صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


[ ديوان الحماسة
الكتاب : ديوان الحماسة
عدد الأجزاء : 2

1 - ( نُعَرِّضُ لِلِطّعانِ إذَا الْتَقَيْنا ... وُجوهاً لاَ تُعرَّضُ لِلسِّبابِ )
2 - ( فَآبَائي سَرَاةُ بَنِي نُمَيْرٍ ... وَأخْوالِي سَراةُ بَني كِلاَبِ )
3و - قال الهُذْلول بن كعب العنبري
4 - ( تَقولُ وصَكَّتْ نَحْرَها بِيَميِنَها ... أبَعْلِيَ هَذَا بِالرَّحَا الْمُتَقاعِسُ )
_________
يأخذ ربع الغنيمة في الغز وأيام الجاهلية وجناب اسم حي والمعنى أنا ابن الأمراء من آل عمرو في الجاهلية وأنا سلالة الفصحاء من حي جناب في الإسلام
1 - السباب من السب وهو الشتم والمعنى أننا من فرسان الحرب نعرض وجوهنا الكريمة لها ونظهرها فلا نخاف من القتل لشجاعتنا وهذه الوجوه التي عرضناها للحرب لا تتعرض للسباب ولا للشتم
2 - سراة بني نمير الخ السراة الأشراف والمعنى أنني شريف الطرفين أبا وخالا فأبوتي في سادات بني نمير وخؤلتي في سادات بني كلاب
3 - وكان قد تزوج امرأة من بني بهدلة فرأته يوما يطحن للأضياف فضربت صدرها وقالت أهذا زوجي فبلغه ذلك فقال هذه الأبيات والمبرد في الكامل ذكر هذه الأبيات لأعرابي سعدي وكان سيدا رئيسا فنزل به ضيف فقام إلى الرحا يطحن فمرت به زوجه في نسوة فقالت أهذا بعلي إعظاما لذلك فأخبر بما قالت فقال
4 - الصك الضرب الشديد بشيء عريض أو هو الضرب مطلقا والاستفهام في قوله أبعلي إنكار أو تعجب والمتقاعس الذي دخل ظهره وخرج صدره ضد الأحدب والمعنى أن امرأتي حين رأتني وأنا أطحن بالرحا للأضياف ضربت صدرها بيمينها تأسفا منها أني أتولى عمل الرحا وأنا زوجها وأنكرت مينى هذا الفعل

(1/289)


1 - ( فقُلْتُ لَها لاَ تَعْجَلي وتَبَيَّنِي ... فَعَالِي إذَا الْتَفَّتْ عَلَيَّ الْفَوارِسُ )
2 - ( ألَسْتُ أرُدُّ الْقِرْنَ يَرْكَبُ رَدْعَهُ ... وَفِيهِ سِنَانٌ ذُو غرَارَيْنِ نائِسُ )
3 - ( وَاحْتَمِلُ الأَوْقَ الثقيلَ وَامْتَرِي ... خُلُوفَ الْمَنَايا حَينَ فَرَّ الْمُغَامِسُ )
4 - ( وَاقرِي الْهُمُومَ الطَّارِقاتِ حَزَامَةً ... إذَا كَثُرَتْ لِلَّطارِقاتِ الْوَساوِسُ )
_________
1 - لا تعجلي أي بالإنكار والتقريع وتبيني أي اعرفي من قولهم تبين الشيء عرفه والفعال بالفتح الفعل الحسن الذي يحمد عليه صاحبه ومعناه فأجبتها وقلت لها لا تعجلي في أمري فإن كان أسخطك ما أنا فيه من عمل الرحا فلا يسخطك فعلي إذا علمت ما يكون مني من البأس والنجدة حين تحيط بي الفوارس من كل جانب وأنا أكشفهم عني بالسيف
2 - ألف الاستفهام إذا اتصل بحرف النفي يقرر به ما كان منفيا والقرن المكافئ لك ومعنى يركب ردعه أي يخر صريعا لوجهه وذكر الركوب مثل ويجوز أن يكون المراد بالردع ما تلطخ به من الدم وقوله وفيه سنان ذو غرارين يريد أنه معطون بسنان ذي حدين ونائس مضطرب والمعنى أني أتمكن من القرن عند امتناعه مني وأطعنه بسناني الصلب المضطرب ذي الحدين
3 - وأحتمل الأوق الخ الأوق الثقل والامتراء الحلب والخلوف جمع خلف وهو ضرع الناقة وجعل قوله وأمتري خلوف المنايا كناية عن إقباله على الموت وعدم مبالاته به والثبات عند نزوله والمغامس الذي يدخل في الشدائد ويدخل غيره فيها والمعنى أني أحمل من الشدائد ما لا يستطيع أن يحمله غيري وأطلب الحرب وأثبت فيها إذا فر غيري منها
4 - وأقري أي أضيف والطارق الآتي ليلا والحزامة التيقظ وضبط الأمر والوساوس اسم لما يقع في النفس

(1/290)


1 - ( إذَا خامَ أقْوامٌ تَقَحَّمْتُ غَمْرَةً ... يَهَابُ حُمَيَّاها اْلأَلَدُّ الْمُدَاعِسُ )
2 - ( لَعَمْرُ أبِيكِ الْخَيْرِ إنِّي لَخَادِمٌ ... لِضَيْفِي وَإنِّي إنْ رَكِبْتُ لَفارِسُ )
3 - ( وَإنِّي لأَشْرِي الْحَمْدَ أبْغِي ربَاحَهُ ... وأتْرُكُ قِرْنِي وهْوَ خَزْيانُ ناعِسُ )
وقالت كنزة أم شملة بن برد المِنقَري
4 - ( إنْ يَكُ ظَنِّي صَادِقاً وَهْوَ صادِقِي ... بِشَمْلَةَ يَحْبِسْهُمْ بِهَا مَحْبِساً أزْلاً )
_________
من الشر معناه أنه يتلقى ما يعتريه من وساوس النفس بالحزم والتيقظ والنظر في العواقب فلا يكون منها في حيرة إذا اشتدت على غيره وكثرت أحاديث النفس بها
1 - إذا خام أي إذا جبن والتقحم الدخول في الأمر بلا تأمل والغمرة الشدة والحميا الشدة أيضا والألد الشديد الخصومة اللجوج والمداعس من الدعس وهو الطعن والمعنى إذا تأخر غيري عن الحرب جبنا منه تقدمت أنا إليها ولو ألاقي من شدتها ما يخاف منه اللجوج المطاعن
2 - لعمر أبيك الخ معناه أقسم بحياة أبيك البر إنه ما حملني على الطحن بالرحا إلا تواضعي في خدمة أضيافي واعتنائي بهم فلا تأسفي على ذلك فإني لفارس الحرب إذا ركبت لها
3 - وهو خزيان ناعس أي وهو متندم مقتول والمعنى أني ما أطلب من أعمالي إلا شكري عليها الذي هو ربحها ومع ذلك فلست بجبان بل أترك خصمي سادما نادما مقتولا لا يتحرك كالنائم
4 - وهو صادقي الضمير للظن أي أن ظني بشملة يصدقني لا محالة أنه يفعل بهم كذا والباء من قوله بشملة متعلق بظني ومحبسا أزلا أي سجنا ضيقا والمعنى إن كان ظني بشملة صادقا وهو صادقي لا محالة فإنه لا يريح القوم من الحرب بل يسد عليهم طريق التخلص منها ويتركهم في ضيق سجنها

(1/291)


1 - ( فَيَا شَمْلَ شَمَّرْ وَاطْلُبِ الْقَوْمَ بِالّذِي ... أُصِبْتَ ولاَ تَقْبَلْ قِصَاصاً ولاَ عَقْلاَ )
وقالت أيضاً
2 - ( لَهْفَى عَلى الْقَوْمِ الذِينَ تَجَمَّعُوا ... بذِي السيِّدِ لَمْ يَلْقَوْا عَلِيًّا ولاَ عَمْرَا )
3 - ( فإنْ يَكُ ظَنِّي صادِقاً وَهْوَ صادِقِي ... بِشَمْلَةَ يَحْبِسنهُمْ بِها مَحْبِساً وَعْرَا )
4و - قال شُِبْرُمة بن الطفيل
5 - ( لَعَمْري لَرِئْمٌ عِنْدَ بابِ ابْنِ مُحْرِز ... أغَنُّ علَيْهِ الْيارَقانِ مَشُوفُ )
6 - ( أحَبُّ إلَيْكُمْ مِنْ بُيُوتٍ عِمَادُها ... سُيُوفٌ وأرْماحٌ لَهُنَّ حَفيفُ )
_________
1 - القصاص أخذ الشيء بالشيء وقوله ولا عقلا العقل الدية والمعنى جد يا شملة واجتهد واطلب القوم طلبا حثيثا بالذي أصبت به ولا تقبل المساواة بأن تقتل واحدا بواحد ولا تقبل المال فإنه سبة وعار بل عليك بالفضل والزيادة حتى تشفى الغلة وتريح النفس
2 - بذي السيد الخ السيد اسم موضع والمعنى أني كثيرة التلهف على القوم الذين اجتمعوا بهذا الموضع ولم يتفق لهم أن يلاقوا عليا ولا عمرا
3 - محبسا وعرا أي سجنا صعبا وقد تقدم تفسير هذا البيت قريبا
4 - شاعر إسلامي مقل من شعراء الدولة العباسية
5 - لعمري لرئم الخ الرئم الغزال الخالص البياض شبه به المرأة والأغن الذي في صوته غنة وهو صوت يخرج من الأنف واليارقان السواران والمشوف المجلو وكان الأجود أن يكون صفة البارق فيثنى ولكن جعله صفة للرئم على السعة والمعنى أن المرأة الجامعة لمحاسن الغزلان أحب إليكم في ميلكم إليها من أن تحملوا المشاق في حماية ما يجب عليكم أن تحموه
6 أحب إليكم الخ

(1/292)


1 - ( أقولُ لِفِتْيانٍ ضِرَارٌ أَبُوهُمُ ... وَنَحْنُ بِصَحْراءِ الطِّعَان وُقُوفُ )
2 - ( أقِيمُوا صُدُورَ الْخَيْلِ إنَّ نُفُوسَكُمْ ... لِميقَاتِ يوْمٍ مَا لَهُنَّ خُلوفُ )
3و - قال قَبيصة بن جابر
_________
يعرض هذا الشاعر بقوم سكنوا إلى الخفض والدعة وتوانوا عن لقاء الحرب وقوله عمادها سيوف يعني ما تستظل به الصعاليك في المفاوز كانوا إذا وجدوا حر الهجير أقاموا السيوف والرماح على الأرض وجعلوا عليها ثوبا يقيهم من الشمس والحفيف الدوي والمعنى لستم ممن يحمي الحقيقة ولكنكم أصحاب نساء ولهو ولعب
1 - أقول لفتيان الخ معناه أقول لشبان بني ضرار ونحن واقفون ننتظر قرب القتال والمداعسة ومقول القول البيت بعده
2 - يقال أقام صدر مطيته إذا جد في السير وكذلك إذا جد في أي أمر كان والميقات يستعمل في الزمان والمكان والمراد الوقت المحدد لانقضاء النفوس وقوله ما لهن خلوف أي ما لهن تخلف عن ذلك الميقات والمعنى جدوا في أمركم وامضوا على همكم ووجهوا الخيل نحو عدوكم وأبرزوا لقتالهم واعلموا أن لكم أجلالا تجاوزونه ولا يجاوزكم
3 - هو شاعر مخضرم أدرك الجاهلية وأسلم وعاش حتى أدرك معاوية وكان ممن أكثر الطعن على الوليد بن عقبة ابن أبي معيط أيام كان واليا على الكوفة فكان ذات يوم عند معاوية بن أبي سفيان والوليد جالس فقال معاوية ما كان شأنك يا قبيصة وشأن الوليد فقال كان خيرا يا أمير المؤمنين في أول صلة الرحم وحسن الكلام فلا تسألن عن الشكر له وحسن الثناء عليه ثم غضب على الناس وغضبوا عليه وكنا منهم فإما ظالمون فنستغفر الله وإما مظلومون فغفر الله له وخذ في غير هذا

(1/293)


1 - ( بُنَيَّيْ هَيْضَمٍ هَوَ جَدُّتمانِي ... بَطِيأً بِالْمُحاوَلَةِ احْتِيالِي )
2 - ( وَعَاجَمْتُ الأُمُورَ وَعاجَمَتْني ... كَأَنِّي كُنْت فِي الأُمَمِ الْخَوالِي )
3 - ( فلَسْنَا مِنْ بَنِي جَدَّاءَ بِكْرٍ ... ولَكِنَّا بَنُو جَدِّ النِّقَالِ )
4 - ( تَفَرَّى بَيْضُها عَنَّا فَكُنَّا ... بَنِي الأَجْلاَدِ مِنْها وَالرِّمَالِ )
_________
يا أمير المؤمنين فإن الحديث ينسى القديم قال ولم فوالله لقد أحسن السيرة وبسط الخير وكف الشر قال فأنت أقدر على ذلك منه فافعل قال اسكت لأسكت فسكت وسكت القوم فقال معاوية ما لك لا تتحدث فقال قبيصة نهيتني عما كنت أحب فسكت عما أكره
1 - هو جدتماني أي أوجدتماني فالهاء بدل من همزة الاستفهام واحتيالي فاعل بطيأ والإضافة فيه من إضافة المصدر لمفعوله أو لفاعله والمعنى هل وجدتماني يا ابني هيضم يبطؤ احتيال الناس علي ويتعذر وقوع ذلك منهم لفرط حزامتي وتيقظي أو هل وجدتماني يبطؤا احتيالي على الناس لقلة فطنتي وذكائي
2 - وعاجمت الأمور أصل العجم العض ثم استعير للتجربة والخوالي الماضية والمعنى أني مارست الأمور حتى وقفت على حقيقتها كأني أحد المعمرين في الدنيا لكثرة تجاربي
3 - جداء بكر الخ الجداء المقطوعة الثدي والبكر الناقة على حالتها الأولى وجعل البكر الجداء كناية عن الحرب الضعيفة والنقال قال بعض من كتب هنا هو تكرر الولادة وكنى به عن الحرب العوان التي قوتل فيها مرة بعد أخرى يقول لسنا أبناء حرب ضعيفة قليلة الشر والأذى ولكنا بنو حرب عوان يتكرر فيها القتال مرة بعد مرة
4 - تفرى أي تشقق والضمير في بيضها للأرض وساغ ذلك وإن لم يجر لها ذكر لأن المراد معلوم وكذلك العرب

(1/294)


1 - ( لنَا الْحِصْنانِ مِنْ أجَاءِ وَسَلْمَى ... وشَرْقِيَّاهُمَا غَيْرَ انْتِحَالِ )
2 - ( وتَيْمَاءُ الَّتي منْ عَهْدِ عَادٍ ... حَمَيْناهَا بِأَطْرافِ الْعَوالِي )
3و - قال سالم بن وابصة
4 - ( عَلَيْكَ بِالْقَصْدِ فِيمَا أنْتَ فاعِلُهُ ... إنَّ التّخَلُّقَ يَأْتِي دُونَهُ الْخُلُقُ )
5 - ( وَمَوْقِفٍ مِثْلَ حَدِّ السَّيْفِ قُمْتُ بِهِ ... أحْمي الذِّمارَ وَترْمِيني بهِ الْحَدَقُ )
_________
تفعل ويعني بذلك كثرة عددهم واتساع ديارهم والأجلاد جمع جلد وهو الصلب من الأرض يقول تشقق عنا بيض الأرض فنحن بنوها نتصرف فيها كيف نشاء لكثرتنا بكل مكان
1 - غير انتحال انتصب غير على أنه مصدر يؤكد به ما قاله والانتحال ادعاء الإنسان ما لغيره والمعنى لنا الحصنان من هذين الجبلين وشرقياهما لنا أيضا بقول صادق ودعوى صحيحة
2 - وتيماء الخ أي ولنا أيضا حصن تيماء من قديم الزمان حميناه بأطراف رماحنا
3 - هو أحد التابعين بإحسان وأبوه وابصة بن سعيد صحابي جليل
4 - عليك بالقصد الخ معناه التزم الاستقامة في أعمالك ولا تتكلف ما ليس من طبعك فإن طبعك يغلب على ذلك
5 - وموقف أي ورب موقف والمراد به موطن الحرب وشبهه بحد السيف لما فيه من الصعوبة والمشقة وقوله أحمي الذمار الذمار ما يجب على الإنسان حفظه وقوله وترميني به الحدق أي تعجبا من ثباتي وجعل الفعل للحدق توسعا وإنما هو للناظرين بها والمعنى ورب موقف مخوف كحد السيف وقفت به أدافع عن حقيقتي وترميني به عيون الناظرين تعجبا واستعظاما

(1/295)


1 - ( فَمَا زَلِقْتُ ولاَ أبْدَيْتُ فاحِشَةً ... إذَا الرِّجالُ علَى أمْثَالِهَا زَلِقُوا )
وقال عامر بن الطفيل وقد تقدمت ترجمته
2 - ( قَضَى اللهُ فِي بَعْضِ الْمَكارِهِ لِلْفَتَى ... بِرُشْدٍ وَفي بَعْضِ الْهَوَى مَا يُحاذِرُ )
3 - ( ألَمْ تَعْلَمِي أنِّي إذا اْلإِلْفُ قادَنِي ... إلَى الْجَوْرِ لاَ أنْقَادُ وَاْلإِلْفُ جائِرُ )
4و - قال مجمّع بن هلال
5 - ( إنْ أكُ مَا شَيْخاً كَبيراً فَطالَمَا ... عَمِرْتُ ولَكنْ لاَ أرَى الْعُمْرَ يَنْفَعُ )
_________
1 - يقال زلق كفرح ونصر ذل وضعف وبمكانه مل منه فتنحى عنه ولا أبديت فاحشة المراد بالفاحشة الاضطراب والقلق والمعنى فما فارقت مركزي ولا مللته خوفا من صعوبة هذه المقامات إذا زلق الرجال في أمثالها وجواب إذا فما زلقت متقدم عليه
2 - ما يحاذر أي ما يخاف ويكره والمعنى أن الله تعالى هو العالم بمصلحة الإنسان فربما كانت مصلحته فيما يكره ومفسدته فيما يحب يريد أن بعض ما يكرهه المرء ربما كان فيه رشده وما يهواه ويحبه ربما كان فيه ما يخافه ويحذره
3 - والألف جائر كان الواجب أن يقول وهو جائر لكنه وضع الظاهر موضع المضمر للنظم يريد أنه لا يميل إلى الجور ولو دعاه إليه صديقه
4 - وجده خالد بن مالك أحد بني تيم الله بن ثعلبة أو هو شاعر جاهلي ذكره أبو حاتم في المعمرين وقال عاش مائة وتسع عشرة سنة وكان قد غزا ذات مرة فلم يغنم فمر وهو راجع من غزاته بماء لبني تميم وعليه ناس من مجاشع فقتل منهم وأسر وسبى فقال في ذلك هذه الأبيات
5 - إن أك ما شيخا ما زائدة وقوله فطالما يجوز أن تكون ما مصدرية أي فقد

(1/296)


1 - ( مَضَتْ مائَةٌ مِنْ مَوْلِدِي فَنَضَوْتُها ... وخَمْسٌ تِبَاعٌ بَعْدَ ذَاكَ وأَرْبَعُ )
2 - ( وخَيْلٍ كأَسْرَابِ الْقَطَا قَدْ وَزَعْتُها ... لَهَا سَبَلٌ فِيهِ الْمَنيَّةُ تَلْمَعُ )
3 - ( شَهِدْتُ وَغُنْمٍ قَدْ تحَوَيْتُ وَلَذّةٍ ... أتَيْتُ وَماذَا الْعَيْشُ إلاّ التَّمَتُّعُ )
_________
طال عمري ويجوز أن تكون كافة للفعل ويقال عمر فلان كفرح ونصر وضرب عمرا إذا بقي زمانا وقوله لا أرى العمر أي اتصال العمر وطوله فحذف المضاف والمعنى إن كنت صرت شيخا فلقد طال تعميري في الدنيا ولكن لا أرى طول العمر نافعا إذا كان عاقبته مفارقة الأهل والوطن
1 - فنضوتها من قولهم نضا ثيابه إذا نزعها واستعاره لبقائه هذه المدة ومضيها عليه أي تجردت منها تجردي عن ثوبي وخمس تباع أي تابعة للمائة فهو مصدر وصف به وقوله بعد ذاك أي بعد ما ذكروا أربع أي أربع تبع لها أيضا يريد أنه عاش مائة وتسعا من السنين
2 - كأسراب القطا الأسراب الجماعات مفرده سرب والقطا نوع من الطير لا يحب الانفراد قد وزعتها أي كففتها لتجتمع والسبل المطر والمراد به هنا تتابع الخيل في الغارة كتتابع المطر والمعنى ورب خيل مثل القطا في اجتماعها كففتها لتجتمع في سيرها ثم تندفع في الغارة والمنية تلمع من حركاتها أي أن سيرها يدل على الشر والقتل وجواب رب أول البيت بعده وهو شهدت
3 - شهدت هو جواب رب وقوله وغنم أي ورب غنم الخ ثم أقبل بعد ذكر هذه الأشياء كالملتفت إلى غيره فقال وماذا العيش إلا التمتع أي بهذه الأشياء معناه ورب خيل هذه صفاتها شهدت بها الغارة ورب غنم حويته ورب لذة عيش استقصيتها وما العيش إلا الانتفاع بهذه الأشياء

