدًا ... ولا يُعَدُّ نَثا خِزْيٍ وَلا عار )
2 - ( لا ينْطِقُونَ عنِ الفَحشاءِ إنْ نطَقُوا ... وَلا يُمارُونَ إنْ مارَوْا بِاكْثار )
3 - ( منْ تلْقَ منْهُمْ تقُلْ لاَقيْتُ سيّدَهُمْ ... مثْلَ النُّجومِ الَّتي يسْري بها السَّاري )
وقال آخرى
4 - ( رَهنتُ يَدي بالْعَجزِ عنْ شكْر برّهِ ... وَما فوْقَ شُكْري للشَّكُورِ مزيدُ )
5 - ( ولوْ أنَّ شيْئاً يُسْتَطاعُ استَطَعتُهُ ... ولَكنَّ مالاَ يُستَطاعُ شَديدُ )
_________
والشر الحرب وقوله غير أشرار جمع شرير على غير قياس والمعنى أنك إن تقربت إليهم بالمودة أحبوك ولانوا لك وإن حركتهم على سبيل الإخافة لم تجد عندهم لينا بل تجدهم شجعان حرب وإن كانوا أهل خير
1 - المتلد القديم والنثا ما يخبر به عن الرجل من حسن أو سيء أي نثا سوء يذل صاحبه إذا ذكر به يريدان لهم قدم صدق في المجد والشرف ولا يصدر عنهم إلا كل جميل
2 - لا ينطقون الخ يعني أن لهم أخلاقا حميدة ونفوسا كريمة تمنعهم عن النطق بالفحش ولا يمارون أي لا يجادلون معناه أنهم لا يتكلمون بالفحش ولا يكثرون الكلام في أمر لا طائل فيه
3 - مثل النجوم أي مثلها في الاهتداء بها معناه أنهم كلهم أهل سيادة وأنهم مثل النجوم في ضوئها وإنارتها والاهتداء بها
4 - رهنت يدي بالعجز معناه إن استطاع أحد شكر أياديه فلكم يدي رهينة بالعجز عنه ومزيد أي زيادة يريدانه عاجز عن شكر من أحسن إليه وإن كان لا شكر فوق شكره
5 - ولو أن شيئا الخ معناه لو كان يستطيع أن يفي بشكره لفعل ذلك

(2/270)


وقال الحسين بن مطير الأسدي
1 - ( لُهُ يومُ بُؤْسٍ نيهِ للناس أبْؤُسٌ ... ويوْمُ نَعيمٍ قيه للنَّاس أنْعُمُ )
2 - ( فَيمْطُرُ يوْمَ الجْود منْ كفّهِ النَّدى ... ويَمْطرُ يوْم البأْس منْ كفّه الدَّمُ )
3 - ( ولوْ أنَّ يوْمَ البأْس خلّى عِقابهُ ... عَلى النَّاس لمْ يُصْبِحْ على الأرض مُجْرِمُ )
4 - ( ولوْ أنَّ يوم الْجُودِ خلَّى يَمينَهُ ... على النَّاس لمْ يُصْبِحْ على الأرضِ مُعْدِمُ )
وقال أبو الطمحان القيي واسمه حنظلة بن الشرقي تقدمت ترجمته
5 - ( إذَا قيلَ أيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قبِيلَةً ... وأصبَرُ يوْماً لا تَوارَى كواكِبُهْ )
_________
ولكنه عاجز عنه
1 - البؤس ضد النعيم معناه أن أيام هذا الممدوح مقسمة بين إنعام وانتقام فأيام الإنعام لأصدقائه تسعد بها وأيام الانتقام لأعدائه تشقى بها
2 - البأس القتال يريد بهذا البيت أنه جواد شجاع
3 - ولو أن الخ يشير به إلى أن هذا الممدوح عالي الهمة شديد البأس
4 - المعدم الفقير والمراد من هذا البيت أنه سمح كريم كثير العطاء والجود
5 - قبيلة منصوب على التمييز والمراد باليوم أيام الحرب والقتال ولا توارى أصله لا تتورى فحذف إحدى التاءين وكواكبه كناية عن شدة ذلك اليوم والأصل في هذا وما يجري مجراه يوم حليمة وذلك أنه صعد الغبار في ذلك وانعقد في الجو حتى ستر الشمس فرؤيت الكواكب ظهرا هكذا ذكروا معناه إذا سأل سائل عمن هم خير قبيلة وأصبرها يوم القتال

(2/271)


1 - ( فإِنّ بَني لأْم بِنْ عَمْرٍ وأرُومةٌ ... سَمتْ فوْق صَعْبٍ لا تُنالُ مرَاقِبُهْ )
2 - ( أضاءَتْ لهُمْ أحْسابُهُم وَوُجوهُهمْ ... دُجَى اللَّيلِ حتّى نَظّمَ الْجَزْعَ ثَاقِبُهْ )
3و - قال آخر
4 - ( يا أيُّها المُتَمَنيِّ أنْ يكُونَ فتًى ... مثْلَ ابْن لَيْلَى لَقدْ خلَّى لكَ السٌّبُلاَ )
5 - ( أعْدُدْ نَظائِرَ أخْلاَق عُدِدْنَ لهُ ... هَلْ سَبَّ أحدٍ أوْ سُبَّ أو يَخِلاَ )
_________
الشديد قيل له بنو لأم
1 - الأرومة الأصل والمراقب واحدها مرقبة وهي المكان المشرف العالي يقف عليه الحارس يقول إن بني لأم بن عمرو سادة أعزاء سموا فوق صعب من المجد يشق الارتقاء إليه يريدان بني لأم حازوا من المجد والشرف مالا يرام
2 - نظم الجزع أي حمل ناظمه على نظمه والجزع خرز فيه بياض وسواد تشبه به العيون والضمير من ثاقبه يعود إلى الجزع معناه أن أحسابهم ووجوههم أضاءت لهم ظلام الليل حتى حملت في ضمن ذلك ناظم الجزع على نظمه يشير بهذا البيت إلى أنهم من ذوي الجاه والحسب
3 - هو محمد بن بشير الخارجي من بني خارجة بن عدوان وقد تقدمت ترجمته هذا الشعر يرثي به سليمان بن الحصين وكان خليلا مصافيا له وصديقا مخلصا فلما مات سليمان جزع عليه وحزن حزنا شديدا فرثاه بهذه الأبيات
4 - مثل ابن ليلى هو سليمان بن الحصين وقوله لقد خلى لك السبلا أي لقد ترك لك الطرق في اكتساب مناقب الفتوة معناه يا من تمنى أن يكون مثل ابن ليلى في فتوته لقد خلي لك الطرق في اكتساب مناقب الفتوة
5 - أو سب أي هل سبه أحد معناه أنه صاحب

(2/272)


1 - ( إنْ تُنْفِقِ المَالَ أوْ تَكْلَفْ مَساعِيَهُ ... يَصْعُبْ عَليْكَ وتَفْعَلْ دُون مَا فَعَلاَ )
2 - ( لَوْ يُبعَثُ النَّاسُ أدْناهُمْ وأبعَدُهُمْ ... في سَاحةِ الأَرْضِ حتَّى يَحْرُثُوا الإِبِلاَ )
3 - ( كَيْ يَطْلُبُوا فَوْقَ ظَهْرِ الأرْضِ لَمْ يَجِدُوا ... مِثلَ الَّذي غَيَّبُوا في بَطْنِهِ رَجُلاَ )
وقال آخر
4 - ( لَمْ أرَ مَعْشراً كَبَنِي صُرَيْمٍ ... تَلُفُّهُمُ التَّهَائِمُ والنُّجُودُ )
5 - ( أجَلَّ جَلاَلةً وَأعَزَّ فَقْدًا ... وَأقضَى لِلْحُقُوقِ وَهُمْ قُعُودُ )
_________
الخصال الحميدة والأخلاق الكريمة المعدودة التي منها أنه لا يسب الناس لكرم أخلاقه ولا يسبونه لكثرة هيبته ولا يبخل عليهم لأنه شب على الجود والكرم
1 - تكلف مساعيه أي تهواها معناه لو أنفقت مالك كل الإنفاق وسعيت كل السعي لتكون مثل ابن ليلى في كثرة جوده وعلو همته ما استطعت إلى ذلك سبيلا بل أتيت بأقل مما أتى به
2 - حتى يحرثوا الإبل أي يهزلوها ويضعفوها بالأسفار
3 - لم يجدوا جواب لو في أول البيت الذي قبله ومعنى البيتين لو طاف الناس بالأرض سائرين تحت كل كوكب لكي يصادفوا عليها مثل هذا الممدوح الذي استودعوه بطنها لم يجدوا له نظيرا
4 - تلفهم أي تجمعهم والتهائم الأماكن المنخفضة من الأرض ضد النجود معناه لم أر قوما تجمعهم الأرض مثل بني صريم
5 - وهم قعود أي وهم في مجالسهم معناه ولم أر أيضا قوما أعظم جلالة في أعيننا ولا أثقل فقدانا علينا ولا أقضى للحقوق من بني صريم وهم في مجالسهم

(2/273)


1 - ( وَاكثَرَ نَاشِئاً مِخْرَاَقَ حَرْبٍ ... يُعينُ عَلى السَّيادَةِ أوْ يسودُ )
2و - قال شُقْرَان مَوْلَى بَني سَلاَمانَ بن سَعد هُذيْمٍ
3 - ( لَوْ كُنْتُ مَوْلى قَيْسِ عَيْلاَنَ لَمْ تَجِدْ ... علَيَّ لإِنسَانٍ منَ النَّاسِ دِرْهَمَا )
4 - ( وَلكِنَّنِي مَوْلَى قُضَاعَةَ كُلّها ... فَلسْتُ أُبالِي أنْ أدِينَ وَتَغْرَما )
5 - ( أُولئكَ قَوْمِي بَارَكَ اللهُ فِيهِم ... عَلى كلِّ حالٍ مَا أعَفَّ وَأكرَمَا )
6 - ( ثقالُ الْجِفانِ وَالْحُلُومِ رَحاهُمُ ... رَحا الْمَاءِ يَكْتالُونَ كَيْلاً غَذَمذْمَا )
_________
1 - ناشئا منصوب على التمييز من نشأ الغلام إذا شب ومخراق الحرب صاحبها معناه أن بني صريم قد نشؤا في القوة والشجاعة ولا يستعملون همتهم إلا في طلب السيادة لهم ولغيرهم
2 - هو شاعر إسلامي من شعراء الدولتين بني أمية وبني العباس وكان يهاجي ابن ميادة ويشاتمه
3 - درهما مفعول أول لتجدو وعلي لإنسان مفعوله الثاني
4 - وتغرما معطوف على أدين ومعنى البيتين لو كان ولائي في قيس عيلان لم أقترض دهما من أحد لأنفقه في سبيل الخير مخافة أن لا يؤدوه عني ولكن ولائي في قضاعة فلا أبالي أن أقترض ما أنفقه في وجوه البر لأنهم يؤدون عني ما أقترضه والمراد من هذا الكلام تفضيل قضاعة لجودهم وكرمهم على قيس عيلان لبخلهم وإمساكهم
5 - على كل حال يتعلق بقوله بارك الله فيهم أي بارك الله فيهم متحولين في شؤن الدهر وتصاريفه ثم قال مستأنفا ما أعف وأكرما أي ما أعفهم وأكرمهم معناه أنه يدعو لهم بالبركة ويتعجب من عفافهم وكرمهم
6 - الجفان جمع جفنة وهي القصعة والرحا معروفة وخص رحا الماء لأنها أكثر طحنا من

