صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


[ ديوان الحماسة
الكتاب : ديوان الحماسة
عدد الأجزاء : 2

1 - ( ألاَ إنَّ عبْدَ الْواحِدِ الرَّجُلُ الِّذِي ... يُنيلُكَ ما تَبْغيهِ والْعرْضُ وافِرُ )
2و - قالت الخنساء
3 - ( دَلَّ عَلى معْرُوفهِ وجْهُه ... بُورِكَ هَذا هادِيَا منْ دَليلْ )
4 - ( تَحْسِبُهُ غضْبَانَ منْ عِزِّهِ ... ذَلكَ مِنْهُ خُلُقٌ مَا يَحولْ )
_________
1 - المعنى أن هذا الرجل يعطي قبل أن يسئل بدون أن يبذل ماء الوجوه له
2 - هي بنت عمرو بن الشريد بن رياح من بني سليم واسمها تماضر ولها يقول دريد بن الصمة
( حيوا تماضر واربعوا صحبي ... ) الخ قدمت على رسول الله مع قومها فأسلمت معهم فذكروا أن رسول الله كان يستنشدها ويعجبه شعرها فكانت تنشده ويقول هيه هيه خناس وقالوا وكانت تقول في أول أمرها البيتين والثلاثة حتى قتل أخوها معاوية وهو شقيقها قتله هاشم وزيد المريان وقتل صخر وهو أخوها لأبيها طعنه أبو ثور الأسدي فمرض منها قريبا من سنة ثم مات فأكثرت الشعر عليهما ولا سيما أخوها صخر وكان أحبهما إليها وكان حليما جوادا محبوبا في العشيرة وأجمع أهل العلم بالشعر أنه لم يكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها وشهدت حرب القادسية ومعها أربعة بنين لها فحضتهم على القتال والجهاد فكلهم قتل في سبيل الله فلما بلغها الخبر قالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته وكان عمر بن الخطاب يعطيها أرزاق أولادها الأربعة حتى قبض رضي الله عنه
3 - تصفه بطلاقة الوجه وبشاشته ونصب هاديا على الحال
4 - ما يحول لا يتحول ولا يتغير تريد أنه ظاهر العز دائما ومعنى البيتين أنه رجل عنده طلاقة وبشاشة

(2/278)


1 - ( وَيْلُمِّهِ مِسْرَ حرْبٍ إذا ... أَلْقِيَ فيهَا وعَليهِ الشليلْ )
وقالت امرأة من إياد
2 - ( الْخَيلُ تعْلَمُ يوْمَ الرَّوْعِ إنْ هُزِمَتْ ... أنَّ ابنَ عمْرٍ ولَدَى الهَيْجاءِ يَحْميها )
3 - ( لمْ يُبْدِ فُحْشاً وَلمْ يُهْدَدْ لِمُعْظَمةٍ ... وكُلُّ مَكْرُمةٍ يَلقَى يُساميهَا )
4 - ( المُسْتَشارُ لأَمْرِ القَوْمِ يَحْزُبُهُمْ ... إذا الْهَناتُ أهَمَّ القَوْمَ مَا فيهَا )
5 - ( لاَ يرْهَبُ الجَارُ مِنهُ غَدْرَةً أبداً ... وإنْ ألمَّتْ أُمورٌ فهْوَ كافيهَا )
_________
يستدل ناظره على خيره ومعروفه بمجرد رؤيته يظنه من يراه أنه غضبان لعزته وشممه وهذا خلق طبيعي فيه لا يتحول عنه
1 - ويلمه كلمة تعجب ومسعرا منصوب على التمييز وهو ما توقد به النار والشليل درع قصيرة تصفه بالقوة والشجاعة وأن الناس تتعجب منه إذا كان في الحرب لقوته وشدة بطشه
2 - الخيل تعلم الخ اللفظ للخيل والمعنى لأصحابها والهيجاء الحرب والمعنى يعلم أصحاب الخيل يوم الخوف إن هزمت الأبطال أن ابن عمرو عند الحرب يحميهم وينصرهم
3 - لم يهدد أي لم يحرك والمعظمة الحادثة ويساميها أي يسمو إليها والمعنى أنه لا يظهر فاحشة ولم يتحرك لحوادث الدهر وكل مكرمة تلقاه مساميا لها وساعيا إليها
4 - يحزبهم أي ينوبهم ويشتد عليهم والهنات جمع هنة وهي كناية عن الأمر المنكر وقولها أهم القوم الخ أي جعل من همهم والمعنى أنه المرجع في المصائب والشدائد إذا نزلت بالقوم وشغلتهم وكانت من همهم
5 - يرهب يخاف وألمت نزلت والمعنى أنه رجل يحمي الجار ويحفظ عهوده فيأمن غدره وإن نزلت به

(2/379)


باب الصفات وما اختاره منه
قال البعيثُ الحنفِيُّ تقدمت ترجمته
1 - ( وَهاجِرَةٍ يَشْوِي مَهاها سَمُومُها ... طبَخْتُ بها عَيْرانةً وَاشْتَوَيتُها )
2 - ( مُفَرَّجةً مَنْفوجَةً حضْرَمِيَّةً ... مُساندَةً سِرَّ المَهارَى انتَقَيْتُها )
3 - ( فَطِرْتُ بها شَجْعاءَ قَرْواءَ جُرْشُعاً ... إذا عُدَّ مَجْدُ الْعِيسِ قُدِّمّ بَيتُها )
_________
النوائب أزالها عنه وأنجاه منها
1 - الهاجرة وقت ترك العمل إذا قام قائم الظهيرة وغلب الحر فيه والمها بقر الوحش والسموم الريح الحارة والعيرانة الناقة القوية واشتويتها معناه سرت عليها حتى أنضاها حر الهواجر وأذهب لحمها فصارت كالمحترقة
2 - المفرجة التي بعدت مرافقها عن زورها واتسعت آباطها يريد أنها فتلاء المرافق والمنفوجة الواسعة الجنبين والحضرمية من نسل إبل حضرموت والمساندة القوية الظهر وسر المهارى أي خيارها والمهارى نسبة إلى مهرة بن حيدان ومعنى البيتين ورب وقت اشتد فيه الحر حتى صار يشوي الوحوش ريحه سرت فيه على ناقة قوية صلبة حتى أثر فيها الحر مثل تأثير النار في اللحم من طبخه وشيه ومن علامات شدة هذه الناقة وقوتها أنها فتلاء الذراعين واسعة الجنبين قوية الظهر وأنه قد اصطفاها من خيار الإبل المهرية
3 - طرت بها أي سرت عليها السير السريع والشجعاء الجريئة القلب والقرواء الطويلة الظهر والجرشع المنتفخة الجنبين والعيس الإبل البيض يخالط بياضها شقرة وقوله إذا عد مجد العيس يريد إذا ذكرت مفاخر الإبل ومناسبها قدم نسلها والمعنى سرت سيرا حثيثا

(2/380)


1 - ( وَجدْتُ أباهَا رائِضَيْها وأُمَّها ... فأعْطَيْتُ فيهَا الْحُكْمَ حتَّى حوَيتُها )
وقال عَنترَةُ بنُ الأَخرَسِ
2 - ( لَعَلَّكَ تُمْنَى منْ أراقِمِ أرْضنا ... بِأرْقَمَ يُسْقَى السَّمَّ منْ كلِّ مَنْطَفِ )
3 - ( ترَاهُ بِأَجْوازِ الهَشيمِ كأَنَّما ... عَلى مَتْنِهِ أخْلاَقُ بَرْدٍ مُفَوِّفِ )
4 - ( كأنَّ بِضاحِي جِلْدِهِ وسَراتِهِ ... ومَجْمَعِ لِيتَيْهِ تَهاويلَ زُخْرُفِ )
_________
على هذه الناقة التي صفاتها كيت وكيت
1 - الرياضة حسن التربية ورائضيها مفعول ثان لوجدت وقد فصل به بين المعطوف والمعطوف عليه والمعنى وجدت هذه الناقة مدربة على السير سلسة القياد فجعلت حكم الثمن لصاحبها يأخذ مني ما يريد حتى ملكتها
2 - لعلك تمني الخ هذا دعاء على المخاطب وإن كان لفظه ترجيا وتمنى أي يقدر لك وتبتلى والأراقم جمع أرقم وهو الحية فيها نقط بيض والمنطف من نطف السم إذا قطر والمعنى ادعوا الله تعالى أن يقدر لك حية عظيمة من حيات أرضنا تسيل سما من كل موضع فيها
3 - الأجواز الأوساط وهي جمع جوز والهشيم اليابس المتكسر من النبات والشجر والمتن الظهر والأخلاق جمع خلق وهو الثوب البالي والمفوف المنقوش والمعنى تنظر إلى ذلك الأرقم بين اليابس من النبات والشجر ممزق الجلد كأن على ظهره أثوابا بالية منقوشة
4 - ضاحي الجلد ما ظهر منه وسراته أي أعلاه والليتان مثنى ليت وهو عرق في صفحة العنق والتهاويل النقوش والزخرف كل ما زين وحسن والمعنى كان بالظاهر من جلد الأرقم وما علا منه وعنقه نقوشا زخرفته وزينته

(2/381)


1 - ( كأنَّ مُثَنَّى نِسْعَةٍ تَحْتَ حلْقِهِ ... ممَا قَدْ طَوَى منْ جِلْدِهِ الْمُتَغَضِّفِ )
2 - ( إذا انْسَلَ الْحَيَّاتُ بالصيْف لمْ يزَلْ ... يُشاعِرُ باقِي جُلْبةٍ لمْ تُقَرَّفِ )
وقال ملحَةُ الجرمِيّ
3 - ( أرِقْتُ وطَالَ الليْلُ لِلْبارِقِ الوَمْضِ ... حبِيًّا سَرى مُجْتابَ أرْضٍ إلى أرْضِ )
4 - ( نَشاوَى منَ الأدِلاجِ كُدْرِيُّ مُزْنِهِ ... يُقَضِّي بَجدْبِ الأرْضِ مَا لمْ يَكَدْ يَقْضِي )
_________
1 - النسعة قطعة من سير ينسج عريضا تشد به الرحال والمتغضف المتثني المتكسر شبه غضون جلده المتكسر لكونه فاضلا عن لحمه بنسعة مثنية تحت حلقه والمعنى تراه من سمنه وكثرة سمه قد صار لجلده طيات تحت حلقه
2 - إذا أنسل الحيات الخ استعار أنسل من ذوات الريش إلى الحيات والمراد نزعت جلدها وذلك في كل سنة ويشاعر من شاعر المرأة إذا بات معها في شعار واحد والشعار الثوب الذي يلي الجسد والمراد يباشر ولم تقرف أي لم تقشر والجلبة قشرة الجرح يريد أنه صلب الجلد لا يبلى سريعا
3 - أرقت أي سهرت الليل والبارق السحاب ذو البرق والومض مصدر من ومض البرق إذا لمع وكثيرا ما يقع الوصف بالمصدر والحبي سحاب معترض في الآفاق ومجتاب أرض أي قاطعها والمعنى فارقني النوم فطال الليل من أجل سحاب فيه برق يلمع ويسير ليلا من أرض إلى أرض
4 - النشاوى السكارى وأراد بها قطع السحاب يريد أن قطع السحاب لكثرة سيرها صارت كالسكارى تميل من جانب إلى جانب والأدلاج سير أول الليل والمراد

(2/382)