(1/297)


1 - ( وَعاثِرَةٍ يوْمَ الْهُيَيْمَا رأيْتُها ... وقَدْ ضَمَّها مِنْ دَاخِلِ الْقَلْبِ مَجْزَعُ )
2 - ( لَهَا غَلَلٌ فِي الصَّدْرِ لَيْسَ بِبَارحٍ ... شَجىً نَشِبٌ وَالْعَيْنُ بِالْمَاءِ تَدْمَعُ )
3 - ( تَقُولُ وَقَدْ أفْرَدْتُهَا مِنْ حَلِيلِها ... تَعَسْتَ كمَا أتْعَسْتَني يَا مُجَمِّعُ )
4 - ( فَقُلْتُ لهَا بَلْ تعْسَ أُمِّ مُجَاشِعٍ ... وَقَوْمِكِ حَتّى خَدُّكِ الْيَوْمَ أضْرَعُ )
5 - ( عَبَأْتُ لَهُ رُمْحاً طَوِيلاً وَألَّةً ... كَأَنْ قَبَسٌ يُعْلَى بِهَا حِينَ تُشْرَعُ )
_________
1 - الهييما موضع كانت فيه هذه الواقعة والمعنى ورب امرأة تعثر في مشيها لتحيرها من هول يوم الهييما نظرتها وقد استولى عليها الرعب من داخل قلبها
2 - لها غلل الخ أصل الغلل الماء الجاري بين الأشجار وجعله كناية عن الشجي وهو ما ينشب في الحلق من عظم وغيره والبارح الزائل وشجى بدل من غلل ونشب من نشب الشيء بالشيء إذا علق به والمعنى رأيتها وهي ذات شجى لا يفارقها وعينها يجري منها الدمع كأنها أصيبت في حلقها فهي لا تستريح
3 - تقول الخ هو جواب رب ومعناه ورب عاثرة هذه صفتها قالت لي بعد أن سبيتها وفرقت بينها وبين زوجها تعست أي سقطت لوجهك يا مجمع كما أتعستني بأسرك لي
4 - انتصب تعس على المصدر وخدك أضرع من الضراعة وهي الذل والانقياد والمعنى فقلت لها بل تعسا لك يا أم مجاشع ولقومك حتى أنك اليوم في ذل وهوان ومجاشع قبيلة وقد جعلها أما لهذه القبيلة وأصلا لها مع أنها أخت لها أي بعض منها تهكما بها واستهزاء
5 - عبأت له أي هيأت له والألة السلاح والقبس النار والمعنى أعددت له رمحا طويلا وحربة إذا أشرعت يرى رأسها كأنه قبس مشتعل

(1/298)


1 - ( وَكائِنْ تَرَكتُ مِنْ كَريمَةِ مَعْشَرٍ ... عَلَيهَا الْخُمُوشُ ذَاتَ حُزْنٍ تَفَجَّعُ )
2و - قال الأخنس
3 - ( فَمَنْ يَكُ أمْسَى فِي بِلاَدِ مُقَامَةٍ ... يُسَائِلُ أطْلاَلاَ بِهَا لاَ تُجَاوِبُ )
4 - ( فلاِبْنَةِ حِطَّانَ بْنِ قَيْسٍ مَنَازِلٌ ... كمَا نَمَّقَ الْعُنْوانَ فِي الرَّقِّ كَاتِبُ )
5 - ( تُمَشِّي بِهَا حُولُ النَّعَامِ كَأَنَّهَا ... إمَاءٌ تُزَجَّى بِالْعَشِيِّ حَوَاطِبُ )
_________
1 - وكائن تركت أي وكأي تركت والخمش في البدن والوجه مثل الخدش والمعنى وكم من كريمة معشر تركتها مخدوشة الوجه من الضرب واللطم متفجعة لما حل بمعشرها
2 - وأبوه شهاب بن شريق بن ثمامة بن أرقم أحد بني تغلب وهو شاعر جاهلي قبل الإسلام بدهر
3 - في بلاد مقامة أي إقامة ويقال في ضده هو بلد قلعة أي ليس بموضع للإقامة والأطلال جمع طلل وهو ما شخص من آثار الديار والمعنى من أمسى في بلاد أقام فيها يسائل الأطلال من ديار الأحبة وهي لا تجبيبه
4 - فلابنة حطان الخ جواب الشرط ونمق الكتاب كتبه ونمقه تنميقا حسنه وزينه والرق جلد الغزال والمعنى من كان الوقوف على ديار الأحبة من همه فلابنة حطان ديار أيضا أقف بها وهي في الدثور والعفاء مثل العنوان المنمق في الرق
5 - حول النعام جمع حائل وهي التي لم تحمل وتزجى أي تساق والمعنى أن منازل الأحبة خلت من أهلها فصارت مساكن للنعام ترعى فيها غير خائفة من أحد وهي في مشيها مثل الجواري التي تمشي على مهل بالعشي لما على رؤسهن من الحطب

(1/299)


1 - ( وَقَفْتُ بِهَا أبْكي وَأُشْعَرُ سُخْنَةً ... كمَا اعْتادَ مَحْمُوماً بِخَيْبَرَ صَالِبُ )
2 - ( خَليلَيَّ عُوجَا مِنْ نَجَاءِ شِمِلَّةٍ ... عَلَيْها فَتىً كَالسَّيْفِ أرْوَعُ شَاحِبُ )
3 - ( خَلِيلاَيَ هَوْجَاءُ النَّجَاءِ شِمِلَّةٌ ... وَذُو شُطَبٍ لاَ يَحْتَويهِ الْمُصاحِبُ )
4 - ( وَقَدْ عِشْتُ دَهْراً وَالغُوَاةُ صَحَابَتِي ... أُولَئِكَ خُلْصَانِي الَّذينَ أصَاحِبُ )
5 - ( قَرِينَةَ مَنْ أسْفَى وُقلِّدَ حَبْلَهُ ... وَحَاذَرَ جَرَّاهُ الصَّدِيقُ الأَقارِبُ )
_________
1 - وأشعر أي يجعل شعاري والشعار ما يلي الجسد من الثياب ثم توسع فيه فقيل أشعر قلبي هما وسخنة أي حرارة والصالب الحمى التي معها صداع وأضافها إلى خيبر لأن حماها شديدة والمعنى وقفت بديار الأحبة لآخذ حظي من البكاء بها فلما بكيت وجدت بي حرارة تخالط جسمي وقلبي مثل حرارة حمى خيبر من الوجد والتذكار
2 - خليلي عوجا أي قفا وانزلا والنجاء السرعة والشملة السريعة والأروع الجميل والشاحب المهزول يخاطب خليلية ويقول لهما انزلا من ناقة سريعة السير عليها فتى كالسيف في المضاء والحدة كثير الأسفار
3 - خليلاي موضعه نصب على الحال من وقفت بها السابق والهوجاء الناقة في سيرها هوج والنجاء السرعة والشملة السريعة والشطب طرائق السيف والاجتواء الكراهة والمعنى وقفت على ديار أحبتي أبكي بها وخليلاي هذه الناقة المسرعة وهذا السيف الجيد الذي لا يكرهه المصاحب يشير بهذا الكلام إلى أن أصحابه خذلوه ولم يساعدوه في وقوفه على ديار أحبته
4 - والغواة صحابتي المراد بالغواة الشبان الذين استغواهم العشق والمعنى بقيت زمانا طويلا لا يطيب لي عيش إلا بحضور الندامي الذين أخلصوا لي مودتهم فاتخذتهم أصحابي
5 قرينة من أسفى الخ

(1/300)


1 - ( فَأدَّيْتُ عنِّي مَا اسْتَعَرْتُ منَ الصِّبَا ... وَلِلْمَالِ عِنْدِي الْيَوْمَ رَاعٍ وَكَاسِبُ )
2 - ( تَرَى رَائِدَاتِ الْخيْلِ حَوْلَ بُيُوتِنا ... كَمِعْزَى الْحِجَازِ أعْوَزَتْهَا الزَّرَائِبُ )
3 - ( لِكُلِّ أُنَاسٍ منْ معَدٍّ عِمَارَةٍ ... عَرُوضٌ إلَيْها يَلْجَؤُنَ وَجَانِبُ )
_________
القرينة القرين وأسفى دخل في السفاء وهو السفه وقلد حبله أي ترك مهملا وجراه جريمته والصديق كالأصدقاء والمعنى عشت زمانا قرين من لا يؤخذ برأيه لسفهه فاعتزله الأصدقاء وخافوا جرمه
1 - فأديت عني الخ أتى بعن ليشير إلى أنه أدى حقا وجب عليه ومعنى فأديت عني نحيت عن نفسي ما وجب عليها وقوله ما استعرت يريد حقوق ما استعرت وجعل الصبا مستعارا على التشبيه كأن الصبا كان عارية ثم أخذت منه وقوله وللمال عندي الخ نبه به على أنه بعد أن ترك ما كان فيه من اللهو والغي أقبل على جمع المال وحفظه ولم يرد باليوم وقتا معينا ولكنه أراد حاضر الأزمان ومؤتنفها ومعناه نحيت عن نفسي ما كنت فيه من لوازم الصبا المستعار وتنبهت لحفظ المال وجمعه
2 - الرائدات المختلفات والمعزى خلاف الضأن وأعوزتها أي ضاقت عليها والزرائب جمع زريبة وهي محبس الغنم والمعنى لا ترى عندنا إلا الخيل تختلف حول بيوتنا لا تسعها المرابط لكثرتها يريد أنهم أصحاب غارات وهمتهم في اقتناء الخيل وجمعها دون الإبل والغنم
3 - العمارة دون القبيلة وهي مجرورة على البدل من أناس والعروض الطريق في عرض الجبل والمراد هنا الظهر الذي يستندون إليه ويقال لجأت إلى كذا فزعت إليه ولذت به والمعنى لكل عمارة من معد مستند يعولون عليه ويراقبون غوثه

(1/301)


1 - ( وَنَحْنُ أُنَاسٌ لاَ حِجَازَ بأرْضِنَا ... مَعَ الْغَيْثِ مَا نُلْفَى وَمَنْ هُوَ غالِبُ )
2 - ( فَيُغْبَقْنَ أحْلاَباً وَيُصْبَحْنَ مِثْلَها ... فَهُنَّ مِنَ التَّعْداءِ قُبٌّ شَوَازِبُ )
3 - ( فَوَارسهَا منْ تَغْلِبَ ابْنَةِ وَائلٍ ... حُمَاةٌ كُمَاةٌ لَيْسَ فِيهِمْ أشاَئِبُ )
4 - ( هُمُ يَضْرِبُونَ الْكَبْشَ يَبْرُقُ بَيْضُهُ ... عَلَى وَجْهِهِ مِنَ الدِّماءِ سَبَائِبُ )
5 - ( وَإنْ قَصُرتْ أسْيَافُنَا كَانَ وَصْلُهَا ... خُطَانا إلَى أعْدَائِنَا فَنُضارِبُ )
_________
1 - الحجاز الحاجز ونلفى نوجد والمعنى نحن أصحاب عزة لا نبتني حاجزا بيننا وبين الأعداء وإنما نكون حيث يكون الخصب والغلبة على العدو
2 - الغبوق ما يشرب بالعشي والصبوح ما يشرب بالغداة واستعاره إلى الأحلاب بمعنى الأشواط من قولهم احلب فرسك قرنا أو قرنين فجعل صبوحهن وغبوقهن الأعداء في أول النهار وآخره لتضمر والتعداء الجري والقب جمع أقب وهو دقيق الخصر والشزب جمع شازب وهو الضامر فيكون المعنى أن صبوح الخيل وغبوقها الجري في أول النهر وآخره فهي من ذلك دقيقة الخصر ضامرة فائقة الجري لتعودها عليه
3 - حماة كماة الخ الحماة المحامون والكماة الفرسان والأشائب الأخلاط جمع إشابة والمعنى أن فوارس هذه الخيل كلهم شجعان مقاديم من بني تغلب ليس فيهم أخلاط يريد أنهم لا يحتاجون إلى غيرهم لقوتهم
4 - الكبش رئيس القوم ويبرق بيضه أي يلمع والبيض جمع بيضة الحديد والسبائب جمع سبيبة وهي الطرائق والمعنى أنهم أدرى الناس بضرب الأعداء فلا يضربون إلا الرئيس اللامع بيضة الحديد الذي يسيل دمه على وجهه كأنه طرائق حمر
5 - وإن قصرت أسيافنا الخ معناه أننا لا نبالي بقصر سيوفنا عن تناولها الأعداء فإن سرعة

(1/302)


1 - ( فَلِلَّهِ قَوْمٌ مِثْلَ قَوْمي عِصَابَةً ... إذَا اجْتَمَعَتْ عِنْدَ الْمُلُوكِ الْعَصائِبُ )
2 - ( أرَى كُلَّ قَوْمٍ قَارَبُوا قَيْدَ فَحْلهمْ ... وَنَحْنُ خَلعْنا قَيْدَهُ فَهْوَ سَارِبُ )
3و - قال العُدَيل بن الفُرْخ العجليُّ
_________
خطانا إليهم تقربهم منا فنضاربهم
1 - فلله قوم تعجب وعصابة منصوب على التمييز يظهر من عز قومه وفخرهم ما يحمل الناس على التعجب منهم وذلك حين يجتمعون مع القبائل عند الملوك فيمتازون عنهم
2 - قاربوا قيد فحلهم أي قصروا قيده والمراد فحل الإبل وخص الفحل لأن سائر الإبل تابعة له والسارب الذاهب في الأرض والمعنى أن غيرنا يقيد فحله خوفا عليه من الغارة ونحن لا يستطيع أحد أن يغير علينا فنطلق فحلنا يرعى حيث يشاء
3 - هو شاعر إسلامي في عهد بني أمية ويلقب بالعباب وهو من رهط أبي النجم العجلي وكان قد هجا الحجاج فهرب منه إلى قيصر ملك الروم فبعث إليه الحجاج لترسلن به أو لأجهزن إليك خيلا يكون أولها عندك وآخرها عندي فبعث به إليه فلما مثل بين يديه قال له أنت القائل
( ودون يد الحجاج من أن تنالني ... بساط بأيدي الناعجات عريض )
( مهامة أشباه كأن سرابها ... ملاء بأيدي الغانيات رحيض )
فقال أنا القائل
( فلو كنت في سلمى أجا وشعابها ... لكان لحجاج علي دليل )
( خليل أمير المؤمنين وسيفه ... لكل إمام مصطفى وظليل )
( بني قبة الإسلام حتى كأنما ... هدى الناس من بعد الضلال رسول )
فعفا عنه وأطلقه قال أبو رياش ليست هذه الأبيات للعديل وإنما هي لأبي

(1/303)


1 - ( ألاَ يَا اسْلَمِي ذَاتَ الدَّماليجِ وَالْعِقْدِ ... وَذَاتَ الثَّنايا الْغُرِّ وَالفَاحِم الْجَعْدِ )
2 - ( وَذَاتَ اللِّثاتِ الحُمِّ وَالعَارض الَّذِي ... بِهِ أبْرَقَتْ عَمْداً بِأبْيَضَ كَالشُّهْدِ )
3 - ( كَأنَّ ثَنَايَاهَا اغْتَبَقْنَ مُدَامَةً ... ثَوَتْ حِجَجاً فِي رَأْسِ ذِي قُنَّةٍ فَرْدِ )
_________
الأخيل العجلي من قصيدة طويلة وهو شاعر إسلامي أيضا في عهد بني أمية وسببها أن أبا الأخيل وفد على عمر بن هبيرة الفزاري في آخر أيام بني أمية فقيل له إن أبا الأخيل بالباب يستأذن فقال إذا والله لا يأذن له غيري فقام من مجلسه حتى أتاه بالباب فأخذ بيده وأقعده معه على بساطه ثم قال أنشدني منصفتك فأنشده إياها فكساه وأعطاه ثلاثين ألفا
1 - ألا يا اسلمي الخ ألا حرف تنبيه ويا حرف نداء والمنادى محذوف على تقدير هذه واسلمي أي دومي سالمة والدماليج جمع دملوج سوار اليد والثنايا من الأسنان والعقد القلادة والفاحم الشعر الأسود والجعد ضد المسترسل والمعنى أنه يصفها بهذه الصفات ويدعو لها بدوام السلامة والعافية
2 - اللثات جمع لثة وهي مغارز الأسنان والحم جمع أحم وهو الأسود والعارض الناب والضرس ومعنى أبرقت أظهرت برقا والبرق في الأصل وميض السحاب استعاره لبريق الأسنان ولمعانها وعمدا أي عامدة والمراد بالأبيض ريق الفم والشهد العسل الأبيض والمعنى أنها سوداء اللثات بيضاء العارض حلوة الريق
3 - اغتبقن مدامة الخ الاغتباق شرب العشي وخصه لأنه يريد أن فمها تطيب رائحته عند السحر إذا تغيرت رائحة الأفواه وثوت أقامت والضمير للمدامة والحجج جمع حجة وهي السنة والقنة رأس الجبل والمعنى أن فمها تطيب رائحته كأن ثناياها سقيت مدامة معتقة لطول إقامتها في أعلى مكان وذلك

(1/304)


1 - ( جَرَى بِفِرَاقِ الْعَامِرِيَّةِ غُدْوَةً ... شَوَاحِجُ سُودٌ مَا تُعيدُ ومَا تُبْدِي )
2 - ( لَعَمْرِي لَقَدْ مَرَّتْ بِيَ الطَّيْرُ آنِفاً ... بِما لَمْ يَكُنْ إذْ مَرَّتِ الطَّيْرُ مِنْ بدِّ )
3 - ( ظَلِلْتُ أُسَاقِي الْمَوْتَ إخوَتِيَ الأُولَى ... أبُوهُمْ أبِي عِنْدَ الْمُزاحَةِ وَالْجِدِّ )
4 - ( كِلاَنا يُنادِي يا نِزَارُ وبَيْنَنا ... قَناً مِنْ قَنا الْخَطِّيِّ أوْ منْ قَنا الْهِنْدِ )
_________
يورثها برودة ولونا لطيفا
1 - الشواحج الغربان وقوله ما تعيد وما تبدي مثل والمعيد العالم بالأمور والمبدئ المعبد المذلل وكان من عادتهم التشاؤم بالغربان والتطير منها فيقول جرى بفراق هذه المحبوبة أول النهار غربان سود لم تعلم من الأمر شيئا ولم تعبد ولم تذلل لأنها وحشية يريد أن ذلك لم يكن عن علم منها وتجربة وإنما هو عادة لنا وتطير منا أو المعنى أن الغراب صاح في أول النهار فكان صياحه فألا لفراق العامرية على أن صوته لا يبدي معنى ولا يعيد فحوى
2 - أنث الطير لأنه أراد الجماعة وآنفا نصب على الظرفية ومعناه في أول وقت يقرب منا وقوله من بد من زائدة وبد اسم يكن أي بما لم يكن بد من وقوعه يقول لقد مرت بي الطير من عهد قريب وعلمت من مرورها أمرا لم يكن بد من وقوعه
3 - يقال ظل يفعل كذا إذا فعله نهارا ثم توسعوا فيه وجرى مجرى صار وقوله عند المزاحة المراد بالمزاحة الهزل الذي هو ضد الجد والمعنى أنه لما دلت الطير حين مرورها بي على الواقع أوقعت بأخواتي وساقيتهم كأس الحرب وإن كنا في الحقيقة أبناء جد واحد وذلك لاختلاف شؤوننا بتقلب الزمان
4 - ينادي يا نزار الخ نزار أبوهم وهو نزار بن معد بن عدنان والخطى نسبة إلى موضع تجلب إليه الرماح من الهند لأنها لا تنبت إلا به وقوله أو من قنا الهند يريد أن القنا عندهم

(1/305)