(2/274)


1 - ( جُفَاةُ المَحزِّ لاَ يُصِيبُون مَفْصِلاً ... وَلا يأكُلُونَ اللَّحْمَ إلاَّ تَخَذَّما )
وقال أبو دَهْبَلِ الجمحي يمدح النبي
2 - ( إنَّ البُيُوتَ مَعَادِنٌ فَنِجَارُهُ ... ذَهبٌ وكلُّ بُيْوتِه ضَخْمُ )
3 - ( عُقِمَ النِّساءُ فَمَا يَلِدْنَ شَبِيهَهُ ... إنّ النِّساءَ بِمِثْلِهِ عُقْمُ )
4 - ( مُتَهَللٌ بِنَعَمْ بِلاَ مُتَبَاعِدٌ ... سِيّانِ مِنهُ الْوَفْرُ وَالعُدْمُ )
_________
رحى اليد وثقل الجفان وكثرة الطحن يدلان على كثرة الإطعام والغذمذم الكيل الجزاف يصفهم بإطعام الطعام ورزانة العقول وبإعطائهم العطاء الجزيل
1 - المحز القطع وهو والحز سواء والتخذم تقطيع اللحم بالسكين معناه أنهم إذا أرادوا اللحم تناولوا ما سهل منه ولا يتبعون ما لصق بالعظم كعادة الفقراء ولا يأكلونه إلا مقطعا بالسكاكين يشير بذلك إلى أنهم أغنياء متنعمون
2 - المراد بالبيوت هنا قبائل العرب وأصولهم والمعادن جمع معدن وهو منبت الجواهر من ذهب ونحوه والنجار الأصل وقوله وكل بيوته ضخم معناه أن القبائل التي اكتنفته من أخواله وأعمامه شريفة عظيمة مثل هاشم وأمية ومخزوم يقول إن القبائل متفاوتة في الشرف والمجد فحل هذا من بينها في أعظم موضع وأشرف أصل فأصله خالص نفيس كالذهب لا عيب فيه وأن القبائل التي اكتنفته من أعمامه وأخواله كلها عظيمة الشأن
3 - عقم النساء أراد عقم النساء بمثله فحذف لدلالة ما بعده عليه والعقم جمع عقيم وهي التي لا تلد والمعنى أن النساء منعن أن تأتي بمثله فهي لا تلد مثل الممدوح
4 - متهلل بنعم أي فرح بقول نعم بلا متباعد أي بعيد من قول لا والسيان المثلان والوفر المال الكثير والعدم قلة المال معناه

(2/275)


1 - ( نَزْرُ الكلاَمِ مِنَ الْحَيَاءِ تَخَالُهُ ... ضَمِنًا وَلَيْسَ بِجسْمِهِ سُقْمُ )
وقالت ليلى الأخيلية تقدمت ترجمتها
2 - ( يا أيُّها السَّدِمُ المُلَوِّي رَأسَه ... لِيَقُودَ مِن أهْلِ الْحِجَازِ بَريمَا )
3 - ( أتُريدُ عَمْرَو بنَ الْخَلِيعِ وَدُونَهُ ... كَعْبٌ إذًا لَوَجَدْتَهُ مَرْؤُمَا )
4 - ( إنَّ الْخَلِيعَ وَرَهْطَهُ في عَامرٍ ... كالْقَلْبِ أُلْبِسَ جُؤْجُوءً أو حَزِيما )
5 - ( لا تَغْزُوَنَّ الدّهرَ آلَ مُطَرِّفٍ ... لاَ ظَالِمًا أبَدًا وَلاَ مَظْلُومَا )
_________
أنه يحب الإعطاء ويميل إليه ويجتنب المنع ويتباعد منه وأنه يعطي عند الشدة وضيق العيش كما يعطي عند الرخاء والسعة
1 - نزر الكلام أي قليل الكلام وتخاله ضمنا أي تظنه سقيما معناه أنه لا يتكلم كثيرا لشدة حيائه كان به سقما يمنعه من الكلام
2 - السدم والسادم النادم الحزين والسدم أيضا الفحل الهائج والملوي رأسه أي المتكبر والبريم الجيش المؤلف من أخلاط الناس وأوباشهم معناه يا أيها الشجاع المتكبر الذي يقود جيشا من أهل الحجاز والقصد الإنكار على المخاطب فيما يأتيه
3 - كعب المراد به كعب بن ربيعة بن عامر والمرؤم اسم مفعول من رئمه رأما إذا عطف عليه معناه لو طلبت عمرو بن الخليع لوجدت قومه منعطفين عليه يمنعونه ممن يريده
4 - الجؤجؤ الصدر والحزيم موضع الحزام من الصدر معناه أن موضع الخليع من بني عامر موضع القلب من البدن فلا بد أن يحفظوه تريد أنه في وسط عامر بن صعصعة فلا يمكنك الوصول إليه
5 - لا ظالما انتصب على الحال أي لا مبتدئا لهم بالحرب من غير أن يحاربوك ولا مظلوما أي ولا

(2/276)


1 - ( قَوْمٌ رِباطُ الْخَيْلِ وَسْطَ بُيُوتهمْ ... وأسِنَّةٌ زُرْقٌ تُخالُ نُجُومَا )
2 - ( ومُخّرَقٌ عنهُ القَمِيصُ تخَالُهُ ... وَسْطَ البُيُوتِ مِنَ الْحَيَاءِ سَقِيما )
3 - ( حتّى إذا رُفِعَ اللِّوَاءُ رَأيْتَهُ ... تَحْتَ اللِّوَاءِ عَلى الْخَميسِ زِعِيمَا )
وقالت أيضا ويقال بل قالها أبوها
4 - ( نَحْنُ الأخايِلُ لاَ يَزالُ غُلاَمُنَا ... حتَّى يَدِبَّ علَى الَعَصا مَذْكُورَا )
5 - ( تبكي السُّيُوفُ إذا فَقَدْنَ أكُفَّنَا ... جَزَعًا وتَعْلَمُنا الزِّفَاقُ بُحُورَا )
_________
منتقما منهم إن حاربوك معناه أنها تنهاه عن غزوهم على كل حال من أحواله لأنهم أولو بأس شديد لا يطاقون
1 - زرق أي صافية لامعة تظنها نجوما في الصفاء واللمعان تريد انهم أصحاب خيل ورماح مستعدون لدفع الأعداء
2 - ومخرق عنه القميص معناه أنه لا يبالي كيف كانت ثيابه لأنه لا يزين نفسه إنما يزين حسبه ويصون كرمه ومجده أو أن ذلك كناية عن كونه تام الخلقة عظيم المناكب لأنه إذا كان كذلك أسرع التخرق إلى قميصه أو أنه كثير الغزوات متصل الأسفار فيكون كناية عن نشاطه وقولها من الحياء مقيما تعني أنه منتقع اللون من الحياء وحياؤه خوفا أن لا يكون قد بلغ من إكرام القوم ما يجب عليه تريد أنه شجاع كريم
3 - الخميس الجيش والزعيم الكفيل والرئيس معناه إذا رفعت راية الحرب كان هذا الممدوح رئيس الجيش وقائده
4 - الأخايل قبيلة ويدب أي يمشي مشية الشيخ الهرم والمعنى نحن المعروفون المشهورون ولا يزال الغلام منا رفيع القدر من صباه إلى أن يصير شيخا هرما
5 - تبكي السيوف الخ أي إذا فقدت السيوف

(2/277)


1 - ( ولَنَحْنُ أوْثَقُ فِي صُدُورِ نِسَائِكُمْ ... مِنْكُمْ إذَا بَكرَ الصُّرَاخُ بُكُورًا )
وقال آخر
2 - ( يشَبَّهُونَ سُيُوفاً فِي صَرَامَتِهِمْ ... وطولِ أنْضِيَةِ الأعنَاقِ وَالأُمَمِ )
3 - ( إذا غد المِسْكُ يَجرِي فِي مَفارِقِهِمْ ... رَاحُوا تَخالُهُمُ مَرْضَى مِن الكَرَمِ )
4و - قال آخر
_________
أكفنا بكت حنينا إلينا وجزعا على فوات ما كان يرويها وبحورا أي مثل البحور في العطاء معناه أن السيوف تبكي إذا فقدت أكفنا حزنا وجزعا على ما يفوتها منها لأنها لا تجد من يسقيها من دم الأعداء بعد أكفنا وأن أصحابنا يعلمون ما عندنا من الجود والكرم وكثرة العطاء
1 - الصراخ الصياح وإنما خص الصراخ بالبكور لأن الغارة تقع صباحا معناه أن نساءكم لهن ثقة بنا أكثر من ثقتهن بكم لأننا نبادر بجمايتهن قبلكم فنحن لنا الفضل عليكم
2 - الصرامة الشجاعة والأنضية جمع نضي وهو السهم الذي لا ريش له ولا نصل والمراد بها هنا الأعناق والأمم جمع أمة وهي القامة معناه أنهم في شجاعتهم ومضاء عزيمتهم مثل السيوف مع طول أعناقهم وطول قامتهم واعتدالها
3 - تخالهم أي تظنهم معناه أنهم إذا استعملوا الطيب وقعدوا في مجالس الأنس وقت الصباح يظنهم من رآهم أنهم مرضى لشدة حيائهم ووقارهم وهذا الكلام كناية عن كرم أخلاقهم ورزانة عقولهم
4 - قال أبو الندى قتلت نهد ابني زياد الجشميين من بني حرام فقال الحارث بن عوف أخو بني حرام يرثيهما
( إن تكن الحوادث غيرتني ... فلم أر هالكا كابني زياد )

(2/278)


