صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
[ ديوان الحماسة |
1 - ( فَدَنَتْ وَقَالَتْ يا مُنَخَّلُ ... مَا بِجِسْمِكَ مِنْ حَرُورِ ) (1/205)
2 - ( مَا شَفَّ جِسْمي غَيْرُ حُبِّكِ ... فاهْدَئي عَنِّي وَسِيرِي )
3 - ( وأحِبُّهَا وَتُحِبُّني ... وَيُحِبُ ناقَتَهَا بَعِيرِي )
4 - ( وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ الْمُدَامَةِ ... بِالصَّغيرِ وبِالْكَبيرِ )
5 - ( فَإِذَا انْتَشَيْتُ فَإِنَّنِي ... رَبُّ الْخَوَرْنَقِ وَالسّدِيرِ )
6 - ( وإذا صَحَوْتُ فإِنّنِي ... رَبُّ الشُّوَيْهَةِ وَالْبَعيرِ )
_________
لما قبلت فاها وخدها تنفست الصعداء لمكاني منها واتحاد قلبي بقلبها كما يتنفس الظبي الغرير
1 - فدنت أي قربت والحرور حر الشمس معناه أنها رأتني على غير ما عهدته مني فقالت تتعجب ما بجسمك من حرور كما يقال ما لقينا من فلان على جهة الاستعظام والتعجب
2 - يقال شف جسمه يشف شفوفا نحل وضعف وقوله فاهدئي عني أي الزمي السكون وقوله وسيري أراد أمسكي عني وسيري في بسيرة حسنة والمعنى فكان من جوابي لها أنه ما غير حالتي وأضعف جسمي إلا ما داخلني من حبك وغرامك فاتركي هذا القول وسيري في بسيرة توافق حالي وارحميني على ما يحدث بي
3 - ويحب ناقتها بعيري هذه جملة يريد بها توكيد المحبة وطول الألفة بينهما
4 - المدامة ما عتق من الخمر وقوله بالصغير وبالكبير يريد بصغير ماله وكبيره أو يريد بالصغير الدرهم وبالكبير الدينار
5 - الخورنث قصر النعمان ابن المنذر والسدير نهر بناحية الحيرة والمعنى فإذا سكرت وأخذتني النشوة رأيت نفسي كالملك النعمان الذي بنى الخورنق وملك نهر الحيرة وما والاه
6 - وإذا صحوت الخ معناه وإذا ذهب عني السكر فأنا عائد إلى حالتي قبل
1 - ( يَا هِنْدُ مَنْ لِمُتَيَّمٍ ... يَا هِنْدُ لِلْعَانِي الأسِيرِ ) (1/206)
2 - ( يَعْكُفْنَ مِثْلَ أسَاودِ التَّنومِ ... لَمْ تُعْكَفْ بِزُورِ )
3و - قال باعث بن صُرَيم اليشكريّ
_________
السكر لا أملك إلا الشاة والبعير
1 - هند هذه بنت النعمان بن المنذر بن ماء السماء والمتيم من استعبده الحب والعاني المقيد يقول يا هند من لذلك المتيم بحبك الواقع في أسرك فينقذه مما هو فيه
2 - يعكفن الخ يجوز أن يكون هذا البيت في صفة النساء فيكون قوله يعكفن عن عكفت المرأة شعرها إذا ألزمت بعضه بعضا وجعلته ضفائر والأساود جمع الأسود من الحيات تشبه بها الضفائر والتنوم شجر تلتفت عليه تلك الأساود والمعنى يضفرن من الشعر ضفائر مثل أساود التنوم التي لا خلاف في عكوفها لأنها تلتوي بهذا الشجر ويجوز أن يكون في صفة الخيل والمعنى أن الخيل تجيء بالفرسان يضم بعضها إلى بعض وهم كالأساود من الحيات شجاعة وإقداما وعدم خوف من الشر
3 - هو شاعر جاهلي فارسى شجاع أحد بني غبر وكان من خبر هذا الشعر أن وائل بن صريم أخا باعث كان ذا منزلة من الملوك ومكان عندهم وكان مفتوق اللسان حلوه وكان جميلا فبعثه عمرو بن هند اللخمي ساعيا على بني تميم فأخذ الأتاوة منهم حتى استوفى ما عندهم غير بني أسيد بن عمرو ابن تميم وكانوا على طويلع فأتاهم ونزل بهم وجمع النعم والشاء فأمر بإحصائه فبينما هو قاعد على بئر أتاه شيخ منهم فحدثه فغفل وائل فدفعه الشيخ فوقع في البئر فاجتمعوا ورموه بالحجارة حتى قتلوه فبلغ الخبر أخاه باعث بن صريم فعقد لواء ونادى في غبر وآلي أن يقتلهم على دم وائل حتى يلقي الدلو فتمتلئ
1 - ( سَائِلْ أسَيِّدَ هَلْ ثأرْتُ بِوائِلٍ ... أمْ هَلْ شَفَيْتُ النَّفْسَ مِنْ بَلْبالِهَا ) (1/207)
2 - ( إذْ أرْسَلُوني مَائِحاً بِدِلاَئِهِمْ ... فَمَلأْتُهَا عَلَقاً إلى أسْبَالِهَا )
3 - ( إنِّي وَمَنْ سَمَكَ السَّمَاءَ مَكانَهَا ... والْبَدْرَ لَيْلَة نِصْفها وهِلاَلِهَا )
4 - ( آلَيْتُ أثْقَفُ مِنْهُمُ ذَا لِحْيَةٍ ... أبَدا فَتَنْظُرُ عَيْنُهُ فِي مالِها )
5 - ( وَخِمَارِ غانِيَةٍ عقَدْتُ بِرَأْسِها ... أُصُلاً وَكَانَ منَشَّراً بِشِمالِها )
_________
دما فقتل باعث منهم ثمانين وأسر عدة وقدم رجلا منهم يقال له قمامة فذبحه وألقى دلوه فخرجت ملأى بالدم ولم يزل يغير عليهم زمانا وقتل منهم فأكثر
1 - سائل أسيد أي اسأل هذه القبيلة هل ثأرت بوائل أي أخذت الثأر منهم والبلبال الاهتمام بطلب الثأر والمعنى اسأل عني أسيد تخبرك بأخذ ثأري من وائل وشفاء نفسي من همومها
2 - المائح الذي ينزل البئر ويملأ الدلو والعلق الدم وأسبال الدلو أعاليها وضرب ذلك مثلا لاهتمامه بثأر أخيه وإكثار القتل ممن قتله والمعنى انتقمت لهم من وائل وأجريت سيلا من الدم أي أكثرت القتل كالمائح بالدلاء
3 - سمك السماء أي رفعها بغير عمد والبدر معطوف على السماء والمعنى أقسم بالله تعالى الذي رفع السماء والبدر ليلة نصف الشهور وليلة هلالها وإنما أضاف النصف إلى السماء لأن البدر الذي يعرف به نصف الشهور في السماء
4 - آليت أي حلفت وأثقف أي لا أثقف بمعنى أظفر والمعنى أوجبت على نفسي بأني لا أظفر منهم بذي لحية أي سيد كريم إلا قتلته فلا تنظر عينه في ماله لأنه يفارقه بمفارقة روحه بدنه
5 - عقدت برأسها أي كنت السبب في عقدها له والأصل جمع أصيل ضد الغداة والمعنى ورب خمار غانية سبيت أول النهار عقدت خمارها برأسها آخره بعدما كان
1 - ( وَعَقِيلَةٍ يَسْى عَلَيْها قَيِّمٌ ... مُتَغَطْرِسٌ أبْدَيْتُ عَنْ خَلْخَالِها ) (1/208)
2 - ( وَكَتِيبةٍ سُفْعِ الْوُجُوهِ بَوَاسِلٍ ... كاْلأُسْدِ حِينَ تَذُبُّ عَنْ أشْبالها )
3 - ( قَدْ قُدْتُ أوَّلَ عُنْفُوَانِ رَعِيلِها ... فَلَفَفْتُها بِكَتِيبةٍ أمْثالها )
وقال الفِنْد الزِّمانَي تقدمت ترجمته
4 - ( أيَا طَعْنةِ مَا شَيْخٍ ... كَبيرٍ يَفَنٍ بَالِ )
_________
منشرا بشمالها لحيرتها من الخوف يريد أنه لما لحقها اطمأنت فجعلت خمارها على رأسها آمنة به
1 - العقيلة كريمة الحي والقيم الزوج والمتغطرس صاحب النخوة وقوله أبديت الخ معناه أغرت على حيها فشمرت ساقها للهرب فظهر خلخالها يقول ورب كريمة يحامي عليها زوجها وهو ذو نخوة وكبر هربت وقت إغارتي على حيها فظهر خلخالها عندما تشمرت للهرب يريد أنه ينفع ويضر لأن الرجل الكامل كذلك
2 - الكتيبة الجيش والسفع جمع أسفع وهو المسود الوجه من الشمس والبواسل الشجعان والأشبال أولاد الأسد والمعنى ورب جيش تغيرت ألوان وجوههم من حرارة الشمس وهم في الشجاعة والإقدام كالأسود التي تدافع عن أولادها
3 - أول عنفوان رعيلها الأول هنا بمعنى السابق والعنفوان أول الشيء والرعيل جماعة الخيل وأول صفها والمعنى قد سرت بسوابق أوائل الخيل أي الفوارس فجعلتهم خائضين في غمار كتيبة من الولم تكن في أقل منهم
4 - أيا طعنة الخ ما زائدة واليفن الشيخ الهرم واللفظ لفظ النداء ومعناه التعجب يتعجب من طعنة يتحدث بمثلها من شيخ هرم قد بلى لما أتى عليه من طول الزمان
1 - ( تُقيمُ الْمَأْتَمَ الأَعْلَى ... عَلَى جَهْدٍ وَإعْوالٍ ) (1/209)
2 - ( وَلَوْلاَ نَبْلُ عَوْضٍ فِي ... حُظُبَّايَ وَأوْصَالِي )
3 - ( لَطَاعَنْتُ صُدُورَ الْخَيْلِ ... طَعْناً لَيْسَ بِاْلآلِي )
4 - ( تَرَى الْخَيْلَ عَلَى آثارِ ... مُهْرِي فِي السَّنَا الْعَالِي )
5 - ( ولاَ تُبْقِي صُرُوفُ الدَّهْرِ ... إنْسَاناً عَلى حَالِ )
_________
1 - تقيم المأتم صفة للطعنة والمأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والأعوال رفع الصوت بالبكاء والمعنى أنها طعنة هائلة لا يرجى للمطعون بعدها الحياة بل يموت فتجتمع لموته النساء من أهل الشرف يشققن جيوبهم ويعولن عليه ووصف المأتم بالأعلى يدل على أنه قتل رئيسا
2 - ولولا نبل عوض الخ النبل اسم جمع للسهام والعوض الدهر والحظبي الجسم والأوصال جمع وصل وهو موصل العضوين أي ولولا سهام الدهر في جسمي وأوصالي أي مفاصلي وجواب لولا لطاعنت أول البيت بعده
3 - صدور الخيل أي صدور الفوارس والآلي المقصر والمعنى لولا حوادث الدهر ترمي في مفاصلي لطاعنت في صدور الفوارس طعانا لا تقصير فيه
4 - الآثار الأعقاب والسنا العالي كنى به عن بريق السلاح كأنهم يقدمونه ويتقون به ويجوز أن يراد به المجد ومعناه ترى الفرسان إذا تبعت أثري في مجد عال راضين برآستي وتقدمي عليهم لأن في ذلك شرفا لهم
5 - صروف الدهر نوائبه وتصاريفه وفي هذا البيت تسلية له فيما صار إليه من الضعف بعدما كان قويا يقول وأن نوائب الدهر وتصاريفه لا تبقي الإنسان على حالة واحدة لكثرة تغيرها واختلافها
1 - ( تفَتَّيْتُ بِهَا إذْ كَرِهَ ... الشِّكةَ أمْثَالِي ) (1/210)
2 - ( كَجَيْبِ الدِّفْنِسِ الْوَرْها ... عرِيعَتْ بَعْدَ إجْفَالِ )
وقال ربيعة بن مقروم تقدمت ترجمته
3 - ( أخُوكَ أخُوكَ مَنْ تَدْنو وتَرْجو ... مَوَدَّتَهُ وَإنْ دُعِيَ اسْتَجابَا )
4 - ( إذا حَارَبْتَ حَارَبَ مَنْ تعَادِي ... وَزادَ سِلاَحُهُ مِنْكَ اقْتِرابَا )
5 - ( وكُنْتُ إذَا قَرينِي جَاذَبَتْهُ ... حِبَالِي مَاتَ أو تَبعَ الْجِذَابَا )
6 - ( فإِنْ أهْلِكْ فَذِي حَنَقٍ لَظاهُ ... عَلَيَّ تَكَادُ تَلْتَهِبُ الْتِهابَا )
_________
1 - تفتيت أي تخلقت بأخلاق الفتيان والشكة ما يلبس من السلاح والمعني أنه وجد الفتوة في نفسه مع كبره وضعفه عن حمل السلاح كالشيوخ أمثاله لضعفهم عنه وكراهتهم له يريد بهذا البيت أنه طعن رجلين كانا على فرس في حرب البسوس فانتظما في رمحه من قوة الطعنة
2 - الدفنس الحمقاء والورهاء قليلة العقل وريعت أي أخيفت والأجفال الإسراع في المشي والمعنى أن هذه الطعنة لقوتها اتسع محلها كاتساع جيب المرأة الحمقاء التي تسرع في المشي وهي خائفة وربما مزقت جيبها في هذه الحالة
3 - أخوك الثاني توكيد للأول ومعناه أن أخاك الصادق الإخاء من تدنو منه بالقرب ونرجو مودته بالصدق وإذا دعوته لأمر اعتراك أجابك
4 - إذا حاربت الخ معناه إذا حاربت عدوك قرب منك هذا المؤاخى لك ومعه سلاحه ليعينك
5 - وكنت الخ معناه أن حبالي متينة محكمة القوى فإذا جاذبت خصمي بها مات قبل وصوله إلى أو صار منقادا لي ذليلا بجذبي له
6 فذي حنق أي رب ذي حنق والحنق
1 - ( مَخضْتُ بِدَلْوِهِ حَتَّى تَحَسَّى ... ذَنوبَ الشَّرِّ مَلأَى أوْ قُرَابَا ) (1/211)
2 - ( بِمِثْلِي فَاشهَدِ النَّجْوَى وَعَالِنْ ... بِيَ الأعْدَاءَ وَالْقَوْمَ الْغِضابَا )
3 - ( فإِنَّ الْمُوعِدِيَّ يَرَونَ دُونِي ... أسُودَ خَفِيَّةَ الْغُلْبَ الرِّقَابَا )
4 - ( كَأنَّ عَلَى سَوَاعِدِهِنَّ وَرْساً ... عَلاَ لَوْنَ الأشَاجِعِ أوْ خِضَابَا )
5و - قال سُلْميُّ بنُ رَبيعة من بني السِّيد بن ضَبَّةَ
_________
شدة الغضب يقول إن أمت فرب رجل ذي حقد وغضب تكاد نار عداوته تتوقد توقدا
1 - مخضت بدلوه أي حركتها لتمتلئ ودلوه كناية عن شره والتحسي شرب الماء قليلا قليلا والذنوب الدلو التي لها ذنب وقراب الماء المقارب الامتلاء والمعنى أنه أراد بي شرا فسقيته منه ذنوبا ممتلئة أو مقاربة الامتلاء ولم أزل أظهر عليه حتى عجز عن مقاومتي
2 - بمثلي فاشهد البيت معناه إن أردت شهود النجوى فشاهدها بمثلي وجاهر بي الأعداء وكاشفهم ليكفوا عنك فمثلي يصلح لدفع الشدائد وكشف النوائب
3 - فإن الموعدي أي الذين توعدوني بالشر وخفية ماسدة والغلب جمع أغلب وهو غليظ الرقبة والمعنى أن أعدائي يرون لقائي أشد عليهم من لقاء الأسود فلا يستطيعون إلي سبيلا
الورس نبت يصبغ به والأشاجع عروق ظاهر الكف والمعنى أن تلك الأسود دائمة الافتراس لا يفارق الدم سواعدها
5 - هو شاعر جاهلي أحد بني ضبة بن أدبن طابخة وكانت قد فارقته امرأته عاتبة عليه في استهلاكه المال وتعريضه النفس للمعاطب فلحقت بقومها فأخذ يتلهف عليها ويتحسر في أثرها فذلك حيث يقول هذا الشعر
1 - ( حلَّتْ تُماضِرُ غَرْبَةً فاحْتَلَّتِ ... فَلْجاً وَأهْلُكَ بِاللِّوَى فَالْحَلةِ ) (1/212)
2 - ( وَكأنَّ فِي الْعَيْنَيْنِ حَبَّ قَرَنْفُلٍ ... أوْ سُنْبُلاً كُحِلَتْ بِهِ فَانهَلَّتِ )
3 - ( زَعَمَتْ تُماضِرُ أنَّني إمَّا أمُتْ ... يَسْدُدْ أُبَيْنُوهَا الأَصاغِرُ خَلّتِي )
4 - ( تَربَتْ يَدَاكِ وَهَلْ رَأيْتِ لِقَوْمِهِ ... مِثْلي عَلَى يُسْرِي وَحِين تَعَلِّتِي )
_________
1 - تماضر اسم امرأة وغربة أي دارا بعيدة وفلج واد في طريق البصرة واللوى والحلة موضعان والمعنى أن تماضر نزلت بدار بعيدة منك فاستقرت وتوطنت في فلج ووافق حلول أهلك باللوى فالحلة وهذا يدل على بعد المزار لأن بين فلج والحلة مسيرة عشر وهذا الكلام توجع وتحسر
2 - وكأن في العينين المراد بهذا المثنى مفرده وهو عين والقرنفل والسنبل من أخلاط الأدوية التي تحرق العين فانهلت أي سالت والمعنى سالت الدموع من عيني حزنا على فراق تماضر يريد أنه ألف البكاء لتباعدها فجادت العين بإسالة الدمع وكأن فيها أحد هذين المهيجين للدموع
3 - زعم يتردد بين الشك واليقين والمراد هنا الظن ويقال سد فلان مسد فلان إذا ناب منابه وقام مقامه إما أمت ما زئدة مدغمة في إن الشرطية وأبينوها تصغير أبناء والخلة الحاجة والمعنى مما زعمته تماضر أن أبناءها الأصاغر يقومون مقامي بعد موتي وتكتفي بهم عني ويريد بهذا الكلام التوصل إلى الأبانة عن محله في الفضل وأنه لايغنى غناءه من الناس إلا القليل
4 - تربت يداك هذا التفات من الغيبة إلى خطابها ومعنى تربت يداك أي صار في يديك التراب وهذا اللفظ يستعمل في معنى الفقر والخيبة وهل رأيت الخ أقبل يوبخها ويخطئ رأيها ويكذب ظنها ويقبح اختيارها في افاتة
1 - ( رَجُلاً إذا مَا الناَّئِباتُ غَشِيِنَهُ ... أكْفَى لِمُعْضِلَةٍ وَإنْ هِيَ جَلَّتِ ) (1/213)
2 - ( وَمُناخِ نَازلَةٍ كَفَيْتُ وَفَارِسٍ ... نَهِلَتْ قَناتِي مِنْ مَطَاهُ وَعَلتِ )
3 - ( وإذا الْعَذَارَى بِالدُّخَانِ تَقَنَّعَتْ ... وَاسْتَعْجَلَتْ نَصْبَ الْقُدُورِ فَمَلَّتِ )
4 - ( دَارَتْ بأرْزَاقِ الْعُفَاةِ مَغَالِقٌ ... بِيَدَيَّ مِنْ قَمَعِ الْعِشَارِ الْجلّةِ )
_________
نفسها الحظ منه فقال أي هل رأيت لقومه رجلا مثلي يكثر العطاء في حالتي يسره وعسره حتى تعلقي رجاءك فيه وقوله حين تعلتي يريد أنه حين عسره تعتل حاله وتختل
1 - رجلا بدل من مثلي في البيت قبله والمعضلة الداهية وجلت أي عظمت والمعنى هل تجدين رجلا مثلي عند غشيان النوائب يكون أقوى مني دفعا لها يريد بذلك أنه سيد يركن إليه