1 - ( قرُومٌ تَسامى مِنْ نِزارٍ عَلَيْهِمِ ... مُضاعَفَةٌ مِنْ نَسْجِ دَاوُدَ وَالسغْدِ )
2 - ( إذَا ما حَمَلْنا حَمْلَةً مَثَلُوا لنَا ... بِمُرْهَفَةٍ تُذْرِي السَّواعِدَ مِنْ صُعْدِ )
3 - ( وَإنْ نَحْنُ نازَلْناهُمُ بِصَوَارِمٍ ... رَدَوْا في سَرَابِيلِ الْحَدِيدِ كمَا نَرْدِي )
4 - ( كَفَى حَزَناً أنْ لاَ أزَالَ أرَى الُقَنا ... تَمُجُّ نَجيعاً مِنْ ذِراعي ومِنْ عَضْدِي )
_________
كانت نوعين نوعا يأتي إليهم من الخط ونوعا يجلب من الهند دون أن يمر بالخط والمعنى أن كلا من الفريقين صار ينتسب إلى نزار وبينهم رماح من ورماح الخط ورماح من الرماح التي تنبت بالهند
1 - أصل القروم الفحول المصاعيب التي أعفيت من الحمل وتركت للضراب ثم استعيرت للشجعان وقوله تسامي أي تتسامي في العز والشرف والمضاعفة الدروع التي نسجت حلقتين حلقتين والسغد بلد تعمل به الدروع والمعنى أنهم أشراف من نزار جمعوا شرف الحسب والنسب فلا تراهم إلا وهم في الدروع الداودية والسغدية
2 - المرهفة السيوف المرققة الحد ومعنى تذري السواعد أي تسقطها من صعد أي من أعلى والمعنى إذا تقدمنا إليهم بالحملة تمثلوا لنا وقابلونا بالسيوف المرهفة التي ترمي بالسواعد من أعاليها
3 - السرابيل الدروع وقوله كما نردى من الرديان وهو سرعة المشي والمعنى وإن نازلناهم بقواطع السيوف هرولوا إلينا مع ثقل الدروع عليهم كما نهرول إليهم
4 - تمج نجيعا أي تصبه والنجيع الدم المائل للسواد أو دم الجوف من ذراعي ومن عضدي المراد بذراعه وعضده قومه الذين يتقوى بهم والمعنى أن الحزن كل الحزن في رؤيتي الرماح ينصب منها دم قومي فهذا يكفي من الحزن

(1/306)


1 - ( لَعَمْري لَئِنْ رُمْتُ الْخُرُوجَ علَيْهِمِ ... بِقَيْسٍ علَى قَيْسٍ وَعَوْفٍ علَى سَعْدِ )
2 - ( وضَيَّعْتُ عَمْراً وَالرِّبابَ ودَارِماً ... وَعمْرَو بْنَ أُدٍّ كَيْفَ أصْبِرُ عَنْ أُدِّ )
3 - ( لَكُنْت كَمُهْرِيقِ الَّذِي في سِقائِهِ ... لِرَقْراقِ آلٍ فَوْقَ رَابِيَةٍ صَلْدِ )
4 - ( كَمُرْضِعَةٍ أوْلادَ أُخْرَى وَضَيَّعَتْ ... بَنِي بَطْنِها هَذَا الضَّلاَلُ عَنْ الْقَصْدِ )
5 - ( فَأُوصِيكُمَا يَا ابْنَيْ نِزَارٍ فَتَابِعاً ... وصِيَّة مُفْضي النُّصْحِ وَالصِّدْق والْوُدِّ )
_________
1 - بقيس على قيس الخ نبه بذلك على قرب القرابة بينهم وأنه إن أخذ في النكاية فيهم احتاج أن يخرج بقيس على قيس وسعد على سعد لأن عوفا هو ابن سعد واحتاج أيضا أن يراغم عمرا والرباب ودارما كما وضحه في البيت بعده
2 - كيف أصبر عن أد معناه أنه إذا ضيع هؤلاء الذين سماهم يحزن عليهم كل الحزن لمنزلتهم عنده ولاسيما منزلة ابن أد فلذلك خصه بكونه لا يصبر عنه
3 - لكنت الخ هذا جواب القسم وقوله كمهريق أي كمريق والسقاء الزق والرقراق الاضطراب والآل السراب والرابية الرملة المرتفعة والصلد الشديد الأملس والمعنى أنه إذا قاتل إخوانه وضيعهم يكون كمن يصب ماء زقه على الأرض طمعا في السراب يريد أنه يضيع ما عنده ويطلب ما لا حقيقة له
4 - كمرضعة الخ معناه أنه إذا قاطع أولياءه وأصدقاءه صار في عمله هذا مثل مرضعة ضلت عن طريق الصواب فأرضعت أولاد غيرها وتركت أولادها جياعا
5 - يا ابني نزار الخ ابنا نزار همار بيعة ومضر ومفضى النصح أي واصل نصحه إليكم والمعنى أخصكما يا ابني نزار بوصيتي فاتبعاها فإنها وصية ناصح لكم والوصية هي قوله في البيت بعده فلا تعلمن الحرب الخ

(1/307)


1 - ( فلا تَعْلمَنَّ الْحَرْبُ في الْهَامِ هامَتِي ... ولاَ تَرْمِيَا بِالنَّبْلِ وَيْحَكُمَا بَعْدِي )
2 - ( أمَا ترْهبَانِ النَّارَ فِي ابْنَيْ ابِيكُمضا ... ولاَ تَرْجُوَانِ اللهَ فِي جَنَّةِ الْخُلَدِ )
3 - ( فَما تُرْبُ أثْرَى لَو جَمَعْتَ تُرابَهَا ... بِأَكْثَرَ مِنْ ابْنَيْ نِزارٍ علَى الْعَدِّ )
4 - ( هُمَا كَنَفَا الأَرْضِ اللَّذَا لوْ تَزَعْزَعا ... تَزَعْزَعَ مَا بَيْنَ الْجَنُوبِ إلى السُّدِ )
5 - ( وَإنِّي وَإنْ عادَيْتُهُمْ وَجَفَوءتُهُمْ ... لَتَأْلَمُ مِمَّا عَضَّ أكْبادَهُمْ كِبْدِي )
_________
1 - في ألهام هامتي ألهام جمع هامة وهي الرأس يريد إياكم أن تنظروا هامتي في الحرب أي عليكم بالتواصل حتى لا تقع الحرب بيننا وقوله ولا ترميا بالنبل أي دعوا التفاخر والتنافر فإن ذلك من أسباب التقاطع والتهاجر وويحكما كلمة ترحم والمعنى أن وصيتي لكما يا ابني نزار هي أن تتركا شقاقي وعنادي فلا أحاربكما بعد هذه المرة وأن تستقيما بعدي فتتركا التفاخر والتنافر بينكما وتكون همتكما في إصلاح ذات البين
2 - أما ترهبان الخ معناه أما تخافان عقاب الله في حربي وترجوان رضاه في جنة الخلد بالطاعة وصلة الأرحام
3 - فما ترب أثري الخ أثرى والثرى اسمان للأرض والمعنى أن ربيعة ومضر لهما من الكثرة ما ليس في غيرهما من الناس وأن لهم بعد الصيت في الشرف وإرهاب العدو لكثرة عددهم
4 - هما كنفا الأرض أي جانباها وحذفت نون اللذان لضرورة النظم والسد سد يأجوج ومأجوج وهو في الشمال والمعنى أن ربيعة ومضر بهما قوام كل قبيلة فلا تستند القبائل إلا إليهما لأنهما كجانبي الأرض فلو تحركا تحركت يريد أنهم حكام أهل الأرض
5 - وإني وإن عاديتهم الخ معناه أنه لا يريد عدواتهم ولا هجرهم لأنه منهم فهو يحب ما يحبون ويكره ما يكرهون

(1/208)


1 - ( فإنِّ أبِي عنْدَ الحِفَاظ أبُوهُمُ ... وَخالُهُمُ خالِي وَجَدُّهُمُ جدِّي )
2 - ( رِماحُهُمُ في الطُّوْلِ مِثْلُ رِماحِنا ... وهُمْ مِثْلُنا قَدَّ السُّيُورِ مِنَ الجِلْد )
3و - قالت عاتكة بنت عبد المطلب
4 - ( سائِلْ بنا في قَوْمِنا ... وَلْيكْفِ منْ شرٍّ سَماعُهُ )
_________
1 - فان أبي الخ معناه أني وهم عند الافتخار من بيت واحد فأيما خصلة من خصال الخير فأنا شريكهم فيها
2 - قد السيور القد القطع طولا ضد القط وهو منصوب على المصدر والمعنى أن مفاخرهم في الأنساب والأحساب لا تجاوز مفاخرنا فنحن وهم من أصل واحد وذلك كما تقطع السيور من الجلد على قدر بعضها
3 - هو ابن هاشم بن عبد مناف القرشية الهاشمية عمة رسول الله واختلف في إسلامها فقال قوم أسلمت وقال محمد بن إسحاق وجماعة من أهل العلم لم يسلم من عمات النبي غير صفية أم الزبير بن العوام رضي الله عنهما وكانت عاتكة عند أبي أمية بن المغيرة المخزومي والد أم سلمة زوج النبي وهي صاحبة رؤيا بدر وحديثها مذكور في كتب السير قال أبو هلال لما قتل البراض بن قيس عروة بن عتبة الجعفري كانت قريش بعكاظ فاحتملوا نحو مكة وقد أتى هوازن قتل البراض عروة فأتبعوهم فأدركوهم بنخلة فاقتتلوا حتى دخلت قريش الحرم وجن عليهم الليل فكفت عنهم هوازن وللنبي إذ ذاك عشرون سنة وذلك اليوم أحد أيام الفخار فذلك حيث تقول عاتكة هذه الأبيات
4 - سائل بنا أي عنا وقولها وليكف من شر سماعه هذا مثل ومعناه أنه يكفي من الشر أن يتحدث به وإن لم يكن له

(1/209)


1 - ( قيْساً وَما جمَعُوا لنا ... في مَجمَعٍ باقٍ شَناعُهْ )
2 - ( فيهِ السَّنَوَّرُ وَالقَنا ... والكَبْشُ مُلْتَمِعٌ قِناعُهْ )
3 - ( بِعُكاظَ يُعْشِي النّاظِرينَ ... إذَا هُمُ لَمَحُوا شُعاعُهْ )
4 - ( فيهِ قَتَلْنا مالِكاً ... قَسْراً وَأسْلَمَهُ رَعاعُهْ )
_________
حقيقة فكيف به إذا كان حقا والشر يراد به هنا الحرب والمعنى اسأل عنا في قومنا من قريش تعلم ما لنا من الشرف والنجدة وأن سماع الحديث في شأن الحرب يكفي في التهويل عن مشاهدتها
1 - قيسا منصوب على أنه مفعول سائل في البيت قبله والشناع الشناعة وهي القبح والعيب والمعنى إسأل عنا قيسا وما جمعوه لنا من الجموع التي يبقى قبح آثارها
2 - فيه السنور الخ السنور الدرع أو السلاح والقنا الرماح والكبش رئيس الجيش وملتمع من لمع إذا برق والقناع المراد به بيضة الحديد والمعنى أن الجيش الذي جمعوه لنا فيه الدروع والرماح والرئيس الذي تلمع بيضة الحديد على رأسه
3 - بعكاظ جار ومجرور متعلق بقولها في مجمع المتقدم في الأبيات وعكاظ سوق كانت للعرب في الجاهلية ويعشي الناظرين أي يضعف أبصارهم وأصله من العشور وهو سوء البصر ليلا وشعاعه تنازع فيه يعشى ولمحوا فاعمل الأول وهو يعشى وإذا كان كذلك فيقدر في الثاني ضمير والمعنى أن هذا المجمع بعكاظ يضعف أبصار الناظرين شعاع أسلحته إذا هم لمحوه
4 - فيه قتلنا الخ الضمير من فيه يعود إلى المجمع والقسر القهر والرعاع سفلة الناس والمعنى أن مالكا كان جنده مركبا من العبيد والخدم وأخلاط الناس ولم يكن من صريح العرب أهل الحفاظ والحماية فلذلك

(1/310)


1 - ( وَمُجَدَّلاً غادَرْنَهُ ... بالْقاعِ تَنْهَسُهُ ضِباعُهُ )
2و - قال عبد القيس بن خفاف البُرْجُميّ
3 - ( صَحَوْتُ وَزَايَلَني باطِلِي ... لَعَمْرُ أبيكَ زِيَالاَ طَوِيلاَ )
_________
أسلموه لأول حرب
1 - ومجدلا أي مطروحا على الجدالة وهي الأرض والنون في غادرنه للخيل والقاع ما استوى من الأرض والنهس انتزاع اللحم عند العض والمعنى أن الخيل تركته مطروحا على الأرض تأكل الضباع لحمه
2 - هوشاعر جاهلي منسوب إلى البراجم وهم قوم من أولاد حنظلة ابن مالك وفي المثل إن الشقي وافد البراجم لأن عمرو بن هند أحرق تسعة وتسعين رجلا من بني دارم وكان قد حلف ليحرقن منهم مائة بأخيه سعد فمر رجل فاشتم رائحة لحم فظن أنه شواء اتخذه الملك فعدل إليه ليأكل منه فقيل له ممن أنت فقال من البراجم فكمل به المائة فضرب به المثل وكان عبد قيس هذا زمن حاتم طيىء وكان قد أتاه في دماء حملها عن قومه وأسلموه فيها وعجز عنها وكان شريفا شاعرا شجاعا فلما أتاه قال له إنه قد وقعت بيني وبين قومي دماء فتواكلوها وإني حملتها في مالي وأهلي فقدمت مالي واخترت أهلي وكنت أوثق الناس بك في نفسي فإن تحملتها فكم من حق قضيته وهم كفيته وإن حال دون ذلك حائل لم أذمم يومك ولم أنس غدك فقال حاتم إني كنت لا أحب أن يأتني مثلك من قومك وهذا مرباعي فخذه وافرا فإن وفي بالجمالة وإلا أكملت لك فأخذها وزاده مائة بعير وانصرف راجعا إلى قومه
3 - الصحو ترك دواعي الصبا وأباطيله وقوله وزايلني أي فارقني والمعنى تنبهت وفارقني ما ألام عليه من ملهيات الصبا

(1/311)


1 - ( فَأصْبَحْتُ لا نزقاً لِلّحاءِ ... ولاَ لِلُحُومِ صَدِيقي أكُولاَ )
2 - ( ولاَ سابِقي كاشِحٌ نازِحٌ ... بِذحْلٍ إذا ما طَلَبْتُ الذُّحُولاَ )
3 - ( وَأصْبَحْتُ أعْدَدْتُ لِلنّائِباتِ ... عِرْضاً بريئاً وَعضْباً صَقيلاَ )
4 - ( وَوَقْعَ لِسانٍ كَحَدِّ السّنانِ ... وَرُمْحاً طَوِيلَ القَناةِ عسُولا )
5 - ( وَسابِغَةً مِنْ جِيادِ الدُّرُوعِ ... تَسْمَعُ لِلسَّيْفِ فِيها صَليلاَ )
_________
فراقا طويلا وقد جعل الطول وصفا للزيال من باب التوسع وإلا فهو وصف لوقت الزيال
1 - أجرى أصبحت مجرى صرت وقوله لا نزقا للحاء ألنزق الخفيف الحركة واللحاء المشاتمة والصديق مفرد يراد به الجمع يريد استبدلت من الخفة وقارا ومن العجلة أناة ويريد بقوله ولا للحوم الخ أنه ليس بمغتاب عياب لصديقه
2 - كاشح الخ الكاشح العدو المبطن للعداوة والنازح البعيد الدار والذحل الثأر والمعنى أنه لا يفوتني لحاق العدو على بعده مني إذا طلبت الانتصاف منه لثأر بيني وبينه
3 - وأصبحت الخ معناه لم أصبح إلا وقد هيأت للحوادث عرضا منزها عن الشين وسيفا مصقولا فإذا حل بي خطب لا أقعد قاصرا عن حفظ ما يجب علي حفظه من حقوقي وشرفي
4 - ووقع لسان معطوف على عرضا وهو مجاز عن الحجج الدامغة والعسول الشديد الاهتزاز والمعنى وأعددت أيضا حججا مفحمة للخصم صادرة عن لسان مثل حد السنان وأعددت أيضا رمحا طويلا قصبه شديد الاهتزاز
5 - وسابغة الخ السابغة الدرع التامة وجياد الدروع السهلة السلسلة اللينة والصليل صوت وقع الحديد بعضه على بعض والمعنى وأعددت أيضا درعا واسعة لا يؤثر فيها وقع السيف عليها لاستحكامها وسلاستها

(1/312)


1 - ( كَمَتْنِ الغَديِرِ زهَتْهُ الدَّبُورُ ... يَجُرُّّ الْمُدَجَّجُ مِنْها فُضُولاَ )
2و - قالت امرأة من بني عامر
3 - ( وَحَرْبٍ يَضِجُّ الْقَوْمُ منْ نَفَيانِها ... ضَجِيجَ الْجِمالِ الْجلَّةِ الدَّبِرَاتِ )
4 - ( سَيَتْرُكُهَا قَوْمٌ وَيَصْلَى بِحَرِّها ... بَنُو نِسْوَةٍ لِلثُّكْلِ مُصْطَبراتِ )
5 - ( فإِنْ يَكُ ظَنِّي صادِقاً وَهْوَ صادِقي ... بِكُمْ وَبِأَحْلاَمٍ لَكُمْ صَفِراتِ )
_________
1 - كمتن الغدير الخ المتن الظهر والغدير القطعة من الماء يغادرها السيل وزهته الدبور أي حركته ريح الدبور والمدجج التام السلاح والفضول الزائد والمعنى أن هذه الدرع بحلقها وبريقها تشبه صفحة ماء الغدير إذا حركته الريح وإذا لبسها المدجج جر ذيلها على الأرض لسبوغها وطولها
2 - قال أبو رياش هي من بني قشير
3 - يضج القوم أي يصيح والنفيان ما يتطاير من الماء والجلة المسان من الإبل يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث والدبرات جمع دبرة وهي التي بها قرحة والمعنى أنها حرب يتعوذ القوم من تفاقمها حتى يسمع لهم صياح كصياح الإبل من الدبر لطولها عليهم وشدة مراسها
4 - للثكل مصطبرات الثكل فقدان الولد ومصطبرات أي صابرات يقول سيترك هذه الحرب قوم لا عادة لهم بمثلها ويصلي بها أبناء النساء الكريمات الصابرات على فقد أولادهن
5 - وبأحلام لكم صفرات أي وبعقول لكم خالية من الخير وهذا تهديد منه لهم وتوعد وجواب الشرط أول البيت بعده والمعنى إن صدق ظني فيكم وفي عقولكم التي لا خير فيها عدتم لما نكره منك فعادت رماحنا فيكم بالقتل سريعة

(1/313)


1 - ( تَعِدْ فِيكُمُ جَزْرَ الْجَزُورِ رِماحُنا ... وَيُمْسِكْنَ بِالأكْبادِ مُنْكَسراتِ )
2و - قال أُمية بن أبي الصلت
3 - ( غذَوْتُكَ مَوْلُوداً وعُلْتُكَ يافِعاً ... تُعَلُّ بِمَا اُدْنِي إلَيْكَ وَتُنْهَلُ )
_________
1 - جزر الجزور هذا مثل لسرعة عمل الرماح في أجسامهم والمعنى إن لم تنتهوا عما يغضبنا عادت رماحنا منكسرة في أكبادكم بعد فعلها بكم ما يفعل بالجزور
2 - اسمه عبد الله بن ربيعة بن عوف بن أمية وهو من ثقيف وهو شاعر مجيد في أكثر شعره أدرك الجاهلية والإسلام وصح أنه عاش حتى رثى أهل بدر قال الأصمعي ذهب أمية في شعره بعامة ما يكون في الآخرة وعنترة بعامة ما يكون في الحرب وقد صدقه النبي في بعض شعره وكان يحب أن يسمع من شعره وكان أمية قد قرأ الكتب القديمة وأراد أن يتبع النبي ويهاجر فقدم الحجاز ليأخذ ماله فلما نزل بدرا قيل له إلى أين يا أبا عثمان قال أريد أن أتبع محمدا فقيل له هل تدري ما في هذا القليب وهو بئر كانت هناك قال لا فقيل له فيه شيبة وربيعة وفلان وفلان فجدع أنف ناقته وشق ثوبه وبكى وذهب إلى الطائف ومات بها كافرا في السنة التاسعة هذا وتروى هذه الأبيات التي نسبها أبو تمام إليه لابن عبد الأعلى وقيل هي لأبي العباس الأعمى
3 - غذوتك أي قمت بمؤنتك وعلتك أي قمت بشأنك واليافع المقتبل الشباب وتعل من العلل وهو الشرب الثاني وتنهل من النهل وهو الشرب الأول والمعنى ربيتك وأنت مولود وقمت بأحوالك في شبابك أقرب إليك من منافعك ما يمكنني تقريبه فتأخذ منه الكثير والقليل