1 - ( تَحِنُّ بأجْواز الفَلاَ قُطُرَاتُهُ ... كمَا حَنَّ نيبٌ بعْضُهُنَّ إلى بعْضِ )
2 - ( كأنَّ الشَّماريحَ العُلاَ منْ صَبيرِهِ ... شَماريخُ منْ لُبْنانَ بِالطُّولِ والعَرْضِ )
3 - ( يُباري الرِّياحَ الْحَضْرَميَّاتِ مُزْنُهُ ... بمُنْهَمِرِ الأرْواقِ ذِي قزَعٍ رَفْض )
4 - ( يُغَادِرُ محْضَ المَاءِ ذُو هُوَ محْضُهُ ... عَلى إثْرِهِ أنْ كانَ لِلْمَاءِ منْ محْضِ )
_________
السير بلا قيد والمزن الأبيض منه والمراد مطلق سحاب وقوله كدري مزنه كان الظاهر أن يقول كدرية ولكنه أظهر في موضع الضمير وجعل في لونه كدرة لكثرة مائه وقوله يقضي بجدب الأرض الخ أي يحكم للمجدب من الأرض بالخصب والنماء ما لم يكد يقضي به لنفسه يريد أن هذا السحاب إذا أتى على أرض مجدبة لم يفارقها حتى ينزل فيها من الماء ما يكون فيه إحياء وخصب لها
1 - الأجواز الأوساط والقطرات النواحي والنيب النياق المسنة والمعنى أن جوانب هذا السحاب تتجاوب بالرعد فكأنها تحن إلى مواضع لها كالإبل يحن بعضها إلى بعض
2 - شماريخ الجبل أعلاه واستعاره للسحاب والعلا جمع علياء والصبير السحاب الذي فيه سواد وبياض ولبنان جبل في الشام والمعنى كأن أعالي هذا السحاب في ضخامتها مثل أعالي جبل لبنان طولا وعرضا
3 - يباري يجاري والمزن السحاب المنهمر المنسكب والروق الماء الصافي والقزع قطع السحاب والرفض الإبل تترك في المرعى والمعنى أن هذا السحاب يجاري الرياح التي تهب من جهة حضر الموت بمطر صاف منصف متقطع متفرق
4 - يغادر يترك وذو هنا بمعنى الذي والمحض الخالص والمعنى يترك خالص الماء الذي هو خالصة السحاب في مسايل الأودية على أثره وقوله أن كان للماء من محض إنما قال هذا لأن المطر

(2/383)


1 - ( يروِّي العَرُوقَ الهَامِدَاتِ مِنِ البِلَى ... منَ العَرْفَجِ النَّجْدِيِّ ذُو بادَ والْحَمض )
2 - ( وَباتَ الحَبيُّ الجَوْنُ ينْهَضُ مُقْدِماً ... كَنَهْضِ المُدَانَى قيْدُهُ المُوعِثِ النقْضِ ) باب السَّيرِ والنعاس
3
- قال الخَطيمُ
4 - ( وَقالَ وقدْ مالَتْ بهِ نشْوَةُ الكَرَى ... نعاساً وَمنْ يَعْلَقْ سُرَى اللَّيلِ يكْسَلِ )
5 - ( أنخْ نُعْط أنْضاءَ النُّعاسِ دَواءَها ... قَليلاً وَرِفّهْ عنْ قَلائِصَ دُبَّل )
_________
جنس واحد إذا لم يختلط به غيره لا يختلف
1 - الهامات اليابسات والعرفج نبات وباد هلك والحمض المر من النبات والمعنى أنه إذا مر على الأرض المجدبة أحيا الميت من شجرها ونباتها
2 - الحبي السحاب الذي بعضه فوق بعض والجون السحاب الأسود والمداني الذي ضيق عليه بتقصير العقال والموعث السائر في الوعث وهي الأرض اللينة الكثيرة الرمل والنقض المهزول الضعيف والمعنى أن سير هذا السحاب لثقله وعظمه مثل سير البعير الذي ضيق عليه بالعقل في الأرض التي يصعب فيها السير
3 - لعله الخطيم بن عدي بن عمرو بن سواد بن ظفر أبو قيس بن الخطيم وهو من شعراء الجاهلية
4 - النشوة السكر وانتصب نعاسا على أنه مصدر في موضع الحال وقوله ومن يعلق سري الليل أي يلزمه ويتعلق به
5 - الأنضاء المهازيل وأضافها إلى النعاس إشارة إلى أن سبب هزالها وضعفها عدم النوم وقوله ودواءها أراد به النوم والترفيه التوسيع والقلائص جمع قلوص وهي الشابة من الإبل وذبل جمع ذابل وهو المبتذل الذي أضعفه السفر

(2/384)


1 - ( فقُلتُ لهُ كيْفَ الإِناخةُ بَعْدَما ... حَدَ اللَّيْلَ عُرْيانُ الطَّرِيقةِ مُنْجَلِي )
وقال آخر
2 - ( وفِتْيانٍ بَنيْتُ لهمْ رِدائِي ... على أسْيافِنا وَعلى القِسِيِّ )
3 - ( فَظَلوا لائِذِينَ بهِ وظلَّتْ ... مَطايَاهُمْ ضَوارِبَ باللحيِّ )
4 - ( فلمَّا صارَ نِصْفُ اللَّيْلِ هَنَّا ... وهَنَّا نِصفُهُ قَسْمَ السَويِّ )
5 - ( دَعَوْتُ فتًى أجَاب فتًى دَعاهُ ... بِلَبَّيْهِ أشَمَّ شَمَرْدَليِّ )
_________
1 - حدا الليل ساقه وعريان الطريقة يعني الصبح ومعنى الأبيات الثلاثة قال لي صاحبي وقد فعل فيه النعاس فعل الخمر بالسكران ولا بد لمن كثر سيره في الليل أن يعتريه الكسل والتعب أبرك الإبل التي أهزلها عدم النعاس لتداويها بقليل من النوم ووسع عن إبل مبتذلة مهزولة فأجبته لا سبيل إلى إبراكها بعد أن أقبل الصبح وذهب الليل
2 - الواو واو رب ومعنى بنيت لهم ردائي أي وضعته لهم يستظلون به من الشمس والمعنى ورب فتيان أثر الحر فيهم ومالوا إلى النزول فنصبت أسيافنا وقسينا ورفعت ردائي فوقها لأظل الفتيان به
3 - لائذين لاجئين والمعنى فداموا ملتجئين إلى ردائي من حر الشمس ودامت إبلهم ملصقة أذقانها بالأرض بسبب الكلال والتعب
4 - هنا لغة في هنا يريد فلما صار نصف الليل في ناحية معينة عنده والنصف الآخر في ناحية والغرض انتصاف الليل وقوله قسم السوي انتصب على المصدر والسوي أكثر ما يجيء في آخره تاء التأنيث
5 - دعوت جواب لما في البيت قبله وقوله أجاب فتى أي أجابني فتى لأنه هو

(2/385)


1 - ( فقام يُصارع البُرْدَيْنِ لَدْناً ... يقُوتُ العَيْنَ منْ نَوْمٍ شَهِيِّ )
2 - ( فقَامُوا يَرْحَلُونَ مُنَفَّهاتِ ... كأنَّ عُيونَها نُزُحُ الرَّكِيِّ )
وقال رجل من بني بكر
3 - ( وَلقَدْ هَدَيْتُ الرَّكْبَ في دَيْمُومَةٍ ... فيها الدَّليلُ يَعَضُّ بالْخَمس )
_________
الداعي له وأراد بالفتى الثاني نفسه وقوله بلبيه أي أجاب بالتلبية وقوله أشم مجرور على أنه بدل من الضمير المتصل بلبيه والشمم ارتفاع الأنف والشمردلي الطويل ومعنى البيتين فلما انتصف الليل وصار قسمين بقسمة الإنصاف ناديت فتى مرتفع الأنف طويل القامة فأجابني بالتلبية
1 - فقام يصارع الخ يريد أنه قام يتمايل ويضطرب لما به من النعاس فكأنه يصارع برديه واللدن اللين والمعنى فقام لينا يتمايل من نعاسه فكأنه يصارع ثيابه وقد كان من قبل نائما يغذي عينيه من النوم المشتهي
2 - يرحلون منفهات أي يلبسونها الرحال والمنفهات جمع منفهة وهي المعيية ونزح الركى هي التي لم يبق فيها ماء والركى جمع ركية وهي البئر والعرب تشبه عيون الإبل بالركايا النازحة وذلك إذا غارت عيونها من التعب وطول السفر والمعنى قام أولئك الفتيان يلبسون إبلهم رحالها ليسيروا عليها وهي من شدة الكلال والتعب قد غارت عيونها حتى صارت مثل الآبار المنزوح ماؤها
3 - الديمومة الأرض الواسعة كأنه إنما سميت بذلك لأن السراب يدوم فيها وقوله يعض بالخمس كناية عن الغيظ والندم كأنه حين ما يضل يصيبه غيظ وندم فيعض أنامله

(2/386)


1 - ( مُسْتَعجلينَ إلى رَكِيٍّ آجِنٍ ... هَيْهتَ عَهْدُ الماءِ بِالإِنْسِ )
2 - ( مُسْتَعجلينَ فَمُشْتَوٍ ومُعالِجٌ ... نَقَبًا بِخُفِّ جُلاَلةٍ عَنْسِ )
3 - ( ومُهَوِّمٌ رَكِبَ الشِّمالَ كأنَّما ... بَفُؤادِهِ عَرَضٌ منَ المَسِّ )
وقال آخر
4 - ( وَهُنَّ مَناخاتٌ يُحاذِرْنَ قَوْلةً ... مِنَ القَوْمِ أنْ شُدُّوا قُتُودَ الرَّكائبِ )
5 - ( نَكادُ إذا قُمْنا يُطِيرُ قُلوبَنا ... تَسَرْبُلُنا وَلوْثُنا بالعَصائبِ )
_________
1 - الركي جمع ركية وهي البئر والآجن الماء المتغير وارتفع عهد الماء بهيهات والمراد تعجلوا إلى ركي متغير بعد عهد مائه بالإنس
2 - مشتو مبتدأ وخبره محذوف كأنه قال على الاستئناف فمنهم مشتو ومنهم معالج ونقب خف البعير إذا حفى والجلالة الناقة القوية والعنس الناقة الصلبة
3 - ومهوم معطوف على قوله فمشتو أي ومنهم رجل مهوم والمهوم الذي يهتز برأسه من النعاس والمس الجنون ومعنى الأبيات الأربعة أني دللت القوم في أرض واسعة يتحير ويندم فيها الدليل وقد كانوا مستعجلين إلى بئر متغيرة الماء بعيدة العهد بالناس فمنهم مشتغل باشتواء اللحم ومنهم من يداوي ناقة أصابها الحفاء من شدة السير ومنهم من غلب عليه النعاس فركب معكوسا كأن به جنونا لا يبالي بالسقوط لغلبة النعاس عليه
4 - وهن مناخات يريد الإبل والمناخات المبركات ويحاذرن أي يخفن والقتود أخشاب الرحال يريد أن مطاياهم وهي مناخات في مباركها تخاف قول المنادى شدوا قتود ركائبكم
5 - اللوث الطي والإدارة ومعنى البيتين أن مطايانا وهن مناخات في مباركها

(2/387)


1 - ( حُبسْنَ في قُرْحَ وَفي دَاراتِها ... سَبْعَ لَيالٍ غَيرَ مَعْلُوفاتِها )
2 - ( حتَّى إذا قَضَّيْتُ مِنْ بتَاتِها ... وَما تُقَضِّي النَّفسُ مِنْ حاجاتِها )
3 - ( حَمَّلْتُ أثْقالِي مُصَمِّماتِها ... غُلْبَ الذَّفارَى وعَفرْنَياتِها )
4 - ( فانْصَلتَتْ تُعْجِبُ لاِنْصِلاَتِها ... كأنَّما أعنَاقُ سامِياتِها )
5 - ( بَينَ قَرَوْرَى وَمرَوْرَياتِها ... قِسِيُّ نَبْعٍ رُدَّ مِنْ سِياتِها )
_________
خائفات قول المنادى تهيئوا للرحيل نقارب إذا وقفنا أن يذهب بقلوبنا لبسنا السرابيل وشدنا العصائب
1 - قرح سوق بوادي القرى ويريد بالدارات دارات الرمل ودارات العرب نيف وعشرون دارة والدارة ما في الجبل من الأرض الواسعة
2 - البتات المتاع
3 - المصممات الإبل الصابرات على السير التي لا ترغو والغلب الغلاظ والذفارى جمع ذفرى وهي العظم الناتئ خلف الأذن والعفرنيات جمع عفرناه وهي الناقة الصلبة السريعة ومعنى الأبيات الثلاثة حبست النوق في قرح وفي داراتها من غير علف سبع ليال حتى إذا نلت من متاعها وقضيت بها حاجة نفسي حملت متاعي على النياق الصابرات على السير السمينة القوية
4 - انصلتت أي ذهبت جادة وخرجت مسرعة والساميات من النوق التي ترفع رأسها إذا سارت
5 - قرورى موضع بين المعدن والحاجر والمروريات صحار على طريق مكة من ناحية الكوفة والنبع شجر يتخذ منه القسي وسية القوس انعطافها ومعنى البيتين خرجت مسرعة معجبة بإسراعها قد شابهت أعناقها المرتفعة القسي المتخذة

(2/388)