1 - ( فإنْ تَكُنِ الْحَوادِثُ حَرَّقَتْني ... فَلَمْ أرَ هَالِكاً كابنيْ زَيادِ )
2 - ( هُمَا رُمْحانِ خَطِّيانِ كانا ... مِنَ السُّمْرِ المُثقَّفَةِ الصِّعادِ )
3 - ( تُهالُ الأَرْضُ أنْ يَطآ عَلَيْها ... بِمِثْلِهِمَا تُسالِمُ أوْ تُعادِي )
وقال آخر
4 - ( كَرِيمٌ يَغُضُّ الطَّرْفَ فَضْلُ حَيائهِ ... وَيدُْنُو وَأطْرَافُ الرِّمَاحِ دَوَانِي )
_________
( تهال الأرض أن يطآ إليها ... بمثلهما تسالم أو تعادي )
( فلا برحت تجود على عهاد ... نجاء بالروائح والغوادي )
( ديار الأخطبين وكيف أسقي ... قتيلا بين نهد أو مراد )
هما رمحان الخ وبعده
( مثقفة صدورهما وشيفت ... صدور أسنة لهما حداد )
1 - حرقتني أي أصابتني معناه أن الحوادث لم تصبه بمثل هلاك ابني زياد
2 - السمر الرماح والمثقفة من التثقيف وهو التعديل والصعاد جمع صعدة وهي القناة التي تنبت مستوية لا تحتاج إلى تثقيف معناه أنهما كانا كالرمحين في صلابتهما واعتدالهما
3 - تهال الأرض من الهول وهو الفزع وقوله أن يطآ أي لأن يطآ عليها وقوله بمثلهما الخ يريد أنهما أهل صلاح وفساد وصداقة وعداوة معناه كانت لهما وطأة شديدة على الأرض لقوتهما فيفزعان الأرض وكانا حصنين لمن يركن إليهما في كل مهمة
4 - يغض الطرف أي يكفه معناه أنه كريم يغض طرفه لاستحيائه وأنه شجاع لا يهاب الحرب بل يقرب من الرماح كلما قربت منه

(2/279)


1 - ( وكالسَّيْفِ إنْ لاَيَنْتهُ لأَنَ مَسُّهُ ... وَحَدَّاهُ إنْ خَاشَنْتهُ خَشنَانِ )
وقال العُجيْرُ السَّلولِيّ تقدمت ترجمته
2 - ( إنَّ ابْنَ عَمِّي لاَبْنُ زَيْدٍ وإنَّهُ ... لَبلاَّلُ أيْدِي جِلَّةِ الشَّوْلِ بالدَّم )
3 - ( طَلُوعُ الثَّنايَا بِالمَطَايَا وَسابِقٌ ... إلى غَايَةٍ مَنْ يَبْتدِرْهَا يُقَدَّمِ )
4 - ( منَ النَّفَرِ المُدْلِينَ في كلِّ حُجَّةٍ ... بِمُستَحْصِدٍ منْ جَوْلَةِ الرَّأيِ مُحكَم )
5 - ( جَدِيرُونَ أنْ لاَ يَذْكُرُوكَ برِيبَةٍ ... وَلاَ يُغْرِمُوكَ الدَّهرَ مَا لَمْ تَغَرَّمِ )
_________
1 - وكالسيف الخ معناه أنك إن لاطفته ولاينته وجدت منه كل رفق ولين وإن عاديته وخاشنته لقيت منه كل قسوة وخشونة
2 - لبلال أيدي الخ يريد انه يعرقبها إذا أراد نحرها والجلة المسنة من الإبل والشول النوق التي جف لبنها معناه أن ابن عمه يقطع بالسيف أيدي الإبل العظيمة السمينة قبل أن ينحرها للأضياف ليتمكن من نحرها
3 - طلوع الثنايا مثل أي أنه يسمو إلى المكارم لأنه بعيد الهمة والثنايا جمع ثنية وهي العقبة وقوله من يبتدرها أي إليها فحذف الجار ووصل الفعل إلى الاسم معناه أنه ذو همة يبادر إلى كل غاية من المجد كل من بادر إليها تقدم من بين أقرانه
4 - المدلين من أدلى بحجته إذا احتج بها والمستحصد المحكم والجولة مصدر جال رأيه يجول إذا ذهب يغوص في الأمور وذلك مجاز يريد أنهم من الذين لهم إصابة الرأي وجودة الفكر ورزانة العقل
5 - جديرون أي خليقون ولا يغرموك معناه أنهم لا يلزمونك أرش جنايتك وقوله ما لم تغرم أي إلا أن تأبى وتكره أن يتحملها غيرك معناه هم حقيقون بأنهم

(2/280)


وقال أيضًا
1 - ( أقُولُ لِعَبْدِ اللهِ وَهْناً وَدُونَنا ... مُناخُ المَطَايَا مِن مِنى فالمُحَصَّبُ )
2 - ( لَكَ الْخَيْرُ علِّلْنا بَها عَلَّ سَاعَة ... تَمُر وسَهْوَاءً منَ اللَّيْلِ يَذْهَبُ )
3 - ( فقامَ فأدْنَى مِنْ وِسَادِي وِسَادَهُ ... طِوَى الْبَطْنِ مَمْشُوقُ الذِّرَاعَينِ شَرْجَبُ )
4 - ( بَعيدٌ منَ الشَّيءِ القَليلِ احْتِفاظُهُ ... عَلَيْكَ وَمنْزُورُ الرَّضِّا حِينَ يَغضَبُ )
_________
لا يذكرونك بمكروه وأنهم لا يلزمونك بإرش جنايتك إلا أن تأبى وتكره أن يتحملها غيرك والمراد من ذلك أنهم لا يغتابون الناس ولا يؤذونهم
1 - وهنا أي بعد ساعة من الليل ومنى قرية بمكة والمحصب موضع رمي الجمار معناه قلت لعبد الله بعد مضي ساعة من الليل وبيننا مسافة مبرك المطايا من منى والمحصب ومقول القول البيت الذي بعده
2 - لك الخير أي اختار الله لك الخير وعللنا بها أي حدثنا بحديثها أي المرأة وسهواء أي قدرا من الليل معناه قلت لعبد الله أختار الله لك الخير عللنا بحديث تلك المرأة لعل بعض الليل ينقضي بسهولة من طيب حديثها
3 - الوساد المخدة وطوى البطن أي صغير البطن خلقة وممشوق الذراعين أي طويلهما مع خفة لحمهما والشرجب الطويل أيضا معناه فقام وقرب مني وهو طويل القد صغير البطن خفيف لحم الذراعين يشير بهذه الأوصاف إلى قوته وكثرة نشاطه
4 - الاحتفاظ الغضب يصفه بسهولة الجانب والمنزور القليل معناه أنه سهل الجانب لا يغضب عليك بسبب أمر يسير ولكنه إذا غضب لا يرجع

(2/281)


1 - ( هُوَ الظَّفِرُ الميْمُونُ إنْ رَاحَ أوْ غَدَا ... به الرَّكْبُ والتِّلْعَابةُ المُتَحبِّبُ )
2و - قال أبو دهبل في ابن الأزرق المخزومي
3 - ( ماذَا رُزِئنَا غَدَاةَ الْخَلِّ مِنْ رِمَعٍ ... عِند التَّفرُّق مِنْ خِيمٍ وَمنْ كرمِ )
4 - ( ظلَّ لَنا وَاقِفاً يُعْطِي فأكثَرُ مَا ... قُلنَا وَقالَ لَنا في وَجْههِ نعَمِ )
_________
عن غضبه إلا بعد كل تشديد يشير بذلك إلى شرف نفسه وقوة حميته
1 - التلعابة الكثير اللعب وهو كناية عن كونه سعيدا والمعنى أنه سعيد يفوز بجميع مقاصده ويتودد إلى الناس
2 - أبو دهبل تقدمت ترجمته وكان من حديث هذه الأبيات أن ابن الأزرق الذي يقال له الثبت بن عبد الرحمن بن الوليد المخزومي كان واليا على بعض الجهات أيام ابن الزبير فعزله ابن الزبير وولى مكانه ابنا لسعد بن أبي وقاص يقال له إبراهيم فخرج حتى ذهب إلى عمله فقال لابن الأزرق هلم حسابك فقال له ابن الأزرق مالك عندي حساب ولا بيني وبينك عمل وخرج متوجها إلى مكة وكان معه أيام ولايته أبو دهبل فاستأذن ابن الأزرق أن يقيم مع إبراهيم فأذن له فأقام أبو دهبل مع إبراهيم فلم يصنع به خيرا فأنشد هذه الأبيات
3 - الخل ورمع موضعان باليمن والخيم السجية والطبيعة معناه أنهم أصيبوا بذهاب هذا الممدوح وتفرقت عنهم خصاله الحميدة
4 - في وجهه أي في سفره الذي يتوجه فيه إلى مقصده والمعنى أن أكثر شيء قلناه له حين سألناه العطاء وأكثر شيء قاله لنا حين عزم على السفر هو لفظ نعم والمراد من هذا الكلام أنه كثير العطاء والجود

(2/282)


1 - ( ثَمَّ انَْتحى غَيرَ مَذْمُومِ وَأعْيُنَنا ... لمَّا تَولَّى بِدَمْعِ سَافِحٍ سَجِمِ ) 32 ( تَحْمِلُهُ النَّاقَةُ الأدْمَاءُ مَعْتَجرًا ... بِالبُرْدِ كالبَدْرِ جَلّي دَاجِيَ الظُّلمِ )
3 - ( وكَيْفَ أنْسَاكَ لاَ نُعْمَاكَ وَاحِدَةٌ ... عِنْدِي ولاَ بالَّذي أوْلَيْتَ من قِدَمِ )
وقال أيضاً فيه
4 - ( مَا زِلْتَ في العَفْوِ لِلذُّنُوبِ وَإطلاَقٍ ... لِعَانٍ بَجُرْمِهِ غَلِقِ )
5 - ( حتَّى تَمَنىَّ البُرَاةُ أنَهُمُ ... عِنْدَك أمْسَوْا في القِدّ وَالْحَلَقِ )
_________
1 - انتحى أي قصد ناحية غير مذموم انتصب على الحال يصفه بالكرم والبراءة من العيب وسافح أي مسفوح وسجم أي منسجم والمعنى أنه ذهب عنا وسافر ونحن نثني على ما كان من حسن عنايته بشأننا ودموعنا تسيل من أعيننا لأجل فراقه
2 - الأدماء أي البيضاء ومعتجرا أي متعمما والبرد الثوب المخطط معناه أنه مضى عنا تحمله الناقة البيضاء في حسن ملابسه وجمال وجهه
3 - فكيف أنساك أي لا أنساك وفيه التفات والمعنى أني لا أنساك بعدما أنعمت علي بهذه النعم العديدة التي لم يتقادم عهدها
4 - في العفو خبر لا زلت أي آخذا في العفو العاني الأسير والغلق المتروك الذي لا يفك
5 - البراة جمع بريء أي البريئون من الجرم والقد السير الذي يشد به الأسير ومعنى البيتين أنك ما زلت آخذا في العفو إلى أن تمنى من لا جرم له أن يكون أسيرا عندك حتى يتوفر عليه نظرك وإحسانك وفي هذين البيتين من الهجنة ما لا يخفى لأنه من الحماقة أن يتمنوا الأسر ثم الإطلاق وهم طلقاء معافون وإن تمنوا ذلك لما يجدونه عند هذا الممدوح من الإحسان فليس هذا التمني من الكياسة في شيء بل الكياسة أن

(2/383)