(1/314)


1 - ( إذَا لَيْلةٌ نابَتْكَ بالشَّكْوِ لَمْ أبِتْ ... لِشكْوَاكَ إلاّ ساهِراً أتَمَلْمَلُ )
2 - ( كأنّي أنا الْمَطْرُوقُ دُونَكَ بالَّذِي ... طُرِقْتَ بهِ دُونِي وَعَيْنيَ تَهْمُلُ )
3 - ( تَخافُ الرَّدَى نَفْسِي عَلَيْك وإنّها ... لتَعْلَمُ أنَّ المَوْتَ حَتْمٌ مُؤّجّلُ )
4 - ( فلمّا بَلَغْتَ السِّنَّ والغايَةَ الَّتي ... إليْها مَدَى ما كُنْتُ فيكَ أُؤَمِّلُ )
5 - ( جَعلْتَ جَزَائِي منْكَ جَبْهاً وَغِلْظةً ... كأنّكَ أنتَ المُنْعِمُ المُتَفضّلُ )
6 - ( فَلَيْتَكَ إذْ لَمْ ترْعَ حقَّ أُبُوَّتي ... فعَلْتَ كما الجَارُ المُجاوِرُ يَفْعلُ )
7 - ( وَسمَّيْتنِي باسْمِ المُفنَّدِ رَأْيُهُ ... وَفي رَأْيِكَ التفْنيدُ لَوْ كُنتَ تَعْقِلُ )
8 - ( ترَاهُ مُعِدَّا لِلْخِلافِ كأنّهُ ... بِرَدٍّ عَلى أهْلِ الصَّوَابِ مُوَكّلُ )
_________
1 - أتململ أي أتقلب على الملة وهي الجمر والمعنى أنه إذا أصاب ولده ما يؤذيه لا يرتاح حتى يرتاح ابنه
2 - كأني أنا المطروق الخ معناه كأن الذي أصاب ولده من الشكوى أصابه هو ولم يصب ابنه
3 - الردى الهلاك والختم الواجب والمعنى تعدم نفسي القرار خوفا عليك من الهلاك مع أنها لم يبعد عنها أن الموت حتم واقع
4 - فلما بلغت السن أي فلما أدركت سن الرجال وجواب لما في البيت بعده وهو قوله جعلت جزائي الخ
5 - الجبه مقابلة الإنسان بما يكرهه والمعنى لما أديت حق التربية جازيتني بالسوء والمجاهرة كأنك صاحب النعمة والفضل
6 - المعنى فليتك إذ لم ترع حق الأبوة عاملتني معاملة الجار لجاره بالرعاية
7 - فنده نسبه إلى سوء العقل والمعنى لم تجد لي مكافئة سوى أي نسبتني إلى الغباوة ولو كنت تعقل لعلمت أن التفنيد في رأيك لا في رأيي
8 تراه معدا أي مهيأ نفسه للخلاف ويقال

(1/315)


وقالت امرأة من بني هزان وهم بطن من عنزَة يقال لها أم ثواب في ابن لها عفها
1 - ( رَبَّيْتُهُ وَهْوَ مِثلُ الفَرْخِ أعْظَمُهُ ... أُمُّ الطَّعامِ ترَى في جِلْدِهِ زَغَبا )
2 - ( حتى إذَا آض كَالفُحَّالِ شَذَّبَهُ ... أباَرُهُ وَنَفَى عَنْ مَتْنِهِ الكَرَبا )
3 - ( أنْشَا يُمزِّقُ أثْوَابي يُؤَدِّبُنِي ... أبَعْدَ شَيْبِيَ عِنْدِي يَبْتَغى الأَدَبَا )
4 - ( إِنّي لأُبْصِرُ فِي تَرْجِيلِ لِمَّتِهِ ... وَخَطِّ لِحْيَتِهِ فِي خَدِّهِ عَجَبَا )
_________
فلان موكل بكذا أي ملازم له يقول ترى هذا الولد قد هيأ نفسه للخلاف والرد على أهل الصواب كأنه مجبول على الرد عليهم والغض منهم
1 - الفرخ كل صغير من الحيوان وأم الطعام المعدة والزغب صغار الريش وقوله ترى في جلده زغبا كناية عن صغره وأنه لا يحسن القيام بأمر نفسه تقول أحسنت إليه وهو صغير وقمت بأمره أتم قيام وأعظم ما فيه معدته ولا يحسن شيئا من أمر نفسه
2 - آض صار والفحال فحل النخل والأبار الملقح والمصلح للنخل وشذبه ألقى عنه كربه التي هي أصول السعف والمتن الظهر والمعنى وما زلت به كذلك حتى كبر واستقام أمره ووجد القوة باستصلاح أحواله أنشأ الخ
3 - أنشا ابتدأ خففت همزته للضرورة وهو من أفعال الشروع وقوله يمزق أثوابي كناية عن الإهانة والتقريع وقوله يؤدبني في معن التعليل لما يفعله بها وقوله أبعد شيبي الخ إنكار منها عليه تقول إني ربيته وهو ضعيف مثل الفرخ حتى إذا بلغ مبلغ الرجال أخذ يضربني ويهينني يريد بذلك تأديبي فيما يزعم وتأديب المسن لا يجدي ولا يفيد
4 - الترجيل غسل الشعر ومشطه واللمة الشعر المجتمع المجاوز شحمة الأذن والمعنى إني لأشاهد في تحسين شعره وخط لحيته في خده عجبا تريد إني لا عجب كيف تحول عما كنت

(1/316)


1 - ( قالَتْ لهُ عِرْسُهُ يَوْماً لِتُسْمِعَني ... مَهْلاً فإِنَّ لنَا في أُمِّنا أرَبَا )
2 - ( وَلوْ رَأتْنِيَ فِي نارٍ مُسَعَّرَة ... ثُمَّ اسْتَطاعَتْ لزَادَتْ فَوْقَها حَطَبا )
3و - قال ابن السليماني
4 - ( لَعَمْرُكَ إنِّي يوْمَ سَلعٍ لَلاَئِمٌ ... لِنَفْسي وَلكِنْ ما يَرُدُّ التَّلَوُّمُ )
5 - ( أأمْكَنْتُ مِنْ نَفْسي عُدُوِّيَ ضَلَّةً ... ألَهْفَى عَلى ما فَاتَ لوْ كُنْتُ أعْلَمُ )
6 - ( لوْ أنَّ صُدُورَ الأمْرِ يَبْدُونَ لِلْفَتَى ... كَأعُقابِهِ لَمْ تُلْفِهِ يَتَنَدَّمُ )
7 - ( لَعَمْري لَقَدْ كَانَتْ فِجَاجٌ عَريضَةٌ ... ولَيْلٌ سخامِيُّ الْجَناحَينِ أدْهَمُ )
_________
أعهده فيه إلى ما أجده منه الساعة
1 - عرسه امرأته والأرب الحاجة والمعنى إن لنا أربا إلى أمنا في جميع أمورنا لأن لها السن والتجربة
2 - مسعرة موقدة والمعنى أنها تغرني بقولها الأول فإن ضميرها مخالف لنطقها تريد أن عرسه تنهاه عن إيذائي ظاهرا وهي تود هلاكي
3 - هو شاعر إسلامي مقل وكان إبراهيم بن عربي والي اليمامة قبض عليه وحمل إلى المدينة مأسورا فلما مر بسلع قال هذه الأبيات
4 - سلع اسم حصن بوادي موسى وقوله ما يرد يجوز أن يكون معناه ما يرجع أو ما ينفع والتلوم تكلف اللوم والمعنى بقيت يوم سلع أعاتب نفسي على فعلها ولكن ما ينفع التلوم بعد فوات الشيء
5 - أأمكنت استفهام توبيخي وضلة مصدر في موضع الحال وأعلم بمعنى أعرف تنصب مفعولا واحدا حذف هنا والمعنى أجعلت لعدوي سبيلا إلى ضلالة مني بقلة اهتدائي فوا أسفا على فوات ذلك لو كنت أعلم مغبته ما تندمت
6 - المعنى لو أن الإنسان يعلم صدور الأمر ويظهر له ما خفي عنه كأواخره لم تجده نادما
7 فجاج جمع

(1/317)


1 - ( إذِ الأرْضُ لَمْ تجْهَلْ عَلَيَّ فُروجُها ... وَإذْ لِي عَنْ دَارِ الْهَوانِ مُراغَمُ )
2 - ( فلَوْ شِئْتُ إذ بِالأمرِ يُسْرٌ لَقَلَّصتْ ... بِرَحْلِيَ فَتْلاَءُ الذِّراعَيْنِ عَيْهَمُ )
3 - ( علَيْها دَليلٌ بِالْفَلاةِ نَهارَهُ ... وبِاللَّيْلِ لاَ يُخْطِي لَها الْقَصْدَ مَنْسِم )
وقال آخر
_________
فج وهو الطريق الواسع وسخامي الجناحين أسود الطرفين والأدهم الأسود وكان هنا تامة والمعنى لقد كانت الطرق متناهية في الوسع لا تضيق بي وكان الليل شديد الظلمة يسترني فضيعت الحزم مع هذه الأمور حتى ضيقت على نفسي
1 - الفروج هنا الثغور وفي الكلام قلب أي لم أجهل ثغورها والهوان الذل والمراغم المباعد والمعنى أني مع سعة الطرق وسواد الليل ما كنت جاهلا فروج الأرض ومواضع الحماية وما صعب على المهرب عن دار أذل فيها
2 - قلصت أسرعت والفتل تباعد المرفقين عن الزور والعيهم الناقة السريعة والمعنى أني لو أردت التخلص وكان الأمر سهلا علي حينئذ كان ذلك أمكن لي بركوب الناقة السريعة
3 - أجرى الدليل مجرى العارف والعالم فعداه بالباء والمراد أنه عالم بطرق الفلاة وأعلامها وقوله نهاره منصوب على الظرفية وبالليل لا يخطي الخ المنسم الخف يريد أنه لبصره لا يخطئ منسم بعيره فيزيغ عن القصد والمراد من هذه الأبيات أنه يلوم نفسه على تمكينه الأعداء منها وكانت أسباب النجاة سهلة عليه وممكنة له من ناقة فتلاء الذراعين ينجو بها وليل أسود حالك يستره ومعرفة بالطرق ترشده وفجاج عريضة لا تضيق به فضيع الحزم مع هذه الأسباب حتى ضيق عليه

(1/318)


1 - ( أعْدَدْتُ بَيْضاءَ لِلْحُروبِ وَمَصُقُولَ ... الْغِرارَيْنِ يَفْصِمُ الْحَلَقَا )
2 - ( وَفارِجاً نَبْعَةً وَمِلْءَ جَفيرٍ ... مِنْ نِصالٍ تَخالُها وَرَقَا )
3 - ( وَأرْيَحِيًّا عَضْبَا وَذَا خُصَلٍ ... مُخْلوْلِقَ الْمَتْنِ سابِقاً تَئِقَا )
4 - ( يَمْلأُ عَيْنَيْكَ بِالْفِناءِ ويُرْضِيكَ ... عِقاباً إنْ شِئْتَ أوْ نزَقا )
5و - قال قتادة بن مَسلمة الحَنفي
_________
1 - البيضاء الدرع والغراران الحدان والفصم الكسر مع انفصال والمعنى أعددت للحرب درعا بيضاء وسيفا لا مع الحدين يكسر حلق الدرع
2 - الفارج القوس المتباعد وتره عن الكبد والنبعة واحدة النبع وهو أجود شجر تتخذ منه القسي العربية والجفير كنانة النبل الواسعة من الخشب والمراد بالورق ورق الحواء وهو يشبه النصال عرضا والمعنى وأعددت أيضا قوسا جيدا ونصالا عريضة كورق الحواء
3 - وأريحيا يجوز أن يكون وصف السيف بأنه أريحي لأنه يهتز فكأنه يرتاح للضرب أو نسبة إلى أريحا قرية بالشأم والخصل الشعر المجتمع والمخلولق الشديد الملاسة والمتن الظهر والتئق الممتلئ نشاطا والمعنى وأعددت أيضا سيفا أريحيا قاطعا وفرسا مجتمع الشعر أملس الظهر سابقا كثير النشاط
4 - يملأ عينيك أي يعجبك حسنه وهو مربوط بالفناء والفناء ما امتد من جوانب البيت والعقاب جمع عقب وهو الجري بعد الجري والنزق الجري الأول والمعنى أن هذا الفرس جميل يملأ العينين حسنا بفناء البيت ويرضيك جريه في كل حال
5 - هو شاعر جاهلي سيد كريم وهو الذي أجار الحارث بن ظالم المري لما قتل خالد بن جعفر بن كلاب وخرج يلوذ بالقبائل ويحتمي بها وكان بسبب قتله لخالد بن

(1/319)


1 - ( بَكَرَتْ عَليَّ مِنَ السَّفاهِ تَلُومُنِي ... سَفَهاً تُعَجِّزُ بَعْلهَا وَتَلوُمُ )
2 - ( لَمَّا رَأتْنِي قَدْ رُزِئْتُ فَوَارِسِي ... وَبَدَتْ بِجِسْمي نَهْكَةٌ وكُلُومُ )
3 - ( ما كُنْتُ أوَّلَ مَنْ أصابَ بِنَكْبةٍ ... دَهْرٌ وحَيٌّ باسِلُونَ صَميمُ )
4 - ( قاتَلْتُهُمْ حَتَّى تَكَافَأ جَمْعُهُمْ ... وَالْخَيْلُ فِي سَبَلِ الدِّماءِ تَعُومُ )
5 - ( إذْ تَتَّقي بِسَرَاةِ آلِ مُقِاعِسٍ ... حَدَّ الأسِنَّةِ وَالسُّيُوف تَميمُ )
_________
جعفر يوم رحرحان وهو موضع وحديثهما مذكور في كتب الأدب والتاريخ وقتادة هذا من بني حنيفة بن لجيم ومسكنهم باليمامة
1 - البكور الإتيان في أول النهار والمراد المبادرة والإسراع والسفه الخفة والاضطراب وتعجز أي تنسب بعلها إلى العجز والبعل الزوج والمصراع الأول من البيت إخبار والثاني عتاب وتوبيخ يقول بادرت إلى هذه المرأة تلومين وتعذلني خفة منها وسفها ثم أقبل ينكر عليها ذلك فقال وهل ينبغي لها أن تلوم زوجها سفها وتنسبه إلى العجز
2 - رزئت أصبت والنهكة الضعف والكلوم الجروح والمعنى فعلت ما تقدم حين رأتني قد أصبت بقتل فوارسي وظهر بجسمي الضعف والجروح
3 - من أصاب في معنى النكرة فيفيد الكثرة والمراد ما كنت أول إنسان أصابه بنكبة دهر والنكبة المصيبة والدهر الزمن مطلقا والباسلون الشجعان والصميم لب الشيء المعنى لست أول شخص أصابه الدهر والفوارس الكرام بمصيبة ومثل هذا لا عار فيه
4 - التكافؤ من الكفء وهو قلب الشيء على وجهه والمراد أنهم انهزموا والسبل السائل من المطر والدم والمعنى ما زلت أقاتلهم حتى انهزموا وقد كانت الخيل تسبح في بحر من الدماء
5 الاتقاء أن تجعل بينك

(1/320)


1 - ( لَمْ ألْقَ قَبْلَهُمُ فَوَارسَ مِثْلَهُمْ ... أحْمَى وَهُنُّ هَوَازمٌ وَهَزيمُ )
2 - ( لَمَّا الْتقَى الصَّفَّانِ وَاخْتَلفَ الْقَنا ... وَالْخَيْلُ فِي نَقْعِ الْعَجاجِ أُزُومُ )
3 - ( فِي النَّقْعِ ساهِمَةُ الْوُجُوهِ عَوَابِسٌ ... وَبِهِنَّ مِنْ دَعْسِ الرِّمَاحِ كُلُومُ )
4 - ( يَمَّمْتُ كَبْشَهُمُ بِطَعْنَةِ فَيْصَلٍ ... فَهَوَى لِحُرِّ الْوَجْهِ وَهْوَ دَمِيمُ )
5 - ( وَمَعي أُسُودٌ مِنْ حَنِيفَةَ في الْوَغَى ... لِلْبَيْض فَوْقَ رُؤُسِهِمْ تَسْوِيمُ )
_________
وبين ما تخاف حاجزا يقيك ويحفظك والمعنى قاتلت هؤلاء القوم قتالا شديدا حين كانت تميم تتحصن من حد الرماح والسيوف بأشراف آل مقاعس وهي قبيلة مشهورة
1 - لم ألق الخ يجوز أن يكون عنى بالفوارس أصحابه الذين فجع بهم وأن يكون المراد بهم فرسان الأعداء وأحمى أراد أحمى منهم والضمير في قوله وهن يرجع إلى الخيل ولهذا قال هوازم وهو جمع هازم وهزيم بمعن مهزوم والمعنى لم أجد قبل هذه الفرسان مثلهم في الدفاع عن أنفسهم هازمين أو مهزومين
2 - القنا الرماح والنقع الغبار الكثيف والعجاج ما تطاير منه والأزم الإمساك والعض وجواب لما يممت الآتي
3 - السهوم تغير اللون مع ضعف والدعس الطعن وشدة الوطء
4 - الكبش الرئيس والفيصل هو ما يفصل به بين الفريقين والحر من كل شيء خالصه والدميم القبيح الوجه ومعنى الأبيات الثلاثة أنه حين التقى الجيشان وتبادل ضرب الرماح والحال أن الخيل عاضة على لجمها في غبار كثير متطاير متغيرة اللون كاشرة بها آثار من طعن الرماح قصدت أشجعهم وطعنته طعنة شجاع فسقط على وجهه وقد تبدل حسنه بقبح
5 - الوغى الحرب والتسويم التأثير والعلامة والمعنى أنه كان معي في ذلك الوقت رجال من حنيفة يشبهون

(1/321)


1 - ( قَوْمٌ إذَا لَبِسُوا الْحَدِيدَ كأَنَّهُمْ ... فِي الْبَيْضِ وَالْحَلَقِ الدِّلاَصِ نُجُومُ )
2 - ( فلَئنْ بَقِيتُ لأَرْحَلَنَّ بِغَزْوَةٍ ... تَحْوِي الْغَنَائِمَ أوْ يَمُوتَ كَرِيمُ )
وقال رجل من بني يشكر فيما كان بينهم وبين ذهل
3 - ( ألاَ أبْلِغْ بَنِي ذُهْلٍ رَسُولاً ... وخُصَّ إلَى سَرَاةِ بَنِي الْبُطِاحِ )
4 - ( بِأنَّا قَدْ قَتَلْنَا بِالْمُثَنَّى ... عَبِيدَةَ مِنْكُمُ وَأبَا الْجُلاَحِ )
5 - ( فإِنْ تَرْضَوْا فإِنَّا قَدْ رَضِينَا ... وَإنْ تَأْبَوْا فَأَطْرَافُ الرِّمَاحِ )
6 - ( مُقَوَّمَةُ وَبيضٌ مُرْهَفَاتٌ ... تُتِرُّ وجَمَاجِماً وَبَنانَ رَاح )
_________
الأسود في الحرب مع مداومته حتى أن البيض لكثرة وجودها على رؤسهم حسرت الشعر عن جوانبها
1 - البيض ما يجعل على الرأس لوقايته والحلق الدروع والدلاص اللينة الملساء والمعنى هم قوم إذا لبسوا أنواع الأسلحة تراهم كأنهم في لبسهم هذا نجوم في البريق واللمعان
2 - اللام للقسم ولأرحلن جوابه والمعنى أقسم إني إن عشت لأغزون غزوة تجمع الغنائم إلا أن أموت
3 - الرسول الرسالة وقوله وخص إلى سراة الخ أي توصل إلى أن تخصهم بأدائها والبطاح مالك بن عامر بن ذهل بن ثعلبة
4 - موضع بأنا الخ منصوب على أنه بدل من رسولا والمثنى وعبيدة وأبو الجلاح أسماء رجال والمعنى أبلغ أكابر هؤلاء القوم أنا قد قتلنا بدل الواحد الذي قتلتموه منا اثنين منكم
5 - المعنى إن رضيتم الصلح فنحن راضون وإن أبيتم فأطراف الرماح بيننا
6 - المقومة المعتدلة والمرهفات المسنونة وتتر تسقط والجماجم المراد بها السادات والبنان أطراف الأصابع والراح الكف والمعنى أن

(1/322)