2 - ومناخ نازلة الخ أقبل يعدد الخصال المجموعة فيه من الخير وما كانت كفايته مقسومة فيه ومصروفة إليه ومناخ مصدر أنخت والنازلة الداهية وكفيت يتعدى إلى مفعولين وقد حذفهما وقوله نهلت قناتي الخ جعل العلل والنهل هنا كناية عن الري والامتلاء والمطا الظهر يقول ورب نازلة أناخت ونزلت دفعت شرها وكفيت قومي الاهتمام بها ورب فارس نالت قناتي من ظهره فتورت منه علا ونهلا وكان الأليق بالحماسة أن يقول نهلت قناتي من حشاه لأن طعنه في ظهره وهو مولى منهزم لا يدل على الشجاعة
3 - العذارى جمع عذراء والتقنع لبس القناع وملت أي أدخلت الشيء في الملة والمعنى وإذا العذارى تولت العمل وصبرت على الدخان واستعجلت نصب القدور على النار ولكن شدة الجوع دعتهن إلى الملة وهي الجمر لاستبطاء إدراك القدور وإنما خص العذارى لفرط حيائهن وشدة انقباضهن
4 العفاة جمع عاف
1 - ( ولَقَدْ رَأبْتُ ثَأى الْعَشِيرةِ بَيْنَها ... وَكَفَيْتُ جَانِيهَا اللَّتَيَا وَالّتِي ) (1/214)
2 - ( وَصَفَحْتُ عَنْ ذِي جَهْلِها وَرَفَدْتُها ... نُصْحِي وَلَمْ تُصِبِ الْعشيرَةَ زَلَّتِي )
3 - ( وكَفَيْتُ مَوْلاَيَ الأحَمَّ جَرِيرَتِي ... وَحَبَسْتُ سَائِمَتِي عَلى ذِي الْخَلَّةِ )
4و - قال أُبيُّ بن سُلْمِيِّ بن ربيعة بن زبان الضبي
5 - ( وَخَيْلٍ تَلاَفَيْتُ رَيْعانَها ... بِعِجْلِزَةٍ جَمَزَى الْمُدَّخَرْ )
_________
وهو السائل الطالب للرزق والمغالق جمع مغلق وهو سهم الميسر والقمع جمع قمعة وهي رأس السنام والعشار جمع عشراء بضم العين وفتح الشين وهي الناقة الحاملة لعشرة أشهر والمعنى إذا كانت الحال كما ذكر أديرت القداح لتنال ذوو الحاجات من أعلى سنام النوق العظام
1 - الرأب الإصلاح والثأي الفساد واللتيا تصغير التي وهما اسمان للكبيرة والصغيرة من الدواهي يقول وكما ظهر غنائي في تلك الأبواب فلقد سعيت في إصلاح ذات البين من العشيرة وكفيت من جنى منها الجناية الصغيرة والكبيرة بالنفس والمال والجاه والعز
2 - وصفحت الخ معناه أنه يصفح عن ذوي الجهل من عشيرته ويمنحهم نصحه ولا يصيبهم من عثراته شيء يريد أنه ليس من أهل السفه وجناة الشر
3 - المولى ابن العم والأحم الأقرب والجريرة الجناية والسائمة المال الراعي والخلة الحاجة والفقر والمعنى لم أكلف خاصتي بشيء من جنايتي وجعلت مالي من الإبل والغنم وقفا عن ذوي الحاجات
4 - هو شاعر جاهلي أيضا
5 - ريعان كل شيء أوله والعجلزة الفرس الصلبة والجمزى المسرعة في السير والمدخر ما تدخره من جريها لوقت الحاجة إليها والمعنى ورب خيل مغيرة قيدت أوائلها بفرس صلب
1 - ( جَمُومِ الْجرَاءِ إذَا عُوقِبَتْ ... وَإنْ نُوزِقَتْ بَرَّزَتْ بِالْحُضُرْ ) (1/215)
2 - ( سَبُوحٍ إذَا اعْتَرَضَتْ ِفي الْعِنَانِ ... مَرُوحٍ مُلَمْلَمَةٍ كَالحَجَرْ )
3 - ( دُفِعْنَ عَلَى نَعَمٍ بِالْبِرَاقِ ... مِنْ حَيْثُ أفْضَى بِهِ ذُو شَمِرْ )
4 - ( فَلَوْ طَارَ ذُو حافِرٍ قَبْلَها ... لَطارَتْ وَلكِنَّهُ لَمْ يَطِرْ )
5 - ( فَمَا سَوْذَنِيقٌ عَلَى مَرْبَإٍ ... خَفيفُ الْفُؤَادِ حَدِيدُ النَّظَرْ )
_________
سريع يدخر جريانه لوقت الحاجة إليه
1 - جموم الجراء أي غير نافدة الجري إذا عوقبت أي طلب منها عقب وهو الجري بعد الجري وإن نوزقت من النزق وهو النشاط أي جرت معها الخيل الجري الأول برزت عليهم بالحضر أي بالجري الشديد والمعنى أنها لا ينفد جريها إذا طلب منها جري بعد جري وإذا جرت الخيل معها سبقتها بعدوها في أول جري تلك الخيل
2 - سبوح أي تسبح في السير كالسابح في الماء واعترضت في العنان أي جمحت والمروح من المرح وهو التبختر والململمة المجموعة الصلبة والمعنى أنها تسبح في السير عند عدم انقيادها فكيف بها إذا انقادت ولها التبختر كأنها في الجري كالحجر المدار
3 - دفعن أي الخيل وهو جواب ورب خيل تلافيت في البيت الأول والنعم الإبل والبراق جمع برقة وهو موضع فيه حجارة بيض وسود وأفضى به أي أداه إلى الفضاء وذو شمر اسم موضع والمعنى أن هذه الخيل أرسلت في تعاقب إبل بالبراق من حيث أداها إلى الفضاء ذو شمر
4 - فلو طار الخ معناه لو كان يطير فرس قبل هذه لطارت هذه من سرعتها ولكن هذا ما لا يكون
5 - السوذنيق من جوارح الطير وهو الشاهين والمربأ المكان المرتفع وقوله خفيف الفؤاد كناية عن النشاط وحدة النظر
1 - ( رَأَى أرْنَبًا سَنَحَت بِالْفَضاء ... فَبادَرَها وَلَجَاتِ الْخَمَرْ ) (1/216)
2 - ( بِأَسْرَعَ مِنْها ولاَ مِنْزَعٌ ... يُقَمِّصُهُ رَكْضُهُ بِالوَتَرْ )
3و - قال زيد الفوارس بن حصين الضبي
_________
نفوذه إلى مسافة بعيدة
1 - الأرنب يؤنث وسنحت بالفضاء أي برزت به والولجات مواضع الولوج جمع ولجة والخمر ما واراك من الشجر والمعنى أن ذلك الشاهين رأى أرنبا وافق بروزها بالفضاء فسبق إليها قبل أن تلج الأشجار الملتفة
2 - بأسرع منها خبر ما سوذنيق والمنزع السهم ويقمص أي يجري والركض تحريك الفارس رجليه على الفرس عند الاستحثاث وإنما جعل الركض للوتر لأنه هو الذي يزج بالسهم ويدفعه والمعنى ما سوذينق هذا وصفه بأسرع من فرسي ولا سهم يجريه ركض الوتر
3 - وجده ضرار ابن عمرو بن مالك بن زيد ينتهي نسبه إلى ضبة بن أد بن طابخة وهو شاعر جاهلي وكان أبوه ضرار بن عمرو يقال له الرديم لأنه كان إذا وقف في الحرب ردم ناحيته أي سدها وطالت رياسته في الحرب وغيرها وشهد يوم القرنتين ومعه ثمانية عشر من ولده وكلهم يقاتلون معه وزيد الفوارس كان فارسهم ولهذا قيل له زيد الفوارس وكان من خبر هذا الشعر أن زيد الفوارس أقبل هو وعلقمة بن مرهوب ورجل من بني هاجر ورجل من بني صبح وحسان ابن المنذر بن ضرار حتى نزلوا ببني جديلة من طيىء فأبى زيد وعلقمة أن ينزلا مع حسان وركبا وجوههما فقال أوس بن حارثة بن لأم لحسان من هذان معك فقال زيد الفوارس وعلقمة بن مرهوب فقال لابنه قيس اركب فارددهما علي فركب ثم قال إن أبي يقسم عليكما لترجعان فأبيا فأغلظ لهما
1 - ( تَألّى ابْنُ أوْسٍ حَلْفَةً لَيَرُدُّنِي ... عَلى نِسْوَةٍ كأَنَّهُنَّ مَفائِدُ ) (1/217)
2 - ( قَصَرْتُ لَهُ مِنْ صَدْرِ شَوْلَةَ إنَّمَا ... يَنِجِّي مِنَ الْمَوْتِ الْكَريمُ الْمُناجِدُ )
3 - ( دَعانِي ابْنُ مَرْهُوبٍ عَلَى شَنْءِ بَيْنَنا ... فَقُلْتُ لَهُ إنَّ الرِّماحَ مَصَايِدُ )
4 - ( وقُلْتُ لَهُ كُنْ عَنْ شِمالِي فإِنَّني ... سَأكْفيك إنْ ذَادَ الْمَنِيّةَ ذَائدُ )
_________
فرجع إليه زيد فقتله فلما رأى ذلك علقمة وكان مصارما لزيد قال يا زيد أذكرك الله أن تتركني فلما أبطأ على أوس ابنه تحذر حسان الذي كان عنده فركب هو وصاحباه فلما انتهوا إلى زيد ورأوا ما صنع قال لرجل هو أهون من معه ارجع إلى درعي نسيتها عند أوس فأتني بها فإن قال لك من أنت فقل أنا ضرار فرجع ذلك الرجل إلى أوس فقال له من أنت فقال أنا ابن ضرار فقتله وقال كريم بكريم
1 - تألى ابن أوس أي حلف وحلفة نصب على المصدر من غير لفظه والمفائد جمع مفأد وهي عيدان الحديد التي يشوي عليها اللحم يشير بذلك إلى خستهن
2 - قصرت له أي حبست ومنعت وشولة اسم فرسه والمناجد الشجاع والمعنى أنه منعه وحبسه عن دنوه من صدر فرسه لشدة دفاعه وأنجى نفسه لكونه سيدا مرجوا
3 - على شنء بيننا الشنأ البغض والعداوة إن الرماح مصايد أي أنها للرجال كالفخ للطير والمعنى أن ابن مرهوب استغاث بي فأجبته إلى ذلك على ما بيننا من العداوة وقلت له لا تخف فالرماح حبائل الرجال ومصايدهم وإني سأحفظك بها
4 - كن عن شمالي إنما أمره بذلك لأن الجهة اليمنى موضع الناصر وقوله إن ذاد المنية الخ أي إن ساق المنية سائق والمعنى كن في كنفي من الجانب الشمال فسأكفيك ما تخافه إن ذاد المنية ذائد أي دفعها دافع
1 - قال الرقاد بن المنذر بن ضرار الضبي (1/218)
2 - ( لَقَدْ عَلِمَتْ عَوْذٌ وَبُهْثَةُ أنَّني ... بِوَادِي حُمَامٍ لاَ أُحَاوِلُ مَغْنَما )
3 - ( وَلكِنَّ أصْحَابِي الذِينَ لَقيتهُمْ ... تَعَادَوْا سِرَاعًا واتَّقَوْا بِابْنِ أزْنَما )
4 - ( فَرَكّبْتُ فِيهِ إذْ عَرَفْتُ مَكَانَهُ ... بِمُنْقَطَع الطّرْفاءِ لَدْنًا مُقَوَّمَا )
5 - ( وَلَوْ أنَّ رُمْحِي لَمْ يَخُنِّي انْكِسَارُهُ ... جَعَلْتُ لَهُ مِنْ صَالِحِ الْقَوْمِ تَوْأمَا )
_________
1 - هو شاعر جاهلي
2 - عوذ وبهثة قبيلتان الأولى عوذ بن غالب من بني عبس والثانية بهثة من عبد الله بن غطفان ومعنى البهثة في اللغة ولد البغي والحمام بضم الحاء حمى الإبل والدواب والمعنى لقد علمت هاتان القبيلتان أني قصرت مرادي في هذه الواقعة على طلب الثأر دون طلب المغنم
3 - ولكن أصحابي يريد بهم أعداءه وتعادوا سراعا أي تبادروا مسرعين واتقوا بابن أزنما أي جعلوه وقاية لهم والمعنى أن أعدائي الذين لقيتهم للقتال انحازوا مسارعين إلى ابن أزنم وجعلوه بيني وبينهم يريد بذلك أن ابن أزنم ثبت في وجه القوم يشغلهم ليسلم أصحابه
4 - بمنقطع الطرفاء متعلق بركبت والطرفاء شجر واللدن المقوم هو الرمح والمعنى فوضعت فيه رمحي بعدما عرفت محله من أصحابه بمنقطع الطرفاء وهو مستتر بهم لأنه لو قتل قبلهم انهزموا
5 - الضمير في له يرجع إلى ابن أزنم والمراد بصالح القوم السيد الشريف منهم والتوأم من يولد مع آخر في بطن وأراد به مطلق الجمع مجازا والمعنى خانني رمحي وانكسر ولولا ذلك لطعنت به معه صالح القوم فيكونان كالتوأمين وخص الصالحين من القوم لأنهم يتبجحون بقتل الملوك والرؤساء
1 - ( وَلَوْ أنَّ فِي يُمْنَى الْكَتِيبَةِ شَدّتِي ... إذًا قَامَتِ الْعَوْجَاءُ تَبْعَثُ مَأتَما ) (1/219)
وقال أيضاً
2 - ( إذَا الْمُهْرَةُ الشّقْرَاءُ أدْرَكَ ظهْرُهَا ... فَشَبَّ الإِلهُ الْحَرْبَ بَيْنَ الْقَبائل )
3 - ( وَأوْقَدَ نَارًا بَيْنَهُمْ بِضِرَامِهَا ... لَها وَهجٌ لِلْمُصْطَلى غَيرُ طَائل )
4 - ( إذَا حَمَلتْني وَالسِّلاَحَ مُشِيحَةً ... إلَى الرَّوْعِ لَمْ أُصْبِحْ عَلى سِلْم وَائل )
5 - ( فِدى لِفَتًى ألْقَى إلَيَّ بِرَأْسِها ... تِلاَدِي وَأهْلي مِنْ صَدِيقٍ وَجَامِل )
_________
1 - الكتيبة الجيش والشدة الحملة على العدو والعوجاء المراد بها أم ابن أزنم والمعنى لو كانت حملتي في يمنى الكتيبة لكنت قتلت ابن أزنم وقامت أمه تهيج المأتم للنوح عليه وهذا الكلام يدل على أنه خفي عليه موضعه هل هو في الميمنة أم في الميسرة
2 - المهرة ولد الفرس والشقراء الحمراء وأدرك ظهرها من أدرك الثمر إذا أمكن الانتفاع به فشب الإله الحرب أي أوقدها وهذا دعاء والمعنى إذا قوي ظهرها وصار بحيث يركب فشب الله الحرب حينئذ بين القبائل يريد أنه إذا ركبها فلا يبالي بالحروب
3 - وأوقد نارا الخ من جملة الدعاء عليهم وهذا الكلام يدل على استعجالهم لحصول الحالة التي يتمناها والضرام دقاق الحطب والوهج الاشتعال والطائل النافع والمعنى أثار الله أسباب الحرب ملتهبة لا ينفع إشعالها من اصطلى بها وخص الضرام لأن النار تسرع فيه فيعلو لهبها
4 - المشيحة الفرس القوي الحذر والروع الحرب والمعنى إذا ركبت المهرة وأنا لابس السلاح مسرعا إلى الحرب فلا أسالم عند ذلك بني وائل
5 - ألقى إلي برأسها أي وهبها لي
1 - قال شَمعَلةُ بن الأخضَر بن هُبَيرَة (1/220)
2 - ( وَيَوْمَ شَقِيقَةِ الْحَسَنيْنِ لاَقتْ ... بَنُو شَيْبان آجَالاً قِصَارَا )
3 - ( شَكَكْنا بِالرِّماحٍ وَهُنَّ زُورٌ ... صِماخَيْ كَبْشِهمْ حَتَّى اسْتَدَارا )
_________
والتلاد المال القديم والصديق تفسير للأهل والجامل أي الجمال وهي الإبل تفسير للمال القديم والمعنى أفدى بمالي القديم وأهلي المصادقين فتى ملكني هذه المهرة ومكنني منها
1 - وأبو هبيرة المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك ينتهي نسبه إلى ضبة بن أد وهو شاعر جاهلي وهو أخو الفضل بن الأخضر الآتي وهذا يذكر فيه يوم الشقيقة وذلك أن قوما من بني شيبان فيهم بسطام بن قيس الشيباني أغاروا على بني ضبة واستاقوا إبلهم فهب بنو ضبة وأدركوا بسطام بن قيس فلما لحقوه جعل بسطام يعرقب الإبل فقالوا له يا بسطام ما هذا السفه لا تعقرها لا أبالك إمالنا وإمالك ثم ضربه عاصم بن خليفة الضبي فقتله وكان عاصم ضعيفا ورأته أمه ذات يوم ومعه حديدة فقالت له ما تفعل بهذه فقال أقتل بها بسطاما فقالت مستنكرة أستك أضيق من ذلك
2 - الشقيقة رملة عظيمة والحسنان رملتان وقيل الحسنان كثيب ضم إليه قطعة أرض بقرب منه وكان فيه مقتل بسطام بن قيس الشيباني والمعنى أذكر يوم شقيقة الحسنين الذي قصرت فيه آجال بني شيبان أي لاقوا الموت فيه
3 - شككنا بالرماح أي نظمنا بها وهن زور الضمير للخيل والزور أجمع أزور وهو المنحرف والصماخ خرق الأذن الموصل للرأس والكبش سيد القوم واستدار أي أخذه دوار في رأسه والمعنى أن يوم الشقيقة هو اليوم الذي نظمنا فيه صماخى سيدهم وهو بسطام والخيل
1 - ( فخَرَّ عَلَى الألاءَةِ لَمْ يُوَسَّدْ ... وَقَدْ كانَ الدِّمَاءُ لَهُ خِمَارَا ) (1/221)
2و - قال حُسَيْل بن سُجَيْح الضبي
3 - ( لَقَدْ عَلِمَ الْحَيُّ الْمُصَبَّحُ أنَّني ... غدَاةَ لَقِينَا بِالشُّرَيْفِ الأحامِسا )
4 - ( جَعَلْتُ لَبَانَ الْجَوْنِ لِلْقَوْمِ غَايَةً ... مِنَ الطعْنَ حتَّى آضَ أحْمَرَ وَارِسا )
5 - ( وأرْهَبْتُ أُولَى الْقَوْمِ حَتَّى تَنَهْنَهُوا ... كَما ذُدْتَ يَوْمَ الْوِرْدِ هِيماً خَوَامِسا )
_________
منحرفة للطعن أي طعناه حتى سقط قتيلا
1 - فخر على الألاءة أي سقط عليها وهي شجرة حسنة المنظر قبيحة المخبر لمرارتها والمعنى أن بسطاما سقط على الآلاءة مقتولا من غير وساد يوضع تحته غريقا في دمه كأنه لبس خمارا أحمر
2 - هو شاعر جاهلي وكان من حديثه في هذا الشعر أن بنى ضبة انتجعوا أرض بني عامر بالشريف فطلبهم بنو عامر فسار حسيل في آخريات بني ضبة فمنع بني عامر من النيل منهم وقال هذه الأبيات
3 - المصبح الذي يصبحه القوم بالغارة والشريف ماء لبني نمير بنجد وله يوم والأحامس لقب قريش وكنانة وجديلة ومن تابعهم في الجاهلية لتحمسهم في دينهم أو لاحتمائهم بالحمساء وهي الكعبة والمعنى لم يجهل الحي الذين صبحناهم بالغارة أنني كان من أمري كذا وكذا في الغداة التي لقينا فيها الأحامس بالشريف ويوضحه البيت بعده
4 - جعلت لبان الجون الخ خبر أن في البيت الأول وجعلت بمعنى صيرت واللبان الصدر والجون اسم فرسه وآض صار والورس صبغ أحمر والمعنى قد علم القوم الذين صبحناهم بالغارة أني جعلت صدر فرسي غرضا للطعن حتى صار بالدم كالمصبوغ بالورس
5 - حتى تنهنهوا أي كفوا ورجعوا والهيم التي بها الهيام وهو داء يصحبه العطش الشديد