1 - قال الحزين الكناني
2 - ( هَذَا الَّذِي تَعْرِفُ البَطْحَاءُ وَطأتَهُ ... وَالبَيْتُ يَعرِفهُ وَالحِلُّ والَحَرَمُ )
3 - ( إذَا رَأتهُ قُرَيْشٌ قالَ قائِلُها ... إلى مَكارِمِ هذَا يَنْتَهي الكَرَمُ )
4 - ( يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ رَاحَتِهِ ... رُكْنُ الْحَطِيمِ إذا مَا جاءَ يَسْتَلِمُ )
_________
يتمنوا الإحسان مع الإطلاق لا مع الأسر فباب التمني مفتوح من كل وجه
1 - أحد بني كنانة والحزين لقب غلب عليه واسمه عمرو بن عبيد بن وهب بن مالك أحد بني عبد مناة بن كنانة ويكنى الحزين أبا الحكم كان من شعراء الدولة الأموية حجازيا مطبوعا ولم يكن من فحول طبقته وكان هجاء خبيث اللسان ساقطا يرضيه اليسير ويتكسب بالشر وهجاء الناس وليس ممن خدم الخلفاء ولا ممن انتجعهم بمدح ولا كان يريم الحجاز حتى مات وهذا الشعر يقوله الحزين في عبد الله بن عبد الملك بن مروان وكان عبد الله من فتيان بني أمية وظرفائهم وكان حسن الوجه حسن المذهب والناس يروون هذه الأبيات للفرزدق يمدح بها علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو غلط ممن رواها فيه لأن هذا ليس مما يمدح به مثل علي بن الحسين وله من الفضل الباهر ما ليس لأحد في وقته
2 - البطحاء أرض مكة والحل خارج المواقيت من البلاد والحرم ما بين المواقيت المعروفة معناه هذا الذي يعرفه أهل مكة ويعرفه أهل البيت والحل والحرم فضلا عن غيرهم
3 - إلى مكارم هذا متعلق بينتهي وهذه الجملة في موضع المفعول لقال
4 - عرفان منصوب على أنه مفعول له ويستلم أي يلمس والمعنى يكاد يمسكه ركن الحطيم لأجل عرفان راحته إذا جاء يلمس الحجر الأسود

(2/284)


1 - ( أيَّ القَبائِلِ لَيْسَتْ في رِقابِهِمِ ... لأوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لهُ نِعَمُ )
2 - ( بِكفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُها عَبِقٌ ... من كَفِّ أرْوعَ في عِرْنِينِهِ شَمَمُ )
3 - ( يُغُضِي حَيَاءً ويُغْضَى مِن مَهَابَتِه ... فَما يُكلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ )
وقال آخر
4 - ( إذا انْتَدَى وَاحتَبَى بِالسَّيْفِ دَانَ لهُ ... شُوسُ الرِّجالِ خُضُوعَ الْجُرْبِ لِلطالِي )
_________
1 - لأولية هذا أي لآبائه الأوائل معناه أن فضله وفضل آبائه على القبائل لا ينكره أحد
2 - الخيزران ما يمسكه الملك بيده من عصا ونحوها يشير به إذا تكلم والأروع الفائق في الجمال والعرنين الأنف والشمم ارتفاع قصبة الأنف مع استواء أعلاه وإذا قرن الشمم بالعرنين أو الأنف فالمراد به الكرم يشير بهذا البيت إلى أنه من الملوك الفائقين في الجمال والكرم والشجاعة
3 - يغضي أي يدني أجفانه معناه أنه كثير الحياء مهيب عند الناس لا يكلمونه إلا في وقت ابتسامه
4 - انتدى أي جلس في النادي وهو مجلس القوم والاحتباء بالسيف يكون عند عقد جوار أو حرب أو شبههما لأن السيف في أمثال هذه الأحوال ربما مست الحاجة إليه لذلك ودان له أي خضع له والشوس جمع أشوس وهو الذي ينظر بمؤخر عينه عداوة أو كبرا وإنما خص الجرب لأنها كثيرة الخضوع للطالي لارتياحها إلى معالجته ما بها من الجرب يريد أنه شجاع مهاب تنقاد له الرجال

(2/285)


1 - ( كأنَّما الطَيْرُ مِنْهُمْ فَوْقَ هَامِهمِ ... لاَ خَوْفَ ظُلْمٍ ولكِنْ خَوْفَ إجلاَلِ )
وقالت ليلى الأخيلية تقدمت ترجمتها
2 - ( فإنِّي لَمْ أكَدْ آتِيكَ تَهْوِي ... برَحْلِي رَأْدَةُ الأصْلاَبِ نابُ )
3 - ( قرِيحُ الظَّهرِ يَفرَحُ أنْ يرَاها ... إذا وُضِعَتْ وَلِيَّهُا الغُرَابُ )
4و - قال العُرْيانُ بن سَهْلَةَ الْجَرمِيُّ
5 - ( مَرَرْتُ عَلى دَارِ امرِئِ السَّوءِ حَوْلهُ ... لَبُونٌ كَعَيْدَانٍ بِحَائِطِ بُسْتانِ )
6 - ( فقَالَ ألاَ أضْحَتْ لَبُونى كَما تَرَى ... كأَنَّ عَلى لَبَّاتِها طِينَ أفْدَانِ )
_________
1 - فوق هامهم أي فوق رؤسهم معناه أنهم في مجلسه يكونون في غاية السكون والوقار خوفا من هيبته واحتشامه لا خوفا من ظلمه
2 - رأدة الأصلاب أي متحركة الأصلاب والناب المسنة معناه لم أكد أزورك وقد زرتك تطير برحلي ناقة وثيقة الظهر لينته وقد أخذت من السن بنصيب
3 - القريح الجريح والولية البرذعة معناه أنها قريح الظهر يفرح الغراب إذا كشف عنها بردعتها فيطير إلى ظهرها لأنه ينقره ويدميه
4 - هو شاعر من شعراء الجاهلية وهو أحد بني جرم من طيىء أو من قضاعة لا يدري إلى أي هذين ينتسب
5 - اللبون الإبل ذات الألبان والعيدان طوال النخل والمراد بالحائط موضع الشجر معناه مررت على دار رجل لئيم له إبل عظيمة الشان
6 - اللبات جمع لبة وهي المنحر والأفدان جمع فدن وهو القصر يشير بذلك إلى سمنها وضخامتها

(2/286)


1 - ( فقُلْتُ عَسَى أنْ يَحْوِي الْجَيْشُ سَرْبَها ... ولاَ واحِدٌ يَسْعى عَليْها ولا اثْنانِ )
2 - ( ورُحْتُ إلى دارِ امْرِئِ الصِّدْقِ حَوْلَهُ ... مَرَابِطُ أفرَاسٍ ومَلْعَبُ فِتْيانِ )
3 - ( ومَنْحَرُ مِئْناثٍ يُجَرُّ حُوَارُها ... ومَوْضِعُ إخْوَانٍ إلى جَنْبِ إخْوَانِ )
4 - ( فقُلْتُ لَهُ إنِّي أتَيتُك رَاغِباً ... بِذِعْلَبَةٍ تَدْمَى وإنِّي امرُوءٌ عَانِي )
5 - ( فقَالَ ألاَ أهْلاً وَسَهْلاً وَمرْحَباً ... جَعَلْتُكَ مِنّي حَيْثُ أجْعَلُ أشْجَانِي )
_________
1 - السرب الجماعة معناه فدعوت عليها بالنهب والسلب من صاحبها اللئيم وأن لا يعاونه أحد على استدراكها وردها إليه لأنه لم يطعم منها الأضياف
2 - الأفراس جمع فرس وملعب فتيان أي أنهم يجتمعون حوله لسخائه والمعنى فتركت دار هذا الرجل اللئيم وقصدت دار رجل آخر كريم حوله خيل وفتيان تلعب لأنهم يجتمعون عنده لسخائه
3 - المئناث من الإبل التي تلد إناثا ومعنى يجر حوارها أنها تجزر وهو في بطنها فيجر من بطنها والحوار ولد الناقة معناه وحوله أيضا منحر مئناث يجر ولدها من بطنها حين نحرها وموضع إخوان بجانب إخوان
4 - الذعلبة الناقة السريعة وتدمي أي يخرج الدم من مناسمها وعانى أي خاضع أطلب في دم أو فكاك معناه فقلت له قصدتك راغبا إليك أبتغي معروفك مع ما نالني ونال ناقتي من التعب والنصب وإني امرؤ خاضع ذليل
5 - معنى جعلتك مني الخ إني جعلتك في قلبي حيث أجعل همي وحاجتي والأشجان جمع شجن وهو الحاجة هنا معناه أنه تلقاني بكل إكرام وتعظيم وقال لي جعلتك في قلبي حيث أجعل حاجتي

(2/287)


1 - ( فقُلْتُ لهُ جَادَتْ عَليكَ سَحَابَةٌ ... بِنَوْءٍ يُنَدِّي كلَّ فَغْوٍ وَرَيْحَانِ )
2 - ( وقُلتُ سَقَاكَ اللهُ خَمْرَ سُلاَفَةٍ ... بمَاء سَحَابٍ حَائِرٍ بَينَ مُصْدَانِ )
وقال آخر
3 - ( لمَسْتُ بِكَفِّي كَفَّهُ أبْتغِي الغِنى ... ولَمْ أدْرِ أنَّ الْجودَ مِن كَفِّهِ يُعْدِي )
4 - ( فلاَ أنَا مِنْهُ ما أفَادَ ذَوُو الغِنى ... أفَدْتُ وَأعْدَانِي فأتْلَفْتُ ما عِنْدِي )
5و - قال آخر
_________
1 - بنوء أي بمطر ويندي أي يبل والفغو والفاغية نور الحناء والريحان النبت الطيب الرائحة معناه فدعوت له بالخصب وحسن الحال
2 - السلاف الخمر المعتقة والحائر المتحير المتردد والمصدان جمع مصد وهو الهضبة العالية معناه ودعوت له أيضا بأن يطيب عيشه وتخصب أوديته
3 - من كفه يعدي أي يتجاوز من كفه إلى كفي
4 - أفاد وأفدت بمعنى استفاد واستفدت ومعنى البيتين أني صافحته طالبا معروفه ولم أعلم أن السخاء من يده يعدي فلا أنا استفدت من جهته ما استفاده منه الأغنياء وأعداني لمس كفه الجود فأهلكت ما عندي وقال الشاعر ذلك لأن هذا الممدوح أعطاه عطاء جزيلا بعد ما مدحه بهذين البيتين ففرقه كله على الناس ولم يرجع إلى بيته بشيء منه فقال لمست بكفي كفه الخ
5 - قال أبو هلال هو جثامة بن قيس أخو بلعاء بن قيس أحد بني أبي بكر بن كلاب كان شاعرا جاهليا وكان رئيسا على قبيلته يوم الفجار الثاني لما قتل أخوه بلعاء بن قيس وقد شهد هذه الحرب رسول الله وهو غلام يفع وكان لا يصير في فئة إلا انهزم

(2/288)