1 - قال جُرَيْبَةُ بن الأشْيم الفَقْعَسيُّ
2 - ( فِدىً لِفَوَارِسِي الْمُعْلَمِينَ ... تَحْتَ الْعَجاجَةِ خَالِي وَعَمْ )
3 - ( هُمُ كَشَفُوا عَيْبَةَ الْعَائِبينَ ... مِنَ الْعارِ أوْجُهُهُمْ كَالْحُمَمْ )
4 - ( إذَا الْخَيْلُ صاحَتْ صيِاحَ النُّسُورِ ... حَزَزْنا شَراسِيفَها بِالْجِذَمْ )
_________
الرماح المتقدمة معتدلة وبيننا أيضا السيوف اللامعة المسنونة التي تسقط رؤس السادات عن الأبدان والأصابع عن الكف
1 - وجده عمرو ابن وهب أحد بني فقعس بن طريف وهو أخو مطير بن الأشيم أحد شياطين بني أسد وجريبة شاعر إسلامي مقل وكان من حديث هذا الشعر أن سلهبا وأبا سلهب من بني ضبيعة بن عجل سارا في جمع من بكر بن وائل يطلبان الغنائم وخرجت بنو فقعس أيضا فالتقى الجمعان ولا يريد أحد منهم صاحبه فلما التقوا صاح بنو فقعس نزال نزال فلم ينزلوا وقاتلوا على الخيل فشد فروة بن مرثد على أبي سلهب فاختلفا ضربتين فكلاهما قتل صاحبه وهزمتهم بنو فقعس وقتلوا منهم فقال في ذلك جريبة بن الأشيم هذه الأبيات
2 - المعلمون المتسمون بالسمة والعجاجة الغبار وفدى مبتدأ خبره خالي والمعنى أفدي فوارسي المتسمين بسمات الشجاعة تحت غبار الحرب بخالي وعمي
3 - العيبة شبه الخريطة من الأدم وهذا مثل معناه أنهم أظهروا من عيب من كان يطلب عيبهم ما كان خافيا فكأنهم كشفوا عيابهم المنطوية على عيوبهم والحمم الفحم والمعنى أن هؤلاء الفرسان أدركوا ثأر من قتل منهم وكشفوا سوأة أعدائهم وأظهروا مخازيهم وألبسوهم عارا تسود منه الوجوه حتى كأنها فحم
4 - صياح النسور يريد بذلك أصواتا قصيرة والحز

(1/323)


1 - ( إذا الدَّهْرُ عَضَّتْكَ أنْيَابُهُ ... لَدَى الشَّرِّ فَأْزِمْ بهِ ما أزَمْ )
2 - ( ولاَ تُلْفَ فِي شَرِّهِ هائِباً ... كَأَنَّكَ فِيهِ مُسِرُّ السَّقَمْ )
3 - ( عَرَضْنا نَزَالِ فَلَمْ يَنْزِلُوا ... وكَانَتْ نزَالِ عَلَيْهِمْ أطَمْ )
4 - ( وقَدْ شَبَّهُوا الْعيرَ أفْرَاسَنا ... فَقَدْ وَجَدُوا ميْرَها ذَا بَشَمْ )
5و - قال شَقيقُ بن سُلَيْك الأسدي
_________
القطع والشراسيف مقاط الأضلاع والجذم بقايا السياط والمعنى أن خيلنا معودة أن لا تصيح في الحرب فإن عرض لها ذلك الصياح القصير ضربناها بالسياط لتذكر عادتها
1 - أراد بأنياب الدهر مصائبه والأزم العض وما مع الفعل بعدها في تأويل مصدر واسم الزمان محذوف والمعنى إذا نزلت بك حوادث الدهر فلا تضعف وقاومه بالصبر ما قاومك بالمصائب
2 - ألفاه وجده ويقال هاب فلان كذا يهابه إذا خافه فهو هائب وهيوب والمعنى لا تهب الدهر ولا تكن منه بمنزلة الذي به مرض عجز عن مداواته فيئس من حياته فأخفى أثره وكتمه وهو منه خائف
3 - أطم من قولهم طم الشيء كثر حتى علا وغلب والمعنى دعوناهم للبراز فلم يبرزوا وكان دعاؤهم إلى المبارزة والمنازلة أشد عليهم من وقع سهامنا وطعن رماحنا لأنهم جلبوا على أنفسهم العار والذم
4 - العير الإبل عليها الميرة وهي جلب الطعام والبشم الثقل في الطعام يقال بشم فلان من الطعام إذا أصابه ثقل وتخمة يريد أنهم عدونا غنيمة لهم فاستوبلوا عاقبة غنيمتهم
5 - هو شاعر إسلامي مقل وهو أحد بني أسد بن خزيمة من مضر أو من بني أسد بن ربيعة بن نزار

(1/324)


1 - ( أتَانِي عَنْ أنَسٍ وَعيدْ ... فَسَلَّ تَغَيُّضُ الضَّحَاكِ جِسْمي )
2 - ( وَلَمْ أعْصِ الأَمِيرَ وَلَكْ أرِبْهُ ... وَلَمْ أسْبِقْ أبَا أنَسٍ بِوَغْمِ )
3 - ( وَلَكِنَّ الْبُعُوثَ جَنتْ عَلَيْنا ... فَصِرْنَا بَيْنَ تَطْويحٍ وَغُرْمِ )
4 - ( وَخَافتْ مِنْ جِبَال السُّغْدِ نَفْسي ... وَخافَتْ مِنْ جِبالِ خَوَارَ رَزْمِ )
5 - ( فَقارَعْتُ الْبُعُوثَ وَقارَعَتْني ... فَفازَ بِضَجْعَةٍ فِي الْحَيِّ سَهْمي )
6 - ( وَأعْطَيْتُ الْجِعَالةَ مُسْتَمِيتاً ... خَفيفَ الْحَاذِ مِنْ فِتْيانِ جَرْمِ )
_________
1 - معنى سل ذاب وضعف والتغيض التغيظ والضحاك اسم أبي أنس وهو الضحاك بن قيس الفهري صاحب مرج راهط والمعنى هددني أبو أنس الضحاك فأضعف وعيده وغيظه جسمي
2 - رابه إذا أتاه بريبة والوغم الترة وهي الثأر والمعنى لم أخالف الأمير ولم أتكلم فيه بسوء ولم أتقدمه بحرب
3 - البعوث جمع بعث ويحرك هو الجيش وجمعه لاختلافه وتكرره والتطويح التبعيد في الأرض يقول لم أعص الضحاك الأمير ولكن جناية الجيش علينا عظم لدينا موقعها فصرنا بين النزوح عن الأهل والإبعاد عن الوطن وبين غرم نلتزمه
4 - السغد أمكنة متفرقة وخوارزم بلدة مشهورة والمعنى خافت نفسي من هذه الجبال فكرهت الخروج
5 - قارعت من القرعة وقوله ففاز بضجعة الخ أي خرج سهمي باضطجاعي وراحتي في الحي والمعنى أني صنعت معهم القرعة فخرج سهمي براحتي وعدم خروجي إلى الحرب
6 - الجعالة العطاء الذي يؤخذ من السلطان والمستميت طالب الموت وخفيف الحاذ المراد به السريع النشيط والمعنى لما كرهت الخروج أخرجت عني رجلا شجاعا كثير النشاط من فتيان جرم قبيلة مشهورة على جعل معلوم

(1/325)


باب المراثي
1ق - ال أبو خراش الهذلي
2 - ( حَمِدْتُ إلَهي بَعْدَ عُرْوَةَ إذْ نَجَا ... خِرَاشٌ وَبَعْضُ الشرِّ أهْوَنُ مِنْ بَعْضِ )
3 - ( فَوَا اللهِ مَا أنْسى قَتيلاً رُزئْتُهُ ... بِجَانِبِ قُوسَى مَا مَشَيْتُ عَلى الأرْضِ )
_________
1 - اسمه خويلد بن مرة أحد بني هذيل وهو من فرسان العرب وفتاكهم شاعر مخضرم أسلم وهو شيخ كبير يوم حنين وكان ممن يعدو على رجليه فيسبق الخيل وكان من حديث هذا الشعر أن عروة بن مرة أخا أبي خراش وخراش بن أبي خراش اصطحبا في سفر كانا فيه فأسرهما بطنان من ثمالة وكانوا موتورين فاختلفوا في الإبقاء عليهما وقتلهما فمال بنو بلال إلى قتلهما وبنو رزام إلى الإبقاء عليهما وتفاقم الأمر بينهما في ذلك إلى أن صار يؤدي إلى المقاتلة فتفرد بنو بلال بعروة فقتلوه وتفرد بنو رزام بخراش فخلا به رجل منهم وأطلقه فلما وافى خراش إلى أبيه وأخبره بما جرى اقتص قصتهما في هذه الأبيات ويروى عن الأصمعي وأبي عبيدة أنهما قالا لا نعرف أحدا مدح من لا يعرفه غير أبي خراش وقد سلك بعض من شعراء الإسلام مسلكه
2 - عروة أخو الشاعر وخراش ابنه والمعنى أشكر الله بعد ما اتفق من قتل عروة على نجاة خراش وبعض الشر أخف من بعض وقد كنت أعتقد قتلهما معا
3 - رزئته فجعت به وقوسى اسم مكان بالسراة وبه قتل عروة أخوه والمعنى أقسم بالله إني لا أنسى القتيل الذي فجعت بفقده بجانب قومى مدة حياتي

(1/326)


1 - ( عَلى أنَّها تَعْفُو الْكُلُومُ وَإنَّما ... نُوَكَّلُ بِالأدْنَى وَإنْ جَلَّ مَا يَمْضِي )
2 - ( ولَمْ أدْرِ مَنْ ألْقَى عَلَيْهِ رِدَاءَهُ ... عَلى أنَّهُ قَدْ سُلَّ عَنْ مَاجِدٍ مَحْضِ )
3 - ( وَلَمْ يَكُ مَثْلُوجَ الْفُؤُادِ مُهَبَّجاً ... أضَاعَ الشَّبابَ فِي لرَّبِلَةِ وَالْخَفْضِ )
4 - ( وَلَكِنَّهُ قَدْ نازَعَتْهُ مَجَاوِعْ ... عَلى أنَّهُ ذُو مِرَّةٍ صَادِقُ النَّهْضِ )
_________
1 - على أنها الخ هذا الكلام يجري مجرى الاعتذار منه والاستدراك على نفسه فيما أطلقه من قوله لا أنسى قتيلا رزئته مدة حياتي والضمير في أنها للقصة وخبر أن الجملة بعدها والعفاء الدروس والذهاب والكلوم جمع كلم ويعني به الحز عند ابتداء المصيبة وجل عظم وموضع على أنها نصب على الحال وأراد بهذا تقادم العهد وتطاول الزمن يقول والله لا أنساه ولو طال عهده وعفت آثاره وإنما قال هذا لأن الإنسان يشتد جزعه بالمصيبة القريبة العهد فأما المتقادم عهدها فإن مضى الزمن يذهبها وقوله وإنما نوكل بالأدنى الخ معناه أن الفجيعة تلازم الإنسان وتشتد به على المصائب القريبة العهد وإن كانت صغيرة وأنها تخف على الإنسان إذا طال أمدها وإن كانت كبيرة
2 - من استفهامية وعلى أنه في موضع الحال والمعنى لم أتحقق الذي اهتدى لهذه المكرمة فنزع رداءه وألقاه على أخي مع كونه مسلولا عن كريم خالص النسب
3 - مثلوج الفؤاد بارده والمهبج الذي استرخى لحمه وتغير لونه والربيلة السمن يقول إنه كان ذكي الفؤاد شهما لم يكن ممن ضيع شبابه في الخفض والدعة وصلاح بدنه
4 - المجاوع جمع مجوعة السنة يكون فيها الجوع وأراد منها هنا المخامص جمع مخمصة وهي خلو البطن من الطعام جوعا وإنما أثرت فيه المجاوع لأنه إذا سافر آثر صحبه على نفسه بزاده فيجوع

(1/327)


1 - قال عَبدَةُ بن الطَّبيب
2 - ( عَلَيكَ سَلاَمُ اللهِ قَيْسَ بنَ عَاِصمٍ ... وَرَحْمَتُهُ مَا شَاءَ أنْ يَتَرَحمَّا )
3 - ( تَحِيّةَ مَنْ غادَرْتَهُ غَرَضَ الرَّدَى ... إذَا زَارَ عَنْ شَحْط بِلادَكَ سَلَّمَا )
4 - ( فَما كانَ قَيْسٌ هُلْكُهُ هُلْكَ وَاحِدٍ ... وَلِكنَّهُ بُنْيانُ قوْمٍ تَهَدَّمَا )
5و - قال هشام بن عقبة العدوي أخو ذي الرمة يرثي أوفى بن دلهم وذا الرمة غيلان
_________
ويشبعهم والمرة القوة وقوله صادق النهض يريد النهوض إلى المكارم والمعالي لا يكذب فيها إذا نهض إليها يقول ولكنه كان محالف الجوع يؤثر أصحابه على نفسه بزاده فيشبعهم ويجوع مع أنه صاحب قوة وصادق في النهوض للمعالي والمكارم
1 - واسم أبيه يزيد بن عمرو بن وعلة وهو من بني عبد شمس ابن سعد بن زيد بن مناة بن تميم وهو شاعر مجيد ليس بالمكثر مخضرم أدرك الإسلام فأسلم وكان في جيش النعمان بن مقرن الذين حاربوا الفرس معه بالمدائن وكان لا يحسن الهجاء لأنه كان يرتفع عنه
2 - من عادة العرب إذا حيوا الميت قدموا لفظ عليك والمعنى عليك تحية الله ورحمته يا قيس بن عاصم مدة مشيئته للرحمة أي دائما
3 - تحية منصوب على المصدر وغادره تركه والردى الهلاك والشحط البعد والمعنى أحييك تحية من خلفته هدفا للهلاك ودأبه أنه إذا زار بلادك بعد بعد سلم عليك
4 - الهلك الموت والمعنى ما كان هلك قيس هلك واحد من الناس بل كان موته موتا لقبيلته
5 - قال أبو هلال كان لذي الرمة ثلاثة إخوة أوفى وهشام ومسعود وكلهم كانوا يقولون الشعر فتغلب ذو الرمة على شعرهم وتفوق عليهم

(1/328)


1 - ( تَعَزَّيْتُ عَنْ أوْفَى بِغَيْلاَنَ بَعْدَهُ ... عَزَاءً وَجَفْنُ الْعَيْنِ مَلآنُ مُتْرَعُ )
2 - ( نَعَى الرَّكْبُ أوْفَى حِينَ آبَتْ رِكابُهُمْ ... لَعَمْرِي لَقَدْ جَاؤُا بِشَرٍّ فأوْجَعُوا )
3 - ( نَعَوا بَاسِقَ الأَفْعالِ لاَ يَخْلُفُونَهُ ... تَكادُ الْجِبالُ الصُّمُّ مِنْهُ تَصَدَّعُ )
4 - ( خوَى الْمَسْجدُ الْمَعْمُورُ بَعْدَ ابْنِ دَلْهَمٍ ... وأمْسَى بِأوفَى قَوْمُهُ قَدْ تَضَعْضعُوا )
5 - ( فَلَمْ تُنْسِني أوفى الْمُصيِبَاتُ بَعْدَهُ ... وَلكِنَّ نَكْ الْقَرْحِ بِالْقَرْحِ أوجَعُ )
_________
1 - تعزيت تصبرت وغيلان اسم ذي الرمة وأوفى أخوه وهما أخوا هشام ومترع مملوء والمعنى تصبرت على ما أصابني من فقد أوفى وتسليت عنه بمصيبتي على فقد ذي الرمة والحال أن جفن العين مملوء من الدموع المنصبة
2 - النعي الإخبار بالموت وآب رجع والمعنى أن الركب لما رجعوا أخبروني بموت أوفى ولعمري إنما جاؤا بخبر من الشر فأوجعوا به فؤادي
3 - الباسق العالي وتصدع تتشقق والمعنى أنهم أخبروني بموت شريف الأفعال عزيز الوجود الذي لم يبق من يقوم مقامه وتكاد الجبال الصلبة تشقق من ذلك النعي
4 - خوى خلا وابن دلهم رجل عمر مسجدا وكان القائم بشؤنه فلما مات خلا المسجد والضعضعة الخضوع والتذلل يقول إن المسجد الذي بناه ابن دلهم خوي وتساقط بناؤه وتعطلت إقامة الشعائر فيه بعد موته إذ كان هو القائم4 بأمره المتفقد لصلاحه وأن أوفى كان قوام عشيرته وموئلهم فلما مات اضطربت أحوالهم فصاروا بعده أذلاء ضعفاء
5 - النكء قشر القرحة قبل أن تبرأ والقرح الجرح وأوجع أشد وجعا والمعنى كل مصيبة بعد فقد أوفى لا تنسني الحزن عليه بل تزيدني ألما

(1/329)


1 - قال متمم بن نويرة
2 - ( لَقَدْ لاَمَنِي عِنْدَ الْقُبُورِ عَلى البُكا ... رَفِيقي لِتَذْرَافِ الدُّمُوعِ السَّوَافِكِ )
_________
كالجرح إذا نزل عليه جرح آخر كان أشد وجعا
1 - وجده عمرو بن شداد يصل نسبه إلى يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم وكان متمم يكنى أبا نهشل وهو شاعر مخضرم صحابي وكان من أشد خلق الله جزعا على أخيه مالك بن نويرة وكان مالك قد قتل زمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أيام الردة وصلى متمم ذات يوم الصبح مع أبي بكر رضي الله عنه ثم أنشد
( نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... تحت الإزار قتلت يا ابن الأزور )
( أدعوته بالله ثم قتلته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر )
فقال أبو بكر رضي الله عنه والله ما دعوته ولا قتلته ثم قال
( لا يضمر الفحشاء تحت ردائه ... حلو شمائله عفيف المئزر )
( ولنعم حشو الدرع أنت وحاسرا ... ولنعم مأوى الطارق المتنور )
ثم بكى حتى سالت عينه العوراء ثم انخرط على رسية قوسه مغشيا عليه وصلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه الصبح ذات يوم فلما فرغ من صلاته إذا هو برجل قصير متنكب قوسا وبيده عصا فقال من هذا فقال متمم بن نويرة فاستنشده قوله في أخيه فأنشده شعرا حسنا رصينا متينا فقال عمر هذا والله التأبين ولوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك فقال متمم لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته فقال عمر ما عزاني أحد عن أخي بمثل ما عزاني به متمم
2 - التذراف جريان الدمع

(1/330)


1 - ( فَقالَ أتَبْكِي كُلَّ قَبْرٍ رَأيْتَهُ ... لِقَبْرٍ ثَوَى بَيْنَ اللِّوَى فَالدَّكَادِكِ )
2 - ( فُقُلْتُ لَهُ إنَّ الشَّجَا يَبُعَثُ الشَّجا ... فَدَعْنِ فَهَذَا كُلَّهُ قَبْرُ مالِكِ )
3و - قال أبو العطاء السندي
4 - ( ألاَ إنَّ عَيْناً لَمْ تَجُدْ يوْمَ وَاسِطٍ ... عَلَيْكَ بِجَارِي دَمْعِها لَجَمُودُ )
5 - ( عَشِيَّةَ قامَ النَّائِحَاتُ وَشُقِّقَتْ ... جُيُوبٌ بَأَيْدي مَأْتَمٍ وَخُدُودُ )
6 - ( فإنْ تُمْسِ مَهْجُورَ الْفِناءِ وَرُبَّما ... أقامَ بهِ بَعْدَ الْوُفُودِ وُفُودُ )
_________
والسوافك المراد منها المسفوكة والمعنى أن رفيقي لامني على بكائي الكثير عند القبور لكونه يتألم بألمي
1 - ثوى بالمكان أقام به واللوى والدكادك اسما موضعين والمعنى أن رفيقي لامني فقال أتبكي كل قبر نظرته لأجل ذلك القبر الذي أقام به هذين الموضعين
2 - الشجا الحزن والمعنى فأجبته بأن رؤية القبر تذكرني بقبر مالك لأنه كان عظيم الشأن قد ملأ الأرض بإحسانه فكأن الأرض كلها قبره
3 - أبو عطاء تقدمت ترجمته وهذا الشعر يقوله أبو عطاء في ابن هبيرة وكان قد قتله المنصور بواسط بعد أن أمنه وكان قد قتله غدرا فلما حمل إليه رأسه قال للحرسي أترى إلى طينة رأسه ما أعظمها فقال الحرسي طينة إيمانه أعظم من طينة رأسه
4 - جمود بخيلة بالدمع مع طلبه منها والمعنى أن العين التي لم تبك عليك يوم قتلت بواسط بكاء كثيرا لبخيلة كالحجر الذي لا يرشح
5 - عشية بدل من يوم لأن المراد به الوقت ومعنى قيام النائحات تهيؤها للنوح والمأتم النساء يجتمعن في الخير والشر والمعنى وذلك عشية قيام النائحات يشققن ثيابهن مما يلي صدورهن ويلطمن خدودهن
6 - الفناء ما امتد من جوانب الدار وقوله وربما الخ بيان لحاله فيما تقدم

