صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)
[ ديوان الحماسة |
1 - قال أبو صَعْتَرَةَ البُولانيُّ (1/425)
2 - ( زكَيْرَةُ وَابْنا أُمِّهِ الْهَمُّ وَالْمُنَى ... وَفي الصَّدْرِ مِنْهُمْ كُلَّما غِبْتُ هَاجِسُ )
3 - ( أُوَدُّهُمُ وُدًّا إذَا خَامَرَ الْحَشَا ... أضَاءَ عَلى الأضْلاَعِ وَاللَّيْلُ دَامِسُ )
4 - ( بَنُو رَجُلٍ لَوْ كانَ حَيًّا أعَانَنِي ... عَلى ضُرِّ أعْدَائِي الَّذِينَ أُمارِسُ )
وقال الغَطَمَّشُ من بني شقرة بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن ضبة
5 - ( ألاَ رُبَّ مَنْ يَغْتابُنِي وَدَّ أنَّني ... أبُوهُ الَّذِي يُدْعَى إلَيهِ ويُنْسَبُ )
6 - ( عَلى رِشْدَةٍ مِنْ أُمِّهِ أوْ لِغَيَّةِ ... فَيَغْلِبَها فَحْلٌ عَلى النَّسْلِ مُنْجِبُ )
_________
أثفية وهي أحد أحجار القدر والمعنى أننا وجدنا وعظمتك أهون الأموال ما يذبح ويطبخ فهلاك المال سهل وإنما العظيم الصعب هلاك الرجال
1 - هذا الشعر يرثي به أولاد أخيه وكان قد توفي والدهم فصار كافلهم فماتوا فقال هذه الأبيات
2 - الهاجس ما يخطر بالبال يقول هم الذين أهتم لهم وأتمنى خيرهم وبقاءهم وفي صدري لهم هاجس من الهم والحزن
3 - خامر خالط والدامس المظلم وإنما قال ذلك لأن الشيء إذا أشرق بالليل فهو بالنهار أولى والمعنى أن ودي لهم ود إذا فرض استقراره في القلب كان مشرقا على الإضلاع في الليل المظلم
4 - المعنى أن بني أخي أولاد رجل لو كان حيا لأعانني على دفع الأعداء الذين طالما أمارسهم
5 - المعنى رب رجل يأكل لحمي بظهر الغيب ويتنقصني ومع ذلك يتمنى أن أكون أباه الذي ينسب إليه وإنما يحمله على ذلك الحسد والبغضاء
6 - على يتعلق بقوله أنني أبوه كأنه يريد ود أبوته له على رشدة والرشدة اسم الهيئة في الرشاد والغية
1 - ( فَبالْخَيْرِ لاَ بالشَّرِّ فَارْجُ مَوَدَّتِي ... وَأيُّ امْرِئٍ يَقْتالُ مِنْهُ التَّرَهُّبُ ) (1/426)
2 - ( أقُولُ وقَدْ فاضَتْ لِعَيْنِيَ عَبْرَةٌ ... أرَى الأرْضَ تَبْقَى وَاْلأَخِلاَّءَ تَذْهَبُ )
3 - ( أخِلاَّءِ لوْ غَيْرُ الْحِمامِ أصَابَكُمْ ... عَتَبْتُ وَلكِنْ ما عَلى الدَّهْرِ مَعْتَبُ )
4و - قالت امرأة
_________
نقيض الرشدة والمعنى أنه تمنى كوني أبا له لرشدة أو لغية فيغلب على الشبه فحل إذا ولد له كان الولد منجبا ويعني بالفحل نفسه أي يتمنى أن أكون أباه سواء أكان من حلال أم من حرام
1 - فارج مودتي يريد به أنه إذا أراد أن ينال مودته ويكتسبها فلا يرجوها إلا بالخير وقوله وأي امرئ يقتال منه أي يحتكم عليه والترهب التخوف أي وأي امرئ تطلب مودته على الرهبة منه والمعنى أنك إذا رغبت في مودتي فلا تأمل مودتك لي إلا بالخير لأن المرء إذا كان ذا حمية وبأس لا تنال محبته ومودته على الرهبة منه ويأبى أن يحتكم عليه من يخيفه ويوعده
2 - الإخلاء جمع خليل وهو الصديق
3 - الحمام الموت ومعنى البيتين أقول وعيني منهملة بالدموع أرى الإخلاء تفنيهم الأرض وهي باقية يا أخلائي لو كان ما أصابكم غير الموت لعتبت عليه ولكن لا عتاب على الزمان لأنه لا يسترد منه ما أخذه
4 - قال أبو رياش والذي عندي أن هذين البيتين من أبيات لمحمد بن بشير أحد بني الخارجية وهم من غزوان بن عمرو بن قيس عيلان يرثي بها أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة أحد أذواد الركب وكان أبو عبيدة بن عبد الله يفضل على محمد بن بشير فلما مات دعاه عبد الله بن حسن فقال له إن هندا قد جزعت على أبيها فقل أبياتا تسليها بهن عنه فقال قد قلت فقال قم فادخل إليها فدخل
1 - ( ألاَ فَاقْصِري مِنْ دَمْعِ عَيْنَيكِ لَنْ ترَيْ ... أباً مِثْلهُ تَنْمِي إلَيهِ الْمَفاخِرُ ) (1/427)
2 - ( وَقدْ عَلِمَ الأقْوَامُ أنَّ بَناتِهِ ... صَوادِقُ إذْ يَنْدُبْنَهُ وقَواصِرُ )
3و - قال القُلاَخُ
4 - ( سقَى جَدَثاً وَأرَى أرِيبَ بْنَ عَسْعَسٍ ... مِنَ الْعَيْنِ غَيْثٌ يَسْبِقُ الرَّعدَ وَابِلُهْ )
5 - ( ملِثٌّ إذَا ألْقَى بِأرْضٍ بَعَاعَهُ ... تَغمَّدَ سَهْلَ الأرْضِ مِنهُ مَسَايِلُهْ )
_________
وهو معه فقال
( إذا ما ابن زاد الركب لم يمس بائتا ... قفا صفر لم يقرب الفرش واتر )
( فقومي اضربي يا هند عينيك لن تري ... أبا مثله تنمي إليه المفاخر )
( وكنت إذا ما شئت سنيت والدا ... يزين كما زان اليدين الأساور )
وقد علم الأقوام البيت
1 - أقصري أي كفي وتنمي تنتهي والمعنى ألا كفي عن البكاء حيث لا يفيد إذ لا قدرة لك على رد أب تنتهي المفاخر إليه
2 - قواصر عاجزات والمعنى لقد علم كل الناس أن بناته يكثرن من الندبة عليه وهن محقات في ذلك لكنهن في قصور لعظم المصيبة به وامتناع تحصيل ما فات
3 - قال أبو هلال في الشعراء ثلاثة يقال لهم القلاخ أحدهم القلاخ الراجز بن حزن بن جناب بن منقر والآخر القلاخ بن زيد أحد بني عمرو ابن مالك والثالث القلاخ العنبري أحد بني العنبر والمراد هنا القلاخ بن حزن المنقري وهو شاعر إسلامي مجيد مقل
4 - وارى ستر وأريب اسم رجل والعين اسم لما بين قبلة العراق ومغيب الشمس والمعنى ادعوا لقبر ستر أريب بن عسعس أن يسقي من الموضع الذي بين قبلة العراق ومغيب الشمس غيثا يسبق وابله الرعد
5 - ملث أي دائم وبعاعه ثقله وتغمد عم والمسايل
1 - ( فَمَا منْ فَتًى كُنَّا مِنَ النَّاسِ وَاحِداً ... بهِ نَبْتَغي مِنهُمْ عَمِيداً نُبادِلُهْ ) (1/428)
2 - ( ليوْمِ حِفاظٍ أوْ لِدَفْعِ كَرِيهَةٍ ... إذَا عَيَّ بِالْحِمْلِ الْمُعَضِّلِ حَامِلُهْ )
3 - ( وذِي تُدْرَ إِمَا اللَّيْثُ فِي أصْلِ غابهِ ... بِأشْجَعَ مِنهُ عِنْدَ قِرْنٍ يُنازِلُهْ )
4 - ( قَبَضْتَ عَلْيهِ الْكَفَّ حَتَّى تُقيدَهُ ... وحَتَّى يَفِي لِلْحَقِّ أخْضَعَ كاهِلُهْ )
5 - ( فَتًى كَانَ يَسْتَحْيي ويَعْلَمُ أنَّهُ ... سَيَلْحَقُ بِالْمَوْتَى ويُذْكَرُ نائِلُهْ )
_________
جمع مسيل وهو الذي يجري منه السيل والمعنى إن هذا المطر يكون دائما حتى أنه إذا ألقى ثقله على الأرض عم مجاري مائه وجهها وجميع الأودية
1 - من زائدة ومن الناس صفة للفتى ونبادله نطلب عوضا عنه والضمير في به عائد إلى الفتى والمعنى ليس بعده في الناس من يسد مسده في الرئاسة والسياسة فلو وجد لاستبدلناه به ولكنه لم يوجد وهذا البيت فيه تقديم وتأخير تقديره فما من الناس فتى كنا نبتغي منهم واحدا عميدا نبادله به
2 - تعلق ليوم بنبادله وعى به عجز عنه والمعضل المضيق والحفاظ المحافظة والمعنى وأين الذي نبادله به ليوم المحافظة على الحسب محافظة الكرام أو ليوم الحرب إذا عجز بالحمل المضيق حامله أي ليس للشدائد سواه
3 - تدرإ من الدرء وهو الدفع الشديد والغاب موضع الأسد الذي يألفه والمعنى ورب رحل ذي دفع شديد ليس الأسد في غابه أقوى قلبا منه عند نظير له في بأسه وشدته ينازله
4 - قبضت عليه جواب رب وكاهله مرفوع بيفي والأخضع الذي في عنقه انخفاض وهو منصوب على الحال وأقاد القاتل بالقتيل أي قتله به والمعنى ورب رجل صفته ما تقدم كنا نحبسه ونأسره حتى نأخذ منه القود بأن نقتله أو يذعن لنا
5 - المعنى أنه فتى كان كثير الحياء
وقال الضَّبيّ (1/429)
1 - ( أَأُبَيُّ لاَ تَبْعَدْ ولَيْسَ بِخَالِدٍ ... حَيٌّ ومَنْ تُصِبِ الْمَنُونُ بَعيدُ )
2 - ( أأُبَيُّ إنْ تُصْبِحْ رَهِينَ قَرارَةٍ ... زَلْخِ الْجَوَانِبِ قَعْرُها مَلْحُودُ )
3 - ( فَلَرُبَّ مَكْرُوبٍ كَرَرْتَ وَراءَهُ ... فَمَنَعْتَهُ وبَنُو أبِيهِ شُهُودُ )
4 - ( أنَفاً وَمحْمِيَةً وَأنَّكَ ذَائِدٌ ... إذْ لاَ يَكادُ أخُو الْحِفَاظِ يَذُودُ )
5 - ( وَلَرُبَّ عَانٍ قَدْ فَكَكْتَ وَسائِلٍ ... أعْطَيْتَهُ فَغَدَا وَأنْتَ حَمِيدُ )
_________
حتى أنه إذا وقف ببابه المحتاج لا يرده خائبا علما منه أنه سيموت وذكر جوده يخلد
1 - لا تبعد دعاء للميت للاحتياج إلى حياته والمنون الموت والمعنى يا أبي لا بعدت فإني محتاج إلى حياتك لكني جازم بأنه لا خلود للحي وإنما علمت أن من يصبه الموت فهو في غاية من البعد
2 - القرارة هنا القبر وزلخ أي مزلة أو زال وملحود من قولهم لحد القبر عمل له لحدا
3 - كررت وراءه دافعت عنه ومنعته وقيته وحفظته يقول يا أبي إن تصبح رهين ذلك القبر المزلخ الجوانب بعيد العمق فكثيرا ما دافعت عن المكروب وحميته وبنو أبيه شهود لا يستطيعون أن يدافعوا عنه ويحفظوه من الأعداء
4 - نصب أنفا ومحمية على المفعول له والذائد المدافع يقول إن ذلك المنع كان منك حمية وأنفة أن يلحق ذلك المكروب ضيم وكان من عادتك أنك تحمي من احتمي بك حين لا يستطيع ذو المحافظة والغضب أن يدفع غائلة أو ينجي من ملمة
5 - العاني الأسير يقول وكثيرا ما فككت الأسير وأغثت الفقير وأعطيت السائل فرجع وهو راض عنك شاكر لفضلك حامد لك
1 - ( يُثْنِي عَليْكَ وَأنْتَ أهْلُ ثَنائِهِ ... وَلَدَيْكَ إمَّا يَسْتَزِدْكَ مَزيدُ ) (1/430)
وقال عِكْرِشَةُ أبو الشَّغْبِ يرثي ابنه شَغَبَا
2 - ( قَدْ كانَ شَغْبٌ لوْ أنَّ اللهَ عَمَّرَهُ ... عِزًّا تزَادُ بهِ في عِزِّها مُضَرُ )
3 - ( فارَقْتُ شَغْباً وقدْ قوَّسْتُ مِنْ كِبَرٍ ... لَبِئْسَتِ الْخَلَّتانِ الثُّكْلُ وَالْكِبَرُ )
4 - ( ليْتَ الْجِبالَ تَدَاعَتْ عِنْدَ مَصْرَعِهَ ... دَكًّا فلَمْ يَبْق مِنْ أرْكانِها حَجَرُ )
وقال آخر يرثي ابنه
5 - ( لِلَّهِ دَرُّ الدَّافِنيكَ عَشِيَّةً ... أمَا رَاعَهُمْ مَثْوَاكَ في القَبْرِ أمْرَدَا )
_________
1 - إما أصله أن الشرطية أدغمت في ما الزائدة يقول وينصرف عنك ذلك السائل ناطقا بالثناء عليك وأنت لثنائه أهل وإن استزادك فلديك مما يطلب مزيد وسعة
2 - المعنى لو أن الله عمر ابني شغبا لأضحى في عزة وكان لمضر مزيد عز على عزها
3 - قوست انحنيت والخلتان الخصلتان والثكل فقدان الولد والمعنى فارقت شغبا عند منتهى سنى وانحناء ظهري فبئست الخلتان فقد الولد وكبر السن
4 - ألدك الهدم والتسوية والمعنى تمنيت وقت موته لو أن الجبال دكت فلم يبق من أركانها حجر واستوت بالأرض