1 - ( إذا لاَقَيْتِ قوْمِي فاسألِيهِمْ ... كفَى قَوْمِي بِصاحِبِهِمْ خَبِيرَا )
2 - ( هَلَ أعْفُو عَنْ أُصُولِ الْحَقِّ فِيهمْ ... إذا عُسرَتْ وَأقْتَطِعُ الصُّدُورَا )
3و - قال عمرو بن الأطْنابَةِ أحدُ بَني الْخزْرَج
4 - ( إنِّي مِنَ القَوْمِ الَّذينَ إذا انْتَدَوْا ... بَدْؤُا بحَقِّ اللهِ ثمَّ النَّائلُ )
_________
من يحاذيها فقال حرب بن أمية وعبد الله بن جدعان ألا ترون إلى هذا الغلام ما يحمل على فئة إلا انهزمت
1 - كفى قومي بصاحبهم خبيرا هو مقلوب التركيب وكان الواجب أن يقول كفى بقومي خبيرا بصاحبهم إلا أنهم كثيرا ما يفعلون ذلك اعتمادا على فهم المعنى المراد ويريد بصاحبهم نفسه والخبير ذو الخبرة التامة وكان ينبغي أن يقول خبراء ولكن الواحد قد ينوب عن الجمع معناه إن سألت عن حقيقتي وشرف نفسي فاسألي عني قومي فإنهم أخبر بصاحبهم
2 - أصول الحق أي أصول حقي يريد سليهم هل أتسامح فيما يجب علي من أصول حقي وهل أترك الاستقصاء في استخراجها وقوله وأقتطع الصدور أي آخذ ما سهل أخذه من أوائل حقوقي معناه لو سألت قومي عن حسن معاملتي لهم ورأفتي بهم لأخبروك بأني أتسامح بما يجب لي عليهم من الحقوق وآخذ اليسير منها ولا أستقصي في تقاضيها
3 - كان عمرو ملك الحجاز أيام الجاهلية والأطنابة أمه وهو شاعر مجيد ولما بلغه أن الحارث بن ظالم المري قتل خالد بن جعفر بن كلاب غضب لذلك غضبا شديدا وكان خالد مصافيا له وقال والله لو لقي الحارث خالدا وهو يقظان لما نظر إليه ولكنه قتله نائما ولو أتاني لعرف قدره
4 - انتدوا أي جلسوا في النادي وهو المجلس وقوله بدؤا بحق الله أي بدؤا بما يجب عليهم وقوله ثم

(2/289)


1 - ( المَانِعينَ منَ الْخنا جَارَاتِهمْ ... والْحَاشِدِينَ على طَعامِ النَّازلِ )
2 - ( والْخَالِطينَ فَقيرَهُمْ بِغنِيِّهِمْ ... والبَاذِلينَ عَطاءَهُم لِلسّائل )
3 - ( الضَّارِبينَ الكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ ... ضرْبَ المُهَجهجِ عِنْ حياض الآبل )
4 - ( والقَاتِلينَ لدَى الوَغَى أقْراَنَهُمْ ... إنَّ المَنيَّةَ م وَراءِ الوائلِ )
5 - ( والقَائلُونَ فلاَ يُعابُ كلاَمُهُمْ ... يوْمَ المَقامَةِ بِالْقَضاءِ الفَاصلِ )
_________
النائل يعني العطاء للسائل معناه أنهم قوم صلحاء أسخياء يؤدون الفرض أولا والنفل ثانيا
1 - الخنا الفحش والحاشدين أي الجامعين معناه أنهم أهل العفاف الموفون بحق الجوار وإذا نزل بهم الضيف لم يطعموه وحده ولكنهم يجمعون القوم يأكلون معه ويؤنسونه
2 - والخالطين الخ معناه أنهم أهل شفقة ورأفة بالفقراء والضعفاء فلا يميزون الأغنياء عنهم ولا يرفعونهم عليهم وأن عطاءهم مبذول للسائلين
3 - الكبش سيد القوم وقائدهم ويبرق بيضة أي يلمع وهو جمع بيضه الحديد التي تلبس في الرأس والمهجهج الذي يطرد الإبل عن الحوض إذا رويت والآبل صاحب الإبل مثل لابن وتامر أي صاحب لبن وصاحب تمر يصف بهذا البيت شجاعتهم وبسالتهم في الحرب والقتال
4 - الوغى الحرب والوائل الذي ولى عن الحرب يطلب النجاة ومعناه أنهم إذا حملوا على أعدائهم في الحرب أبادوهم عن آخرهم ومن فر وهرب من شدة بأسهم فهو هالك على كل حال والمراد أنه لا خلاص لأقرانهم من أيديهم ولا ملجأ لهم
5 - المقامة المجلس معناه هم أمراء الكلام الفاصلون بين الحق والباطل

(2/290)


1 - ( خزْرٌ عُيُونُهُمُ إلى أعْدَائِهِمْ ... يمْشُونَ مَشْيَ الأُسْدِ تحْتَ الوَابِلِ )
2 - ( لَيْسُوا بأنكاسٍ وَلاَ مِيلٍ إذا ... مَا الحَرْبُ شُبَّتْ أشْعَلُوا بالشَّاعِل )
وقالت حبيبة بنت عبد العزى العوراء
3 - ( أعَنِ الفَتى بَرٍّ تَلَكَّأُ ناقَتي ... فَكَسا مَناسِمَها النَّجيعُ الأسْودُ )
4 - ( إنّي وَرَبِّ الرَّاقِصَاتِ إلى مِنىً ... بِجُنُوبِ مَكَّةَ هَدْيُهُنَّ مقَلَّدُ )
5 - ( أُولِي عَلى هُلْكِ الطَّعامِ أليَّةً ... أبَداً وَلكنِّي أبِينُ وَأنْشُدُ )
_________
1 - خزر عيونهم من الخزر وهو النظر بأحد الشقين والوابل المطر الشديد معناه أنهم لا يكترثون بأعدائهم ولا يفزعون من شيء لشدة ثباتهم
2 - الإنكاس جمع نكس وهو الرجل الذي لا خير فيه والميل جمع أميل وهو الذي لا يثبت على الفرس وشبت أي أوقدت والشاعل صاحب الأشعال معناه أنهم ليسوا بالضعفاء بل هم فرسان إذا أوقدت نار الحرب أشعلوها بمن يشعلها
3 - أعن الفتى هذا إنكار ونفي وبر بدل من الفتى وتلكأ أصله تتلكأ والتلكؤ معناه الحبس والإبطاء وقولها فكسى مناسمها دعاء على الناقة بالنحر إن تأخرت في المسير وأبطأت والنجيع الدم المائل إلى السواد أو دم الجوف معناه أنها تنكر على نفسها وناقتها أن تبطئ في المسير إلى بر وتدعو على ناقتها بالعرقبة أن تأخرت في سيرها عنه
4 - الراقصات من الرقص وهو نوع من سير الإبل والجنوب النواحي جمع جنب والهدي ما يهدى إلى الكعبة المشرفة والمقلد الذي في عنقه علامة لإهدائه وجواب القسم في البيت الذي بعده
5 - أولى أي لا أولى من الإيلاء وهو الحلف

(2/291)


1 - ( وصَّى بها جَدِّي وعَلّمنِي أبِي ... نَفْضَ الْوِعاءِ وكلَّ زادٍ يَنْفَدُ )
2 - ( فأحْفَظْ حَمِيتَك لاَ أبالَكَ وَاحْترِسْ ... لاَ تَخْرِقَنْهُ فأرَةٌ أوْ جُدْجُدُ )
وقال مالك بن جَعْدَة الثعلبي
3 - ( فابْلِغْ صَلْهَباً عَنّي وسَعْداً ... تحِيَّاتٍ مَآثِرُها سُفُورُ )
4 - ( فإِنَّكَ يَوْمَ تَأتِينِي حَرِيباً ... تحِل عليَّ يَوْمئذٍ نُذُورُ )
_________
وحذف حرف النفي لأمن اللبس لأنه لو أريد الإيجاب لوجب أن يقال لأولين باللام ونون التوكيد وأبين أي أظهر منزلي وأنشد أي أطلب من يأكل طعامي ومعنى البيتين أني لا أحلف على هلك الطعام ولكنني أظهر منزلي وأطلب من يأكل طعامي
1 - وصى بها أي بهذه الخصلة الحميدة وينفد أي يفنى ويذهب معناه أنها لا تأتي الكرم تكلفا وتطبعا بل هو غريزة فيها ورثتها عن أبيها وجدها
2 - الحميت زق السم والجد جد طائر صغير يشبه الجراد ينزل على الزق فيخرقه معناه احفظ السمن في الزق للأضياف والطارقين
3 - صلهب وسعد رجلان والمآثر جمع مأثرة أو مأثورة والسفور جمع سفر وهو الكتاب أي يستغرقها سفور إذا كتبت فيها معناه أبلغهما عني تحيات تستوعب الكتب مآثرها إذا سطرت فيها وقال ذلك على سبيل الاستهزاء بدليل ما بعده
4 - الحريب الذي سلب ماله فلم يبق عنده شيء ويومئذ بدل من يوم تأتيني وتحل أي تجب على من قولهم حل الدين إذا وجب فكأن الشاعر أتاه سائلا فحرمه أو وعده وعدا لم يف به فقال إن أتيتني مسلوبا وجدتني لك بخلاف ما كنت لي من غير بخل عليك

(2/292)


1 - ( تحِلُّ عليَّ مُفْرهةٌ سِنادٌ ... على أخْفافِها عَلَقٌ يمُورُ )
2 - ( لأُمِّكَ وَيْلةٌ وَعليْكَ أُخرَى ... فلاَ شاةً تُنيلُ وَلا بعِيرُ )
وقال عبد الله الحَواليّ منَ الأزد
3 - ( لمَّا نَعَيَّا بالقَلُوصِ ورَحْلِها ... كفَى اللهُ كعْباً ما تَعيَّا به كعْبُ )
4 - ( دَعَرْنا لَها قَيْنًا رَفيقاً بمُدَيةٍ ... يُجزِّئُها فِينا كما يُجزأُ النهْبُ )
5 - ( لعَمْري لَقدْ ضَيَّعْتَ يا كَعْبُ ناقَةً ... يَسيرًا عَليْها أنْ يُضِرَّ بها الرَّكْبُ )
6 - ( مُوَكَّلَةً بالأوَّلِينَ فَكلَّما ... رَأتْ رُفْقةً فالأوَّلُونَ لَها نُصْبُ )
_________
1 - المفرهة التي تلد أولادا فرها بتشديد الراء جمع فاره كراكع وركع أي أولادا كريمة والسناد الناقة القوية والعلق الدم ويمور أي يجري معناه يجب علي أن أنحر لك ناقة هذه صفتها
2 - الويلة الفضيحة وأخرى أي وعليك ويلة أخرى وهذا دعاء عليه وعلى أمه ومعنى قوله فلا شاة تنيل الخ أنه لا يرجى من جهته شاة فما فوقها وارتفع بعير على الاستئناف يدعو عليه وعلى أمه بالخزي والفضيحة بسبب كونه بخيلا
3 - تعيا بالقلوص أي أعياه أمرها والقلوص الشابة من النوق وتعييه بالقلوص هو أنها عجزت عن السير فنحرها يخبر أن كعبا لما أعياه أمر ناقته وأمر رحلها كفى الله كعبا ذلك
4 - القين اسم العبد والمدية السكين والنهب الغنيمة معناه لما كلت الناقة عن السير نحرناها وقسمناها بيننا تقسيم الغنيمة
5 - يسيرا عليها الخ أي كان هينا عليها إتعاب الراكب إياها فلا تتعب من السير لقوتها
6 - موكلة بالأولين الخ المراد بالأولين أوائل الركب يعني أنها كانت تقصد أوائل الركاب ولم