1 - ( بِمُطّردِ لدْنٍ صِحَاحٍ كُعُوبُهُ ... وَذِي رَوْنَقٍ عَضْبٍ يَقُدُّ الْقَوَانِسا ) (1/222)
2 - ( وبَيْضَاءَ مِنْ نَسْجِ ابنِ دَاوُدَ نَثْرَةٍ ... تَخَيَّرْتُها يَوْمَ اللِّقاءِ الْمَلاَبِسا )
3 - ( وَحِرْميّةٍ مَنْسُوبَةٍ وَسَلاَجِمٍ ... خِفافٍ تَرَى عَنْ حَدِّها السُّمَّ قالِسا )
_________
والخوامس العطاش عطش الخمس والخمس أن ترعى ثلاثة أيام وترد الماء في الرابع فيكون لها ازدحام يوم الورد والمعنى لم أترك القوم حتى خوفت أوائلهم فكفوا وذلك كما تكف إبلا عطاشا عطش الخمس بكسر الخاء فازدحمت على الماء يريد أنهم شجعان يتعالون عليه وهو يهددهم ويطردهم
1 - المطرد الرمح المستقيم واللدن اللين والكعب ما بين العقدتين ورونق السيف ماؤه وحسنه يقد القوانسا أي يقطعه طولا والقوانس جمع قونس وهو أعلى بيضة الحديد والمعنى أرهبت القوم وحملت عليهم برمح مستقيم لين صحيح الكعوب وعضب أي سيف ذي حدة يقطع أعالي بيضة الحديد
2 - وبيضاء أي درعا من نسج ابن داود أي من منسوجه ومن عادة العرب أن تقيم الابن مقام الأب والأب مقام الابن والنثرة المحكمة والملابس منصوب بعد حذف حرف الجر أي تخيرتها يوم اللقاء من الملابس وإعراب بيضاء بالجر لعطفه على بمطرد أي وبدرع بيضاء من عمل ابن داود محكمة النسج اخترتها من ملابسي يوم القتال
3 - وحرمية أي قوس متخذة من شجر الحرم والسلاجم الطوال صفة لمحذوف أي وسهام طوال وقالسا حال من السم أخرجه مخرج النسب أي ذا قلس وهو من قلس البحر إذا قذف ما فيه والمعنى وبقوس معروفة النسب وسهام طوال خفيفة على اليد ترى السم مقذوفا عن حدها إذا ضرب بها فهي سم ساعة فكما لا يعيش ملدوغ السم
1 - ( فَما زِلْتُ حَتَّى جَنَّني اللَّيْلُ عَنْهُمُ ... أُطَرِفُ عَنِّي فارِسًا ثُمَّ فارِسا ) (1/223)
2 - ( وَلاَ يَحْمَدُ الْقَوْمُ الْكِرَامُ أخاهُمُ العَتيدَ ... السّلاَحِ عَنْهُمُ أنْ يُمارِسا )
3و - قال مُحْرزَ بنُ المكعْبر الضَّبيّ
4 - ( نَجَّى ابنَ نُعْمانَ عوْفًا مِنْ أسِنّتِنا ... إيغَالُهُ الرَّكْضَ لَمَّا شاَلتِ الجِذَمُ )
5 - ( حَتَّى أتى عَلمَ الدَّهْنا يُوَاعِسُهُ ... وَاللهُ أعْلمُ بالصَّمَّانِ مَا جَشِمُوا )
_________
الناقع لا يعيش المضروب بها
1 - جنني الليل عنهم أي حال بيني وبينهم أطرف عني الخ أي أصرف عني فارسا بعد فارس والمعنى أنه دام على قتالهم وقتلهم إلى الليل
2 - العتيد المعد وعنهم يتعلق بالعتيد أي المعد السلاح للدفاع عنهم النائب منابهم والممارسة المزاولة والمجالدة والمعنى أن الإنسان إذا كان يؤدي ما عليه من حماية الحقيقة باليد واللسان فليس ذلك لأن يحمده قومه على ممارسته لأن ذلك واجب عليه بل الحمد فيما يزيد على الواجب
3 - هو شاعر جاهلي وشهد يوم الكلاب الثاني وهو اليوم الذي كان بين بني الحرث بن كعب وبني تميم وغيرهم من العرب
4 - عوف بن نعمان من بني شيبان وهو سيد بني هند والإيغال الإسراع في إبعاد وشالت أي ارتفعت والجذم جمع جذمة ولعله أراد بها قطعة من الخيل على سبيل المجاز والمعنى ما نجى ابن نعمان من أسنتنا إلا شدة ركضه الخيل وإمعانه في الهرب لما تفرق عنه قومه
5 - العلم الجبل والد هنا موضع في بلاد تميم بنجد والمواعسة السير في الرملة اللينة والصمان الأرض الصلبة ويقال جشم الأمر الأمر تكلفه بمشقة والمعنى أن ابن نعمان ما زال هاربا منا حتى أتى إلى جبال الدهنا يسير في وعسائها والذي قاسوه بالصمان من الشدائد علمه عند الله تعالى
1 - ( حتَّى انْتَهَوْا لِميَاهِ الْجَوْفِ ظَاهِرةً ... مَا لمْ تَسِرْ قَبْلهُمْ عادٌ ولا إرَمُ ) (1/224)
2و - قال عامر بن شقيق من بني كوز بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك
3 - ( ألاَ حَلَّتْ هُنَيْدَةُ بَطْنَ قَوٍّ ... بأقْوَاعِ الْمَصامَةِ فالْعُيُونا )
4 - ( فإِنكِ لوْ رَأيْتِ وَلنْ تَرَيْهِ ... أكَفَّ الْقَوْمِ تَخْرُقُ بالْقنُينَا )
5 - ( بِذِي فِرْقيْنِ يَوْمَ بَنُو حُبَيْبٍ ... نُيُوبَهُمُ عَليْنا يَحْرُقُونَا )
_________
1 - الجوف واد وظاهرة منصوب على أنه مصدر مما دل عليه حتى انتهوا وقوله عاد ولا إرم قال أبو هلال عاد وإرم واحد فجعلهما اثنين غلط والمعنى ما زالوا سائرين حتى صاروا إلى مياه هذا الوادي منتصف النهار سيرا لم تر مثله واحدة من هاتين الأمتين القويتين لما دخل عليهم من الرعب
2 - هو شاعر جاهلي
3 - هنيدة امرأة وقو موضع والأقواع جمع قاع وهي الأرض السهلة والمصامة موضع والمعنى أنه يخبرهم بحلول هنيدة بهذه المواضع موضعا بعد موضع
4 - ولن تريه جملة دعائية وأكثر ما يقع الدعاء يكون بلا ويجيء بلن قليلا وتخرق أي تثقب هذا إذا قرئ مبنيا للمفعول وإن كان مبنيا للفاعل فيكون من الخرق ضد الرفق كأن الأكف كانت تخرق في الطعن ولا ترفق لشدة الأمر والقنين جمع قناة يقول إنك لو رأيت ولا أراك الله مشهد القوم وأكفهم تخرق بالرماح لرأيت أمرا عظيما فجواب لو محذوف
5 - ذو فرقين هضبة في بلاد بني أسد متعلق بلو رأيت في البيت قبله ويوم بنو حبيب ظرف للو رأيت أيضا ويقال فلان يحرق أنيابه إذا حك بعضها ببعض تهديدا وهو كناية عن شدة الغيظ والمعنى أنك لو رأيت أيضا بذي فرقين يوم بني حبيب وهم غضاب علينا لعجبت من بأسنا وشجاعتنا
1 - ( كَفاكِ النَّأْيُ مِمَّنْ لَمْ تَرَيْهِ ... وَرَجَّيْتِ الْعَوَاقِبَ لِلْبَنِينَا ) (1/225)
2و - قال أبو ثمامة بن عازب الضبي
3 - ( رَدَدْتُ لِضَبَّةَ أمْوَاهَها ... وَكَادَتْ بِلاَدُهُمُ تُسْتَلَبْ )
4 - ( بكَرِّ الْمَطِيِّ وَإتبَاعِهِ ... وَبِالْكُورِ أرْكَبُهُ وَالْقَتَبْ )
5 - ( أُخَاصِمُهُمْ مَرَّةً قَائِمًا ... وأجْثُوا إذَا مَا جَثَوْا لِلرُّكَبْ )
_________
1 - كفاك النأي أي أغناك البعد والمعنى اكتفى ببعدك ممن لا تطيقي النظر إليه وهو مصروع في المعركة ولا تعلقي رجاءك به بل علقي رجاءك بأن الله تعالى يحسن العقبى لأولادنا إذا بلغوا طلبوا ثأرنا
2 - واسمه البراء وهو شاعر جاهلي مقل فارس وكان أبو ثمامة مقيما على مياه ضبة وهم منتجعون فجاء قوم يريدون التغلب عليها فطردهم عنها أبو ثمامة وقومه وقال رددت لضبة أمواهها الخ فهذا سبب أبياته
3 - الأمواه جمع ماء والاستلاب هنا كناية عن الجدب وكأنه مأخوذ من قولهم شجرة سليب سلبت ورقها وأغصانها يقول دافعت عن ضبة ورددت إليها ماءها ولولا ذلك لوقعوا في الجدب ويجوز أن يكون باقيا على حقيقته وهو الاختلاس والمعنى دافعة عن بني ضبة وملكتهم أموالهم ولولا دفاعي عنهم لتغلبت عليهم الأعادي وسلبت منهم بلادهم
4 - بكر المطي متعلق برددت في البيت الأول والمطي جمع مطية والاتباع الموالاة والكور الرحل والقتب الأكاف على قدر السنام والمعنى ما زلت أكر عليهم بالخيل والإبل حتى طردتهم عن المياه
5 - المخاصمة المنازعة والمغالبة وقائما انتصب على الحال ويقال جثا لركبتيه إذا سقط والمعنى لا زلت أخاصمهم فإن قاتلوني وهم قائمون قاتلتهم قائما وإن قاتلوني وهم جالسون
1 - ( وَإنْ مَنْطِقٌ زَلَّ عَنْ صَاحِبِي ... تَعَقَّبْتُ آخَرَ ذَا مُعْتَقَبْ ) (1/226)
2 - ( أفرُّ مِنَ الشَّرِّ فِي رِخْوَةٍ ... فَكَيْفَ الْفِرَارُ إذَا مَا اقْتَرَبْ )
وقال أبو ثمامة أيضاً
3 - ( قُلْتُ لِمُحْرِز لَمَّا الْتَقَينَا ... تَنَكَّبْ لاَ يُقَطِّرْكَ الزِّحَامُ )
4 - ( أتَسْأَلُني السَّوِيَّةَ وَسْطَ زَيْدٍ ... ألاَ إنَّ السَّوِيَّةَ أنْ تضَامُوا )
_________
على الركب قاتلتهم وأنا جالس عليها أشد القتال
1 - وإن منطق زل فيه قلب والأصل وإن زل صاحبي في منطق وتعقبت آخر أي أخذت طريقا آخر وذا معتقب أي ذا مطلع والمعنى وإن زل صاحبي في منطق ولم يوافق الصواب أو لم يعد بصلاح عدلت عنه وطلبت آخر مكانه
الفرار الصد والإعراض وعدم الإقبال على الشيء والرخوة الرخاء وأراد به وقت عدم أسباب الشر وقوله فكيف الفرار الخ يريد به إنكار أن يفر من الشر ويعرض عنه وقت إقباله عليه واقترابه منه والمعنى أنه لا يبتدئ خصمه بالشر ما دام مستقيما ولكن إذا أبى خصمه إلا الشر والحرب فليس من عادته أن يفر من الحرب عند قرب وقتها وحلوله
3 - قلت لمحرز الخ هذا الكلام تهكم واستهزاء ومحرز اسم رجل وتنكب أي تباعد وكن جانبا ولا يقطرك أي لا يصرعك والمعنى قلت لمحرز لما التقينا تباعد مني واحذر الزحام لا يقتلك يستهزئ بمحرز ويصفه بأنه جبان لم يباشر الشدائد
4 - السوية الإنصاف وزيد قبيلة محرز والضيم الإذلال والقهر والمعنى أنه يستهزئ بمحرز ويقول له أتطلب مني إنصافك وأنت وسط عشيرتك كلا بل الإنصاف أن نقهركم حتى تنقادوا وتخضعوا لنا وهذا كقول الآخر
1 - ( فَجَارُكَ عِنْدَ بَيْتِكَ لَحْمُ ظَبْيّ ... وَجارِي عِنْدَ بَيْتي لاَ يُرَامُ ) (1/227)
2و - قال عبد الله بن عَنَمَةَ الضبي
3 - ( أبْلِغ بَنِي الْحَارِثِ الْمَرْجُوَّ نَصْرُهُمُ ... وَالدَّهْرُ يُحْدِثُ بَعْدَ الْمِرَةِ الْحَالاَ )
4 - ( أنا تَرَكْنا فَلَمْ نَأْخُذْ بِهِ بَدَلاً ... عِزًّا عِزِيزاً وَأعْمَامًا وَأخْوالاَ )
5 - ( قَدْ كُنْتُ آخُذ حَقِّي غَيْرَ مُهْتَضَمٍ ... وَسْطَ الرِّبابِ إذَا الْوادِي بِهِمْ سَالا )
_________
( تحية بينهم ضرب وجيع ... ) فالضرب لا يكون تحية
1 - لحم ظبي هذا كناية عن الذل والهوان يتناوله كل أحد وقوله لا يرام أي لا يقصد ولا يناله أحد بسوء ومعناه أن جارك لضعفك ذليل مثل ظبي يتناوله كل مفترس وأن جاري لقوتي عزيز لا يقدر أحد أن يصل إليه وإنما قال ذلك لأن النزاع بينهما كان بسبب جار كأنه يقول لمحرز من باب التهكم به هل أنت مثلي حتى تعارضني
2 - وجده حرثان بن ثعلبة بن ذؤيب بن السيد بن مالك ابن بكر بن سعد بن ضبة وهو شاعر مخضرم شهد حرب القادسية
3 - المرة الطريقة التي يستمر عليها الشيء وأراد أن الدهر يحدث حالا بعد حال والمعنى بلغ رسالتي بني الحارث الذين اخترناهم على قومنا طمعا في نصرهم لنا فلم نجدهم كذلك والدهر يحدث الحال بعد الحال يريد أنهم يميلون مع كل ريح
4 - أنا تركنا الخ أي بلغهم أنا تركنا قومنا وأهلنا وكان لنا فيهم عز ومنعة واخترناكم عليهم لكي تنصرونا فلم نجدكم خير بدل لنا
5 - غير مهتضم أي غير مقهور والرباب أحياء ضبة سموا بذلك لأنهم أدخلوا أيديهم في رب وتعاقدوا والمعنى كنت قادرا على أخذ حقي غير مقهور ولا مغلوب وسط الرباب إذا جاؤا كالسيل المنهمر تمتلئ بهم الطرق والفجاج لا يرد وجوههم شيء
1 - ( لاَ تَجْعَلُونا إلَى مَوْلىً يَحُلُّ بِنَا ... عَقْدَ الْحِزامِ إذَا ما لِبْدُهُ مَالاَ ) (1/228)
2 - ( مَوْلىً مِنَ الْخَوفِ يُدْعى وَهْوَ مُشْتَمِلٌ ... تَرَى بهِ عَنْ قِتالِ الْقَوْمِ عُقَّالاَ )
وقال أيضاً
3 - ( مَا إنْ تَرى السيِّدُ زَيْدًا فِي نُفوسهِمِ ... كمَا تَراهُ بَنُو كُوز وَمَرْهُوبُ )
4 - ( إنْ تسْأَلُوا الْحَقَّ نُعْطِي الْحَقَّ سائِلَهُ ... والدِّرْعُ مُحْقَبَةٌ وَالسِّيْفُ مقْرُوب )
5 - ( وَإنْ أبَيْتُمْ فَإِنَّأ مَعْشَرٌ ... لاَ نَطْعَمُ الْخَسْفَ إنَّ السُّمَ مَشْرُوبُ )
_________
1 - المولى ابن العم وحل عقد الحزام كناية عن ضعف الفارس والمعنى لا تجعلونا موكولين إلى ابن عم يخذلنا ويعين علينا في الحرب كلما رأى السرج مال بنا حل عقد حزامه ليضعف أمرنا
2 - مولى من الخوف الخ أي لا تلجؤنا إلى مولى يدعي إلى القتال وهو مرتد بالخوف فكيف يدنو من المعركة والرعب آخذ بمجامع قلبه
3 - ما إن ترى السيد الخ إن زائدة مؤكدة لما النافية والسيد وزيد وبنو كوز وبنو مرهوب أحياء من ضبة وزيد وكوز أخوان ابنا كعب ابن بجالة والسيد أخو ذهل بن مالك ومرهوب هو ابن عبيد بن هاجر بن كعب والمعنى أن بني السيد لا يوجبون لبني زيد في نفوسهم من الحرمة والنصرة ما يوجبه لهم بنو كوز وبنو مرهوب
4 - والدرع محقبة الخ أي والدرع مشدودة في الحقيبة وكذلك كانت تفعل العرب بالدروع إذا هموا بالقتال استخرجوا الدروع من الحقائب فلبسوها والسيف مقروب أي في القراب أي في غمده والمعنى نحن لنانية في الخير فإن أردتم حقن الدماء صالحناكم على ذلك ووضعنا الدروع في الحقائب والسيوف في أغمادها وتركنا القتال وإن أبيتم أظهرناها لكم
5 - معشر أنف المعشر الجماعة والأنف جمع أنوف
1 - ( فازْجُرْ حِمارَكَ لاَ يَرْتَعْ بِرَوْضتِنا ... إذًا يُرَدُّ وَقَيْدُ الْعَيْرِ مَكْرُوبُ ) (1/229)
2 - ( إنْ تَدْعُ زَيْدٌ بَني ذُهْلٍ لِمَغْضَبَةٍ ... نَغْضَبْ لِزرْعَةَ إنَّ الْفَضْلَ مَحسُوبُ )
3 - ( ولاَ تَكُونَنْ كَمُجْرَى دَاحِسٍ لَكُمُ ... فِي غَطَفانَ غَدَاةَ الشِّعْبِ عُرْقُوبُ )
وقال الفضل بن الأخضر بن هبيرة الضبي
_________
وهم أصحاب الحمية والغضب والخسف الذل وإن السم مشروب معناه أن النفس العزيزة تصبر على شرب السم ولا تصبر على الهوان والمعنى وإن أبيتم أن تسألون الصلح فنحن ذوو حمية أي شرف نفس تصبر نفوسنا على شرب السم ولا تصبر على أن يتعالى علينا غيرنا واستعار الطعم والشرب لتجرع الغصة وتوطين النفس على المشقة عند إزالة الذلة ورد الكريهة يريد إن أبيتم الحق فإنا لا نقر بالخسف ونؤثر عليه شرب السم
1 - فازجر حمارك أي كف أذاك فالحمار كناية عن الأذى ورتعت الماشية رتعا ورتوعا رعت كيف شاءت والروضة الموضع المعجب بالزهور وقيد العير مكروب أي قيده مضيق عليه يقول كف عن التعرض لنا والدخول في حريمنا فإنك إن لم تفعل ذلك ذممت عاقبة أمرك وضاق بك المتسع
2 - زيد وبنو ذهل وزرعة قبائل وقوله إن الفضل محسوب أي إن لنا من الفضل مثل ما لكم والمعنى إن تدع بنو زيد قومها لأمر أغضبها أجبنا نحن قومنا أيضا إذا دعونا لمثل ذلك وغضبنا لهم فلا يكون أحد أفضل منا في حماية الحقيقة
3 - كان التنازع بينهم في رهبان وقع على عرقوب وهو فرس لهم وغداة ظرف لمجرى وجعل النهي في اللفظ لعرقوب وهو في المعنى لهم حذرهم استعمال اللجاج لئلا يتأدى الأمر إلى مثل ما تأدى في رهان داحس والغبراء يقول لا يكونن جرى
1 - ( ألا أيُّها ذَا النَّابِحُ السيِّدَ إنَّنِي ... عَلَى نَأْيِهَا مُسْتَبْسِلٌ مِنْ وَرَائِها ) (1/230)
2 - ( دَعِ السيِّدَ إنَّ السيِّدَ كانَتْ قَبيلَةً ... تُقاتِلُ يَوْمَ الرَّوْع دُونَ نِسَائِها )
3 - ( عَلَى ذَاكَ وَدُّوا أنّنِي فِي رَكِيَّةٍ ... تُجَذُّ قُوَى أسْبابهَا دُونَ مَائها )
4و - قال سنان بن الفحل أخو بني أمِّ الكهف منْ طيىء
5 - ( وقالوا قدْ جُنِنْتَ فَقُلْتُ كلاّ ... وَرَبّي مَا جُنِنْتُ ومَا انْتَشَيْتُ )
_________
عرقوب شؤما عليكم كمجرى داحس في غطفان غداة شعب الحيس
