صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


[ ديوان الحماسة
الكتاب : ديوان الحماسة
عدد الأجزاء : 2

1 - ( وَمِنَ الرِّجالِ أسِنَّةٌ مَذْرُوبَةٌ ... وَمُزَندُونَ حضُورُهُمْ كالْغائِبِ )
2 - ( منْهُمْ لُيُوثٌ لا تُرَامُ وَبَعْضُهُمْ ... مِمَّا قَمَشْتَ وَضَمَّ حَبْلُ الحَاطِبِ )
وقال آخر من بني أسد في يوم اليمامة
3 - ( أقُولُ لِنَفْسي حِينَ خَوَّدَ رأْلُها ... مَكانَكِ لَمَّا تُشْفِقِيِ حينَ مُشْفَق )
_________
1 - المذروبة المحددة والمزندون مشتق من الزند والزند يضرب به المثل في القلة والمزند المبخل المقلل والمراد بالغائب الكثرة لا التوحيد وكان من حق التقسيم أن يقول ومنهم مزندون لكنه اكتفى بالأول ومثله قوله تعالى ( منها قائم وحصيد ) يقول كيف اشتهى ذلك ومن الرجال رجال كالأسنة المطرورة المحددة مضاء ونفاذا في الأمور ومنهم بخيل إن ناله خطب ضاق عنه ولم يهتد فيه لرشده لا نفع فيه سواء كان حاضرا أو غائبا
2 - مما قمشت أي جمعت من هنا وهنا وكذلك الحاطب يجمع في حبله الجيد والرديء والرطب واليابس وربما وقعت في حبله أفعى يقول من الرجال رجال كالأسود في العزة والمنعة لا يطلب اهتضامهم ولا يطمع فيهم ومنهم متفاوتون كقماش البيت جمع من هنا ومن هنا واستأنف بهذا البيت تلك القسمة السابقة على وجه آخر فهو من باب البيان وهو أن يقصد الشاعر معنى ويفسره بما يليه
3 - خود أسرع والرأل فرخ النعام وقوله مكانك موضوع موضع فعل الأمر ويقال للمذعور والمرتاع خود رأله وهو مثل وقوله لما تشفقي حين مشفق من باب التأنيس لنفسه والإشفاق الخوف والذعر أي لم تخافي وقت مخافة معناه ليس هذا وقت الإشفاق فاصبري فإنه وقت الصبر

(1/137)


1 - ( مَكَانَكِ حَتى تَنْظُرِي عَمَّ تَنْجَلِي ... عَمَايَةُ هَذَا الْعَارِضِ المُتألِّق )
2 - ( وَكُونِي مَعَ التّالِي سَبيلَ محمَّدٍ ... وَإنْ كَذَبَتْ نَفْسُ المُقَصِّرِ فاصْدُقِي )
3 - ( إِذَا قالَ سَيفُ اللهِ كُرُّوا عَلَيْهِمِ ... كَرَرْنا وَلَمْ نَحْفِلْ بقَوْلِ المْعَوِقِ )
وقال موسى بن جابر
4 - ( قُلْتُ لِزَيْدٍ لاَ تُتَرْتِرْ فإنهُمْ ... يَرَوْنَ المَناياَ دُونَ قَتْلِكَ أوْ قَتْلِي )
5 - ( فإنْ وَضَعُوا حرْباً فضَعْها وإنْ أبَوْا ... فَعُرْضَةُ عَضّ الحَرْبِ مِثُلكَ أوْ مِثْلي )
_________
1 - العماية الغواية واللجاج والعارض السحاب والمراد به هنا الجيش والتألق مثل للمعان الأسلحة وإنما طلب من النفس الصبر ذلك الوقت لأن من ثبت في الحرب إلى انكشاف الحال فقد أعطاها حقها وهذا كان يوم اليمامة
2 - التالي أي التابع يقول وكوني مع من يتبع سبيل النبي وإن خالفت نفس المقصر فلا تخالفي أنت واثبتي على ما أنت عليه من الصدق
3 - سيف الله هو خالد بن الوليد ولم نحفل أي لم نبال ويقال كر عليه إذا عطف وحمل عليه وكر عنه إذا رجع والمعوق المثبط عن الخير يقول إذا قال خالد بن الوليد الملقب بسيف الله كروا بالحملة على الأعداء حملنا عليهم ولا نبالي بقول المثبط
4 - الترترة العجلة وكثرة الحركة يقول لا تقلق ولا تجبن فإنهم يرون المنايا أي فإنهم يعلمون أن المنايا دون أن نقتل يريد أنهم لا يصلون إلينا البتة
5 - يقال فلان عرضة كذا أي مطيق له قادر عليه ومعنى البيت إن سالموا فسالم وأن أبوا فعدة الحرب مثلي أو مثلك

(1/138)


1 - ( وَإِنْ رفَعُوا الْحَرْبَ الْعَوانَ التَّي ترَى ... فَشُبَّ وقُودَ الْحَربِ بالْحَطَبِ الْجَزْلِ )
وقال موسى بن جابر أيضاً
2 - ( إِذْ ذُكَر ابْنا الْعَنْبَرِيَّةِ لَمْ تَضِقْ ... ذِراعِي وَألْقَى بِأسْتِهِ مَنْ أُفاخِرُ )
3 - ( هلاَلاَنِ حَمَّالاَنِ فِي كلِّ شَتْوَة ... منَ الثِّقْل مالاَ تَسْتَطيعُ الأباعِرُ )
وقال أيضاً
4 - ( ألَمْ ترَياَ أنِّي حَمَيْتُ حَقيقَتيِ ... وَباشَرْتُ حَدَّ الْمَوْتِ وَالْمَوْتْ دُونُهاَ )
_________
1 - الحرب العوان هي التي قوتل فيها مرة بعد أخرى والجزل من الحطب هو ما عظم ويبس منه يقول وإن لم يكفهم القتال الأول وأبوا إلا أن يثيروا الحرب مرة ثانية فلا تعجز بل أوقدها واجتهد في إثارتها قدر ما تستطيع
2 - ابنا العنبرية هما خالا موسى بن جابر والعنبرية أمهما وقوله لم تضق ذراعي كناية عن الضعف والعجز وقوله وألقى باسته الأست الدبر وهو كناية عن الغلب هنا والانقطاع يقول إذا جرى ذكر هذين الرجلين في المفاخرة وهما من آبائي لم أكن قاصرا عن مدى من يفاخرني ولا عاجزا عمن يساجلني ويجاربني
3 - الشتوة الجدب ومعنى البيت أنهما في الاشتهار والانتفاع بمكانهما بمنزلة هلالين ويحملان من أعباء المغارم وأثقال الصنائع ما لو أنه يوزن لم تستطع حمله الإبل
4 - الحماية الدفاع والحقيقة ما يجب على الرجل أن يحميه والموت دونها الأحسن رفع دونها ويكون في معنى صغير أي والموت صغير دون هذه الخطة يتمدح بكونه يرى الموت أسهل شيء في جنب ما يرتكبه من الأخطار والأهوال في حماية الحقيقة

(1/139)


1 - ( وَجُدتُ بِنَفْسٍ لاَ يُجَادُ بِمِثْلِها ... وَقُلْتُ اطْمئِنِّي حِينَ ساءَتْ ظُنُونُها )
2 - ( وَما خَيرُ مالٍ لاَ يَقي الذَّمَّ رَبَّهُ ... بِنَفْسِ امْرِئٍ في حَقِّها لا يُهينُها )
وقال أيضاً
3 - ( ذَهَبْتُمْ وَلُذْتُمْ بالأمِيرِ وَقُلْتُمُ ... تَرَكْنا أحادِيثاً وَلَحْماً مُوضَّعا )
4 - ( فَمَا زَادَنِي إلاّ سَنَاءً ورِفْعَةً ... وَما زَادَكُمْ في النّاسِ إلاّ تَخضُّعا )
5 - ( فَما نَفَرَتْ جِنىّ ولاَ فلَّ مِبْرَدِي ... ولاَ أصْبَحَتْ طَيْرِيِ مِنَ الخَوْف وُقَّعا )
_________
1 - لا يجاد بمثلها لأنها شريفة نفيسة وكل نفيس يعز على صاحبه ابتذاله يقول لم أتخلف عن الإقدام وجدت بنفس نفيسة عزيزة لا يبذل مثلها وقلت لها اسكني واطمئني ولا تجبني حين حدثتني بالفرار وعدم الثبات
2 - وما خير مال استفهام إنكاري يجري مجرى النفي معناه لا خير في مال لا يصون صاحبه من الدم وإكرام النفس إنما يكون ببذلها في الدفاع عن عز المرء وشرفه
3 - يقال لاذ بالشيء تحصن به والموضع المقطع يلوم قومه على ما كان منهم من القعود عن نصرته واعتلالهم بالمعاذير المشوبة بالكذب يقول إنكم التجأتم إلى الأمير وقلتم تركنا قوما يقولون ولا يفعلون فهم كاللحم الموضع تتعلق الأطماع بتناوله وأخذه
4 - التخضع التذلل يقول لم يزدني قولكم إلا ارتفاع محل ولم يزدكم في الناس إلا تذللا لأن من لا يصلح لعشيرته لا يسكن إليه الناس البعداء
5 - يقال نفرت جنه إذا ضعف أمره وفل مبرده إذا تعذر عليه مراده وأصبحت طيره من الخوف وقعا إذا ارتاع وانهزم فقد اشتمل هذا البيت على ثلاث جمل كلها أمثال لثباته في وجه العدو

(1/140)


وقال حُرَيْث بن جابر الوائلي
1 - ( لَعَمْرُكَ ما أنْصَفْتَني حِينَ سُمْتَني ... هَوَاكَ مَعَ الْمَوْلَى وأنْ لاَ هوَى لِيَا )
2 - ( إِذَا ظُلِمَ الْمَوْلَى فَزِعْتُ لِظَلْمِهِ ... فَحَرَّكَ أحْشَائي وَهَرَّتْ كِلاَبِياَ )
3و - قال البَعيثُ بن حُرَيْث
4 - ( خَيالٌ لاَمِّ السَّلْسَبيلِ وَدُونَهَا ... مَسِيرَةُ شَهْرٍ لِلْبَرِيدِ الْمُذَبْذَبِ )
5 - ( فَقُلْتُ لهُ أهْلاً وسَهْلاً وَمَرْحَباً ... فَرَدَّتْ بِتَأْهيلٍ وَسَهْلٍ وَمَرْحَبِ )
_________
1 - أنصفه أعطاه النصفة وسامه كلفه وأن لا هوى ليا أن مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن يقول ما أعطيتني النصفة حين عرضت علي الرضا بأن يكون لك هوى مع مولاك حق تنتقم له وأن لا يكون لي هوى مع مولاي فأخلي بينه وبين أعدائه
2 - فحرك أحشائي أي أقلقني وهرت كلابيا أي نبحت وهذا كناية عن تهيئه للانتقام وتدججه في السلاح له وتجمع أصحابه والكلب ينكر أصحابه إذا رآهم بهذه الحال أراد بهذا البيت أن يبين كيفية تعصبه لمواليه
3 - شاعر محسن وهو ابن حريث بن جابر ولهم شاعران آخران يقال لهما البعيث أحدهما المجاشعي واسمه خداش شاعر مشهور وله نقائض بين جرير والفرزدق والثاني البعيث التغلبي وهو بعيث بن رزام وكان يهاجي زرعة بن عبد الرحمن
4 - أم السلسبيل اسم امرأة والسلسبيل الماء السهل المساغ ولو أن هذا الشعر مولد لجاز أن يراد به الريق على جهة التشبيه والبريد هنا الدابة المركوبة والمذبذب المسرع الذي لا يستقر والمعنى خيال لهذه المرأة زارني بيني وبينها مسيرة شهر للبريد المسرع
5 فقلت له أي

(1/141)


1 - ( معاذ الإِلهِ أن تَكُونَ كَظَبْيَةٍ ... ولاَ دُمْيةٍ ولاَ عَقيلَةِ رَبْرَبِ )
2 - ( ولَكِنَّها زَادتْ عَلى الْحُسْنِ كُلِّهِ ... كَمالاً وَمنْ طِيبٍ عَلى كلِّ طيِّبِ )
3 - ( وَإِنَّ مسِيرِي فِي الْبَلاَدِ وَمَنْزِلي ... لَبِالْمَنزِلِ الأَقْصَى إَذَا لَمْ أقَرَّبِ )
4 - ( ولَسْتُ وَإنْ قُرِّبْتُ يَوْماً بِبَائِعٍ ... خَلاَقِي ولاَ دِينيِ ابْتِغَاءَ التَّحَبُّبِ )
5 - ( وَيَعْتَدُّهُ قَوْمٌ كَثِيرٌ تِجَارَةً ... وَيَمْنَعُنِي مِنْ ذَاكَ دِينيِ وَمَنْصِبِي )
_________
للخيال وانتصب أهلا بفعل مضمر وكان من الواجب أن يقول فردت بتأهيل وتسهيل وترجيب ليكون الكلام على أسلوب واحد ولكنه أتى في بعضه بحكاية اللفظ وفي بعضه ببناء الأخبار
1 - معاذ الإله أي أعوذ بالله معاذا والدمية هي الصورة المنقوشة والعقيلة الكريمة من كل شيء والربرب القطيع من البقر كأنه يأنف أن تكون صديقته مثل الظبية أو الصورة المنقوشة أو الكريمة من بقر الوحش بل هذه الأشياء عنده دون صديقته في الحسن
2 - كمالا منصوب على التمييز والمعنى أنها يزيد حسنها على كل حسن كمالا لأنه لا حسن إلا وتدخله نقيصة سوى حسنها وكذلك تزيد من طيبها على كل طيب طيبا
3 - وإن مسيري الخ معناه أن مكاني الذي أسير فيه من البلاد وموضعي الذي أنزل فيه لأبعد المنازل إذا لم يلحقني فيهما تقريب وكان الواجب أن يقول بالمنزل والمسير فاكتفى بأحدهما وآثر المنزل بالذكر لأن النزول لا يكون إلا بعد السير وفي هذا الكلام دليل على أنه لا يرضى في متصرفاته إلا بما يقضي بشرفه ومجده
4 - الخلاق الحظ والنصيب يقول لست وإن قربت وبجلت ببائع نصيبي من شرفي أو موضعي من عشيرتي طلبا للتحبب إلى من أجاوره
5 - ويمنعني من ذاك أي من ارتكابه يقول ويعتد

(1/142)


1 - ( دَعانِي يَزيدُ بَعْدَ ما ساءَ ظَنُّهُ ... وَعَبْسٌ وَقَدْ كانا عَلى حَدِّ مَنْكَبِ )
2 - ( وَقَدْ عَلِمَا أنَّ العَشِيرَةَ كُلَّها ... سِوَى مَحْضَرِيِ مِنْ خاذِلِينَ وُغيَّب )
3 - ( فكُنْتُ أنا الحَامِي حَقيقةَ وَائلٍ ... كما كانَ يَحْمِي عَنْ حَقائِقَها أبِي )
4و - قال المُثَّلم بن رياح بن ظالم المُرّى
5 - ( مَنْ مُبْلِغٌ عَنّى سِنَاناً رِسالةً ... وِشِجْنةَ أنْ قُوما خُذَا الْحَقَّ أوْدَعا )
_________
ما تبرأت منه وأنفت من فعله كثير من الناس تجارة رابحة وأنا يزهدني فيه شرفي
1 - بعد ما ساء ظنه أي يئس من الحياة والحد الطرف والمنكب النكبة يقال أصابه نكب من الدهر ومنكب ونكبة أي نائبة والمعنى دعاني يزيد وعبس لنصرتهما وقد كانا أشرفا على الهلاك
2 - الغيب جمع غائب يقول استغاثا بي متيقنين أن كل عشيرتهما إذا لم أحضر من بين شاهد لا ينصر وغائب لا يحضر وقد دل بهذا الكلام على الضرورة الداعية إلى الاستغاثة به
3 - الحقيقة ما يجب على الرجل أن يحميه يتمدح بكونه يحمي هذه القبيلة كما كان أبوه يحميها وأنه لم يترك شرف آبائه
4 - قال أبو هلال لا أعرف المثلم هذا ولم يذكر فيمن اسمه المثلم من الشعراء أه و لكن قال أبو الفرج المثلم بن رياح هو الذي قتل رجلا كان في جوار الحارث بن ظالم المرى فطلبه الحارث فلحق بالحصين بن الحمام فأجاره فبلغ ذلك الحارث فطلب الحصين بدم حباشة الذي قتله المثلم فسأل في قومه وجيرانه فقالوا إنا لا نعقل بالإبل ولكن إن شئت أعطيناك الغنم وهذا يدل على أن المثلم ليس جده ظالما المرى كما قاله أبو تمام
5 - أن قوما أمر من القيام وليس المراد فعل القيام ولكنه وصلة في الكلام بل المراد خذا الحق أو دعاه وسنان

(1/143)


1 - ( سَأكْفِيْكَ جَنْبِي وَضْعَهُ وَوِسَادَهُ ... وَأغْضَبٌ إِنْ لَمْ تُعْطِ بِالْحَقِّ أشْجَعا )
2 - ( تَصِيحُ الرُّديْنِيِّاتُ فِينَاوَفيهِمِ ... صِيَاحَ بَنَاتِ الْمَاءِ أصْبَحْنَ جُوَّعاَ )
3 - ( لَفَفْنَا الْبُيُوتَ بِالْبُيُوتِ فَاصْبَحُوا ... بَنِي عَمِّنَا مَنْ يَرْمِهِمْ يَرْمِنَا مَعاَ )
_________
أبو هرم وشجنة هو ابن عطارد بن عوف بن كعب بن زيد مناة يقول من يبلغ حديثي هذين الرجلين ثم فسره بقوله أن قوما الخ يريد إما أن تأخذا الحق إن قدرتما عليه وإما أن تتركاه أن ضعفتما عنه وهذا تهكم منه بهما
1 - سأكفيك جنبي الجنب والجانب شق الإنسان وغيره وقوله وضعه ووساده بدل منه وهذا كناية أي سأكفيك أمري كله وأغضب إن لم تعط بالحق أشجعا هكذا روى قال المرزوقي ويغلب في نفسي أن الشاعر قال ( وأغضب إن لم تعطيا الحق أشجعا ... ) لأنه جعل الرسالة متوجهة نحو اثنين سنان وشجنة ومخاطبه من بعد أحدهما في قوله سأكفيك وجرى هذا على عادتهم في الافتنان والتصرف وأشجع هو ابن ريث بن سنان بن غطفان يقول سأكفيك أمري كله وأغضب إن لمن تنصفا آل أشجع وتعاملانهم بالحق هذا وقال أبو هلال في قوله إن لم تعط بالحق أشجعا هذا تصحيف قبيح والصحيح
( وأغضب إن لم يغضب الحق أشجعا ... ) يقول سأكفيك أمري كله ولا أحملك شيئا وأغضب لك ولحقك إن لم يغضب له أشجع
2 - الردينيات الرماح وبنات الماء المراد بها هنا الضفادع والمعنى أن وقع الرماح فيهم عند المطاعنة له صوت مثل صوت بنات الماء وهي جائعة
3 - اللف الجمع والبيوت بالبيوت أي بيوت أشجع ببيوتنا فأصبحوا بني عمنا الضمير لبني أشجع وبني عمنا منصوب على النداء وقوله من يرمهم يرمنا معا أي صاروا

(1/144)


1 - قال حصين بن حمام المرّي
_________
منا بمنزلة أنفسنا من آذاهم فقد آذانا
1 - الحصين تقدمت ترجمته وكان السبب في هذا الشعر ما حدث به أبو عبيدة قال كان ناس من بني قضاعة يقال لهم بنو سلامان بن سعد حلفاء لبني صرمة بن مرة ونزولا فيهم وكان بنو حميس ابن عامر حلفاء لبني سهم بن مرة وكان في بني صرمة يهودي من أهل تيماء يقال له جهينة وكان في بني سهم يهودي من أهل وادي القرى وكان تاجرا في الخمر وكان بنو جوشن أهل بيت من عبد الله بن غطفان جيرانا لبني صرمة وكان يتشاءم بهم ففقدوا منهم رجلا يقال له حصين كان يقطع الطريق وحده فكانت أخته وأخوته يسألون الناس عنه وينشدونه في كل مجلس وموسم فجلس ذات يوم أخ لذلك المفقود في بيت ذلك اليهودي المجاور لبني سهم يبتاع خمرا إذ مرت أخت المفقود تسأل عن أخيها فقال لليهودي نشدتك الله ودينك هل تعلم لأخي علما فقال لا وديني لا أعلم فلما مضى أخو المفقود تمثل ذلك اليهودي
( لعمرك ما ضلت ضلال ابن جوشن ... حصاة بليل ألقيت وسط جندل )
أراد أن الحصاة يمكن أن ترجع وأن هذا لا يرجع أبدا فلما سمع أخوه ذلك تركه حتى إذا أمسى قتله فأتى الحصين وقيل له إن جارك اليهودي قد قتله أبو جوشن جار بني صرمة فقال اقتلوا اليهودي الذي في جوار بني صرمة فأتوه فقتلوه فوقع الشر بينهم وصافهم الحصين الحرب وقاتلهم وهزمهم وكف يده بعد ما أكثر فيهم القتل وأبى بنو سلامان أن يكفوا عن القوم حتى أثخنوا فيهم وأجلبت بنو ذبيان على بني سهم مع بني صرمة وأجلبت بنو محارب