1 - ( كيْفَ تَرَى مَرَّ طُلاَحيَّاتِها ... والْحَمضِيَاتِ عَلى عِلاتِها )
2 - ( يَبِتْنَ يَنْقُلْنَ بأجْهِزَاتِها ... والْحَادِي الَّلاغِبَ مِنْ حُدَاتِها )
3و - قال حكيمُ بنُ قبيصَةَ الضبيّ )
4 - ( لَعَمْرُ أبي بِشْرٍ لَقَدْ خانَهُ بِشْرُ ... عَلى سَاعَةٍ فيهَا إلى صَاحِبٍ فَقْرُ )
5 - ( فَما جَنةَ الفِرْدَوْسِ هَاجَرْتَ تَبْتَغي ... ولكنْ دَعاكَ الْخُبْزُ أحسَبُ والتّمرُ )
_________
من النبع المعكوفة الموجودة بين قروى ومرورياتها
1 - إبل طلاحية إذا ألفت شجر الطلح وأكلت ورقة والحمضيات التي ترعى نبات الحمض والمعنى كيف تنظر مرور النياق التي تأكل من الطلح والحمض على ما فيها من الدبر والهزال وما على ظهرها من الأثقال والأحمال
2 - الأجهزات الأمتعة وهو جمع أجهزة جمع جهاز والحادي سائق الإبل واللاغب من أصابه تعب والمعنى تبيت هذه النياق تنقل الأمتعة وتحمل حاديها المتعب
3 - وجده ضرار بن عمرو أحد بني ضبة وقبيصة أبوه كان ممن شهد يوم الكلاب الثاني وهو الذي قتل ابن لبيد الحماسي الكاهن ولعل حكيما هذا أدرك الإسلام ولم يسلم وقد كان له ابن يقال له بشر فارقه مهاجرا البدو إلى الأمصار فأنشد هذه الأبيات يعاتبه بها
4 - يعني بأبي بشر نفسه وقوله على ساعة فيها الخ أي في ساعة يشتد احتياجه إليه فيها يشير إلى أوان كبره وضعفه والمعنى لعمري لقد خانني بشر في وقت كبري وعجزي وهذا وقت يشتد فيه فقر الإنسان وحاجته إلى معين
5 - المعنى لم ترحل عني طالبا جنة الفردوس ولكني أظن أن الذي دعاك إلى المهاجرة نهمة بطنك

(2/389)


1 - ( أقرْصٌ تُصَلِّي ظَهرَهُ نَبَطِيّةٌ ... بِتَنُّوِرهَا حتَّى يَطِيرَ لَهُ قِشْرُ )
2 - ( أحَبُّ إليْكَ أمْ لِقاحٌ كثِيرَةٌ ... مُعَطّفةٌ فِيٍها الْجَليلةُ والبَكرُ )
3 - ( كأنَّ أَدَاوَى بالمَدِينةِ عُلِّقَتْ ... مِلاءً بأحْقِيهَا إذا طلعَ الفَجْرُ )
4 - ( كأنَّ قُرَى نَمْلٍ عَلى سَرَواَتِها ... يُلبِّدُهَا في ليْلِ سَارِيَةٍ قَطْرُ )
وقال واقدٌ بنُ الغطريفِ بنِ طريفِ بن مالكِ بن طيىء وكان مريضًا فحموه الماء واللبن
5 - ( يقُولُون لا تَشْرَبْ نَسيئًا فإِنَّهُ ... وإنْ كُنْتَ حَرّاناً عَليكَ وخِيمُ )
_________
ورغبتك في أطعمة المدن والحضر
1 - تصلى أي تدخل في النار يقال صليت الشواء إذا شويته والنبطية نسبة إلى النبط وهم جيل من الناس ينزلون بالأباطح بين العراقين
2 - اللقاح النوق الغزيرة اللبن والجليلة الناقة العظيمة والبكر الناقة التي تلد بطنا واحدا
3 - أداوى جمع أداوة وهي المطهرة والأحقى جمع حقو وهو من الإنسان معقد الأزار
4 - السروات جمع سراة وهي من كل شيء أعلاه والسارية سحابة تسرى بالليل ويلبدها أي يصلبها ومعنى الأبيات الأربعة أرغيف تشويه جارية نبطية بتنورها حتى ينضج أحب إليك أم نياق كثيرة اللبن والتعطف على ولدها القوية العظيمة الإخلاف الممتلئة لبنا السمينة المرتفعة الأسمنة الكثيرة اللحم والشحم
5 - النسيىء اللببن المخلوط بالماء والحران الشديد العطش ووخيم أي ثقيل والمعنى قال لي الناس وهم يحمونني الماء واللبن لا تشهربهما فإنه يثقل عليك ويزيد في ألمك شربهما

(2/390)


1 - ( لَئن لبَنُ المِعْزَى بمَاءٍ مُوَيْسِلٍ ... بَغانِيَ دَاءً إنَّني لَسَقيمُ )
وقال حُندُجُ بنُ حُندُجِ المُرِّيّ
2 - ( في لَيْلِ صُولٍ تَناهَى العَرْضُ وَالطُّولُ ... كأنَّما ليْلهُ بِاللَّيلِ مَوْصُولُ )
3 - ( لاَ فارَقَ الصبْحُ كَفِّي إنْ ظَفِرْتُ بهِ ... وَإنْ بدَتْ غُرَّةٌ منْهُ ونَحْجيلُ )
4 - ( لِساهِر طالَ فِي صُولٍ تَمَلْمُلُهُ ... كأَنّهُ حيَّةٌ بِالسَّوطِ مَقْتولُ )
_________
1 - مويسل اسم ماء وهو تصغير مأسل وبغاني داء أي كسبني والمعنى قلت لهم مجيبا إن كان اللبن ممزوجا بماء هذه العين يكسبني ثقلا وداء وهو غذائي ومساك قوتي مذ كنت فإنني لمتناهى السقم
2 - في ليل صول الجار والمجرور متعلق بتناهى وصول مدينة من بلاد الخزر وهي بلاد الترك وجعل لليل طولا وعرضا تشبيها بالأجسام والمراد به السعة والامتداد والمعنى تناهى العرض والطول في ليل صول كأنه موصول بليل آخر
3 - لا فارق الخ يجوز أن يكون هذا دعاء يريد أن ظفرت بالصبح فلا فرق الله بيني وبينه ويجوز أن يكون إخبارا يريد أنه يتشبث به فلا يفارقه وقوله وإن بدت الخ يريد تباشيره ممتزجة بالظلام والغرة بياض في جبهة الفرس والتحجيل بياض في قوائم الفرس
4 - الجار والمجرور في قوله لساهر متعلق بقوله بدت في البيت قبله ويعني بالساهر نفسه والتململ القلق والانزعاج ومعنى البيتين إن ظفرت بالصبح فلا فارقت الصبح وإن ظهرت علاماته لساهر ليل طال تململه في صول كتململ الحية المضروبة ضربا شديدا بالسوط

(2/391)


1 - ( مَتَى أرَى الصُّبْحَ قدْ لاحَتْ مخايِلُهُ ... وَاللَّيْلُ قدْ مُزِّقَتْ عنْهُ السَّرابيلُ )
2 - ( لَيْلٌ تَحَيَّرَ مَا ينْحَطُّ في جِهَةٍ ... كأَنَّهُ فوْقَ مَتْنِ الأرْضِ مشْكُولُ )
3 - ( نُجُومُهُ رُكَّدٌ ليْسَتْ بِزائِلَةٍ ... كأنَّما هُنَّ في الْجَوِّ القَنادِيلُ )
4 - ( ما أقْدَرَ اللهُ أنْ يُدْنِي عَلى شَحَطٍ ... مَنْ دارُهُ الْحَزْنُ مِمَّنْ دارُهُ صُولُ )
5 - ( اللهُ يَطْوي بِساطَ الأَرْضِ بيْنَهُما ... حتَّى يُرَى الرَّبْعُ منْهُ وهْوَ مأْهولُ )
6و - قال حُمَيدٌ الأرْقطُ
_________
1 - متى أرى الصبح لفظه استفهام ومعناه التمني ومخايلة طلايعه وعلاماته والسرابيل أراد بها الظلام والمعنى أتمنى أن تظهر لي علامات الصبح وأن يذهب ظلام الليل
2 - تحير أي لم تتحرك كواكبه ومتن الأرض ظهرها والمشكول المشدود
3 - معنى البيتين أن هذا الليل ساكن لم تتحرك نجومه ولم يزل إلى جهة أخرى كالمربوط على وجه الأرض نجومه ساكنه لا تزول كأنها في السماء قناديل معلقة
4 - ما أقدر الله لفظه تعجب ومعناه الطلب والتمني والشحط البعد والحزن موضع يقول أتمنى أن يجمع الله بيني وبين من أحب وأن يداني بين دارينا على ما بنا من البعد والشحط إذا لا تدانى بين من داره الحزن وبين من داره صول إلا أن يريد الله اجتماعهما بقدرته
5 - البساط الأرض الواسعة والربع الدار والمعنى أطلب من الله أن يطوي شقة البعد بينا لأرى الدار ومن فيها
6 - هو حميد بن مالك شاعر إسلامي مجيد محسن ولقب بالأرقط لآثار كانت بوجهه وكان أحد البخلاء قال أبو عبيدة بخلاء العرب أربعة الحطيئة وحميد الأرقط وأبو

(2/392)


1 - ( قَدْ أغْتَدِي وَالصُّبْحُ مُحْمَرُّ الطُّرَرْ ... واللَّيْلُ يَحْدُوهُ تَباشِيرُ السَّحَرْ )
2 - ( وَفي تَوالِيهِ نُجُومٌ كَالشرَرْ ... بِسُحُقِ الْمَيْعَةِ مَيَّالِ العُذَرْ )
3 - ( كأَنَّه يوْمَ الرِّهانِ المُحْتَضَرْ ... وَقدْ بدَا أوَّلَ شَخْصٍ يُنْتَظَرْ )
4 - ( دُون أثابِيَّ مِنَ الْخَيلِ زُمَرْ ... ضارٍ غَدَى ينْفُضُ صِيبَانَ المَطرْ )
5 - ( عنْ زِفِّ مِلْحاحٍ بَعيد المُنْكَدَرْ ... أقْنَى تَظلُّ طَيرُهُ عَلى حَذَرْ )
6 - ( يَلُذْنَ مِنهُ تَحْتَ أفْنانِ الشَّجَرْ ... منْ صادِقِ الوَدْقِ طَرُوحٍ بِالْبصَرْ )
7 - ( بَعيدِ توْهِيمِ الْوِقاعِ وَالنَّظرْ ... كأَنَّما عَيْناهُ في حَرْفَيْ حَجَرْ )
_________
الأسود الدؤلي وخالد بن صفوان
1 - الاغتداء الذهاب في أول الصبح والطرة من كل شيء جانبه وتباشير الصبح أوائله يصف نفسه بالنشاط والمضاء في الأمر
2 - السحق البعد وجعله سحقا لاتصاله وداومه في السير والميعة النشاط والعذر الخصل من الشعر ومعنى البيتين إني أذهب إلى أعمالي ومصالحي في أوائل الصبح الذي تنير نجومه على فرس بعيد المشي سريعة ذي نشاط مرسلة خصل شعره على عنقه
3 - الرهان المسابقة على الخيل والشخص الإنسان وغيره تراه من بعيد
4 - الأثابي الجماعات والزمر جمع زمرة بمعنى الجماعة وصائب المطر نازله وجمعه صيبان
5 - الزف ريش النعام والملحاح بناه للمبالغة من ألح يلح والانكدار انصباب البازي من الهواء والأقنى أشم الأنف مرتفعة
6 - الأفنان جمع فنن وهو الغصن والودق حدة النظر
7 - الوقاع جمع وقيعة وهي نقرة في الجبل أو السهل يستنقع فيها الماء

(2/393)