1 - أيها ذا النابح السيد أي يا أيها المتعرض لبني السيد والنأي البعد والمستبسل الموطن نفسه على الموت والمعنى أيها الكلب الذي ينبح السيد لا يضرها نباحك فإنني من ورائها أحامي عليها وأفاديها بنفسي وإن كنت على بعد منها
2 - دع السيد الخ أي خل سبيل السيد فإنها قبيلة لها شجاعة وإقدام يوم الحرب يسلمون أنفسهم ولا يسلمون نساءهم بل يدافعون عن حقيقتهم أشد الدفاع
3 - على ذاك أي على ما وصفتهم به والركبة البئر والجذ القطع والقوى طاقات الحبل أي تقطع طاقات حبالها دون مائها أي دون الوصول إلى مائها لبعد قعرها والمعنى أن بني السيد على ما وصفتهم به من العز والمنعة وأني أحامي عليهم وأفديهم بنفسي لا يحبون سلامتي بل يودون أن أسقط في بئر بعيدة القعر فأهلك فيها
4 - وهذا الشعر يقوله سنان حين ما اختصم بنو أم الكهف من جرم طيىء وبنو هرم بن العشراء من فزارة في ماء وهم مختلطون متجاورون
5 - وقالوا قد جننت الخ كان الواجب أن يقول قد جننت أو سكرت فاكتفى بأحدهما لأن النفي الذي هو ما جننت وما انتشيت أي ما سكرت ينظمهما ولكلا موضعان أحدهما أن تكون للزجر
1 - ( ولَكِنِّي ظُلِمْتُ فَكِدْتُ أبْكي ... مِنَ الظُّلْمِ الْمُبَيَّنِ أوْ بكَيْتُ ) (1/231)
2 - ( فإِنَّ الْمَاءَ مَاءُ أبِي وَجَدّي ... وَبِئْرِي ذُو حَفَرْتُ وَذُو طَوَيْتُ )
3 - ( وَقَبْلَكَ رُبَّ خَصْمٍ قَدْ تَمالَوْا ... عَلَيَّ فَمَا هَلِعْتُ ولاَ دَعَوْتُ )
4 - ( ولَكِنِّي نَصَبْتُ لَهُمْ جَبِيني ... وَألةَ فارِسٍ حَتَّى قَرَيْت )
_________
والردع والثاني أن تكون للتنبيه كألا يقول نسبني الناس إلى الجنون أو السكر فقلت لهم كلا والله ما أصابني جنون ولا تمشت في نشوة
1 - ولكني ظلمت الخ يريد بهذا البيت بيان ما أنكروه منه حين قالوا له قد جننت والعرب تعير من يبكي لقوة قلبها فلذلك قال كدت أبكي ولكن للاستدراك بعد النفي يقول إني لست بذاهب العقل من جنون أو سكر كما تظنون ولكني رجل مظلوم اشتد علي الظلم فكدت أبكي أو بكيت لهول ما حل بي
2 - ذو بمعنى الذي في لغة طيىء وتقع على جميع الموصولات ولا يتغير لفظها ولولا ذلك لقال التي حفرت لأن البئر مؤنثة والمعنى كيف أحتمل الضيم وما أدعيه من الماء هو ماء أبي وجدي وبئري هي التي حفرتها وأصلحتها
3 - وقبلك يصح أن يكون ظرفا لقوله تمالوا ورب للتكثير والخصم المخاصم وهو المجادل وقد يكون للواحد والاثنين والجمع والمذكور والمؤنث والجمع هو المراد هنا وقد تمالوا على أي اجتمعوا وتعصبوا فما هلعت أي ما جزعت جزعا فاحشا ولا دعوت أي ولا استغثت أحدا والمعنى قد ضعفت الآن وذل جانبي فقويت علي وظلمتني وقبلك قد تعاون على الخصوم في هذا الماء فغلبتهم وطردتهم عنه وجمعته في حياضي لواردة إبلي
4 - كنى بقوله نصبت لهم جبيني عن المعاداة ومناصبة الشر وأنه لا لم يضعف ولم يهن وقوله
1 - قال جابر بن حَرِيش (1/232)
2 - ( وَلَقَدْ أرَانَا يا سُمَيَّ بِحَائِلٍ ... نَرْعَى الْقَرِيَّ فَكامِساً فالأَصْفَرَا )
3 - ( فَالْجزْعَ بَيْنَ ضُباعَةٍ فَرُصَافَةٍ ... فَعُوارِض حُوَّ الْبَسابِسِ مُقْفِرُا )
4 - ( لا أرْضَ أكْثَرَ مِنْكَ بَيْضَ نَعَامَةٍ ... ومَذَانِباً تَنْدَى وَرَوْضًا أخْضَرَا )
5 - ( ومُعَيَّنًا يَحْمي الصِّوَارَ كَأَنَّهُ ... مُتَخَمِّطٌ قَطِمٌ إذَا مَا بَرْبَرَا )
_________
وألة فارس الألة المراد بها آلات الحرب وقريت أي جمعت والمعنى أني خاصمتهم باللسان ثم بلغ الخصام بنا إلى الرماح فطاعنتهم وغلبتهم وجمعت الماء في الحوض
1 - هو شاعر طائي جاهلي
2 - ولقد أرانا الخ أرانا مستقبل بمعنى الماضي أي رأيتنا وسمى مرخم سمية وحائل بطن واد بجبلى طيىء والقرى اسم واد هنا وفي غير هذا الموضع مجرى الماء إلى الروضة وكامس والأصفر جبلان والمعنى لا تنسي يا سمية رعايتنا ومرورنا بهذه المواضع
3 - فالجزع الخ الجزع منعطف الوادي وضباعة ورصافة جبلان وعوارض جبل به قبر حاتم الطائي وحو البسابس الحو جمع أحوى وهو الأسود يريد به الخضر من النبات والبسابس جمع بسبس وهو الفضاء والمقفر الذي لا أنيس به والمعنى وكنا نرعى بهذه المواضع أيضا
4 - لا أرض أكثر منك خطاب للمواضع التي تقدمت وبيض نعامة تمييز لأكثر منك ومذانبا معطوف عليه وهو جمع مذنب لمسيل الماء والمعنى أن هذه المواضع أكثر خصبا وخضرة من غيرها بدليل كثرة بيض النعام فيها لأنها لا تبيض إلا في الأرض ذات الخصب والماء
5 - ومعينا تمييز معطوف على بيض نعامة وهو الثور سمي معينا لكبر عينيه والصوار القطيع من البقر والمتخمط المتكبر والقطم
1 - ( إذْ لا تَخَافُ حُدُوجُنَا قَذَفَ النَّوَى ... قَبْلَ الْفَسادِ إقامَةً وَتَدَيُّرَا ) (1/233)
وقال إياسُ بنُ مالكِ بن عبدِ اللهِ بن خَيْبَرَى الطائي
_________
الفحل الهائج وبربر صاح والمعنى أن تلك الأرض أكثر بيضا وبقرا ترعى في الخصب وهي آمنة من الصائد وحماية المعين تدل على حسن المعاشرة
1 - الحدوج مراكب النساء جمع حدج وتقول العرب نوى قذف ونية قذف وفلاة قذف إذا كانت بعيدة وقوله قبل الفساد أي قبل حرب الفساد والتدير نزول الدور والمعنى إذ كنا قبل حرب الفساد التي كانت في طيىء إلى خمس وعشرين سنة في أمن ودعة لا نخاف النوى ومفارقة الأوطان وهجوم العدو في هذه المنازل المتقدم ذكرها وسميت بحرب الفساد لأن بعضهم كان يشرب في قحف رأس صاحبه إذا قتله ويخصف نعله بأذنيه إظهارا للتشفي
2 - هو شاعر إسلامي تابعي وكان من خبر هذه الأبيات أن نجدة ابن عامر الحروري الحنفي كان له جيش يغير على العرب في جميع الجهات فلم يزل كذلك حتى ملأ يديه وفعل ذلك ببني أسد وطيىء حتى مر ذلك الجيش ببني معن وفعلوا بهم ما فعلوا ومضوا ثم إن بني معن تذامروا وحرض بعضهم بعضا على القتل والقتال وأخذوا ما قدروا عليه من السلاح ثم أقبلوا في أثر القوم فلما رآهم أبو عمرو وكان رئيس القوم قال لقومه إن بني معن قد أقبلوا وأيم الله إن صدقوكم القتال إنهم لخلقاء أن يظهروا عليكم وقد كان من بني معن كتاب من النبي فلما دنوا منهم أخرجوا الكتاب واستقبلوا القبلة وحملوا عليهم وهزموهم وقتلوا منهم مقتلة عظيمة حتى إن الرجل من بني معن كان ينتهي إلى الرجل منهم فيأخذ السيف
1 - ( سَمَوْنا إلَى جَيْشِ الْحَرورِي بَعْدَمَا ... تَنَاذَرَهُ وأعْرابُهُمْ وَالْمُهاجِرُ ) (1/234)
2 - ( بِجَمْعٍ تَظَلُّ الأُكْمُ سَاجِدَةً لَهُ ... وَأعْلاَمُ سَلْمَى وَالْهِضَابُ النَّوادِرُ )
3 - ( فَلَمَّا أدَّرَكْناهُمْ وَقَدْ قَلَّصَتْ بِهِمْ ... إلَى الْحَيِّ خُوصٌ كالْحَنِّيِ ضَوامِرُ )
4 - ( أنَخْنَا إلَيْهِمْ مْثلَهُنَّ وَزادنا ... جِيادُ السُّيُوفِ وَالرِّماحُ الْخَواطِرُ )
_________
منه فيضرب عنقه فذلك حيث يقول إياس هذه الأبيات
1 - سمونا أي علونا والحروري المراد به أبو عمرو أو نجدة بن عامر والحروري نسبة إلى حروراء قرية كانت فيها الخوارج وقوله بعدما تناذره أي بعض ما خوف بعضهم بعضا به والأعراب سكان البوادي إلى والمهاجر المنتقل من البوادي إلى الأمصار والمعنى نحن سرنا إلى الخوارج المتحزبين بعدما خوف أهل البوادي والأمصار بعضهم بعضا بهم
2 - تظل الأكم الخ الأكم جمع إكام وهي الرملة وسلمى جبل طيىء وأعلامه الجبال المتصلة به والهضاب جمع هضبة وهي التلال وكل شيء زال عن موضعه فقد ندر ومنه نوادر الكلام والمعنى تخففنا إلى الخوارج بجمع صارت الأكم موطأة لهم حتى أنهم وضعوا حوافر خيلهم على جبال سلمى وما حوله من الهضاب فكأنها ساجدة لهذا الجمع
3 - أدركنا لغة في أدركنا وقد قلصت بهم أي ارتفعت وأسرعت بهم والخوص الإبل الغائرات العيون والحني جمع حنية وهي القوس والضوامر المهازيل والمعنى فلما جعلناهم قيد أبصارنا وأدركناهم وقد أسرعت بهم دوابهم التي لحقها الكلال إلى الحي وجواب لما أول البيت بعده
4 - يجوز أن يكون معنى إليهم عندهم ويجوز أن يكون معناه الانتهاء ويكون المراد أنخنا إلى فنائهم وإنما قال وزادنا جياد السيوف الخ إشارة إلى أنه لم يكن لهؤلاء
1 - ( كِلاَ ثَقَلَيْنا طَامْعٌ بِغَنِيمَةٍ ... وَقَدْ قَدَرَ الرَّحْمَنُ مَا هُوَ قَادِرُ ) (1/235)
2 - ( فَلَمْ أرَ يَوْمًا كانَ أكْثَرَ سَالِبًا ... ومُسْتَلَبًا سِرْبَالَهُ لا يُنَاكِرُ )
3 - ( وَأكْثَرَ مِنَّا يَافِعًا يَبْتَغي الْعُلاَ ... يضَارِبُ قِرْنًا دَارعًا وَهْوَ حَاسِرُ )
_________
الأعداء عندهم إلا القتل بالسيف والطعن بالرماح والخواطر المضطربة والمعنى فلما أدركناهم أنخنا في فنائهم من الدواب مثل ما لهم منها واعتمادنا في ذلك الوقت على السيوف الجيدة والرماح التي لها اللمعان والخطران
1 - كلا ثقلينا أصل الثقل ما يكون مع الإنسان مما يثقله من حشمه ومتاعه ثم استعاره هنا للجيش لأنه ثقيل الوطأة وقوله بغنيمة أي في غنيمة والمعنى لما التقى الجمعان جمعنا وجمع الخوارج طمع كل واحد منهما في سلب الآخر وكان الأمر إلى الله تعالى لم نظفر إلا بما قدره لنا
2 - كان أكثر سالبا وقع صفة للقوم وفي الكلام حذف كأنه قال من ذلك اليوم ومستلبا أي مسلوبا وسرباله مفعوله الثاني ولا يناكر أي لا يقدر أن يدافع سالبه والمعنى لم أر يوما بلغ الغاية في إثخان العدو وسلبهم كيوم حرب الخوارج فلم يقدر مسلوبهم على أن يمنع سرباله من سالبه
3 - اليافع الغلام الذي راهق العشرين وفي هذا الكلام حذف أيضا وإيجاز كأنه قال ولم أر يوما كان أكثر شابا يبتغي العلا من قومنا وقوله يبتغي العلا ويضارب قرنا صفتان ليافع والدراع الذي عليه درع والحاسر من لا مغفر له ولا درع ولا جنة تقية يقول ولم أر يوما أكثر شابا يطلب الصيت والذكر من قومنا يضارب القرن الدارع وهو حاسر لا درع معه ولا مغفر يريد أنهم كانوا أشداء أقوياء في ذلك اليوم
1 - ( فما كَلّتِ الأَيْدِي وَلا أنْأَطَر الْقَنا ... وَلاَ عَثَرَتْ مِنا الْجُدُودُ الْعَوَاثِرُ ) (1/236)
2و - قال الأخرم السنبسي
3 - ( ألاَ إنَّ قَرْطًا عَلَى آلَةٍ ... ألاَ إنَّنِي كَيْدَهُ مَا أكِيدُ )
4 - ( بَعِيدُ الْوَلاَءِ بَعِيد الْمَحَلِّ ... مَنْ يَنَأْ عَنْكَ فَذَاكَ السَّعِيدُ )
5 - ( وَعِز الْمَحَلِّ لَنَا بَائنٌ ... بنَاهُ الإلهُ ومَجْدٌ تَلِيدُ )
6 - ( وَمأثُرَةُ الْمَجْدِ كانَتْ لَنا ... وَأوْرَثَناهَا كانت أبُونًا لَبِيدُ )
_________
1 - ما كلت أي ما ضعفت وقوله ولا أنأطر القنا أي انعطف وتثنى ويقال عثر جد فلان وتعس جده إذا هلك وليس مقصوده أن لهم جدودا من شأنها أن تعثر ثم نفى ذلك عنها بل مراده أنهم لا جدود لهم بهذه الصفة والمعنى نحن قاتلنا الخوارج وسواعدنا مشتدة ورماحنا مقومة وجدودنا غير عاثرة فكنا الظاهرين عليهم فلم يهلك منا كما هلك منهم
2 - أحد بني سنبس امرأة عمرو بن الغوث بن طيىء ولدت له ثعل ونبهان فهم يسمون بها
3 - ألا إن قرطا الخ قرط رجل من سنبس والآلة الحالة وكيده ما أكيد ما زائدة كأنه قال إني أكيد كيده أي أفعل مثل فعله والمعنى اسمعوا قولي واعلموا أن قرطا على حالة مغايرة ولا يضرني ذلك فإني أكيد كيده أي أفعل كما يفعل
4 - بعيد الولاء الخ الولاء الموالاة والمعنى أنه لا خير في موالاته وفي قربه بل الخير والسعادة في التنحي عنه
5 - وعز المحل الخ بائن أي ظاهر معناه أن محلنا له عز بائن مشتهر كالشمس لأن الله بناه وشيده ولنا مجد تليد أي قديم
6 - ومأثرة المجد الخ سميت المكارم مآثر لأنه يأثرها الآخر
1 - ( لنا بَاحةٌ ضَبِسٌ نَابُها ... يَهُونُ عَلَيَ حَامِيَيْهَا الْوَعِيدُ ) (1/237)
2 - ( بِها قُضُبٌ هُنْدَاوَانِيَّةٌ ... وَعِيصٌ تَزَاءَر ُفِيهِ الأُسُودُ )
3 - ( ثمانُونَ ألْفاً وَلَمْ أُحْصِهِمْ ... وَقَدْ بَلَغَتْ رَجْمَها أوْ تَزِيدُ )
4و - قال عبد الرحمن المَعْنيُّ
_________
عن الأول والمأثرة المكرمة المتوارثة ومعناه أن الذي يؤثر من المجد والفضل هو لنا دونكم قد انتقل إلينا من أبينا لبيد ونحن وارثوه
1 - لنا باحة الخ الباحة عرصة الدار والضبس الشديد والناب السيد المدافع عن قومه والمراد بحامييها أجأ وسلمى وهما جبلا طيىء أو المراد بحامييها الخيل والسلاح والمعنى لنا حصن منيع يدافع عنه سيد شديد هو في الرعب كناب السبع ولا يضرنا الوعيد ما دمنا في هذين الجبلين أو في الخيل والسلاح
2 - بها قضب الخ القضب جمع قضيب وهو السيف القاطع والهندوانية منسوبة إلى هندي على غير قياس والعيص الأصل الكريم ومنابت كرائم الأشجار الملتفة والمراد به هنا كثرة الرماح وتزاءر فيه الأسود أي تصوت فيه الشجعان والمعنى دون الوصول إلى تلك العرصة سيوف هندية وأجمة من الرماح تسمع فيها صوت الشجعان
3 - لم أحصهم أي لم أحص عددهم والرجم الرمي بالقول وغيره يريد به هنا الظن والتخمين أو تزيد أو فيه بمعنى بل كقوله تعالى ( وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون ) والمعنى أنهم ثمانون ألفا بالظن والتخمين لا بالإحصاء وربما يزيدون على هذا العدد
4 - هو شاعر إسلامي ويلقب بمرقس وهو أحد بني معن بن عتود
1 - ( قَدْ قارَعَتْ مَعْنٌ قِرَاعًا صُلْبَا ... قِرَاعَ قَوْمٍ يُحْسِنُونَ الضَّرْبَا ) (1/238)
2 - ( تَرَى مَعَ الرَّوْعِ الْغُلاَمَ الشَّطُبا ... إذَا أحَسَّ وَجَعًا أوْ كَرْبَا )
3 - ( دَنَا فَما يَزْدَادُ إلاّ قُرْبَا ... تَمَرُّسَ الْجَرْبَاءِ لاَقَتْ جَرْبَا )
4و - قال عُبَيْد بن مَاوِيَةَ الطائيُّ
5 - ( ألاَ حَيِّ لَيْلَى وَأطْلاَلَهَا ... وَرَمْلَةَ رَيَّا وَأجْبالَها )
6 - ( وَأنْعِمْ بما أرْسَلَتْ بَالَها ... وَنالَ التَّحِيةَ مَن نَالَهَا )
_________
1 - قد قارعت الخ القرع والقراع المراد منه هنا المجالدة بالسيوف ومعنى قوله قراعا صلبا أي شديدا لا خوف فيه ولا فزع ومعن أبو قبيلة والمعنى أن بني معن ضاربوا الخوارج مضاربة قوم لهم دراية بملاقاة الأعداء
2 - ترى مع الروع الخ الروع الخوف والشطب السبط العظام الخفيف اللحم إذا أحس أي إذا وجد ظرف لقوله دنا أول البيت بعده والمعنى ترى مع الخوف غلاما تام الخلق لا يخاف الأهوال وإذا وجد في نفسه وجعا أو كربا دنا مما يخاف لشدة بأسه
3 - تمرس الجرباء الخ التمرس التحكك والجرب جمع أجرب وجرباء والمعنى أنه إذا لاقى ما يفزعه دنا منه لقوته دنوا كتمرس الجرباء حين تلاقي الجرب
4 - هو شاعر إسلامي
5 - ألا حي ليلى أي بلغها التحية والإطلال جمع طلل وهو ما شخص من آثار الديار ورملة ريا موضع والأجبال جمع جبل ومن عادة الشعراء أنهم يحيون المحبوبة والمواضع التي تحل بها إشعارا بفرط الحب وشدة الوجد والمعنى تنبه وبلغ ليلى التحية والمواضع التي تحل بها