5 - لله در الدافنيك هذه الكلمة تستعمل في التعجب والدافنيك الذين يدفنونك وقوله أما راعهم أما بمعنى ألا وراعه كذا أفزعه ومثواك إقامتك وأمردا منصوب على الحال والمعنى أني أتعجب من الذين يدفنونك بالعشي في قبرك أما أفزعتهم إقامتك في لحدك وأنت أمرد ولا شيء معك ولا أنيس لك
1 - ( مُجَاوِرَ قَوْمٍ لاَ تزَاوُرَ بَيْنَهُمْ ... وَمنْ زَارَهُمْ في دَارِهِمْ زَارَ هُمَّدَا ) (1/431)
2و - قال لبيد
3 - ( لَعَمْرِي لَئِنْ كانَ المُخَبِّرُ صَادِقاً ... لقَدْ رُزِئَتْ في حَادِثِ الدَّهْرِ جَعْفرُ )
4 - ( أخاً لَي أمَّا كُلُّ شَيءٍ سَألْتُهُ ... فَيُعْطِي وَأمَّا كُلَّ ذَنْبٍ فيغْفِرُ )
_________
1 - الهمد الخامدون والمعنى وأنت أيضا مجاور قوم أموات لا يزور بعضهم بعضا ومن زارهم في دارهم زار أشباحا لا يحسون
2 - هو ابن ربيعة بن عامر بن مالك أحد بني عامر بن صعصعة شاعر معمر مخضرم معدود في فحول الشعراء المجيدين وفد على النبي مع قومه بني جعفر ابن كلاب فأسلم وحسن إسلامه وعاش حتى أدرك معاوية بن أبي سفيان وهو ملك وكان فارسا أيام الجاهلية ولم يقل شعرا في الإسلام إلا بيتا أو بيتين ونزل الكوفة أيام عمر بن الخطاب فأقام بها ومات هناك وفي الشعراء من تسمى بلبيد غيره فمنهم لبيد بن عطارد ومنهم لبيد بن أزنم أحد بني عبد الله بن غطفان وبهذا الشعر يرثي لبيد أخاه أربد وكان النبي دعا عليه هو وعامر بن الطفيل فأصابت أربد صاعقة فأهلكته فأخبر بذلك لبيد فقال هذه الأبيات
3 - رزئت أصيبت وجعفر أراد بنو جعفر وهم رهطه وقوله لئن كان المخبر صادقا هو قد علم صدق الحديث لكنه لاستعظامه للنبأ رجع على المخبر بالتكذيب وأدخل الشك على المسموع والمشهود
4 - أخا مفعول رزئت ومعنى البيتين أقسم لئن كان الذي أخبرني بهلاك أخي صادقا فلقد أصيبت قبيلتي بفقد أخ لي كان يعطي السائل ويصفح عن المجرم
1 - ( فإن يَكُ نَوْءٌ مِنْ سَحابٍ أصَابَهُ ... فقَدْ كانَ يَعْلُو في اللِّقَاءِ وَيَظْفَرُ ) (1/432)
2و - قالت زَينبُ بنتُ الطَّثَريَّةِ ترثي أخاها يَزيد بن الطَّثَريَّةِ
3 - ( أرَى الأَثْلَ مِنْ بَطْنِ الْعَقيقِ مَجَاوِري ... مُقِيماً وَقدْ غَالتْ يَزيدَ غَوَائِلُهْ )
_________
1 - النوء أصله النجم مال إلى الغروب والمراد به هنا الصاعقة التي أصابته وقوله فقد كان يعلو في اللقاء أي يسمو على غيره في الحرب يقول فإن تك قد أصابت أخي صاعقة من السماء فلقد كان شجاعا مظفرا
2 - واسم أبيها الصمة أحد بني سلمة الخير بن قشير والطثرية أمها وهي شاعرة محسنة مجيدة من شعراء الإسلام وهي أخت يزيد بن الطثرية الشاعر المفلق الغزل المجيد وكان يزيد قد قتل في خلافة بني العباس قتلته بنو حنيفة بن لجيم وذلك أن بني حنيفة أغارت على طائفة من بني عقيل معهم رجل من بني قشير جار لهم فقتل القشيري ورجل من بني عقيل واطردت بنو حنيفة إبل بني عقيل فجاء الصريخ قومهم فلحقوا القوم فقاتلوهم فقتلوا من بني حنيفة رجلا وعقروا أفراسا ثلاثة من خيلهم وانصرف بنو حنيفة ثم إن بني عقيل لبثوا سنة فانحدرت منتجعة من بلادها إلى بلاد بني تميم فذكر ذلك لبني حنيفة وحذر العقيليون منهم وأتتهم النذر من نمير فانكشفوا وجمعوا جمعا لغزو بني حنيفة فالتقوا بالعقيق والتحم بينهم القتال وفي الأثناء نشب ثوب يزيد بجزل حطب فانقلب عن فرسه وضربه بنو حنيفة بسيوفهم فقتلوه فقالت أخته زينب ترثيه بهذه الأبيات
3 - الأثل شجر وعقيق واد ببلاد بني عقيل مما يلي اليمامة وغاله أهلكه ومجاوري صفة لبطن العقيق ومقيما مفعول ثان لأرى والمعنى أني أرى الأثل من بطن العقيق المجاور لي مقيما على حاله لم يتغير
1 - ( فَتًى قُدَّ قَدَّ السَّيْفِ لاَ مُتَضائلٌ ... ولاَ رَهِلٌ لَبَّاتُه وَأباجِلُهْ ) (1/433)
2 - ( إذَا نَزَلِ الأَضْيافُ كانَ عَذَوَّراً ... عَلى الْحَيِّ حَتَّى تَسْتَقِلَّ مَرَاجِلُهْ )
3 - ( مَضَى وَوَرِثْناهُ دَرِيسَ مُفاضةٍ ... وأبْيَضَ هِنْدِيًّا طَوِيلا حَمائلُهْ )
4 - ( وَقَدْ كانَ يُرْوِي الْمَشْرَفِيَّ بِكَفِّهِ ... وَيبْلُغُ أقْصَى حَجْرِةِ الْحَيِّ نائُلهْ )
5 - ( كَرِيمٌ إذا لاَقَيْتَهُ مُتَبَسِّماً ... وَإمَّا تَوَلَّى أشْعَثُ الرَّأسِ جافِلُهْ )
_________
جزعا على فقد أخي وقد أهلكت يزيد حوادث الدهر
1 - متضائل من الضؤلة وهي الدقة في الأصل وهو هنا كناية عن الذل والضعف والرهل المسترخي والأباجل العروق والمعنى أن الغوائل غالت فتى مستقيم القامة غير ذليل ولا ضعيف ولا مسترخي اللبات والعروق
2 - العذور السيئ الخلق والمرجل القدر العظيمة والمعنى أنه كان سيئ الخلق على أهله عند نزول الأضياف بساحته حتى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم لهم ثم يعود إلى خلقه الأول
3 - الدريس الدرع البالي وهو مفعول ثان لورث والمفاضة الواسعة وأبيض يعني سيفا مجلوا والمعنى أنه أنفق ماله فيما نشر له حمدا فلم يكن ميراثه إلا درعا واسعة بالية وسيفا طويل الحمائل يلبسه طويل القامة
4 - المشرفي السيف والحجرة الناحية والنائل العطاء والمعنى أنه كان شديد البأس عظيم النكاية في الأعداء ويبلغ أقصى ناحية الحي عطاؤه
5 - كريم أي هو كريم وأشعث مغبر الشعر متلبد وجافله من قولهم جفل الشعر جفولا شعث وأغبر فهو جافل والمعنى أنك إذا لقيته راضيا ساكتا لاقيت منه طلعة الكرام وأفعالهم وإن أعرض عنك وولى وجدته أغبر الرأس كثير الشعر لا يهمه أمر نفسه في اللباس والطعام وإنما همه الغزو والسعي في
1 - ( إذا الْقوْمُ أمُّوا بَيْتَهُ فهْوَ عامِدٌ ... لأَحْسَنِ مَا ظَنُّوا بهِ فَهْوَ فاعِلهْ ) (1/434)
2 - ( تَرَى جازِرَيهِ يُرْعَدَانِ وَنارُهُ ... عَلَيْها عَدَامِيلُ الْهَشِيمِ وَصامِلُهْ )
3 - ( يَجُرَّانِ ثِنْياً خَيرُهَا عَظْمُ جارِهِ ... بَصيراً بِها لَمْ تَعْدُ عَنْها مَشاغِلُهْ )
4و - قال أبو حكيم المري يرثي ابنه حكيما
5 - ( وَكُنْتُ أُرَجِّي مِنْ حَكِيمٍ قِيامَهُ ... عَليَّ إذَا مَا النَّعْشُ زَالَ ارْتَدَانِيا )
_________
إصلاح أمر العشيرة
1 - أموا قصدوا والمعنى أن طوائف الرجال إذا قصدوا بيته استقبلهم بأكمل ما يكون من ظنونهم به في الإحسان إليهم وتحمل ما يثقل عليهم وتدبير ما يدهمهم
2 - الجازر الناحر والعدمل القديم والصامل اليابس والهشيم اليابس المهشوم والمعنى أنه يطعم الناس في الشتاء والجدب ولذا ترى جازريه يرتعدان خوفا منه لاستعجاله إياهما والنار توقد بيابس الحطب وقديمه ومهشومه
3 - الثنى من النوق ما ولدت بطنين وخيرها عظم جاره يريد أن خير عظم فيها يهديه إلى جاره وبصيرا حال من ضمير عامل محذوف يرجع إلى المرثي ولم تعد لم تصرف أي لم يشغله عنها ضنه بها والمعنى أن الجازرين يجران ناقة وهو يختار خير ما فيها من العظم يهديه لجاره مع كونه بصيرا بها ولا يصرفه شاغل عنها ولا ضنه بها
4 - وكان أبو حكيم هذا قد قال
( يقر بعيني وهو يقصر مدتي ... مرور الليالي أن يشب حكيم )
( مخافة أن يغتالني الموت دونه ... ويغشى بيوت الحي وهو يتيم )
فلما مات حكيم رثاه بهذه الأبيات
5 - أرجي أرجو والنعش شبيه بالمحفة كان يحمل عليه الملك إذا مرض ثم كثر حتى سمى الذي يحمل فيه الميت نعشا
1 - ( فَقُدِّمَ قَبْلي نَعْشُهُ فارْتَدَيْتُهُ ... فَيا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ رِدَاءِ عَلاَنِيا ) (1/435)
2و - قال مُنْقِذٌ الهِلاَلِيُّ
3 - ( الدَّهْرُ لاَءَمَ بَينَ أُلْفَتِنا ... وَكذَاكَ فَرَّقَ بَيْنَنا الدَّهْرُ )
4 - ( وَكذَاكَ يَفْعَلُ فِي تَصَرُّفِهِ ... وَالدَّهْرُ لَيْسَ ينَالُ وِتْرُ )
5 - ( كُنْتُ الضَّنينَ بِمَنْ أصِبْتُ بِه ... وَسَلَوْتُ حِينَ تَقادَمَ الأمْرُ )
6 - ( وَلخَيْرُ حَظِّكَ فِي المُصِيبَةِ أن ... يَلْقاكَ عِنْدَ نُزُولِها الصَّبْرُ )
_________
وارتداني حملني على عاتقه في موضع الرداء
1 - ويح كلمة تستعمل في الرحمة ضد ويل ومعنى البيتين كنت أرجو من ابني حكيم أن يقوم على جثتي بعد موتي ويحمل نعشي على منكبه فتقدمني في الموت فحملت نعشه عوضا عن أن يحمل نعشي فيا رحمتاه لنفسي من شدة جزعها على ذلك الميت المحمول على منكبي
2 - اعلم أن في بني هلال شاعرين كلاهما يسمى منقذ الأول منقذ بن بدر الهلالي كان أيام نصيب الأكبر مولى بني مروان والثاني منقذ ابن عبد الرحمن الهلالي كان أيام مطيع بن إياس في دولة بني العباس ولا أدري أيهما أراد أبو تمام وكلاهما شاعر إسلامي مقل
3 - لاءم ألف والألفة بالضم اسم من الائتلاف وهو الاجتماع ومعنى وكذاك فرق الخ أي كما جمع الدهر بيننا ولاءم كذلك فرق
4 - موضع كذاك مفعول لقوله يفعل والمعنى وهو في تصاريفه فعال مثل ما فعل بنا يهب ويرتجع ويوتر غيره ولا يوتر
5 - الضنين البخيل والمعنى كنت البخيل بمن أصبت به فلما تقادم العهد بيننا سلوت عنه حتى كأنا لم نجتمع
6 - المعنى أن خير حظك فيما تصاب به أن يتلقاك الصبر عند الصدمة الأولى
1 - ( وقالت مَيَّةُ ابنةُ ضِرار الضَّبّيةُ ترثي أخاها قَبيصةَ بنَ ضِرَار ) (1/436)
2 - ( لاَ تَبْعَدَنَّ وكُلُّ شَيء ذَاهِبٌ ... زَيْنَ الْمَجالِسِ والنَّدِيِّ قَبِيصا )
3 - ( يَطْوِي إذَا مَا الشُّحُّ أبْهَمَ قُفْلَهُ ... بَطْناً مِنَ الزِّادِ الْخَبِيثِ خمِيصا )
وقال عِكْرَشَةُ العَبْسِيُّ يرثي بنيه
4 - ( سقى اللهُ أجْدَاثاً وَرَائي تَرَكْتُها ... بِحاضِرِ قنَّسْرِينَ مِنْ سَبَلِ الْقَطْرِ )
_________
1 - وقبيصة بن ضرار الضبي كان أحد الفرسان المشهورين عند العرب وكان مع قومه يوم الكلاب الثاني يوم اجتمع بنو الحرث بن كعب وكان قائدهم عبد يغوث بن صلاءة الحارثْي وغزا بني تميم فظفرت به بنو تميم وقتلوه وكان ذلك في الجاهلية قبل الإسلام بقليل
2 - وكل شيء ذاهب هذا تسل وتصبر أي قالت متوجعة لا تبعدن ثم عقبته بالتسلي فقالت وكل حي منا سيذهب ويموت وزين المجالس منادى حذف منه حرف النداء والندى مكان اجتماع الناس وقبيص عطف بيان على لفظ زين المنادى والمعنى كنت أتمنى دوامك يا زين الأهل والعشيرة ولكن كل حي ميت