(1/145)


1 - ( فَقلْتُ لهُمْ يا آلَ ذُبيَانَ ما لَكُمْ ... تفاقَدْتُمُ لاَ تُقدِمُونَ مُقَدَّمَا )
2 - ( مَوالِيكُمُ مَوْلَى الْوِلادَةِ مِنْهُمُ ... ومَوْلَى الْيَمينِ حابِسٌ قَدْ تُقُسِّماَ )
3 - ( وَقُلْتُ تَبيَنْ هَلْ ترَى بَيْنَ ضَارِجٍ ... وَنَهْيِ الأكُفِّ صَارِخاً غَيْرَ اعْجَما )
4 - ( منَ الصُّبْحِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَمْسُ لا ترى ... مِنَ الْخَيْلِ إلاَّ خارجِياَّ مُسَوَّمَا )
_________
ابن خصفة معهم أيضا فأقاموا على الحرب وغاظهم بنو ذبيان ومحارب فالتقوا بدارة موضوع فظفر بهم الحصين وهزمهم وقتل منهم فأكثر في ذلك حيث يقول هذه الأبيات
1 - جملة تفاقد تم معترضة بين مالكم وبين لا تقدمون وهي دعاء عليهم بأن يفقد بعضهم بعضا والمقدم مصدر قدم بمعنى تقدم وضع موضع الإقدام أي التقدم والفعلان إذا اتفقا في المعنى جاز وضع مصدر أحدهما موضع مصدر الآخر
2 - المولى يطلق على معان كثيرة والشاعر في هذا البيت قسم الموالي إلى بني عم وهم الذين سماهم مولى الولادة والي حليف وهو من انضم إليك فعز بعزك وهو الذي سماه مولى اليمين لأنه يقسم له عند الانضمام ومعنى البيت تداركوا الذين ينتسبون بولاء النسب وولاء الحلف والنصرة فكل منهم ذو حبس على الشر متقسم الحال مغار عليه
3 - ضارج ماء لبني عبس ونهى الأكف موضع والصارخ المستغيث والأعجم الذي لا يفصح والمعنى تأمل هل ترى بين هذين الموضعين مستغيثا غير أعجم
4 - كانوا قبل الإسلام يسمون من خرج شجاعا أو كريما وهو ابن جبان أو بخيل خارجيا وكذلك يقولون للفرس الجواد إذا برز وأبواه لبسا كذلك خارجي والمسوم الذي عليه سمة أي علامة

(1/146)


1 - ( عَلَيْهِنَّ فِتْيانٌ كَسَاهُمْ مُحَرِّقٌ ... وكانَ إِذَا يَكْسُو أجَادَ وأكْرَمَا )
2 - ( صَفائِحَ بُصْرَى أخْلَصَتْها قيُونُها ... ومُطَّرِداً مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ مُبْهَمَا )
3 - ( ولَمَّا رَأيْنا الصَّبْرَ قَدْ حِيلَ دُونَهُ ... وَإِنْ كانَ يوْماً ذَا كَواكِبَ مُظْلِمَا )
4 - ( صَبَرْنا وكاَنَ الصَّبْرُ مِنَّا سَجيَّةً ... بِأسْيافِنا يَقْطَعْنَ كَفًّا وَمِعْصَمَا )
5 - ( نَفِلقُ هَاماً مِنْ رِجالٍ أعِزَّةٍ ... عَليْنا وَهُم كانُوا أعَقَّ وَأظْلمَا )
_________
يعرف بها يقول لا ترى من الصبح إلى وقت المساء إلا خيلا مسومة يريد بذلك كثرة الخيل والرجال حتى يضيق بهم الفضاء
1 - محرق هو أحد ملوك لخم حرق قوما فسمي محرقا يريد على الخيل فتيان دروعهم وسلاحهم مما كساهم محرق وكان محرق إذا كسى أحدا أجاد وأكرم
2 - الصفائح السيوف وهو مفعول كساها في البيت قبله وبصرى موضع بالشأم تباع فيه السيوف والقيون جمع قين وهو الحداد والمطرد المتتابع النسج ولم تجر العادة بقولهم كساه سيفا وإنما جاز ذلك وحسن لأن السيوف وقعت في صحبة الدروع والدروع تلبس كما تلبس الكسوة من الثياب يقول كساهم محرق سيوف بصرى التي أجيد صنعها وكساهم أيضا دروعا متتابعة النسج خفيات الحلقات مما نسجه داود والد سليمان عليهما السلام
3 - وإن كان يوما اسم كان يعود إلى اليوم أي وإن كان ذلك اليوم يوما ذا كواكب مأخوذ من قولهم أراه الكواكب نهارا وهو شيء نطقوا به في الدهر الأول يريدون بذلك شدة الأمر وعظم الخطب
4 - السجية الطبيعة والمعصم موضع السوار من الساعد
5 - نفلق أي نشق والهام جمع هامة وهي الرأس والعقوق ضد البر وأغلب ما يستعمل في الولد مع والده يقول نشق رؤس رجال أعزة علينا ولكنهم

(1/147)


1 - ( وَلَمَّا رَأيْتُ الْوُدَّ لَيْسَ بِنافِعِي ... عَمدْتُ إِلى الأمْرِ الَّذي كانَ أحْزماَ )
2 - ( فَلسْتُ بِمُبْتاعِ الْحَياةِ بِذِلَّةٍ ... ولاَ مُرْتَقٍ مِنْ خَشْيَةِ الْمَوْتِ سُلَّما )
3و - قال بن دارة
_________
ركبوا الظلم والعسف والعقوق والعدوان يريد أن الذي حملهم على قتالهم إنما هو بغيهم وظلمهم وإن كانوا أعزاء عليهم
1 - كان أحزما جعل الحزم للأمر كما جعل له العزم في قوله تعالى ( فإذا عزم الأمر ) ومعنى البيت لما رأيتهم لا يرتدعون عن ركوب الرأس قصدت إلى ما كان أجمع للحزم معهم من مكاشفتهم وترك الإبقاء عليهم
2 - بمبتاع الحياة أي بمشتريها ولا مرتق أي لست بمرتق في الأسباب خوفا من الموت بل الميتة الحسنة على ما يتعقبها من الأحدوثة الجميلة آثر عندنا من العيشة الذميمة على ما يخالطها من الدنية
3 - اعلم أن هذه الكنية تطلق على ثلاثة رجال أولهم سالم بن مسافع بن دارة والثاني عبد الرحمن بن مسافع بن دارة والثالث مسافع أخوهما والثلاثة كلهم شعراء فأما سالم وهو المراد هنا فمخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وأما عبد الرحمن ومسافع فمن شعراء الإسلام ودارة لقب غلب على جدهم كذا ذكره أبو الفرج وكان من حديث هذا الشعر أن مرة بن واقع وكان وجها من وجوه فزارة كان عنده امرأة من أشراف بني فزارة فطلقها البتة واحتملت إلى أهلها وهو يظن أنه على ردها قادر متى شاء حتى أتى على ذلك عام وهما كذلك ثم خطبها حمل بن القليب الفزاري ورجل آخر يقال له علي من بني فزارة وابن دارة فبلغ ذلك مرة فأراد أن يراجعها فأبت عليه واختارت عليا فقال ابن دارة في ذلك شعرا فغضب مرة

(1/148)


1 - ( يازِمْلُ إنّيِ إنْ تَكُنْ لِيَ حَادِياً ... أعْكِرْ عَلَيْكَ وإنْ تَرُغْ لاَ تَسْبِقِ )
2 - ( إني امْرُؤٌ تَجِدُ الرِّجالُ عَداوتِي ... وَجْدَ الرِّكابِ مِنَ الذُّبابِ الأزْرَق )
3و - قال بَشَامة بن حَزْن
4 - ( وَلَقَدْ غَضِبْتُ لِخِنْدِفٍ ولِقَيْسِها ... لَمَّا وَنَى عَنْ نَصْرِها خُذَّالُهَا )
5 - ( دَافَعْتُ عَنْ أعْرَاضِهَا فَمَنَعْتُها ... وَلَدَيَّ فِي أمْثالِها أمْثالُهَا )
6 - ( إِنِّي امْرُؤٌ اسِمُ الْقَصائِدَ لِلْعِداَ ... إنَّ الْقصائِدَ شَرُّها أغْفَالُهَا )
_________
وجعل يسب سالم بن دارة ويشتمه ثم تواعدا أن يلتقيا ووقع الشر بينهما في حديث يطول ذكره وذلك أيام معاوية بن أبي سفيان
1 - ينادي زميل ابن أبير أحد بني عبد الله بن مناف وكان حلف أن لا يأكل لحما ولا يغسل رأسا ولا يأتي امرأة حتى يقتله وأعكر عليك أي أعطف وإن ترغ من روغان الثعلب وهو الخداع والمعنى إن تخلفت عني حتى يكون مكانك مني مكان الحادي من الإبل عطفت عليك وإن تقدمتني هاربا مني لم تفتني
2 - الركاب الإبل التي يسار عليها لا واحد لها من لفظها والمعنى أن عداوتهم لي تزعجهم ويصيبهم منها ما يصيب الإبل من أذى الذباب الأزرق
3 - أحد بني نهشل بن دارم والظاهر أنه إسلامي قال البغدادي ولم أر له ترجمة في كتب الأنساب
4 - خندف لقب ليلى امرأة إلياس بن مضر بن نزار وقيس هو قيس عيلان من مضر وونى فتر والمعنى غضبت لنسلي مضر خندف وقيس لما فتر عن معاونتها نصارها وإنما قال خذالها لأنه وصفهم بما آل إليه أمرهم
5 - يقول دافعت عن عزهم ومجدهم ومنعت أعراضهم أن تبتذل ولدي في أمثال هذه القبائل أمثال هذه النصرة
6 الإغفال جمع غفل

(1/149)


1 - ( قَوْمِي بَنُو الْحَرْبِ الْعَوانِ بِجَمْعِهِمْ ... وَالْمَشْرَفيَّةُ والْقَنا إِشْعالُها )
2 - ( ما زالَ مَعْرُوفاً لِمُرَّةَ فِي الْوَغَى ... عَلُّ الْقَنا وعَلَيْهِمِ إِنْهالُها )
3 - ( مِنْ عَهْدِ عادٍ كَانَ مَعْرُفاً لَنا ... أسْرُ الْمُلُوك وَقَتْلُها وقِتَالُهَا )
4و - قال أرْطاةُ بنُ سهْيَة
_________
بضم الغين وهو الخالي من العلامة والمعنى إني أجعل في قصائدي شيئا تشتهر به وتعرف كما تعرف الناقة بسمتها أي علامتها وأن شر الشعر ما لا يعرف ويشتهر
1 - الحرب العوان التي قوتل فيها مرة بعد مرة والمشرفية السيوف والقنا الرماح والإشعال الإضرام وهو على حذف مضاف أي والمشرفية والقنا ذوات إشعالها يقول قومي شجعان كأنهم أولاد الحرب فلا يخافون منها وقد باشروها مرة بعد أخرى فلهم تحربتها والسيوف والرماح هي ذوات إشعالها وإضرامها وقومي بأجمعهم أصحابها يريد أن قومه مسعروا حرب وموقدوها
2 - العل من علة إذا سقاه ثانيا والإنهال من إنهله إذا سقاه أولا وإنما قال وعليهم إنهالها كأنه يجعل ذلك واجبا عليهم والمراد بهذا الإثخان في العدو والفتك به
3 - من عهد عاد من هنا بمعنى مذ وإنما وضعت موضع مذ لقوتها وكثرة تصرفها وتمكنها في باب الجر يقول إنما اختص بنا من أسر الملوك وقتلهم ومحاربتهم أمر معروف قديم من عهد عاد
4 - هو ابن زفر ابن عبد الله ينتهي نسبه إلى سعد بن ذبيان وسهية أمه وهو فارس شاعر إسلامي فصيح معدود في طبقات الشعراء المعدودين في شعراء الإسلام في دولة بني أمية لم يسبقها ولم يتأخر عنها وكان أمر أصدق شريفا في قومه جوادا وكان يناقض شبيب بن البرصاء ويهاجيه ووفد مرات على عبد الملك

(1/150)


1 - ( وَنَحْنُ بَنُو عَمّ عَلى ذَاتِ بَيْنِنَا ... زَرابِيُّ فِيهَا بِغْضَةٌ وتَنافُسُ )
2 - ( وَنَحْنُ كَصَدْعِ الْعُسِّ إنْ يُعْطَ شاعِياً ... يَدَعْهُ وَفِيهِ عَيْبُهُ مُتَشَاخِسُ )
3 - ( كَفَى بَيْنُنَا أنْ لاَ تُرَدَّ تَحِيَّةٌ ... عَلى جانِبٍ ولاَ يُشَمَّتَ عاطِسُ )
4و - قال عَقيل بن عُلَّفَةَ المرّي
5 - ( تَنَاهَوْا وَاسْأَلُوا ابْنَ أَبِي لَبيدٍ ... أَأَعْتَبَهُ الضُّبارِمَةُ النَّجيدُ )
_________
ابن مروان ينشده ويجيزه
1 - على ذات بيننا أي على خالصة نسبنا وقرابتنا ومن كلام الفصحاء فرشت بيننا قطوع النمائم كأنه جعل فوق القرابة ما قد غمرها من زرابي الفساد والزرابي البسط والطنافس وكنى بها عن العداوة والحقد يقول إنا وإن كنا أبناء عم ونسبنا خالص ولكن قد داخلتنا العداوات والإحن والتباغض والتنافس
2 - العس القدح الضخم والشاعب هنا مصلح الأقداح والمتشاخس المتفاوت المتباين وهذا الكلام كناية عن استحكام الفساد بينهم فلا يقبلون الصلح بوجه
3 - كفى بيننا بالرفع هو بين الذي كان ظرفا فنقله إلى باب الأسماء ومثله قوله عز و جل ( لقد تقطع بينكم ) يقول قد تناهت بيننا العداوات والأحقاد حتى لا ترد بيننا تحية ولا يقال لعاطس منا يرحمك الله
4 - وجده الحارث بن معاوية ينتهي نسبه إلى قيس عيلان بن مضر وعقيل هذا شاعر مجيد مقل من شعراء الدولة الأموية وكان أعرج جافيا شديد الهوج كثير البذخ وكان يرى أن لا كفء له في قومه وكان في بيت شرف من قومه وكانت قريش ترغب في مصاهرته تزوج إليه أشرافها وأمراؤها
5 - الضبارمة الجريء على الأعداء ويسمى الأسد ضبارمة والنجيد ذو النجدة وهي البأس والقوة يقول سلوه هل أعتبته

(1/151)


1 - ( ولَسْتُمْ فَاعِلينَ إِخَالُ حَتَّى ... يَنالَ أقاصِيَ الْحَطَبِ الْوُقُودُ )
2 - ( وَأبْغَضُ مَنْ وضَعْتُ إِلَيَّ فِيهِ ... لِسانِي مَعْشَرٌ عَنْهُمْ أذُودُ )
3 - ( ولَسْتُ بِسَائِلٍ جَارَاتِ بَيْتِي ... أغُيَّابٌ رِجَالُكِ أمْ شُهُودُ )
4 - ( وَلسْتُ بِصادِرٍ عَنْ بيْت جَاري ... صُدُور الْعَيْرِ غَمَّرَهُ الْوُرُودُ )
5 - ( ولاَ مُلْقٍ لِذِي الْوَدَعاتِ سَوْطِى ... ألاَعِبُهُ وَرِيَبتَهُ أريدُ )
_________
أي جازيته بما فعل بي وإنما سمي المجازاة أعتابا لأنه لما جنى عليه فكأنه استدعى شره كما يستدعى الرجل العتبي من صاحبه
1 - حتى ينال الخ هذا مثل تمثل به في انتهاء الشر والمعنى لستم متناهين عما أكرهه منكم حتى يعمكم الشر ويبلغ الأمر منتهاء
2 - وضعت إلى فيه لساني هنا تقديم وتأخير وتقديره وأبغض من وضعت لساني فيه إلى معشر عنهم أذود أي أدافع والمعنى أبغض الأشياء إلى أن أهجو معشري الذين يلزمني الدفاع عنهم
3 - ولست بسائل الخ هذا كناية عن العفة يقول لا أكلم جاراتي لأني أصونهن عن الكلام ورجالك الأصل فيه رجالكن وهذا جائز في الشعر فقط
4 - العير حمار الوحش والتغمير هو أن يشرب وبه إلى الماء حاجة ونفسه تدعوه إليه والمعنى لا أصدر عن بيت جاري ونفسي تدعوني إلى ريبة كما تدعو طالب الماء إلى وروده قال أبو رياش هذان البيتان الأخيران لابن أبي نمير من بني مرة جاء بهما أبو تمام ضلة في هذه الأبيات وليسا منها
5 - المراد بذي الودعات الطفل لأنهم كانوا يعلقون عليه الودع مخافة العين وحركت الدال للضرورة وريبته أريد على حذف مضاف أي ريبة أمه يقول لا ألقي سوطي للطفل ليشتغل به عما أريده مع أمه

(1/152)


وقال محمد بن عبد الله الأزدي
1 - ( لاَ أدْفَعُ ابْنَ الْعَمِّ يَمْشِي علَى شَفا ... وَإِنْ بَلَغْتني مِنْ أذَاهُ الْجَنادِعُ )
2 - ( وَلَكِنْ أُوَاسِيهِ وَأنْسَى ذُنُوبَهُ ... لِتَرْجِعَهُ يوْماً إِلَيَّ الرَّوَاجِع )
3 - ( وَحسْبُكَ مِنْ ذُلٍ وَسْوءٍ صَنيِعَةٍ ... مُناوَاةُ ذِي الْقُرْبَى وَإنْ قِيلَ قاطِعُ )
وقال آخر
4 - ( إنْ يَحْسُدُوِني فإِنِّي غَيرُ لاَئِمهمْ ... قَبْلِي مِنَ النْاس أهْل الْفَضْلِ قَدْ حسِدُوا )
5 - ( فَدَامَ لِي وَلَهُمْ ما بِي وَما بِهِمِ ... وَماتَ أكْثرُنا غَيْظاً بِما يَجِدُ )
_________
1 - الشفا حرف الشيء والجنادع الدواهي والمعنى إذا انحرف عني مهاجرا لي ومشى على جانب من المؤانسة لي لا أنفره ولا أتمم استيحاشه وإن بلغتني الدواهي عنه
2 - ولكن أواسية أي أجعله أسوة نفسي فأقاسمه مالي وملكي يقول ولكن أعينه وأعطيه من مالي ما يرضيه وأعرض عن ذلاته وهفواته حتى ترده إلى الأسباب التي تبعث على تجدد المودة وتدعو إلى المحبة
3 - المناواة المعاداة يقول كافيك من سوء الفعل واكتساب الذل أن تناوي أقاربك وإن كانوا قاطعين لك
4 - فإني غير لائمهم معناه أنه لا يلوم حواسده على ما حازه من المجد وعلو الهمة حيث إن العادة جرت بحسد أهل الفضل وأن الخامل لا حاسد له
5 - ومات أكثرنا الأكثر هم الحسدة لأنهم كثيرون وهو واحد يقول فدام لي فضلي ومجدي ولم يذهب ذلك عني بحسدهم ودام لهم ذلك الحسد الذي تغلغل في صدورهم وأكل من قلوبهم حتى ماتوا بغيظهم مما يجدوه من ألم الحقد وداء الحسد

(1/153)