(2/293)


وقال حَجرُ بنُ خالدٍ يمدحَ النُّعمانَ بنَ المُنذِر
1 - ( سمِعْتُ بِفعْلِ الفَاعِلينَ فَلَمْ أجِدْ ... كَمِثْلِ أبي قابُوسَ حَزْماً ونَائلاَ )
2 - ( فَساقَ الإِلهُ الغَيْثَ مِن كلِّ بَلدَةٍ ... إليكَ فأضْحى حَوْلَ بيْتِكَ نازِلاَ )
3 - ( فأصْبَحَ منْهُ كلُّ وَادٍ حَللْتهُ ... منَ الأَرْضِ مَسفُوح المَذَانِبِ سائلاَ )
4 - ( متَى تُنْعَ يُنْعَ الْجُودُ والبَأسُ وَالتُّقى ... وتُصْبحْ قَلُوصُ الْحرْبِ جَرْباءَ حائِلا )
_________
تفارقها فكأنها موكلة بالأولين والرفقة الجماعة والنصب الشيء المنصوب معناه أنها كلما رأت ركبا رمت بنفسها كما يرمي السهم إلى الهدف ولحقت بأوائله كأنها موكلة بالأوائل والمراد أنها ناقة سريعة السير
1 - الكاف في كمثل زائدة وأبو قابوس كنية النعمان بن المنذر وحزما ونائلا منصوبان على التمييز معناه أني سمعت كثيرا من أخبار الملوك لكنني لم أجد فيهم مثل النعمان بن المنذر في شدة الحزم وكثرة العطاء
2 - إليك متعلق بمحذوف أي من كل بلدة إليك أمرها وتدبيرها يدعو للنعمان بالخصب ومزيد النعم وأن تكون الدنيا تحت أمره وتدبيره
3 - فأصبح منه أي من السيل والمسفوح المنصب الجاري والمذانب جمع مذنب وهو مسيل الماء معناه حيثما حللت في واد وجدته مريعا خصيبا
4 - ينع الجود من النعي وهو الإخبار بموت الميت والقلوص الشابة من النوق وليس للحرب قلوص إنما هو مجاز استعمله لضعف الحرب الملك النعمان والحائل من حالة الناقة إذا ضربها الفحل فلم تحمل معناه أن الجود والكرم والتقوى والشجاعة مفقودة بعد النعمان

(2/294)


1 - ( فلاَ مَلكٌ مَا يُدْرِكنَكَ سَعْيُه ... وَلا سوقَةٌ مَا يَمْدَحَنَّكَ بَاطِلاَ )
وقال آخرى
2 - ( ومُسْتنْبحٍ بَعْدَ الهُدُوءٍ دَعوْتُه ... بِشَقْرَاءَ مِثْلِ الفَجْرِ ذاكٍ وُقُودُها )
3 - ( فقُلْتُ لهُ أهْلاً وسَهْلاً ومَرْحبًا ... بِمُوقِدِ نارٍ مُحْمِدٍ مَنْ يَرُودُها )
4 - ( نَصَبْنا لهُ جَوْفاءَ ذَاتَ ضَبابَةٍ ... منَ الدُّهْمِ مِبْطاناً طَويلاَ رُكُودُها )
_________
1 - يدركنك فعل مضارع مؤكد بالنون الثقيلة وما الداخلة عليه زائدة ومثل ذلك يقال في يمدحنك وأدخل النون الثقيلة عليهما لما في الكلام من معنى النفي والمعنى أنت أعز من الملوك وأجل من أن تمدحك الرعية
2 - المستنبح من يطلب نباح الكلب ليهتدى به في طريقه والهدوء قطعة من الليل يهدأ فيها الناس والشقراء الحمراء والمراد بها النار وشبه النار بالفجر لارتفاعها وانتشارها والذاكي المتقد والوقود بضم الواو التوقد أي متقد توقدها فهو من باب شعرك شاعر والمعنى ورب طارق بالليل بعد ما سكن الناس أضاءت له نار الضيافة ليبصرها فيجيء إليها
3 - بموقد نار يريد به الشاعر نفسه وهو متعلق بمحذوف أي تنال الإكرام والترحيب بموقد نار ومحمد من يرودها يريد أن من طلبها وأتى إليها حمد أمرها ويرودها أي يطلبها معناه أني تلقيت الضيف بكل إكرام وقلت له نلت مرامك بموقد نار من أتاها يحمد أهلها ويثني عليهم
4 - الجوفاء القدر الواسعة الجوف والمراد بالضبابة ما يعلو القدر من البخار والدهم جمع دهماء وهي السوداء والمبطان العظيمة البطن والركود السكون معناه نصبنا للضيف قدرا سوداء واسعة البطن يطول مكثها على النار لعظمها وامتلائها باللحم والمرق

(2/295)


1 - ( فإِنْ شِئتَ أثوَيْناكَ في الْحَيِّ مُكْرَماً ... وإنْ شِئت بَلَّغناكَ أرْضاً تُرِيدُها )
وقال آخر
2 - ( وَمسْتنْبحٍ تَهْوِي مَساقطُ رَأْسِه ... إلى كلِّ شَخْصٍ فهْوَ لِلسَّمْعِ أصْوَرُ )
3 - ( يصَفِّقُهُ أنُفُ مِنَ الرِّيحِ بَارِدٌ ... ونكْباءُ لَيْلٍ مِنْ جُمادَى وصَرْصَرُ )
4 - ( حبِيبٌ إلى كَلْبِ الكَرِيمِ مُناخُهُ ... بَغِيضٌ إلَى الكَوْماءِ والكلْبُ أبْصَرُ )
_________
1 - أثويناك من أثواه بالمكان إذا أقامه به معناه أننا بعد إكرامنا للضيف قلنا له إن أردت الإقامة بيننا أقمت مكرما معظما وإن أردت التوجه إلى مقدصك بلغناك مرادك وأوصلناك إلى محل استقرارك
2 - المساقط جمع مسقط ويريد به المصدر أي يميل رأسه إلى كل شخص يقدره إنسانا ليلتجئ إليه لأنه ضل الطريق والأصور المائل معناه ورب طارق بالليل ضال عن الطريق يكاد رأسه يسقط من مكانه لكثرة التفاته يمينا وشمالا ليجد إنسانا يضيفه مع ميله إلى كل صوت يسمعه لشدة حيرته وجواب رب في الأبيات الآتية وهو حضأت له ناري
3 - يصفقه أي يضربه والأنف من الريح أولها والنكباء كل ريح تهب بين ريحين من الرياح الأربع والمراد بجمادى شهر من شهور الشتاء والصرصر الريح الباردة والمراد من هذا البيت وصف الضيف بما لاقاه من أذى الريح وشدة البرد والمطر ليكون له عذر في استنباحه الكلاب وطلبه من ينزل عنده
4 - حبيب ارتفع على أنه خبر مقدم ومناخه مبتدأ مؤخر أي إن مناخ الضيف حبيب إلى الكلب لأنه يشركه في القرى وقوله بغيض أي هو بغيض يرد ان الناقة العظيمة تبغض الضيف وتكرهه لأنها تنحر عند نزوله ولا بد والكوماء الناقة

(2/296)


1 - ( حَضأتُ لهُ نَاري فأبْصرَ ضَوْأها ... وما كادَ لوْلا حَضأةُ النَّارِ يُبْصرُ )
2 - ( دَعتْهُ بِغيرِ اسْمِ هلُمّ إلى القِرَى ... فأسرَى يَبُوعُ الأَرْضَ والنَّار تزْهَر )
3 - ( فلَمَّا أضاءَتْ شَخْصَهُ قلْتُ مرْحبًا ... هلُمَّ وللصّالِين بالنَّار أبْشرُوا )
4 - ( فَجاءَ ومحمُودُ القِرى يَسْتِفزُّهُ ... إليْها ودَاعِي اللّيْلِ بالصُّبحِ يَصْفِرُ )
_________
العظيمة السنام وأبصر أي أعلم من البصر بالقلب لا من البصر بالعين معناه أن كلب الرجل الكريم يحب الضيف ليأكل من طعامه وأن ناقته تكره الضيف لأنه ينحرها له
1 - حضأت له ناري أي رفعتها له معناه ورب ضيف رفعت له نار الضيافة ليهتدي بها في طريقه فيأتي إليها ولولا رفعها له ما كان يبصر الطريق ولا يهتدي
2 - دعته بغير اسم يريد أنها أمرشدته إلى موضع الضيافة فكأنها نادته وهلم أي تعال ويبوع الأرض أي يقطعها بالخطوات الواسعة والحركات السريعة وتزهر أي تضيء في ارتفاع معناه أن النار دعت الضيف بلسان الحال فأتى إليها مسرعا وهي مضيئة مرتفعة
3 - فلما أضاءت شخصه أي لما دنا مني وتراءى لي شخصه وقوله قلت مرحبا هلم الأول تسليم عليه وترحيب به والثاني أر بالدنو إليه وأبشروا أي استبشروا والمعنى أن الضيف لما قرب مني وتراءى لي شخصه بضوء النار تلقيته بالترحيب وقلت لمن حول النار من المصطلين ومن الأهل والحاشية استبشروا بالضيف
4 - يستفزه أي يستحثه وداعي الليل ما يصوت بالسحر مثل الديك وغيره والصفير كل صوت يمتد مع رقة معناه أن الضيف أتى في وقت السحر وأنا أستحثه إلى نار الضيافة لأجل أن يصطلى بها ويجد من إكرامنا له ما يسره

(2/297)