3 - يطوي يجيع بطنه والفعل طوى يطوي من باب رمي يرمي إذا تعمد الجوع وعدم الأكل والشح أشد الحرص وأبهم قفله جعل الفعل للشح على معنى أن الشح جعل قفله مبهما لا يدري كيف يفتح وهذا كناية عن تملك البخل للناس وعدم الجود بما في أيديهم تقول هذا الرجل كان يطوي بطنا خميصا من الزاد السيئ الغذاء إذا اشتد الزمان فصار كل مالك لشيء يبخل به حتى لا يمكن انتزاعه منه تصفه بالكرم والجود حين الجدب والقحط
4 - الجدث القبر وقنسرين بلد بالشام وحاضر موضع به والسبل المطر السابل وهو مفعول ثان لسقى
1 - ( مَضَوْا لاَ يُرِيدُونَ الرَّوَاحَ وغَالَهُمْ ... مِنَ الدَّهْرِ أسْبابٌ جَرَيْنَ عَلى قَدْرِ ) (1/437)
2 - ( وَلوْ يَسْتَطِيعُونَ الرَّوَاحَ تَرَوَّحُوا ... مَعِي وَغدَوْا في الْمُصْبِحينَ عَلى ظَهْرِ )
3 - ( لَعَمرِي لَقَدْ وارَتْ وضَمَّتْ قُبُورُهُمْ ... أكُفًّا شِدَادَ الْقَبْضِ بالأسَلِ السُّمْر )
4 - ( يذَكِّرُنِيهِمْ كُلُّ خَيرٍ رَأيْتُهُ ... وَشرِّ فَما انْفَكُّ مِنْهُمْ عَلى ذُكر )
وقال رجل من بني أسد
5 - ( أبْعَدْتَ مِنْ يَوْمِكَ الْفِرَارَ فَما ... جاوزْتَ حَيْثُ انْتَهَى بِكَ الْقدَرُ )
_________
والمعنى رحم الله قبورا تركتها ورائي بحاضر قنسرين وزادها خصبا ورونقا
1 - الرواح العود بالعشي وغالهم أهلكهم والمعنى فقدتهم ومضوا عني من غير عود وأهلكهم من الدهر أسباب قدرت لهم بمقدار محدود
2 - المعنى ولو أمكنهم الرجوع لغدوا في صباح اليوم الثاني على ظهر الأرض ولم يصيروا في بطنها مع الأموات
3 - إنما قال وارت وضمت والموارى هو الساتر وساتر الشيء ضام له لأنه أراد أن القبور كانت ذات حنو وعطف عليهم والأسل الرماح والمعنى أقسم بحياتي لقد أخفت قبورهم وضمت أكف شجعان شديدة القبض على الرماح
4 - الذكر بالضم ما يكون بالقلب وبالكسر ما يكون باللسان والمعنى أني أتذكر هؤلاء كلما رأيت خيرا أو شرا فلا أزال منهم على ذكر يريد أنهم كانوا ذوي خير لأوليائهم وأهل شر على أعدائهم فكلما رأى خيرا أو شرا تذكرهم
5 - معنى أبعدت باعدت ومن يومك من أجلك والمعنى فررت من أجلك وآخر أمدك فرارا بعيد ولكنك لم تتجاوز الموضع الذي ينتهي به أجلك
1 - ( لوْكانَ يُنْجِي مِنَ الرَّدَى حذَرٌ ... نَجّاكَ مِمَّا أصابَكَ الْحذَرُ ) (1/438)
2 - ( يرْحَمُكَ اللهُ مِنْ أخِي ثِقَةٍ ... لَمْ يَكُ فِي صَفْوِ وُدِّهِ كدَرُ )
3 - ( فَهكذَا يَذْهَبُ الزَّمانُ وَيفْنَى ... الْعِلْمُ فِيه ويَدْرُسُ الأَثرُ )
وقالت أم قيس الضبية
4 - ( مَنْ لِلْخُصومِ إذَا جَدَّ الضَّجاجُ بهِمْ ... بَعْدَ ابنِ سَعْدٍ ومَنْ لِلضُّمَّر الْقُودِ )
5 - ( وَمَشْهَدٍ قَدْ كَفَيْتَ الغَائبِينَ بِهِ ... في مَجْمَعٍ منْ نَواصِي النَّاسِ مَشْهُودِ )
6 - ( فرّجْتَهُ بِلِسانٍ غَيرِ مُلْتبسٍ ... عِندَ الْحِفَاظِ وَقلْبٍ غَيرِ مَزؤُدِ )
_________
1 - نجاك جواب لو والمعنى لو كان يخلص من الموت تحفظ وتحصن لحصنك ما أخذت به نفسك من الحذر الشديد
2 - من للتبيين والمعنى لا أزيد بعد هذا غير الدعاء لك بالرحمة فلقد كنت لي أخا أثق به وفيا في الود صافيا في المشرب
3 - المعنى أن شأن الزمان هكذا لم يتغير حاله بموته فإن انقضاءه كانقضاء من تقدمه ويفنى أهل العلم ويذهب الأثر
4 - من للخصوم لفظه لفظ الاستفهام والمراد التوجع وقولها جد أي كثر واشتد والضجاج الصياح والضامر الخفيف اللحم الهضيم البطن والقود جمع أقود وهو الطويل العنق من الخيل والمعنى أقول متوجعة من يفصل بين الخصوم عند اشتداد المخاصمة بينهم ومن للخيل والإبل التي كان يتخذها للغارة والقرى والعطية بعد ابن سعد
5 - الواو وأورب والمشهد محضر الناس ومجتمعهم والمراد بالنواصي الأشراف
6 - اللسان الكلام هنا والمزؤد المذعور ومعنى البيتين ورب مشهد كان حضورك فيه كافيا عن حضور كثير من الأشراف مع كونك
1 - ( إذَا قَناةُ امْرِءٍ أزْرَى بِها خَوَرٌ ... هَزَّ ابْنُ سَعْدٍ قَناةً صُلْبَةَ الْعُودِ ) (1/439)
وقال النابغة الجعدي تقدمت ترجمته
2 - ( ألَمْ تَعْلَمي أنِّي رُزِئْتَ مُحارِباً ... فَمَالكِ مِنْهُ الْيَوْمَ شَيْءٌ وَلا لِيَا )
3 - ( وَمنْ قَبْلِهِ ما قَدْ رُزِئْتُ بِوَحْوَحٍ ... وكَانَ ابْنَ أمِّي وَالْخَليلَ الْمُصافِيا )
4 - ( فتًى كَمَلَتْ خَيْرَاتُهُ غَيْرَ أنَّهُ ... جَوادٌ فَما يُبْقِي مِنَ المَالِ باقِيا )
5 - ( فتًى تَمَّ فِيهِ مَا يَسُرُّ صَدِيقَهُ ... عَلى أنّ فِيه مَا يَسُوءُ الأعَادِيَا )
_________
حالا بين جماعة منهم فكان حلولك فيهم بمحل الرأس من الجسد كشفت غمته بكلام بين وقلب ثابت عند الأنفة وإظهار كرم النفس وشرفها
1 - ضرب القناة هنا مثلا للإباء والامتناع وأزرى نقص والخور الضعف والمعنى إذا لم يبق في إباء أحد مطمع فابن سعد له إباء صحيح ثابت لا يزرى بقناته ضعف كما يزري بقناة غيره
2 - ألم تعلمي ظاهره تفرير ولكنه توجع وتلهف والخطاب لزوجته ومحارب ابنه ورزئته فجعت به والمعنى ألم تعلمي ما فجعنا به من موت محارب فليس لك ولا لي شيء منه غير التحسر والتوجع
3 - وحوح اسم أخيه وأصله من قولهم وحوح الرجل إذا ردد صوتا في صدره مما يشبه جرس الحاء وهو قريب من النحنحة والمعنى أن هذه المصيبة ليست أول مصيبة نزلت بي إذ قبل مصيبتي بمحارب فجعت بفقد أخي وحوح وقد كان ابن أمي والمخلص لي بالود والوفاء
4 - فتى منصوب على المدح والاختصاص والمعنى أذكر فتى استكمل كل الخير إلا أنه كان من جوده إذا أنفق لم يبق شيئا من المال لكثرة بذله
5 - المعنى أذكر فتى كان جامعا لخصلتي الخير والشر فمورد الخير لسرور الأحباب والأصدقاء
وقال رجل من بني هلال يرثي ابن عم له (1/440)
1 - ( أبَعْدَ الَّذِي بِالنَّعْفِ مِنْ آلِ مَاعِزٍ ... يُرَجِّي بِمَرَّانَ الْقِرَى ابْنُ سَبيلِ )
2 - ( لَقَدْ كانَ لِلسَّارينَ أيَّ مُعَرَّسٍ ... وقَدْ كانَ لِلغَادِينَ أيَّ مَقيلِ )
3 - ( بَنى الْمُحْصَناتِ الْغُرِّ مِنْ آلٍ مَالِكٍ ... يُرَبِّينَ أوْلادًا لِخِيْرٍ حَليلِ )
4و - قال كَبدُ الحَصاةِ الْعِجْليُّ
_________
ومصدر الشر لإساءة الأعداء
1 - أبعد الذي الخ الهمزة للانكار ورواه ياقوت ( أبعد الطوال الشم من آل ماعز ... ) والنعف موضع وأصله ما استقبلك من الجبل ومران اسم موضع على طريق البصرة لبني هلال يقول على وجه الإنكار أيرجى المسافر الضيافة بمران بعد المدفون بالنعف يعني أن موته سد الطريق على من يطلب الضيافة
2 - الساري الذاهب ليلا وأي صفة لمحذوف وتستعمل هنا للمدح والمعرس مكان التعريس وهو النزول عند الصبح والمقيل موضع القيلولة والمعنى أقسم لقد كان هذا المفقود ملجأ للذاهبين النازلين آخر الليل فكانوا يجدون عنده خير مكان وموئلا للغادين بالنهار فيجدون عنده خير مقيل
3 - بنى نصب على المدح والمعنى أمدح أولاد أمهات عفيفات حسان من آل مالك يربين أولادا لأزواج أشراف كرام فمنهم الفقيد الذي هو خير زوج
4 - يرثي يزيد بن حنظلة بن ثعلبة ابن سيار ويزيد هذا يلقب بالمكسر وكانت طائفة من طيىء أغارت على بكر ابن وائل فأخذوا منهم مالا جما فأغار المكسر على طيىء فاكتسح أموالهم وأصاب منهم سبايا فأغار زيد الخيل على بني تيم الله بن ثعلبة وقال
( إذا عركت عجل بنا ذنب غيرنا ... عركنا بتيم اللات ذنب بني عجل )
1 - ( ألاَ هَلكَ الْمُكَسِّرُ يَالَبَكْرٍ ... فَأَوْدَى الْباعُ وَالْحَسَبُ التَّليدُ ) (1/441)
2 - ( ألاْ هلَكَ الْمُكَسِّرُ فاسْترَاحَتْ ... حَوَافِي الْخَيْلِ وَالْحَيُّ الْحَريدُ )
وقال ابن أُهْبانَ الفقعسيُّ يرثي أخاه
3 - ( عَلى مِثْلِ هَمَّامٍ تَشُق جُيُوبَها ... وتُعْلِنُ بِالنَّوْحِ النِّساءُ الْفَواقِدُ )
4 - ( فتَى الْحَيُّ إنْ تَلْقاهُ في الْحَيِّ أو يُرَى ... سِوَى الْحيِّ أو ضَمَّ الرِّجَالَ الْمَشاهِدُ )
5 - ( إذَا نازعَ الْقَوْمَ الأحادِيثَ لَمْ يَكُنْ ... عَيِيًّا ولاَ رَبًا عَلى مَنْ يُقاعِدُ )
_________
1 - المكسر اسم رجل وأودى هلك والباع الكرم مجازا والحسب الشرف والتليد القديم يتلهف ويتحسر قائلا لقد هلك المكسر فمات بموته الجود والشرف القديم
2 - الحفاء رقة القدم والحريد المنفرد يصفه بأنه كان يبعد الغزو فلا يبقى على الخيل وإن حفيت لقوته وشجاعته فلما مات استراحت الخيل وذهب ما بها من الحفاء واطمأن الحي المنفرد الذي كان يروعه ويفزعه وقت الإغارة
3 - من عادتهم أنهم يذكرون المثل ويريدون الممدوح صيانة له ونزاهة وليكون المدح بطريق أثبت وسبيل أقوم وهو طريق الكناية والفواقد جمع فاقدة وهي التي مات زوجها والمعنى أن هماما حقيق بأن تشق النساء الفاقدات جيوبهن ويرفعن أصواتهن بالنوح تحسرا وجزعا عليه
4 - المعنى أن هذا الفقيد إن تلقه في الحي أو في مكان غيره أو عند حصول وفود الرجال في مجامع الملوك تلق الفتوة والرئاسة له في كل حال مسلمة إليه
5 - التنازع التناول والمعنى أن هذا الفتى إذا جالس القوم وتناول معهم أطراف الأحاديث لم يكن عييا ولا متكبرا على من يجالسه
1 - ( طَويلُ نِجَادِ السَّيْفِ يُصْبِحُ بَطْنُهُ ... خَميصاً وَجاديهِ عَلى الزَّادِ حَامِدُ ) (1/442)
وقال ابن عمار الأسدي يرثي ابنه مَعيناً
2 - ( ظَلِلْتُ بِخُسْرِ سَابُورٍ مُقيماً ... يُؤَرِّقُني أنِينُكَ يَا مَعِينُ )
3 - ( وَنامُوا عَنْكَ وَاسْتَيقَظْتُ حتَّى ... دَعاكَ الْمَوْتُ وَانْقطَعَ الأنِينُ )
وقال طريف بن أبي وهب العبسي يرثي ابنه
4 - ( أرَابِعَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا وأجمِلي ... فَفي الْيَأْسِ ناهٍ وَالْعزَاءُ جَميلُ )
_________
1 - جاديه طالب جوده والمعنى أنه كان طويل القامة بلغ من جوده أنه يؤثر غيره على نفسه بالزاد ويحمده كل من يطلب نواله
2 - أصل الظلول المكث في النهار لكنه يتوسع فيه فيجعل للأوقات كلها وخسر سابور بلد من بلاد العجم نسب إلى خسر وسابور وهما ملكان من الفرس وأرقه أسهره والأنين صوت المريض أو الحزين