1 - ( بَينَ مَآقٍ لمْ تُخَرَّق بِالإِبرْ ... ) باب الملح
2ق - ال بعضهم
3 - ( يقُولُ لِيَ الأَميرُ بِغَيرِ جُرْمٍ ... تقَدَّمْ حِينَ جَدَّ بنا المِرَاسُ )
4 - ( فَمَالِي إنْ أطَعْتُكَ منْ حَياةٍ ... ومَالِي غَيرَ هذا الرَّأْسِ رَاسُ )
_________
1 - المآقي جمع مؤق ومعنى الأبيات الخمسة أن كأن هذا الفرس يوم السباق الذي حضره الفرسان بين جماعات من الخيل كثيرة طير ينفض صغار النقط من المطر عن ريش النعام ملح في سيره بعيد الانصباب من الهواء مرتفع الأنف طيوره دائمة الحذر يستترون من هذا الصقر تحت أغصان الشجر خوفا أن يراهن وهذا الصقر خداع وعنده مكر في اصطياد الطير بلغ منه أنه يبعد إيهامهم نزوله على الماء للشرب ورأسه مثل الحجر في صلابته وعيناه في جانبيه بين مآق لم تخيط وقد تخاط عين البازي إذا صيد طلبا منه أن يتأنس ويتربى ويتأدب
2 - ذكر المبرد أن المهلب بن أبي صفرة قال يوما وقد اشتدت الحرب ينه وبين الخوارج لأبي علقمة اليحمدي أمددنا بخيل اليحمد وقال لهم أعيرونا جماجمكم ساعة فقال أيها الأمير إن جماجمهم ليست بفخار فتعار وأعناقهم ليس بكراث فتنبت وقال لحبيب ولده كر على القوم وقال هذين البيتين وقيل إنهما للأعور الشني قالهما للمهلب بن أبي صفرة
3 - المراس الشدة في القتال
4 - ومعنى البيتين أن الأمير أمرني من غير حصول ذنب مني أن أتقدم حين اشتداد الحرب فأجبته قائلا إن

(2/394)


1 - قالت امرأة
2 - ( فقَدْتُ الشُيوخَ وأشْياعَهُمْ ... وذَلِكَ منْ بَعضِ أقْوالِيَهْ )
3 - ( ترَى زَوَجةَ الشَّيْخِ مَغمومَةً ... وتُمْسِي لِصُحْبَتهِ قاليَهْ )
4 - ( فلاَ بارَكَ اللهُ في عَرْدِهِ ... وَلا فِي غُضُونِ أسْتهِ الْبالِيهْ )
5 - ( وإنَّ دِمَشْقَ وفِتْيانَها ... أحَبُّ إلَيْنا مِنَ الْجَالِيهْ )
6 - ( نَكَحْتُ المَدِينِيَّ إذْ جَاءَني ... فيَالَكِ منْ نَكحةٍ غاليَهْ )
_________
أطعتك وحاربت وقتلت فلا حياة لي بعدها وليس لي رأس ثانية
1 - وكانت هذه المرأة تزوجت شابا فاستطابت عيشها معه ثم طلقها وتزوجت شيخا من أهل المدينة فلم تحمد صحبته فقالت هذه الأبيات
2 - فقدت الشيوخ هذا دعاء عليهم وأشياعهم أتباعهم ومن يرضى بهم أو يتعصب لهم والمعنى أنها تدعو على الشيوخ الطاعنين في السن ومن يرضى مناكحهم أو يتعصب لهم وتشير إلى أن لها طرائق في ذم الشيوخ
3 - قالية مبغضة والمعنى أن نساء الرجال الطاعنين في السن في غم وكرب يتمنين مفارقتهم ويبغضن مصاحبتهم لما يجدنه من نكد العيش وضيقه
4 - العرد الذكر والغضون ما يظهر من تقلص الجلد وتثنية والبالية الخلقة والمعنى أنها تدعو عليه وتذم صحبته وعشرته
5 - الجالية الغرباء الذين جلوا عن أوطانهم الواحد جال والمعنى أن الشام وشبانها محبوبون عندنا أكثر من الغرباء
6 - غالية من الغلاء والمعنى تزوجت الرجل المنسوب للمدينة حينما خطبني وكانت تزويجه غالية خاسرة لأنه لم يكن مشاكلا لي

(2/395)


1 - ( لهُ ذَفرٌ كَصُنانِ التُيوسِ ... أعْيَا عَلى المِسْكِ والْغاليَهْ )
وقال آخر
2 - ( منْ أيِّنا تضْحَكُ ذاتُ الْحِجْلَيْنِ ... أبْدَلَها اللهُ بِلوْنٍ لوْنَينِ )
3 - ( سَوادَ وَجهٍ وبَياضَ عَيْنَيْنِ ... )
وقال أبو الخَندقِ الأسدي وقيل أنه لدعبل
4 - ( أعُوذُ باللهِ منْ ليلٍ يُقَرِّبُني ... إلى مُضاجَعةٍ كالدَّلْكِ بالمَسَدِ )
_________
1 - الذفر الريح طيبة كانت أو خبيثة وهنا أرادت الخبيثة والصنان ذفر الإبط والغالية طيب والمعنى رائحته منتنة مثل رائحة التيوس ومهما أدهن وتطيب فريحه الخبيثة تغلب الروائح الطيبة
2 - الحجلان الخلخالان والمعنى تضحك على أي واحد منا صاحبة الخلخالين جعل الله لونها لونين بأن يعميها ويجعلها مكروهة مذمومة فيبيض عينيها ويسود وجهها
3 - لعله خندق بن بدر أو ابن مرة الأسدي الذي كان صديقا لكثير وكانا على مذهب واحد يقولان بالرجعة والتناسخ وقد اجتمعا بالموسم ذات سنة فتذاكرا التشييع فقال خندق لو وجدت من يضمن لي عيالي بعدي لوقفت بالموسم فذكرت فضل آل محمد وظلم الناس لهم وغصبهم إياهم على حقهم ودعوت إليهم وتبرأت من أبي بكر وعمر فضمن كثير عياله فقام خندق وفعل ذلك فوثب عليه الناس فضربوه ورموه بالحجارة حتى قتلوه
4 - الدلك الغمز والفرك والمسد الحبل من الليف

(2/396)


1 - ( قَدْ لمَسْتُ مُعرَّها فمَا وَقعَتْ ... مِمَّا لمسْتُ يدِي إلا عَلى وتَدِ )
2 - ( في كُلِّ عُضْوٍ لَها قرْنٌ تَصُكُّ بهِ ... جَنْبَ الضَّجيعِ فيُضْحِي واهِيَ الْجَسدِ )
وقال آخر ومر بأبي العلاء العقيلي يفلي ثيابه
3 - ( وإذَا مرَرْتَ بهِ مرَرْتَ بقَانصٍ ... مُتَشَمِّسٍ فِي شَرْفَةٍ مَقرُورِ )
4 - ( لِلْقَمْلِ حَوْلَ أبي الْعَلاءِ مَصارِعٌ ... منْ بَينِ مَقْتُولٍ وَبينَ عقِيرِ )
5 - ( وكأنَّهُنَّ لدَى دُرُوزِ قَمِيصهِ ... فذٌّ وَتوْأمُ سِمْسِمٍ مَقْشورِ )
_________
1 - معراها أي جسدها الذي عرته يصفها بالهزال وخلو الجسم من اللحم حتى صار لها حجوم تشبه الأوتاد
2 - الصك الدفع ومعنى الأبيات الثلاثة أنه يتحصن بالله تعالى من النوم مع امرأة خشنة الجسد إذا لمس جسدها المعرى من الثياب كأنه لمس وتدا في خشونته لهزالها وتعرى عظامها من اللحم ومن شدة يبسها كأن لها في كل عضو من أعضائها قرنا تدفع به جنب من يضاجعها أو ينام معها فيحصل لهب بذلك وهن وضعف
3 - القانص الصائد وتشمس دخل في الشمس والمشرقة والشرقة مقعد الرجل في الشتاء قرب الشمس والمقرور الذي أصباه القر وهو البرد والمعنى أنه يصفه في كآبته وبشاعة منظره بصياد أصابه البرد فجلس يتدفأ بحر الشمس
4 - العقيل الجريح والمعنى أنه من كثرة درنه ووسخه قد اتخذ القمل بيوتا في ثيابه فصار يأخذه ويقتل منه ويجرح كأنه معه في ساحة الحرب
5 - الفذ الفرد وكل اثنين ولدا في بطن واحد يقال لأحدهما توأم

(2/397)


1 - ( ضَرِجِ الأنامِلِ منْ دِماءٍ قَتيلها ... حَنِقٍ عَلى أخْرَى العَدُوّ مُغيرِ )
وقال آخر وهو لبعض الحجازيين
2 - ( خَبرُوها بأنِّي قدْ تزَوَّجْتُ ... فَظَلَّتْ تُكاتِمُ الغَيْظَ سِرَّا )
3 - ( ثُمَّ قالَتِ لأخْتِها ولأُخْرَى ... جَزَعاً ليْتَهُ تزَوَّجَ عشْرَا )
4 - ( وأشَارَتْ إلى نِساءِ لدَيْها ... لاَ ترَى دُونَهُنَّ لِلسِّرِّ سِتْرَا )
5 - ( مَا لَقَلْبِي كأَنَّهُ ليْسَ مِنِّي ... وعِظامِي كأَنَّ فِيهِنَّ قَترَا )
6 - ( منْ حَدِيثٍ نَمَى إليَّ فَظيعٍ ... خِلْتُ في القَلْب منْ تَلَظِّيهِ جَمْرَا )
_________
1 - الضرج المصبوغ بالحمرة والحنق الغضبان ومعنى البيتين كان القمل بين ما خيط من قميصه فرد وزوج من حب السمسم المقشور ورؤس أصابعه مصبوغة بدماء المقتول من القمل وهو غضبان مستعد لحرب ما بقي في قميصه من القمل
2 - فظلت فدامت وحذف المفعول الأول من تكاتم أي تكاتمني الخ ويجوز أن يكون تكاتم بمعنى تكتم فلا يتعدى إلى اثنين
3 - جزعا انتصب على أنه مفعول له
4 - لديها أي عندها
5 - الفتر هنا استرخاء الأعضاء والمفاصل
6 - نمى وصل والتلظي الاشتعال ومعنى الأبيات الخمسة أن زوجته علمت بأنه تزوج فلم تظهر غيظا ثم حدثت أختها وامرأة ثانية قائلة لما لحقها من الجزع الذي لم تظهره أتمنى أن يكون تزوج عشرا من النساء وأشارت إلى نسوة عندها لا تقدر أن تكتم سرها عنهن أتعجب من قلبي الذي كأنه من شدة اضطرابه واحتراقه منفصل عني ومن عظامي اللاتي كأن فيهن ضعفا وفتورا بسبب خبر وصل إلى بشع شنيع قد جاوز الحد

(2/398)


1 - قال آخر
2 - ( جزَى اللهُ عنَّا ذاتَ بَعْلٍ تصَدَّقَت ... عَلى عزَبِ حتى يكُونَ لهُ أهْلُ )
3 - ( فإنَّا سَنَجْزيهَا بمَا فعَلتْ بِنا ... إذا ما تَزَوَّجْنا وَليْسَ لهَا بعْلُ )
4 - ( أفيضُوا عَلى عُزَّابِكُمْ بنِسائِكُمْ ... فَما فِي كتابِ اللهِ أنْ يَحْرُمَ الفَضلُ )
وقال آخر وقد سُرِقَتْ له دَلوٌ
_________
في التأثير على قلبي حتى ظننت أن جمرا يشتعل فيه
1 - ذكروا أن بعض الأعراب ورد إلى البصرة فحضر الجامع وسمع المؤذنين يؤذنون فقال ما لهؤلاء يصيحون ولم يكن له بالأذان عهد فقال له بعض ذوي المجون كل من كان في قلبه شيء وصعد إلى هذه المنارة وباح بما في قلبه أعطى مناه فقال الأعرابي إني إذن والله لصاعد فقال الماجن لنقيب المؤذنين هذا أعرابي جيد الأذان يريد أن يؤذن فقال ليصعد فصعد الأعرابي وكان جهير الصوت ورفع صوته بهذه الأبيات فعدا الناس إليه وطرحوه من المنارة فهلك فسمع بعض نساء البصرة تقول رحم الله ذلك المؤذن ما كان أطيب أذانه
2 - العزب الرجل الذي لم يتزوج والأهل بمعنى الزوجة
3 - البعل الزوج
4 - أفيضوا تصدقوا والعزاب جمع عازب وقصده إلى جمع العزب ولكنه لما تصور أن كلا منهما بعيد عن الأهل جعل العزب والعازب بمعنى ثم استعار بناء العازب للعزب والفضل الزائد ومعنى الأبيات الثلاثة ظاهر

(2/399)