1 - ( أنا الّذِي يَجِدُوني فِي صُدُورِهِمِ ... لاَ أَرْتَقي صَدَراً مِنْهَا ولاَ نُرِد )
وقال آخر
2 - ( أَلشَّرُّ يَبْدَوُه في الأصْلِ أصْغَرُهُ ... ولَيْسَ يَصْلَى بِنَارِ الْحرْبِ جانِيها )
3 - ( أَلْحَرْبُ يَلحَقُ فِيهاَ الْكارِهُونَ كَما ... تَدْنو الصِّحَاحُ إِلَى الْجَرْ بِي فَتُعْديها )
4 - ( إِنِّي رأيْتُكَ تَقْضِي الدَّيْنَ طالِبَهُ ... وقَطْرَةُ الدَّمِ مَكْرُوهٌ تَقاضِيهَا )
5 - ( تَرَى الرِّجَالَ قُعوداً يَأْنِحُونَ لها ... دَأْبَ الْمُعَضِّلِ إذْ ضَاقَتْ مَلاقِيهَا )
وقال شُرَيْحُ بْن قُرْواشٍ الْعَبسيّ
_________
1 - لا أرتقي صدرا الصدر الرجوع عن الماء ضد الورود ومعنى البيت أنا الذي صرت غصة في صدورهم قد نشبت بالحلوق فلا تصدر ولا ترد بل استحكمت فيها فلا تنصرف عنها بحال
2 - وليس يصلى بنار الحرب جانيها أي أن الحرب يجنيها الضعيف والعاجز ويصلى بها القوي الحازم لأنه لا يجد من نصرة قريبه بدا
3 - الحرب يلحق فيها الكارهون الخ معناه أن شر الحرب يعدي إعداء الجرب وتنال مضرتها غير الجاني إذا دخل مع الجناة كما يدنو الصحيح إلى الأجرب فيعديه
4 - إني رأيتك تقضي الدين طالبه أي رأيتك تؤدي إلى الغرماء ما لهم عليك من الدين وإذا طولبت بدم لا تسمح نفسك بتقاضيه من جهتك فهذا مدح له
5 - يقال أنح يأنح إذا زجر والدأب العادة والمعضل التي نشب ولدها في رحمها والملاقي المراد بها ملاقي الرحم ومعنى البيت أن الرجال يلقون من الشدة في الحرب ما تلقى هذه المرأة إذا عسر عليها خروج ولدها

(1/154)


1 - ( لَمَّا رَأيْتُ النَّفْسَ بلثَتْ عَكَرَتها ... عَلى مِسحَلٍ وأيُّ ساعةِ مَعْكَرِ )
2 - ( عَشِيةَ نازَلْتُ الفَوَارِسَ عِنْدَهُ ... وَزَلَّ سِنانِي عَنْ شُرَيْحِ بِنِ مُسْهِر )
3 - ( وَأُقْسِمُ لَوْلاَ دِرْعُهُ لترَكْتُهُ ... عَليْهِ عَوَافٍ مِنْ ضِباعٍ وأنْسُر )
4 - ( وَما غَمَراتُ المَوْتِ إلاّ نِزَالُكَ الْكَمَّى ... عل لَحمِ الْكَمِيِّ المقَطَّر )
5و - قال طَرَفةُ الخُزيميُّ
ص
_________
1 - عكرتها على مسحل يقال عكر على الشيء كر وانصرف ومسحل اسم رجل وأي ساعة معكر برفع أي على أنه مبتدأ والخبر محذوف والتقدير وأي ساعة معكر تلك الساعة والمراد بهذا التهويل يقول لما ضاقت النفس وبلغ منها الذعر مبلغه كررت على مسحل ثم انصرفت في ساعة كريهة ووقت صعب لا يصبر فيه الشجاع
2 - عشية ظرف لعكرتها في البيت قبله أي عشية نازلت الفوارس عند مسحل وزل سناني عن شريح والمنازل سنان رمحه عنه وسلم من طعنه لأن شريحا كان لاباس درعا تحت ثيابه
3 - وأقسم لولا درعه أي وأقسم بالله تعالى لولا درعه لتركته قتيلا تأكله السباع والطيور والعافي طالب المعروف وهو هنا مجاز عن ترقبها له ووقوعها عليه
4 - الكمى الشجاع والمقطر الساقط على أحد قطريه أي جانبيه يقول ما شدائد الموت إلا منازلتك الكمي تصرعه فوق لحم الكمى الملقى على الأرض قالوا وكان شريح بن مسهر طعن مسحلا فصرعه فحمل شريح بن قرواش على ابن مسهر فصرعه واستنقذ مسحلا منه وقال هذه الأبيات
5 - هو أحد بني خزيمة بن رواحة بن ربيعة شاعر جاهلي

(1/155)


1 - ( أيا رَاكِباً إمّا عَرَضْتَ فَبلّغا ... بَني فَقْعَسٍ قوْلَ امْرِئٍ ناخِلِ الصَّدْر )
2 - ( فَوَاللهِ ما فارَقْتُكُمْ عنْ كَشاحةٍ ... ولاَ طيبِ نفْسٍ عنْكُمُ آخرَ الدَّهْر )
3 - ( وَلكِنَّني كُنْتُ امْرَأً مِنْ قَبيلةٍ ... بَغَتْ وأتَتْنِي بالمَظالِمِ وَالفَخْر )
4 - ( فإِنّي لَشَرُّ النَّاسِ إنْ لَمْ أَبِتْهُمُ ... عَلى آلةٍ حَدْباءَ نَابِئَةِ الظَّهْرِ )
5 - ( وَحتى يَفِرَّ النَّاسُ مِنْ شَرّ بَينِنا ... وَنَقْعُدَ لا نَدْرِي أنَنْزِعُ أمْ نُجْري )
وقال أبي بن حمام العبسيّ
_________
1 - يخاطب واحدا من الركبان غير معين وقوله ناخل الصدر أي صافي القلب غير منافق
2 - عن كشاحة أي عن عداوة لازمة لكشحى ويقال طابت نفسي عن كذا إذا رضيت أن تفارقه وسمحت به يقول فوالله ما فارقتكم وفي قلبي عداوة لكم وبغض وإعراض عنكم وحقد ولا سمحت نفسي بالفراق عنكم آخر الدهر
3 - ولكنني كنت امرأ البيت يريد به توضيح عذره لهم والسبب الموجب للمجانبة والفرقة
4 - الآلة الحالة والحدباء الشاقة ونبو الظهر خروجه وهذا مجاز عن الشدة ولما استعار الحدب للآلة ناسب أن يستعير الظهر لأن الحدب يكون فيه وهذا كناية عن كونه يبيتهم على حالة غير محمودة يقول إني لمن أشد الناس شرا إن لم أنتقم منهم ولم أحسن مبيتهم على حالة غير محمودة شاقة شديدة
5 - ارتبط حتى بفعل مضمر أي أديم ذلك لهم حتى يفر الناس من ذلك الشر وقوله لا ندري أننزع أم نجري هذا إلمام بما سار به المثل في قول الشاعر
( وكنت كذات القدر لم تدر إذ غلت ... أتنزلها مذمومة أم تديمها )

(1/156)


1 - ( تَمَنَّى لِيَ الْمَوْتَ الْمُعَجَّلَ خالِدٌ ... ولاَ خَيرَ فيمَنْ لَيْسَ يُعْرَفُ حاسِدُهْ )
2 - ( فَخلِّ مَقاماً لَمْ تَكُنْ لِتَسُدَّهُ ... عَزيزاً عَلى عَبْسٍ وَذُبْيانَ ذائِدُهْ )
وقال أيضا
3 - ( لسْتُ بِمَوْلَى سَوْأةٍ أُدْعَى لَها ... فإِنَّ لِسَوْآتِ الأُمورِ مَوالِيَا )
4 - ( ولَنْ يَجِدَ النَّاسُ الصَّدِيقُ ولاَ الْعدَا ... أَديمِي إذَا عَدُّوا أديمِيَ واهِيا )
5 - ( وَإنَّ نِجَاري يَا ابْنَ غَنْمٍ مُخَالِفٌ ... نِجارَ اللِّئَامِ فَابْغنِي منْ وَرائِيا )
_________
1 - تمنى لي الموت الخ معناه حسدني خالد فتمنى لي الموت وإذا لم يكن للرجل حاسد فهو ساقط من بين الرجال وإنما تكون الحساد حيث يكون الفضل
2 - اللام في لتسده لام الجحود يريد من سد ذلك المقام وذاد ما بدا من الشر عز على قومه وعظم في أعينهم يقول لخالد دع السيادة فلست بأهل لها إنما يستحق السيادة من يذود عن قومه أي يدفع عنهم فيكون عزيزا عليهم وأنت لست بقادر على ذلك
3 - المولى هنا الحليف وإضافته إلى ما بعده من إضافة الموصوف إلى الصفة وقوله أدعي لها أي أنسب إليها فإن لسوآت الأمور الخ يقول للخير أهل وللشر أهل يريد لست متصفا بالسوء ولا منتسبا إليه فإن للخير أهلا وللشر أهلا
4 - الصديق وقع صفة للناس وزيد لا لتوكيد النفي والعدا الأعداء ويريد بالأديم هنا عرضه ونفسه أي لن يجد الناس عرضي ضعيفا
5 - النجار الأصل فابغني أي اطلبني من ورائيا أي من خلفي يقول إنك يا ابن غنم تعلم أن أصلي مخالف لأصل اللئام فاطلبني وأنا غائب عنك فإنك لا تقاومني وأنا حاضر وهذا الكلام تعريض بالمخاطب

(1/157)


1 - ( وَسِيّانِ عِنْدِي أنْ أَمُوتَ وَأنْ أرَى ... كَبَعْضِ الرِّجالِ يُوطِنونَ الْمَخازيا )
2 - ( وَلَسْتُ بِهَيَّابٍ لِمَنْ لاَ يَهابُني ... وَلسْتُ أرَى لِلْمَرْءِ ما لاَ يرَى لِيَا )
3 - ( إذَا الْمرْءُ لَمْ يُحْبِبْكَ إلاَّ تَكَرُّهاً ... عِرَاضَ الْعَلُوقِ لَمْ يكُنْ ذَاكَ باقِيا )
4و - قال عنترة
5 - ( يذَبِّبُ ورْدُ عَلى إثْرِهِ ... وأمْكَنَهُ وَقْعُ مِرْدَى خَشِبْ )
_________
1 - سيان مثلان وهو خبر مقدم لقوله أن أموت وأن أرى ومعنى البيت مثلان عندي أن أموت وأن أرى كمن يألف المخازي ويرضاها وطنا وهذا تعريض بالمخاطب أيضا
2 - ولست بهياب الخ معناه من لم يرع حقوقي وينظرني بعين الإجلال لم أرع حقوقه ولم أقم له بواجب العشرة بل أدينه كما يدينني
3 - انتصب تكرها على أنه مصدر في موضع الحال وانتصب عراض العلوق على أنه مصدر مما دل عليه قوله يحببك والعلوق الناقة التي نر أم ولدها وتلمسه حتى إذا استأنس بها وأراد الإرضاع منها ضربته وطردته والمعنى أن الرجل إذا عارضك في الحب عراض الناقة العلوق لم يكن ذلك الحب باقيا ولا ثابتا
4 - هو ابن شداد بن عمرو بن معاوية ينتهي نسبه إلى عبس بن بغيض شاعر جاهلي فارس مذكور وهو أحد أغربة العرب وأغربة العرب في الجاهلية عنترة وخفاف بن ندبة وعمير بن الحباب وسليك بن السلكة والأغربة السودان من العرب وقد حمل على عنترة أشعار كثيرة لبست له فليتنبه لها الأديب
5 - التذبيب الطراد وأصله الإسراع وورد هذا هو ابن حابس طلب نضلة الأسدي بثأر كان عنده والمردى حجر صلب تكسر به الصخور شبه الفرس به ومعنى البيت أن وردا طارد نضلة

(1/158)


1 - ( تَتَابَعَ لا يَبْتَغي غيرَهُ ... بأبْيَضَ كالْقَبَسِ المُلْتَهِبِ )
2 - ( فَمنْ يَكُ في قَتْلِهِ يَمْترى ... فإنَّ أبَا نَوْفَلٍ قَدْ شجِبْ )
3 - ( وَغادَرْنَ نَضْلَةَ في مَعْرَكٍ ... يَجُرُّ الأسِنَّةَ كالمُحْتَطِبْ )
4و - قال عُروة بن الوَرْد
5 - ( لَحَا اللهُ صُعْلُوكاً إذَا جَنَّ لَيْلُهُ ... مُصَافِي المُشَاشِ آلِفاً كلَّ مَجْزَر )
_________
وأمكنه أي ساعده على طراده وقع فرس صلب كالحجر والخشب الخشن
1 - تتابع أي تمادى ومعنى البيت أن وردا تمادى في طراد نضلة لا يريد غيره بسيف كالنار الموقدة
2 - في قتله أي قتل نضلة يمتري أي يشك وأبو نوفل كنية نضلة ومعنى شجب هلك أي من يشك في قتل نضلة فإن نضلة قد هلك
3 - وغادرن أي تركن والنون ضمير الخيل ويقال إن المحتطب دويبة تمر على الأرض فتعلق بها العيدان فعلى هذا يكون المعنى أنه طعن بالرماح وتركت فيه فهو يجرها كما تجر هذه الدابة العيدان والوجه أن يحمل على المعهود من تركهم الرماح في المطعون من قولهم أجررته الرمح إذا طعنته به وتركته فيه ليكون أعنت له
4 - ابن زيد بن عمرو ينتهي نسبه إلى عبس بن بغيض شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد وكان يلقب عروة الصعاليك لجمعه إياهم وقيامه بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم
5 - لحا كلمة يراد منها السب والشتم والصعلوك الفقير والمصافي من المصافاة وهي الاختيار والملازمة والمشاش العظم الممكن مضغه والمجزر موضع نحر الإبل يقول أخزى الله صعلوكا دنيء النفس ساقي الهمة إذا أظلم ليله اختار سقط الطعام ولازم مواقع

(1/159)


1 - ( يعُدُّ الغِنَى مِنْ نَفْسِهِ كلّ لَيْلةِ ... أصابَ قِرَاها مِنْ صَدِيقٍ مُيَسّر )
2 - ( يَنامُ عِشاءً ثمَّ يُصْبِحُ ناعِساً ... يَحُتُّ الحَصا عَنْ جَنْبِهِ المُتَعَفّر )
3 - ( يُعينُ نِساءَ الحَيّ ما يَسْتَعِنَّهُ ... ويُمْسِي طَليحاً كالبَعير المُحَسَّر )
4 - ( ولَكِنَّ صُعْلُوكاً صَفيحَةُ وَجْهِهِ ... كَضَوْءِ شِهَابِ الْقَابسِ الْمُتَنَوِّرِ )
5 - ( مُطِلاً عَلى أعْدَائِهِ يَزْجُرُونَه ... بِسَاحَتِهِمْ زَجْرَ الْمنَيْحِ الْمُشهَّرِ )
_________
اللحم الرديء
1 - يقال يسر الرجل فهو ميسر إذا سهلت ولادة إبله وغنمه وجملة أصاب قراها نعت ليلة يقول من صفات ذلك الصعلوك أنه إذا أصاب القرى والضيافة كل ليلة من صديق غني موفق للبر والإحسان عد ذلك من نفسه غنى وسعة
2 - ثم يصبح ناعسا أي يأتي عليه الصباح وهو ناعس لخملوه وانحطاط همته يحت لحصا أي يفرك ما لصق بجنبه منه
3 - المحسر المعيي وكذلك الطليح يقول ومن صفات ذلك الصعلوك أنه يعين نساء الحي لا يمتنع عن قضاء ما يكلف به منهن ولا تأبى نفسه ذلك ولا تأنف ولا يزال كذلك طول يومه حتى يمسي كالطليح المحسر كلالا وإعياء
4 - صفيحة الوجه عرضه وهو على حذف مضاف أي ضوء صفيحة وجهه كضوء شهاب والقابس طالب النار والمتنور الذي يطلب النار من بعيد يقول ولكن صعلوكا متصفا بأن وجهه مضيء كضوء شهاب من نار أراد بذلك تهلل وجهه وانبساط نفسه وخبر لكن يأتي بعد
5 - يقال أطل على أعدائه إذا أوفى عليهم والمنيح من قداح الميسر لا حظ له ومثله السفيح والوغد إنما تكثر بها القداح فهي تجال معها وتزجر فشبه الصعلوك به قال أبو العلاء المنيح يستعمل في موضعين أحدهما أن يكون لا حظ له والمعنى أنه يوفي على أعدائه ويطل

(1/160)


1 - ( إذا بَعُدُوا لا يأْمَنُونَ اقْتِرَابَهُ ... تَشَؤُفَ أهْلِ الغَائِبِ الْمُتَنَظّرِ )
2 - ( لَذَلكَ إنْ يَلْقَ المَنيَّةَ يَلْقَها ... حَمِيداً وإنْ يَسْتَغْنِ يَوْماً فأجْدرِ )
وقال عنترة تقدمت ترجمته
3 - ( تَرَكْتُ بَني الْهُجَيْمِ لَهُمْ دَوَارٌ ... إذَا تمْضِي جَمَاعَتُهُمْ تعود )
_________
عليهم ويدفعونه عن ساحتهم كالقدح الذي لا حظ له ينفر منه كل أحد فهو يدفع أبدا والآخر أن يستعمل في معنى المستعار وكان الرجل منهم إذا لم يكن له قدح استعار قدحا من غيره والمعنى على هذا أنه مثل القدح الفائز الذي يستعار فيزجر كما يزجر الفرس
1 - تشوف منصوب على المصدر مما دل عليه لا يأمنون اقترابه ومفعوله محذوف كأنه قال تشوف أهل الغائب رجوعه والمنتظر الذي يترقب عوده ورجوعه يقول ومن صفات هذا الصعلوك أن أعداءه يخافونه ويهابونه حتى إذا بعدوا لا يأمنون رجوعه وعوده فعل أهل الغائب الذي يترقب عوده ورجوعه
2 - إن يلق المنية خبر عن قوله ولكن صعلوكا المتقدم في الأبيات ولكنه لما تراخى الخبر وهو إن يلق المنية عن المخبر عنه وهو صعلوكا أتى باسم الإشارة وجعل إن يلق المنية خبرا عنه وذلك جائز لأن اسم الإشارة المراد به الصعلوك ومثل ذلك قوله تعالى ( ألم يعلموا أنه من يحادد الله ورسوله فإن له نار جهنم ) فأعاد قوله فإن للتراخي بين الخبر والمخبر عنه كما ترى فأجدر أي فأجدر به معناه ما أجدره وما أحقه بذلك
3 - دوار صنم كانوا يدورون حوله ومعنى البيت قتلت من بني الهجيم قتيلا فهم يطوفون حوله كما يطاف على الصنم أو النسك فإذا انقضت جماعة منهم عادت جماعة أخرى فإضافة جماعة

(1/161)


1 - ( ترَكتُ جُرَيَّةَ العَمْرِيَّ فيهِ ... شَدِيدُ العَيْرِ مُعْتَدِلٌ شَدِيدُ )
2 - ( فإِنْ يَبرَأْ فَلَمْ أنْفِثْ عَليْهِ ... وَإنْ يُفْقَدْ فَحُقَّ لَهُ الفُقُودُ )
3 - ( وَما يَدْرِي جُرَيَّةُ أنَّ نَبْلِي ... يَكُونُ جَفيرَها البَطَلُ النّجيدُ )
4و - قال قيس بن زهير يرثي حذيفة وحملاً ابني بدر الفزاريين
_________
إليهم من إضافة البعض إلى الكل
1 - جرية العمري هو الهجيم منسوب إلى عمرو أبيه وشديد العير صفة لموصوف محذوف والتقدير تركته فيه سهم شديد العير والعير الناتئ في وسط النصل
2 - لم أنفث عليه من النفث وهو شبه النفخ يفعله الراقي والساحر كان الرجل منهم إذا رمي بسهم وأراد سلامة الرمية منه رقى سهمه وإذا أراد إهلاكه لم يفعل
3 - الجفير كنانة السهام من خشب والنجيد ذو النجدة يريد به جرية على سبيل التهكم ويجوز أن يكون ذلك على سبيل المدح لأن مدح خصمه وقد غلبه راجع إليه
4 - وجده جذيمة بن رواحة بن ربيعة ينتهي نسبه إلى عبس ابن بغيض بن ريث بن غطفان شاعر جاهلي وأخوه ورقاء بن زهير الذي قتله خالد بن جعفر بن كلاب وكلاهما فارس مذكور مشهور وهذا الشعر يقوله قيس في حرب داحس والغبراء وهذا إجمالها من كتاب الفاخر للمفضل الضبي قال داحس فرس قيس بن زهير العبسي والغبراء فرس حذيفة بن بدر الفزاري وكان من حديثهما أن رجلا من بني عبس يقال له قرواش مارى حمل بن بدر وأخاه حذيفة في داحس والغبراء فقال حمل الغبراء أجود وقال قرواش داحس أجود فتراهنا عليهما عشرة في عشرة فأتى قرواش إلى قيس وأخبره فقال راهن من شئت وجنبني بني فزارة فإنهم يظلمون