3 - ومعنى البيتين أني قضيت إقامتي بخسر سابور مواظبا على السهر لما يزعجني من أنينك يا معين ونام القوم عنك واستمر سهري إلى أن دعاك الموت وانقطع ذلك الأنين
4 - رابع مرخم رابعة وهي أم المرثى ومهلا معناه رفقا وبعض منصوب بفعل محذوف أي كفي عنك بعض ما أنت فيه وأجملي أي اتئدي واعتدلي وقولها ففي اليأس ناه أي إذا يئست من شيء انتهيت عنه وقولها والعزاء جميل أي أن الصبر عند النوائب أجمل بالإنسان والمعنى يا رابعة كفي بعض هذا الجزع وردي إليك بعض ما ذهب عنك من السلو وأجملي في الحزن فإن في اليأس سلوة ولك في الناس أسوة وإنما الذي يجمل بعد هذا هو الصبر
1 - ( فإنّ الَّذِي تَبْكِينَ قَدْ حالَ دونَهُ ... تُرُاب وزَوْرَاءُ الْمقَامِ دَحُولُ ) (1/443)
( نَحاهُ لِلَحْدٍ زِبْرِقانٌ وَحارِثٌ ... وفِي الأَرْضِ لِلأقْوَامِ قَبْلَكِ غُولُ )
3 - ( وَأيُّ فتًى وارَوْهُ ثُمَّتَ أقْبلَتْ ... أكُفُّهُمُ تَحْثِي مَعاً وَتهيلُ )
4 - ( وَظَلَّتْ بِيَ الأَرْضُ الْفَضاءُ كأنَّما ... تَصَعَّدُ بِي أرْكانُها وَتَجُولُ )
5 - ( وشَدَّ إلَيّ الطَّرْفَ مَنْ كانَ طَرْفُهُ ... بِعهْدِ عُبَيْدِ اللهِ وَهْوَ كليلُ )
6 - ( لئنْ كانَ عَبْدُ اللهِ خَلَّى مَكانَهُ ... عَلى حِينِ شَيْبي بِالشَّبَابِ بَدِيلُ )
_________
1 - زوراء المقام القبر دحول هوة تكون في الأرض لا على استواء والمعنى لا ينفعك الجزع فإن ابنك قد حال بينه وبين اللقاء تراب وقبر معوج الحفرة
2 - نحاه صرفه والغول الهلاك والمعنى أن الذي وضعه في القبر زبرقان وحارث ولن تخصي يا رابعة بموت ولدك فإن الناس قديما يموتون
3 - وأي فتى كلمة يراد بها التعظيم والتفخيم والحثي صب التراب يرفع من بعيد والهيل صبه مرسلا من قريب والمعنى أن الذي دفن فتى عظيم فبعد أن واروه في القبر صبوا عليه التراب فمنهم من كان على بعد من القبر ومنهم من كان على شفيره
4 - تصعد بي من التصعيد وهو السير والذهاب فكأن الأرض تسير به وتذهب والأركان الأطراف والمعنى وصارت الأرض ضيقة في عيني عند مواراته فكأنما أطرافها تصعد بي وتدور وهذا يدل على كثرة الاضطراب وشدة الدهشة
5 - وشد إلى الطرف يعني نظر إليه نظر جفاء من كان ينظر إليه نظرة مودة ومحبة والمعنى أن الأحوال تبدلت بعد ابني فمن كان ينظر إلي باللين في حياته صار ينظر إلى بالجفاء والشدة بعد موته
6 خلى مكانه أي مات
1 - ( لَقَدْ بَقِيَتْ مِنِّي قَناةٌ صَلِيبةٌ ... وإنْ مَسَّ جِلْدِي نَهْكةٌ وذُبُولُ ) (1/444)
2 - ( وَما حَالةٌ إلاَّ سَتصْرَفُ حَالُها ... إلى حَالةٍ أخرَى وَسَوْفَ تزُلُ )
3و - قال العُتبيُّ
4 - ( وَقَاسَمَنِي دَهرِي بَنيَّ مُشاطِراً ... فلَمَّا تَقضَّي شَطْرُهُ عَادَ فِي شَطرِي )
_________
1 - القناه الرمح ويعني بها نفسه النهكة التغير والذبول هنا جفاف بهجة الشباب ومعنى البيتين لئن كان عبد الله مات في زمن شيبي الذي هو بدل من الشباب فلقد بقيت مني نفس هي في الصلابة كالرمح وما شابت وإن ضعف جسمي وذهب رونق شبابي
2 - المعنى لا يدوم هذا الحزن على حالة بل كل شيء آخره إلى تغير وزوال
3 - هو شاعر أديب مولد رقيق الألفاظ والحواشي نظما ونثرا سئل عن السيد الحميري فقال ليس في عصرنا هذا أحسن منه مذهبا في شعره ولا أنقى ألفاظا منه وسمع ذات يوم منشدا ينشد شعرا للسيد فقال أحسن والله ما شاء هذا والله الشعر الذي يهجم على القلب بلا حجاب وهو القائل
( رأين الغواني الشيب لاح بمفرقي ... فأعرضن عني بالخدود النواضر )
( وكن إذا أبصرنني أو سمعنني ... سعين فرفعن الكرى بالمحاجر )
4 - قاسمه شاركه في القسمة والمشاطرة المناصفة يريد ناصفني ومعنى تقضي شطره استوفى حظه ومعنى عاد في شطري أقبل يأخذ من نصيبي الذي كان أقره لي والمعنى أن الدهر ادعى أنه مشارك له في بنيه وأن له منهم النصف فقاسمه على ذلك فلما استوفى حظه أقبل يأخذ من نصيبه الذي كان أقر له به وساهمه عليه
1 - ( ألاَ لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي وَلَيْتَني ... سبَقْتُكَ إذْ كُنَّا إلى غَايةٍ نَجْرِي ) (1/445)
2 - ( وَكُنْتُ بِه أُكْنَى فأصْبَحْتُ كُلَّما ... كُنِيْتُ بِه فاضَتْ دُمُوعي عَلى نَحْري )
3 - ( وقَدْ كُنْتُ ذا نابٍ وظُفْرٍ عَلى الْعِدَا ... فأصْبَحْتُ لاَ يخشوْنَ نابِي وَلا ظُزى )
وقالت امرأة ترثي أباها
4 - ( إذا مَا دَعَى الدَّاعِي عَلِيًّا وَجَدْتُني ... أُرَاعُ كَما رَاعَ الْعَجُولَ مُهِيبُ )
5 - ( وَكَمْ مِنْ سَمِيِّ لَيْسَ مِثْلَ سَمِيِّهِ ... وإنْ كانَ يُدْعَى بِاسْمِهِ فَيُجِيبُ )
وقال رجل من كلب
6 - ( لَحَا اللهُ دَهْرًا شَرُّهُ قَبْلَ خَيرِهِ ... وَوجدًا بَصَيْفِيٍّ أتَى بَعْدَ مَعْبَدِ )
_________
1 - المعنى أتمنى أن أمي لم تلدني وأنني سبقتك إلى الموت حين ما كنا نتسابق إليه إذ هو الغاية التي ينتهي إليها كل أحد
2 - المعنى أني كنت أكنى به في حياته فالآن كلما أكنى به بعد مماته تراءت لي صورته فأبكي جزعا وحزنا عليه
3 - المعنى كنت في حياته ذا شوكة وبأس تهابني الأعداء فالآن بعد فقده صرت ذليلا بينهم
4 - العجول الناقة التي فقدت ولدها والمهيب الراعي الذي ينادي الإبل والمعنى أنني كلما نادى واحد باسم علي أو يذكره أجد في نفسي فزعا يعتريني كما يعتري الناقة التي فقدت ولدها وقت نداء الراعي لها لأن فقده صيرها ترتاع بأدنى سبب
5 - المعنى وكم من شخص تسمى باسم علي لكن والدي كان بمعزل عنهم إذ لا يقاس به أحد
6 - لحاه الله دعاء على الدهر الذي وصفه ومعنى شره قبل خيره أن ما كان يخشى شره في الأحبة سبق ما كان يرتجي من خيره بهم ثم دعا بعد ذلك على وجد تعجل
1 - ( بَقِيَّةُ إخْوَاني أتَى الدَّهْرُ دُونَهُمْ ... فَما جَزَعِي أمْ كَيْفَ عَنْهُمْ تَجلُّدِي ) (1/446)
2 - ( فَلوْ أنَّها إحْدَى يَدَيَّ رُزِئْتُها ... وَلَكنْ يَدِي بَانَتْ عَلى إثرِها يَدِي )
( فآلَيتُ لاَ آسَى عَلى إثر هَالِكٍ ... قَدِي الآنَ مِنْ وجْدٍ عَلى هَالِكٍ قدِي )
وقال أعرابي
3 - ( لَحَا اللهُ دَهراً شَرُّهُ قبلَ خَيرِه ... تَقاضَى فلَمْ يُحْسنْ إليْنا التَّقاضِيا )
4 - ( فَتىً كانَ لاَ يَطْوي عَلى الْبُخْل نفْسهُ ... إذَ ائتَمرَتْ نفْسَاهُ في السِّرِّ خاليا )
_________
له بصيفي بعد وجد كان تقدم له في معبد والمعنى لحا الله دهرا غير منصف فإن شره يسبق خيره ولحا وجدا عاودني بصيفي بعدما فجع بمعبد
1 - يقال فلان بقية قومه أي من خيارهم والمراد بإتيان الدهر غدره بهم وقوله فما جزعي كأنه لا يعتد بالجزع الواقع له من أجلهم لقصوره عما كان يجب يقول هم خيار إخوان عدا عليهم الدهر وغدر بهم فبقيت قاصرا عن الجزع مسلوب الفؤاد بعيد التجلد
2 - قوله فلو أنها الخ البيتين تقدم شرحهما
3 - تقاضى أشار به إلى أن الأرواح دين للدهر ثم قال فلم يحسن إلينا الخ يريد أنه تعجله وأخذه قبل وقته يقول لا أحسن الله إلي دهر شره أقدم من خيره وكأن أرواح الخلق دين له فلما تقاضاه لم يحسن التقاضي فينا إذ أخذ من يعز علي قبل حلول أجله
4 - يقال طوى نفسه على كذا أي أخفاه وأضمره وقوله إذا ائتمرت نفساه الإنسان لا تكون له نفسان ولكنه إذا تأمل في أمر يريده كان له أمر يحث نفسه عليه وأمر آخر يزجرها عنه فينزلون ذلك منزلة نفسين له وخاليا نصب على الحال من الضمير في ائتمرت والائتمار التشاور هنا والمعنى اذكر فتى لا يضمر البخل ولا
1 - قال الأبَيرِدُ اليَرْبوعي (1/447)
2 - ( ولَمَّا نَعَى النَّاعي بُرَيْداً تَغَوَّلَتْ ... بِيَ الأرْضُ فَرْطَ الْحُزْن وَانْقَطعَ الظَّهرُ )
3 - ( عَساكِر تُغَشَى النَّفْسَ حتّى كأَنَّنِي ... أخُو سَكْرَةٍ دَارَتْ بهَامَتِهِ الْخَمْرُ )
4 - ( فتىً إنْ هُوَ اسْتَغْنى تَخَرَّقَ في الْغِنَى ... وَإنْ قَلَّ مالٌ لَمْ يَضَعْ مَتْنَهُ الْفَقْرُ )
5 - ( وَسامَى جَسيمَاتِ الأُمُورِ فَنالَها ... عَلى الْعُسْرِ حتَّى أدْرَكَ الْعُسُرَ الْيُسْرُ )
_________
تنطوي عليه نفسه وإذا خلا بها وتشاور معها اختارت البذل على الإمساك والكرم على البخل
1 - هو ابن المعذر بن قيس يصل نسبه إلى يربوع بن حنظلة شاعر مقل بدوي فصيح من شعراء الإسلام في أول دولة بني أمية ولم يكن ممن يمدح الخلفاء ولا ممن يفد إليهم وهذه الأبيات من قصيدة له يرثي بها بريدا أخاه وهي معدودة من مختار المراثي وهي قصيدة طويلة اختار منها أبو تمام هذه الأبيات
2 - تغولت أي تلونت ودارت في عيني وفرط مفعول له والمعنى ولما أخبرني المخبر بفقد بريد أخي دارت في عيني الأرض وتلونت كتلون الغول وضعفت قواي وذلك لشدة ما بي من الحزن
3 - العساكر جمع عسكرة وهي الشدة والمعنى غشيتني الشدائد حتى صرت كأنني سكران دارت الخمر برأسه
4 - تخرق في السخاء إذا توسع فيه وتكرم وقوله وإن قل مال أي وإن قل ماله ومعنى لم يضع متنه الفقر أي لم يورثه فقره ذلا وخضوعا والمعنى أذكر فتى إذا ازداد غناه ازداد توسعا في العطاء وإن قل ماله لم يورثه تخضعا
5 - المعنى أن هذا الفتى جد في طلب معالي الأمور فنالها مع ما فيه من العسر حتى غلب اليسر العسر
1 - ( فتى لاَ يَعُدُّ الرِّسْلَ يَقْضي ذِمامَهُ ... إذا نزَلَ الأضْيافُ أوْ تُنْحرَ الْجُزْرُ ) (1/448)
2 - ( أحَقّا عِبادِ اللهِ أنْ لسْتُ لاقِياً ... بُرَيْداً طِوالَ الدَّهْرِ مَا لأْلأَ الْعُفْرُ )
3و - قال سَلمَةُ الْجُعْفيُّ يرثي أخاه لأمه
4 - ( أقُولُ لِنفْسِي في الخَلاَءِ ألُومُها ... لَكِ الْوَيْلُ ما هَذا التَّجَلُّدُ وَالصَّبْرُ )
5 - ( ألمْ تَعْلمِي أنْ لسْتُ ما عِشْتُ لاقِياً ... أخِي إذْ أتَى منْ دُونِ أوصالِه الْقبرُ )
6 - ( وكُنْتُ أرَى كالْمَوْتِ منْ بَينِ ليْلةٍ ... فَكيْفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعَادَهُ الْحشْرُ )
_________
1 - الرسل اللبن والذمام الحق الواجب عليك والمعنى أذكر فتى إذا نزل الأضياف به لا يعد اللبن قاضيا ذمام قراهم به حتى تنحر الجزر لهم