1 - ( تأخَّرتَ حتَّى لم تَكَدْ تَصْطفِي القِرى ... عَلى أهْله والْحَقُّ لا يَتأخَّرُ )
2 - ( وقُمْتُ بنَصْل السَّيْفِ والبَركُ هاجِدٌ ... بَها زِرُهُ والمَوْتُ في السَّيْفِ ينْظُرُ )
3 - ( فأغْضضْتُهُ الطُّولَى سَناماً وخَيرَها ... بَلاَءً وَخيرُ الْخَيرِ ما يُتخَيَّرُ )
4 - ( فأوْفضْنَ عنهَا وَهْيَ ترْغُو حُشاشةً ... بذِي نَفْسها والسَّيْفُ عريانُ أحمرُ )
_________
1 - لم تكد تصطفي القرى معناه أن غيرك يسبق إلى القرى فينال صفوته فلا تكاد تنال شيئا منه وقوله والحق لا يتأخر أي حق الضيف لا يؤخر عنه وإن تأخر حضوره معناه أني قلت للضيف قد تأخرت حتى كاد غيرك يسبق إلى القرى فينال خيار الطعام دونك ولكن حق الضيف لا يؤخر عنه بتأخر حضوره
2 - البرك الإبل والهاجد النائم والبهازر جمع بهزرة وهي الناقة العظيمة معناه فقمت بالسيف إلى الإبل العظيمة وهي نائمة والموت في سيفي ينتظر ماذا يكون مني
3 - فأعضضته الطولى أي جعلت السيف يعضها والطولى مؤنثة الأطول وخيرها بلاء أي وأحسنها نعمة ومن نعمة الناقة أن تكون كريمة الأولاد غزيرة اللبن سريعة السير وغير ذلك من الصفات المحمودة فيها ومعناه أنه نحر من الإبل أطولها سناما وأطيبها لحما وأكرمها عنده منزلة
4 - فأوفضن عنها من الإيفاض وهو الإسراع أي تفرقت الإبل عنها بسرعة وترغو من الرغاء أي تصوت والحشاشة بقية الروح وبذي نفسها أي بخالصة نفسها وعريان أحمر أي مجرد من غمده متلطخ بدم الناقة ومعناه أنه لما عرقب الناقة بالسيف تفرقت الإبل من حولها وهي تصوت وتجود ببقية روحها والسيف مجرد من غمده متلطخ بدمها

(2/298)


1 - ( فَباتَتْ رُحابٌ جَوْنةٌ مِنْ لِحامها ... وفُوَها بما في جَوْفِها يَتغَرْغرُ )
وقال آخر
2 - ( ومَا يَكُ فِي مِنْ عَيْبٍ فإنِّي ... جَبانُ الكَلْبِ مَهزُلُ الفَصيل )
وقال آخر
3 - ( سأقْدَحُ منْ قِدْرِي نَصِيباً لِجارَتي ... وإنْ كانَ مَا فِيها كَفافاً عَلى أهلِي )
4 - ( إذا أنْتَ لَم تُشْرِكْ رفِيقَكَ في الَّذِي ... يكُونُ قَليلاً لَم تُشارِكْهُ في الفَضْلِ )
_________
1 - الرحاب الواسعة وأراد بها القدر والجونة السوداء ومن لحامها خبر باتت كقولك أنت مني وفوها أي فمها ويتغرغر أي يصوت من شدة غليانها ويسيل بما في جوفها معناه أن القدر باتت من لحم الناقة وفمها يصوت من شدة غليانها ويسيل بما فيها على النار
2 - جبان الكلب الخ أي كلبي جبان وفصيلي مهزول إنما قال جبان الكلب لأنه تعود أن يسالم الطراق لئلا تتأذى به الأضياف إذا وردوا وقال مهزول الفصيل لأنه يؤثر غيره بلبن أمه أو ينحرها عنه ومعناه أني سخي كريم خال من العيوب
3 - سأقدح أي سأغرف والكفاف ما يكف الإنسان عن السؤال ويكون على قدر حاجته لا يزيد عنها ولا ينقص معناه أنني محمود الجوار فلا أبخل على جاري بل أعطيه مما عندي ولو كان على قدر حاجتي
4 - الفضل ما زاد عن الحاجة ومثل هذا البيت قول الآخر
( ليس العطاء من الفضول سماحة ... حتى تجود وما لديك قليل )

(2/299)


1 - قال عمرو بنُ الأهتم
1 - ( ذَريني فإِنَّ الشُّحَّ يأُمَّ هَيْثَمٍ ... لِصالحِ أخلاَقِ الرِّجالِ سَرُوقُ )
_________
1 - هو عمرو بن سنان أحد بني منقر من بني تميم وسمي أبوه سنان بالأهتم لأن قيس بن عاصم ضرب فمه بقوس فهتم أسنانه وكان عمرو جاهليا إسلاميا وأخوه عبد الله بن الأهتم جد خالد بن صفوان الخطيب وكان عمرو له ابنة يقال لها أم حبيب تزوجها الحسن بن علي وقدر في نفسه أن تكون في الجمال نزعت إلى أبيها فوجدها على غير ما قدر وظن فطلقها وكان عمرو شاعرا محسنا مجيدا كأن شعره الحلل المنشرة وكان في وفد بني تميم إلى النبي وكانوا سبعين أو ثمانين رجلا وهم الذين نادوا عند الحجرات بصوت جاف عال أخرج إلينا يا محمد فقد جئنا لنفاخرك ومعنا شاعرنا وخطيبنا فخرج إليهم رسول الله وجلس فقام الأقرع بن حابس فتكلم ورد عليه رسول الله كلامه أحسن رد وأبلغه ثم توالى الخطباء والشعراء وجمع لهم النبي خطباءه وشعراءه وما لبثوا أن عجزت بنو تميم واستكانت فأسلموا وأقاموا عنده يتعلمون القرآن ويتفقهون في الدين ثم أرادوا الخروج إلى قومهم فأعطاهم رسول الله وكساهم فقال أما بقي منكم أحد وكان عمرو بن الأهتم في ركابهم وهو غلام حدث فقال قيس بن عاصم لم يبق منا أحد إلا غلام حديث السن في ركابنا فأعطاه رسول الله مثل ما أعطاهم
2 - ذريني أي اتركيني أمض على ما أنا عليه من الكرم والشح البخل والمعنى اتركيني أجر على كرمي فإن البخل يزين

(2/300)


1 - ( ذَرينِي وحُطِّي في هَواي فإنِّني ... عَلى الْحَسَبِ الزَّاكِي الرَّفيعِ شفيقُ )
2 - ( ذَرينِي فإنِّي ذُو فَعالٍ تُهمُّني ... نَوَائِبُ يَغْشَى رُزْؤها وَحقُوقُ )
3 - ( وكلُّ كَرِيمٍ يَتَّقى الذَّمَّ بالقِرَى ... ولِلحَقِّ بَينَ الصَّالِحِينَ طَريقُ )
4 - ( لَعمْرُكِ ما ضَاقَتْ بِلاَدٌ بأهْلِها ... ولكِنَّ أخْلاَقَ الرَّجالِ تَضيقُ )
وقال عروة بن الورد تقدمت ترجمته
5 - ( إنِّي امرُوءٌ عافِي إناَئِيَ شِرْكةٌ ... وَأنْتَ امرُوءٌ عافِي إنائكَ وَاحدُ )
_________
للإنسان العذر الكاذب والعلل الباطلة ويذهب بأخلاقه الحميدة فكأنه يسرقها منه
1 - وحطي في هواي أي وافقيني وساعديني وهو منحط الرجل رحله حيث يحط صاحبه لأن ذلك يكون باتفاقهما معناه وافقيني وساعديني على الجود فإنني أخاف على شرفي من عار البخل
2 - الفعال بفتح الفاء الكرم ويغشى رزؤها أي يغشاني رزؤها فحذف المفعول ورزؤها المراد به ما يناله الناس من ماله وينتفعون به ويقال منه هو يرزأ في ماله إذا كان سخيا ينال الناس إفضاله والحقوق ما يلزمه من حق الأضياف والزوار يريد انه كريم يصرف همته إلى أداء ما يلزمه من حقوق الضيفان والزوار وإعانة المضطرين ذوي الحاجات ليدوم له المجد وحسن الثناء
3 - القرى طعام الضيافة معناه أن كل كريم يبذل ماله دون عرضه ويتبع سبيل الحق ويسلك طريقه ليستوجب المدح والشكر
4 - تضيق أي تضيق بهم معناه أن أرض الله واسعة لم تضق على امرئ وإنما تضيق أخلاق الرجال وصدورهم
5 - العافي طالب المعروف وشركة أي خلق كثير وهذا كناية عن الكرم

(2/301)


1 - ( أتَهزَأُ مِنِّي أنْ سَمِنْتَ وأنْ تَرى ... بوَجْهي شُحُوبَ الحَقِّ والحَقُّ جاهِدُ )
2 - ( أُقَسِّمُ جِسْمِي في جُسُومٍ كثِيرةٍ ... وَأحْسُوا قَرَاحَ الماءِ والمَاءُ بارِدُ )
وقال آخر
3 - ( أجلّكَ قَوْمٌ حِينَ صِرْتَ إلى الغِنَى ... وكلُّ غَنيٍّ في القُلُوبِ جَليلُ )
4 - ( وَلَيْسَ الغِنى إلاَّ غِنًى زَيَّنَ الفَتى ... عَشيَّةَ يقْرِي أوْ غدَاةَ يُنِيلُ )
_________
وقوله وأنت امرؤ الخ كناية عن البخل ومعناه أني امرؤ كريم لا آكل وحدي بل يأكل معي عدة يشاركوني في إنائي وأنت رجل بخيل تأكل وحدك فعافى إنائك واحد
1 - أن سمنت أي لأن سمنت ولأن ترى بوجهي والشحوب التغير من الهزال ونحوه وأضاف الشحوب إلى الحق لأن سببه إنما هو توفر همته وبذل عنايته في إقامة الحقوق وأدائها في وجوهها ومعناه أتسخر مني لأجل ضخامتك ونحول جسمي وتغير وجهي ولا تعلم أن تغير وجهي سببه هو كوني مجهودا في أداء الحقوق
2 - أقسم جسمي أي أقسم قوت جسمي والقراح الماء الذي لم يخالطه غيره والماء بارد كناية عن زمن الشتاء الذي يشتد فيه الجدب معناه أني أجود بقوتي على غيري وأوثره على نفسي وأجتزئ بحسو الماء البارد عن القوت يريد انه كريم يؤثر غيره على نفسه أيام الشدة والفاقة
3 - أجلك قوم أي أعظموك وبجلوك وقوله حين صرت إلى الغنى أي استغنيت يقول لما استغنيت عظمت في عيون الناس فأجلوا قدرك والغنى سبب لجلالة قدر صاحبه في القلوب
4 - يقرى أي يطعم الأضياب وينيل أي يعطي معناه ليس الغنى إلا ما يضاف به القوم في آخر النهار إذا نزلوا ويتزودون منه في أول النهار إذا

(2/302)