(1/331)


1 - ( فَإِنَّكْ لَمْ تَبْعُدْ علَى مُتَعَهَّدٍ ... بَلَى كُلُّ مَنْ تَحْتَ التُّرَابِ بَعيدُ )
2و - قال آخر
3 - ( لَوْ كَانَ حَوْضَ حِمَارٍ ما شَرِبْتَ بهِ ... إلاَّ بِإِذْنِ حِمَارٍ آخِرَ الأَبَدِ )
4 - ( لَكِنَّهُ حَوْضُ مَنْ أوْدَى بِإِخُوَتِهِ ... رَيْبُ الزَّمَانِ فَأمْسَى بَيْضَةَ الْبَلَدِ )
_________
من رياسته وفضله وشرفه وتوفر همم الناس على زيارته والمعنى فإن أمسى بيتك مهجورا بعد موتك وكثيرا ما أقامت به الجماعات بعد الجماعات في حياتك وجواب الشرط يأتي أول البيت بعده
1 - فإنك لم تبعد الخ هذا جواب الشرط والمراد بالمتعهد الذي يتعهده بالذكر والبكاء والمعنى أنت وإن كنت قد بعدت بوضعك تحت التراب غير أنك لم تبعد على من يتعهدك بالبكاء والذكر وزيارة القبر وقوله بلى كل من الخ معناه أنت بعيد إذ ليس لمن يتعهدك نوال منك كما كانت عادتك في الحياة
2 - هو صنان بن عباد اليشكري وذلك أن شمط بن عبد الله اليشكري أتاه وقد أورد إبله وأترع حوضه فأخذ شمط فوق يده وقدم إبله فأوردها في مائة الذي استقى فقال صنان في ذلك هذه الأبيات وهي من قصيدة اختارها منها أبو تمام
3 - حمار هو علقمة بن النعمان بن قيس أحد بني ثعلبة والخطاب في قوله ما شربت لشمط وهو حطان بن قيس عم علقمة وكان صنان في حياة علقمة يتعزز به فلا يعترض أحد عليه فيما يفعله ولا يطمع إنسان في اهتضام حقه يقول لو كان حمار موجودا ما كنت تشرب من الحوض ما عشت إلا بإذنه
4 - أودى أهلك وريب الزمان مصائبه وبيضة البلد بيض النعام تضعه في مكان ثم تنساه فيبقى وحيدا وضرب ذلك مثلا للذل والهوان والمعنى لكن هذا الحوض

(1/332)


1 - ( لَوْ كَانَ يُشْكَى إلَى الأمْوَاتِ ما لَقيَ الأحْياءُ ... بَعْدَهُمُ مِنْ شِدَّةِ الْكَمَدِ )
2 - ( ثُمَّ اشْتَكَيْتُ لأَشْكَانِي وساكِنُهُ ... قَبْرٌ بِسِنْجارَ أوْ قَبْرٌ علَى قَهَدِ )
3و - قال رجل من خثعم
4 - ( نَهِلَ الزَّمَانُ وَعَلَّ غَيْرَ مُصَرَّدِ ... مِنْ آلِ عِتَّابٍ وَآلِ الأسْوَدِ )
_________
حوض شخص أهلك الزمان إخوته فأمسى كبيضة النعام في المهانة والانفراد
1 - الكمد الهم والحزن الشديدان والمعنى لو كانت الشكوى إلى الأموات تنفع ما كان الأحياء يجدون بعدهم حزنا
2 - ثم اشتكيت معطوف على قوله لو كان يشكي وقوله لأشكاني يقال شكا إليه حاله فأشكاه أي أزال عنه ما يشكو منه وقوله وساكنه معطوف على قوله قبر بسنجار مقدما عليه وإنما يحسن هذا إذا كان العامل مقدما وهو في الفعل والفاعل أكثر منه في غيره وسنجار وقهد اسما موضعين والمعنى لو كانت الأموات تسمع الشكوى ثم اشتكيت لأزال ما أشكو منه قبر بسنجار وساكنه وقبر بقهد
3 - نسب هذا الشعر ياقوت في المعجم إلى عمرو بن النعمان البياضي وقال يرثي بهذا قومه وكانوا قد دخلوا حديقة من حدائقهم في بعض حروبهم وأغلقوا بابها عليهم ثم اقتتلوا فلم يفتح الباب حتى قتل بعضهم بعضا هذا والأبيات التي ذكرها ياقوت من هذه القصيدة غير التي هنا
4 - النهل الشرب الأول والعلل الشرب الثاني والتصريد تقليل الشرب ونهل الزمان وعلله من هؤلاء كناية عن استئصاله إياهم وعدم إبقائه عليهم يقول إن الزمان أفنى هؤلاء القوم وقصد إلى الأفضل فالأفضل منهم حتى بلغ غرضه ونال مراده كأن مراده أن هؤلاء كانوا يردون عوادي الزمان ويقاومون حوادثه ويدفعونها

(1/333)


1 - ( مِنْ كُلِّ فَيَّاض الْيَدَيْنِ إذَا غَدَتْ ... نَكْباءُ تُلْوِي بِالْكَنيفِ الْمُؤْصَدِ )
2 - ( فَالْيَوْمَ أضْحَوْا لِلْمَنُونِ وَسِيْقَةً ... مِنْ رَائِحٍ عَجِلٍ وآخَرَ مُغْتَدِي )
3 - ( خَلَتِ الدِّيارُ فسُدْتُ غَيْرَ مُسَوَّدٍ ... وَمنَ الشَّقاءِ تَفَرُّدِي بالسُّودَدِ )
4و - قال محمد بن بشير الخارجي
5 - ( نَعْمَ الْفَتَى فَجِعَتْ بهِ إخْوَانهُ ... يوْمَ الْبَقيعِ حَوادِثُ الأيَّامِ )
_________
عمن نزلت به فحقد عليهم فنال منهم
1 - فياض اليدين أي بالعطاء والنكباء كل ريح تنكبت عن مهاب الرياح الأربع وإذا كثرت النكباوات واشتد هبوبها كان القحط والجدب وتلوى تذهب والكنيف الحظيرة من الشجر والمؤصد المطبق والمعنى أن الزمان ذهب بكل جواد من القبيلتين كريم عند اشتداد الجدب وهم بالحظيرة
2 - الوسيقة الطريدة والرائح الذاهب بالعشي والمغتدى الذاهب في الغدو والمعنى بعد أن كانوا من الكرام على ما علمت أصبحوا اليوم وهم طريدة الموت فمنهم الذاهب عشية ومنهم الذاهب غدوة
3 - السودد السيادة والمعنى مات السادة فصرت سيدا لقوم لا سيادة فيهم وليس فيهم سيد غيري وذلك من الشقاء
4 - وجده عبد الله بن عقيل من بني خارجة ابن عدوان ويكنى أبا سليمان شاعر فصيح حجازي مطبوع من شعراء الدولة الأموية كان منقطعا إلى أبي عبيدة بن عبد الله بن ربيعة القرشي أحد بني أسد بن عبد العزى وله فيه مدائح ومراث مختارة هي من عيون الشعر وكان يسكن البادية في أكثر زمانه يقيم في بوادي المدينة فلا يكاد يحضر مع الناس
5 - نعم الفتى المخصوص بالمدح محذوف كأنه قال نعم الفتى فتى وفجعت به أصابت بفقده والمعنى أن الفتى الذي فجعت حوادث الأيام إخوانه بفقده

(1/334)


1 - ( سَهْلُ الْفِنَاءِ إذَا حَلَلْتَ بِبَابِهِ ... طَلْقُ الْيَدَيْنِ مُؤَدَّبُ الْخُدَّامِ )
2 - ( وَإذا رَأيْتَ صَديقَه وَشَقيقَهُ ... لَمْ تَدْرِ أيُّهُما ذَوُو الأَرْحامِ )
وقال أيضًا
3 - ( طلَبْتُ فَلَمْ أدْرِكْ بوَجهي وَلَيْتَني ... قَعَدْتُ فَلَمْ أبْغِ النَّدَى بَعْدَ سائِبِ )
4 - ( وَلَوْ لَجَأَ الْعافِي إلَى رَحْل سَائِبٍ ... ثَوَى غَيْرَ قالٍ أوْ غَدَا غَيْرَ خَائِبِ )
5 - ( أقُولُ وَما يَدْري أُناسٌ غَدْوَا بِهِ ... إلى اللّحدِ ماذَا أدْرَجُوا فِي السَّبائِبِ )
_________
يوم البقيع نعم الفتى
1 - سهل الفناء واسعه المعنى أن دار هذا الفتى واسعة الفناء لا تضيق بأضيافه وهو مع هذا كريم حسن التدبير في منزله
2 - المعنى أنه لكرمه وكماله لا يفضل شقيقه على صديقه فلا يمكنك أن تفرق بينهما
3 - الباء من قوله بوجهي متعلق بطلبت أي بذلت وجهي والندى الجود وسائب اسم رجل والمعنى أني بذلت حر وجهي للناس بعد سائب أطلب جودهم فلم أنله فليتني صنته ولم أطلب شيئ
4 - االعافي طالب المعروف وثوى بالمكان أقام به والقالي المبغض وغير منصوب على الحال والمعنى أن سائبا كان جوادا كريما يلجأ إليه الطالبون للمعروف فلو لاذ به أحدهم وأقام ببابه لم تزده الإقامة إلا محبة فيه غير مبغض لعيشه ولم يخرج من عنده إلا مقضي الحاجة غير خائب
5 - أدرجوه لفوه والسبائب جمع سبيبة الشقة الرقيقة والمعنى أقول متحسرا موقنا باليأس وقد غدا الناس به إلى اللحد أي رجل أدرج في الكفن والغادون به لا يعلمون أنه رجل جليل القدر عظيم الشأن

(1/335)


1 - ( وكُلُّ امْرءٍ يوْماً سَيَرْكَبُ كارِهاً ... عَلى النَّعْشِ أعْناقَ الْعِدَا وَالأقارِبِ )
2و - قال دريد بن الصِّمَّة
3 - ( نَصَحْتُ لِعارضٍ وَأصْحَابِ عَارضٍ ... وَرَهْطِ بَني السّوْدَاءِ والقَوْمُ شُهَّدِي )
_________
1 - كارها حال من قوله سيركب والعدا الغرباء الأباعد والمعنى لم يوجد أحد من البشر إلا ويحمل في النعش على أعناق الرجال الأباعد والأقارب
2 - وجده الحرث بن معاوية أحد بني جشم بن معاوية بن بكر بن هوزان فارس شجاع شاعر فحل وجعله محمد بن سلام أول شعراء الفرسان وكان أطول الفرسان الشعراء غزوا وأبعدهم أثرا وأكثرهم ظفرا وأيمنهم طائرا وأدرك الإسلام ولم يسلم وخرج مع قومه بني جشم يوم حنين مظاهرا للمشركين ولا فضل فيه للحرب وإنما أخرجوه تيمنا به وليقتبسوا من رأيه وقتل يومئذ على شركه وهذه القصيدة يرثي بها أخاه عبد الله بن الصمة لما قتل وكان عبد الله قد غزا غطفان ومعه قومه وقوم آخرون فظفر بهم وساق أموالهم في يوم يقال له يوم اللوى ومضى بها ولما كان منهم غير بعيد قال انزلوا بنا فقال أخوه دريد نشدتك الله أن لا تنزل فإن غطفان ليست بغافلة عن أموالها فأبى إلا أن ينزل فبينما هم كذلك إذا بغبار قد ارتفع أشد من دخانهم فأقبلت بنو غطفان وتلاحقوا بمنعرج اللوى واقتتلوا فقتل رجل من بني قارب عبد الله بن الصمة وتفرق جمعهم واستنقذ بنو غطفان مالهم
3 - يقال نصحته ونصحت له وهي الجيدة نصحا ونصيحة وعارض أخو دريد وكان له ثلاثة أسماء وثلاث كنى والرهط القوم وبنو السوداء أصحاب عبد الله أخيه الذين كانوا معه والقوم شهدى أي شهود على نصحي لهم

(1/336)


1 - ( فَقُلْتُ لَهُمْ ظُنُّوا بِأَلْفَيْ مُدَجَّجٍ ... سَرَاتُهُمُ فِي الْفارِسِيِّ الْمُسَرَّدِ )
2 - ( فَلَمَّا عَصَوْنِي كُنْتُ مِنْهُمْ وَقَدْ أرَى ... غَوَايَتَهُمْ وَأنَّنِي غَيْرُ مُهْتَدِي )
3 - ( أمَرْتُهُمُ أمْرِي بِمُنْعَرَجِ اللِّوَى ... فَلَمْ يَسْتَبِينُوا الرُّشْدَ إلاَّ ضُحَى الْغَدِ )
4 - ( وَهَلْ أنَا إلا مِنْ غَزِيَّةَ إنْ غَوَتْ ... غَوَيْتُ وَإنْ تَرْشُدْ غَزيَّةُ أرْشُدِ )
5 - ( تَنادَوْا فَقالُوا أرْدَتِ الْخَيْلُ فَارِساً ... فَقُلْتُ أعَبْدُ اللهِ ذَلِكُمُ الرَّدِي )
_________
والإضافة بيانية والمعنى لم آل جهدا في نصحي لأخي عارض وأصحابه ولقوم بني السوداء والقوم شهود على ذلك
1 - ظنوا أي أيقنوا والمدجج التام السلاح والسراة الأخيار ويريد بالفارسي المسرد الدروع والسرد تتابع الشيء والمراد تتابع الحلق في النسج والمعنى أني نصحتهم وحذرتهم من الأعداء وقلت لهم أيقنوا أن الأعداء ألفا فارس كاملو السلاح قد لبس أشرافهم الدروع المسردة التي تتابع نسج حلقها
2 - كنت منهم معناه أنه وافقهم وترك خلافهم والغواية ضد الهدى والمعنى فلما لم يمتثلوا أمري ولم يقبلوا نصيحتي سلكت مسلكهم عالما أنهم على غير هدى وأنني غير مصيب فيما سلكته إلا أن الرحم والقرابة دعتني إلى الذود عنهم
3 - أمري مصدر أتى لتوكيد الفعل والمنعرج المنعطف واللوى ما التوى واسترق من الرمل والمعنى أبديت لهم رأيي بمنعرج اللوى ليكونوا على حذر فلم يظهر لهم رشد قولي إلا حين أن دهمهم العدو في الضحى
4 - هل للنفي وغزية قومه والمعنى ما أنا إلا من غزية في حالتي الغي والرشاد فغوايتي ورشادي متعلق بغوايتهم ورشادهم
5 - أردى أهلك والمراد بالخيل أصحابها والردى الهالك والمعنى نادى بعضهم بعضا وصاحوا فيما بينهم لعظم المصيبة فقالوا

(1/337)


1 - ( فَجئْتُ إلَيْهِ وَالرِّماحُ تَنُوشُهُ ... كَوَقْعِ الصَّيَاصِي في النَّسِيجِ الْمُمَدَّدِ )
2 - ( وَكُنْتُ كَذَاتِ الْبَوِّ رِيعَتْ فأقْبَلَتْ ... إلَى جَلَدٍ مِنْ مَسْكِ سَقْبٍ مُقَدَّدِ )
3 - ( فطاعَنتُ عَنْهُ الْخَيْلَ حَتَّى تَنَفَّستْ ... وَحَتَّى عَلاَنِي حَالِكُ اللوْنِ أسْوَدِي )
4 - ( قِتالَ امْرئٍ آسَى أخاهُ بِنَفْسِهِ ... وَيَعْلَمُ أنَّ الْمَرْءَ غَيْرُ مُخَلَّدِ )
5 - ( فَإنْ يَكُ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مَكانَهُ ... فَما كانَ وقَّافاً وَلاَ طَائِشَ الْيَدِ )
_________
أهلك راكبو الخيل فلانا الفارس فقلت أعبد الله أخي ذلكم المقتول وإنما قال ذلك إنكارا لقتله واستعظاما لأنه يعلم إقدامه وشجاعته في الحرب
1 - تنوشه تتناوله والصياصي جمع صيصة وهي شوكة يمرها الحائك على الثوب وقت نسجه والنسيج المنسوج والمعنى أتيت عبد الله والحال أن الرماح تتناوله ولها صوت كصوت شوكة الحائك في الثوب الذي ينسجه
2 - ذات البو الناقة التي يموت ولدها فيسلخ جلده ويحشى تبنا لتحن عليه فتدر اللبن وراعه أفزعه وخوفه والجلد ما جلد من المسلوخ وألبس غيره لتشمه أم المسلوخ فتدر عليه والمسك الجلد والسقب ولد الناقة والمعنى فصرت في الفزع والخوف كذات البو التي فزعت على ولدها فأقبلت إلى جلده الموضوع على غيره لتشمه
3 - تنفست تكشفت والحالك الأسود وأسودي أصله أسودي بياء النسب مشددة فخفف بحذف إحدى الياءين والمعنى فضاربت الفرسان حتى انكشفوا عنه وتلوثت بدمائهم ومن شدتها تغير لوني بالسواد
4 - قتال منصوب على المصدرية وآساه سواه بنفسه والمعنى أني لم أقصر في دفاعي عنه ولم أرهب الموت لعلمي أن الإنسان لا يخلد
5 - خلى مكانه مضى لسبيله والوقاف الذي يقف مخافة وجبنا ولا يقدم والطائش الذي لا يصيب إذا

(1/338)


1 - ( كَمِيشُ الإِزَارِ خَارِجٌ نِصْفُ ساقِهِ ... بَعيدٌ مِنَ الآفاتِ طَلاَّعُ أنْجُدِ )
2 - ( قَليلُ التَّشَكِّي لِلْمُصِيبَاتِ حافِظٌ ... مِن الْيوْمِ أعقَابَ الأَحاديِث فِي غدِ )
3 - ( تَراهُ خَمِيصَ الْبَطْنِ وَالزَّادُ حَاضِرٌ ... عَتيدٌ وَيْغْدُو فِي الْقَميِصِ الْمُقَدَّدِ )
4 - ( وَإنْ مَسَّهُ الإقْواءُ وَالْجَهْدُ زَادَهُ ... سَمَاحاً وَإتْلاَفاً لِمَا كانَ فِي الْيَدِ )
5 - ( صَبا مَا صَبا حَتَّى عَلاَ الشَّيْبُ رَأْسَهُ ... فَلَمّا عَلاَهُ قالَ لِلْباطِلِ أبْعَدِ )
_________
رمي والمعنى فإن مضى عبد الله لسبيله فما كان جبانا ولا ضعيف اليد جاهلا بالرمي
1 - كميش الإزار مثل في الجلد والتشمير والكميش الخفيف السريع وأضاف الكميش إلى الإزار توسعا وقوله خارج نصف ساقه يصفه أيضا بالجد والنشاط وقوله بعيد من الآفات يريد أنه سليم الأعضاء لا داء به والمعنى أنه كان إذا أراد أمرا جد فيه وشمر له وكان مع هذا سالما من الأمراض جادا في الأمور الشريفة
2 - يريد بقوله قليل التشكي نفى أنواع التشكي كلها لأنهم يستعملون القلة في معنى النفي والتشكي الشكاية والمعنى أنه كان عالي الهمة قوي الفكرة صبورا على حوادث الدهر بصيرا بالعواقب يعلم في يومه ما يكون في غده فيسعى في دفعه
3 - خميص البطن خاليها والعتيد المعد والمقدد الممزق والمعنى أنه كان كريما بالغ النهاية في الكرم يؤثر غيره على نفسه بزاده وملبسه يصفه بقلة الأكل مع اتساع الحال وحضور الزاد
4 - الإقواء الفقر والسماح والسماحة الجود والكرم والمعنى أنه إذا ضاقت به الدنيا لا يقصر في الكرم وبذل ما في يده
5 - صبا الأول من الميل والثاني من الصباء وهو حداثة السن والمعنى أنه مال إلى اللهو مدة صغر سنه فلما شاب ترك الملاهي

(1/339)