2 - لألأ الظبي حرك ذنبه والعفر الظباء التي تعلو بياضها حمرة والمعنى يا عباد الله أفي الحق أني لا ألقي بريدا طول الدهر
3 - هو ابن يزيد بن مشجعة بن مالك الجعفي شاعر مخضرم وفد إلى النبي وأسلم وحسن إسلامه والجعفي حي من مذحج
4 - الخلاء الخلوة وما هذا التجلد استفهام على طريق التقريع والتوبيخ
5 - ألم تعلمي تقرير بما هو واجب والأوصال المفاصل ومعنى البيتين أني أناجي النفس في الخلوة على سبيل اللوم والزجر فأقول لها هلكت ما هذا الذي تظهرينه من القوة والصبر ألم تعلمي أن لقاء أخي بعد ما ضم أعضاءه القبر محال
6 - كالموت الكاف وحده اسم بمعنى مثل والبين البعد وقوله كان ميعاده الحشر وضع الماضي موضع المستقبل أي يكون ميعاده الحشر والهاء ترجع إلى البين والمعنى كنت أعد مفارقتي له في ليلة مثل الموت فكيف يكون حالي وقد فرق بيننا الموت ببعد يكون ميعاده الحشر
1 - ( وَهَوَّنَ وَجْدِي أنَّنِي سَوْفَ أغْتَدِي ... عَلى إثْرِهِ يَوْماً وَإنْ نُفِّسَ الْعُمْرُ ) (1/449)
2 - ( فتىً كانَ يُعْطِي السَّيْفَ في الرَّوْعِ حَقَّهُ ... إذَا ثَوَّبَ الدَّاعي وَتَشْقَى بهِ الْجُزْرُ )
3 - ( فتىً كانَ يُدْنِيهِ الْغِنَى مِنْ صَديقِهِ ... إذَا ما هُوَ اسْتَغْنَى وَيُبْعِدُهُ الْفقْرُ )
وقالت عمْرَةُ الْخَثْعَمِيَّةُ ترثي ابنيها
4 - ( لَقَدْ زَعمُوا أنَّى جَزِعْتُ عَلَيْهِما ... وهَلْ جَزَعٌ أنْ قُلتُ وَابِأَباهُما )
5 - ( هُمَا أخْوَافي الْحَرْبِ مَنْ لاَ أخَالَهُ ... إذَا خافَ يَوْماً نَبْوَةً فَدَعاهُمَا )
_________
1 - هون فاعل خفف وموضع أنني رفع لأنه فاعل هون ونفس أطيل والمعنى وخفف وجدي وقلقي أني ذاهب في أثره وإن نفس في أجلي وأطيل
2 - ثوب رجع صوته في الدعاء مرة بعد أخرى والمعنى أذكر فتى إذا استغاث به مستغيث أو دعاه داعي الحرب أمضى السيف في الأعداء حتى يؤدي حق الضرب وتشقى به الإبل فينحرها للأضياف
3 - يدنيه يقربه والمعنى أنه كان يعد التفرد في الغنى لؤما فيشرك أصدقاءه فيه كما أنه في حال الفقر يعد مخالطتهم لؤما أيضا لما فيه من التعرض لما في أيديهم فيبعد عنهم لعفته
4 - كأنها لما استشرف الناس جزعها أظهرت الإنكار والتكذيب فيما زعموه فقالت وهل جزع الخ وأحرف ندبة بمعنى أتألم وابأباهما أصله بأبيهما فرت من الكسرة بعدها ياء إلى الفتحة فقلبت الياء ألفا والمعنى ما صدقوا فيما قالوا بأني جزعت على ولدي حق الجزع وهل قولي وبأباهما يعد جزعا
5 - فصل بين المضاف والمضاف إليه بقوله في الحرب ونبوة السيف كلاله وعدم مضائه هذا في الأصل ثم استعيرت للشدة والمعنى أنهما كانا غوثا لمن لا غوث له فإذا خاف ضعفا أو ظلما استغاث بهما فيدفعانهما عنه
1 - ( هُمَا يَلْبَسَانِ الْمَجْدَ أحْسَنَ لِبْسَةٍ ... شَحيحَانِ مَا اسطاعَا عَليْهِ كِلاَهُمَا ) (1/450)
2 - ( شِهَابَانِ مِنَّا أُوقِدَا ثُمَّ أُخْمِدَا ... وكَانَ سَنىً لِلْمُدْلِجِينَ سَناهُمَا )
3 - ( إذَا نزَلَ الأرْضَ الْمَخُوفَ بهَا الرَّدَى ... يُخَفِّضُ مِنْ جَأْشَيْهِما مُنْصُلاَهُما )
4 - ( إذا أُسْتَغْنَيا حُبَّ الْجَمِيعُ إلَيْهِما ... ولَمْ يَنْأَ مِنْ نَفْعِ الصَّديقِ غناهُمَا )
5 - ( إذَا افْتَقَرَ ألَمْ يجْثِما خَشْيةَ الرَّدَى ... ولَمْ يَخْشَ رُزأ مِنْهُما مَوْلَياهُما )
_________
1 - معنى هما يلبسان المجد أنهما يتمتعان به وشحيحان خبر مقدم لكلاهما والمعنى أنهما كانا يتمتعان بالمجد أحسن تمتع وكلاهما بخيل به مدة اقتدارهما عليه خوفا من أن يناله غيرهم فيفاخرهم
2 - شهابان مبتدأ وخبره قوله أوقدا وسناهما اسم لكان مؤخر وسنا خبرها مقدم والشهاب شعلة نار ساطعة والسنا الضوء والمدلجون جمع مدلج وهو الساري أول الليل والمعنى أنهما كانا في الشهرة والجمال كشهابين أوقدا قليلا ثم أخمدا وكانت نار قراهما نورا للسارين في الليل يأنسون بها من وحشة الطريق
3 - يخفض يسكن والجأش روع القلب إذا اضطرب والمنصل السيف والمعنى إذا قدر لهما النزول بمكان مخوف سكن روعيهما سيفاهما تريد أنهما لشجاعتهما لا يصطحبان إلا سيفيهما ولا يهابان ما يعترضهما
4 - لم ينأ لم يبعد والمعنى أنهما إذا نالا الغنى حبب جماعة الحي إليهما فازدادا إنعاما عليهم وتفقدا لهم ولم يبعد غناهما من انتفاع الغرباء ومن ينتسب إليهما بود وصداقة
4 - جثم في مكانه أقام به لم يفارقه وقولها مولياهما ليس المراد التثنية بل المراد الكثرة وهذا في كلامهم كثير والمولى المراد به هنا ابن العم والمعنى أنهما إذا ضاق عيشهما لم يلزما بيوتهما تاركين للغزو خوفا من الهلاك ولم يخش ابن عمهما ثقلا
1 - ( لَقدْ ساءَني أنْ عَنَّسَتْ زَوْجَتاهُما ... وأنْ عُرِّيَتْ بَعْدَ الْوَجَى فَرَساهُما ) (1/451)
2 - ( ولَنْ يَلْبَثَ الْعَرْشانِ يُسْتلُّ مِنْهُما ... خِيَارُ الأَوَاسِي أنْ يمِيلَ غَمَاهُما )
وقال آخر
3 - ( صَلَّى الإِلهُ عَلى صَفِيِّ مُدْرِكٍ ... يَوْمَ الْحِسابِ وَمَجْمَعِ الأَشهَادِ )
4 - ( نِعْمَ الْفَتى زَعَمَ الرَّفِيقُ وَجارُهُ ... وَإذَا تَصَبْصَبَ آخِرُ الأَزْوَادِ )
_________
منهما باحتياجهما إليه
1 - عنست المرأة طال مكثها في بيت أهلها بعد إدراكها حتى خرجت من عداد الأبكار والمراد هنا طول مكثهما بعد الزواج بلا زوج ووجى الفرس بالكسر وجد وجعا في حافره والمعنى لقد أحزنني لزوم مرأتيهما ببيت أبيهما من غير أن تزفا إليهما وأن صار ظهر فرسيهما خاليا منهما بعد أن كان حافرهما يوجع من كثرة الأسفار في الغزو
2 - عرش البيت سقفه وجعلت لكل واحد منهما عرشا كان يثبت ويقوم به وهذا مثل ضربته لعز من يتعلق بهما ويلتجئ إليهما تريد العرش إنما بقاؤه بعمده فإذا انتزع منه أفضله وخياره فلن يلبث أن يميل سقفه فيسقط والأواسي جمع آسية وهي الاسطوانة والغمى السقف والمعنى أنهما لما فقدا لم يمكث عرش بيتهما حتى سل منه خيار أعمدته وسقط سقفه فكأنهما كانا كالأعمدة له
3 - المعنى رحمة الله على خصيصي مدرك رحمة متوالية عليه إلى يوم الحساب والحشر
4 - ممدوح نعم محذوف وحذف مفعولي زعم لدلالة الحال عليهما أي زعماه أنه ممدوح كذلك وتصبصب الشيء أي صار إلى الصبابة وهي البقية اليسيرة من الشيء يريد نعم الفتى مدرك في المرافقة والمجاورة وعند نفاد الزاد والمعنى نعم الفتى مدرك إذ يثني عليه رفيقه
1 - ( وَإذا الرِّكابُ تَرَوَّحَتْ ثُمَّ اغْتَدَتْ ... حَتَّى الْمَقيلِ فَلمْ تَعُجْ لِحِيادِ ) (1/452)
2 - ( حَثُّوا الرِّكابَ تَؤُمُّها أنْضاؤُها ... فَزَها الرِّكابَ مُغَنِّيانِ وَحَادِي )
3 - ( لَمَّا رَأوْهُمْ لَمْ يُحِسُّوا مُدْرِكاً ... وَضَعُوا أنامِلَهُمْ عَلَى الأَكْبادِ )
4 - ( فكأنَّما طَارَتْ بِلُبِّي بَعْدَهُ ... صَفْرَاءُ عَارَضَها رَعيلُ جَرَادِ )
5و - قال الشَّمَّاخُ يرثي عمر بن الخطاب
_________
وجاره بكل حمد حين نفاد الزاد منهما
1 - عاج مال والحياد الإعراض عن السير للنزول والمعنى ونعم الفتى هو إذا الركاب راحت بالعشي وسارت غدوا إلى وقت المقيل بأن واصلت السير بالسير فلم تمل للإعراض عنه لأجل النزول
2 - حثوا الركاب أي أجدوا سيرها وتؤمها أنضاؤها أي تتبعها مهازيلها والأنضاء جمع نضو وهو البعير المهزول وزهاه استخفه وحمله على السير السريع والمعنى حمل الناس الركاب على الجد في السير تتبعه مهازيله واستخفه في سرعة السير مغنيان وحاد ليلحقوا مدركا
3 - لما رأوهم أي رأوا أنفسهم أن مدركا لم يكن معهم وقوله وضعوا أناملهم الخ كناية عن الفزع والجزع والمعنى لما رأى أهل الحي أنهم لم يلحقوا مدركا ولم يقفل معهم وجعت أكبادهم جزعا فوضعوا أيديهم عليها خوف التقطع
4 - إنما خص الصفراء من الجراد لخفتها في الطيران والرعيل الجماعة يقول فلما فقدت مدركا ذهب قلبي وكأنما طار به جرادة صفراء عارضها جماعة من الجراد
5 - هو ابن ضرار بن سنان بن أمية يتصل نسبه بسعد بن ذبيان شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وهو أحد من هجا عشيرته وهجا أضيافه ومن عليهم بالقرى والشماخ لقب واسمه معقل وله أخوان من أبيه
1 - ( جَزَى اللهُ خَيْراً مِنْ أمِيرٍ وبَارَكَتْ ... يَدُ اللهِ في ذَاكَ الأدِيمِ الْمُمَزَّقِ ) (1/453)
2 - ( فَمنْ يَسْعَ أوْ يَركَبْ جَناحَيْ نَعامَةٍ ... لِيُدْرِكَ ما قَدَّمْتَ بِالأمْسِ يُسْبَقِ )
3 - ( قَضَيْتَ أُمُوراً ثُمَّ غادَرْتَ بَعْدَها ... بَوَائِج في أكْمامِها لَمْ تُفَتَّقِ )
_________
وأمه شاعران مجيدان أحدهما مزرد وهو مشهور واسمه يزيد والآخر جزء ابن ضرار وأكثر العلماء على أن هذا الشعر له لا لأخيه الشماخ لكن قالت عائشة رضي الله عنها ناحت الجن على عمر قبل أن يقتل بثلاث وأنشدت هذه الأبيات فقالت عائشة لبعض الناس اعلموا لي علم هذا الرجل الذي قال هذا الشعر فذهبوا نحوه فلم يجدوا أحدا فقالت عائشة فوالله إني لأحسبه من الجن فلما قتل عمر رضي الله عنه نحل الناس هذه الأبيات لجزء بن ضرار هذا والشماخ جعله ابن سلام في الطبقة الثالثة وقرنه بالنابغة الجعدي ولبيد وأبي ذؤيب ووصفه فقال كان شديد متون الشعر أشد كلاما من لبيد ولبيد أسهل منه منطقا
1 - من للبيان والأديم الجلد والمراد جلد عمر بن الخطاب طعنه أبو لؤلؤة فتى المغيرة بن شعبة وقوله وباركت يد الله الخ هذا كلام جزل فخم متين والمعنى كافأ الله الأمير بكل خير وباركت قدرة الله في جلده المشقق بطعنة أبي لؤلؤة فتى المغيرة بن شعبة
2 - ضرب جناحي النعامة مثلا لخفة العدو وسرعة السير والمعنى أن الذي يكلف نفسه اللحاق بك فيما قدمت من البر يكون مسبوقا ولو ركب جناحي نعامة
3 - غادرت تركت والبوائج الدواهي واحدها بائجة والأكمام الغلف ولم تفتق أي لم تشقق والمعنى أنك قضيت في أيامك أمورا ثم تركت بعدها دواهي لم تظهر في حياتك فرأيت سترها أولى خشية الفتنة
1 - ( أبْعَدَ قتيلٍ بِالْمَدينَةِ أظْلَمَتْ ... لهُ الأرْضُ تَهْتَزُّ الْعِضاهُ بِأسْوُقِ ) (1/454)
2 - ( تَظَلُّ الْحصانُ الْبِكْرُ يُلْقِي جَنِينَها ... نَثا خَبَرٍ فَوْقَ الْمَطِيِّ مُعَلَّقِ )