6 - بما أرسلت الباء باء البدل أي بدلا مما أرسلت والعرب تقول هذا بذاك أي عوض عنه وما مع الفعل في تأويل
1 - ( فَإنّي لَذُو مِرَّةٍ مُرَّةٍ ... إذَا رَكِبَتْ حَالةٌ حالَها ) (1/239)
2 - ( أقَدِّمُ بِالزَّجْرِ قَبْلَ الْوَعِيدِ ... لِتَنْهى الْقَبائِلُ جُهَّالَهَا )
3 - ( وَقَافِيَةٍ مثْل حَدِّ السِّنَانِ ... تَبْقَى وَيَذْهَبُ مَنْ قالَهَا )
4 - ( تَجَوَّدْتُ فِي مَجْلِسٍ وَاحِدٍ ... قِرَاها وَتِسْعينَ أمْثَالَها )
وقال جابر بن رألان السّنبسي
_________
مصدر أي بإرسالها والبال الحال والخاطر والقلب والتحية السلام والبقاء والتحية الملك أيضا ونال قد يكون بمعنى أنال والمعنى اجعل ليلى في نعومة بال ورفاهة حال مكافأة لإرسالها التحية وقد نال الملك من حصل له الوصول إليها أو قد نال العزة والسلام من بلغها التحية
1 - فإني لذو مرة الخ المرة بكسر الميم القوة ولم يرض أن يجعل لنفسه مرة حتى جعلها مرة في فم ذائقها وقوله إذا ركبت حالة الخ يريد إذا ازدحمت الأمور إذا والشدائد وركب بعضها بعضا والمعنى أن لي قوة مرة في فم ذائقها ومضاء في الأمور إذا تراكمت الشدائد وركب بعضها بعضا
2 - أقدم بالزجر الخ يجوز أن يكون أقدم بمعنى أتقدم فتكون الباء فيما بعده أصلية ويجوز أن يكون معناه أقدم الزجر فتكون الباء زائدة والمعنى أني أزجر القوم وأقيم عليهم الحجج قبل أن أتوعدهم لتنهي القبائل جهالها عن الفساد والفتنة فإن لم ينجح فيهم ذلك أوقعت بهم
3 - وقافية الخ الواو واو رب والقافية المراد بها هنا بيت من الشعر والمعنى ورب بيت من الشعر مثل حد السنان في التأثير والاستقامة يبقى أثره على طول الزمان وإن فقد قائله
4 - تجودت أي اخترت الجيد والضمير في قراها للقافية وهو من قريت الماء في الحوض إذا جمعته أو من
1 - ( لمَّا رَأتْ مَعْشَراً قَلّتْ حَمُولَتُهُمْ ... قالَتْ سُعادُ أهَذَا مَالُكُمْ بَجلاَ ) (1/240)
2 - ( إمَّا تَرَى مَا لَنا أضْحَى بِهِ خَلَلٌ ... فَقَدْ يَكُونُ قَدِيماً يَرْتُقُ الْخَلَلاَ )
3 - ( قَدْ يَعْلَمُ الْقَوْمُ أنَّا يوْمَ نجْدَتِهمْ ... لاَ نَتَّقي بِالْكَميِّ الْحَارِدِ الأَسَلاَ )
4 - ( لَكِنْ تَرَى رَجُلاً فِي إثْرِهِ رَجُلٌ ... قَدْ غَادَرَا رَجُلاً بالْقَاعِ مُنْجَدِلاَ )
_________
قروت الأرض إذا تتبعتها والواو من وتسعين واو المعية والمعنى ورب بيت من الشعر صفته كذا أنا تخيرته ونظمت فرئده مع تسعين بيتا من أمثاله في مجلس واحد
1 - قلت حمولتهم الحمولة الإبل التي يحمل عليها وبجل بمعنى حسب مبني على السكون لكنه حرك بالنصب للقافية يقول لما رأت سعاد قلة إبلنا قالت منكرة ومتعجبة أهذا مالكم فحسب أي أهذا مالكم مكتفى به
2 - إما ترى الخ ما زائدة مدغمة في إن الشرطية والخلل الأول بمعنى النقص والخلل الثاني بمعنى الفرجة بين الشيئين حتى يصح الرتق معه وقوله فقد يكون جعل اللفظ مستقبلا وإن أراد المضي لاستمرار حالهم على طريقة واحدة ويقال رتق فلان كذا إذا أصلحه وسد فتقه والمعنى أجبنا سعاد بقولنا لها إن كنت ترين اختلال حالنا الآن فقديما كنا نسد الخلل بأموالنا يريد أن هذا المال على نقصانه وقلته قد جبرنا به الكسر وأصلحنا به الفاسد وأنقذنا به من الفقر فلا تنكري علينا نقصه وقلته
3 - يوم نجدتهم النجدة القوة والحارد الشديد المهيب والكمي الشجاع والأسل الرماح والمعنى لا يخفى على القوم أنا يوم إظهار القوة لا نقي أنفسنا من الرماح بالشجاع الشديد القوة يصف قومه بالإقدام والثياب عند اللقاء
4 - قد غادرا رجلا أي ترك كل واحد منهما رجلا مصروعا بالقاع وهو ما استوى من
1 - قال قبيصة بن النصراني الجرمي من طيىء (1/241)
2 - ( لَمْ أرَ خَيْلاً مِثْلَها يَوْمَ أدْرَكَتْ ... بَنِي شَمَجَى خَلْفَ اللُّهَيْمِ عَلَى ظَهْرِ )
3 - ( أبَرَّ بِأيْمانٍ وَأجْرَأ مُقْدَماً ... وَأنْقَضَ مِنَّا لِلّذِي كانَ مِنْ وِتْرِ )
4 - ( عَشِيَّةَ قَطَّعْنا قَرَائِنَ بَيْنَنا ... بِأَسْيافِنَا وَالشَّاهِدُونَ بَنُو بَدْرِ )
_________
الأرض وذلك مثل قوله تعالى ( فاجلدوهم ثمانين جلدة ) أي اجلدوا كل واحد منهم ثمانين جلدة يقول لا نتأخر عن مناجزة الأعداء كما تظن بل ترى الرجل منا متقدما وخلفه رجل يجري إلى آخر ثم ننصرف وقد غادرنا رجالا مصرعين مجندلين على الأرض
1 - هو أحد شعراء بني جرم من طيىء شاعر جاهلي شعره متين رصين من حر كلام العرب وقد تلاعبت بأكثره يد الضياع كغيره من الشعراء وقد زعم الرواة أنه أبو إياس بن قبيصة آخر ملوك الحيرة ولاه كسرى عليها بعد النعمان بن المنذر وكان قبيصة سيدا شهما مطاعا في قومه حضر حروب الفساد التي كانت بين الغوث وجديلة من طيىء وقد ذكرها في شعره
2 - لم أر خيلا الخ المراد بالخيل هنا الفرسان وبنو شمجى بن جرم من قضاعة واللهيم جبل والظهر المراد به ظهر الأرض والمعنى لم تر عيني فرسانا مثل هؤلاء على ظهر الأرض يوم قصدوا بني شمجى وأدركوهم خلف اللهيم
3 - أبر بإيمان الخ الإيمان جمع يمين والمقدم الإقدام والوتر الثأر ونقضه حل عقده باشتفاء النفس من الواتر الذي أبرمه والمعنى لم أر مثلهم في وفاء العهود وكثرة الإقدام والنقض لمبرم الثأر أي في أخذه وكانت عادتهم أن ينذروا أنهم لا يشربون الخمر ولا يقربون النساء حتى يدركوا ثأرهم
4 - عشية قطعنا الخ عشية بدل
1 - ( فَأصْبَحْتُ قَدْ حَلتْ يَمينِي وَأدْرَكتْ ... بَنُو ثُعَلٍ تَبْلِي وَرَاجعَنِي شِعْرِي ) (1/242)
2و - قال أدهم بن أبي الزعراء
_________
من يوم أدركت في البيت الأول ويعني بالقرائن الأرحام وأواصر القرابة والمعنى لم أر خيلا تماثلها عشية أرسلناها على أعدائنا فقطعنا باستعمال السيوف القرابات الجامعة لنا وبنو بدر شاهدون لبلائنا
1 - قد حلت يميني أي وفيت بنذري وأخذ بثأري وأدركت بنو ثعل تبلى والتبل الثار أي قامت قومي بنصري وشفوا صدري وراجعني شعري وكان الواحد منهم لا يقول الشعر حتى يدرك ثأره
2 - هو سويد بن مسعود بن جعفر بن عبد الله ينتهي نسبه إلى معن الطائي وأدهم هذا شاعر إسلامي كان في عهد مروان بن الحكم قال أبو رياش وكان من حديث هذه الأبيات أن معدان ابن عبيد حدث أنه تزوج امرأة من بني بدر بن فزارة قال فكان شباب من بني بدر يزورون حينا فاجتمعوا ذات يوم على نبيذ لهم مع شباب منا فأسرع فيهم الشراب فوقع بينهم كلام فوثب غلام منا فضرب شابا من بني بدر فشجه فمات منها فقلت للبدريين لكم دية صاحبكم فأبوا إلا أن يدفع الطائي إليهم وأبيت أن أفعل فأتوا صاحب المدينة في ذلك وكنا قد منعنا الصدقة من حين وقعت الفتنة فكتب أمية بن عبد الله أحد بني عثمان بن عفان وكان عامل صدقة الحليفين أسد وطيىء كتب إلى مروان يخبره بمنعنا الصدقة وقتلنا الرجل فكتب إليه مروان أن سير إليهم جيشا وكتب إلي أن مكن البدريين من صاحبهم وأد الصدقة وإلا فقد أمرت رسولي أن يأتيني بك وإن أبيت أتاني برأسك ثم والله لأبيلن الخيل في عرصاتك قال فأمرت
1 - ( قَدْ صَبُحَت مَعْنٌ بِجَمْعٍ ذِي لَجَبْ ... قَيْساً وَعِبدَانَهُمُ بِالْمُنْتَهَبُ ) (1/243)
_________
بضرب عنق الرسول فقال الرسول إن الرسل لا تقتل وإني لأسير فيكم يا معشر بني طيىء استحياء فقلت قد صدقت وخليت سبيله وقلت له قل لمروان آليت أن تبيل الخيل في عرصاتي وبيني وبينك رمل عالج وعديد طيىء حولي والجبلان خلف ظهري فاجهد جهدك فلا أبقى الله عليك وكتبت إليه أنا وبعض قومي شعرا فيه ذم له وتنقيص به فكتب مروان إلى عبد الواحد بن منيع السعدي وإلى أمية بن عبد الله أن سيرا بأهل الشام وأهل المدينة والبوادي وقيس وغيرهم إلى معدان حتى تأخذوا منه الصدقة وتقيدوا البدريين من صاحبهم وأوطئوا الخيل بلاد طيىء وائتوني بمعدان فصار أمية في عدد كبير وبعث إلى كل صاحب دم وثأر يطلبه في طيىء فثارت قيس تطلب الثأر من طيىء قال معدان وكنت في اثني عشر ألفا فلما انتهيت إلى عسكر أمية إذا جبال من حديد وعسكر لا يرى طرفاه فرفع طيىء النار على أجأ ونحروا الجزر وعملوا من جلودها حجفا تروسا بلا خشب وطعموا من لحومها فقلت يا بني خيبري ويا معشر طيىء هذا والله يومكم البقاء الدهر أو الهلاك فإذا وقع النبل عندكم فقبح الله أجزع الفريقين ثم تواقف الفريقان ووقع بينهم الشر وخبر هذا يطول وتسمي هذه الوقعة وقعة المنتهب وقد قيل فيها أشعار كثيرة منها هذه الأبيات
1 - بجمع ذي لجب الجمع الجيش واللجب كثرة الأصوات والعبدان جمع عبد والمراد بهم الرعاة والمنتهب موضع كانت به الواقعة والمعنى قد أغارت بنو معن صباحا على قيس فأدركوهم ورعاة إبلهم بهذا الموضع
1 - ( وَأسَداً بِغَارَةٍ ذَاتِ حَدَبْ ... رَجْرَاجةٍ لَمْ تَكُ ممَّا يُؤْتَشَبْ ) (1/244)
2 - ( إلاَّ صَمِيماً عَربَاً إلَى عَرَبْ ... تَبْكِي عَوَاليِهِمْ إذَا لَمْ تُخْتَضَبْ )
3 - . - . . مِنْ ثُغَرِ اللِّبَّاتِ يَوْماً وَالْحُجُبْ )
4و - قال البُرْج بن مُسْهِر الطَّائي
_________
1 - وأسد بغارة الخ وأسدا معطوف على قيس وقوله بغارة متعلق بصبحت والغارة المراد بها الخيل والحدب خروج الظهر كناية عن الشراسة والشدة والرجراجة المضطربة التي تموج من كثرتها والأصل في الأشب الاختلاط والالتفاف ثم توسعوا فيه واستعملوه في الأخلاط الذين لا خير فيهم ولا غناء عندهم والمعنى وصبحت معن بني أسد بخيل لا تركب لشراستها وهي متموجة لكثرتها ليست مما يختلط أي ليست مما لا خير فيه
2 - إلا صميما استثناء منقطع والصميم الخالص وعربا بدل من صميما والعوالي الرماح وبكاء العوالي مثل لحزنها إذا هي لم تختضب بالدماء والمعنى لهم صحة النسب من عرب إلى عرب وإن ارتفعوا وأن عواليهم تحزن إن لم تختضب من دم الأعداء وهذا من باب التوسع
3 - ثغر اللبات هي هزمات التراقي متعلق بتختضب والحجب وهي الأفئدة معطوف عليه وهذا يدل على أن لهم مهارة في الطعن فلا يصيبون إلا المقاتل
4 - تقدمت ترجمته وكان سبب هذه الأبيات أن البرج بن مسهر كان هو وعمه أبو جابر قاعدين يشربان وكانت امرأة أبي جابر جالسة فانتشى البرج فقام إليها ووثب عليها فرآه عمه فاستحيى وكف وقال يا عمي غلبني الشراب قال أو لم أرك حين رأيتني كففت واستحييت ولو كان الشراب غلبك لم تستح اذهب فوالله لا تجمعني وإياك محلة ولا غزوة ولا نجتمع في بلد ولا
1 - ( إلى اللهِ أشْكُو مِنْ خَليلٍ أوَدُّهُ ... ثَلاَثَ خِلاَلٍ كُلُّها لِيَ غائِضُ ) (1/245)
2 - ( فَمِنْهُنَّ أنْ لاَ تَجْمَعَ الدَّهْرَ تَلْعَةٌ ... بُيُوتاً لَنَا يا تَلْعَ سَيْلُكِ غامِضُ )
3 - ( وَمِنْهُنَّ أنْ لاَ أسْتَطيعُ كَلاَمَهُ ... وَلاَ وُدَّهُ حَتَّى يَزُولَ عُوارِضُ )
4 - ( وَمِنْهُنَّ أنْ لاَ يَجْمَعَ الْغَزْوُ بَيْنَنا ... وَفِي الْغَزْوِ مَا يُلْقَى الْعَدُوُّ الْمبَاغِضُ )
5 - ( وَيَتْرُكُ ذَا الْبَأْ وِالشَّدِيدِ كأَنَّهُ ... مِنَ الذُّلِّ وَالْبَغْضاءِ شَهْباءُ ماخِضُ )
_________
أكلمك كلمة أبدا فقال البرج هذه الأبيات
1 - ثلاث خلال الخ الخلال الخصال وغائض من غاض الماء إذا نقص وغاضه غيره إذا نقصه والمعنى شكايتي إلى الله من صديق لا أنكر صداقته ثلاث خصال تنغصني وتذهب بنشاطي
2 - التلعة الأرض المرتفعة يتردد فيها السيل إلى بطن الوادي وقوله يا تلع سيلك غامض دعاء على تلك التلعة التي لا تجمع بيته وبيت ابن عمه وهو مرخم تلعة والغامض الخافي والمعنى فمن الخصال أن لا تجتمع بيوتنا بتلعة مدى الدهر فلا سال وادي تلعة لا تجمع بيني وبين أقاربي
3 - ومنهن الخ أي ومن الخصال أني لا أقدر على وده إن اجتلبته لنفسي لأن الإنسان لا يحمل غيره على مودته وعوارض اسم جبل وقد نفى الود في هذا البيت مع أنه أثبت الود في البيت الأول بقوله من خليل أوده لأنه يريد هنا مقتضى الود وموجبه
4 - وفي الغزو الخ ما زائدة والمعنى وفي الغزو إنما يلقى فيه العدو المباغض فيحتاج إلى الصديق المخالص وقيل المعنى وفي الغزو يلقى العدو المباغض فكيف الصديق يقول ومن الخصال التي أشكوها منه أننا لا نجتمع في الغزو وفي الغزو يلقى العدو المباغض المصرح بالعداء فكيف بالصديق
5 - ويترك الخ ضمير الفاعل يعود على الغزو والبأ والكبر والشهباء من النوق
1 - ( فَسائِلْ هَدَاكَ اللهُ أيُّ بنِي أبِّ ... مِنَ النَّاسِ يَسْعَى سَعْيَنا وَيُقَارِضُ ) (1/246)
2 - ( نُقَارِضُكَ الأمْوَالَ وَالوُدَّ بَيْنَنا ... كأَنَّ الْقُلُوبَ رَاضَهَا لَكَ رَائِضُ )
3 - ( كَفَى بِالْقُبُورِ صَارِماً لَوْ رَعَيْتَهُ ... وَلَكِنَّ ما أعْلَنْتَ بَادٍ وَخَافِضُ )
4و - قال قبيصة بن النصراني الجرمي
_________
ما جمعت البياض والسواد والماخض ذات المخاض وهو وجع الولادة والمعنى أن الغزو لا يترك لصاحب الكبر كبره وعظمته بل يجعله ذليلا كالناقة التي ذللها وجع الولادة
1 - فسائل الخ أي استخبر الناس أرشدك الله أي بني أب من غير عشيرتنا يسعى في الخيرات كما نسعى نحن فيها ويعطي القروض كما نعطي
2 - نقارضك الأموال الخ أي نبذل لك أموالنا ونخصك بمحبتنا كأن قلوبنا ريضت لك
3 - كفى بالقبور الخ الباء زائدة والقبور فاعل كفى والقصد بذكر القبور ما يؤى إليها ويقال رعيت كذا وراعيته إذا راقبته وقوله باد وخافض يريد أن الذي بدا منك خافض لنا عند الناس وناقص من منزلتنا في الشرف والعز يقول لو انتظرت الموت وصبرت على المجاملة مدة العيش لكان يكفيك عند حصوله ما تعجلته من القطيعة ولكن هذا الذي بدا منك خافض لشرفنا عند القبائل
4 - قبيصة تقدمت ترجمته وقال هذه الأبيات يعتذر فيها من إحجام اتفق منه وتأخر عن الزحف وقد ظهر للناس أمره فأخذ يلوم فرسه ويذكر أنه السبب في ذلك فقال على سبيل التلهف والتحسر ألم تر أن الورد الخ هذا والذي نسب هذه الأبيات إلى قبيصة بن النصراني هو النمري في شرحه للحماسة قال أبو محمد الأعرابي هذا غلط والحق أنها للأعرج المعنى قالها يوم ناصفة حين حاد به فرسه وقد قتلت
1 - ( ألَمْ تَرَ أنَّ الْوَرْدَ عَرَّدَ صَدْرُهُ ... وَحَادَ عَنِ الدَّعْوَى وَضَوْءِ الْبَوارِقِ ) (1/247)
2 - ( وَأَخْرَجَنِي مِنْ فِتْيَةٍ لَمْ أرِدْ لَهُمْ ... فِرَاقاً وَهُمْ فِي مَأْزِقٍ مُتَضايِقِ )
3 - ( وَعَضَّ عَلَى فَأْسِ اللِّجَامِ وَعَزَّنِي ... عَلَى أمْرِهِ إذْ رَدَّ أهْلُ الْحَقَائِقِ )
4 - ( فَقُلْتُ لَهُ لمَّا بَلَوْتُ بَلاَءَهُ ... وَاَبْنا تَمَتَّعْ مِنْ خَليلٍ مُفارِقِ )
5 - ( أحَدِّثُ مَنْ لاَقَيْتُ يَوْماً بَلاَءَهُ ... وَهُمْ يَحْسبُونَ أنَّنِي غَيْرُ صادِقِ )