1 - ( أنْشُدُ بِاللهِ وبِالدَّلْوِ الْخَلَقْ ... يا رَبّ مَنْ أحَسَّها مِمَّنْ صَدَقْ )
2 - ( فهَبْ لهُ بَيضاءَ بَلْهاءَ الْخَلُقْ ... ومَنْ نَوَى كِتْمانَ دَلْوِي فاحتَرقْ )
3 - ( وَأبْعَثْ علَيهِ عَلَقًا مِنَ العَلقْ ... إنْ لمْ يُصَحِّبْهُ بمَا سَاءَ طَرَقْ )
4 - ( وَباتَ في جَهْدِ بَلادٍ وَأرَقْ ... وَهَبْ لهُ ذَاتَ صِدَارٍ مُنْخَرِقْ )
5م - َشُومَةً تَخْلطُ شُوماً بِخُرُقْ
وقال آخر
_________
1 - أنشد أي اطلب وقوله بالله أي مستغيثا بالله أو مذكرا بالله وقوله وبالدلو يريد وبسبب الدلو نشدتي وطلبي والخلق البالي القديم وقوله من أحسها أي من رآها وأدركها وقوله ممن صدق أي من الذين يصدقون في القول
2 - فهب له الخ هذا دعاء له بأن يملكه الله امرأة كريمة لا غائل لها والبيضاء المرأة الحسناء والبلهاء المرأة السالمة النية وقوله فاحترق أي أحرقه الله بالنار
3 - العلق هنا الداهية والطروق المجيئ ليلا
4 - الصدار الثوب الذي يبلغ الصدر
5 - مشومة مسهل الهمزة أصله مشؤومة والخرق ضد الرفق ومعنى الأبيات الأربعة أطلب مستغيثا بالله وبسبب الدلو البالية المفقودة طلبي ونشدتي قائلا يا رب من وجد هذه الدلو وصدقني عند سؤالي عنها زوجه امرأة حسناء ليس عندها مكر ولا خديعة ومن كتمها عني فأحرقه بالنار وأرسل عليه داهية أن لم تأته في الصباح تأته في المساء وبيته في ضيق وشدة وسهر وزوجه امرأة مجنونة تقطع ثيابها مشؤمة تخلط الحسن بالقبيح في أعمالها

(2/400)


1 - ( كأَنَّ خُصْيَيْهِ مِنَ التَّدَلْدُلِ ... سَحْقُ جِرَابٍ فِيهِ ثِنْتا حَنْظَلِ )
وقال آخر
2 - ( كأَنْ خُصْيَيْهِ إذَا تَدَلْدَلا ... أُئْغِيَّتانِ تَحْمِلانِ مِرْجَلاَ )
3و - قالت امرأة
4 - ( كأنَّ خُصيَيْهِ إذا مَا جَبَّا ... دَجَاجَتَانِ تلْقُطانِ حَبَّا )
وقال آخر
5 - ( وفَيْشَةٍ زَيْنٍ وَليْستْ فاضِحَهْ ... نابِلَةٍ طَوْراً وَطوْرًا رَامِحَهْ )
_________
1 - التدلدل الاضطراب والسحق الثوب البالي الخلق ومعنى البيت ظاهر
2 - الأثفية واحدة الأحجار التي توضع عليها القدر والمرجل القدر من النحاس
3 - هذه الأرجوزة لامرأة تهجو زوجها لأنه أراد أن يسافر فقال لها
( أن لم أقيدك بقيد فاجمحي ... يرد من غرب الدواهي الطمح )
( عن الغدو وعن التروح ... ودلج الليل إلى أن تصبحي )
( فاعتكفي في مسجدي وسبحي ... )
فأجابته
( من يشتري مني زوجا خبا ... أخب من ضب يداهي ضبا )
كأن خصييه الخ
4 - الجب انحناء الظهر ومد اليدين إلى الأرض ورفع الأليتين
5 - الفيشة رأس القضيب وليست فاضحة أي لا تفضح صاحبها لشدة ما فيها من القوة ونابلة ترمي مثل النبل ورامحة تطعن مثل الرمح

(2/401)


( عَلى العَدُوِّ وَالصَّديقِ جامِحَهْ ... مَنْ لَقَيَتْ فَهْيَ لهُ مُصافِحَهْ )
( تَسًدُّ فَرْجَ القْحَبَةِ المُسافِجَهْ ... مُفْسِدَةٍ لابْن الْعَجوز الصَّالِحَهْ )
( كأَنَّها صَنْجةُ ألْفٍ رَاجِحَهْ ... )
وقال آخر
وفيْشَةٍ ليْسَتْ كَهذِى الفَيْشِ ... قدْ مُلئَتْ منْ خُرُقٍ وَطيْشِ )
( إذا بدَتْ قُلْتَ أمِيرُ الْجَيْشِ ... مَنْ ذاقَها يَعْرِفُ طعْمَ العَيشِ )
وقال آخر
( لا أكْتُمُ الأسْرارَ لكِنْ أنُمُّها ... وَلا أترُكُ الأسْرارَ تَغْلى عَلى قَلبي )
( وإنَّ قَليلَ العَقل مَنْ باتَ ليْلَهُ ... تُقَلِّبُهُ الأسرَارُ جنْباً إلى جَنْبِ )
وقال آخر
( فَجَاؤُا بشَيْخٍ كدّحَ الشّرُّ وجْهَهُ ... جَهولٍ مَتَى ما يَنْفَدِ السَّب يَلْطِمِ )
_________
1 - أراد بالعدو المرأة التي لا يحل وطؤها وبالصديق ضدها وجامحة من جمح الفرس إذا شرد يريد أنها لا تميز بين العدو والصديق
2 - القحبة من النساء العجوز المسنة واختارها لاتساع وعائها والمسافحة الزانية والصنجة جديدة الميزان التي في وسطه من فوق والراجحة المائلة
3 - الخرق الجنون والطيش الخفة
4 - العيش المعيشة
5 - أنمها أفشها
6 - بات ليله أي في ليله ومعنى البيتين أني أفشي الأسرار ولا أدعها مكتومة تفور على قلبي مثل القدر على النار وعقله قليل من كتم الأسرار حتى أرقته وأسهرته وأضجرته
7 - الكدح والخدش متقاربان في المعنى وينفد يفني والنفاد الفناء والمعنى

(2/402)


وقالت امرأة لأخرى أخذها الطلق واسمها سحابة
1 - ( أيا سَحابُ طَرِّقِي بخَيْرِ ... وَطرِّقي بخُصْيةٍ وأيْرِ ... وَلا تُريِني طرَفَ الْبُظَيْرِ )
وقال آخر
2 - ( فَإنَّكَ إنْ ترَى عَرصاتِ جُمْلٍ ... بعَاقِبةٍ فأنْتَ إذًا سَعيدُ )
3 - ( لَها عيْنانِ منْ أقِطٍ وَتمْرٍ ... وَسائِرُ خلْقِها بعْدُ الثَّريدُ )
وقال آخر
4 - ( أنِخْ فَاصْطَبِغْ قرْصاً إذا اعْتادَكَ الهَوَى ... بِزَيْتٍ كمَا يكْفيكَ فقْدَ الْحَبائِبِ )
_________
ظاهر
1 - سحاب مرخم سحابة وهو اسم امرأة وطرقت الحبلى إذا خرج بعض الولد والنظير مصغر البظر وهو ما تقطعه الخافضة وأرادت به الفرج تتمنى أن تأتي بذكر لا بأنثى
2 - عرصات جمع عرصة وهي ما يتسع من المكان وجمل اسم علم وقوله بعاقبة أي بعقب ما عرفتها ودفعت إليها والمعنى من سعادتك أن ترى في عاقبة أمرك عرصات جمل
3 - الأقط ما يصنع من لبن الغنم يريد أن عينها اجتمع فيها البياض والسواد وأراد بالثريد لين جسدها والمعنى ظاهر
4 - اصطبغ من الصباغ وهو الأدام المعنى أبرك ناقتك وكل قرصا مغمسا بالزيت يسليك فقد الأحباب إذا كان الحب ملازما لك

(2/403)


1 - ( إذا اجْتَمَعَ الجُوعُ المْبُرِّحُ وَالهَوَى ... نَسيتَ وِصالَ الآنِساتِ الكَواعِبِ )
وقال آخر
2 - ( كأنَّ ثَناياهَا وَما ذُقْتُ طعْمَها ... لِبَا نَعْجةٍ سَوَّطْتَهُ بِدَقيقِ )
وقال آخر
3 - ( رَمتْني بِسَهْمِ الحُبِّ أمّا قِذاذُهُ ... فتَمْرٌ وأمّا ريشُهُ فسَويقُ )
وقال آخر
4 - ( ألاَ رُبَّ خَوْدٍ عيْنُها منْ خَزِيرَةٍ ... وأنْيابُها الغُرُّ الحِسانُ سَويقُ )
وقال آخر
5 - ( ومَا العَيشُ إلاَّ نَوْمَةٌ وتَشَرَّقٌ ... وتَمْرٌ كأكْبادِ الحِرارِ ومَاءُ )
وقال آخر
_________
1 - المبرح المهلك والكواعب جمع كاعب وهي التي نهد ثدياها والمعنى أن اجتماع الحب مع شدة الجوع ينسى وصال الآنسات الجميلات من الأحباب
2 - سطت الشيء إذا جمعته مع غيره في الإناء وضربتهما حتى يختطا والمعنى ظاهر
3 - القذاذ جمع القذة وهو الريش وريش السهم نصله يريد أنها كانت تطعمه التمر والسويق فلذلك أحبها
4 - الخود المرأة الناعمة الجسم والخزيرة لحم يقطع صغارا ويغلى بماء ويذر عليه دقيق قيل المقصود بذلك بنو مجاشع وقريش وكانت العرب تعيرهما بأكلها
5 - التشرق التظاهر للشمس والنوم فيها والحرار جمع حران وهو العطشان شبه التمر بأكباد الحرار في الجفاف والسواد يريد بذلك الرديء من التمر

(2/404)


1 - ( قامَتْ تَمَطَّى والقَمِيصُ مُنْخَرِقْ ... فَصادَفَ الخَرْقُ مَكاناً قَدْ حُلِقْ )
2 - ( كأنَّهُ قَعْبُ نُضارٍ مُنْفَلِقْ ... )
وقال آخر
3 - ( إذا اجْتَمَعَ الجُوعُ المُبَرِّحُ والهَوَى ... على الرَّجُلِ المِسْكينِ كادَ يَمُوتُ )
وقال آخر
4 - ( يا رَبِّ إنْ قَتلْتَها فَعُدْ لَها ... فَلَنْ تَمُوتَ أوْ تُجِيدَ قتْلَها )
وقال آخر
5 - ( وَأُبْغِضُ الضَّيْفَ ما بِي جُلُّ مأْكَلِهِ ... إلاَّ تَنفُّجَهُ حَوْلِي إذَا قَعَدَا )
6 - ( مَا زَالَ يَنفُجُ جَنبيهِ وَحُبْوَتَهُ ... حتى أقُولَ لعَلَّ الضَّيْفَ قَدْ وَلدَا )
7 - ( وقال بِلالَ بنُ جرير )
_________
1 - تمطى أي تتمطى والتمطي التبختر ومد اليدين في المشي وقوله مكانا قد حلق يعني الفرج
2 - القعب القدح الضخم والنضار شجر تتخذ من خشبه القصاع ومراده ظاهر
3 - المبرح المهلك والمسكين من لا يملك قوت يومه
4 - المعنى أنها لا تموت إلا أن تشدد في قتلها وتبالغ فيه
5 - تنفج فلان إذا توسع في جلوسه والمعنى أنه يبغض الضيف وليس ذلك لكثرة أكله بل لاتساعه في المجلس وأخذه مكانا واسعا إذا قعد معه
6 - النفج الكبر والحبوة من الاحتباء وهو جمع الرجل ظهره وساقيه فعمامته
7 - وجده عطية بن الخطفي وهو ابن جرير الشاعر وكان أعق الناس بأبيه وكان شاعرا محسنا ناقدا بصيرا قيل له أي شعر ذي الرمة أجود فقال

(2/405)