1 - قالَ المُثلَّمُ بنُ رياحٍ المُرِّي
2 - ( بَكر العَواذِل بالسَّوَادِ يَلُمْنني ... جَهْلاً يَقُلْنَ ألاَ تَرى ما تَصْنعُ )
2 - ( أفنَيْتَ مالَكَ في السّفاهِ وإنَّما ... أمرُ السَّفاهةِ ما أمَرْنَكَ أجْمَعُ )
4 - ( وقُتودٍ ناجِيةٍ وضَعْتُ بِقفْرَةٍ ... والطَّيرُ غاشِيَةُ العَوَافي وُقَّعُ )
_________
ارتحلوا فهذا هو الغنى المحمود صاحبه
1 - هو شاعر جاهلي وهو الذي التجأ بالحصين بن الحمام المري لما قتل حباشة الذي كان في جوار الحارث بن ظالم فأجاره الحصين وغرم عنه دية القتيل هذا وقال دعبل إن هذه الأبيات لشبيب بن البرصاء وشبيب تقدمت ترجمته
2 - إنما قال بكر العواذل لأن العرب كانت تشرب ليلا وتسكر وتعطي المواهب فإذا أصبحوا لامهم البخلاء والمراد بالسواد غلس الصبح وقوله ألا ترى الخ أي أي شيء تصنع معناه أن العواذل لامتني عند الصباح على إنفاق مالي في وجوه الخير والبر جهلا منهن
3 - السفاه والسفاهة الخفة والطيش معناه قالت لي العواذل ضيعت مالك في السفاهة وليس بي سفاهة وإنما السفاهة ما قلنه من عذلي ولومي
4 - وقتود مجرور برب مقدرة و قوله وضعت بقفرة خبر ما بعدها والقتود جمع قتد وهو خشب الرحل و الناجية الناقة القوية السريعة ومعنى وضعت بقفرة أي تركتها لأني عرقبتها والقفرة الأرض الخالية من النبات والماء والعوافي الطير جمع عافية وهو من قولهم عفاه واعتفاه إذا طلب معروفه معناه ورب ناقة حططت الرحل عنها ووضعتها بالأرض القفرة والطير العوافي تغشاها وتقع عليها بعد ما عرقبتها بالسيف لأتمكن من نحرها لمن يمر بنا من الأضياف المسافرين

(2/303)


1 - ( بمُهنَّدٍ ذي حِلْيةٍ جَرَّدْتُهُ ... يَبْرِي الأصَم منَ العِظَامِ ويَقْطَعُ )
2 - ( لِتَنُوبَ نائِبَةٌ فَتعْلمَ أنَّني ... مِمَّنْ يُغَرُّ على الثَّناءِ فيُخْدَعُ )
3 - ( إنِّي مُقَسِّمُ ما مَلكْتُ فَجاعِلٌ ... أجراً لآخرَةٍ ودُنْيا تَنفعُ )
وقال أبو البُرج القاسم بن حنبل المري في زفر بن أبي هاشم بن مسعود بن سنان
4 - ( أرَى الْخِلاّنَ بعْدَ أبي حَبيبٍ ... وحُجْرٍ في جَنابِهمِ جَفاءُ )
5 - ( منَ البِيض الوُجوهِ بَني سِنَانٍ ... لوَ أنَّكَ تَستَضِيءُ بهمْ أضاؤا )
_________
1 - بمهند تعلق بقوله وضعت بقفرة لأنه في معنى عرقبت والمراد بالحلية دم الناقة الذي تلطخ به السيف جعله كالحلية له ويبري أن يقطع والأصم ما ليس بأجوف وإذا كان يقطع الأصم من العظام فالمجوف أهون عليه معناه أنه عرقب الناقة بسيف ماض
2 - لتنوب متعلق بفعل مضمر يدل عليه الكلام المتقدم كأنه قال فعلت ذلك لكي إذا نابت نائبة علمت أني أنهض فيها مغرورا مخدوعا عن المال بالثناء والشكر
3 - كان المناسب أن يقول ومنفعة لدنيا بدل قوله ودنيا تنفع ليكون لفقا لقوله أجر الآخرة ولكنه عدل عن ذلك لضرورة الشعر معناه أنه جعل ماله مبذولا في أمرين وهما ثواب الآخرة ومنفعة الدنيا ليحظى بالأجر والثواب من الله تعالى في الآخرة ويستوجب الثناء والشكر من الناس في الدنيا
4 - الجناب ناحية القوم معناه أن أصحابه بعد أبي حبيب وحجر لا يهتمون بحاجته كما كانا يهتمان بها
5 - من البيض الوجوه أي من الكرام أهل الجمال والسيادة

(2/304)


1 - ( لهُمْ شَمْسُ النَّهارِ إذا اسْتقَلتْ ... ونُورٌ ما يُغيِّبُهُ العَمَاءُ )
2 - ( هُمُ حَلُّوا مِن الشَرَفِ المُعلَّى ... وَمنْ حَسَبِ العَشِيرَةِ حَيْثُ شاؤا )
3 - ( بُناةُ مَكارمٍ وأُسَاةُ كَلْمٍ ... دِماؤُهُمُ مِنَ الكَلَبِ الشِّفاءُ )
4 - ( فأمّا بيْتُكُمْ إن عُدَّ بَيْتٌ ... فطَالَ السَّمْكُ وَاتَّسَعَ الفِنَاءُ )
5 - ( وأمَّا أُسَّهُ فَعلَى قَدِيمٍ ... مِنَ العَادِيِّ إنْ ذُكِرَ البِنَاْءُ )
6 - ( فلَوْ أنَّ السَّماءَ دَنَتْ لِمَجْدِ ... ومَكْرُمَةٍ دنَتْ لكُمُ السَّماءُ )
_________
1 - العماء السحاب معناه أنهم لا نظير لهم في الشرف كما أن الشمس لا نظير لها وأنهم أشهر من النور لأن النور ربما اعتراه سحاب يحجبه ومجدهم ظاهر لا يحجبه شيء
2 - من الشرف المعلى أي من الشرف الذي هو كالقدح المعلى لأنه أشرف الأقداح وأكثرها حظوظا وانصباء وجعل هذا مثلا لأرفع المراتب
3 - الأساة جمع آس وهو الطبيب والكلم الجرح والكلب شبه جنون يعتري الإنسان إذا عضه الكلب المجنون قالو أنه لا دواء لعض الكلب المجنون أنجع في المعضوض من شربه دم ملك يشير بهذا البيت إلى أنهم ملوك أشراف يقتدى بهم في المكارم والمعالي
4 - السمك أعلى البيت من داخل والفناء ما امتد من جوانب البيت والمراد بالبيت الشرف والعرب يصفون البيت بالعلو والرفعة ويريدون علو الشأن فإذا قالوا فلان من أهل البيوت فإنما يعنون شرفه ومجده
5 - الأس الأساس والعادي القديم كأنه منسوب إلى عاد معناه أن بيتهم قديم في الشرف كأنه من عهد عاد
6 - المكرمة فعل الكرم معناه أنتم أهل مجد وكرم ورفعتكم فوق رفعة كل أحد

(2/305)


وقال أرطأة بن سهية المري تقدمت ترجمته
1 - ( فلَوْ أنَّ ما نُعطِي مِنَ المَالِ نَبْتَغِي ... بِهِ الحَمْدُ يُعطِي مِثْلَهُ زَاخرُ البَحْرِ )
2 - ( لظَلَّتْ قَرَاقِيرٌ صِياماً بِظَاهِرٍ ... منَ الضَّحْلِ كانَتْ قَبْلُ في لُجَجٍ خُضْرِ )
3 - ( ولا نَكْسرُ العَظْمَ الصَّحِيحَ تَعزُّزًا ... ونُغْني عَنِ المَوْلى ونَجْبُرُ ذَا الكَسْر )
4 - ( غَلبْنَا بَني حَوَّاءَ مَجْدَا وسُوددًا ... وَلِكنَّنا لَمْ نَسْتَطِعْ غَلَبَ الدَّهر )
_________
1 - جملة نبتغي في موضع الحال وكذلك جملة يعطي مثله فكأنه قال لو أن الذي نعطيه من المال مبتغين به الحمد يعطي مثله طامي البحر الزاخر الطامي المتلاطم
2 - القراقير جمع قرقور وهي السفن وصياما أي راكدة والضحل الماء القليل يترقرق على وجه الأرض واللجج جمع لجة وهي معظم البحر والخضر السود والبحر الأخضر الأسود ومعنى البيتين لو أن الذي نعطيه من المال مبتغين به الحمد يعطي مثله البحر الطامي لصارت السفن رواكد على ماء قليل يترقرق على وجه الأرض بعدما كانت تجري على لجج خضر
3 - ولا نكسر العظم الخ معناه أنهم ليسوا أهل فساد وانتصب تعززا على أنه مفعول له وقوله ونجبر ذا الكسر أي نصلح أمره ونزيل فقره وقوله ونغني عن المولى أي نتولى شأنه وندافع عنه والمراد به ابن العم يريد انهم لا يفسدون في الأرض فلا يكسرون الصحيح لعزهم ومجدهم ويعينون ابن العم ويغنون غناءه ويقومون مقامه ويجبرون ذا الكسر والذل
4 - المراد ببني حواء جميع الناس معناه نحن غلبنا جميع الناس في المفاخرة بالمجد وفقناهم فيه ولكننا ما استطاعنا أن نغلب الدهر مع ما نحن فيه من العز والشرف

(2/306)


وقال حَجرُ بن حية العبسي
1 - ( ولاَ أُدَوِّمُ قِدْرِي بَعْدَ مَا نضِجَتْ ... بُخْلاً لِتَمْنَعَ ما فِيهَا أثافِيها )
2 - ( حَتى تُقسَّمَ شَتَّى بَينَ ما وسِعَتْ ... وَلا يُؤنَّبُ تَحتَ اللَّيْل عَافيهَا )
3 - ( لاَ أحرِمُ الْجَارةَ الدُّنْيا إذا اقَترَبتْ ... ولاَ أقُومُ بهَا في الْحَيِّ أُخزِيها )
4 - ( ولاَ أُكلِّمُها إلاَّ عَلاَنيةً ... ولاَ أُخبِّرُها إلاَّ أُنادِيها )
وقال المساور بن هند بن قيس بن زهير تقدمت ترجمته
5 - ( فِدًا لِبني هِنْد غَدَاةَ دَعَوْتُهُمْ ... بِجَوَّ وبَالَ النَّفْسُ وَالأبَوَانِ )
_________
1 - ولا أدوم قدري أي لا أطيل إدامتها والأثافي جمع أثفية وهي الحجارة التي توضع عليها القدر وجعل المنع للأثافي لأنها لا يؤخذ منها شيء ما دامت منصوبة على الأثافي معناه أني لا أطيل إدامة قدري بعد إدراكها على الأثافي بخلا بما فيها بل أنزلها عنها وأطعم منها الأضياف وكان البخيل منهم يترك القدر منصوبة على الأثافي ليرى غيره أن القدر لم تدرك
2 - ولا يؤنب أي لا يلام والعافي طالب المعروف معناه أن ما فيها من الطعام يعم القريب والبعيد والداني والقاصي ليلا ونهارا
3 - الدنيا أي القربى ولا أقوم بها تقول العرب قام بي فلان وقعد إذا نثا عنك قبيحا وأخزيها أي أهينها معناه أني لا أعامل جارتي إلا بما يليق بي من الجود والكرم وحفظ الجار والرأفة به
4 - العلانية ضد السر معناه أني لا أكلمها إلا معلنا كلامي ولا أخبرها إلا مناديا لها مع ما بي من حسن الجوار والعفاف وصيانة الأعراض
5 - وبال اسم ماء لبني عبس أضيف إليه الجو والجو ما اطمأن

(2/307)