_________
بنو جديلة سبعة أخوة له في ذلك اليوم
1 - أن الورد الخ الورد اسم فرسه وعرد انحرف عن والدعوى قول الفوارس من يبارز وضوء البوارق لمعان السيوف والأسلحة جمع بارقة والمعنى أما علمت أن فرسي الورد انحرفعن المقصد صدره وتولى إلى غير الجهة التي أريدها وهذا سبب نكوصه وتأخره ولولا أن فرسه خانه في ذلك اليوم لبارز أقرانه
2 - المأزق المضيق في الحرب وإنما قال متضايق لأن ضيق المكر في المعارك إنما يحصل شيئا بعد شيء وأراد بالفتية اخوته الذين قتلوا في ذلك اليوم والمعنى لولا نفور فرسي ما كنت فارقتهم وهم في موطن من الحرب متضايق عليهم
3 - فأس اللجام هي الحديدة المعترضة في حنك الفرس وعزني غلبني وأهل الحقائق هم أهل المدافعة الذين يستغاث بهم والمعنى عض فرسي على الشكيمة وغلبني على أمري فأردت التقدم وأراد التأخر وذلك حين بادر أهل الحقائق بخيلهم إلى الطعان ولقاء الأقران
4 - لما بلوت بلاءه يريد لما اطلعت على حقيقة أمره وعلمت سوء بلائه وأبنا أي رجعنا وقوله تمتع الخ كأنه يخاطبه بما يدل على قرب أجله وانقضاء مدته وأنه لا خير له في البقاء عنده
5 - أحدث من لاقيت الخ بلاءه يريد سوء بلائه يقول أحدث بذلك من لاقيت ممن يعرفه فيظن أني غير صادق
وقال أيضاً (1/248)
1 - ( هَاجِرَتِي يَا بِنْتَ آلِ سَعْدٍ ... أَأَنْ حَلَبْتُ لِقْحَةً لِلْوَرْدِ )
2 - ( جَهِلْتِ مِنْ عِنَانهِ الْمُمْتَدِّ ... وَنَظرِي فِي عِطْفِهِ اْلأَلَدِّ )
3 - ( إذَا جيَادُ الخَيْلِ جَاءَتْ تَرْدى ... مَمْلُوءَةً مِنْ غضَبٍ وَحَرْدِ )
وقال أيضا
4 - ( لَعَمْرُ أبِيك لاَ يَنْفَكُّ مِنَّا ... أخُو ثِقَةٍ يُعاشُ بهِ مَتِينُ )
_________
لأنه من نسل كريم والظن به خلاف ما أتاه من الخلق الذميم
1 - هاجرتي أي أنت هاجرتي وقوله يا بنت آل سعد لفظة آل زائدة وأخرج قوله أأن حلبت الخ مخرج التقريع والتوبيخ واللقحة الناقة بها لبن والورد اسم فرسه والمعنى أنه يقرعها ويوبخها ويقول لها أكان الهجر منك لي بسبب أني حلبت الناقة لفرسي الورد ولم أتركه لأولادك
2 - يجوز أن يكون زاد من في قوله من عنانه وأراد جهلت عنانه أو يكون قد حذف المفعول كأنه قال جهلت من عنانه ما أعرفه من عتقه وكرمه ونجابته ويريد بعنانه عنقه لأنه إذا كان طويلا كان العنان طويلا وعطف الشيء جانبه والألد الشديد الخصومة والمعنى جهلت ما فيه من المحاسن التي من جملتها طول عنقه وامتداد عنانه في الغارة وطول نظري إلى عطفه الأشد الذي لا يستقر من المرح
3 - جاءت تردى من الرديان وهو شدة الجري والحرد أصله القصد وإن أريد به الغضب فهو راجع إليه والمعنى جهلت نظري فيه حين حضور الخيل مسرعة في جريها وهي مملوءة من الغضب في المعركة ومضيق الحرب
4 - لعمر أبيك الخ معنى لا ينفك لا يزال والمتين كل صلب
1 - ( مُفِيدٌ مهْلِكٌ وَلِزَازُ خَصْمٍ ... عَلَى الْمِيزَانِ ذُو زِنَةٍ رَزِينُ ) (1/249)
2 - ( يَزيدُ نَبَالَةً عَنْ كلِّ شَيْءٍ ... وَنَافِلَةً وَبَعْضُ الْقوْمِ دُونُ )
3و - قال خُفافُ بن نَدَبةَ
_________
شديد والمعنى لعمر أبيك قسمي لا يزال منا أخو ثقة يتكل جميعنا عليه في المعاش وهو صاحب قوة ورأي لا يقطع أمر دونه يريد نحن الذين فينا مثل هذا السيد
1 - معنى قوله مفيد مهلك أنه يكسب المال وينفقه في وجوهه ويهلك أعداءه ولزاز خصم أي ملازم لخصمه والمعنى أنه ينفع أصدقاءه ويضر أعداءه ولا يفارق خصمه حتى يقهره وإذا وزن بغيره رجح عليه
2 - النبالة مصدر نبل ككرم وهو الذكاء والنجابة والنافلة الفضل ودون هو القاصر عن الشيء يقال هو دون في الرجال وليس بدون والمعنى أنه فاق غيره في النبالة والفضل فلا يساويه أحد فيهما وقد حوى من المجد حديثه وقديمه وبعض القوم قصر عن ذلك
3 - هو ابن عمير بن الحارث ابن الشريد بن رياح ينتهي نسبه إلى سليم بن منصور شاعر مخضرم وكنيته أبو خراشة وندبة بفتح النون اسم أمه أشتهر بها وهو صحابي جليل شهد فتح مكة مع النبي ومعه لواء بني سليم وشهد حنينا والطائف وهو ممن ثبت على إسلامه في الردة وهو أحد فرسان قيس وشعرائها وكان أسود حالكا وهو أحد أغربة العرب وهو ابن عم الخنساء الشاعرة وجعله ابن سلام في الطبقة الخامسة من الفرسان مع مالك بن نويرة ومع ابني عمه صخر ومعاوية وكان بينه وبين العباس بن مرداس مهاجاة وملاحاة وتخاصم أيام كانا في الجاهلية وذلك أن خفافا كان في ملأ من بني سليم
1 - ( أعَبَّاسُ إنَّ الّذِي بَيْنَنا ... أبَى أنْ يُجَاوِزَهُ أرْبَعُ ) (1/250)
2 - ( عَلاَئِقُ مِنْ حَسَبٍ دَاخِلٍ ... مَعَ الإِلِّ وَالنَّسَبُ الأرفعُ )
3 - ( وَأن ثَنِيّةَ رَأسِ الْهِجَاءِ ... بَينِي وَبَيْنكَ لاَ تُطْلَعُ )
_________
فقال لهم إن عباس بن مرداس يريد أن يبلغ فينا ما بلغ عباس بن أنس ويأبى ذلك عليه خصال قعدن به فقال له فتى من رهط العباس وما تلك الخصال يا خفاف فقال اتقاؤه بخيله عند الموت واستهانته بسبايا العرب وقتله الأسرى ومكالبته للصعاليك على الاسلاب ولقد طالت حياته حتى تمنينا موته فانطلق الفتى إلى العباس وأخبره الخبر فوقع بينهما ما وقع وبقي الحديث له موضع غير هذا
1 - المخاطب عباس بن مرداس وقوله أبى أن يجاوزه الخ فيه قلب والأصل أبى أن يجاوز هو أربع خصال لأنها تمنعه يقول يا عباس إن الحرمات الأربع التي تجمعني وإياك تمنع الشر الذي بيننا فلا يتخطاها بل يقف دونها
2 - علائق تفسير للخصال الأربع التي أجملها والعلائق جمع علاقة وقوله من حسب داخل أي مختلط والحسب ما يعد من الخصال الكريمة والإل العهد والحلف والنسب الرحم والأرفع العلى الرفيع والمعنى وتلك الخصال علائق هي الحسب المختلط بالعهد والنسب الأرفع الذي هو أقرب النسب وهو نسب الأب
3 - وأن ثنية الخ الثنية العقبة والهجاء الذم ولا تطلع أي لا تصعد وكأنهما كانا تعاقدا أن لا يهجو أحدهما صاحبه يقول والخصلة الرابعة الصعوبة في صعود عقبة الهجاء بيننا أي للمعاقدة التي مضت بينهما على أن لا يقع من أحدهما هجاء للآخر
1 - ( وَأبْغِضْ إلَيَّ بِإتْيَانِهَا ... إذَا أنَا لَمْ آتِهَا أُدْفَعْ ) (1/251)
2و - قال معبد بن علقمة
3 - ( غُيِّبْتُ عَنْ قَتْل الْحُتَاتِ وَلَيْتَنِي ... شَهِدْتُ حُتاتاً حِينَ ضُرِّجَ بِالدَّم )
4 - ( وفِي الْكَفِّ مِنِّي صَارِمٌ ذُو حَقِيقَةٍ ... مَتَى ما يُقَدَّمْ فِي الضَّرِيبَةِ يُقْدَم )
5 - ( فَيَعْلَمَ حَيَّا مَالِكٍ وَلَفِيفُها ... بأنْ لَسْتُ عَنْ قَتْلِ الْحُتاتِ بِمُحْرِم )
6 - ( فَقُلْ لِزُهَيْرٍ إنْ شَتَمْتَ سَرَاتَنا ... فَلَسْنَا بِشَتَّامِينَ لِلْمُتَشَتِّمِ )
_________
1 - وأبغض إلي الخ أي ما أبغض إتيان عقبة الهجاء إلي ولو لم أترك الهجو تأثما وتكرما لكان ما تعاقدنا عليه يدفعني عنه ويمنعني منه
2 - هو شاعر مخضرم صاحبي شهد فتح مكة
3 - الحتات اسم رجل والمضرج المصبوغ والمعنى لم أحضر حين قتل الحتات وليتني حضرته وهو صريع يعلوه الدم يتلهف على عدم حضوره
4 - ذو حقيقة الحقيقة ما يصير إليه حق الأمر ووجوبه والضريبة الرجل المضروب بالسيف وإنما جعل الذي يقصد إليه بالسيف ضريبة إشارة إلى التمكن منه وأنه لا يقدر على الفرار والخلاص والمعنى ليتني حضرته ومعي سيف ذو مساعدة على أخذ الحق نافذ في الضريبة إذا قدمته لا أخاف تأخره لأنه لا ينبو عن الضرب
5 - ولفيفها الخ لفيف القوم أتباعهم والمحرم صاحب الحرمة أو الداخل في الحرم أو في الشهر الحرام والمعنى لو كنت حاضرا لعلم حيا مالك ومن معها بأنني ما كنت بمحرم عن أخذ الثأر لحتات ويعلم منصوب على أنه جواب ليتني في البيت الأول
6 - إن شتمت سراتنا الخ السراة الأشراف والمتشتم المتحكك
1 - ( ولَكِنَّنَا نَأبَى الظِّلاَمَ وَنَعْتَصِي ... بِكُلِّ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُصَمِّمِ ) (1/252)
2 - ( وَتَجْهَلُ أيْدِينَا وَيَحْلُمُ رَأيُنَا ... وَنَشْتِمُ بِالأفْعالِ لاَ بِالتِّكَلُّمِ )
3 - ( وَإنَّ التَّمَادِي فِي الّذِي كانَ بَيننَا ... بكَفّيْكَ فاسْتَأخِرْ لهُ أوْ تَقَدَّمِ )
4و - قال بعض لصوص بني طيىء
5 - ( وَلَمَّا أنْ رَأيْتُ أبْنَى شُمَيْط ... بِسِكّةِ طَيّىءٍ وَالْبَابُ دُونِي )
_________
بالشتم والمتعرض له والمعنى فأخبر زهيرا عني بأنك إن عبت من لا يعاب من أشرافنا فلسنا مثلك في التعرض للشتم لأن فعلك هذا من سوء خلقك
1 - نأبى الظلام الخ الظلام المظلمة ونعتصي أي نأخذ السيف ونضرب به مثل العصا والمصمم الماضي في الضرب والمعنى لسنا بشتامين بل نحن أصحاب أنفة لا نرضى بالضيم ولا نعجز عن الضرب بالسيف الصقيل الماضي
2 - وتجهل أيدينا الخ أفعال الإنسان كلها منسوبة إلى جوارحه علي التوسع فلذلك نسب الجهل إلى الأيدي والحلم إلى الرأي والمعنى أن أيدينا تجهل في ضرب الأعداء وفي رأينا الإصابة ولسنا نشتم أعداءنا بالتكلم بل نشتمهم بالفعل وهو قتلنا لهم
3 - وإن التمادي الخ هذا توعد وتهديد منه لخصمه والمعنى أن أمر اللجاج والاستمرار فيما يزيد ما بيننا فسادا أنت قادر عليه فإن شئت فتقدم إليه أو تأخر عنه
4 - قال أبو هلال هو شبيب بن عمرو بن كريب شاعر إسلامي مقل كان في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يصيب الطريق فوجه على في طلبه ابني شميط فأحس بذلك وركب فرسه العصا فنجا به وذكر قصته في هذه الأبيات
5 - السكة السطر من الشجر وعني بالباب المسالح أو باب البلد يقول ولما رأيت أبنى شميط قد سارا في أثري
1 - ( تجَلّلْتُ الْعَصا وَعَلِمْتُ أنِّي ... رَهِينُ مُخَيِّسٍ إنْ أدْرَكُونَى ) (1/253)
2 - ( وَلَوْ أنِّي لَبِثْتُ لَهُمْ قَليلاً ... لَجَرُّونِي إلَى شَيْخٍ بَطِينِ )
3 - ( شَدِيدِ مَجَامِعِ الْكَتِفَيْنِ بَاقٍ ... عَلى الْحَدَثانِ مُخْتَلِفِ الشُّؤُنِ )
وقال حريث بن عناب بن مطر بن سلسلة بن كعب بن عوف تقدمت ترجمته
4 - ( لمَّا رَأيْتُ الْعَبْدَ نَبْهَانَ تَارِكي ... بِلَمَّاعَةٍ فِيهَا الْحَوادِثُ تَخْطُرُ )
_________
وأحسست بهما في أرض طيىء ودوني الباب وجواب لما قوله تجللت العصا الخ
1 - تجللت العصا أي ركبته فصرت فوق ظهره بمنزلة الجل له والمخيس اسم سجن بناه علي كرم الله وجهه بالكوفة والتخييس التذليل والمعنى ركبت فرسي وتحققت أن ابني شميط إن لحقاني كنت محبوسا في هذا السجن
2 - إلى شيخ بطين أي عظيم البطن هذه صفة علي رضي الله عنه يقول ولو أني تلبثت قليلا عن الفرار والنجاة بنفسي لجراني وذهبا بي إلى هذا الشيخ البطين والعرب لا تبالي بإيقاع الجمع على المثنى بل وعلى الواحد إذا كان المراد معلوما
3 - أراد بقوله شديد مجامع الكتفين أنه تام الخلق شديد البأس قوي البنية وقوله على الحدثان أي على حوادث الدهر مختلف الشؤون أي أن طرائقه كثيرة في زهده وعلمه وبأسه وإقدامه في ذات الله تعالى قال علي رضي الله عنه والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو ظفرت به لصدقت ظنه
4 - العبد نبهان أراد بني نبهان فذكر الجد والمراد القوم وسماه بالعبد تهجينا له ورميا له باللؤوم واللماعة المفازة تلمع بالسراب وقوله فيها الحوادث يريد أنها مخوفة لا تؤمن فيها نوائب الدهر وتخطر أي تحدث وتعترض ولا يمتنع أن تكون اللماعة كناية عن الأمر الشديد والداهية
1 - ( نُصِرْتُ بِمَنْصُورٍ وَبِابْنَيْ مُعَرِّضٍ ... وَسَعْدٍ وَجَبَّارٍ بَلِ اللهُ يَنْصُرُ ) (1/254)
2 - ( وَللهُ أعْطَانِي الْمَوَدَّةَ مِنهُمُ ... وَثَبَّتَ سَاقِي بَعْدما كِدْتُ أعْثُرُ )
3 - ( إذا رَكِبَ الناسُ الطّريقَ رَأيْتَهُمْ ... لَهُمْ قائِدٌ أعْمَى وآخَرُ مُبْصِرُ )
4 - ( لَهُمْ مَنْطِقانِ يَفْرَقُ النّاسُ مِنْهُما ... وَلحنَانِ مَعْرُوفٌ وآخَرُ مُنْكَرُ )
_________
المنكرة فيكون قوله تاركي بلماعة كما يقال تركته بحال سوء ومعناه لما رأيت بني نبهان الذين هم مثل العبيد في الذل واللؤم تركوني في مفازة مخوفة محفوفة بالمكاره أو تركوني قرين الحوادث
1 - نصرت بمنصور الخ جواب لما أول البيت قبله يقول لما تركني نبهان بهذه المفازة أو تركني رهين الحوادث والشدائد نصرني هؤلاء القوم بل الله ينصر أي أن الله تعالى هو الناصر لي بتوفيقه
2 - ولله أعطاني الخ معناه أن الله هو الذي حببني إلى منصور وابني معرض وسعد وجبار ونجاني بهم من أسر أعدائي وثبت قدمي بعدما كدت أعثر
3 - لهم قائد الخ يجوز أن يكون ضمير لهم عائدا إلى ناصريه وهم الذين سماهم فيكون الكلام مدحا ويكون معنى الكلام إذا انتوت نيات هؤلاء الناس رأيتهم لعزتهم ومنعتهم يسيرون بالليل والنهار فالقائد الأعمى هو الليل والآخر المبصر هو النهار ويجوز أن يكون الضمير لخاذليه فيكون الكلام ذما
ومعناه إذا أبصر الناس مراشدهم وجدت هؤلاء يستضيئون برأي كل واحد فهم تبع لكل من يشير عليهم صوابا أو خطأ
4 - لهم منطقان أي منطق في النثر ومنطق في النظم يفرق الناس أي يخافون منهما ولحنان أي تعريضان تعريض بالمعروف وتعريض بالمنكر والمعنى لهم كلامان كلام في الخطب وكلام في القصائد تخشاهما الناس لما فيهما من
1 - ( لِكُلِّ بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ رِبَاعَةٌ ... وَخَيْرُهُمُ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرّ بُخْتُرُ ) (1/255)
وقال أبان بن عبدة
2 - ( إذَا الدِّينُ أوْدَى بِالْفَسَادِ فَقُلْ لهُ ... يدَعْنا ورَأساً مِنْ مَعَدٍّ نصَادِمهْ )
3 - ( بِبِيضٍ خِفَافٍ مُرْهَفَاتٍ قَوَاطِعٍ ... لِدَاوُدَ فِيهَا أثْرُهُ وَخَوَاتِمُهْ )
_________
التحريض على معالي الأمور ورقيق المواعظ ولهم لحنان أيضا لحن معروف ولحن منكر فاللحن المعروف الحسن مرجو لمن يحبهم واللحن المنكر السيئ مهلك لمن يعاديهم هذا إذا كان الكلام في البيت قبله محمولا على المدح وإن حمل على الذم فيريد أنهم ذو وجوه مختلفة وأفعال غير صادقة ولهم تعريضان أحدهما ما اعتادوه عند نكث العهود وعرفه الناس من أفعالهم والآخر ما يتعاطونه عند أعمال الحيل فهو خاف عن الناس ومنكور لديهم إذا اطلعوا عليه
1 - الرباعة استقامة الأمر وحسن الشأن والمعنى أن لكل واحد من بني عمرو أمرا مستقيما وتدبيرا مرضيا وأفضلهم في الخير والشر والسراء والضراء بحتر بن عتود
2 - الدين هنا يجوز أن يراد به الطاعة والائتلاف ويجوز أن يراد به الإسلام وقوله أودى بالفساد أي أذهب به الفساد بما ظهر من ولاة الأمر حين جعلوا الخلافة ملكا وقوله فقل له أي قل للخليفة والمراد به مروان بن الحكم والرأس الجماعة الكثيرة وأصل الصدم ضربك الشيء بشيء صلب والمعنى قل للخليفة مروان بن الحكم ونبهه عند ظهور الفساد في الدين يدعنا وجماعة من معد نصادمه أي نصادم هذا الخليفة الذي أكثر الفتن وجعل الخلافة ملكا