1 - ( وعُكلِيَّةٍ قالَتْ لِجَارَةِ بَيْتها ... إذا العَيْرُ أدْلَى حَبَّذا مِثلُ ذَا عِلْقَا )
وقال آخر
2 - ( وَإنَّا لنَجْفُوا الضَّيْفَ مِنْ غَيْرِ عُسْرَةٍ ... مخَافَةَ أنْ يَضْرَى بِنا فَيَعُودُ )
3 - ( ونُشْلِي عليْهِ الكلبَ عِندَ مَحَلِّهِ ... ونُبْدِي لهُ الحِرْمانَ ثم نَزِيدُ )
وقال آخر ونظر إلى جارية سوداء تخضب كفها
4 - ( تَخْضِبُ كفًّا بُتِكَتْ مِنْ زَنْدِها ... فتَخْضِبُ الحِنَّاءَ مِنْ مُسْوَدِّها )
_________
( هل حبل خرقاء بعد اليوم مذموم ) إنها مدينة الشعر
1 - وعكلية منسوبة إلى عكل اسم قبيلة والعير الحمار الوحشي والعلق الشيء النفيس
2 - قالوا كان الأصمعي يقول هذا البيت جار على مذهب الأخساء من جفاء الضيف وكراهته وعدم إكرامه وخالفه غيره فتحاكما إلى عبد الله بن طاهر فحكم على الأصمعي وقال إنما يريد أنا لا نبالغ في بر الضيف ولا نتكلف له لئلا يحتشم ولكن نقدم إليه بعض ما يحضر عندنا ليأنس بنا فيكثر زيارتنا ثم نوفيه حق إكرامه بعد ذلك إلا أن عادة أهل المروءة والكرم أن يتكلفوا للضيف ابتداء ليعرف محله عندهم فإذا زالت الحشمة ترك التكلف هذا وبعضهم يرى أن الصواب مع الأصمعي بدليل البيت الذي بعده وضرى به لهج وولع
3 - نشلي نغزي ومعنى البيتين أنهم يظهرون لضيفهم من خلاف عادة الكرماء ما لا يعود بعده ويغرون كلبهم به لينهشه عند حلوله ويحرمونه من العطاء ثم يزيدون في إهانته وحرمانه
4 - تخضب كفا أي تزينها بالحناء وبتكت قطعت وهذا دعاء عليها

(2/406)


1 - ( كأنها والكُحْلُ في مِرْوَدِّها ... تكحُلُ عَيْنَيْها بِبَعْضِ جِلدِها )
وقال أعرابي لابنه وكان قد دخل الحمام فأحرقته النورة
2 - ( لَعمرِي لَقدْ حَذَّرْتُ قُرْطاً وَجارَهُ ... وَلا يَنْفَعُ التَّحْذِيرُ من لَيْسَ يَحذَرُ )
3 - ( نَهيْتُهُما عَنْ نُورَةٍ أحرَقَتْهُما ... وَحمَّام سَوْءٍ مَاؤهُ يَتسَعَّرُ )
4 - ( فَما مِنْهُما إلاَّ أتانِي مُوَقَّعاً ... بِهِ أثَرٌ مِن مَسِّها يَتَقَشَّرُ )
5 - ( أجِدَّكُما لَمْ تَعْلَما أنّ جَارَنا ... أبا الحِسلِ بالصّحْرَاءِ لاَ يَتَنوَّرُ )
_________
وقوله فتخضب الحناء الخ يريد أن سواد لونها يغير من الحناء والمعنى أنها لشدة سوادها كأنها هي التي تحنئ الحناء وتخضبها
1 - المرود ما يكتحل به في العين وشدد لضرورة الشعر والمعنى أنه لشدة سواد هذه الجارية كأنها إذا اكتحلت اكتحلت بقطعة من جلدها
التحذير التخويف والمعنى خوفهما ووعظهما فلم يخافا ولم يتعظا وإذا لم يكن للإنسان من نفسه واعظ لم تؤثر فيه المواعظ
3 - النورة ما يتخذ في الحمام لإزالة الشعر والمعنى نهيتهما عن استعمال النورة ودخول الحمام المسيء الذي قد سخن وغلا ماؤه حتى صار كالنار المشتعلة
4 - الموقع البعير الذي به آثار الجروح وتقشر الجرح إذا علاه قشر والمعنى أتاه قرط وجاره وقد أثرت النورة في جسميهما مثل تأثير الجروح في البعير وقد علت جروحهما القشور
5 - أجدكما هذه الكلمة لا تستعمل إلا مضافة ومعناها اليمين ويجوز في الجيم الكسر والفتح فإذا كسر كان المعنى أن يستحلفه بحقيقته وإذا فتح استحلفه ببخته وحظه والحسل ولد الضب والمعنى أستحلفكما بحقيقتكما

(2/407)


1 - ( ولَم تَعْلَما حَمَّامَنا بِبِلاَدِنا ... إذا جعَلَ الحِرْبَاءُ بالجَذْل يَخْطِرُ )
وقال آخر
2 - ( ألا فتًى عِنْدَهُ خفَّانِ يَحْمِلُني ... عَلَيْهِما إنَّنِي شَيْخٌ عَلى سَفَرِ )
3 - ( أشكو إلى اللهِ أحْوَالاً أُمارِسُها ... منَ الجِبَال وَأنِّي سَيُّئُ البَصَرِ )
4 - ( إذا سَرى القَوْمُ لَمْ أُبْصرْ طَرِيقَهُمُ ... إنْ لمْ يكنْ لهُمُ ضَوْءٌ منَ القَمرِ )
وقالت جارية في نساء يتساببن
5 - ( سُبِّي أبِي سَبُّكِ لَنْ يَضِيرَهُ ... إنَّ مَعي قَوَافِياً كثيرَهْ )
6 - ( ينفَخُ مِنهَا المِسْكُ والذَّرِيرَهْ )
_________
وعظمتكما ألم تعلما أن أبا الحسل لا يستعمل النورة حتى تركتما الاقتداء به
1 - الحرباء دويبة تستقبل الشمس برأسها دائما ويضرب المثل فيها بكثرة التلون لأنها سريعة الانقلاب من لون إلى آخر والجذل أصل الحطب العظيم ويخطر أي يحرك ذنبه والمعنى ولم تعلما أننا في أيام القيظ وشدة الحر لا نغتسل بالحمامات بل نغتسل ببلادنا وبيوتنا
2 - الأخفاف للإبل كالحوافر للخيل والبغال والحمير
3 - أمارسها أعانيها
4 - سرى القوم ساروا ليلا ومعنى الأبيات الثلاثة ألا يوجد رجل كريم يمن علي براحلة لأركبها وأسافر عليها لأني رجل عاجز عن المشي على الأقدام وأشكو إلى الله سبحانه وتعالى شؤونا أقضيها بسبب صعوبة الطرق في الجبال وضعف نظري حتى إذا سار القوم ليلا لا أرى طريقهم إلا إذا كان القمر طالعا مضيئا
5 - يضيره يضره
6 - ينفح يفوح والذريرة نوع من العطر والمعنى مهما سببت أبي

(2/408)


وقالت أخرى في مثل هذا الوزن
1 - ( إنَّ أباكِ زَهْزَقٌ دقِيقُ ... لاَ حَسنُ الوَجْهِ وَلا عَتِيقُ )
2 - ( تَضْحَك مِنْ طُرْطُبِّهِ العُنُوقُ ... )
وقالت أخرى
3 - ( يا رَبِّ مَنْ عادَى أبي فَعادِهْ ... وَارْمِ بِسَهْميْنِ عَلى فُؤَادِهْ )
4 - ( واجعَلْ حِمَامَ نَفسِه في زَادِهْ ... )
5و - قالت أُم النَّحيف
6 - ( لَعَمرِي لَقدْ أخْلَفتَ ظَنِّي وسُؤتَنِي ... فَحُزْتَ بِعصْيانِي النَّدَامةَ فَاصْبِر )
_________
لن يضره سبك له وعندي شعر وقصائد كثيرة تفوح منها روائح المسك والذريرة فهي تدفع عنا خبث سبك
2 - الزهزق اللئيم الدقيق الحسب والعتيق الكريم
2 - الطرطب صوت الراعي إذا سكن معزاه والعنوق إناث أولاد المعزى والمعنى أن أباها قد اجتمع فيه لؤم الأصل وبشاعة المنظر وقبح الصوت حتى صارت الحيوانات تضحك لسماع صوته
3 - فعاده أي أهلكه لأن من عاداه الله هلك
4 - الحمام الموت والمعنى أهلك يا رب من يعادي أبي أشد الإهلاك وأمته بسبب زاده الذي يأكله ليحيا به
5 - وهو سعد بن قرط أحد بني جذيمة وكان قد تزوج امرأة نهته أمه عنها فأراد أن يطلقها فلم ترض أمه وذمته وحذرته من المطالبة بالمهر وغير ذلك مما يخافه المطلق وامرته أن يصبر عليها إلى أن تموت
6 - المعنى أقسم بعمري إنك قد أخلفت ما كنت أظنه فيك من البر بي وطاعتي وعصيتني

(2/409)


1 - ( وَلا تَكُ مِطْلاَقًا مَلُولاً وَسامِحِ القَرِينةَ ... وَافعلْ فِعلَ حُرٍّ مُشهَّرِ )
2 - ( فَقدْ حزْتَ بالوَرْهَاءِ أخْبثَ خِبْثةٍ ... فدَعْ عَنكَ ما قدْ قُلتَ يا سَعدُ وَاحذرِ )
3 - ( ترَبَّصْ بِها الأيَّامَ علَّ صُرُوفَها ... سَتَرْمي بهَا في جاحِمٍ مُتَسعِّر )
4 - ( فكَمْ مِن كريمٍ قدْ مناهُ إلهُهُ ... بمَذْمُومَةِ الأَخلاَق واسِعَةِ الحِرِ )
5 - ( فَطاوَلَها حتَّى أتَتْها منيَّةٌ ... فَصارَتْ سَفاةً جُثْوَةً بَيْنَ أقْبُرِ )
6 - ( فأعقبَ لمَّا كانَ بالصَّبْرِ مُعْصماً ... فَتاةً تمشّىَ بيْنَ إِتْبٍ ومِئزَرِ )
_________
فندمت فاصبر على ما أنت فيه
1 - المطلاق الكثير التطليق والمعنى ولا تك كثير التطليق كثير الملل لقرينتك وزوجتك وسامحها إذا أساءت إليك وافعل فعل الأحرار المشهورين بالحزم
2 - الورهاء الحمقاء وقولها أخبث خبثة أي كل فاسد وقولها فدع عنك الخ كأنه لما هم بطلاق زوجه أنكرت عليه أمه وحذرته ذلك والمعنى قد نزل بك وأصابك بهذه الزوجة الحمقاء فساد عظيم فاترك ما تكلمت به من أمر الطلاق واحذر أن تعود إليه
3 - التربص الانتظار وصروف الأيام نوائبها ومصائبها والجاحم النار الشديدة التأجج والمعنى اصبر وانتظر لعل حوادث الدهر تهلكها فتكفيك شرها
4 - مناه ابتلاه والحر فرج المرأة والمعنى ظاهر
5 - طاولها أي باراها في طول المدة والمنية الموت والسفاة الكومة من التراب والجثوة الحجارة المجموعة يقول لما ابتلى بها طاولها وصابرها إلى أن أتاها الموت فصارت كومة من التراب حشو حجارة مجموعة بين قبور كثيرة
6 - معصما معتصما وهو المتحصن الممتنع والأتب ثوب أو برد يشق في وسطه فتلقيه

(2/410)