(1/162)


1 - ( تعَلَّمْ أنَّ خَيْرَ النَّاسِ مَيْتٌ ... عَلى جَفْرِ الْهَباءَةِ لاَ يَريمُ )
2 - ( ولَوْلاَ ظُلْمُهُ ما زِلْتُ أبْكِي ... عَليْهِ الدَّهْرَ ما طلَعَ النُّجُومُ )
_________
لقدرتهم على الناس في أنفسهم فقال قرواش فإني قد أوجبت الرهان فقال قيس ويلك ما أردت إلا إلى أشأم بيت والله لتجلبن علينا شرا ثم إن قيسا أتى حمل بن بدر فقال إني أتيتك لأواضعك الرهان عن صاحبي قال حمل لا أواضعك أو تجيء بالعشر فإن أخذتها أخذت سبقي وإن تركتها تركت حقا قد عرفته لي وعرفته لنفسي فأغضب قيسا ذلك فقال هي عشرون وقال حمل ثلاثون فتزايدا حتى بلغ به قيس مائة وجعل الغاية مائة غلوة فضمروهما أربعين يوما وابتداء الغاية من ذات الأصاد إلى مكان ليس له اسم فقادوا الفرسين إلى الغاية وقد عطشوهما وجعلوا السابق الذي يرد ذات الأصاد ثم أن حملا وضع كمينا من بني فزارة أثناء الطريق وأمرهم إن جاء داحس سابقا أن يردوا وجهه عن الغاية ثم أرسلوهما من منتهى الغاية فلما دنوا وقد برز داحس وثب الفتية فلطموا وجه داحس فردوه عن الغاية فقال قيس يا حذيفة أعطني سبقي وقال الذي عنده السبق إن قيسا قد سبق وإنما أردت أن يقال سبق حذيفة فوقع النزاع والشر واستعرت بينهما الحرب مدة أربعين سنة وفي أثنائها قتل من أشراف فزارة وبني عبس عدد كثير
1 - تعلم بمعنى اعلم وجفر الهباءة بئر قريبة القعر ماؤها معين كثير ولا يريم أي لا يبوح وكان حمل بن بدر انهزم في وقعة فلما انتهى إلى الهباءة أمن بها فرمي بنفسه إلى مائها ليبترد فلحقه طالبوه وهو في البئر مع جماعة من ذويه فقتلوه مع جماعته
2 - ولولا ظلمه أي ولولا ظلم حمل بن بدر وكان ظلمه أنه أخذ دية أخيه

(1/163)


1 - ( وَلَكِنَّ الفَتَى حَمَل بْنَ بَدْرٍ ... بَغَى والْبَغْيُ مَرْتَعُه وَخِيمُ )
2 - ( أَظنُّ الْحِلْمَ دَلَّ عَليَّ قَوْمي ... وقَدْ يُسْتَجْهَلُ الرَّجُلُ الْحَلِيمُ )
3 - ( وَمارَسْتُ الرِّجالَ وَمارَسُوني ... فَمُعْوَجٌّ عَليَّ وَمُسْتَقيمُ )
4و - قال مساور بن هند
_________
وقتل قاتله
1 - مرتعه وخيم من الوخامة وهي الثقل يعرض من الطعام معناه أن البغي سيئ العاقبة
2 - يقال دل عليه أي كلفه فاحتمل يشير بهذا الكلام إلى أنه إذا أخرج الحليم وأحوج تكلف ما لم يكن معهودا منه يذهب إلى أن يتحلم على ذوي الأذى ويصبر على أذاهم وأن من حمل فوق وسعه خرج عن المعتاد منه إلى غيره
3 - ومارست الرجال ومارسوني أي عرفت همتهم وعرفوا همتي
4 - هو ابن قيس بن زهير بن حذيفة بن خزيمة ابن رواحة هكذا نقل الخطيب وغيره وذهب إلى غيره وهو شاعر إسلامي مقل وكان من خبر هذه الأبيات أن مروان بن أبي الحليل العبسي أخا بني مالك ابن زهير ضرب ابن المكعبر ضربة فشجه والمكعبر ابن أخت مساور بن هند فترك ابن المكعبر مروان ولم يعرض له فيها ثم إن بني قيس بن زهير قاتلوا بني مالك بن زهير أخوتهم فغدا ابن المكعبر بنصر أخواله بني قيس ابن زهير فضربه زيد بن أبي الحليل ولم يجهز عليه ومروان أخوه عند امرأة من بني عبس بناظرة جبل أو ماء لبني عبس فبعث مساور بن هند رجلين من بني عبس معهما عتاب بن المكعبر تحت الليل حتى طرقوا ناظرة وانطلق عتاب حتى أتى مروان عند المرأة فقال إنا قد أردنا أن نحدر خيلنا إلى العراق وقد أقسم صاحبنا أن لا نحدر حتى نأتيه بحقه فقال أي هالله

(1/164)


1 - ( سَائِلْ تَمِيماً هَلْ وَفَيْتُ فَأَّننِي ... أعْدَدْتُ مَكرُمَتى لِيَوْمِ سِبَابِ )
2 - ( وَأخَذْتُ جَارَ بَني سَلاَمَةَ عَنْوَةً ... فَدَفَعْتُ رِبْقَتَهُ إلَى عَتَّابِ )
3 - ( وَجَلَبْتُهُ مِنْ أهْلِ أُبْضَةَ طَائِعاً ... حَتى تَحَكّمَ فِيهِ أهَلُ إرَابِ )
4 - ( قَتلُوا ابْنَ أُخْتِهِمِ وَجَارَ بُيُوتِهِمْ ... مِنْ جَينِهِمْ وَسَفَاهَةِ الأَلْبَابِ )
5 - ( غَدَرَتْ جَذِيمةُ غَيْر إِنّي لَمْ أكُنْ ... أَبداً لأُولِفَ غَدْرَةً أثْوَابي )
_________
لأعطينكم حقكم فانطلق معه حتى أتى الرجلين فأخذاه وشداه وثاقا وقالا لابن المكعبر الحق بقومك يا أخا بني تميم فخرج حتى أتى بلاد قومه ثم بعث راكبا يعلم له علم أخيه فوجده قد مات فثار الشر بين القبائل قتلا ونهبا في بقية حديث يطول ذكره
1 - سائل تميما البيت معناه سائل تميما هل كان مني وفاء لما تضمنه أصلي فإني رجل نظار في أعقاب الأحاديث أخلص أفعالي مما يعد سبة
2 - العنوة القهر والربقة عروة من حبل فيه عدة عرى تشد به البهم كنى بهذا عن تفويض أمره إليه أي إني أسلمته إليه ومكنته منه يقول إني استخلصت جار بني سلامة عنوة وقهرا وجعلت أمره إلى عتاب ليحكم فيه برأيه
3 - الهاء من جلبته ترجع إلى جار بني سلامة وأبضة اسم ماء لطيىء وإراب ماء لبني العنبر يقول جعلته في كنفي وضممته إلي وجئت به إلى أهل إراب ليروا فيه رأيهم
4 - من حينهم أي من محنتهم وعدم رشادهم يقول أسرت الرجل ودفعته إليهم ليمنوا عليه ولو أردت قتله لقتلته فقتلوه لخفة عقولهم
5 - غدرت جذيمة يعني قومه إذ قتلوا الأسير الذي دفعه إليهم وكان ابن أختهم وجار بيوتهم وقوله غير أني الخ يقول غير أني لم أغدر ولم أكن لأحب الغدر لنفسي وذكر الثوب على عادتهم في

(1/165)


1 - ( وَإذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكُمْ لَمْ تَتْرُكَوا ... أحَداً يَذُبُّ لَكُمْ عَنِ الأحْسَابَ )
2و - قال العباس بن مرداس السلمي
3 - ( أبْلِغْ أبَا سَلْمَى رَسُولاً يَرُوعُهُ ... ولَوْ حَلَّ ذَا سِدْرٍ وأهْلِيِ بِعَسْجَلِ )
4 - ( رسُولَ امْرِئٍ يُهْدِي إلَيْكَ رِسَالَةً ... فإِنْ مَعْشَرٌ جَادُوا بِعِرْضِكَ فَابْخَلِ )
5 - ( وإِنْ بَوَّؤُكَ مَبْرَكاً غَيْرَ طَائِلٍ ... غَليِظاً فَلاَ تَنْزِلْ بِهِ وتَحَوَّلِ )
_________
الكناية به عن النفس
1 - يذب أي يدفع قد جعل لجذيمة أحسابا يدافع عنها لأنه منهم فخاطبهم بهذا الكلام
2 - جده أبو عامر بن حارثة أحد بني سلم بن منصور وأمه الخنساء الشاعرة بنت عمرو بن الشريد وكان العباس فارسا شاعرا مخضرما شديد العارضة والبيان سيدا في قومه من كلا طرفيه وفد إلى النبي وأسلم وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه
3 - الرسول الرسالة ويروعه أي يفزعه وذو سدر موضع ينبت السدر وعسجل موضع من حرة بني سليم وبينهما مسافة بعيدة يقول أد رسالة متنصح متقرب إلى أبي سلمى وإن كانت تروعه وتفزعه لما فيها من التحذير
4 - رسول امرئ رسول بمعنى رسالة أيضا بدل من رسولا في البيت قبله وإن معشر جادوا بعرضك تعريض بمن كان يغشه وقد نقل الكلام في هذا البيت إلى الخطاب ليكون أبلغ في الرسالة يقول يؤدي إليك رسالة رجل يهديها إليك وينصحك فيها أن الذين يريدون منك قبول الدية إنما هم يغشونك ولا ينصحون لك فاحذرهم ولا تبذل لهم عرضك فإن العز في طلب الثأر
5 - وإن بوؤك يقال بوأته مبوأ صدق أي أحللته وقوله غير طائل من الطول بمعنى الفضل أي لا خير فيه فيفضل على غيره والغليظ الخشن كنى به عن نبوه وعدم

(1/166)


1 - ( وَلاَ تَطْمَعْنَ ما يَعْلِفُونَكَ ... إِنَّهُمْ أتَوْكَ عَلى قُرْباهُمُ بِالْمُثَمَّلِ )
2 - ( أبَعْدَ الإِزَارِ مُجْسَداً لَكَ شَاهِداً ... أُتِيتَ بِهَ فِي الدَّارِ لَمْ يَتَزَيَّلِ )
3 - ( أرَاكَ إذاً قَدْ صِرْتَ لِلْقَوْمِ ناضِحاً ... ييُقَالُ لهُ بِالْغَرْبِ أدْبِرْ وأقْبلِ )
4 - ( فَخُذْهَا فَلَيسَتْ لِلْعزيِزِ بِخُطّةٍ ... وَفيهَا مَقالٌ لامْرِئٍ مُتَذَلِّلِ )
وقال أيضاً
5 - ( أتَشْحَذُ أرْماحاً بِأَيْدِي عَدُوِّنا ... وتَتْرُكُ أرْحاماً يِهنَّ تُكَابِدُ )
_________
الاستقرار به يقول وإن حملوك على مركب غير وطئ فلا ترض به وانتقل عنه
1 - المثمل هو السم الذي قد خلط به ما يقويه ويهيجه ليكون أنفذ وعلى قرباهم أراد على قرابتهم يقول ولا ترغب فيما يطمعونك به من المال فإنهم بذلك يسقونك السم وإن كانوا أقرباءك فلا تغتر بهم وكن ذا أنفة ولا تجنح إلى قرابتهم
2 - المجسد الذي قد صبغ بالجساد وهو الزعفران وإنما يريد به في هذا الموضع الدم لأنه يشبه الزعفران ولم يتزيل أي لم يفارق الدم وهذا الكلام وإن كان استفهاما فمعناه الخبر أي أن الدم على الإزار فوجب أن يعرف صاحب الجناية يريد وأي شاهد لك أقوى من الإزار الملوث بالدم حتى كأنه صبغ بالجساد وهو عندك في الدار لم يذهب منه أثره
3 - الناضح البعير الذي يستقى عليه الماء والغرب الدلو يقول أبعد الإزار مخضوبا بالدم أتيت به في الدار شاهدا تصالحهم فإن فعلت ذلك صرت ناضحا للقوم منقادا لهم
4 - فخذها البيت معناه فخذ هذه الخطة إن رضيت بها فإنها ليست بعزيزة فإن قيل لك إنك ذليل فلا تنكر فإنك لم تدفع ذلك وأقررت به
5 - أتشحذ أرماحا من شحذ السكين إذا أحدها وهذا مثل والمعنى أتعين

(1/167)


1 - ( عَليْكَ بِجَارِ الْقَوْمِ عَبْدِ بْنِ حَبْتَرِ ... فَلا ترْشُدَنْ إلاَّ وجَارُكَ رَاشِدُ )
2 - ( فإِنْ غَضِبَتْ فِيهاَ حَبيبُ بْنُ حَبْتَر ... فَخَذْ خُطَّةً ترْضاكَ فِيهَا الأَباعِدُ )
3 - ( إِذَا طالَتِ النَّجْوَى بِغَيرِ أولِى النُّهَى ... أضَاعَتْ وَاصْغَتْ خَدَّ مَنْ هُوَ فارِدُ )
4 - ( فَحَارِبْ فَإِنْ موْلاكَ حارَدَ نصْرُه ... فَفِي السَّيْفِ مَوْلىً نَصْرهُ لاَ يُحارِدُ )
وقال أيضا وهي من المنصفات
_________
علينا أعداءنا وقوله وتترك أرماحا أي وتترك شحذ أرماح فحذف المضاف ويجوز أن يكون قد كنى بالأرماح عن الرجال والمكابدة معالجة الأقران يقول أتهيج أعدائي علي وتترك أصحابي الذين بهم أكابد أعدائي وأعالجهم
1 - علك بجار القوم عليك اسم فعل بمعنى خذوا بجار القوم متعلق به يقول انتصف لجارك وانتقم له بأن تؤثر في جار القوم فإنك لا تكون راشدا إلا وقد رشد جارك معك يريد أن عزك ورشادك بعز جارك ورشاده
2 - الخطة الأمر والقصة ومعناه إن يتسخط هؤلاء القوم من دفاعك عن جارك فلا تبال بهم وخذ في أمره بما يحمدك فيه الأباعد دون الأقارب فإنك إذا اشتهرت بالوفاء استرجحك الأجانب وتسليم الجار يجلب العار
3 - النجوى هنا المشورة والنهي جمع نهية وهي العقل وأصغت أمالت والمعنى إذا طالت المناجاة مع غير أرباب الآراء القوية ضيعت المستشير وأمالت خده والفارد المنفرد وجعله منفردا لانفراده مما يقاسيه ويعانيه
4 - المحاردة أصلها في قلة اللبن واستعيرت في غيرها والمعنى حارب من قصد جارك ولا تقعد عن نصره فإن لم ينصرك مواليك فاستنصر بالسيف فإن فيه مولى لك لا يخذلك

(1/168)


1 - ( فَلَمْ أرَ مثْلَ الْحَيِّ حيا مُصَبَّحاً ... وَلاَ مِثْلَنا يَوْمَ الْتَفَيْنا فَوَارسا )
2 - ( أكَرَّ وَاحْمَى لِلْحَقِيقَةِ مِنْهُمُ ... وَأضْرَب مِنا بِالسُّيُوفِ الْقَوَانِساَ )
3 - ( إذَا مَا شَدَدْنَا شَدَّةً نَصَبُوا لَنا ... صدُور الْمَذَاكِي وَالرِّمَاحَ الْمَدَاعِسا )
4 - ( إذَا الْخَيلُ جَالَتْ عَنْ صَرِيعٍ نَكُرُّها ... عَلَيْهِمْ فَما يَرْجِعْنَ إلاَّ عَوَابِسا )
5و - قال يا عبد الشارق بن عبد العزّى الجهني وهي من المنصفات
6 - ( ألا حُيِّيِتِ عَنَّا رُدَيْنا ... نُحيَيّيهاَ وَإِنْ كَرمَتْ عَلَيْنا )
_________
1 - مثل الحي يريد به قوما معهودين وحيا مصبحا تمييز له والمصبح الذي يغار عليه وقت الصباح ومعنى البيت لم أر حيا مغارا عليه كالحي الذي صبحناهم ولا مغيرا مثلنا يوم لقيناهم
2 - أكر وأحمى الخ النصف الأول من هذا البيت يرجع إلى أعدائه وهم بنو أسد والثاني يرجع إلى عشيرته ومعنى البيت لم أر أحسن كرا وأبلغ حماية للحقائق منهم ولا أضرب للقوانس منا والقونس أعلى بيضة الحديد
3 - المذاكى جمع مذك وهي الخيل التامة السن الكاملة القوة والمداعس من الدعس وهو في الأصل الدفع ويستعمل في الطعن والمعنى إذا حملنا عليهم ثبتوا في وجوهنا ونصبوا صدور الخيل والرماح للدعس
4 - جالت عن صريع أي دارت عنه ومعنى البيت إذا جالت الخيل عن مصروع منهم لا يقنعنا ذلك منهم بل نكرها عليهم لمثله فلم ترجع الخيل إلا كوالح كنى بذلك عن كثرة الكر والطعن
5 - قال أبو الفتح الشارق اسم صنم لهم ولذلك قالوا عبد الشارق كما قالوا عبد العزى والعزى صنم أيضا ومثل ذلك عبد يغوث وعبد ود ونحوه
6 - يا ردينا مرخم ردينة وهو من أسماء النساء وقوله نحييها هو تحية الوداع أي نودعها ونفارقها وإن كرمت

(1/169)


1 - ( رُدَيْنةُ لَوْ رَأيْتِ غَدَاةَ جِئنَا ... عَلى أضْمَاتِنا وَقَدِ اخْتَوَيْنا )
2 - ( فَأرْسَلْنا أبا عَمْرٍو رَبِيأً ... فَقالَ ألاَ انْعَمُوا بِالْقَوْمِ عيْنا )
3 - ( وَدَسُّوا فَارِساً مِنْهُمْ عِشاءً ... فَلَمْ نَغْدِرْ بِفارِسِهِمْ لَدَينا )
4 - ( فَجَاؤُا عَارِضاً بَرِداً وَجِئنا ... كَمِثْلِ السَّيْلِ نَرْكَبُ وَازِعَيناَ )
_________
علينا قال أبو رياش كان الرجل إذا عرف بحب المرأة لا يزوجوه إياها وإذا سلم عليها عرف أنه يهواها فيقول نسلم عليها ونحييها وإن كان في ذلك يأس منها وهذا من إفراط شوقه إليها وغلبة هواه بها
1 - على أضماتنا الأضم شدة الحقد وقد أختوينا أي لم نطعم شيئا وكانوا يكرهون الطعام عند الحرب مخافة أن يطعن أحدهم في بطنه فيخرج منه الطعام فيكون ذلك عارا وجواب لولا محذوف لأن أبيات القصيدة مقصورة على بيان القصة والتقدير لو رأيت غداة جئنا على أحقادنا لم نطعم شيئا لرأيت أمرا عظيما
2 - الربئ والربيئة الطليعة وقوله أنعموا بالقوم عينا بشارة لهم بقلة عدد عدوهم يقول أرسلنا أبا عمرو ربيأ أي أرسلناه طليعة يكشف لنا حقيقة العدو فقال ألا انعموا بالقوم عينا يعني أن العدو في قلة عدد وكان الأحسن أن يقول عيونا ولكنه وضع المفرد موضع الجمع وعينا منصوب على التمييز
3 - ودسوا فارسا الخ أصل الدس إخفاء الشيء تحت غيره ثم استعمل هنا في إرسال الفارس سرا تحت الليل يقول وأرسلوا إلينا فارسا في السر ليكشف لهم عن أخبارنا فلم نحبسه عندنا ونقطع الأخبار عنهم لأن ذلك غدر بهم
4 - العارض السحاب المعترض في الأفق والبرد الذي فيه البرد بفتحتين والوازع الذي يرتب الجيش ويصلحه ويقدم ويؤخر