1 - ( وَطيَّبَ نَفْسي أنَّنِي لَمْ أقُلْ لَهُ ... كَذَبْتَ ولَمْ أبْخَلْ بِمَا مَلكتْ يَدِي )
وقال أيضاً
2 - ( تَقُولُ ألاَ تَبْكِي أخَاكَ وقَدْ أرَى ... مَكانَ الْبُكا لَكِنْ بُنيتُ علَى الصَّبْرِ )
3 - ( فَقُلْتُ أعَبْدَ اللهِ أبْكِي أمِ الَّذِي ... لهُ الْجَدَثُ الأَعْلَى قَتيلَ أبِي بَكْر )
4 - ( وعَبْدَ يَغُوثَ تَحْجُلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ ... وعَزَّ الْمُصابُ حَثْوُ قَبْرٍ عَلى قَبْرِ )
_________
1 - أنني الخ في تأويل مصدر فاعل طيب وليس مراده نفي الكذب فقط وإنما المراد أنه لم يجفه أقل جفاء ولم أعبه في فعل من أفعاله والمعنى أنني تلقيت قوله بالقبول وصدقته فيما يقول ولم أبخل عليه بمالي ولم أجفه ولم أعبه فذلك الذي هون وجدي وطيب نفسي
2 - قوله مكان البكا بيان لاستحقاق أخيه أن يبكى عليه أي هذا محل البكاء على أخي والمعنى أن امرأتي تعرض علي أن أبكي على أخي وأنا أرى أنه يستحق البكاء غير أنني جبلت على الصبر فاخترته
3 - أعبد الله أبكي الخ كأنه قال إلى من أصرف البكاء ومن أخص به أعبد الله الذي قتله بنو غطفان أم المدفون في الجدث الأعلى ثم بينه بقوله قتيل أبي بكر والمراد به قيس أخوه الذي قتله بنو أبي بكر بن كلاب والجدث القبر والأعلى الأشرف وانتصب عبد الله بأبكى بعده وقتيل أبي بكر بدل من الذي ومعناه قلت لها نعم أبكي ولكن إلى من أصرف البكاء أأبكي عبد الله أم قتيل أبي بكر المدفون في أشرف القبور
4 - الواو في وعبد يغوث بمعنى أو وهو اسم أخيه أيضا وقتلته بنو مرة وحجل الطائر نزا في مشيه والمصاب المصيبة وحثو بدل منه والمعنى أو تريدين أن أبكي هذا الرجل الذي اجتمعت حوله الطيور لتأكله لقد تنابعت المصائب فهي

(1/340)


1 - ( أبَى الْقتَلُ إلاَّ آلَ صِمَّةَ إنَّهُمْ ... أبَوْ أغَيرَهُ وَالْقدْرُ يَجْرِي إلى الْقَدْرِ )
2 - ( فأمَّا تَرَينا لاَ تَزَالُ دِمَاؤُنا ... لَدَى وَاتِرِ يَسْعى بهَا آخِرَ الدَّهْرِ )
3 - ( فإِنَّا لَلَحْمُ السّيْفِ غَيرَ نَكِيرَةٍ ... وَنُلْحِمُهُ حِيناً ولَيْسَ بِذِي نُكْرِ )
4 - ( يُغارَ عَلَيْنا وَاتِرينَ فَيُشْتَفى ... بِنا إنْ أُصِبْنا أوْ نُغيرُ علَى وِتر )
5 - ( قَسَمْنا بِذَاكَ الدَّهرَ شطْرَيْنِ بَيْنَنا ... فَما يَنْقَضي إلاَّ وَنَحْنُ عَلى شَطْرِ )
6و - قال تأبط شرًّا
_________
كحثو قبر على قبر فماذا ينفع البكاء
1 - آل صمة أي أولاده وكان لدريد أخوة كلهم قد قتل عبد الله وقيس وعبد يغوث وقد تبين من قتلهم وخالد وقتله بنو الحارث بن كعب وقوله والقدر الخ معناه كما أنهم قدروا للقتل كذلك القتل قدر لهم معناه أن هؤلاء القوم أبوا أن يموتوا حتف أنفهم فكأن القتل أبي أن ينزل بأحد إلا بهم وقدر لهم كما قدروا له
2 - لا تزال الخ في موضع المفعول لترين والواتر هو الذي قتل له قتيل وهو يسعى في ثأره
3 - فإنا الخ جواب الشرط وغير نكيرة نصب على المصدر والهاء للمبالغة يقول فأما ترى أنا لا تزال دماؤنا أبد الدهر عند واترين يسعون بها فإنا نخاطر بأرواحنا فنقتل ونقتل وذلك ليس بمنكر فينا ومنا
4 - واترين حال من الضمير في علينا والمعنى أن أعداءنا إما أن يغيروا علينا طالبين ثؤرهم عندنا فيصيبوا منا ما يشتفون به وإما أن نغير عليهم لنأخذ بثأرنا يريد ان دأبهم ذلك
5 - انتصب شطرين على المصدر والمعنى أننا بهذا السبب قسمنا الدهر قسمين إما أن ننتصر عليهم أو ينتصروا علينا فلا نزال على أحد القسمين
6 - تقدمت ترجمته والصحيح أن هذا الشعر مولد قاله خلف

(1/341)


1 - ( إنَّ بِالشِّعْبِ الَّذِي دُونَ سَلْعٍ ... لَقتِيلاً دَمُهُ مَا يُطَلُّ )
2 - ( خَلَّفَ الْعِبْءَ عَليَّ وَوَلَّى ... أبَا بِالعِبْءِ لَهُ مُسْتقِلُّ )
3 - ( وَوَرَاءَ الثَّأْرِ مِنَّى ابْنُ أُختٍ ... مَصِعٌ عُقْدَتُهُ ما تُحَلُّ )
4 - ( مُطْرِقٌ يَرْشَحُ سَمًّا كَما أطْرَقَ ... أفْعَى يَنْفِثُ السَّمَّ صِلُّ )
_________
الأحمر قال النمري ومما يدل على أنه مولد قوله جل حتى دق فيه الأجل فإن الأعرابي لا يكاد يتغلغل إلى مثل هذا وقال أبو الندى مما يدل على أن هذا الشعر مولد أنه ذكر فيه سلعا وهو بالمدينة وأين تأبط شرا من سلع وهو إما قتل في بلاد هذيل ورمي به في غار يقال له رخمان هذا وكلام أبي الندى بناه على أن قائل الشعر هو ابن أخت تأبط شرا يرثي به خاله أو تأبط شرا نفسه يرثي نفسه قبل موته لما أيقن بالقتل
1 - الشعب الطريق في الجبل وسلع موضع وقوله دمه ما يطل يقال طل دمه بالفتح وطل بالضم وهو أكثر طلا ذهب هدرا لا يثأر به والمعنى أن القتيل الذي بالشعب دون سلع لا يذهب دمه هدرا
2 - العبء الثقل ومستقل أي محتمل يقال استقل كذا حمله ورفعه والمعنى أنه ترك ثقل الثأر علي وذهب وأنا قادر على حمل ثقله غير عاجز عن طلبه
3 - المصع الشديد المقاتلة الثابت والمعنى أن هذا الثأر الذي أتركه إن لم آخذه منكم فخلفي ابن أخت ثابت الجنان قوي العزيمة لا تنتقض عزيمته
4 - أطرق أرخى عينيه ينظر إلى الأرض والرشح كالعرق والنفث كالقذف والصل الخبيث من الأفاعي والمعنى أن ابن أختي إذا رأيته مطيل النظر إلى الأرض فلا تظن إطراقه إطراقا بل هو شجاع في الحروب مقدام في النزال يطرق إطراق الحية الخبيثة التي تنفث السم

(1/342)


1 - ( خَبَرٌ مَا نَابَنَا مُصْمئِلٌّ ... جَلَّ حَتَّى دَقَّ فِيهِ الأَجلُّ )
2 - ( يَزَّنِي الدَّهْرُ وَكانَ غَشُوماً ... بِأبِيٍّ جارُهُ ما يُذَلُّ )
3 - ( شَامِسٌ فِي الْقُرِّ حَتَّى إذَا ما ... ذَكتِ الشِّعْرَى فَبرْدٌ وَظِلُّ )
4 - ( يَابِسُ الْجَنبَيْنِ مِنْ غَيْرِ بُؤسٍ ... وَنَدِي الْكَفَّيْنِ شَهْمٌ مُدِلُّ )
5 - ( ظَاعِنٌ بِالْحَزْمِ حَتَّى إذَا مَا ... حَلَّ حَلَّ الْحَزْمُ حَيْتُ يحلُّ )
_________
1 - المصمئل الشديد وجل عظم ودق صغر والأجل الجليل والمعنى أن الذي نزل بنا وأصابنا بخبر موته أمر كبير يصغر عنده ما هو عظيم جليل من الحوادث
2 - بزه الشيء سلبه إياه والمراد فجعني به الدهر والغشوم الظلوم والأبي الذي لا يحتمل الضيم والمعنى أن الدهر بتجبره وظلمه فجعني وسلبني رجلا عزيزا ذا أنفة لا يحتمل الذل يحمي جاره فيعز ولا يضام
3 - الشامس ذو الشمس والقر البرد وذكت اشتعلت والمعنى أن هذا الرجل ذو كرم وسخاء فمن لجأ إليه في الشتاء وجد عنده ما يدفئه من الطعام واللباس كالشمس تدفئ المقرور ومن وفد عليه في الصيف حين يطلع نجم الشعرى وجد عنده ظلا ظليلا وماء باردا يطفئ به حرارة جوفه
4 - يابس الجنبين يريد أنه هزيل ومن عادتهم التمدح بالهزال والبؤس الفقر والشهم الذكي الحديد القلب والمدل الواثق بنفسه وبآلاته وعدته والمعنى أنه قليل الأكل لا طعام غيره وليس ذلك لفقر بل هو سخي يؤثر أضيافه بالزاد على نفسه ذكي القلب يقظان واثق بنفسه وما أعده لحوادث الدهر
5 - الظعن ضد الإقامة والمعنى أنه متصف بالحزم في جميع شؤونه وأحواله حلا وترحلا

(1/343)


1 - ( غَيْثُ مُزْنٍ غَامِرٌ حَيْثُ يُجْدِي ... وَإذَا يَسْطُو فَلَيْثٌ أبَلُّ )
2 - ( مُسْبلٌ فِي الْحَيَِّ أحْوَى رِفَلُّ ... وَإذا يَغزُو فَسِمْعٌ أزَلُّ )
3 - ( ولهُ طَعْمانِ أرْيٌ وَشرْيٌ ... وكِلاَ الطَّعْمَيْنِ قَدْ ذَاقَ كُلُّ )
4 - ( يَرْكَبُ الْهَوْلَ وَحيدًا وَلاَ يَصْحَبُهُ ... إلاَّ الْيَمانِي الأفَلُّ )
_________
1 - المزن جمع مزنة وهي في الأصل السحابة البيضاء والمراد السحابة فيها الماء لأن السحاب الأبيض لا ماء فيه وغمره الماء علاه ويجدي يعطي الجدوى وهي العطية ويسطو يقهر ويصول والليث الأسد والإبل المصمم الماضي على وجهه لا يبالي ما لقي والمعنى أنه جواد كريم شجاع إذا أعطى أجزل العطاء كالسحاب الذي يغمر الناس بكثرة أمطاره وإذا صال فكالأسد الهصور لا يبالي بالعدو
2 - مسبل في الحي مفعوله محذوف أي مسبل إزاره في الحي وهم يمدحون ذا النعمة بذلك حال الدعة وعدم الحرب فأما في الشدائد فإنهم يمدحون الرجل بالتشمير وعدم اللين والأحوى من في شفتيه سواد وهو محمود فيهما والرفل الكثير اللحم والسمع ولد الذئب والأزل السريع المشي الممسوح العجز والمعنى أنه يتنعم في حالة السلم ويسبل رداءه ويأكل ما يشتهي وإذا نزل في الحرب كان كالسبع الضاري يشمر عن ساعد جده ويقدم إقدامه
3 - الأري العسل والشري الحنظل وكلا مفعول ذاق والمعنى أنه رجل سهل الجانب حلو المذاق لمحبه مر الطعم خشن لعدوه وكل من المحب والعدو قد ذاق كلا الطعمين
4 - انتصب وحيدا عن الحال واليماني السيف والأفل المنثلم والمعنى أنه شجاع لا يخاف الأهوال لكثرة ممارسته لها يقتحمها بنفسه ولا يستصحب معينا إلا السيف اليماني المنثلم من كثرة الضرب به

(1/344)


1 - ( وَفتُوٍ هَجَّرُوا ثُمَّ أسْرَوْا ... لَيْلَهُمْ حَتَّى إذَا انْجابَ حَلوا )
2 - ( كُلُّ ماضٍ قَدْ تَرَدَّى بِماضٍ ... كَسَنَا الْبَرْقِ إذَا ما يُسَلُّ )
3 - ( فَأدَّرَكْنَا الثَّأْرَ مِنْهُمْ وَلَمَّا ... يَنْجُ مِلْحَيَّيْنِ إلاَّ الأقَلُّ )
4 - ( فَاحْتَسَوْا أنْفاسَ نَوْمٍ فَلَمَّا ... هَوَّمُوا رُعْتَهُمُ فاشْمَعَلُّوا )
5 - ( فَلَئنْ فَلَّتْ هُذَيْلٌ شَباه ... لَبمَا كانَ هُذَيْلاً يَفُلُّ )
6 - ( وَبمَا أبْرَكَها فِي مُناخٍ ... جَعْجَعٍ يَنْقَبُ فِيهِ الأظَلُّ )
_________
1 - فتو جمع فتى وهجر سار وقت الهاجرة وهي اشتداد الحر في نصف النهار والسري السير في الليل خاصة وانجاب انكشف والمعنى ورب فتيان واصلوا سيرهم من وقت الهاجرة إلى آخر الليل فإذا انكشف الضوء وطلع الفجر أقاموا وقوله حلوا جواب لرب وإذا
2 - تقول العرب ارتدى بسيفه وتردى ويسمى السيف الرداء والعطاف وسنا البرق لمعانه والمعنى أن كل ماض منهم تقلد بالسيف الماضي الذي يحكي سنا البرق عند إخراجه من الغمد
3 - أدركنا أخذنا وملحيين مختصر من الحيين لغة لبعض العرب والمعنى أخذنا ثأرنا منهم ولم ينج منهم إلا اليسير
4 - احتسى الشراب تناوله شيئا شيئا والأنفاس الجرع وهوم الرجل إذا هز رأسه من النعاس واشمعلوا أسرعوا في السير ورعتهم أفزعتهم وهو جواب لما والمعنى كانوا في النعاس فلما أفزعتهم جدوا في السير
5 - الفل كسر في حد السيف والشبا الحد وقوله لبما كان الخ معناه فكثيرا ما كان كذا
6 - وبما أبركها معطوف على لبما كان في البيت قبله وأبرك الناقة أناخها والجعجع الأرض الغليظة ونقبت الناقة حفي خفها والأظل باطن خف الناقة وضرب ذلك مثلا لشدته وقوة

(1/345)


1 - ( وَبِما صَبَّحَها فِي ذَراهَا ... مِنْهُ بَعْدَ الْقَتْلِ نَهْبٌ وَشَلُّ )
2 - ( صَلَيَّتْ مِنِّي هُذَيْلٌ بِخِرْقٍ ... لاَ يَمَلُّ الشَّرَّ حتَّى يَمَلُّوا )
3 - ( يُنْهِلُ الصَّعْدَةَ حَتَّى إذَا مَا ... نَهِلَتْ كانَ لَها مِنْهُ عَلُّ )
4 - ( حلَّتْ الْخَمْرُ وكَانَتْ حَرَاماً ... وَبِلأْيٍ مَا ألَمَّتْ تَحلُّ )
5 - ( فاسقْقِنِهَا يا سَوادَ بْنِ عَمْرٍو ... إنَّ جسْمي بَعْدَ خِالي لَخَلُّ )
_________
بأسه وأنه كان ينال منهم ويحملهم على مراكب صعبة ومعنى البيتين لئن ناله ضعف من هذيل فلا فخار لهم بذلك فطالما نالهم منه الضعف والانهزام من قبل وطالما حملهم المشاق وأركبهم المراكب الصعبة
1 - ذر البيت ساحته وما يكتنفه والشل الطرد والمعنى أنه كثيرا ما أغار عليهم صباحا في أكناف بيوتهم فبعد أن يقتل أبطالهم ينهبهم ويستاق أموالهم
2 - صلى بالأمر قاسي شدته والخرق الشجاع والكريم والمعنى أن هذيلا قاست الشدائد من شجاع ذي صبر وثبات على القتال فلا يسأمه حتى يجد السآمة من أعدائه فيرأف بهم
3 - أنهله الشراب سقاه إياه أول مرة وعله سقاه الثانية والصعدة القناة تنبت مستوية والمعنى أنه لا يكتفي بطعن أعدائه بقناته مرة بل يكرره مرة بعد أخرى كالشارب الذي لا يكفيه النهل فيشتاق إلى العلل
4 - الإلمام الزيارة الخفيفة ولكنها هنا كناية عن حصول الخمر عنده بالفعل واللأى البطء والمعنى أنه فاز بأخذ الثأر بعد بطء ومضى مدة فصارت الخمر حلالا له بعد أن حرمها على نفسه جريا على عادتهم من تحريم الخمر وغسل الرأس من الجماع قبل أخذ الثأر
5 - سواد مرخم سوادة والخل المهزول والمعنى اسقني الخمر الآن فإن جسمي قد هزل بعد خالي

(1/346)


1 - ( تَضْحَكُ الضَّبْعُ لِقَتْلَى هذَيْلٍ ... وتَرَى الذِّئْبَ لَها يسْتَهلُّ )
2 - ( وَعِتاقُ الطَّيرِ تَغْدوُ بِطاناً ... تَتَخَطَّاهُمْ فَمَا تَستْقَلُّ )
وقال سُيَودُ المرَاثِدِ الحارثي
3 - ( لعَمْري لقَدْ نادَى بأَرْفِعِ صَوْتِهِ ... نِعيُّ سُوَيْدٍ أنَّ فارِسَكُمْ هَوَى )
4 - ( أجَلْ صادِقاً والْقائِلَ الْفاعِلَ الَّذِي ... إذا قالَ قوْلاً أنْبَطَ الماء في الثَّرَى )
5 - ( فَتًى قَبَلٌ لمْ تُعْنِسِ السِّنُّ وَجْهَهُ ... سِوَى خُلْسةٍ في الرّأْسِ كالبَرْقِ في الدُّجَى )
_________
1 - استعار الضحك للضبع والاستهلال للذئب والمعنى أن الضبع والذئب في سرور بقتلى هذيل لحصولهما على كثرة الغذاء من لحومها
2 - عتاق الطير جوارحها وتستقل تطير والمعنى أن جوارح الطير تنزل على القتلى من هذيل فتملأ بطونها حتى لا تكاد تطيق الطيران لكثرة ما تأكل
3 - النعي الناعي وفارسكم يريد أفرسكم ولهذا أقسم وعظم الحال في نعي الناعي وهوى هلك والمعنى أقسم لقد نادى المخبر بأعلى صوته أن فارسكم الوحيد هلك
4 - أجل حرف جواب لتحقيق الخبر وصادقا مفعول فعل محذوف أي نعيت صادقا أي في عزيمته ثم زاده ثناء فقال والقائل الفاعل الخ وهو عطف على صادقا وأنبط أخرج والثرى التراب الندى يريد أنه لا ينزع عن الأمر حتى يبلغ آخره يقول أجل نعيت صادقا في عزمه إذا قال فعل وإذا وعد أنجز وأعطى وإذا صرف نفسه إلى أمر أمضاء لا ينصرف عنه حتى يبلغ غايته
5 - القبل المقتبل الشباب وتعنس تنقص والخلسة البياض في السواد

(1/347)


1 - ( أشارَتْ لهُ الْحربُ الْعَوانُ فَجاءَهَا ... يُقَعْقِعُ بالأقرَابِ أوَّلَ مَنْ أتَى )
2 - ( ولَمْ يَجْنِها لكِنْ جَنَاهَا وَلِيُّهُ ... فآسَى وآدَاه فَكانَ كمَنْ جَنَى )
3و - قال رجل من بني نصر بن قُعَين
_________
والدجى الظلام والمعنى أنه كان فتى في مقتبل عمره وريعان شبابه لم يغير وجهه كبر السن سوى شيء من بياض الشيب في رأسه يشبه لمعان البرق في الظلام
1 - أشارت له الخ كأنه حين رأى الحرب لم يصبر إلى أن يدعى ولكن حين هاجت أسرع إليها فكأنها أشارت إليه والحرب العوان هي التي قوتل فيها مرة ويقعقع يصوت والإقراب جمع قرب وهو غمد السيف وأول منصوب على الحال من فاعل جاء أو يقعقع والمعنى أن الحرب بمجرد ما هاجت جاءها وعليه السلاح يسمع صوت رنينه وأنه كان أول فارس لبى إشارتها
2 - يقال جنى الذنب عليه يجنيه جناية جره إليه والمراد من المولى هنا الصديق أو ابن العم وآداه بمعنى أعانه والمعنى لم يكن المتسبب في هذه الحرب بل وليه فاضطر لأن يعينه ويواسيه فعد مثيرا لغبارها
3 - هذا الشعر لربيعة بن عبيد بن سعد بن جذيمة بن مالك بن نصر بن قعين أحد بني أسد وربيعة هذا هو أبو ذؤاب الأسدي وكان ذؤاب قتل عتيبة بن الحرث ابن شهاب اليربوعي في حرب لهم وأسرت بنو يربوع ذؤابا أسره الربيع بن عتيبة بن الحارث وهو لا يعلم أنه قاتل أبيه فأتاه ربيعة أبو ذؤاب فافتداه بشيء معلوم ووعده أن يأتي به سوق عكاظ فلما دخلت الأشهر الحرم وافى ربيعة أبو ذؤاب الموسم بالإبل وتخلف الربيع بن عتيبة لشغل عرض له ولم يواف بالأسير الموسم فلما لم ير ربيعة ربيعا بابنه ظن أنه علم بأنه قاتل أبيه فقتله فرثاه