3 - ( ومَا كُنْتُ أخْشَى أنْ تَكُونَ وَفاتُهُ ... بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أزْرَقِ الْعَيْنِ مُطْرِقِ )
4و - قال صخر بن عمرو بن الحرث بن الشَّريد أخو الخنساءِ
_________
1 - العضاه كل شجر يعظم وله شوك والمعنى أيليق بالأشجار العظيمة أن تتحرك زهوا ونشاطا بعد قتل أمير بالمدينة أظلمت لقتله الأرض
2 - الحصان العفيفة ذات الزوج والبكر التي حملت أول حملها والنثا الخبر خيرا كان أو شرا وقوله فوق المطي الخ كناية عن سرعة انتشاره فيما بين الناس والمعنى أن خبر موته أدهش الناس حتى ألقت ذات الجنين جنينها من هذا الخبر الدائر
3 - وما كنت أخشى أي لم يخطر ببالي والسبنتي النمر والمراد به الرجل الجريء وزرقة العين تدل على كونه روميا أو على الضغن والمطرق الوضيع يقول وما كان يخطر ببالي وإن لم آمن الحدثان عليه أن يقدم عليه مثل هذا العبد الدنيء
4 - أحد بني سليم شاعر جاهلي وكان حليما جوادا محبوبا في عشيرته شريفا في قومه وكان أبوه يأخذ بيده ويد أخيه معاوية ويقول أنا أبو خيري مضر فتعترف له العرب بذلك وكان أخا الخنساء لأبيها قالت الخنساء زوجني أبي سيدا من سادات العرب متلافا معطاء فأنفد ماله فخرجت أبتغي لنا شيئا فقال إلى أين يا خنساء قلت إلى أخي صخر فأتيناه فقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين فأقبل زوجي يعطي ويهب حتى أنفده ثم قال لي إلى أين يا خنساء قلت إلى أخي صخر فأتيناه وقاسمنا ماله وأعطانا خير النصفين إلى الثالثة فقالت له امرأته أما ترضى أن تقاسمهم مالك حتى
1 - ( وَقالوا ألاَ تَهْجُوا فَوَارِسَ هَاشِمٍ ... وَمَالِي وَإهْدَاءَ الْخَناثُم مَالِيا ) (1/455)
2 - ( أبَى الْهَجْوَ أنِّي قَدْ أصَابُوا كَرِيمَتي ... وَأنْ لَيْسَ إهْدَاءُ الْخَنا مِنْ شِمالِيا )
3 - ( إذا مَا امْرُؤٌ أهْدَى لِمَيْتٍ تَحِيَّةً ... فَحَيَّاكَ رَبُّ النَّاسِ عَنِّي مُعاوِيَا )
_________
تعطيهم خير النصفين فقال
( والله لا أمنحها شرارها ... ولو هلكت قددت خمارها )
( واتخذت من شعر صدارها ... )
فلما قتل لبست عليه الصدار وكان الذي قتله ربيعة بن ثور الأسدي أدخل حلقا من الدرع في حوفه فأدماه فأضناه وطال مرضه ومله أهله فلما طال عليه البلاء وقد نتأت قطعة لحم في موضع الطعنة واسترخت قالوا له لو قطعتها لرجونا أن تبرأ فقال شأنكم الموت أهون علي مما أنا فيه فقطعت فيئس من نفسه فمات وهذه الأبيات يرثي بها أخاه معاوية وكان قتله دريد وهاشم ابنا حرملة المريان فقيل لصخر أهجهم فقال ما بيننا وبينهم هو أقذع من الهجاء على أني أمسك عن هجائهم صونا لنفسي عن الخنا ثم إنه غزاهم فقتل أحدهما وقال هذه الأبيات
1 - الخنا الفحش والمعنى أنهم حرضوني على هجاء فوارس هاشم لكنني استقبحت ذلك لانطواء الهجاء على الفحش
2 - الشمال الخصلة والمعنى أنهم وإن انتهكوا حرمتي فليس من شيمتي الانتقام بالهجو الذي هو سلاح اللسان وإنما من خصالنا أننا لا ننتصف من أحد إلا بالسيف لا بالكلام الذي هو فعل العاجز
3 - معاويا مرخم معاوية والمعنى إذا أهدى أحد تحية إلى ميت فتحيتك عندي يا معاوية طلب الإحسان والرحمة من الله عليك
1 - ( لَنِعْمَ الْفتَى أدَّى ابْنُ صِرْمَةَ بَزَّهُ ... إذا رَاحَ فَحْلُ الشَّوْلِ أحْدَبَ عَاريا ) (1/456)
2 - ( إذا ذُكِرَ الأخْوَانُ رَقْرَقْتُ عَبْرَةً ... وَحَيَّيْتُ رَمْساً عِنْدَ لِيَّةَ ثَاوِيَا )
3 - ( وَطَيَّبَ نَفْسِي أنَّني لَمْ أقُلْ لَهُ ... كذَبْتَ وَلَمْ أبْخَلْ عَلَيْهِ بمَالِيا )
4 - ( وَذِي إخْوَةٍ قَطَّعْتُ أقْرَانَ بَينِهِمْ ... كَما تَركُونِي وَاحِداً لاَ أخَالِيا )
5و - قالت أُخت المُقصَّصِ الباهلية
_________
1 - ابن صرمة هو هاشم بن حرملة الذي رد على صخر سلاح معاوية وسلبه والبز السلاح والشول النوق التي خف لبنها وارتفع ضرعها وأتى عليها من نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية الواحدة شائلة والمعنى لنعم الفتى هو إذ أدى ابن صرمة إلى صخر سلبه وسلاحه في وقت راح فيه فحل الشول خاوي البطن نحيف الجسم لتغير المرعى
2 - رقرق الدمع صبه ولية اسم موضع والثاوي المقيم والمعنى أني كلما ذكر الأخوان صببت دموعا على تذكر هذا الفقيد وأخذت أحيي قبرا مقيما بلية
3 - المعنى وهون ما ألقاه من الحزن عليه أني لم أخجله مرة بقولي له كذبت ولم أبخل عليه بمالي
4 - الأقران الحبال وانتصب واحدا على الحال والمعنى ورب رجل صاحب إخوة قطعت الأسباب الجامعة بيني وبين إخوته بقتلي إياهم كما أنهم تركوني وحيدا فريدا ويعني بالرجل نفسه
5 - هي ميسون من بني الصموت من عبد الله ابن كلاب بن عامر بن صعصعة شاعرة من شعراء الإسلام كانت أيام عبد الملك بن مروان وهي ترثي بهذه الأبيات أخاها المقصص حين قتله هلال أخو بني سمال بن عوف وكان من حديثه أن المقصص أخا بني الصموت خرج أيام فتنة ابن الزبير يأخذ الصدقات ممن يمر به من الناس حتى أتى بني قنفذ
1 - ( يَا طُولُ يَوْمِي بِالْقَلِيبِ فلَمْ تَكدْ ... شَمْسُ الظَّهيرَةِ تُتَّقَى بِحِجابِ ) (1/457)
2 - ( وَمُرَجِّمٍ عَنْكَ الظُّنُونَ رَأيْتهُ ... وَرَآكَ قَبْلَ تأمُّلِ الْمُرْتابِ )
3 - ( فَأفَأْتَ أُدْماً كالْهِضابِ وَجَامِلاً ... قَدْ عُدْنَ مِثْلَ عَلاَئفِ الْمِقْضابِ )
_________
من بني سليم فأخذ صدقاتهم ثم بعث إلى هلال أن ابعث إلي بابنتك فقال هلال إن كان تزويجا فليأتنا فإنه كفء فقال إنما أردت أن تمشط رؤسنا وتتحدث معنا فضرب هلال الرسول فركب المقصص في فرسان ثلاثة حتى هجم على الحي فثاروا إليه فناوشوه قليلا وحمل المقصص على هلال فخاف هلال أن يطعنه وليس معه سلاح فوجد أثفية فاقتلعها ورماه بها فقتله وانهزم أصحابه فركب أولياء المقصص حين هدأت الفتنة إلى الحجاج وذكروا أمر صاحبهم فأهدر دم المقصص فقالت أخته هذه الأبيات وكان مقتله بناحية هضب القليب وهو موضع بنجد
1 - القليب اسم موضع وتتقي تحتجب والمعنى طال يومي بالقليب حتى ظننت أن شمسه ليس لها غروب
2 - الواو واو رب والمرجم من الرجم وهو التكلم بالظن
3 - أفأت أي رجعت بالفيء وهو الغنيمة والأدم من الظباء بيض تعلوهن جدد فيهن غبرة ومن الإبل البياض الواضح والهضاب جمع هضبة وهي الجبل المنبسط وجامل جمع جمل والعلائف جمع علوفة وهي ما يسمن في البيوت والمقضاب المزرعة التي تنبت القضب ومعنى البيتين ورب رجل كذبته ظنونه فبلغه خبر غزوك فظن أنك بالبعد منه فأغرت عليه قبل أن يتأمل ما شك فيه من أمرك فأصبت من الفيء بإغارتك عليه ما أعطيت منه إبلا عظيمة سمينة
1 - ( لَكُمُ الْمُقصصُ لاَ لَنا إنْ أنْتُمُ ... لَمْ يَأتِكُمْ قَوْمٌ ذَوُو أحْسابِ ) (1/458)
2 - ( فَكِهٌ إلى جَنْبِ الْخِوَانِ إذا غَدَتْ ... نَكْباءُ تَقْلَعُ ثَابِتَ الأطْنابِ )
3 - ( وأبُو الْيَتامَى يَنْبُتُونَ ببابِهِ ... نَبْتَ الْفِرَاخِ بِكالِيءٍ مِعْشابِ )
4و - قالت عَمرَةُ بنتُ مرداس ترثي أخاها
5 - ( أعَيْنَيَّ لَمْ أخْتِلْكُما بِخيانَةِ ... أبَى الدَّهْرُ وَالأيَّامُ أنْ أتَصَبَّرَا )
6 - ( وَمَا كُنْتُ أخْشَى أنْ أكُونَ كأنَّني ... بَعِيرٌ إذا يُنْعَى أُخَيَّ تَحَسَّرَا )
_________
1 - المقصص اسم المرثي والمعنى إن لم يأتكم قوم ذوو حسب يطلبون ثأر المقصص فهو رجل منكم مهدور الدم لامنا
2 - الفكه الحسن الخلق الضحوك والنكباء ريح عادلة عن مهب الرياح المعروفة والخوان ما يؤكل عليه الطعام والأطناب حبال الخيمة والمعنى أنه حسن الخلق ضحوكا عند قربه من الخوان مع من يطعمهم من المحتاجين حين هبوب الريح التي تقلع أصول الخيام وتهلك الزرع فينشأ عنها شدة الجدب
3 - ينبتون يجتمعون والفراخ دود يكون في العشب والكالئ موضع الكلأ وهو العشب والمعشاب الكثير العشب والمعنى أنه كان ملجأ لليتامى متفقدا لأحوالهم فكانوا يجتمعون عند بابه كاجتماع الدود في العشب
4 - هي أخت العباس بن مرداس السلمي شاعرة مجيدة مقلة مخضرمة أمها الخنساء بنت عمرو الشاعرة
5 - ختله خدعه والمعنى يا عيني ما خدعتكما بخيانة ولا حذرتكما من البكاء وأنتما مديمان له وما رضيت الأيام مني سلوا وتصبرا
6 - تحسر البعير سقط تعبا والمعنى أني كنت قبل هذه الرزية واثقة بصبري إلى أن أخبرت بموت أخي فصرت كأني بعير حمل فوق الطاقة فسقط تعبا
1 - ( ترَى الْخَصْمَ زُوراً عَنْ أُخَيَّ مَهابَةً ... وَلَيْسَ الْجلِيسُ عَنْ أخَيَّ بِأزْوَرَا ) (1/459)
وقالت ريطةُ بِنتُ عاصم
2 - ( وقَفْتُ فأبْكَتْني بِدَارٍ عَشِيرَتي ... عَلى رُزْئهِنَّ الْباكِياتُ الْحَواسِرُ )
3 - ( غدَوْا كَسُيُوفِ الْهِنْدِ وُرَّادَ حَوْمَةٍ ... مِنَ الْمَوْتِ أعْيا ورْدَهُنَّ الْمَصادِرُ )
4 - ( فَوَارِسُ حَاموْا عَنْ حَرِيمي وَحَافَظُوا ... بِدَارِ الْمَنايَا وَالْقَنا مُتشَاجِرُ )
5 - ( وَلوْ أنَّ سَلْمى نَالَها مِثْلُ رُزْئِنا ... لَهُدَّتْ ولَكنْ تَحْمِلُ الرُّزْءَ عَامِرُ )
_________
1 - الزور جمع أزور وهو المنحرف والمعنى أن أخي كانت خصماؤه منحرفة عنه لعظم هيبته وجلساؤه في أنس وحبور فكأن هيبته مرارة على الأعداء وحلاوة للأصدقاء
2 - الرزء فقدان الحبيب والحواسر الكاشفات عن وجوههن والمعنى أني لما رأيت النساء عند وقوفي بدار العشيرة باكيات كاشفات الوجوه مما أصبن به بكيت لبكائهن
3 - الوراد جمع وارد والحومة موضع القتال وأعيا وردهن المصادر معناه لم يصدروا عنها والمعنى أن الذين فقدوا كانوا كسيوف الهند في قوة الطعن فغدوا واردين موضع القتال فلم يصدروا عن ورودهم لكونهم مقتولين
4 - الحريم الموضع الذي تلزمهم حمايته والمتشاجر المشتبك والمتداخل والمعنى أنهم شجعان منعوا حريمي عن استطالة أيدي الأعداء إليها وثبتوا على المحافظة في حال اشتباك الرماح
5 - سلمى أحد جبلي طيىء وهدت كسرت وعامر قبيلتها والمعنى لو أن الجبل المدعو بسلمى أصابه مثل رزيتنا لدك وتكسر ولكن تحملها بنو عامر لشدة صبرهم