(1/170)


1 - ( تَنادَوْا يَالَبُهْثَةَ إِذْ رَأوْنا ... فَقُلْنا أحْسِنِي ضَرْباً جُهَيْنا )
2 - ( سَمِعْنا دَعْوَةً عَنْ ظَهْرِ غَيبٍ ... فَجُلْنا جَوْلَةً ثمَّ أرْعوَيْنا )
3 - ( فَلَمَّا أنْ تَوَاقَفْنَا قَلِيلاً ... أَنْخنَا لِلْكلاَكِلِ فَارْتَمينَا )
4 - ( فلَمَّا لَم نَدَعْ قَوْساً وَسهْماً ... مَشَيْنا نَحْوَهُمْ وَمشَوْا إِلَيْنَا )
_________
ومعنى نركب وازعينا لا ننقاد لمن يريد ضبطنا من الجيشين جميعا ولفظ التثنية المراد به الكثرة ولكنه ثنى على عادتهم يقول تسارعوا مقبلين نحونا وكأنهم في كثرتهم وتعجلهم قطعة من السحاب فيها برد ونحن لكثرتنا على ما يعترض في طريقنا كالسيل الذي لا يبقى ولا يذر لا ننقاد لمن يريد ضبطنا
1 - تنادوا يا لبهثة أي دعوا بهثة وبهثة بطن من العرب وجهينة كذلك يقول لما رأونا استصرخوا ببهثة فقابلناهم وقذفناهم بما يكرهون وقلنا يا جهين أحسني فيهم الضرب والطعن
2 - سمعنا دعوة الخ يقال فلان فعل كذا بظهر الغيب أي فعله بمكان لا يرى ولا يبصر وأتاه خبر عن ظهر غيب أي انتهى إليه من شخص غائب ويقال أرعوى فلان عن كذا إذا انكف عنه ورجع أي سمعنا دعوة تأدت من مكان غائب عن عيوننا فدرنا دورة ثم رجعنا إلى أماكننا
3 - فلما أن تواقفنا أي وقف بعضنا مع بعض في الحرب وقوله أنخنا للكلا كل اللام فيه زائدة أو بمعنى على كما في قوله تعالى ( وتله للجبين ) أي عليه وقوله فارتمينا من قولهم رمي السهم عن القوس وراميته مراماة يريد أنهم تراموا بالسهام يقول فلما تواقفنا زمانا قليلا للمبارزة نزلنا واستوينا على الصدور لأن ذلك أمكن للمناضلة والمراماة
4 - فلما لم ندع الخ معناه لما رمينا ففنيت السهام وانكسرت القسي تقدمنا

(1/171)


1 - ( تَلأْلُؤَ مُزْنَةٍ بَرَقَتْ لأُخْرَى ... إذَا حَجَلُوا بِأسْافٍ رَدَينا )
2 - ( شَدَدْناَ شَدَّةً فَقَتَلْتُ مِنْهُمْ ... ثَلاَثَةَ فِتْيةٍ وَقتَلْتُ قَينَا )
3 - ( وَشَدُّوا شَدَّةً أخرَى فَجَرُّوا ... بِأرْجُل مِثْلِهمْ وَرَمَوْا جُوَيناً )
4 - ( وَكانَ أخِي جُوَيْنٌ ذَا حِفَاظٍ ... وَكانَ الْقَتلُ لِلْفِتَيانِ زَينا )
5 - ( فآبُوا بِالرِّماحِ مُكَسَّراتٍ ... وَأُبنَا بِالسُّيُوفِ قَدِ انْحنَيْنَا )
6 - ( فَباتُوا بِالصَّعِيدِ لَهُمْ أحَاح ... وَلَوْ خَفَّتْ لَنَا الكَلْمَى سَرَينا )
_________
إليهم فتجالدنا بالسيوف
1 - تلألؤ مزنة منصوب مما دل عليه مشينا ومشوا لأن فيه تلألؤ السلاح من الفريقين وقوله إذا حجلوا من الحجلان وهو أن يمشي الإنسان كالمقيد وردينا من الرديان وهو المشي بسرعة يقول إنهم برزوا إلينا وبرزنا إليهم وللجميع تلألؤ كتلألؤ مزنة لمعت لمزنة أخرى لما في الفريقين من كثرة السلاح فإذا حجلوا إلينا بالسيوف سبقنا إليهم وأسرعنا نحوهم بالضرب
2 - وقتلت قينا أي قتلت فارسهم المشهور المسمى قينا فلذلك سماه ولم يسم أحدا من الفتية
3 - وشدوا شدة أخرى أي شدوا شدة ثانية بعد ما شددنا قبلهم شدة أولى ورموا جوينا أي قتلوه
4 - ذا حفاظ أي صاحب محافظة ينبه بهذا البيت على أن جوينا لحسن محافظته على الشرف لم يزل ثابتا في الحرب حتى قتل فيها وأن قتلته كانت محمودة تزين ولا تشين
5 - فآبوا بالرماح الخ أي رجعوا برماحنا مكسرة في أجسامهم ورجعنا بسيوفنا محنية بأعمالنا إياها في البيض والدروع التي عليهم وقت الجلاد معهم
6 - لهم أحاح أي لهم صوت من صدورهم يشبه الأنين والأحاح العطش

(1/172)


1 - قال بِشْرُ بنُ أبَيّ بن حمام العبسي لبني زهير بن جذيمة
2 - ( إنَّ الرِباطَ النُّكْدَ مِنْ آلِ دَاحِسٍ ... أبَيْنَ فَما يُفْلِحْنَ يَوْمَ رهانِ )
3 - ( جَلَبْنَ بِإِذْنِ اللهِ مَقْتَلَ مالِكٍ ... وطَرَّحْنَ قَيْساً مِنْ وَراءِ عُمَانِ )
4 - ( لُطِمْنَ عَلى ذَاتِ الإِصادِ وجَمْعُكُمْ ... يَروْنَ الأَذَى منْ ذِلَّةٍ وَهوانِ )
_________
أيضا ولو خفت الخ الكلمى جميع كليم وهو الجريح يقول إن هؤلاء القوم باتوا مصرعين مجندلين على الأرض ولهم صوت من صدورهم وأنين من أحشائهم وآلام الجراح منعتهم عن السرى وحبستهم عن السير ولو خفت جراحات الجرحى وخفوا معنا في السير لسرنا إلى قومنا في برد الليل
1 - هذا الشعر يقوله في شأن داحس والغبراء وما جلبتا على قومه من الذلة والضعف وقد تقدم حديثهما
2 - الرباط هنا الخيل المربوطة والنكد جمع الأنكد وهو الذي لا خير فيه ضد الميمون وداحس اسم فرس لقيس بن زهير وقوله أبين فما يفلحن الخ معناه أن الخيل المشؤمة من آل داحس أبين الفلاح فما يفلحن أي فما يأتين بخير أبدا يوم رهان والرهان المراهنة
3 - الضمير في جلبن للخيل ومالك هو ابن زهير قتله حمل بن بدر ومعنى طرح أبعد ومعنى البيت أنها كانت سببا في قتل مالك وذهاب قيس أخيه إلى عمان وملازمته هناك حتى مات وعمان بلد باليمن وأما عمان بفتح العين وتشديد الميم فهو بلد بالشأم
4 - لطمن النون من لطمن للخيل وإنما لطم داحس وحده وإنما أوقع اللطم عليهن تهويلا للأمر وتشنيعا به يقول لطمت خيلكم بهذا الموضع وصرفت وجوهها عن الغاية وأنتم حاضرون ترون الأذى ولم تدافعوا عن شرفكم جبنا وذلة وهوانا وذات الأصاد يريد

(1/173)


1 - ( سَيُمْنَعُ مِنْكَ السَّبْقُ إن كُنْتَ سَابِقاً ... وتَقْتَلُ إنْ زلَّتْ بِكَ الْقَدَمانِ )
2و - قال غلاق بن مَرْوان بن الحكم بن زَنْباع
3 - ( هُمُ قَطَعُوا الأرْحام بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ... وَأجْرَوا إِلَيْها وَاسْتَحَلُّوا الْمَحارِما )
4 - ( فَيالَيْتَهُمْ كانُوا لأُخْرَى مَكاَنَهَا ... وَلَمْ تَلِدِي شَيئاً مِنَ الْقَوْمِ فاطِمَا )
5 - ( فَما تَدَّعِي مِنْ خَيرِ عَدْوَةِ دَاحِسٍ ... وَلَمْ تَنْجُ مِنْها يَا ابْنَ وَبْرَةَ سَالِماً )
_________
بها بقعة
1 - سيمنع منك السبق الخ أي إن سبقت لم يسلم لك السبق ولم تعط النصفة وتقتل إن زلت بك القدمان يعني إن سبقت فمنعت قتلت
2 - هو شاعر إسلامي مقل يعاتب بهذا الشعر بني زهير على ما صدر منهم من التفرق والتخاذل وقطع الرحم
3 - وأجروا الخ الإجراء يستعمل في المنكر المذموم كأنهم أجروا فعلهم إلى القطيعة المفهومة من قطعوا الأرحام وذلك في سبق داحس يقول هم البادؤن بقطع الرحم بيني وبينهم وأجروا إلى القطيعة فاستحلوا ما حرم عليهم من القطيعة وسفك دم القربى
4 - كانوا لأخرى مكانها أي كانوا لقرابة أخرى مكان هذه القرابة وفاطما آخر البيت منادى مرخم محذوف منه حرف النداء أي يا فاطمة وهي أخت لهم وهذا البيت على كلامين صدره إخبار وعجزه خطاب ومثله قوله تعالى ( يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك ) يتلهف على ما كان منهم من الشر فيقول ليتهم كانوا إلى قرابة أخرى ولم يكن بيننا وبينهم قرابة وليتك لم تلدي يا فاطمة أحدا منهم يريد أنهم أصل الشر والفساد فليتهم لم يوجدوا
5 - فما تدعي الخ أي فماذا تدعيه يا ابن وبرة من نفع عدوته ولم تنج منها أي من العدوة يريد لم تر الخير يا ابن وبرة من عدوة داحس ولم

(1/174)


1 - ( شأمْتُمْ بِهاَ حَيّىْ بَغيِضٍ وَغَرَّبَتْ ... أبَاكَ فأوْدَى حَيْثُ وَالَى الأَعَاجِما )
2 - ( وكانَتْ بَنُو ذُبْيَانَ عِزا وَإخْوةً ... فَطِرْتُمْ وَطارُوا يَضرِبُونَ الْجَماجما )
3 - ( فأضْحتْ زُهَيْرٌ في السِّنينَ التَّي مَضتْ ... ومَا بَعْدُ لاَ يُدْعَوْنَ الأ شائما )
وقال المساور بن هند بن زهير
4 - ( أوْدى الشَّبابُ فما لَهُ مُتَقَفَّرُ ... وَفَقدْتُ أتْرَابِي فأيْنَ الْمَغْبَرُ )
5 - ( وَأرَى الْغَوَانِيَ بَعْدَماَ أوْجَهْنَني ... أعْرَضْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ شَيْخٌ أعْوَرُ )
_________
تنج منها سالما حيث قتل مالك بن زهير وأهين بسببها بنو عبس وإنما جعل ذلك دعوى لأنهم كانوا ينكرون سبق داحس
1 - شأمتهم يقال شأم فلان أصحابه إذا أصابهم الشؤم من قبله وقوله بها أي بالعدوة وحيى بغيض أي حيى عبس وذبيان فأودى أي هلك يشير بهذا البيت إلى ما لحق الحيين من الشؤم ولحق أباه قيسا حيث أخرج من دياره إلى بلاد العجم فصار يواليهم حتى مات هناك غريبا بعد ما كان عزيزا في وطنه
2 - وكانت بنو ذبيان الخ أي وكانت بنو ذبيان لكم يا بني عبس ملاذا وعزا لما يجمعكم وإياهم من الأخوة فتسرعتم إلى القطيعة فأسرعوا إليكم أيضا حتى أدى ذلك إلى ضرب الجماجم وقطع الرؤس
3 - فأضحت زهير الخ أي أضحت قبيلة زهير لا تعرف إلا بالأشائم قديما وحديثا والأشائم جمع أشأم
4 - فما له متقفر أي متتبع والأتراب الذين على سن واحد والمغبر من غبر إذا مضى أو إذا بقي فهو من الأضداد والمراد هنا البقاء يقول مضى شبابي فماله متتبع وفقدت أهل سني فأين البقاء
5 - الغواني جمع غانية وهي التي استغنت بمحاسنها عن التزين بالحلى

(1/175)


1 - ( وَرأيْنَ رَأْسِي صَارَ وَجْهاً كُلُّهُ ... إلاّ قَفايَ وَلِحْيَةً ما تُضْفَرُ )
2 - ( وَرَأيْنَ شَيْخاً قَدْ تَحَنَّى ظَهْرُهُ ... يَمْشي فَيَقْعَسُ أوْ يُكِبُّ فَيَعْثُرُ )
3 - ( لَمَّا رَأيْتُ النَّاسَ هَرُّوا فِتْنَةً ... عَمْيَاءُ تُوقَدُ نَارُهاَ وَتُسَعَّرُ )
4 - ( وَتَشَعَّبُوا شُعَباً فَكُلُّ جَزِيرَةٍ ... فِيهَا أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَمِنْبَرُ )
_________
وقوله بعد ما أوجهنني أي بعد ما كنت ذا جاه عندهن يقول تغير الحال بعد ذهاب الشباب ونضرته فرأيت الغانيات قد احتقرنني وأزرين بي بعد ما كنت أروق في أعينهن وكنت ذا جاه عندهن ثم قلن هذا شيخ أعور
1 - ورأين رأسي الخ أي رأين رأسي كوجهي مجردا من الشعر إلا قفاي فإن به قليلا منه وإلا لحية ما تقوم مقام الذؤابة في الضفر والتجمل وهذا تحسر منه على ما عدم في رأسه من الضفائر وإن كانت اللحية غير معتاد ضفرها
2 - يمشي فيقعس أي يرفع رأسه إلى السماء من يبس عنقه وتشنج أخادعه وقوله أو يكب فيعثر كان الواجب أن يقول أو يعثر فيكب لأن العثار قبل السقوط للوجه لكنه لم يراع الترتيب لأمنه من اللبس يقول قد شاهدن شيخا قد تقوس فإذا مشى رفع بصره إلى السماء لا يستطيع غير ذلك لما به من يبس الأعضاء واعترضه العثار في الطريق لضعفه فيكبو على وجهه
3 - هروا فتنة أي كرهوها والفتنة العمياء التي لا يهتدي فيها لوجه أمر يقول لما رأيت الناس قد كرهوا تلك الفتنة التي يصعب عليهم فيها سلوك طريقها وهي تشتد كل يوم بتوقد نارها واشتداد لهبها وجواب لما محذوف
4 - فيها أمير المؤمنين أي فيها أمير للمؤمنين فالمضاف منوي التنوين فيكون باقيا على تنكيره وإنما أضيف للتخصيص ومثله قوله تعالى ( هذا عارض ممطرنا )

(1/176)


1 - ( وَلَتَعْلَمَنْ ذُبْيَانُ إنْ هِي أعْرَصَتْ ... أنَّا لَنا الشَّيْخُ الأغَرُّ الأكْبَرُ )
2 - ( وَلَنا قَنَاةٌ مِنْ رُدَيْنَةَ صَدْقَةٌ ... زَوْرَاءُ حَامِلُهَا كَذَلِكَ أزْوَرُ )
3و - قال عُرْوَةُ بن الوَرْدِ الْعَبْسِي
_________
أي ممطر لنا وهذا البيت بما فيه معطوف على قوله هروا فتنة يقول وتفرقوا فرقا واختلفوا فيما بينهم فلا ترى جزيرة إلا وفيها على المؤمنين أمير وموضع للخطابة والوعظ
1 - يقول على وجه التوعد والتهديد ولتعلمن هذه القبيلة إن هي ولت وأعرضت عنا أنا نكتفي من دونهم وأن لنا ذلك الرئيس المشهور الذي يكفينا أمرنا ويدافع عنا
2 - ردينة امرأة السمهري وهو الذي كان يقوم الرماح وكانت ردينة تنوب عنه في غيبته والصدقة الصلبة والزوراء المائلة وهذا الكلام كناية عن قوة امتناعهم على طالبيهم فلا يتقومون لمن يريد تقومهم
3 - تقدمت ترجمته وكان السبب في هذه الأبيات أن سعدا تتابعت عليها سنوات جهد الناس فيها جهدا شديدا وكانت غطفان من أحسن سعد فيها حالا وكان في بعض تلك السنين عروة بن الورد غائبا فرجع مخفقا قد أهلك إبله وخيله وجاء إلى قومه بحال شديدة فإذا بهم في حظيرة قد حظروا عليهم لما أعوزتهم المكاسب وقالوا نموت فيها جوعا خير من أن تأكلنا الذئاب فأتاهم عروة ونزع عنهم كنيفهم وقال لهم أخرجوا وهذه قلوصي فقددوا لحمها واحملوا أسلحتكم على هذه القلوص حتى أصيب لكم ما تعيشون به أو أموت فخرج متيامنا عن المدينة يريد أرض قضاعة وقصد بني القين فمر بمالك بن حمار وقد أنفد ما معه فقال له مالك أين تنطلق بفتيانك هؤلاء ارجع بهم تهلكهم ضيعة فقال إن الضيعة ما تأمرني به دعني

(1/177)


1 - ( قُلْتُ لِقَوْمٍ فِي الْكَنيفِ ترَوَّحُوا ... عَشِيَّةَ بِتْنا عِنْدَ ماوَانَ رُرَّحِ )
2 - ( تَنالُوا الْغِنَى أوَ تَبْلُغُوا بِنُفُوسِكُمْ ... إلَى مُسْتَراحٍ مِنْ حِمَامٍ مُبَرِّحِ )
3 - ( ومَنْ يَكُ مِثْلي ذَا عِيَالٍ وَمُقْتِراً ... مِنَ الْمَال يَطْرَحْ نَفْسَهُ كُلَّ مَطْرَحِ )
4 - ( لِيَبْلُغَ عُذْراً أو يُصِيبَ رَغِيْبَةً ... وَمُبْلغُ نَفْسٍ عُذْرَها مِثْلُ مُنْجِحِ )
5و - قال أبو الأبيض العبسي
_________
ألتمس معاشا لي ولقومي أو أموت فالموت خير من الهزال فقال له مالك إن أطعتني رجعت إلى الحرسين وهما جبلان في أرض بني فزارة كما يقول أبو رياش فقال عروة كيف أصنع بمن كنت عودته إذا جاءني وعراني فقال يعذرك إذا لم يكن عندك شيء فقال ولكني لا أعذر نفسي بترك الطلب وقال هذه الأبيات وهي أكثر مما اختاره أبو تمام وخبره طويل اقتصرت منه على هذا
1 - الكنيف الحظيرة من الشجر وتروحوا أي سيروا وقت الرواح وماوان اسم ماء والرزح المهازيل صفة لقوم ومعنى البيت قلت لقوم رزح عشية بتنا عند ماوان في الكنيف تروحوا
2 - المستراح الاستراحة والحمام المبرح الموت الشديد المؤلم يقول إن تسيروا تنالوا ما تريدون من الغنيمة أو تبلغوا بنفوسكم إلى مكان تستريحون فيه من موت مبرح مؤلم
3 - ومن يك مثلي الخ أي من يك مثلي معيلا مقترا أي فقيرا يطرح نفسه في كل بلاء ومشقة
4 - ليبلغ عذرا أي ليقيم لنفسه عذرا فلا ينسب إلى الكسل أو يصيب رغيبة أي ينال مالا والمنجح الغانم والمعنى أنه إما أن ينال عذرا أو حظا من المال ومن أبلغ نفسا عذرها تخلصا من الكسل والجبن فهو كمن أنجح في سعيه
5 - هو شاعر إسلامي مقل كان في أيام هشام

(1/178)