3 - ببيض خفاف متعلق بنصادمه في آخر البيت الأول والبيض السيوف وجعلها خفافا لسرعة
1 - ( وَزُرْقٍ كَسَتْها رِيشَها مَضْرَحِيّةٌ ... أثِيثٌ خَوَافِي رِيشِها وَقَوَادِمُهْ ) (1/256)
2 - ( بِجَيْشٍ تَضِلُّ الْبُلْقُ فِي حَجَرَاتِهِ ... بِيَثْرِبَ أُخْرَاهُ وَبِالشَّأْمِ قَادِمُهْ )
3 - ( إذَا نحْنُ سِرْنَا بَيْنَ شَرْقٍ وَمَغرِبٍ ... تَحرَّكَ يَقْظانُ التُّرَابِ وَنَائِمُهْ )
وقال أنيف بن حكيم النبهاني
4 - ( جمَعْنا لَكُمْ مِن حَيّ عَوْفِ وَمالِكٍ ... كَتائِبَ يُرْدِي الْمُقرِفِين نَكَالُها )
_________
الضاربين بها ولم تكن السيوف من صنعة داود عليه السلام حتى يكون له فيها أثر وخواتم وإنما يريد بنسبتها إليه أنها سيوف قديمة
1 - وزرق الخ الزرق النصال المجلوة والمضرحي الكريم من الصقور والأثيث الملتف وخوافي الريش صغاره وقوادمه كباره والمعنى ونقاتل بسهام مجلوة كأن ريشها مستعار من الصقر الذي هذه صفته يصف السهام بسرعة النفوذ وبعد الرمي
2 - في حجراته الخ الحجرات الأطراف ويثرب مدينة النبي والمعنى وبجيش تغيب البلق في أطرافه لكثرته لأن أوله بالشأم وآخره بيثرب فلا ترى بينهما إلا جيشا عرمرما
3 - يقظان التراب ما وطئ بالأرجل وسلك فكأن ترابه منتبه والنائم الذي لم يوطأ ولم يسلك فكأن ترابه نائم والمعنى نحن نملأ الأرض مسلوكها ومتروكها لكثرتنا
4 - من حيى عوف ومالك أراد من حيى عوف وحيى مالك فاكتفى بالتوحيد عن التثنية والكتائب الجيوش والمقرف الذي أمه عربية وأبوه غير عربي والمعنى جمعنا لكم أحزابا من بني عوف وبني مالك يهلك المقرفين عذا وخص المقرفين لأنهم يقصرون في الحرب فتهلكهم
1 - ( فإِنَّا إذَا مَا الْحَرْبُ ألْقَتْ قِنَاعَها ... بِهَا حِينَ يَجْفُوهَا بَنوهَا لأبْرَارُ ) (1/273)
2 - ( وَلَسْنا بِمُحْتَلّينَ دَارَ هَضِيمَةٍ ... مَخَافَةَ مَوْتٍ إنْ بنَا نَبَتِ الدَّارُ )
3و - قال قُراد بن عباد
4 - ( إذَا الْمَرءُ لَمْ تَغْضَبْ لهُ حِينَ يَغْضَبُ ... فَوَارِسُ إنْ قِيلَ ارْكَبُوا الْمَوْتَ يَرْكَبُوا )
5 - ( وَلَمْ يَحْبُهُ بِالنصْرِ قَوْمٌ أعِزَّةٌ ... مَقَاحِيمُ فِي الأَمْرِ الَّذِي يُتَهَيَّبُ )
_________
1 - ألقت قناعها أي اشتدت وتكشفت وقوله بها يتعلق بأبرار وقوله حين يجفوها بنوها أي يتركها أصحابها الذين زاولوها وعالجوا شدائدها ومعنى كونهم أبرار بالحرب أنهم يحبونها ويصبرون على حرها والمعنى أننا لقوتنا لا نترك الحرب إذا تركها أصحابها
2 - الهضيمة الذلة واحتمال الضيم وقوله إن بنا نبت الدار أي إن لم توافقنا الدار والمعنى نحن لا نقيم في دار تنقص فيها حقوقنا ولا توافقنا بل نطلب دارا غيرها توافقنا ولا تنقص فيها حقوقنا
3 - قال أبو هلال قراد بن عباد وقع هكذا في الأصل وهو خطأ وإنما هو قراد بن العيار بن محرز بن خالد أحد بني رزام وأبو العيار أحد شياطين العرب وقراد شاعر إسلامي مقل
4 - إذا المرء الخ معناه إذا لم تتعصب للمرء عشيرته حين تعصبه لصون مجده وشرفه وهم شجعان إن قيل لهم اركبوا الموت يركبوه ولا يهابوه يخبر بأن عز الرجل بعشيرته ومن يسخط لسخطه وجواب إذا قوله تهضمه في أول البيت الثالث
5 - ولم يحبه من الحباء وهو العطاء بلا من ولا جزاء والمقاحيم جمع مقحام وهو الذي يخوض قحمة الشدائد أي معظمها والمعنى ولم ينصره قوم لهم عزة وإقدام في الأمر
1 - ( تَهَضَّمَهُ أدْنَى الْعَدُوِّ وَلَمْ يَزَلْ ... وَإنْ كَانَ عِضاً بِالظُّلاَمَةِ يُضْرَبُ ) (1/274)
2 - ( فَآخِ لِحَالِ السِّلْمِ مَنْ شِئتَ وَاعْلَمَنْ ... بِأنَّ سِوَى مَوْلاَكَ فِي الْحَربِ أجْنَبُ )
3 - ( وَمَوْلاَك مَوْلاَكَ الَّذِي إنْ دَعَوْتَهُ ... أجَابَكَ طَوْعاً وَالدِّمَاءُ تُصَبَّبُ )
4 - ( فلاَ تَخْذُلِ الْمَوْلَى وَإنْ كَانَ ظَالماً ... فإِنَّ بِهِ تُثأى الأُمُورُ وَتُرْأبُ )
5و - قال زاهر أبو كرَّام التميمي
_________
الشديد الصعب
1 - تهضمه أي قهره وكسره ويقال فلان عض قتال إذا كان ذا ممارسة فيه والمعنى أن الإنسان إذا لم ينصره قومه مع قوتهم قهره أضعف أعاديه ولم يزل يضرب بالظلامة وهضم الحقوق ويرد إلى الخضوع وإن كان صاحب قوة ومراس وحدة
2 - السلم الصلح والمولى ابن العم والمعنى كن محبا لمن شئت في حال السلم واعلم بأن ابن عمك هو الذي ينفعك عند الحرب وإن سواه أجنبي يتغافل عنك ولا ينصرك يريد أن مولاك في الحقيقة هو ابن عمك الذي إذا استغثت به بعد ما كان منك أغاثك وأعانك على عدوك وفي هذا البيت حث على استصلاح بني الأعمام
3 - ومولاك مولاك الخ معناه أن ابن عمك هو الذي يحامي عليك ويدافع عنك وإن دعوته في الشدائد أجابك عن طيب نفس
4 - تثأى الأمور أي تفسد وترأب أي تصلح والمعنى لا تترك ابن عمك ولا تهجره وإن هجرك وقلاك فإن به قوام أمرك وصلاحه وبه يفسد الأمر ويتسع الفتق وأراد أنه يضر وينفع
5 - كان زاهر هذا بارز رجلا يقال له تيم وكان أحد الفرسان فقتله زاهر فأخذ يفخم أمره ويعظم شأنه لأن ثناءه عليه وإكباره له كأنه راجع إليه
1 - ( لِلّهِ تَيْمٌ أيُّ رُمْحِ طِرادِ ... لاَقَى الْحِمَامَ بِهِ وَنَصْلِ جِلاَدِ ) (1/275)
2 - ( وَمَحِشِّ حَرْبٍ مُقْدِمٍ مُتَعَرِّض ... لِلْمَوْتِ غَيْرِ مُعَرِّدٍ حَيَّادِ )
3 - ( كَاللَّيْثِ لاَ يَثْنِيهِ عَنْ إقْدَامِهِ ... تخَوْفُ الرَّدَى وَقَعاقِعُ اْلإِيْعَادِ )
4 - ( مَذِلُ بِمُهْجَتِهِ إذَا مَا كَذَّبَتْ ... خَوْفَ الْمَنِيِّةِ نَجْدَةُ اْلأَنجَادِ )
5 - ( سَاقَيْتُهُ كَأْسَ الرَّدَى بِأَسِنَّةٍ ... ذُلُقٍ مُؤَلَّلَةِ الشِّفَارِ حِدَادِ )
_________
وعائد عليه إذا صار قتيله
1 - اللام في قوله لله تيم دخلت للتخصيص والتعجب ومثل هذا قولهم لله دره وقوله أي رمح طراد تعجب من الرمح الذي طارده به وكذلك يتعجب من السيف الذي جالده به والحمام الموت يتعجب من شجاعة تيم ويقول لله تيم ويتعجب من رمحه وسيفه ويقول أي رمح مطاردة وأي سيف مجالدة لا قي الموت بهما ومدحه لأن مدحه راجع إليه إذ صار قتيله
2 - ومحش حرب معطوف على رمح جعله آلة للحش وهو إيقاد النار والتعريد ترك القصد وسرعة الانهزام والحياد المائل والمعنى وأي آلة لا يقاد الحرب هو أي كان أسرع الناس إلي الحرب مقداما فيها لا يخاف من الموت ولا يزول عن مركزه ولا يميل عن قصده
3 - القعاقع صوت السلاح على السلاح والإيعاد التهديد بالشر معناه أنه كالأسد الذي لا يصرفه عن مراده خوف الهلاك يوأصوات التهديد والوعيد
4 - مذل بمهجته من قولهم مذل بماله إذا بذله بسهولة والنجدة القوة وقوله إذا ما كذبت الخ أي خانت النجدة أهلها وأصحابها والمعنى أنه لا يخاف من الحرب بل يبذل مهجته فيها إذا خانت النجدة أصحابها لضيق الوقت وصعوبة المراس
5 - أصل المساقاة تكون بين اثنين وأراد بها هنا المناولة والإعطاء وكأس الردى مجاز عن
1 - ( فَطَعَنْتُهُ وَالْخَيْلُ فِي رَهَجِ الْوَغَى ... نَجْلاءَ تَنْضَحُ مِثْلَ لَوْنِ الْجَادِي ) (1/276)
2 - ( فكأَنَّمَا كَانَتْ يَدِي مِنْ حَتْفِهِ ... لَمَّا انْثَنَيْتُ لَهُ عَلى مِيعَادِ )
3 - ( فَهَوَى وَجَائِشُها يَفُورُ بِمُزْبدٍ ... مِنْ جَوْفِهِ مُتَتَابِع الإِزْبادِ )
4و - قال عمرو القنا
5 - ( القَائِلِينَ إذَا هُمْ بِالْقَنَا خَرَجُوا ... مِنْ غَمْرَةِ الْمَوْتِ فِي حَوْمَاتِهَا عُودوا )
_________
الموت وقوله بأسنة أراد بسنانين وإنما جمع جريا على عادتهم من إيقاع الجمع على المثنى وبالعكس إذا كان المراد مفهوما وقوله ذلق مؤللة الشفار حداد الذلق جمع ذليق وهو من كل شيء حده والمؤللة المحددة والشفار السكين العريض وغيره والحداد الحادة والمعنى ناولت تيما كأس الهلاك بطعن سنان نافذ صقيل حاد
1 - رهج الوغى الخ الرهج الغبار والوغى الحرب والنجلاء الطعنة الواسعة والجادي الزعفران والمعنى لما كانت بيني وبين تيم مساقاة الردى طعنته والخيل في غبار المعركة طعنة واسعة لا يقوم منها يندفق منها الدم الزعفراني اللون
2 - من حتفه أي من هلاكه والمعنى لم أشك حين انعطافي إليه بالرمح أن يدي حالفتني على هلاكه كأنها كانت على ميعاد من ذلك وهذا الكلام يدل على أنه سقط لأول طعنة
3 - وجائشها أي جائش الطعنة وهو ما يجيش أي يسيل من دم جوفه لأنه طعنه فيه والمعنى أنه سقط على الأرض منجدلا والدم يفور من جوفه يعلوه زبد بعد زبد لقوة فورانه من شدة الطعنة
4 - هو شاعر إسلامي كان أحد الخوارج من الفرسان المعدودين منهم والشعراء المجيدين فيهم
5 - إذا هم بالقنا خرجوا يريد خرجوا ومعهم القنا وقوله من غمرة الموت أي من شدة الحرب والحومات
1 - ( عَادُوا فَغادوا كِراماً لاَ تَنَابِلَةٌ ... عِنْدِ اللِّقَاءِ ولاَ رُعْشٌ رَعادِيدُ ) (1/277)
2 - ( لاَ قَوْمَ أكْرَمُ مِنْهُمْ يَوْمَ قالَ لَهُمْ ... مُحَرِّضُ الْمَوْتِ عَنْ أحْسَابِكُمْ ذُودُوا )
3و - قال الفرزدق
_________
جمع حومة وهي في الأصل أعظم موضع في البحر واستعارها لشدة الحرب وقوله عودوا هو حكاية ما قالوا والمعنى أنهم حين خرجوا من شدة الحرب ومعهم الرماح كان قولهم عودوا في حوماتها وذلك لطمعهم في القتال وتعودهم حمل الشدائد لعلو همتهم
1 - لا تنابلة الخ التنابلة جمع تنبال وهو القصير والرعش جمع أرعش والرعاديد جمع رعديد وهو الجبان والمعنى فلما عادوا عادوا كراما موفين بعهودهم فليسوا بقصار عند المبارزة ولا بخائفين من مصادمة الأقران
2 - محرض الموت أي المحرض على الحرب ذودوا أي ادفعوا والمعنى أنهم أكرم الناس وأشرفهم وظهر ذلك يوم قال قائلهم وهو المحرض لهم على القتال دافعوا عن أحسابكم وحاموا عليها
3 - الفرزدق لقبه وكنيته أبو فراس واسمه همام بن غالب بن صعصعة ينتهي نسبه إلى زيد بن مناة بن تميم وهو وجرير والأخطل في الطبقة الأولى من الشعراء الإسلاميين واختلف العلماء بالشعر في المفاضلة بينه وبين جرير وكان يونس يفضل الفرزدق ويقول لولا الفرزدق لذهب شعر العرب وقال أبو عمرو بن العلاء لم أر بدويا أقام في الحضر إلا فسد لسانه غير رؤبة والفرزدق وقال قتيبة بن مسلم فيما كتبه إلى الحجاج حين سأله عن أشعر شعراء الجاهلية وأشعر شعراء الإسلام قال أشعر الجاهلية امرؤ القيس وأضربهم مثلا طرفة وأما شعراء الوقت فالفرزدق أفخرهم
1 - ( إنْ تُنْصفُونَا يَالَ مَروَانَ نَقْتَرِبْ ... إلَيْكُمْ وَإلاّ فَأذَنُوا بِبِعادِ ) (1/278)
2 - ( فإِنَّ لَنَا عَنْكُمْ مَزاحاً وَمَذْهَباً ... بِعِيسٍ إلَى رِيح الْفَلاَةِ صَوَادِي )
3 - ( مُخَيَّسَةٍ بُزْلٍ تَخَايَلُ فِي الْبُرَى ... سَوَارٍ على طُولِ الْفَلاَةِ غَوادِي )
4 - ( وَفِي الأَرْضِ عَنْ ذِي الْجَوْرِ مَنْأً ومَذْهَبٌ ... وكُلُّ بلاَدٍ أوطِنَتْ كَبِلاَدِي )
_________
وجرير أهجاهم والأخطل أوصفهم وقد طبق المفصل أبو الفرج في قوله حين سئل عنهما من كان يميل إلى جودة الشعر وفخامته وشدة أسره فليقدم الفرزدق ومن كان يميل إلى أشعار المطبوعين والكلام السمح الجزل فليقدم جريرا هذا وكان الفرزدق يشبه بزهير من شعراء الجاهلية
1 - وإلا فأذنوا أي وإلا فاعلموا والمعنى إن سلكتم بنا مسلك الإنصاف يا آل مروان جاورناكم وسمعنا قولكم وإن بغيتم علينا فاعلموا أننا نكون في معزل عنكم لأنا لا نصبر على الضيم
2 - مزاحا هو من زاح يزيح إذا ذهب والعيس الإبل البيض والفلاة المفازة والصوادي العطاش جمع صادية والمعنى إن سمتمونا خسفا فإن لنا في الأرض مبعدا عنكم بابل لها اشتياق إلى السير في المفاوز كاشتياقها إلى الماء
3 - المخيسة المذللة والبزل جمع بازل وهي التي دخلت في التاسعة والبعير الذي طلع نابه وتخايل أي تختال والبري جمع برة وهي حلقة تجعل في الأنف والسواري جمع سارية والغوادي جمع غادية والمعنى أن الإبل التي هذه صفتها دائمة السير ليلا ونهارا لقوتها على الأسفار
4 - المنأى المبعد والمذهب أراد به الطريق الواسع وقوله وكل بلاد الخ يريد أن كل بلد تستقر فيه آمنا غير مروع ولا مهضوم الحق فهو كبلدك الذي كنت به يقول نحن لشرفنا لا نقيم في بلاد الوالي الجائر بل نتحول عنها وكل
1 - ( وَماذا عَسَى الْحَجَّجُ يَبْلُغُ جَهْدَهُ ... إذَا نَحْنُ خَلّفْنا حَفِيرَ زِيادِ ) (1/279)
2 - ( فبِاسْتِ أبِي الْحَجاجِ وَاسْتِ عَجُوزِهِ ... عُتَيِّدَ بَهْمٍ ترْتَعي بِوِهادِ )
3 - ( فلَوْلا بَنُو مَروَانَ كانَ ابْنُ يُوسُفٍ ... كَما كانَ عَبْداً مِنْ عَبيدِ إيادِ )
4 - ( زَمانَ هُوَ الْعَبْد الْمُقِرُّ بِذِلّةٍ ... يُرَاوحُ صِبْيانَ الْقُرَى ويُغادِي )
وقال آخر
5 - ( قدْ عَلِمَ الْمُسْتِأْخِرُونَ في الْوَهلْ ... إذا السُّيُوفُ عُرِّيَتْ مِنَ الْخِللِ )
_________
بلد يستقيم فيه أمرنا فهو بلدنا فالوطن حيث يتوطن أمرنا
1 - حفير زياد هو نهر كان احتفره وإليه تنتهي حكومة الحجاج والمعنى نحن إذا تركنا بلاد الحجاج وسرنا عنها لا يقدر أن يصل إلينا
2 - فباست أبي الحجاج الخ الأست العجز والعجوز أم الحجاج عتيد بهم انتصب عتيد على الاختصاص والشتم وهو من أولاد الغنم ما بلغ سنة تصغير عتود والبهم صغار أولاد الغنم والوهاد جمع وهدة وهي ما انخفض من الأرض المعنى أن العار لاحق باست والد الحجاج وأمه وإذا ذكرتهم فإنهم كصغار غنم ترعى بأرض منخفضة لضعفهم وخوفهم منا يريد بهذا الكلام أن يبين جسارته على هجو الحجاج وذكر سوأته
3 - ابن يوسف هو الحجاج وجعله الشاعر من عبيد إياد لأن ثقيفا جد الحجاج كان عبدا لأياد بن نزار ومعناه لولا بنو مروان لعاش الحجاج ذليلا
4 - زمان هو العبد الخ أي زمان كونه ذليلا كالعبد لا ينكر ذله وهو يعلم صبيان المكتب بالطائف يراوحهم ويغاديهم ينصرف عنهم بالمساء ويذهب إليهم بالغداة وإنما قال ذلك لأن الحجاج كان معلما بالطائف وكان في صغره يسمى كليبا فكيف الآن يتعالى العبد على سيده
5 المستأخرون أي
1 - ( أنَّ الْفرارَ لاَ يريدُ في الأجَلْ ... ) (1/280)
وقال شبيل الفزاريّ وحاربه بنو أخيه فقتلهم
2 - ( أيا لهْفَى عَلى منْ كُنْتُ أدْعُو ... فيَكْفيني وَسَاعِدُهُ الشَّدِيدُ )
3 - ( وَما منْ ذِلةٍ غُلِبُوا وَلكِنْ ... كَذاكَ الأُسْدُ تفْرسُها الأُسودُ )
4 - ( فلوْلا أنهُمْ سَبقَتْ إليْهمْ ... سَوابقُ نَبْلنا وهُمُ بعيدُ )
5 - ( لحاسَوْنا حِياضَ الْمَوْتِ حتَّى ... تَطايَرَ منْ جَوانِبنَا شَريد )