1 - ( كأنَّهُمُ تَحْتَ الْخَوافِقِ إذْ غَدَوْا ... إلَى الْمَوتِ أُسْدُ الْغابَتَينِ الْهَواصرُ ) (1/460)
2و - قالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفَيْلٍ
3 - ( آلَيتُ لا تَنْفكُّ عَيْنِي حَزِينةً ... عَليْكَ وَلاَ يَنْفكُّ جِلْدِيَ أغْبرَا )
4 - ( فللهِ عَيْنَا مَنْ رَأى مِثْلَهَ فَتًى ... أكَرَّ وَأحْمَى في الْهِيَاجِ وَأصْبَرَا )
5 - ( إذا أُشْرِعَتْ فِيه الأسِنَّةُ خَاضَها ... إلى الْمَوْتِ حَتَّى يَتْرُك الْمَوْتَ أحْمَرا )
_________
1 - الخافق المضطرب والهصر الدفع والكسر والهواصر واحده هاصر والمعنى أنهم لما ساروا في الصباح إلى لقاء العدو والرايات عليهم خافقة أشبهوا الأسود الكواسر في غاباتها
2 - شاعرة فصيحة صحابية لها جمال وكمال وتمام في عقلها ومنظرها وجزالة في رأيها تزوجت بعبد الله بن أبي بكر الصديق فلما مات من السهم الذي أصابه بالطائف خطبها عمر بن الخطاب فتزوجت به فلما قتل خطبها الزبير بن العوام فتزوجها فلما قتل عنها بوادي السباع تزوجها الحسين بن علي رضي الله عنهما فلما قتل بكربلاء كانت أول من رفع خده عن التراب ثم تأيمت بعده وكان عبد الله بن عمر يقول من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة قال أبو رياش هذه الأبيات قالتها عاتكة ترثي بها زوجها عبد الله بن أبي بكر وكان قد أصابه سهم يوم الطائف رماه به أبو محجن فماطله حتى مات في خلافة أبيه
3 - آلى حلف والمعنى أقسمت لا أترك البكاء عليك ولا يمس جلدي ماء أغتسل به من الغبار حزنا على فقدك
4 - الهياج الحرب والمعنى أنه كان عديم المثال ومن العجيب رؤية إنسان فتى مثله أكثر منه كرا وحماية وصبرا على القتال
5 - فيه الأسنة الضمير يرجع إلى الهياج ويترك الموت أحمر أي شديدا والمعنى أنه كان
وقال امرأة من طيىء (1/461)
1 - ( تأوَّبَ عَيني نُصْبُها وَاكْتئَابُها ... وَرَجَّيْتُ نَفْساً رَاثَ عَنْها إيَابُها )
2 - ( أُعَلِّلُ نَفْسي بِالْمُرَجَّمِ غَيْبُهُ ... وكاذبْتُها حتَّى أبَانَ كِذَابُها )
3 - ( ألَهفَى عَلَيْكَ ابْنَ الأشَدِّ لِبُهمَةٍ ... أفَرَّ الكُماةَ طَعْنُها وَضِرَابُها )
4 - ( مَتى يَدْعُهُ الدَّاعِي إليْهِ فإنَّهُ ... سَمِيعٌ إذا الآذَانُ صَمَّ جَوَابُها )
5 - ( هوَ الأبْيَضُ الوضَّاحُ لوْ رُمِيَتْ بِهِ ... ضَوَاحِ مِنَ الرِّيَّانِ زَالتْ هِضابُها )
_________
إذا أشرعت في الحرب الأسنة إلى الفرسان خاضها فلا يرجع حتى يترك الموت شديدا ويسفك دماء كثيرة
1 - التأوب الرجوع والنصب التعب والاكتئاب الحزن وراث أبطأ والإياب الرجوع والمعنى توالى البكاء من عيني ورجع إليها تعبها وحزنها وعلقت رجائي بنفس غائبة عني وقد خفيت أخبارها علي وأبطأ رجوعها إلي
2 - علله به شغله والغيب الخبر والترجيم التكلم بلا علم وأبان ظهر والمعنى أني أشغل نفسي وألاطفها بمن خبره يظن به الظنون تسكينا لها فلا زلت أعاملها بالكذب حتى ظهر الأمر
3 - البهمة الشجاع وتأنيث الضمير في البيت مراعاة للفظ البهمة وأفر طرد والكماة الشجعان والمعنى أني في غاية التحسر عليك يا ابن الأشد لشجاعتك التي طردت بها الشجعان عن بعضهم بطعنك وضرابك
4 - المعنى أنه كان إذا ناداه المستغيث إلى أن يدفع عنه ما هو فيه من الأمر النازل به فإنه يسرع بإجابته حين لا تصغى آذان غيره إلى الاستغاثة بل تصم
5 - تريد بالأبيض الوضاح خلوص النسب واشتهار الذكر والضواحي النواحي والريان جبل معروف والهضاب ما دون المرتفع من الجبال والمعنى أنه صافي النسب
وقالت العوراء بنت سُبيعٍ (1/462)
1 - ( أبكِي لِعَبْدِ اللهِ إذْ ... حُشَّتْ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَارُهْ )
2 - ( طَيَّانَ طَاوى الْكَشْحِ لا ... يُرْخَى لِمُظْلِمةِ إزَارُهْ )
3 - ( يَعْصِي الْبَخِيلَ إذا أرَاد ... المَجْدَ مَخْلُوعاً عِذارُهْ )
وقالت عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نُفيلٍ ترثي عمر
4 - ( مَنْ لِنْفسٍ عَادَها أحزَانُها ... وَلِعَيْنٍ شَفَّها طُولُ السَّهَدْ )
5 - ( جَسدٌ لُفِّفَ في أكْفانِهِ ... رَحمْةُ اللهِ على ذَاكَ الْجَسدْ )
_________
مشهور الذكر لكرمه وعفته فلو رميت به نواحي الريان لزالت هضابها عن أماكنها لشدة بأسه وهيبته
1 - حشت أوقدت والمعنى أني أبكي لفقد عبد الله حين أوقدت نار حربه قبل الصبح فقتل
2 - الطيان أصله الجائع فأستعير له طاوي الكشح أي مضمر البطن ليس بضخم الجنبين ويقال رجل طوى كشحه أي أعرض بوده والمظلمة المرأة التي أظلم عليها الليل والمعنى أنه كان ضامر البطن معرضا عمن لا يريد وده عفيفا وكان من عادتهم في الجاهلية أن الواحد منهم إذا طرق امرأة بالليل لفاحشة وقضى منها مراده أرخى إزاره راجعا على أثر قدمه لئلا يخرج الأمر من حد الخفاء
3 - العذار للفرس اللجام والمعنى أنه كان لا يطيع بخيلا على بخله إذا أراد المجد ولا يبالي بقول عاذل كالفرس الذي خلع لجامه فلا يستطاع رده
4 - عادها جاءها وابتدأها وشفها أضر بها ونقصها والمعنى من أستنجده لنفس نزلت بها الأحزان ومن لعلاج عين أضر بها ونقصها طول السهر
5 - رحمة الله الخ اعتراض بين الأوصاف
1 - ( فِيه تَفْجيعٌ لَمولًى غَارِمٍ ... لَمْ يَدَعْهُ اللهُ يَمشي بِسَبدْ ) (1/463)
وقالت امرأة من بني الحرث
2 - ( فارِسٌ مَا غَادَرُوهُ مُلْحَماً ... غَيرَ زُمَّيْلٍ وَلا نِكْسٍ وَكلْ )
3 - ( لوْ يَشا طَارَ بِهِ ذو مَيْعةٍ ... لاَحِقُ الآطالِ نَهْدٌ ذُو خُصَلْ )
4 - ( غَيرَ أنَّ الْبأْسَ مِنهُ شِيمةٌ ... وصُرُوفُ الدَّهْر تَجْري بِالأجَلْ )
5و - قال جَريرُ يرثي قَيس بن ضِرَار بن الْقَعقَاع بن مَعبَدٍ بن زُرَارةَ
_________
1 - المولى ابن العم هنا والغارم من لزمته الدية والسبد الشيء القليل ومعنى البيتين رحم الله جسدا جهز بما يجهز به الموتى وفجع به مواليه الذين كانوا يعيشون بخيره وإذا لحق أحدهم غرم احتمله عنه حتى لم يبق شيئا من ماله
2 - ما من قولها ما غادروه زائدة والملحم ما جعل لحما للسباع والطير والزميل الضعيف والنكس المقصر عن غاية المجد والكرم والوكل الجبان الذي يتكل على غيره والمعنى أن الذي قتل فارس ترك في المعركة لحما للطير مع كونه كان مقداما ذا بأس يقدم على الأمور بنفسه غير ضعيف
3 - الميعة نشاط الفرس والأطل الخاصرة ولاحقه ضامره والنهد القوي والخصلة بالضم لفيفة من شعر والمعنى أنه لو أراد النجاة لطار به فرس هذه صفاته لكنه اختار الموت على الحياة
4 - المعنى لا عيب فيه غير أنه جعل البأس شيمته ولكن لا مخلص من الأجل ونوائب الدهر
5 - هو ابن عطية بن الخطفي واسمه حذيفة بن بدر ينتهي نسبه إلى يربوع بن حنظلة ابن مالك بن زيد مناة بن تميم شاعر مفلق مكثر مجيد وهو والفرزدق
1 - ( وَبَاكِيةٍ مِنْ نَأْيِ قَيْسٍ وَقَدْ نَأتْ ... بِقَيْسٍ نَوَى بَينٍ طَوِيلٍ بِعادُها ) (1/464)
2 - ( أظُنُّ انْهمَالَ الدَّمْعِ لَيْسَ بِمُنَتهٍ ... عَن الْعيْنِ حَتَّى يَضْمَحِلَّ سَوَادُها )
3 - ( وَحُقَّ لِقَيْسٍ أنْ يُباحَ لَهُ الْحِمَى ... وَأنْ تُعْقرَ الوْجنَاءُ أنْ خَفَّ زَادُها )
_________
والأخطل المقدمون على شعراء الإسلام الذين لم يدركوا الجاهلية ومختلف في أيهم المتقدم ولم يبق أحد من شعراء عصرهم إلا تعرض لهم فافتضح وسقط وكان جرير يناضله ثلاثة وأربعون شاعرا فينبذهم وراء ظهره ويرمي بهم واحدا واحدا وثبت له الفرزدق والأخطل قال ابن سلام سألت بشارا المرعث يعني ابن برد أي الثلاثة أشعر فقال لم يكن الأخطل مثلهما ولكن ربيعة تعصبت له فأفرطت فيه قال وكان لجرير ضروب من الشعر لا يحسنها الفرزدق سمع الفرزدق ذات يوم عند الأحوص مغنية تغني فقال الفرزدق ما أرق شعركم يا أهل الحجاز وأملحه فقال الأحوص أو ما تدري لمن هذا الشعر قال لا والله فقال إنه لجرير يهجوك به فقال ويل لابن المراغة ما كان أحوجه مع عفته إلى صلابة شعره وأحوجني مع شهواتي إلى رقة شعره
1 - النأى البعد والنوى البعد أيضا والبين الفراق والمعنى ورب باكية على فراق قيس وقد طرحته النوى بمكان لا يرجى رجوعه منه
2 - منته منقطع والمعنى أتحقق أنه لا ينقطع الدمع من العين إلا بعد ذهاب سوادها
3 - العقر قطع القوائم والوجناء القوية من الإبل والعظيمة الوجنتين والمعنى وحق لقيس أن يطمع العدو في حماه لذهاب حاميه وأن تعقر الوجناء لقلة الزاد إذ لا خير في شيء لا صاحب له
وقال آخر (1/465)
1 - ( إنَّ الْمَساءَةَ لِلْمسِرَّةِ مَوْعِدٌ ... أُخْتانِ رَهْنٌ لِلْعَشِيَّةِ أوْ غَدِ )
2 - ( فإذَا سَمِعْتَ بِهَالِكٍ فتَيَقَّننْ ... أنَّ السَّبِيلَ سَبِيلُهُ وتَزَوَّدِ )
وقال آخر يرثي أخاه
3 - ( أخ وَأبٌ بَرٌّ وَأُمٌّ شَفِيقةٌ ... تَفَرَّقَ فِي الأَبْرَارِ مَا هُوَ جَامِعُهْ )
4 - ( سَلَوْتُ بِهِ عَنْ كُلِّ مَن كَان قَبْلَهُ ... وَأذْهَلنِي عَنْ كُلِّ مَا هُوَ تَابِعُهْ )
وقال آخر يرثي ابنه
5 - ( ذَهَبتَ عَلَى حِينَ أعْجَبْتَنِي ... وَوَلَّى الشَّبابُ وَجَاءَ الْكِبَرْ )
6 - ( فإنْ أبْكِ أبْكِ عَلى فَاجِعٍ ... وَإنْ يَكُ صَبرٌ فَمثْلِي صَبَرْ )
_________
1 - المعنى أن المسرة لا تدوم على حال إذ موعدها المساءة وهما أختان لوقوع التقابل بينهما فالإنسان يموت إما ليلا أو نهارا
2 - المعنى إذا بلغك موت أحد فاعتبر به وتيقن أن سبيلك سبيله فخير ما يختار في الحياة التزود بالعمل الصالح
3 - المعنى أن أخي كان جامعا للمشتت من الأخلاق الحسنة فكان أخا في المودة وأبا في البر وأما في الرأفة وقليل اجتماع هذه الأخلاق في رجل واحد
4 - المعنى أني كنت مستغنيا به عن كل عزيز فقدته قبله فصرت لا أبالي بعد موته بفقد أحد
5 - المعنى أني فقدتك حين سر قلبي بك وقمت بخدمتي فذهبت حين تولى الشباب ونزول الكبر
6 - المعنى أني إذا بكيت لا ألام فإني لا أبكي إلا على من فجع الناس موته وإذا قدر مني
صبر فلي أسوة بأمثالي (1/466)
والحمد لله في البداية والنهاية على سيدنا محمد وآله وصحبه أولى الرواية والدراية