1 - ( ألاَ لَيْتَ شِعْري هَلْ يَقُولَنْ فَوَارِسٌ ... وقَدْ حانَ مِنْهُمْ يوْمَ ذَاكَ قُفُولُ )
2 - ( ترَكْنَا ولَمْ نُجْنِنْ مِنَ الطَّيْرِ لحْمَهُ ... أبَا الأبْيَضِ الْعَبْسِيَّ وَهْوَ قَتيلُ )
3 - ( وَذِي أمَلٍ يَرْجُو تُرَائِي وَإنَّ مَا ... يَصِيرُ لَهُ مِنِّي غَداً لَقَليلُ )
4 - ( وَمالِيَ مَالٌ غَيْرُ دِرْعٍ وَمِغْفَرٍ ... وَأبْيَضُ مِنْ مَاءِ الْحدِيدِ صَقِيلُ )
5 - ( وَأسْمَرُ خَطِّيُّ الْقَناةِ مُثَقَّفٌ ... وَأجْرَدُ عُرْيانُ السَّراةِ طَويلُ )
_________
ابن عبد الملك وخرج مجاهدا في بعض الوجوه فرأى في المنام كأنه أكل تمرا وزبدا ودخل الجنة فلما كان من الغد أكل تمرا وزبدا وتقدم فقاتل حتى قتل
2 - ألا ليت شعري شعري اسم ليت وخبره محذوف وهذه الكلمة لا تجيء إلا هكذا وقوله هل يقولن فوارس سد مسد مفعول شعري وقوله يوم ذاك يشير به إلى ملاقاة الأعداء والقفول الرجوع يتحير في أمره ويستعظمه فيقول ليت شعري هل يكون قول الفوارس وقد حان منهم القفول ذلك اليوم ومقول القول في البيت بعده
2 - ولم نجنن الخ من أجنه إذا ستره والجملة حالية من فاعل تركنا والمعنى أيقولون تركنا أبا الأبيض قتيلا مكشوفا لتأكل الطير من لحمه
3 - وذي أمل أي ورب ذي أمل والتراث الميراث وما موصول بمعنى الذي فلذلك كتب مفصولا من إن يقول ورب ذي رغائب في اكتساب الأموال يرجو ما عندي ولكن ما يحصل له مني غدا لقليل لأن ما يرجوه عندي هو غير ما يريده
4 - المغفر زرد ينسج على قدر الرأس والأبيض السيف يقول وليس لي من المال إلا درع وبيضة وسيف مصقول
5 - الأسمر الرمح والأجرد من الخيل القصير الشعر والسراة الظهر

(1/179)


1 - ( أقِيهِ بِنَفْسي فِي الْحُرُوبِ وَأتَّقِي ... بَهَادِيهِ إنِّي لِلْخَليلِ وَصُولُ )
وقال قيس بن زهير في بني زياد الربيع وعمارة وأنس وكان يقال لهم الكملة
2 - ( لعَمْرُكَ مَا أضَاعَ بَنُو زِيادٍ ... ذِمَارَ أبِيهمِ فِي مَنْ يُضِيعُ )
3 - ( بَنُو جِنِّيَّةٍ ولَدَتْ سُيُوفاً ... صَوَارِمَ كُلُّهَا ذَكَرٌ صَنِيعُ )
4 - ( شَرَى وُدِّي وشُكْرِي مِنْ بِعيدٍ ... لآخِرِ غَالِبٍ أبَداً رَبيعُ )
_________
1 - هادي الفرس صدره وعنقه يقول أحفظ مقاتل فرسي بفخذي ورجلي وأتقي مما يأتيني بعنقه ثم قال إني للخليل وصول أي لا أخذ له في الشدائد بل أنتفع به وأنفعه
2 - بنو زياد المراد بهم بنو زياد العبسيون الكمله وأمهم فاطمة الأنمارية وهي إحدى المنجبان قيل لها أي بنيك أفضل فكان آخر جوابها ثكلتهم إن كنت أدري أيهم أفضل وهم ربيع وعمارة وأنس والذمار ما يجب حفظه وحمايته يقول لعمرك إن بني زياد وفوا بعهود أبيهم وما أضاعوها فيمن أضاعها يريد أسأت إليهم فأحسنوا إلي
3 - بنو جنية أي هم بنو جنية جعل أمهم جنية من حيث إنها خرجت في إتيانها بهم عن المعتاد من الأنس ويقال سيف ذكر إذا كان ذا ماء وذا حدة والصنيع المصنوع والمعنى هم بنو جنية يصلون إلى ما لا يصل إليه غيرهم ولدتهم أمهم شجعانا وهم في قوة العزم ومضاء الرأي كالصوارم الذكور
4 - من بعيد أي على بعد كان بيننا فألقى العداوة ونصرني للرحم والقرابة ومعنى البيت أشترى ربيع على بعده مني مودتي له وثنائي عليه وعلى آخر رجل يبقى من بني غالب أبدا

(1/180)


1 - قال هُدْبة بن خَشرَم
2 - ( إنّي مِنْ قُضَاعة مَنْ يَكِدْها ... أكِدْهُ وَهْيَ مِنِّي في أمان )
_________
1 - وجده كرز بن أبي حية يصل نسبه إلى سعد بن هذيم وهدبة شاعر إسلامي فصيح متقدم من بادية الحجاز وكان شاعرا راوية كان يروي للحطيئة وكان جميل راوية هدبة وكان لهدبة ثلاثة أخوة كلهم شاعر وهو الذي قتل زيادة بن زيد الحارثي في حديث تقدم بعضه وكان من خبر هذه الأبيات والذي هاج الحرب بين بني عامر بن عبد الله بن ذبيان أحد بني قضاعة وبين بني رقاش وهم بنو قرة بن خشرم وهم رهط زيادة بن زيد أن حوط بن خشرم أخا هدبة راهن زيادة بن زيد على جملين من إبلهما فتزودوا الماء في الأداوي والقرب وكانت أخت حوط عند زيادة بن زيد فمال صفوها مع أخيها على زوجها فوهنت أوعية زيادة وفني ماؤه قبل صاحبه فوقع بينهما شيء من الهنات ثم إن هدبة وزيادة خرجا في ركب من بني الحرث حجاجا ومع هدبة أخته فاطمة فقال زيادة شعرا في فاطمة فغضب هدبة ورجز بأخت لزيادة في الحي وقال أختي تسمع وأخته غائبة فقال أشياخ من بني الحرث اركبا لأحملكما الله فإننا قوم حجاج ودعونا من هذا فأمسكا وقضوا حجهم ورجعوا إلى الحي فالتقى نفر من بني عامر رهط هدبة ونفر من بني رقاش رهط زيادة فكان بينهم كلام ولج الشر بينهم في حديث يطول ذكره أضربنا عنه صفحا
2 - إني من قضاعة لا يريد بهذا نسبة نفسه إلى قضاعة فقط وإنما يريد اختصاصه بهم وتعصبه لهم وإنما نسب إلى قضاعة لأن سعد بن هذيم من أسلم ابن الحارث بن قضاعة يقول إني مختص بقضاعة أحميهم وأدافع عنهم وأرد

(1/181)


1 - ( وَلَسْتُ بِشاعِرِ السَّفْسَافِ فِيهمْ ... وَلكنْ مِدْرَهُ الحَرْبِ العَوَانِ )
2 - ( سأهْجُو مَنْ هَجاهُمْ مِنْ سِوَاهُمْ ... وَأُعْرِضُ مِنهُمُ عمَّنْ هَجانِي )
3و - قال عمرو بن كلثوم التغلبي
_________
كيد أعدائهم لهم وهم مني في أمان إذا أنا حصنهم وملجؤهم
1 - السفساف ما لا خير فيه من الأقوال والأفعال وفي الحديث ( إن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفسافها ) والمدره رأس القوم وسيدهم يقول ولست بالشاعر الضعيف الكلام ولكنني قيم الحرب التي قوتل فيها مرة بعد أخرى
2 - من سواهم يتعلق بمن هجاهم والإعراض هنا بمعنى الترك ومعناه إني أكيد أعداء قومي ولا أكيدهم أذم من يذمهم من أعدائهم وأترك ذم من يذمني منهم
3 - وجده مالك بن عتاب بن سعد بن زهير ويتصل نسبه بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وعمرو هذا أحد بني تغلب بن وائل شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات وأمه ليلى بنت مهلهل بن ربيعة أخي كليب ومما يؤثر عنها وعن ابنها أن عمرو بن هند قال ذات يوم لندمائه هل تعلمون أحدا من العرب تأنف أمه من خدمة أمي فقالوا نعم عمرو بن كلثوم قال ولم قالوا لأن أباها مهلهل بن ربيعة وعمها كليب وائل أعز العرب وبعلها كلثوم بن مالك فارس العرب وابنها عمرو وهو سيد قومه فأرسل عمرو بن هند إلى عمرو بن كلثوم يستزيره ويسأله أن تزور أمه أمه فأقبل عمرو من الجزيرة إلى الحيرة في جماعة من بني تغلب وأقبلت ليلى بنت مهلهل في ظعن من بني تغلب وأمر عمرو بن هند برواقه فضرب فيما بين الحيرة والفرات وأرسل إلى وجوه أهل مملكته فحضروا في وجوه بني تغلب فدخل عمرو بن كلثوم

(1/182)


1 - ( مَعَاذَ الإِلَهَ أنْ تَنُوحَ نِسَاؤُنا ... على هَالِكٍ أوْ أنْ نَضِجَّ مِنْ الْقتْل )
2 - ( قِراعُ السُّيُوفِ بالسُّيُوفِ أحَلَّنَا ... بِأَرْضٍ بَرَاحٍ ذِي أرَاكٍ وذِي أثْلِ )
3 - ( فمَا أبْقَتِ الأيَّامُ مِلْمَالِ عِنْدَنا ... سِوَى جِذْمِ أذْوادٍ مُحَذَّفَةِ النَّسْلِ )
_________
على عمرو بن هند في رواقه ودخلت ليلى وهند في قبة من جانب الرواق وكانت عمة امرئ القيس بن حجر الشاعر وكانت أم ليلى بنت أخي فاطمة بنت ربيعة التي هي أم امرئ القيس وقد كان عمرو بن هند أمر أمه أن تنحي الخدم إذا دعي بالطرف وتستخدم ليلى أم عمرو بن كلثوم فدعا بمائدة ثم دعا بالطرف فقالت هند ناوليني يا ليلى ذلك الطبق فقالت ليلى لتقم صاحبة الحاجة إلى حاجتها فأعادت عليها وألحت فصاحت ليلى وأذلاه يا لتغلب فسمعها عمرو بن كلثوم فثار الدم في وجهه ونظر إليه عمرو بن هند فعرف الشر فيه فوثب عمرو بن كلثوم إلى سيف لعمرو بن هند معلق بالرواق ليس هناك سيف غيره فضرب به رأس عمرو بن هند ونادى في بني تغلب فانتهبوا ما في الرواق وساقوا نجائبه وساروا نحو الجزيرة
1 - معاذ الإله أي أعوذ بالله معاذا يصف شدة صبرهم في المصائب يقول إني أعوذ بالله من أن تندب نساؤنا وتبكي على ميت منا ونرفع أصواتنا خوفا من القتل وفرقا من اللقاء يريد أن لنا إقداما على المكاره وقوة جنان وثبات عزيمة
2 - قراع السيوف على حذف مضاف أي قراع أصحاب السيوف والمقارعة مضاربة القوم في الحرب والأصل في البراح الأرض التي لا بناء فيها ولا عمران والأراك والأثل نوعان من الشجر ينبتان في السهل أكثر ومعناه أنهم نزلوا بأرض لا هضاب فيها ولا جبال يتمنعون بها
3 - ملمال عندنا أي من المال

(1/183)


1 - ( ثَلاثةُ أثْلاَثٍ فأَثْمانُ خَيْلِنَا ... وَأقْواتُنا وَما نسُوقُ إلى الْقَتْلِ )
2و - قال المثلم بن عمرو التنوخي
3 - ( إِنِّي أبَى اللهُ أن أمُوتَ وَفِي ... صَدْرِيَ هُمٌّ كَأَنَّهُ جَبَلُ )
4 - ( يَمْنَعُني لذَّةَ الشَّرَابِ وَإنْ ... كَانَ قِطاباً كأَنَّهُ الْعَسَلُ )
5 - ( حَتَّى أرَى فارسَ الصَّمُوتِ عَلى ... أكْسَاءِ خَيْلٍ كأَنَّهَا الإِبِلُ )
_________
عندنا والجذم الأصل والأذواد جمع ذود يقع على ما دون العشرة من الإبل والمحذفة المقطوعة والمعنى ما أبقى تأثير الحوادث من أموالنا إلا بقايا أذواد مقطوعة النسل
1 - ثلاثة أثلاث خبر لمبتدأ محذوف وما بعده تفسير له وتفصيل كأنه قال أموالنا ثلاثة أثلاث ثلث نشتري به الخيل وثلث نشتري به أقواتنا وثلث نعطيه في الديات
2 - هو أحد بني تنوخ وهم أولاد تيم الله بن أسد بن وبرة وهو شاعر جاهلي مقل
3 - وفي صدري هم أراد بالهم دما يطلبه أو حقدا ينقضه ينبه بهذا الكلام على أنه مجتهد في الطلب أو أنه بلغ مراده وأدرك مطلوبه فيقول أمضيت همومي كلها وبلغت مرادي فيها وأبى الله أن أموت ولي هم لم أمضه
4 - يمنعني لذة الشراب الخ أي يمنعني الهم من لذاذتي بالشراب وإن كان قطابا أي ممزوجا بغيره كأنه العسل حلاوة كان الواحد منهم إذا أصيب بثأر يترك بعض اللذات فلذا قال يمنعني الخ
5 - فارس الصموت يريد بالفارس نفسه بالصموت اسم فرسه على إكساء خيل أي على مآخيرها واحدها كسء وشبه الخيل بالإبل لعظمها وطولها وذلك مستحب في الخيل ومعناه يمنعني الهم الالتذاذ بالشراب حتى أرى هذا الأمر وأشاهده

(1/184)


1 - ( لاَ تَحْسَبَنِّي مُحَجَلاً سَبِطَ السَّاقَيْنِ ... أبْكِي أنْ يَظْلَعَ الجَمَلُ )
2 - ( إنِّي امْرُؤٌ مِنْ تَنُوخَ ناصِرُهُ ... مُحْتَمِلٌ فِي الْحُرُوبِ مَا احْتَمَلُوا )
3و - قال عبد الله بن سبرة الحرَشي
_________
1 - لا تحسبني محجلا يجوز أن يعني بالمحجل امرأة تألف الحجال وهو الخدر وتلبس الأحجال وهي الخلاخيل وكنى به عن الذلة والضعف ويجوز فيه أن يراد بالمحجل رجل عليه حجل أي قيد وسبط الساقين أي رخو الساقين والظلع ما يعرض للجمال من العرج في المشي ومعنى البيت أني لست كالمقيد أو كالمرأة أجزع إذا نزلت بي نكبة وإن كانت هينة لأن ظلع الجمل خطب سهل بل أنا قادر على قيامي بالشدائد
2 - إني امرؤ من تنوخ أي أنتسب إلى تنوخ وأهوى هواها وناصره نكرة لأن إضافته للتخصيص لا للتعريف والتنوين فيه منوى أراد ناصر له يقول إني رجل من بني تنوخ ناصر لهم أحتمل في الحروب ما احتملوه فيها هذا وقال أبو هلال هذا الشعر في أشعار هذيل للبريق بن عياض الهذلي وقال إني امرؤ من هذيل أه
3 - هو شاعر إسلامي كان من الفتاك وهو منسوب إلى حرش موضع باليمن قال أبو رياش كان عبد الله بن سبرة هذا أحد فتاك العرب في الإسلام وكان رجل من الروم يقال له سعد الطلائع يأتي صاحب الصوائف وهم الغزاة أيام الصيف فيقول له ابعث معي جندا أدلهم على عورات الروم فيتوغل بهم وقد جعل لهم كمينا من الروم فيقتلون فقال ذات يوم لصاحب الصائفة ابعث معي رجلا من أصحابك فإني قد عرفت غرة لهم فانتدب عبد الله بن سبرة ومضى مع الرجل حتى إذا انتهيا إلى غيضة قال لعبد الله ادخل فقال له عبد الله أنا الدليل أم أنت

(1/185)


1 - ( إذَا شَالَتِ الْجَوْزَاءُ وَالنَّجْمُ طالِعٌ ... فَكُلُّ مخَاضاَتِ الْفُراتِ مَعابِرُ )
2 - ( وَإِنِّي إذَا ضَنَّ الأمِيرُ بِأذْنِهِ ... عَلى الإِذْنِ مِنْ نَفْسِي إذاَ شِئْتُ قادِرُ )
3و - قال الربيع بن زياد العبسي
4 - ( حَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ الْبِلاَدَ ... َحَتَّى إذَا اضْطَرَمَتْ أجْذَمَا )
_________
وأبى بوعرف ما أراده فقتله فخرج عليه بطريق من بطارقتهم فاختلف هو وعبد الله بضربتين فضربه عبد الله فقتله وضربه الرومي فقطع أصبعيه ثم رجع
1 - إذا شالت أي إذا ارتفعت الجوزاء والنجم يريد به الثريا طالع أي طالع وقت الغداة فحذف الغداة والجوزاء والثريا يكون طلوعهما حين يشتد الحر والمخاضات جمع مخاضة ما جاز الناس فيه مشاة وركبانا والمعابر جمع معبر الشط المهيأ للعبور والمعنى إذا ارتفعت الجوزاء وطلعت الثريا فاشتد الحر فقل ماء الفرات وأمكن أن يخاض فيه فكل مخاضاته معابر يعبر فيها إلى العدو
2 - وإني إذا ضن الأمير الخ معناه أن العبور إلى العدو موقوف على إرادتي وأذني لا على إرادة الأمير وأذنه
3 - وجده عبد الله بن سفيان بن ناشب ينتهي نسبه إلى عبس بن بغيض وهو أحد الكملة من أولاد فاطمة بنت الخرشب الأنمارية وهي إحدى المنجبات في العرب والربيع بن زياد شاعر جاهلي كان نديما للنعمان بن المنذر وله مع لبيد ربيعة العامري الشاعر وغيره أخبار يطول ذكرها
4 - حرق قيس الخ اضطرمت واستعرت واحد وأجذم أسرع ومعناه ألهب قيس بن زهير البلاد على نارا فلما استعرت هرب وتركني وإنما قال الربيع ذلك لأن قيسا ترك أرض العرب

(1/186)


1 - ( جَنِيَّةُ حَرْبٍ جَنَاهَا فَما ... تُفُرِّجَ عَنْهُ وَمَا أُسْلِما )
2 - ( غَدَاةَ مَرَرْتَ بِآل الرَّبَابِ ... تُعْجلُ بِالرَّكْضِ أنْ تُلْجِما )
3 - ( فَكُنَّا فَوَارِسَ يَوْمِ الْهَرِيْرِ ... إذْ مَالَ سَرْجُكَ فاسْتَقْدَما )
4 - ( عَطَفْنا وَرَاءَك أفْرَاسَنَا ... وَقَدْ أسْلمَ الشَّفَتَانِ الْفَمَا )
5 - ( إذا نَفَرَتْ مِنْ بَيَاضِ السُّيُوفِ ... قُلْنا لَها أقْدِمي مُقْدَمَا ) 6
وقال الشَّنْفَرى الأزدي
_________
وانتقل إلى بلاد العجم بعد إثارة الفتن في حرب داحس
1 - جنية حرب الجنية بمعنى الجناية ومعناه أنه جنى الحرب على قومه فأعانوه وثبتوا معه ولم ينكشفوا عنه ولم يسلموه لأعدائه
2 - غداة ظرف لقوله أجذم وجملة تعجل في موضع الحال وأن تلجم في موضع نصب على أنه مفعول تعجل ومعناه فررت وهربت وقت مرورك بآل هذه المرأة مستعجلا تركض الأعداء في أثرك حتى لم تأمن ريثما تلجم دابتك وتصلح أمرك
3 - يوم الهرير كان في الجاهلية وليلة الهرير كانت في الإسلام من ليالي صفين إذ مال سرجك كناية عن اضطراب الأمر واستقدم بمعنى تقدم يقول إنك تعلم يوم الهرير وأننا كنا فرسان ذلك اليوم وأنت قد اضطرب أمرك وفشل رأيك يذكره بما آثرهم عليه وإنقاذهم إياه من الشدائد
4 - عطفنا وراءك الخ أي تعطفنا عليك في ذلك الوقت ودافعنا دونك وأنت منفتح الفم مكشوف الأسنان من الروع والفزع
5 - قلنا لها القول هنا كناية عن الفعل فلا قول ولكن المعنى كانت خيولنا إذا كرهت لمعان السيوف وتأخرت إلى خلف ركضناها وحركناها للإقدام
6 ذكروا أن الشنفرى