1 - ( مُهَفهَفةً الكَشْحَيْنِ مَحْطوطَةَ المَطا ... كهَمِّ الفتَى في كَلِّ مَبدًى ومَحْضرِ )
2 - ( لَها كفَلٌ كالدِّعْصِ لبّدَهُ النَّدَى ... وثَغْرٌ نقِيٌّ كَالأقاحِي المُنوِّرِ )
وقال سعد ابنها وليس من الكتاب
3 - ( يا لَيْتَ ما أمّنا شالَتْ نَعامَتُها ... أيْما إلى جَنَّةٍ أيْما إلى نارِ )
4 - ( تلْتَهمُ الوَسْقَ مشْدُوداً أشِظَّنُهُ ... كأنَّما وجْهُها قدْ طُلْيَ بالْقارِ )
5 - ( ليْستْ بشَبْعَى وَلو أوْرَدْتَها هجَراً ... ولا بِرَيّا ولوْ قاظَتْ بذِي قارِ )
_________
المرأة في عنقها من غيركم ولا جيب والمئزر الأزار والمعنى فرزقه الله بسبب صبره الذي اعتصم به امرأة حسنة عفيفة مخدرة
1 - المهفهفة الخميصة البطن الدقيقة الخصر ومحطوطة المطا أي مصقولة الظهر مجلوته وقولها كهم الفتى أي كما يهواها الفتى ويهمه أمرها حين ما ينصرف عنها
2 - الدعص ما استدار من الرمل والأقاحي جمع أقحوان وهو زهر أبيض في وسطه كتلة صفراء يسمى بالبابونج ومعنى البيتين أنها رقيقة الخصر ضامرة البطن ناعمة الظهر كما يهواها الفتى ويهمه أمرها حيثما انصرف عنها لها كفل عظيم مرتفع وثغر كثير النظافة مجلو الأسنان صغير طيب الرائحة
3 - شالت من الشول وهو رفع الذنب وأراد بشالت نعامتها موتها ويقال للقوم إذا ارتحلوا عن منهلهم أو تفرقوا شالت نعامتهم وأيما أصله أما والمعنى أنه يتمنى موت أمه سواء ذهبت للنار أو للجنة
4 - تلتهم تبتلع والوسق ستون صاعا والأشظة جمع شظية وهي الفلقة من العصا ونحوها والقار الزفت
5 - هجر بلد باليمن كثيرة التمر وقاظ أقام في القيظ وهو الحر وذو قار

(2/411)


1 - قال أبو الطمحان القيني الأسدي وحلقه صاحب شرطة يوسف بن عمر
2 - ( وبالحِيرَةِ البَيْضاءِ شَيخٌ مُسَلَّطٌ ... إذا حَلفَ الأيْمانَ بِاللهِ بَرَّتِ )
3 - ( لقَدْ حَلقُوا مِنْها غُدافًا كأنَّهُ ... عنَاقَيدُ كرْمٍ أيْنَعَتْ فاسْبَكَرّتِ )
4 - ( فظَّلَ العَذارَى يوْمَ تُحْلَقُ لِمَّتي ... عَلى عجَلٍ يلْقُطْنَها حيْثُ خرّتِ )
وقال آخر
5 - ( وَلقَدْ غدَوْتُ بمُشْرِفٍ يافُوخُهُ ... عسِر المَكَرِّةِ ماؤُهُ يتَدَفَّقُ )
_________
موضع ومعنى البيتين أنها كثيرة الأكل تبتلع السويق من شرهها ونهمها سوداء الوجه كأنه طلي بالزفت لا تشبع ولو أنه أطعمها تمر هجر ولا تروى ولو شربت ماء ذي قار
1 - قائل هذه الأبيات إنما هو طخيم أو الطخماء الأسدي وهو شاعر إسلامي أموي مقل وسببها أن طخيما شرب الخمر وكان بالحيرة فأخذه العباس بن معبد المري وكان على شرطة يوسف بن عمر فحلق رأسه فقال هذه الأبيات
2 - الحيرة بلد قرب الكوفة والمعنى ظاهر
3 - لقد حلقوا منها أي من هامته ومن رأسه الغداف الأسود وأراد به الشعر واسبكر طال وامتد وشبه لمته في طولها ولينها بعناقيد من الكرم استرسلت
4 - فظل أي صار وإنما لقطن لمته لحسنها وولوعهن بها واللمة الشعر الذي يجاوز شحمة الأذن وخرت سقطت ومعنى البيتين أنه يشبه شعر رأسه الذي حلقوه بعناقيد ناضجة من العنب تدلت واسترسلت فصار النساء الأبكار يلتقطنها يوم حلقها حيثما وقعت
5 - المشرف المرتفع واليافوخ وسط الرأس وعسر المكرة أي شديد القوة لا يسترخي

(2/412)


1 - ( أرِنٍ يَسيلُ منَ النّشاطِ لُعابُهُ ... وَيكادُ جِلْدُ إهابهِ يتَمزَّقُ ) باب مذمة النساء
2ق - ال بعضهم
3 - ( دِمَشْقُ خُذيهَا وَاعلَمي أنّ ليْلةً ... تَمُرُّ بِعُودَيْ نعْشِها ليْلةُ القَدْرِ )
4 - ( أكَلْتُ دَماً إنْ لمْ أرُعْكِ بضَرّةٍ ... بَعيدَةِ مَهْوى القُرْطِ طَيِّبةِ النَّشْرِ )
_________
1 - الأرن النشيط ومعنى البيتين ظاهر
2 - قائل هذين البيتين أعرابي كان قد تزوج امرأة فلم توافقه فقيل له أن حمى دمشق سريعة في موت النساء فحملها إلى دمشق وأنشد هذين البيتين وبعدهما
( أما لك عمر إنما أنت حية ... إذا هي لم تقتل تعش آخر الدهر )
( ثلاثين حولا لا أرى منك راحة ... لهنك في الدنيا لباقية العمر )
( فإن أنفلت من عمر صعبة سالما ... تكن من نساء الناس في بيضة العقر )
3 - عودي نعشها أراد بهما يدي النعش الذي نحمل عليه بعد الموت والمعنى خذيها يا دمشق وأهلكيها بحماك واعلمي أن ليلة موت هذه المرأة عندي هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر
4 - أكلت دما هذا يجري مجرى اليمين والمراد بالدم الدية يريد قتل لي قتيل فأعجز عن الأخذ بثأره فأرضى بأخذ الإبل في ديته فإذا طعمت ألبناها فكأنما أشرب دم ذلك القتيل وكنى ببعيدة مهوى القرط عن طول العنق والنشر الرائحة الطيبة والمعنى إن لم أتزوج عليك امرأة حسنة السالفة طيبة الرائحة تروعك وتفزعك فقتل الله لي قتيلا أعجز عن أخذ ثأره فآخذ ديته

(2/413)


وقال آخر
1 - ( سَقى اللهُ دَاراً فَرَّق الدَّهْرُ بيْنَنا ... وبَيْنَكِ فِيها وَابِلاً سائِلَ القَطْرِ )
2 - ( وَلا ذَكرَ الرَّحْمَنُ يوْماً وَليْلةً ... مَلَكْناكِ فِيها لمْ تكُن ليْلةَ البَدْر )
وقال آخر في امرأة طلقها
3 - ( رحَلَتْ أُنَيْسَةُ بِالطَّلاقِ ... وعَتَقْتُ مِنْ رِقِّ الوْثَاق )
4 - ( بانَتْ فلمْ يأْلَمْ لَها ... قَلْبي وَلْم تَبْكِ المَآقِي )
5 - ( وَدَواءُ مَالاَ تَشْتَهيهِ ... النَّفسُ تعْجيلُ الْفِرَاقِ )
6 - ( لوْ لمْ أُرَحْ بِفِراقِها ... لأرَحْتُ نَفْسي بِالإِبَاقِ )
7 - ( وخَصَيْتُ نَفْسِي لاَ أُرِيدُ ... حَليلةً حتَّى التَّلاَقي )
_________
1 - الوابل المطر الكثير
2 - معنى البيتين أنه يدعو بالخير للدار التي حصلت فيها الفرقة بينه وبين تلك المرأة ويدعو على الليلة التي تزوجها فيها لأنها كانت مظلمة لم يطلع فيها البدر
3 - المعنى رحلت امرأته أنيسة ومعها طلاقها وقد كان قبل تطليقها كالأسير الموثق فلما طلقها فكأنه أطلق من وثاقه
4 - بانت فارقت وبعدت والمآقي جمع موق وهو طرف العين الذي يلي الأنف وهو مجرى الدمع وجعل البكاء للمآقي مجازا وسعة
5 - تعجيل الفراق يريد تعجيل فراقه ومعنى البيتين بعدت غير مأسوف عليها والذي لا تشتهيه نفسك فدواؤه تعجيل مفارقته
6 - أرح أي أرتاح بعد المشقة والأباقي الهرب
7 - خصى النفس قطعها عن الملاذ والحلية الزوج وقوله حتى التلاق أي إلى وقت تلاقي الخلق يوم القيامة ومعنى البيتين

(2/414)


وقال آخر
1 - ( ألْمِمْ بِجَوْهَر بالْقُضْبانِ وَالمَدَرِ ... وَبالعَصِيِّ الَّتي في رُوسِها عُجَرُ )
2 - ( ألْمِمْ بهَا لاَ لِتَسْليمٍ وَلا مِقَةٍ ... إلاّ لِيَكْسِرَ مِنْها أَنْفِها الحَجَرُ )
3 - ( ألْمِمْ بِوَطْباءَ في أشْدَاقِها سَعَةٌ ... في صُورَةِ الْكَلْبِ إلاَّ أنَّها بَشَرُ )
4 - ( حَدْباءُ وقْصَاءُ صِيغَتْ صِيغَةً عَجباً ... وَفي تَرائِبِها عَنْ صَدْرِها زوَرُ )
وقال آخر
5 - ( تَمَّتْ عُبَيْدَةُ إلاَّ مِنْ مَحَاسِنِها ... والْمِلْحُ منْها مكانَ الشَّمْس والْقَمرِ )
_________
أنه لو لم تحصل له راحة بفراقها لهرب وقطع نفسه عن ملاذ النساء ولم يشته امرأة حتى يوم القيامة
1 - الإلمام الزيارة الخفيفة وقوله بالقضبان أي والقضبان معك كما يقال خرج بسلاحه أي والسلاح معه والعجز جمع عجره وهي العقدة
2 - المقة المحبة
3 - الوطباء العظيمة الثديين والأشداق جوانب الفم
4 - الحدباء الخارجة الظهر الداخلة الصدر والوقصاء القصيرة العنق والترائب عظام الصدر والزور الميلان ومعنى الأبيات الأربعة أن ترد أن تأتي هذه المرأة فلا تأتها إلا ومعك العصا والحجارة لضربها ولا يكن إتيانك لتسيلم عليها أو لمحبة لها بل لتكسر بالحجر أنفها وهذه المرأة بشعة الخلق كبيرة الفم أشبهت الكلاب في الصورة وإن كانت بشرا معوجة الظهر قصيرة العنق مائلة عظام الصدر أعجوبة من عجائب الدهر
5 - تمت عبيدة أطلق القول بتمامها ثم استثنى من ذلك المحاسن فكان التمام في المقابح لا غير والمحاسن جمع حسن على غير قياس والملح الملاحة يريد أن بعد الملاحة

(2/415)


1 - ( قُلْ للَّذِي عَابَها مِنْ عَائِبٍ حِنقٍ ... أقِصرْ فرَأْسُ الذي قدْ عِبتَ للحَجَرِ )
وقال آخر
2 - ( لاَ تنكِحَنَّ الدَّهرَ مَا عِشتَ أيِّماً ... مُخرَّمةً قدْ مُلَّ مِنها وَمَلَّتِ )
3 - ( تَحُكّ قَفاهَا منْ وَراءِ خِمَارِها ... إذا فقَدَتْ شَيئاً من البَيتِ جُنَّتِ )
4 - ( تجُودُ برِجْلَيْها وَتَمنَعُ دَرَّها ... وَإنْ طُلبَتْ مِنها المَودَّةُ هَرَّت )
وقال آخر
_________
منها كبعدها من الشمس والقمر
1 - الحنق المغتاظ وقوله فرأس الذي أراد فرأس الإنسان الذي قد عبت الخ ومعنى البيتين أنه يصفها بأنها استكملت جميع أوصاف القباحة والحسن بعيد عنها كبعدها من الشمس والقمر قل للذي يعيبها عجبا لك أقلل من ذكر معائبها فليس لها إلا أن تكسر رأسها بالحجر
2 - أراد بالنكاح العقد أي لا تتزوج والأيم من النساء التي فارقها وجها بموت أو طلاق وقوله مخرمة أي كثر الدعاء عليها أن تخترمها المنية أي تأخذها وقوله قد مل منها الخ يريدانها طعنت في السن وقضت مآرب الشهوات وقضيت منها
3 - تحك قفاها أي من وسخها وكثرة القمل عليها والخمار ما تستر وجهها به المرأة وقوله إذا فقدت شيء الخ أي إذا فقدت ما لا قيمة له ولا خطر كان عندها كالشيء الذي لا عوض عنه فيصيبها كالجنون
4 - تجود برجليها الخ هذا مثل أي تسرع بشرها وتمنع خيرها وتمنع درها أي خيرها وهرت نبحت مثل الكلاب والمعنى ظاهر

(2/416)