_________
المتأخرون وفي الوهل أي في الخوف وعريت جردت والخلل جمع خلة بكسر الخاء وهي جفن السيف
1 - أن الفزار الخ سد مسد مفعولي علم والمعنى أن الذين تأخروا عن القتال وفروا منه يعلمون أن ذلك لا يزيد في آجالهم وهذا تحريض منه لهم على القتال
2 - فيكفيني الخ أي يدافع عني بقوة وشدة بأس والمعنى أنه يتلهف على قتله أولاد أخيه الذين كانوا ينفعونه عند الملمات إذا دعاهم لها
3 - وما من ذلة الخ معناه نحن ما قتلناهم لضعفهم ولكنهم كالأسود التي تفترسها الأسود
4 - وهم بعيد لفظ بعيد مثل ظهير يقع على المفرد والجمع أي وهم متباعدون والمعنى نحن رميناهم بسهامنا السابقة إليهم وهم على بعد فقتلناهم ولو كانوا على قرب منا لنالوا منا كما نلنا منهم بدليل البيت بعده
5 - لحاسونا حياض الموت فيه توسع لأن المعنى على ما في الحياض والمحاساة المساقاة والشريد المطر أو المتفرق وكنى به عن الكثرة وإن كان واحدا والمعنى لولا سهامنا سبقت إليهم فمنعتهم من تقدمهم إلينا لكانوا سقونا من حياض الموت كما سقيناهم حتى كان يتطاير منا كل شريد من
وقال قَطريّ بن الفُجاءَة تقدمت ترجمته (1/281)
1 - ( ألاَ أيُّهَا الْباغِي البرَازَ تَقَرَّبَنْ ... أُسَاقِكَ بِالْمَوْتِ الذُّعَافَ الْمُقَشَّبا )
2 - ( فَما فِي تَساقِي الْمَوْتِ فِي الْحَرْبِ سُبَّةٌ ... عَلى شَارِبِيهِ فَاْسْقِنِي مِنْه وَاشْرَبَا )
وقال درَّاج وكان قد طعن
3 - ( شُدِّي عَليَّ الْعَصْبَ أُمُّ كهْمَسْ ... وَلا تَهُلْكِ أذْرُعٌ وَأرؤُسْ )
4 - ( مُقَطّعاتٌ وَرِقابٌ خُنَّسْ ... فأنَّما نَحْنُ غَدَاةَ الأنْحُسْ )
5 - ( هِيمٌ بِهيمٍ طُلِيَتْ تَمَرَّسْ ... )
_________
أعضائنا يريد أنهم كانوا مثلنا في القوة ولكنا احتلنا عليهم برمينا فيهم بالسهام على بعدهم منا
1 - الذعاف سم ساعة والمقشب الذي قد خلط به ما يقويه والمعنى يا من يريد مبارزتي تقرب مني أفعل بك ما يقوم مقام سم ساعة
2 - سبة على شاربيه أي عار عليهم والمعنى أنه لا عار في الحرب إذا سقى كل إنسان صاحبه كأس الموت فيها
3 - العصب بالسكون ويحرك كأنه يريد به أطناب المفاصل وأم كهمس هي امرأته وقوله ولا تهلك من الهول وهو الفزع والأذرع جمع ذراع والأرؤس جمع رأس يقول شدي علي أطناب مفاصلي بالعصائب ولا تخافي من الأيدي والرؤس التي تقطعت بدليل البيت بعده
4 - ورقاب خنس أي منقبضة منخفضة من الطعن جمع خانس والأنحس جمع نحس وهو الغبرة هنا وهي كناية عن الحرب ويريد فإنما نحن غداة هيج الغبار أي غداة الحرب
5 - هيم بهيم خبر عن نحن في البيت قبله والهيم الإبل العطاش والتمرس التحكك والمعنى نحن يوم الحرب مثل
1 - قال الأرقط بن رعبل بن كليب العنبري (1/282)
2 - ( إنِّي وَنَجْماً يَوْمَ أبْرَقِ مَازِنٍ ... عَلى كثرَة الأيْدِي لَمُؤْنَسِيانِ )
3 - ( يَلُوذُ أمَامِي لَوْذَةً بلَبَانِهِ ... وَتَرْهَبُ عَنَّا نَبْعةٌ وَيَمانِي )
4 - ( وَنَغْشَى فَنُغْشَى ثُمَّ نُرْمَى فَنَرْتَمِي ... وَنَضْربُ ضَرْباً لَيْسَ فِيهِ تَوَاني )
وقال رَدَّاك بن ثُميل
_________
إبل عطاش جرب طليت بالقطران فجعلت يحتك بعضها ببعض
1 - هو شاعر إسلامي مقل وكان قد لقي هو وابنه نجم لصوسا فقاتلاهم وظفرا بهم فأخذ يقص قصته في هذه الأبيات
2 - إني ونجما الخ نجم ابن هذا الشاعر والأبرق أرض فيها طين وحجارة وقوله على كثرة الأيدي يريد على كثرة أيدي هؤلاء اللصوص علينا وقوله لمؤتسيان من المواساة وهي المعاونة والمعنى أني وابني نجما تعاونا على اللصوص حين قاتلناهم فهزمتهم أنا وابني على كثرتهم وهم جمع وأنا ونجم اثنان
3 - يلوذ أمامي اللوذ بالشيء الاستتار والاحتصان به وفاعل الفعل ضمير يعود إلى ابنه والهاء في لبانه يعود إلى الفرس وإن لم يجر له ذكر لأن المراد مفهوم واللبان الصدر والنبعة القوس واليماني السيف وكنى بقوله وترهب عنا الخ عن عدم وصول الرماح والسيوف إليهم يقول إن ابني نجما كان يلوذ بصدر فرسي ويتحصن به وكانت الرماح والسيوف تزول عنا ولا تصل إلينا
4 - ونغشى أي نقصد إلى القتال ولا نحجم والتواني الرفق والبطء والتقصير ومعناه أننا نقصد القوم بالهجوم عليهم فيقصدوننا أيضا ثم يكون بيننا الرمي بالنبال والضرب بالسيوف فنرميهم ونضربهم بالسيوف البواتر ضربا لا تقصير فيه حتى ينهزموا
1 - ( نَفسِي فِدَاءٌ لِبنِي مَازِنٍ ... مِنْ شُمُسٍ فِي الْحَرْبِ أبْطَالِ ) (1/283)
2 - ( هِيمٌ إلى الْمَوْتِ إذَا خُيِّرُوا ... بَيْنَ تِباعَاتٍ وَتَقْتالِ )
3 - ( حَمَوْا حِماهُمْ وَسَمَا بَيْتُهُمْ ... فِي بَاذِخَاتِ الشّرَفِ الْعالِي )
وقال سَوَّار
4 - ( أجَنُوبُ إنّكِ لَوْ رَأيْت فَوَارِسِي ... بِالسَّيْفِ حِينَ تَبادَرُ الأَشْرَارُ )
5 - ( سَعةَ الطّريقِ مَخافة أنْ يُؤْسَرُوا ... والخَيْلُ تَتْبَعُهُمْ وهُمْ فُرَّارُ )
_________
1 - من شمس الشمس جمع شموس وهو من الآدميين الشجاع الذي لا يذل لغيره ومن الخير الجموح الذي لا يمكن أحدا من سرجه
2 - هيم إلى الموت الخ الهيم الإبل العطاش والتباعات جمع تباعة وهي في الأصل ما يتبع الفعل من الغرامة وما يضاهيها ثم أراد منها ما يلحقهم من العار والمعنى أنهم إذا خيروا في أمرهم بين صبرهم على القتال وبين رضاهم بالعار اختاروا القتال وامتنعوا مما فيه عار عليهم والمراد بالعار أخذهم الدية وعجزهم عن طلب الثأر
3 - الباذخات جمع باذخ وهو الجبل المرتفع يقول منعوا ديارهم ومرعاهم من الغارات وقد علا بيتهم واشتهر في الناس مجدهم وشرفهم فكانوا في عز باذخ وشرف رفيع عال
4 - أجنوب الخ جنوب اسم امرأته والسيف شاطئ البحر والمعنى لو شاهدت فوارسي يا جنوب بالسيف حين سابق شرار الناس وجبناؤهم إلى متسع الطريق خوفا من الأسر لرأيت أمرا منكرا فجواب لو محذوف وإبهام الحال في مثل هذا الكلام أبلغ من بيانها
5 - سعة الطريق مفعول تبادر في البيت قبله
1 - ( يدْعُونَ سَوَّاراً إذَا احْمرَّ الْقَنا ... وَلِكلِّ يَوْمِ كريهةٍ سَوَّارُ ) (1/284)
2و - قال أبو حُزابة أو بن حزُابَة
3 - ( منْ كانَ أقحَمَ أوْ خَامَتْ حَقِيقَتُهُ ... عِنْدَ الْحِفَاظِ فَلَمْ يُقْدِمْ عَلى الْقحَم )
4 - ( فَعُقْبةُ بنُ زُهَيرٍ يَوْمَ نَازَلَهُ ... جَمْعٌ مِنَ التُّرْكِ لَمْ يُحْجمْ ولَمْ يَخِمِ )
_________
ومخافة مفعول لأجله وأن يؤسروا في تأويل مصدر والمعنى تتبادروا إلى سعة الطريق خوفا من الأسر والخيل تجري وراءهم وهم في أشد الفرار
1 - إذا احمر القنا كناية عن شدة الحرب واحمرار القنا إنما يكون من الدم السائل عليه ولكل يوم الخ أراد أن يبين أن ذلك دأبهم عند الكريهة من دعائهم إياه وأن ذلك دأبه من إجابته لهم والكريهة الحرب والمعنى أنهم كلما اشتد الحرب استغاثوا به ليفرج عنهم وأنه من حماة الحقيقة وينصر من انتصر به
2 - اسمه الوليد بن حنيفة أحد بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وأبو حزابة شاعر من شعراء الدولة الأموية بدوي حضري سكن البصرة وخرج مع ابن الأشعث لما خرج على عبد الملك وأظنه قتل معه وكان شاعرا راجزا فصيحا خبيث اللسان هجاء
3 - من كان أقحم الخ الإقحام والاندفاع في الأمر من غير نظر فيه وخامت أي جبنت والحفاظ المحافظة والقحم جمع قحمة وهي الشدة والهلكة والمعنى من اقتحم الشدائد في المحافظة على حقيقته أو نام عن ذلك فلم يقدم على الشدائد فعقبة الخ
4 - لم يحجم أي لم يعجز عن الإقدام ولم يخم أي لم يجبن يقول إن عقبة بن زهير لم يجبن ولم يضعف حين نازله جمع من الأتراك أي في الوقت الذي يتأخر فيه الشجاع ويموت لهوله الجبان
1 - ( مُشَمِّرٌ لِلْمَنَايَا عَنْ شَوَاهُ إذَا ... مَا الْوَغْدُ أسْبَلَ ثَوبْيَهِ عَلى الْقَدَمِ ) (1/285)
2 - ( خَاضَ الرَّدَى وَالْعِدَى قُدْمًا بِمُنْصُلِهِ ... والْخَيْلُ تَعْلَكُ ثِنْيَ الْمَوْتِ بِاللُّجُمِ )
3 - ( وَهُمْ مِئُونَ أُلُوفًا وَهْوَ فِي نَفَرٍ ... شُمِّ الْعَرانِينِ ضَرًّا بِينَ للْبُهَمِ )
وقال أوس بن ثعلبة
4 - ( جَذّامُ حَبْلِ الْهَوَى ماضٍ إذَا جَعلَتْ ... هَواجِسُ الْهَمِّ بَعْدَ النَّوْمِ تَعْتَكِرُ )
_________
1 - العرب تضرب تشمير الثوب مثلا للجد في الأمر والنشاط فيه والشوى أطراف البدن جمع شواة والوغد الجبان وأسبال الثوب على القدم ضد التشمير والمراد بثوبيه إزاره ورداؤه والمعنى أنه يستعد للحرب لقوته إذا تخلف عنها الجبان لضعفه
2 - يقال خاض الغمرات والشدائد اقتحمها ودخل فيها بلا مبالاة والمنصل السيف وقدما أي متقدما وتعلك أي تمضغ وثني الشيء ما يثنى منه وجعل الخيل تمضغ الموت لأن وقوفها في الحرب عالكة للجمها يؤدي إلى الموت والمعنى أنه خاض الحرب متقدما إلى الأعداء بسيفه والخيل على حالة تؤدي إلى الموت
3 - المائة من الأسماء المنقوصة التي وقعت التاء فيها بدلا من لامها ولذلك جمع جمع سلامة كثبة ونحوها وألوفا تتمييز ولم يرد أنه حارب مئين ألوفا وإنما أشار إلى جنس الترك كله فجعلهم أعداءه وقوله شم العرانين الشم جمع أشم وهو المرتفع والعرانين جمع عرنين وهو مقدم الأنف والبهم جمع بهمة وهو الشجاع والمعنى أن الأعداء من الترك كانوا كثيرا وكان عقبة ابن زهير في نفر قليل من أصحابه الذين جمعوا صفات الشجعان فقاوم بهم الجمع الكثير من الترك
4 - جذام خبر لمبتدأ محذوف أي أنا جذام وجذام من الجذم وهو القطع والهواجس جمع هاجس وهو ما يخطر بالبال وتعتكر
1 - ( وَما تَجَهَّمَني لَيْلُ ولاَ بَلَدٌ ... ولاَ تَكاءَدَني عَنْ حَاجَتي سفَرُ ) (1/286)
2و - قال آخر
3 - ( أقُولُ وَسَيْفي في مَفَارِقِ أغْلَبِ ... وقَدْ خَرَّ كَالْجِذْعِ السَّحُوقِ الْمُشَذَّبِ )
4 - ( بِكَ الْوَجْبَةُ الْعُظْمَى أنَاخَتْ ولَمْ تُنِخْ ... بِشُعْبَةَ فَابْعَدْ مِنْ صَرِيعٍ مُلَحَّبِ )
_________
أي تنعطف والمعنى أنه قامع لهوى نفسه إذا أراد أمرا أمضاه ولا يكترث بما يتراكم عليه من الخواطر
1 - وما تجهمني الخ التجهم استقبال الإنسان بوجه كريه وفي الكلام قلب لأن المعنى وما تجهمت ليلا وتكاءدني أي شق علي وقال عن حاجتي حملا على المعنى لأن المراد ولا منعني سفر شاق عن حاجتي والمعنى لا أكره سير الليل ولا التطواف في البلاد لطلب حوائجي ولا يصعب علي السفر فأتركه فتفوتني حاجتي
2 - قال هذا الشعر وقد أوقعت بنو مازن بقوم من بني عجل فقتلوا منهم مقتلة عظيمة فعدت بنو عجل على جار لبني مازن فقتلوه
3 - المفارق جمع مفرق وهو وسط الرأس الذي يفرق فيه الشعر وأغلب اسم رجل والجذع ساق النخلة والسحوق الطويل والمشذب المقطع والمعنى أقول وقد وضعت سيفي في رأس أغلب وقد سقط مصروعا مثل ساق النخلة الطويل المقطع الأغصان يريد أنه سلب ما عليه بعد قتله ومقول القول البيت بعده
4 - بك الوجبة الخ المراد بالوجبة هنا المنية والملحب المجروح أو المذلل والمعنى أن الموت نزل بك ولم ينزل بشعبة فبعدا لك من صريع مجروح إذ قصدت شعبة بالقتل فصرت أنت قتيلا دونه كأن هذا المصروع كان يتوعد شعبة بالقتل أو يريده له وقوله فأبعد دعاء عليه
1 - ( سَقَاهُ الرَّدَى سَيْفٌ إذا سُلَّ أوْ مَضَتْ ... إلَيهِ ثَنا يَا الْمَوْتِ مِنْ كلِّ مَرقَبِ ) (1/287)
2 - ( فَيا عِجْلُ عِجْلَ القاتِلينَ بِذَحْلهِمْ ... غَريبًا لَدَينا مِنْ قَبائلِ يَحْصُبِ )
3 - ( جَنَيْتُمْ وجُرْتُمْ إذْ أخَذْتُمْ بحَقِّكُمْ ... غَريبًا زَعَمْتُمْ مُرْمِلاً غَيرَ مُذْنِب )
4 - ( وَما قَتْلُ جارٍ غائبٍ عَنْ نِصيرهِ ... لِطالِبِ أوْتارٍ بمَسْلَكِ مَطْلَبِ )
5 - ( فَلمْ تُدْركُوا ذَحْلاً ولمْ تذْهبُوا بما ... فعلْتُمْ بني عجْلٍ إلى وجْه مذْهب )
_________
1 - أو مضت إليه أي أشارت والثنايا الأسنان والمرقب المرصد وهذا تمثيل ولا إيماض ولا مرقب وإنما المعنى ما سقاه الموت إلا سيفي الذي إذا جردته من غمده قتلت به من أريد
2 - عجل القاتلين الإضافة فيه مثل الإضافة في حق اليقين لأن بني عجل هم القاتلون والذحل الثأر ويحصب قبيلة يعير بني عجل بكونهم ضعفاء عن أخذ ثأرهم من بني مازن وأنهم قتلوا رجلا غريبا من قبيلة يحصب كان مجاورا لبني مازن واكتفوا بذلك في ثأرهم
3 - زعمتم مرملا الخ زعمتم حذف مفعولاه والتقدير زعمتموه مأخوذا في ثأركم ومرملا غير مذنب حالان من الضمير المحذوف في زعمتم والمرمل الفقير والمعنى أنكم جرتم وتعديتم في قتلكم رجلا غريبا في جوارنا بدلا من ثأركم وهو مرمل فقير ولم يرتكب فيكم ذنبا تأخذونه به
4 - لطالب أوتار الخ الأوتار جمع وتر وهو الثأر وقوله بمسلك مطلب يريد أن هذا الفعل هو ظلم وعدوان وليس فعل من يطلب الثأر والمعنى أن قتلكم الغريب المجاور لنا بدلا من ثأركم وقد غاب عنه نصراؤه ليس بمذهب حميد في طلب الثأر بل هو ظلم منكم وعدوان
5 - فلم تدركوا ذحلا الخ الذحل الثأر والمعنى فلم تدركوا ثأركم لأنكم قتلتم غير من جنى عليكم
1 - ( ولَكِنّكُمْ خِفْتُمْ أسِنةَ مازنٍ ... فَنكّبْتُمُ عَنْها إلى غَيْر مَنْكَبِ ) (1/288)
2 - ( وَقَدْ ذُقْتُمُونا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ ... وعِلْمُ بَيان الْمرْءِ عنْد الْمُجرِّبِ )
3و - قال بَغْثر بن لُقَيط الأسدي
4 - ( أمَّا حَكيمٌ فَالْتمسْتُ دماغَهُ ... وَمَقيلَ هَامَتهِ بِحَدِّ الْمُنْصُلِ )
5 - ( وإذ أُحملْتُ عَلى الْكريهةِ لَمْ أقُلْ ... بَعْدَ الْعَزيمةِ لَيْتَنى لَمْ أفْعَلِ )
وقال رجل من بني نمير
6 - ( أنَا ابْنُ الرَّابِعينَ مْن آلِ عمْرٍو ... وَفُرْسَانِ الْمَنابِرِ مِنْ جَناب )
_________
ولم تذهبوا في فعلكم هذا إلى ما يذهب إليه الناس في طلب الثأر
1 - فنكبتم عنها أي انحرفتم وعدلتم والمعنى أنكم خفتم من بني مازن فعدلتم عنهم إلى شر معدل وهو قتلكم رجلا غريبا في جوارهم ومع ذلك هم لا يتركونكم حتى يدركوا منكم ثأر جارهم
2 - ذقتمونا أي جربتمونا وقوله وعلم بيان المرء الخ مثل وقوله عند المجرب أي عند التجربة والمعنى أنه لا يخفى عليكم علو همتنا لأنكم شاهدتم ذلك منا مرارا والإنسان لا يعرف ما لغيره من البأس والنجدة إلا عند تجربته إياه
3 - هو شاعر جاهلي
4 - ومقيل هامته الخ مقيل الهامة محل استقرارها والهامة الرأس والمنصل السيف والمعنى مهما يكن من شيء فقد طلبت دماغ هذا الرجل بسيفي فأصبته به غير متندم على ما فعلت
5 - على الكريهة أي على الأمر المكروه والعزيمة توطين النفس على المراد يريد أنه إذا حمل على المكروه أقدم عليه ولم يندم بعد التروي والعزم على ما فعل
6 - أنا ابن الرابعين الخ الرابع الرئيس الذي كان