(1/187)


1 - ( لاَ تَقْبُرُونِي إن قَبْرِي مُحَرَّمٌ ... عَلَيْكُمْ وَلَكِنْ أبِشرِي أمَّ عَامِرِ )
2 - ( إذَا احْتَمَلُوا رَأْسِي وَفِي الرَّأْسِ أكْثَرِي ... وَغُودِرَ عِنْدَ الْمُلْتَقى ثَمَّ سَائِرِي )
3 - ( هنَالِكَ لا أرْجُو حَيَاةً تَسُرُّنِي ... سَجِيس اللَّيَالي مُبْسَلاً بالْجَرائِرِ )
_________
من بني الأواس بن الحجر بن الهنء بن الأزد بن الغوث شاعر جاهلي يضرب به المثل في الحذق والدهاء وكان قد أسرته بنو شبابة بن فهم فلم يزل فيهم حتى أسرت بنو سلامان رجلا من بني شبابة ففدته بنو شبابة بالشنفري فكان الشنفري في بني سلامان من لا يحسب نفسه إلا أحدهم حتى نازعته بنت الرجل الذي كان في حجره وكان قد اتخذه ابنا قال لها ذات يوم اغسلي رأسي يا أخية فأنكرت أن يكون أخاها ولطمت وجهه فذهب مغاضبا حتى قدم الرجل الذي اشتراه وكان غائبا فقال له الشنفري ممن أنا قال من الأواس بن الحجر فقال أما أني لا أدعكم حتى أقتل منكم مائة رجل فقام يقتلهم حتى قتل تسعة وتسعين رجلا ولما ضرب الرجل الذي تمم به المائة ضرب رأسه برجله بعد موته فعقرت قدمه فمات منها
1 - أم عامر كنية الضبع ومعنى البيت لا تدفنوني فإنه محرم عليكم دفني بل اتركوني يأكلني الضبع فإنه أحوط لي من أي يبقى جسمي فيفعل به العدو ما شاؤا
2 - إذا ظرف لقوله أبشري وثم ظرف أيضا بدل من عند الملتقى والسائر بمعنى الباقي ومعنى البيت أبشري أم عامر إذا احتملوا رأسي وتركوا باقي بدني في المعركة وإنما جعل أكثره في الرأس لأن الرأس مسكن الدماغ ومأوى الحواس
3 - هنالك ظرف لقوله لا أرجو حياة وسجيس الليالي امتداده والمبسل المسلم والجرائر الجرائم والمعنى لا أرجو في ذلك الوقت

(1/188)


1 - قال تأبط شرًّا
2 - ( وَقالُوا لها لا تَنْكِحيِهِ فَإِنّهُ ... لأوَّلِ نَصْلٍ أنْ يُلاَقِيَ مَجْمَعا )
3 - ( فَلَمْ تَر مِنْ رَأى فَتيِلاً وَحاذَرَرَتْ ... تَأيُّمَها مِنْ لاَبِسِ اللّيْل أرْوَعَا )
4 - ( قَلِيلُ غِرَارِ النَّوْمِ أكْبَرُ هَمِّهِ ... دَمُ الثَّأْرِ أوْ يَلْقَى كَمِيًّا مُسَفّعا )
_________
حياة سارة لي وأنا مخذول طول الليالي مسلم للأعداء بجرائري ظاهرة لقومي فيكون سبب شماتتهم
1 - وهو ثابت بن جابر وقد تقدمت ترجمته ومن خبر هذا الشعر أنه خطب امرأة من بني عبس ومن بني قارب فأرادت أن تتزوجه ووعدته بذلك فلما جاءها وجدها قد رغبت عنه فقال لها ما غيرك فقالت والله إن الحسب لكريم ولكن قومي قالوا ما تصنعين برجل يقتل عند أحد اليومين وتبقين بلا زوج فانصرف عنها وهو يقول هذا الشعر
2 - أن يلاقي مجمعا أن والفعل في تأويل مصدر بدل من ضمير فإنه والتقدير فإن ملاقاته مجمعا لأول نصل ومعنى البيت أنهم قالوا لها لا تنكحيه فإنه إذا لاقى مجمعا فهو لأول نصل يقتل
3 - الفتيل والنقير والقطمير يضرب بها المثل في حقارة الشيء وعدم نفعه والتأيم البقاء بلا زوج والأروع هنا الحديد الفؤاد ومعنى البيت أنها لم تر قدر فتيل من الرأي في انصرافها عن رجل متيقظ محترس من الأمر قبل وقوعه
4 - المراد بالقلة النفي والغرار القليل أي أنه لا ينام القليل من الليل فكيف بالكثير والكمي الشجاع والمسفع المتغير لون الوجه ومعنى البيت أنه لا ينام الليل لشجاعته وأكثر اهتمامه طلب الثأر أو ملاقاة الفرسان لممارسته الحرب

(1/189)


1 - ( يُمَاصِعُهُ كُلٌّ يشَجِّعُ قوْمُهُ ... وَمَا ضَرْبُهُ هَامَ الْعِدا لِيُشَجعَّا )
2 - ( قَلِيلُ أدِّخارِ الزَّادِ إلاّ تَعِلّةً ... فَقَدْ نَشَزَ الشُّرْسُوفُ والتَصَقَ الْمِعا )
3 - ( يَبِيتُ بِمَغْنَى الْوَحْشِ حَتَّى ألِفْنَهُ ... وَيُصْبِحُ لا يَحْمِي لَها الدَّهْرَ مرْتَعا )
4 - ( عَلى غِرَّةٍ أوْ نُهْزَةٍ منْ مُكانِسٍ ... أطَالَ نِزَالَ الْقَوْمِ حَتَّىس تَسعَسْعَا )
5 - ( وَمنْ يُغْرَ بِالأعْدَاءِ لاَ بُدَّ أنَّهُ ... سَيَلْقى بِهِمْ مِنْ مَصْرَعِ المَوْتِ مَصْرَعا )
6 - ( رَأيْنَ فَتًى لا صَيْدُ وَحْشٍ يُهمُّهُ ... فلَو صَافَحَتْ إنْساً لَصَافَحْنهُ مَعاَ )
_________
1 - يماصعه أي يجالده ويقاتله وقوله يشجع قومه أي يشجعه قومه ومعنى البيت أنه لا يضار به ولا يراميه إلا كل رجل معروف بالشجاعة وأنه لا يقصد بضربه هام العدا أن ينسب إلى الشجاعة لأن ذلك أهون شيء عنده
2 - التعلة ما يتعلل به والنشوز الشخوص والشرسوف مقاطع الأضلاع التي تشرف على البطن والمعي البطن والمعنى أنه لا يدخر من الزاد ولا يريد منه إلا ما يمسك رمقه ويتعلل به فاضطره الجوع إلى شخوص رؤس أضلاعه والتصاق بطنه
3 - المغنى المنزل ومعنى البيت أنه طال ملازمته الوحش حتى ألفنه فلا يمنعها من الرعي فهي لا تخاف منه لأن همته مصروفة إلى غير وهذا ها وهذا مما يدل على قوة ثباته
4 - على غرة متعلق بقوله يحمي والغرة الغفلة والنهزة الفرصة والمكانس الملازم للكناس وتسعسعا من قولهم تسعسع الشهر إذا ولى والمعنى أنه لا يحمي المرتع على غفلة أو فرصة من أسد مكانس وقد طال شغفه بنزال القوم حتى تسعسع أي ولى أكثره
5 - يقال أغراه بفلان حمله على قتله أي ومن يلهج بمحاربة الأعداء لا بد أن يلقى بذلك مصرعا
6 - رأين فتى يلغ يريد بهذا البيت أن يبين سبب أنسها به بأبين مما قدمه فيقول رأت الوحش

(1/190)


1 - ( وَلَكِنَّ أرْبَابَ الْمَخاضِ يَشُفُّهُمْ ... إذَا اقْتَفَرُوهُ وَاحِداً أوْ مُشَيَّعا )
2 - ( وإنِّ وَإنْ عُمِّرْتُ أعْلَمُ أنَّني ... سَألْقَى سِنَانَ الْمَوْتِ يَبْرُقُ أصْلَعا )
وقال بعض بني قيس بن ثعلبة
3 - ( دَعَوْتُ بَنِي قَيْسٍ إلَيَّ فَشَمَّرَتْ ... خَناذِيذُ مَنْ سَعْدٍ طَوَالُ السَّوَاعِدِ )
4 - ( إذا ما قُلُوبُ الْقَوْمِ طارَتْ مَخَافَةً ... مِنَ الْمَوْت أرْسَوْا بِالنفُوسِ الْمَوَاجِدِ )
_________
فتى لا يخطر صيده لها على بال فلو كان من الإمكان أن تصافح إنسانا لصافحته كلها من كثرة ما ألفته منه يريد بذلك أنه ألف المنازل الموحشة المخيفة
1 - المخاض النوق الحوامل يشفهم أي يهزلهم إذا اقتفروه أي تتبعوه وقوله واحدا أو مشيعا أي منفردا أو غير منفرد والمعنى أنه لا يريد صيد الوحش بل يريد الإغارة على أرباب المال فيجهدهم ويهزلهم تتبع أثره على الانفراد أو على الاجتماع
2 - يبرق أين يلمع والأصلع المنكشف البارز يقول إني على يقين أن الموت لا بد منه ولا مهرب عنه وإني ولو عمرت دهرا ولا بد أن ألقى سنانه اللامع المنكشف
3 - الخناذيذ فحول الخيل ويستعمل في الشجعان كما هنا وقوله طوال السواعد أي ممتدة الأيدي ومبسوطة بالضرب والطعن والمعنى استنجدت ببني قيس فتشمر شجعان من آل سعد الذين لهم امتداد القامة وبسط الأيدي بالضرب والطعن
4 - أرسوا أثبتوا ومفعوله محذوف كأنه قال اثبتوا قلوبهم بالنفوس الكريمة والمواجد جمع ماجدة يقول إذا كان الوقت وقت كريهة تطير فيه قلوب القوم فزعا وخوفا من الموت أثبتوا قلوبهم بالنفوس الكريمة في مثل هذه الحال ولا يفارقون مراكزهم بل يدافعون عن قومهم إلى آخر ساعة

(1/191)


1 - قال سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة جد طرفة بن العبد
2 - ( يَا بُؤْسَ لِلْحَرْبِ الَّتِي ... وَضَعَتْ أرَاهِطَ فَاسْتَرَاحُوا )
3 - ( وَالْحَرْبُ لاَ يَبْقَى لَجِاحِمِهَا ... التَّخَيُّلُ وَالْمِرَاحُ )
4 - ( إلاّ الْفتى الصَّبّارُ فِي النَّجَدَاتِ ... وَالْفَرْسُ الْوَقَاحُ )
5 - ( وَالنَّثْرَةُ الْحَصْدَاءُ وَالْبَيْضُ ... الْمُكَلَلُ وَالرِّمَاحُ )
_________
1 - كان سعد هذا أحد سادات بكر بن وائل وفرسانها في الجاهلية وكان شاعرا مجيدا وله أشعار جياد مأثورة في كتب الأدب وهناك شاعر آخر اسمه سعد ابن مالك بن الأقيصر القريعي أحد بني سلامان وكان فارسا شاعرا أيضا وهذه القصيدة قالها سعد في حرب البسوس التي هاجت بين بكر وتغلب واعتزل عنها الحارث بن عباد وقال هذا الأمر لا ناقتي فيه ولا جملي فعرض سعد في هذا الشعر بقعوده عن الحرب وخبر هذه الحرب مذكور في كتب التاريخ
2 - يا بؤس للحرب اللام فيه لتأكيد الإضافة أي يا بؤس الحرب ووضعت تركت والأراهط جمع أرهط الجماعة من الناس والمعنى أسفا على داهية الحرب التي تركها أراهط فاستراحوا من شدائدها المورثة للشدائد التي بها نيل المكارم
3 - الجاحم الملتهب والتخيل الخيلاء والمراح النشاط والمعنى أن الحرب داهية لا يبقى لحر وطيسها صاحب التخيل والمراح فالذي يجرها يعلم حقيقتها
4 - النجدات الشدائد والوقاح الشديد الحافر والمعنى لا يقوم لحومة الحرب إلا الفتى الحابس نفسه على الدواهي والفرس الصلب الحافر
5 - النثرة الدرع الواسعة والحصداء المحكمة النسج الضيقة الحلق والمكلل المسمر بالمسامير أي لا يثبت للحرب إلا الفتى والفرس وهذه الأشياء التي هي

(1/192)


1 - ( وَتَسَاقَطُ الأوْشَاظُ وَالذَّنَبَاتُ ... إذْ جُهِدَ الْفِضَاحُ )
2 - ( وَالْكَرُّ بَعْدَ الْفَرِّ إذْ ... كُرِهَ التَّقَدُّمُ وَالنِّطَاحُ )
3 - ( كَشَفَتْ لَهُمْ عَنْ سَاقِهَا ... وبَدَا مِنَ الشَّرِّ الصُّرَاحُ )
4 - ( فَالْهَمُّ بَيْضَاتُ الْخُدُورِ ... هُنَاكَ لاَ النَّعَمُ الْمُرَاحُ )
5 - ( بِئْسَ الْخَلائِفُ بَعْدَنَا ... أوْلاَدُ يَشْكُرَ وَالَّلقَاحُ )
6 - ( مَنْ صَدَّ عَن نِيرَانِها ... فأنَا ابْنُ قَيْسٍ لاَ بَرَاحُ )
_________
أدوات الحرب وبها التحصن
1 - الأوشاظ الأخلاط جمع وشيظو الذنبات الأتباع والعسفاء والفضاح مصدر فضحه كشف مساويه والمعنى أن الحرب لا حظ فيها للأوشاظ والذنبات إذا بلغ الأمر الفضيحة فإنهم يسقطون حينئذ ويكون المعول على الرؤساء لما لهم من قوة الرأي وصدق اللقاء
2 - والكر بعد الفر الخ معناه أنه لا تظهر محمدة الكر بعد الفر ولا تستحسن إلا حين يعز التقدم والمنلطحة
3 - كشف الساق كناية عن اشتداد الأمر ومعنى البيت اشتدت غمرات الحرب وبدا محض شرها
4 - بيضات الخدور يريد بها النساء والمراح وصف من أرحت الإبل وهو ردها إلى المراح بالضم وهو المأوى الذي تبينت فيه يقول همتنا في ذلك الوقت أن نسبي النساء لا أن نغير على الإبل
5 - الخلائف جمع خليفة وهو من تخلفه على أهلك أو عشيرتك حال غيبتك واللقاح بفتح اللام بنو حنيفة وبالكسر الإبل بلا لبن والمعنى نحن الذين بنا تقوم الحرب ويحصل الدفاع فإذا غبنا فبئس الخلائف أولاد يشكر وبني حنيفة بعدنا إذ ليسوا أهلا لحماية الحقيقة يريد أنهم لا يحمون حوزتهم بعدنا فهم لمن غلب
6 من صد الخ

(1/193)


1 - ( صَبْراً بَنِي قَيْسٍ لَهَا ... حَتَّى تُرِيحُوا أو تُرَاحُوا )
2 - ( إنَّ الْمُوَائِلَ خَوْفَهَا ... يَعْتَاقُهُ الأَجَلُ الْمُتَاحُ )
3 - ( هَيْهَاتَ حَالَ الْمَوْتُ دُونَ ... الْفَوْت وَانْتُضِيَ السِّلاَحُ )
4 - ( كيْفَ الْحَيَاةُ إذَا خَلَتْ ... مِنَّا الظَوَاهِرُ وَالْبِطاحُ )
5 - ( أيْنَ الأَعِزَّةُ وَالأسِنَّةُ ... عِنْدَ ذَلِكَ وَالسَّماحُ )
_________
الصد الإعراض والبراح الزوال أي من أعرض عن الحرب خوفا من شرها فأنا ابن قيس صاحب النجدة والمجد لا براح لي عن هذه المعركة إلا بعد الغلبة
1 - صبرا بني قيس الخ معناه اصبروا يا بني قيس لهذه الحرب حتى تقتلوا أعداءكم فتريحوهم من شرها أو يقتلوكم فيريحوكم من ذلك
2 - الموائل طالب الموئل وهو المستقر الذي يرجع إليه والخوف نصب بنزع الخافض والضمير فيه للحرب ويعتاقه يمنعه والمتاح المقدر والمعنى أن الذي يطلب المفزع والنجاة خوفا من الحرب يمنعه من ذلك أجله المقدر له فلا ينفعه التوقي مما هو واقع
3 - هيهات اسم فعل معناه البعد وانتضى السلاح أي سل وجرد والمعنى أن الموت قد حال دون أن يفوت الرجل فيذهب عن هذه الحروب منهزما يريد بهذا الكلام أنه ليس إلا القتل أو الغلب
4 - الظواهر أعالي الأودية والبطاح بطونها والمعنى هل ترجى الحياة بعد ما خلت أعالي الأودية وبطونها من أمثالنا وأولي بأسنا
5 - أين الأعزة الخ معناه أين الأعزة منا الآن والأسنة التي تسدد إلى العدو وأين أهل السماح أي كيف انفراج الأزمة وأكثرنا قد قتل وسلاحنا قد نفد

(1/194)


1 - قال جَحْدَرُ بنُ ضُبَيْعَةَ بن قيس بن ثعلبة
2 - ( قَدْ يَتمَتْ بِنْتِي وَآمَتْ كَنَّتِي ... وَشَعِثَت بَعْدَ الرِّهَانِ جُمَّتِي )
3 - ( رُدُّوا عَلَيَّ الْخَيْلَ إنْ ألَمَّتِ ... إنْ لمْ يُنَاجِزْهَا فَجُزُّوا لِّمِتِي )
4 - ( قَدْ عَمِلَتْ وَالِدَةٌ مَا ضَمَّتِ ... مَا لَفَّفَتْ فِي خِرَق وَشَمَّتِ )
_________
1 - واسمه ربيعة وإنما سمي جحدرا لقصره شاعر جاهلي وهذه الأبيات قالها يوم التحاليق وكان لبكر على تغلب أيام حرب البسوس وسمى هذا اليوم بيوم التحاليق لأن بكرا حلقت رؤسها يومئذ استبسالا للموت وجعلوا ذلك علامة بينهم وبين نسائهم إذ كن معهم في الحرب ولم يبق منهم أحد إلا حلق رأسه غير جحدر فإنه كان رجلا دميما حسن اللمة فارسا من الفرسان المعدودين فقال يا قوم إن حلقتم رأسي شوهتم بي فدعوا لمتي لأول فارس يطلع من الثنية غدا من القوم ففعلوا ذلك وتركوا لمته
2 - يتمت من اليتم وآمت من الأيمة أي بقيت بلا زوج والكنة قال الخليل هي امرأة الأخ أو الابن ويريد بها هنا امرأة نفسه والشعث اغبرار الشعر والرهان هنا الجلاد والجمة مجتمع شعر الرأس والمعنى لا خير في البقاء بعد يتم البنت وأيمة الزوجة واغبرار الشعر من طول ممارسة القتال
3 - ألمت نزلت والمناجزة المعاجلة بالقتال والجز القطع واللمة الشعر المجاوز شحمة الأذن والمعنى لست بفارس إن لم أعاجلهم بالقتال فردوا على الخيل بعد حصولها عندكم
4 - قد علمت الخ معناه لم يضع على والدتي ما تفرسته في من النجدة حين كانت تضمني وتلفني في الخرق وأنا في المهد بل نشأت على خصال الشجاعة من يوم ولدتني أمي

(1/195)