1 - ( لأسْماءَ وَجهٌ بِدْعةٌ من سَماجَةٍ ... يُرَغِّبُني في نَيْكِ كلِّ أتانِ )
2 - ( بدَا فبدَتْ لِي شُقَّةٌ منْ جَهنَّمٍ ... فقُمْتُ وَمالي بِالْجَحيمِ يَدان )
3 - ( وَغادَرْتُ أصْحابي الذين تَخَلَّفُوا ... بمَا شِئتَ منْ خِزْيٍ وطُولِ هوانِ )
4 - ( ومَا كُنتُ أدْري قَبلَها أنَّ في النِّسا ... جَحِيماً أرَاها جَهْرَةً وتَرانِي )
وقال آخر
5 - ( لاَ تَنَكِحَنَّ عَجُوزاً إنْ أتِيتَ بها ... وَاخلَعْ ثِيابَكَ منها مُمْنِعاً هرَباَ )
6 - ( وإنْ أتَوْكَ فقالُوا أنَّها نَصَفٌ ... فإِنَّ أمثَلَ نِصْفَيْها الَّذي ذَهَبا )
وقال آخر
7 - ( رَقْطاءُ حَدْباءُ يُبْدِي الكِبْدَ مضْحكُها ... قنوْاءُ بالْعَرْض والعَينَانِ بالطُولِ )
_________
1 - بدعة أي لم يصغ مثله في القبح والسماحة القباحة والأتان الأنثى من الحمير
2 - المعنى لما رأى وجهها رأي جانبا من جهنم فتهيأ للهرب منها ولم يكن له طاقة بالصبر على مرآها
3 - غادرت أي تركت والخزي الوقوع في بلية
4 - الجحيم النار ومعنى البيتين تركت رفقائي على حالة تشبه حالة من نزل به البلاء والشقاء ولم أعلم قبل أن أرى هذه المرأة أن بعض النساء نار
5 - أمعن في الهرب أسرع فيه
6 - النصف من النساء ما تكون لا صغيرة ولا كبيرة والأمثل الأفضل ومعنى البيتين لا ترغب في نكاح العجوز وانفر منها كل النفور وأن أخبروك أنها متوسطة في العمر فاعلم أن الأحسن من عمرها الذي تكون فيه ذات رونق وبهجة قد ذهب
7 - الرقطاء المنقطة بالبرش والحدباء الخارجة الظهر والكبد الشدة وقوله قنواء بالعرض الخ

(2/417)


1 - ( لَها فَمٌ مُلتَقَى شِدْقَيْه نَقرتُها ... كأنَّ مِشْفرَها قَدْ طُرَّ منْ فِيلِ )
2 - ( أسنَانُها أُضْعِفَتْ في خَلقِها عَدَداً ... مُظهَّرَاتٌ جَميعاً بِالرَّوَاوِيلِ )
وقال آخر
3 - ( اصْرِمينِي يَا خِلقَةَ المِجْدَارِ ... وصِلينيِ بِطُولِ بُعْدِ المَزَارِ )
4 - ( فلَقدْ سُمْتِني بوَجْهِكِ وَالْوَصْلِ ... قُرُوحاً أعْيَتْ على المِسْبارِ )
5 - ( ذَقَنٌ ناقِصٌ وأنْف غَليظٌ ... وَجبينٌ كَساجَةِ القِسطَارِ )
6 - ( طالَ لَيلِي بها فَبِتُّ أُنادِي ... يَا لَثارَاتِ مُستضاءِ النَّهارِ )
_________
يعني به أن طول أنفها قد بدا بالعرض وعرض عينيها قد بدا بالطول فصار الحسن قبحا
1 - نقرتها أراد نقرة قفاها ومعنى طر أي قطع من طرته أي جانبه يصفها بأن فمها في السعة بلغ نقرة القفا وأن شفتها غاية في الغلظ كأنها قطعة من شفة الفيل
2 - مظهرات أي جعل بضعها فوق بعض والرواويل جمع راوول وهي أسنان زوائد تكون خلف الأسنان والمعنى أن أسنانها على غير النسبة المعتادة المألوفة
3 - الصرم القطع والمجدار ما يعمل لطرد السباع في المزارع فإذا نصب قائما نفرت منه وكنى به عن الثقل والغلظ وإن كل إنسان ينفر منها والمعنى أبعدي عني أيتها الغليظة الثقيلة فلقد اشتد بغضك في قلبي حتى صرت أعد بعدك عني وصلالي
4 - سمتني أو ليتني والقروح الجروح والمسبار الميل الذي يختبر به عمق الجرح
5 - الساجة خشبة تتخذ من خشب الساج والقسطار الصيرفي الذي يتفقد الدراهم ومعنى البيتين ظاهر
6 - مستضاء النهار أي النهار المضئ

(2/418)


1 - ( قامَةُ الفُصْعُلِ الضَّئيلِ وكَفٌّ ... خِنْصِرَاها كُذِينَقا قَصَّارِ )
وقال آخر
2 - ( أُلاَمُ عَلى بُغْضي لِمَا بَينَ حَيةٍ ... وَضبْعٍ وتِمسَاحٍ تَغَشاكَ منْ بحْرِ )
3 - ( تُحاكِي نَعيماً زَالَ في قُبْحِ وَجْهِها ... وَصْفَحتُها لمَّا بَدَتْ سَطْوَةُ الدَّهرِ )
4 - ( هيَ الضَّربَانُ في المَفاصِلِ خالِياً ... وَشُعْبةَ بِرْسامٍ ضَمَمْتَ إلى النَّحْرِ )
5 - ( إذا سَفَرَتْ كانَتْ لِعَيْنِكَ سُخْنةً ... وإنْ بُرْقِعَتْ فالفَقْرُ في غايَةِ الفَقْرِ )
6 - ( وإنْ حَدَّثَتْ كانَتْ جميعَ مَصائِبٍ ... مُوَفَّرَةٍ تأتِي بِقاصِمَةِ الظهرِ )
_________
1 - الفصعل العقرب الصغير والضئيل الضعيف والكذينق مدقة القاصر وهو الصباغ
2 - تغشاك أتاك والمعنى من العجب أن أكون ملوما على بغضي لها وهي موصوفة بهذه الصفات الدنية
3 - تحاكى تماثل والسطو البسط على الإنسان بقهر وشدة والمعنى أنها تماثل في قبح وجهها قبح زوال النعمة وأراد المثل السائر أقبح من زوال النعمة يضرب لشدة القبح
4 - البرسام داء يعرض للحجاب الذي بين الكبد والمعي ثم يتصل بالدماغ والمعنى إذا خلوت بها كانت خلوتها كضربان العروق بالألم في مفاصل من به داء المقرس وإن جذبتها إلى نفسك قاسيت منها ما يقاسي المبرسم
5 - سفرت ظهرت وسخنة العين بالضم نقيض قرتها ويقال أسخن الله عينه أي أبكاه وقوله فالفقر في غاية الفقر يريد إذا تناهى الفقر فلا يكون وراءه شر منه والمعنى إذا كشفت وجهها جلب إلى العين حرارة تدمع بها وذلك لسماجة الوجه فكيف إذا كانت مبرقعة فإنها تكون فقرا ليس وراءه شر منه
6 قاصمة الظهر الداهية

(2/419)


1 - ( حدِيثٌ كَقَلْعِ الضِّرْسِ أوْ نَتْفِ شَاربٍ ... وغُنْجٌ كحَطْمِ الأَنْفِ عِيلَ بهِ صَبْرِي )
2 - ( وتَفتَرُّ عَنْ قُلْحٍ عَدِمْتُ حَدِيثَها ... وعَنْ جَبلَىْ طَيٍّ وَعَنْ هَرَمَيْ مِصْرِ )
وقال آخر
3 - ( لوْ تسَمَّعْتَ صَوْتهُ قُلتَ هذَا ... صَوْتُ فَرْخٍ في عُشِّهِ مَزْقُوقِ )
4 - ( أوْ تأمَّلْتَ رَأسَهُ قُلْتَ هذَا ... حَجَرٌ مِنْ حِجَارَةِ المِنجَنيقِ )
5 - ( مُعْمِلٌ قرْضَ لِحْيةٍ لَوْ ترَاها ... قلتَ عُئْنُونُ هِرْبِذٍ مَحْلُوقٍ )
6 - ( لَمْ أعِبهُ أنْ لاَ يكُونَ تَقَياًّ ... مُؤْمناً مُبغِضاً لأهْلِ الفسُوقِ )
7 - ( غَيرَ أنِّي أرَدْتُ أنْ يَنْظُرَ النَّاسُ ... إلى خَلْقِ رَبِّنا المَخْلُوق )
_________
1 - الحطم كسر الشيء اليابس وعيل به صبري أي غاب وذهب
2 - تفتر تبسم والقلح من القلح وهو صفرة الأسنان ومعنى الأبيات الثلاثة إذا تكلمت أصاب مخاطبها جميع المصائب والدواهي وحديثها مثل قلع الضرس أو نتف الشارب وتتبسم عن أسنان صفر وكل جانب من فمها مثل جبل من جبلي طيّ أو قدر هرم من هرمي مصر في ضخامته
3 - يقال زق الطائر فرخه إذا أطعمه بفيه
4 - المنجنيق آلة كانت للعرب تتخذها لهدم القلاع والحصون في الحرب فتضع فيها الصخور الكبيرة العظيمة وتقذفها فما أتت على شيء إلا حطمته أو هدمته
5 - القرض القطع والعثنون ما تدلى من اللحية عن الذقن والهربذ الذي يصلى بالمجوس
6 - أن لا يكون أي بأن لا يكون
7 - الخلق التقدير والإيجاد ومعنى البيتين لا أعيره بعدم تقواه وكفره

(2/420)


وقال آخر
1 - ( مَاذا يُؤرِّقني قِدْماً ويُسْهرُني ... منْ صَوْتِ ذي رَعَثاتٍ ساكِنِ الدَّارِ )
2 - ( كأنَّ حُمَّاضةً في رَأسِه نَبَتَتْ ... مِنْ أوَّلِ الصَّيْفِ قدْ هَمَّتْ بإئْمارِ )
وقال آخر
3 - ( صَوْتُ النَّواقِيسِ بالأسْحارِ هَيَّجَني ... بلِ الدُّيُركُ التي قدْ هِجْنَ تَشْويقِي )
4 - ( كأنَّ أعرَافَها مِنْ فوْقِها شُرَفٌ ... حُمرٌ بُنينَ عَلى بَعضِ الْجَواسِيقِ )
5 - ( عَلى نَغانِغَ سَالتْ في بَلاعِمِهَا ... كَثِيرَةِ الوَشْيِ في لِينٍ وتَرْقِيق )
_________
مجتمع شعر الرأس والجثلة الكثير من الشعر والخوافي ما دون الريشات العشر في جناح الطائر والمرعش الحمام الأبيض أو هو النسر الذي قد كبر وهرم
1 - ماذا يؤرقني لفظه استفهام ومعناه تعجب وإنكار ويؤرقني يسهرني وقوله من صوت ذي رعثات أي من انتظار صوته فحذف المضاف ورعثات جمع رعثة وهي من الديك عثنونه أي عرفه
2 - الحماضة نبت أحمر الثمر
3 - الناقوس الذي تضرب به النصارى لأوقات صلاتهم
4 - الجواسيق جمع جوسق وهو القصر أخبر بأن صوت النواقيس أفلقه وهيجه في وقت السحر ثم أضرب عن ذلك بأن صياح الديوك هو الذي هيج شوقه وشبه أعراف الديوك في ارتفاعها على رؤوسها بشرفات من فوق القصور العالية
5 - النغانغ لحمات حمر تكون تحت منقار الديك كاللحية والبلاعم مجاري الطعام في الحلق

(2/423)


1 - ( كأنِّما لَبسَتْ أو أُلْبِسَتْ فنَكاً ... فقَلّصَتْ مِنْ حَوَاشِيهِ عَن السوقِ )
_________
1 - الفنك دابة فروتها أطيب أنواع الفرو وأشرحها وأعدلها صالح لجميع الأمزجة المعتدلة والتقلص التقبض والارتفاع ومعنى هذه الأبيات بطريق الإجمال أن صوت النواقيس بل صوت الديوك التي وصفها شوقه إلى من يحبه إلى هنا انتهى شرح ديوان الحماسة بعون الله تعالى وحسن توفيقه والحمد لله أولا وآخرا وقد وقع الفراغ من جمعه يوم الثلاثاء السابع عشر من رمضان المعظم من شهور سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة وألف سنة مضت من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التحية

(2/424)