(1/348)


1 - ( أبْلغْ قَبائلَ جَعْفَرٍ إنْ جِئتَهَا ... مَا إنْ أحَاوِلُ جَعْفَرَ بْنَ كِلابِ )
2 - ( أنَّ الْهَوَادَةَ وَالْمَوَدَّةَ بَينْنَا ... خَلَقٌ كَسَحْقِ الْيُمْنَةِ الْمُنْجابِ )
3 - ( أذُؤَابَ إنِّي لَمْ أهَبْكَ وَلَمْ أقُمْ ... لِلْبَيْعِ عِنْدَ تَحَضُّرِ الأجْلاَبِ )
4 - ( إنْ يَقْتُلُوكَ فَقَدْ ثَللتَ عُرُوشَهُمْ ... بِعُتَيْبَةَ بنِ الْحَارِثِ بْنِ شِهِابِ )
5 - ( بأشَدِّهِمْ كَلَباً عَلى أعْدَائِهِمُ ... وَأعَزِّهِمْ فَقْداً عَلى الأصْحابِ )
6و - قال الحريث بن زيد الخيل
_________
بهذه الأبيات وسارت عنه فبلغت يربوعا فعلموا أن ذؤابا قاتل عتيبة فأقادوه به وقتلوه
1 - المعنى أبلغ قبائل جعفر بن ثعلبة وإني لا أريد جعفر بن كلاب
2 - الهوادة اللين والسحق البالي من الثياب واليمنة نوع من برود اليمن والمنجاب المنشق والمعنى أبلغهم أن اللين الذي كان بيننا قد تبدل بالخشونة وأن المودة قد انفصمت عراها فصارت كالثوب المنشق
3 - لم أهبك أي لم أجعلك هبة للقوم الذين قتلوك وقوله للبيع يريد أني لم آخذ الدية فكنت بائعا لدمك كما تباع الجلب من الأموال إذا سيقت إلى الحضر وأراد بقوله لم أقم لم أتهيأ إلى ذلك والأجلاب النعم لأنها تجلب من مكان إلى آخر يقول لم أتغافل عن طلب دمك استهانة بك وما وهبتك للأعداء ولا قمت للبيع والشراء بعدك
4 - ثللت عروشهم شققت أسرتهم وهو كناية عن هدم عماد مجدهم والمعنى إن كانوا فرحوا بقتلك وتبجحوا به فقد هدمت عزهم بقتل عتيبة
5 - الكلب الشدة والمعنى أنه قتل عتيبة الذي هو أقواهم شدة على أعدائهم ومن يعز فقده على أصحابه كثيرا
6 - وجده مهلهل بن يزيد وهو من بني طيىء شاعر إسلامي وأبوه زيد الخيل صحابي جليل وإنما سمي زيد

(1/349)


1 - ( ألاَ بَكرَ النَّاعِيِ بأوْسِ بنِ خَالِدٍ ... أخِي الشَّتْوَةِ الْغَبْرَاء وَالزَّمَنِ الْمَحْلِ )
2 - ( فإِنْ يَقْتُلُوا بِالْغَدْرِ أوْساً فإِنَّنِي ... تَرَكْتُ أبَا سُفْيانَ مُلْتزِمَ الرَّحْلِ )
3 - ( فَلاَ تَجزَعِي يَا أُمَّ أوْسٍ فإِنَّ ... تُصِيبُ الْمَنَايَا كلَّ حَافٍ وَذي نَعْلِ )
_________
الخيل لكثرة خيله ولما وفد إلى النبي سماه زيد الخير وكان له ثلاثة بنين كلهم يقول الشعر وهم عروة وحريث ومهلهل قال أبو عمرو كان حريث بن زيد الخيل شاعرا فبعث عمر بن الخطاب رجلا من قريش يقال له أبو سفيان يستقرئ أهل البادية فمن لم يقرأ شيئا من القرآن عاقبه فأقبل حتى نزل بمحلة بني نبهان فاستقرأ ابن عم لزيد الخيل يقال له أوس بن خالد بن يزيد فلم يقرأ شيئا فضربه فمات فأقامت بنته أم أوس منائح تندبه وأقبل حريث بن زيد الخيل فأخبرته فأخذ الرمح فشد على أبي سفيان فطعنه فقتله وقتل ناسا من أصحابه ثم هرب إلى الشأم وقال في ذلك هذه الأبيات
1 - البكرة في الأصل أول النهار والمراد أسرع وبادر والشتوة الغبراء التي تهب فيها الرياح وأرض يابسة سميت بذلك لتهيج الغبار فيها والمحل الجدب والمعنى بادر الناعي وأخبر بموت أوس بن خالد الذي كان ملجأ القوم عند الجدب وانقطاع نزول المطر
2 - قوله ملتزم الرحل أراد ملتزم السرج لأن أبا سفيان كان على ظهر فرسه فطعنه حريث فانكب على السرج والتزمه من الألم ثم مات والمعنى لا يحزنني قتل القوم لأوس غدرا بعد أن قتلت أبا سفيان على سرجه فتركته ملتزما له لا يستطيع النزول عنه
3 - فلا تجزعي من الجزع وهو أشد الحزن وأم أوس بنت القتيل وأراد بقوله كل حاف وذي نعل الغني والفقير والمعنى لا تحزني يا أم أوس لقتل أبيك

(1/350)


1 - ( قَتَلْنا بِقَتْلاَنا مِنَ الْقَوْمِ عُصْبَةً ... كِراماً ولَمْ نأْكُلْ بِهِمْ حَشَفَ النَّخْل )
2 - ( وَلَوْلاَ الأَسَى ما عِشْتُ في النَّاسِ ساعَةً ... وَلكِنْ إذَا ما شِئْتُ جاوَبني مِثْلي )
وقال أبو حِناك البراءُ بنِ ربعيّ الفقعسي
3 - ( أبَعْدَ بَني أُمِّي الَّذيِنَ تَتابَعُوا ... أُرَجِّي الْحَياةَ أمْ مِنَ الْمَوْتِ أجْزَعُ )
4 - ( ثَمانَيِةٌ كانُوا ذُؤَابَةَ قَوْمِهِمْ ... بِهِمْ كُنْتُ أُعْطِي ما أشَاءُ وأمْنَعُ )
_________
فالموت حتم على جميع الناس غنيهم وفقيرهم
1 - العصبة الجماعة من الرجال والحشف رديء التمر وذكر الحشف ازدراء به والمعنى أننا قتلنا بمن قتل منا جماعة الأبطال ولم نقبل أخذ دية عنهم من تمر ولا غيره
2 - الأسى الحزن والأسى بالضم جمع أسوة وهي ما يتأسى به الحزين والمعنى لولا أني أجد لي مشاركين في الحزن فأقتدي بهم في الصبر لما عشت ساعة لما عندي من الحزن
3 - أبعد بني أمي لفظه لفظ الاستفهام والمراد به التوجع وتتابعوا توالوا بعضهم إثر بعض يتألم من الحياة بعد الموت إخوته ويقول أبعد إخوتي الذين تتابعوا إلى الموت واحدا بعد آخر حتى انقرضوا أرجى الحياة أم أجزع من الموت
4 - ثمانية أي هم ثمانية وضرب الذؤابة مثلا لعزهم وشرفهم وسيادتهم وفي قوله بهم كنت أعطي الخ حذف أي كنت أعطى من أشاء إعطاءه وأمنع من أشاء منعه ومثل هذا الحذف كثير في كلامهم إذا كانت القرائن دالة عليه والمعنى أن إخوتي كانوا ثمانية وكانوا في قومهم أصحاب رفعة ومجد كالذؤابة ليس لها محل إلا الرأس وكنت بهم في عزة أقدر على إعطاء من شئت إعطاءه ومنع من شئت منعه

(1/351)


1 - ( أُولئِكَ إخْوانُ الصَّفاءِ رُزِئْتُهُمْ ... وَما الْكَفُّ إلاَّ إصْبَعٌ ثُمَّ إصْبَعُ )
2 - ( لعَمْرُكَ إِنّي بِالْخَليلِ الَّذِي لَهُ ... عَليَّ دَلاَلٌ وَاجِبٌ لَمُفَجَّعُ )
3 - ( وَإنّي بالْمَوْلى الَّذِي لَيْسَ نافِعي ... وَلا ضَائِري فِقْدَانُهُ لَمُمَتَّعُ )
4و - قال مطيع بن إياس في يحيى بن زياد
_________
1 - رزئت الرزء المصيبة وقوله وما الكف الخ يريد أن الكف بالأصابع تبطش فإذا ذهبت الأصابع بطل عمل الكف أي أني ذللت بعد موتهم وضعفت حتى صرت ككف ذهبت أصابعها والمعنى أني أصبت بفقد إخوتي فأصبحت بعدهم كالكف الخالية من الأصابع لا أقدر على البطش
2 - الذي له الخ معناه له أن يدل وعلى أن أحتمل والدلال والدالة ما تدل به على حميمك وصديقك والمفجع من التفجع وهو أن يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه يقسم أنه أصابته فاجعة عظيمة في أعز أخلائه الذين كان يحتمل دلالهم لمحبته لهم
3 - المولى هنا العشير أو ابن العم والممتع من قولهم متع الله فلانا بفلان أي أبقاه له ليستمتع به وأصله من المد والزيادة يشتكي من فقد من كان يرتجي نفعهم ويعتز بهم وبقاء من لا يضرون ولا ينفعون من بني عمومته
4 - أحد بني كنانة وهو من مخضرمي الدولتين بني أمية وبني العباس ولم يكن من فحول الشعراء وإنما كان ظريفا خليعا حلو العشرة مليح النادرة ماجنا متهما في دينه بالزندقة وكان متصلا بالوليد بن يزيد بن عبد الملك ومتصرفا فأبعده في دولة بني أمية ثم اتصل في دولة بني العباس بجعفر بن أبي جعفر المنصور قال محمد بن حبيب سألت رجلا من أهل الكوفة عن مطيع بن إياس وكان صاحبا له فقال لا أود أن تسألني عنه

(1/352)


1 - ( يَا أهْلِ بَكُّوا لِقَلبيَ القَرِحِ ... وَللدُّمُوعِ السَّوَاكِبِ السُّفحِ )
2 - ( رَاحُوا بِيَحْيَى وَلوْ تُطاوِعُني الأَقْدَارُ ... لَمْ تَبْتكِرْ وَلَمْ تَرُحِ )
3 - ( يا خَيرَ مَنْ يَحْسُنُ البُكاءُ لهُ الْيوْمَ ... وَمَنْ كانَ أمْس لِلْمِدَحِ )
4 - ( قَدْ ظَفِرَ الْحُزْنُ بالسُّرُورِ وَقَدْ ... أُدِيلَ مَكْرُوهُنا مِنَ الفَرَحِ )
_________
قلت ولم قال وما سؤالك عن رجل إذا حضر ملك وإذا غاب عنك شاقك وإذا عرفت بصحبته فضحك وكان مطيع من أهل الكوفة نديما ليحيى بن زياد لا يكادان يفترقان وكان لمطيع صديق يقال له عمر بن سعيد فلما مات رثاه مطيع بهذه الأبيات
1 - يا أهل أصله يا أهلي حذفت منه الياء ويقال بكاه بالتشديد بكى عليه ورثاه وبكاه على الميت تبكية هيجه للبكاء وإنما قال بكوا لأن التشارك أدل على تعظيم الفجيعة وتجليل المصيبة والقرح الجريح والسفح جمع سفوح من قولهم سفح الدمع يسفحه أرسله وسفح الدمع يسفح انصب يريد شاركوني في البكاء وساعدوني عليه فإن قلبي تقرح ودمعي تحدر وانسكب كأنه يذهب إلى أنه قلبه تفطر وفسد ودمعه نفد وذهب فلم يجد لديه قلبا ولا دمعا فهو يطلب المعونة من أهله والمشاركة في البكاء
2 - راحوا به أي ذهبوا به والمعنى ذهبوا بيحيى إلى القبر ولو كانت الأقدار طوع أمري لتركته فلم يفارقني غدوا ولا عشيا
3 - المعنى أنه اليوم أحسن إنسان يستحق البكاء لعزته ومجده وقد كان في حياته أحق الناس بالمدح
4 - قد ظفر الحزن بالسرور هذا هو الكلام الذي يروقك حسنه ويبهرك جماله ورونقه ويذهب معناه إلى نفسك طائعا غير مكره وأديل من الدولة وهي انقلاب الزمان وقوله من الفرح من للبدل وأراد بالفرح ما يفرح به

(1/353)


وقال أيضاً
1 - ( قُلْتُ لِحنانَةٍ دَلُوحِ ... تَسُحُّ مِنْ وَابِلٍ سَحُوحِ )
2 - ( أُمِّي الضَّريحِ الَّذِي أُسَمّى ... ثُمَّ اسْتَهِلّي عَلى الضَّرِيحِ )
3 - ( ليْسَ مِنْ العَدْلِ أنْ تَشِحّي ... عَلى فَتىً لَيْسَ بالشحِيحِ )
4و - قال أشْجعُ بن عَمرو السُّلمي
5 - ( مَضَي ابْنُ سَعيدٍ حينَ لَمْ يَبْقَ مَشْرِقٌ ... وَلا مَغْرِبٌ إلاّ لهُ فيهَ مَادِحُ )
_________
والمعنى قد غلب الحزن السرور فخلفت دولته دولته وتحولت الحال من هناء إلى كدر
1 - الحنانة هنا السحابة فيها رعد كأنها تحن به إلى شيء ودلوح ثقيلة بما فيها من الماء وتسح تنصب وسحوح كثير الانصباب والمعنى قلت للسحابة ذات الرعد الكثيرة الماء التي تصب مطرا كثير الانصباب
2 - أمي اقصدي والضريح الحفرة في وسط القبر واستهلي صبي والمعنى اقصدي القبر الذي أسمى لك صاحبه ثم صبى عليه
3 - المعنى ليس من العدل أن تبخلي أيتها السحابة بمائك على فتى لم يكن بخيلا بأعز شيء عليه
4 - هو من ولد الشريد بن مطرود السلمي وكان يكنى أبا الوليد شاعر إسلامي عباسي نشأ بالبصرة وقال الشعر وأجاد فيه حتى عد من الفحول وكان الشعر يومئذ في ربيعة واليمن ولم يكن لقيس شاعر فلما نجم أشجع وقال الشعر افتخرت به قيس وانقطع إلى البرامكة ومدحهم واختص بجعفر فأصفاه مدحه فأعجب به جعفر ووصله إلى الرشيد ومدحه فأعجب به أيضا وأمده بالمال فأثرى وحسنت حاله في أيامه وتقدم عنده وله فيه المدائح المختارة والقصائد السائرة
5 - المعنى مات ابن سعيد بعد أن خلد له جميل الذكر في المشارق والمغارب

(1/354)


1 - ( وَما كُنْتُ أدْرِي مَا فَوَاضِلُ كَفِّهِ ... عَلى النَّاسِ حَتَّى غَيّبَتْهُ الصَّفائِحُ )
2 - ( فأصْبحَ فِي لَحْدٍ مِنَ الأرْضِ مَيِّتاً ... وكانَتْ بِهِ حَيًّا تَضِيقُ الصَّحَاصِحُ )
3 - ( سَأبْكيك مَا فَاضتْ دُمُوع فَإِنْ تَغِضْ ... فَحَسْبُكَ مِنِّي ما تُجِنُّ الْجَوانِحُ )
4 - ( فَما أنَا مِنْ رُزْءٍ وَإنْ جَلَّ جَازِعٌ ... وَلاَ بِسُرُورٍ بَعْدَ مَوْتِكَ فَارحُ )
5 - ( كأنْ لَمْ يُمْت حَيٌّ سَواكَ وَلَمْ تَقُمْ ... عَلى أحَدٍ إلاَ عَلَيْكَ النَّوَائِحُ )
6 - ( لَئِنْ حَسُنَتْ فيكَ الْمَرَاثِي وَذِكْرُهَا ... لَقَدْ حَسُنَتْ مِنْ قَبْلُ فِيكَ الْمَدَائحُ )
_________
وترك جميع أهل الدنيا مداحا له
1 - الفواضل جمع فاضلة وهي ما يفضل من ندى الكف والصفائح أحجار عراض تغطي بها القبور والمعنى ما كنت أعلم ماله من مكارم وعطايا أيام حياته فلما مات وظهر البؤس على من كانوا مغمورين بنعمه اتضح كرمه
2 - الصحاصح جمع صحح المكان المستوي والمعنى أنه أصبح في جزء صغير من الأرض بعد موته مع أن فيا فيها كانت تضيق بماله من إحسان وإنعام في حال حياته فكأنها كانت تضيق به
3 - الجوانح الضلوع سميت بذلك لأن فيها ميلا والمعنى سأديم البكاء عليك مدة فيضان دموعي فإن تذهب فيكفيك ما تكنه ضلوعي من اللوعة والأسى يريد أن حزنه لا ينقطع
4 - الرزء المصيبة والمعنى أن مصيبتي فيك عظيمة فلست أجزع لما يصيبني بعدها وإن عظم ولا أفرح بما أنال من المسرات
5 - كأن مخففة من الثقيلة والنوائح جمع نائحة يقول كأنه لم يمت أحد سواك من قبلك ولا من بعدك فلا يجد الإنسان سلوة به عنك وكأن النوائح لا تنوح إلا عليك لعظم المصيبة بك
6 - المعنى أنت ذو محاسن في حياتك وبعد موتك ولهذا حسنت فيك المراثي والمدائح

(1/355)


1 - قال يحيى بن زياد الحارثي
2 - ( نَعَى نَاعِيَا عَمْرٍو بِلَيْلٍ فأسْمَعَا ... فَرَاعَا فُؤَاداً لاَ يَزَالُ مُزَوَّعاَ )
3 - ( وَما دَنِس الثَّوْبُ الَّذِي زَوَّدُوكَهُ ... وَإنْ خَانَهُ رَيْبُ الْبِلَى فَتَقَطَّعا )
4 - ( دَفَعْنا بِكَ الأَيَّامَ حَتىَّ إذا أتَتْ ... تُرِيدُكَ لَمْ نَسْطِعْ لَها عَنْكَ مَدْفَعا )
5 - ( مَضَى فَمَضَتْ عَنِّي بِهِ كُلُّ لَذَّةٍ ... تَقَرُّ بِها عَيْنَايَ فانْقَطَعَا مَعا )
6 - ( مَضَى صَاحِبيِ واسْتقْبلَ الدَّهْرُ مَصْرَعِي ... ولاَ بُدَّ أنْ ألْقَي حَمامِي فأُصْرَعا )
_________
1 - يكنى أبا الفضل وهو خال أبي العباس السفاح شاعر مقل ماجن خليع يرمي بالزندقة ولاه أبو جعفر المنصور على الأهواز برجاء من ابنه المهدي قال سألت أبي أن يولي يحيى بن زياد عملا فلم يجبني وقال إنه خليع ماجن متخرق في النفقة فقلت إنه قد تاب وأناب ونضمن عنه ما تحب فولاه الأهواز
2 - النعي الخبر بالموت وقوله فأسمعا حذف مفعولاه لأن المراد أسمعا الناس نعيه وإنما حذفهما لأن الإيهام في هذا المقام أبلغ والروع الفزع وإنما قال مروعا إيذانا بأن ذلك الروع لا إفاقة منه أو بأن المصائب كثرت في عشيرته والمعنى أخبر شخصان بموت عمرو ليلا فأسمعا الناس كلهم نعيه فأفزعا أفئدتهم التي لا تزال مروعة لكثرة ما حصل في العشيرة من المصائب
3 - المعنى لم يتسخ كفنك الذي كفنوك به لطهارتك وإن خانه ريب البلى فقطعه ومزقه يريد إن مضيت إلى سبيلك فقد ذهبت طاهرا غير مدنس بنقيصة ولا ملوث بعار
4 - المعنى كنت لنا حافظا من حوادث الأيام حتى إذا أرادتك بالموت لم نستطع أن ندفعها عنك
5 - المعنى ذهب فذهبت عني كل لذة أسر بها فكان ذهاب اللذات مع ذهابه
6 المضى أهلك الدهر صاحبي

(1/356)