1 - ( إذا الْكُماةُ بِالْكُمَاةِ الْتَفَّتِ ... أمُخْدَجٌ فِي الْحَرْبِ أمْ أتَمَّتِ )
2و - قال شَمَّاسُ بنُ أسْودَ الطهوي لَحِرِّيّ بن ضَمْرَة النَّهْشَلِيِّ
3 - ( أغَرَّكَ يَوْماً أنْ يُقَالَ ابْنُ دَارِمٍ ... وَتُقْصَى كَمَا يُقْصَى مِنَ الْبَرْكِ أجْرَبُ )
_________
1 - المخدج الناقص الخلق والمعنى إذا التفت الشجعان بالشجعان وحمى وطيس الحرب علمت نفسي وعرفت سطوتي وتحققت أن والدتي ولدتني تاما
2 - وهو شاعر جاهلي وكان من حديث هذا الشعر أن قيس بن حسان بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك كان نازلا في أخواله بني مجاشع وكان رجل من بني أسد يقال له عمرو بن عمران جارا لحرى بن ضمرة فأخذ قيس بن حسان بكرا من إبل عمرو فأتى عمرو بن عمران حرى بن ضمرة وأخبره فغضب حرى وأتى قيسا فضربه بالسيف فقطع زنده ثم أخذ من إبله ثلاثين بعيرا وأعطاها إلى عمرو فانطلق قيس إلى أخواله بني مجاشع وأخبرهم بما صنع به حرى فغضبوا من ذلك ومضوا إلى بني نهشل وجرى بينهم كلام وعرضوا على حرى أن يرد الإبل فأبى فخذله قومه وأسلموه بني مجاشع فجروه وضربوه وأخذوا منه أكثر مما أخذ واستنصر بقومه فأبوا أن ينصروه فهذا حيث يقول شماس بن أسود هذه الأبيات
3 - أغرك لفظه لفظ الاستفهام ومعناه التوبيخ يقال غرة إذا خدعه أو غشه وتقصى أي تبعد والبرك الإبل والمعنى لا يغرنك يوما أن قيل لك إنك ابن دارم فإنك تعرف نقصك وتأخرك عن الشرف بل أنت تقصي أي تبعد مما تزعم وتدعي كما يقصى الأجرب من جماعة الإبل خشية أن يعديها

(1/196)


1 - ( قَضَى فِيكُمُ قَيْسٌ بَمَا الْحَقُّ غَيْرُهُ ... كَذَلِكَ يَخْزُوكَ الْعَزِيزُ الْمُدَرَّبُ )
2 - ( فَادِّ إلَى قَيْسِ بَنِ حَسَّانَ ذَوْدَهُ ... وَما نِيلَ مِنْكَ التمْرُ أوْ هُوَ أَطْيَبُ )
3 - ( فإلاَّ تَصِلْ رِحْمَ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَرْثَدٍ ... يُعَلِّمْكَ وصْلَ الرِّحْمِ عَضْبٌ مُجَرَّبُ )
4و - قال حجر بن خالد الثعلبي
5 - ( وجَدْنا أبَانا حَلَّ فِي الْمَجْدِ بَيْتُهُ ... وأَعْيا رِجَالاً آخَرِينَ مَطالِعُهُ )
_________
1 - كذلك يخزوك أي يسوسك والمدرب البصير بالأمور والمعنى أن الدليل على قصورك عن منزلة الكرام أن قيسا قضى فيكم بغير الحق فاستسلمت له لضعفك فكذلك حالك عند كل عزيز مدرب أي يحصل لك الخزي من كل أحد
2 - الذود من الإبل ما دون العشرة وقوله وما نيل منك الخ الواو فيه للحال كأنه قال أده وأنت إذا أكلت مستطاب اللحم يريد أن فيما أصابك من المكروه شفاء للغيظ وبردا على الفؤاد فأد إلى قيس بن حسان إبله والذي أخذ منك فهو التمر أو هو أطيب من التمر فأنت جدير أن يؤخذ منك ولا يرد عليك شيء
3 - أراد بالعضب المجرب السيف ومعناه إن لم تصل قرابة عمرو بن مرثد طوعا منك أكرهك السيف على وصلها
4 - وجده محمود بن عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك أحد بني ثعلبة شاعر جاهلي
5 - البيت لا يحل في المجد وإنما المجد يحل فيه ولكنه رمي بالكلام على السعة والمجاز وأعيا أعجز والمطالع المذاهب والمسالك يقول وجدنا أبانا حل بيته في الشرف وصعب على رجال آخرين مذاهبه ومسالكه فلم يبلغوه

(1/197)


1 - ( فَمَنْ يَسْعَ مِنَّا لاَ يَنَلْ مْثلَ سَعْيِهِ ... وَلكِنَّ مَتَى ما يرْتَحِلْ فَهْوَ تابِعُهْ )
2 - ( يَسُودُ ثِنانَا مَنْ سِوَانا وَبَدْؤُنا ... يَسُودُ مَعَدًّا كُلَّهَا لاَ تُدَافِعُهْ )
3 - ( وَنَحْنُ الِّذينَ لاَ يُرَرَّعُ جَارُنا ... وَبَعْضُهُمُ لِلْغدْرِ صُمٌّ مَسَامِعُهْ )
4 - ( نُدَهْدِقُ بَضْعَ اللَّحْمِ لِلْبَاعِ وَالنَّدَى ... وَبَعْضُهُمُ تَغْلِي بِذمٍّ مَنَاقِعُهْ )
_________
1 - فمن يسع منا الخ أي من يطلب نيل مكانه من الشرف كان أقصى غايته أن يكون تابعا له فهو المفضل علينا ونحن المفضلون على الناس
2 - الثنى من يكون دون الرئيس لكنه يليه في الرتبة مثل ولي العهد في الإسلام والبدء السيد المتقدم في السيادة الغير المدفوع عنها والمعنى أن الثنى منا يمنزلة الرئيس الأعظم من غيرنا ورئيسنا تسلم له الرياسة على قبائل معد كلها لا يدفعه عنها مدافع فلما أنشد حجر هذا البيت رفع عمرو بن كلثوم التغلبي يده فلطمه بين يدي الملك فغضب الملك وقام ابن كلثوم فلما كان الليل أقبل حجر حتى دخل على عمرو بن كلثوم قبته فلطمه فنادى يا آل تغلب قال فوالله ما زالت الخيل تأتي حتى ظننت أن الأرض كلها خيل ولجأت إلى كسر بيت وكنا بالحيرة فلما كان آخر ذلك إذا مناد ينادي فوق قصر الملك يا حجر بن خالد أنا لك جار قال فوالله ما زالت الخيل تذهب حتى ما بقي منهم أحد قال فأقبلت إلى باب القصر فقال الملك أقتلت الرجل قلت لا فأنكر علي ذلك
3 - ونحن الذين الخ أي نحن القائمون بحماية الجار وغيرنا لعجزه لا يبالي إذا عيروه بسوء الجوار كأن في أذنه صمما عن ذلك يريد أنا نحسن الجوار ولا نغدر إذا غدر الناس
4 - الدهدقة صوت القدر عند غليانها والبضع جمع بضعة وهي القطعة من اللحم والباع مثل للشرف والعز
والمناقع

(1/198)


1 - ( وَيَحْلُبُ ضِرْسُ الضَّيْفِ فِينا إذَا شَتَا ... سَدِيفَ السَّنَامِ تَسْترِيهِ أصَابِعُهْ )
2 - ( مَنَعْنَا حِمَانَا وَاسْتَبَاحَتْ رِماحُنَا ... حِمَى كُلِّ قَوْمٍ مُسْتجِيرٍ مَرَاتِعُهْ )
وقال حجر بن خالد أيضا
3 - ( لَعَمْرُكَ مَا ألِيَّاهُ بْنُ عَبْدٍ ... بِذِي لَوْنَيْن مُخْتَلِف الْفعال )
4 - ( غَدَاةَ أتَاهُ جَبَّارٌ بِإِدٍّ ... مُعَضِّلةٍ وَحَادَ عَنْ الْقتَالِ )
_________
قدور صغار من حجر والمعنى نحن لتعودنا على الجود نقرى الناس ونطعمهم وغيرنا لا تغلي قدورهم إلا مذمومة لبخلهم
1 - ويحلب أراد بهذا استخراج الضيف دسم السديف بضرسه وقوله إذا شتا أي إذا دخل في الشتاء وهو الجدب والسديف شحم السنام تستريه أي تختاره والمعنى أن ضيفنا إذا نزل بنا عند اشتداد الزمان استخرج بضرسه دسم السنام استخراج اللبن من الضرع فهو يأكل من السنام على قدر ما تتناوله منه أصابعه
2 - منعنا حمانا الخ الحمي ما يحميه الإنسان ويدافع عنه والاستباحة هنا جعل الشيء مباحا غير ممنوع والهاء في مراتعه ترجع إلى الحمى أي الحمى الذي تستجير مراتعه بالممتنع القوي يقول لا يقصد أحد حمانا لامتناعه ونحن نستبيح حمى غيرنا الذي تكون مراتعه محمية ممنوعة بالأعزاء الأقوياء يريد أننا أصحاب النجدة والسطوة على من سوانا
3 - الياء اسم رجل معناه أقسم بعز حياتك أن هذا الرجل غير متلون في أحواله بل حاله في غيبته كحاله في حضوره
4 - غداة ظرف للفعل الذي دل عليه مختلف الفعال وجبار اسم رجل والآد المنكر والمعضلة الداهية العسرة والمعنى أن الياء غير

(1/199)


1 - ( ففَضَّ مَجامِعَ الْكَتِفَيْنِ مِنْهُ ... بِأبْيَضَ مَا يُغَبُّ عَن الصِقّال )
2 - ( فَلَوْ أنَّا شَهِدْنَاكُمْ نَصَرْنَا ... بِذِي لَجَبٍ أزَبَّ مِنَ الْعَوَالِي )
3 - ( وَلَكِنَّا نَأَيْنَا وَاكْتَفَيْتُمْ ... وَلاَ يَنْأَيِ الْحَفِيُّ عَنِ السُّؤَالِ )
4و - قال غَسَّان بن وَعْلة
5 - ( إذَا كُنْتَ فِي سَعْدٍ وَأُمُّكَ مِنْهُمُ ... غَرِيبًا فَلاَ يَغْرُرْكَ خَالُكَ مِن سَعْدِ )
_________
مختلف الفعال غداة أوقعه جبار في داهية وانحرف هو عن القتال
1 - الفض الكسر والتفريق ويقال أغبت الحمى فلانا إذا أتته يوما وتركته يوما والمعنى أن الياء ضرب جبارا ضربة بسيف أبيض يصقل كل يوم ففض بها مجامع كتفيه
2 - بذي لجب أي بجيش ذي لجب واللجب ارتفاع الأصوات في الحرب والأزب الكثير الشعر والعوالي الرماح والمعنى لو كنا معكم لنصرناكم بجيش كثيف كأنه من كثرة رماحه كرجل كثير الشعر فكثرة الشعر كناية عن كثرة الرماح
3 - النأي البعد ومعنى واكتفيتم انفردتم بأنفسكم مستغنين عنا والحفى المستقصى في السؤال والمعنى لكننا رأيناكم لا تحتاجون إلى نصرتنا لقوتكم فتأخرنا عنكم على أننا مع تنائينا لا نقصر في السؤال عن أحوالكم فإن القلوب غير مائلة عن جادة الود
4 - أحد بني مرة ابن عباد وهو شاعر مخضرم وفد على النبي وروى ابن دريد هذا الشعر للنمر بن تولب في بني سعد وهم أخواله وقد أغاروا على أبله
5 - إذا كنت في سعد أراد بني سعد وفي العرب سعود كثيرة سعد تميم وسعد قيس وسعد هذيل وسعد بكر وغير ذلك وقوله فلا يغررك خالك جعل النهي في اللفظ للخال ولكن المعنى لا تغتر بخالك من سعد لأن المنهي

(1/200)


1 - ( فَإِنَّ ابْنَ أخْتِ الْقَوْمِ مُصْغًى إنَاؤُهُ ... إذَا لَمْ يُزَاحِمْ خَالهُ بِأَبٍ جَلْدِ )
2و - قال بعض بني جُهَيْنَة في وقعة كلب وفَزارة
_________
هو المخاطب معناه إذا كنت بعيدا عن وطنك من قبل أبيك وأعمامك وحاصلا في بني سعد لكون أمك منهم فلا تغتربهم
1 - المصغى الممال وذلك كناية عن نقصان الحق وضعف الجانب والمزاحمة المنافسة والجلد القوي والمعنى أن ابن أخت القوم لا يكون عزيز الجانب إلا إذا كان أعمامه أقوى من أخواله
2 - قال أبو رياش وخبر هذه الأبيات أنه لما كانت فتنة ابن الزبير وكان عبد الملك بن مروان يقاتل مصعب بن الزبير وكانت قيس زبيرية وكان زفر بن الحرث وعمير بن الحباب السلمي في ذلك العهد يغيران على كلب وكانت أبناء القيسيات من بني أمية يفخرون على أبناء الكلبيات بما تفعل بهم قيس في البدو والحضر فقال خالد بن يزيد للكلبيين هل رجل فيه خير يغير على بادية قيس وأنا أكفيه أمر السلطان فقال حميد بن بحدل خال يزيد بن معاوية أنا لها إن كفيتني فسار حميد بجمع من قومه بعد أن ولى على صدقات أهل البادية فأدرك ناسا من بني فزارة متفرقين للنجعة فأصاب أولهم زيد بن عيينة بن حصن وكان رجل صدق ولم يكن معه إلا بنوه فذبحوه وأخذوا إبله وأدركوا بجانب آخر خمسة من بني عيينة بن حصن فقاتلوهم قتالا شديدا ثم ظهروا على هؤلاء الفتية فأساؤا الضرب فيهم بالسيوف حتى حسبوا أنهم قتلوهم وسار الكلبيون من عشيتهم حتى أصبحوا بجانب العاه وهو اسم موضع فأدركوا بعض رجال من بني فزارة وما زال الشر ينمو بين القبيلتين حتى تقاتلوا في وقائع كثيرة يطول ذكرها

(1/201)


1 - ( الأَهَلْ أتَى الأَنْصَارَ أنَّ ابْنَ بَحْدَل ... حُمَيْداً شَفى كلْباً فَقَرَّتْ عُيُونُهَا )
2 - ( وأنْزَلَ قَيْساً بِالْهَوَانِ وَلَمْ تَكُنْ ... لِتُقْلِعَ إلاّ عِنْدَ أمْر يُهينُهَا )
3 - ( فَقَدْ ترِكَتْ قَتْلَى حُمَيْدِ بْنِ بَحْدَلٍ ... كَثيراً ضَوَاحِيهَا قَليلاً دَفِينُهَا )
4 - ( فانَّا وكَلْباً كالْيَدَيْنِ مَتَى تَقَعْ ... شِمَالُكَ فِي الْهَيْجَا تعِنْها يَمينُهَا ) 5
وقال المُنَخَّل بن الحرث اليشكري
6 - ( إنْ كُنْتِ عاذِلَتي فَسيِري ... نَحْوَ الْعِرَاقِ ولاَ تَحُورِي )
7 - ( لاَ تَسْأَلِي عَنْ جُلِّ مَالِي ... وَانْظُرِي كَرَمي وَخِيرِي )
_________
1 - ألا هل أتى الأنصار الخ معناه هل بلغ الأنصار أن حميد بن بحدل انتقم الكلب ففرحوا بذلك
2 - وأنزل قيسا الخ يعني أن ابن بحدل أهان قيس عيلان ولم يكونوا لينزجروا عن التعدي إلا إذا أهينوا وأذلوا
3 - فقد تركت أي قيس والضواحي البوارز والمعنى أن ابن بحدل قاتل قيسا بأشد القتال حتى إن القتلى منهم طرحت بارزة للشمس لم يدفن منهم أحد فالمراد بقوله قليلا دفينها نفى الدفن
4 - فإنا وكلبا الخ معناه نحن وهم كجسم واحد وكيد واحدة يقال للقوم إذا كانت نصرتهم واحدة هم يد واحدة
5 - هو المنخل بن مسعود بن عامر ابن ربيعة أحد بني يشكر شاعر جاهلي كان ينادم النعمان بن المنذر وهو الذي سعى بالنابغة الذبياني إلى النعمان في أمر المتجردة فلحق النابغة بآل جفنة الغسانيين خوفا من النعمان
6 - إن كنت عاذلتي الخ معناه إن كنت تعذليني فاذهبي عني فلست لي بصاحبة ولا تحوري أي لا ترجعي
7 - لا تسألي الخ جل الشيء معظمه والخير الكرم معناه إياك والسؤال عن معظم

(1/202)


1 - ( وفَوَارِسٍ كأُوَارِ حَرِّ ... النَّارِ أحْلاَسِ الذُّكُورِ )
2 - ( شَدُّوا دَوَابِرَ بَيْضِهِمْ ... فِي كِلِّ مُحْكَمةِ الْقَتيرِ )
3 - ( وَاسْتَلأَمُوا وَتَلَبَّبُوا ... إنَّ التَّلَبُّبَ لِلْمُغِيرِ )
4 - ( وعَلَى الْجيَادِ الْمُضْمَرَاتِ ... فَوَارِسٌ مثْلُ الصُّقُور )
5 - ( يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ الْغُبَارِ ... يجِفْنَ بِالنَّعَمِ الْكَثير )
6 - ( أقْرَرْتُ عَيْنِي مِنْ أُولَئكَ ... وَالْفَوَائِحِ بِالْعَبيرِ )
_________
ما عندي من المال بل سائلي عن كرمي ومحاسن أخلاقي يريد أنه ليس بكثير المال ولكنه كريم
1 - وفوارس أي ورب فوارس والأوار التوهج وأحلاس الذكور فرسان الخيل الملازمون ظهورها
2 - الدوابر الأواخر والبيض جمع بيضة الحديد تلبس في الرأس والقتير مسامير الدروع معناه أنهم ربطوا أواخر بيضات الحديد من جانب الخلف بالدروع خوفا من سقوطها عند جري الخيل
3 - واستلأموا أي لبسوا اللأمات وهي الدروع وتلببوا أي تحزموا للإغارة على العدو لأن التلبب من شأن المغير وكنى بذلك عن تهيؤهم للحرب واستعدادهم للإغارة
4 - الجياد جمع جواد والمضمرات التي ضمرت بالرياضة وكلاهما نعت للخيل يريد أن فوقها فوارس كالقصور في الخفة والسرعة عند تخطفهم الأقران
5 - وجف يجف إذا أسرع والمعنى أن هذه الخيل يخرجن من وسط الغبار فيسرعن السير مما أغارت عليه فرسانها من النعم الكثير
6 - من أولئك أي من الفوارس والفوائح بالعبير النساء والمعنى سرني أولئك الفوارس بظفرهم وطاب

(1/203)


1 - ( وَإذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَتْ ... بِجَوَانِبِ البَيْتِ الْكسِير )
2 - ( ألْفَيْتَنِي هَشَّ الْيَدَيْنِ ... بِمَرْيِ قِدْحِي أوْ شَجِيرِي )
3 - ( وَلَقَدْ دَخَلْتُ عَلَى الْفَتَاةِ ... الْخِدْرَ فِي الْيَوْمِ الْمَطِيرِ )
4 - ( الكَاعِبِ الْحَسْنَاءِ تَرْفُلُ ... فِي الدِّمَقْسِ وَفِي الْحَرِيرِ )
5 - ( فَدَفَعْتُها فَتَدَافَعَتْ ... مَشْيَ الْقَطَاةِ إلَى الْغَدِير )
6 - ( وَلَثِمْتُها فَتَنَفَّسَتْ ... كَتَنَفُّسِ الظَّبْيِ الْغَريرِ )
_________
خاطري برؤية النساء التي نشرت أريج العبير
1 - تناوحت أي هبت من كل جهة كناية عن الجدب والكسير الذي له كسور وهو ما مس الأرض من هداب خيامهم وفيها حبال تشد بها والمعنى إذا أجدبت البقاع واستخفت الرياح بالبيت ألفيتني الخ
2 - هش اليدين خفيفهما بمري قدحي أي بأجالته والشجير الغريب والمعنى إذا ظهر الجدب تجدني خفيف اليدين بإجالة أقداحي عند حضور الأيسار وأضم إليها القدح الغريب المستعار تكثيرا لها واهتزازا لكثرة الجود
3 - ولقد دخلت الخ معناه وافق دخولي على الفتاة في خدرها اليوم الماطر وخص اليوم الماطر لأنه يوم المؤانسة وفراغ البال ولا يصلح للصيد واللهو فيه أطيب لخلو البال فيه
4 - الكاعب البادي ثديها للنهود وترفل تختال والدمقس الحرير الأبيض والمعنى دخلت على الفتاة الجامعة للمحاسن وهي تختال في لباس الحرير الأبيض وغير الأبيض
5 - القطاة واحدة القطا لنوع من الطير والغدير قطعة من الماء يغادرها السيل والمعنى دافعتها فتدافعت أي مشت مشي القطاة في خفتها وسرعتها إذا قصدت الغدير
6 - الغرير ولد الظبي وهو الصغير والمعنى

(1/204)