تم الجزء الأول بعون الله تعالى ويليه الجزء الثاني أوله باب الأدب
1 - ( لِكلِّ امْرِئٍ شِعْبٌ مِنَ الْقَلْبِ فَارغٌ ... وَمَوْضِعُ نَجْوَى لاَ يُرُامُ اطِّلاَعُها ) (2/3)
2 - ( يَظَلُّونَ شَتَّى فِي الْبِلاَدِ وَسِرُّهُمْ ... إلَى صَخْرَةٍ أعْيا الرِّجَالَ انْصِدَاعُها )
وقال يحيى بن زياد تقدمت ترجمته
3 - ( وَلَمَّا رَأيْتُ الشَّيْبَ لاَح بَياضُهُ ... بِمَفْرِقِ رَأْسي قُلْتُ لِلشَّيْبِ مَرْحَبا )
4 - ( ولَوْ خفْتُ إنِّي إنْ كَفَفْتُ تحِيَّتِي ... تَنَكَّبَ عَنِّي رُمْتُ أنْ يَتَنكَّبا )
5 - ( وَلكِنْ إذَا مَا حَلَّ كُرْهٌ فَسامَحَتْ ... بِهِ النَّفْسُ يَوْمًا كانَ لِلْكُرْهِ أذْهَبا )
_________
أفردت كلا منهم بالوفاء وكتمان ما أودعني من سره فكنت أنا نظام أسرارهم
1 - الشعب هنا الجانب ونجوى مصدر ويوصف به الأمر المكتوم والمعنى لكل رجل منهم موضع من قلبي أحفظ له فيه ما يودعني من السر وموضع مناجاة يصعب الوصول إليه
2 - يقال شت الأمر شتا وشتيتا تفرق قوله إلى صخرة أي مضموم إلى صخرة وأعياه كذا أعجزه وانصدع انشق والمعنى أنهم يغيبون عني وسرهم مكتوم عندي كأنهم أودعوه في صخرة أعجز الرجال شقها
3 - لاح أشرق وأضاء وكان الظاهر أن يقول قلت له ولكنه أظهر للتفخيم ومرحبا كلمة تقال للتحية والإكرام والمعنى لما ظهر الشيب برأسي رضيت به وأكرمته
4 - خفت المراد بها رجوت وتنكب أعرض
5 - الكره المكروه وجاء بلكن هنا لترك قصة إلى قصة أخرى وسامحت ساهلت ومعنى البيتين لو رجوت إني إذا تكرهت المشيب وغضبت عليه أعرض عني لفعلت ذلك حتى يعرض عني ولكن إذا حل ما يكرهه الإنسان فتلقاه بثبات وصبر كان ذلك أعون على زوال الكراهة
1 - قال المرار بن سعيد (2/4)
2 - ( إذَا شِئتَ يَوْماً أنْ تَسُودَ عَشِيرَةً ... فَبِالْحِلْمِ سُدْلاَ بِالتسَرُّعِ وَالشَّتْمِ )
3 - ( وَلَلْحِلْمُ خَيْرٌ فاعْلَمَنّ مَغَبَّةً ... مِنَ الْجَهْلِ إلاَّ أنْ تُشَمَّسَ مِنْ ظُلْمِ ) 4
وقال عصام بن عبيد الزمَّاني )
5 - ( أبْلِغ أبَا مَسْمَعٍ عَنِّي مُغَلْغَلَةً ... وفِي الْعِتابِ حَياةٌ بَيْنَ أقْوَامِ )
_________
1 - وجده حبيب بن خالد بن نضلة بن الأشيم بن هوازن شاعر إسلامي من مخضرمي الدولتين بني أمية وبني العباس وقيل إنه لم يدرك بني العباس وكان قصيرا مفرط القصر ضئيل الجسم وكان يهاجي المساور بن هند أحد بني جذيمة العبسي وكان له أخ يسمى بدرا وكانا لصين وكان بدر أشهر منه بالسرقة وأكثر غارات على الناس
2 - التسرع التعجل والمعنى إذا أردت أن تكون سيدا في عشيرة فاستعمل معها الرفق والمداراة لا الغضب والتحامل
3 - اللام لام الابتداء وقوله فاعلمن أي فاعلم الحلم ومغبته والمغبة العاقبة ولما قال وللحلم خير من الجهل مغبة وأطلق رجع واستثنى في كلامه فقال إلا أن تشمس الخ ويقال شمس لي فلان إذا تنكروهم بالشر والمعنى أن عاقبة الحلم خير من عاقبة الجهل فالزم الحلم إلا أن ترى ظلما لا يدفع إلا بالجهل فافعله فإنه أفضل إذن من الحلم
4 - هو شاعر جاهلي مقل من من بني حنيفة ابن لجيم وزمان أحد أجداده
5 - مغلغة أي رسالة مغلغلة ومعنى كونها مغلغلة محمولة من بلد إلى بلد وفي العتاب الخ اعتراض والمعنى أد رسالتي إلى أبي مسمع وأعلمه أن القوم ما داموا يتعاتبون فهم بخير فإذا ارتفع العتاب من بينهم انطوت صدورهم على الضغائن
1 - ( أدْخَلْتَ قَبْلِيَ قَوْماً لَمْ يَكُنْ لَهَمُ ... في الْحَقِّ أن يَدْخُلُوا الأبْوَابَ قُدَّامِي ) (2/5)
2 - ( لَوْ عُدَّ قَبْرٌ وَقَبْرُ كُنْتَ أكرَمَهُمْ ... مَيْتاً وَأبْعَدَهُمْ مِنْ مَنزِلِ الذَامِ )
3 - ( فَقَدْ جَعَلْتُ إذَا مَا حَاجَتِي نَزَلَتْ ... بِبابِ دَارِكَ أدْلُوهَا بأقْوَامِ )
4و - قال شبيب بن البرصاء المري
_________
1 - المعنى قربت دوني قوما ليس لهم حق القربة
2 - الام العيب والمعنى أن القبور لو عدت واحدا بعد واحد لكنت أكرم من مضى قبلك من الأموات وأبعدهم عن العيب
3 - أدلوها انتجزها والمعنى أنك لرفعتهم على عندك أحوجتني إلى استشفاع الناس في تنجز حوائجي
4 - هو شبيب بن زيد بن جمرة أو جبرة يصل نسبه إلى مرة بن سعد بن ذبيان والبرصاء أمه قالوا أن البرصاء هذه خطبها رسول الله ولم يكن بها برص فقال أبوها لا أرضاها لك يا رسول الله فإنها برصاء فرجع أبوها إليها فإذا هي قد برصت وأبوها اسمه الحارث بن عوف بن أبي حارثة وشبيب شاعر فصيح إسلامي بدوي لم يحضر إلا وافدا أو منتجعا وهو من شعراء بني أمية وكان يهاجي عقيل بن علفة ويعاديه لشراسة كانت في عقيل وشر عظيم وكلاهما كان سيدا شريفا في قومه وكان شبيب أعور أصاب عينه رجل من طيىء في حرب كانت بينهم وكان قد خطب إلى يزيد بن هاشم بن حرملة المري ابنته فقال هي صغيرة فقال شبيب لا ولكنك تريد أن تردني فقال له يزيد ما أردت ذاك ولكن انظرني هذا العام فرحل شبيب مغضبا فكلم يزيد بعض أهله وقال له ما أفلحت خطب إليك شبيب سيد قومك فرددته فبعث إليه يزيد ارجع فقد زوجتك فإني أكره أن ترجع إلي
1 - ( وَإنِّي لَتَرَّاكُ الضَّغِينةِ قَدْ بَدَا ... ثَرَاها مِنَ المَوْلَى فَلاَ اسْتَثيرُها ) (2/6)
2 - ( مَخَافَةَ أنْ تَجْنى عَلَيَّ وَإنَّما ... يَهِيجُ كَبِيرَاتِ الأمُورِ صَغِيرُها )
3 - ( لَعِمْري لَقَدْ أَشْرَفْتُ يَوْمَ عُنَيْزَةٍ ... عَلَى رَغْبَةٍ لَوْ شَدَّ نَفْسِي مَريرُها )
4 - ( تَبَيَّنُ أعْقَابُ الأُمُورِ إذَا مَضَتْ ... وَتُقْبلُ أشْبَاهًا عَلَيكَ صُدُورُهَا )
5 - ( إذَا افْتَخرَتْ سَعْدُ بْنُ ذُبْيانَ لَمْ تَجِدْ ... سِوَى مَا ابْتَنَيْنا مَا يَعُدَّ فخُورُها )
_________
أهلك وقد رددتك فأبى شبيب أن يرجع وقال قصيدة اختار منها أبو تمام هذه الأبيات
1 - الضغينة الحقد وأصل الثرى الندوة في التراب واستثاره أثاره والمولى ابن العم هنا يقول إني أعفو وأتغاضى وأعرض عن الشر إذا بدا لي من ابن عمي
2 - ضمير تجني راجع إلى الضغينة والمعنى مخافة أن تجر الضغينة على أمرا لا يمكن تداركه فقد يكون الأمر صغيرا في المبدإ ثم يزداد عظما حتى يعم شره
3 - عنيزة موضع والرغبة المرغوب فيه كأنه كان قد ظهرت له فرصة في صاحبه لو انتهزها لكان فيها الاشتفاء والمرير من الحبال المحكم فتله والمعنى أقسم بحياتي إني نظرت يوم عنيزة إلى أمر مرغوب فيه وبغية كانت لي لو أمضيت فيها عزمي لشفيت نفسي ولكني اخترت ما هو الأفضل والأمدح فمنعت نفسي عن الشر وطويتها على السماح
4 - تبين أي تتبين وأعقاب الأمور أواخرها والمراد بالأشباه المتشابهة وصدورها أوائلها والمعنى أن الأمور إذا مضت لا تشتبه نتائجها وإنما المشتبه عليك منها أوائلها
5 - فخر القوم ذكروا مناقبهم وما مفعول لتجد والمعنى أن قبيلة سعد ابن ذبيان إذا افتخرت لم تجد ما تعده فخرا سوى ما بنيناه من المجد فالفخر لنا
1 - ( فَلاَ خَيرَ فِي الْعِيدَانِ إلاَّ صِلاَبُهَا ... وَلاَ نَاهِضَاتِ الطَّيرِ إلاَّ صُقُورُهَا ) (2/7)
2 - ( ألَمْ تَرَ أنَّا نُورُ قَوْمٍ وَإنَّما ... يُبَيِّنُ فِي الظَّلْماءِ لِلنَّاسِ نُورُهَا )
وقال مَعْنْ بن أوس
_________
1 - الناهض من الطير الباسط جناحيه للطيران والمعنى خير الأعواد أصلبها وأسرع الطيور صقورها يعني أن المفاخر لا ينالها إلا من هو أهل لها
2 - جعل نفسه وقومه نورا لبلادهم لأنه ينتفع بهم كما ينتفع بالنور والعرب تقول في المدح فلان نجم البلد ونوره إلا أنهم إذا قالوا فلان شمس أرادوا الغلبة والظهور وإذا قالوا نور أرادوا الرفعة والشرف والمعنى ألم تر أنا للقوم بمنزلة النور للأبصار فلا يهتدون إلا بحسن تدبيرنا
3 - وجده نصر ابن زياد ينتهي نسبه إلى مزينة بن أد وهو شاعر مجيد محسن متين الكلام حسن الديباجة فخم المعاني من مخضرمي الجاهلية والإسلام وله مدائح كثيرة في أصحاب رسول الله ووفد إلى عمر بن الخطاب مستعينا به على بعض أمره وخاطبه بقصيدته التي أولها
( تأوّبه طيف بذات الجرائم ... فنام رفيقاه وليس بنائم )
وعمر بعد ذلك إلى أيام الفتنة بين عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم وكان معاوية بن أبي سفيان يفضل مزينة في الشعر ويقول كان أشعر أهل الجاهلية منهم وهو زهير وكان أشعر أهل الإسلام منهم وهو ابنه كعب ومعن ابن أوس وكان له صديق قد تزوج معن بأخته فاتفق أن معنا طلقها فآلى صديقه أن لا يكلمه أبدا فأنشأ معن يستعطف قلبه ويسترقه له بهذه الأبيات
1 - ( لَعَمْرُكَ مَا أدْرِي وَإنِّي لأَوْجَلُ ... عَلى أيِّنا تَغْدُو الْمَنِيَّةُ أوَّلُ ) (2/8)
2 - ( وإنِّي أخُوكَ الدَّائمُ الْعَهْدِ لَمْ أخُنْ ... إنَ أبزَاكَ خَصْمٌ أوْ نَبابكَ مَنْزِلُ )
3 - ( أُحَارِبُ مَنْ حَارَبْتَ منِ ذِي عَدَاوةٍ ... وأحْبِسُ مَالِي إنْ غَرِمْتَ فأعْقِلُ )
4 - ( وإنْ سُؤْتَنِي يَوْماً صَفَحْتُ ألَى غَدٍ ... لِيُعْقِبَ يَوْماً مِنْكَ آخرُ مُقْبِلُ )
5 - ( كأنَّكَ تَشْفى مِنْكَ دَاءَ مَساءَتِي ... وَسُخْطِي وَمَا فِي رِيبَتِي ما تَعَجَّلُ )
6 - ( وَإنِّي عَلى أشْياء مِنْكَ تُريبُنِي ... قَدِيماً لَذُو صَفْحٍ عَلى ذَاكَ مُجْمِلُ )
_________
1 - وجل خاف والمعنى وبقائك ما أعلم أين يكون المقدم في غدو الموت عليه وانتهاء الأجل به وإني لخائف مترقب
2 - أبزى به فلان قهره وبطش به ونبا بعد ونيابه المنزل لم توافقه الإقامة فيه
3 - أحارب الخ هذا تفسير لدوام عهده وثبات وده ومعنى البيتين أني لك صادق المودة دائم الوفاء ولا يظهر لك ذلك إلا عند تطاول الأعداء وتجافي المنزل فأعادي من عاداك وإن أصابك غرم حبست مالي عليك لتدفع به ما يثقلك من الدين
4 - المعنى إن فعلت ما يسوؤني تجاوزت عنك إلى غد ليجيء يوم آخر مقبل منك بما يسرني
5 - مساءتي يريد إساءتك إلي وكذلك سخطي يريد سخطك علي وقوله وما في ريبتي ما تعجل يريد ليس في مساءتي وما يريبني ربح ومنفعة تتعجلها والمعنى أنك تستمر في إساءتك إلي وسخطك علي حتى كأن بك داء شفاؤه بذلك وما في مساءتي وما يريبني ربح ومنفعة توجب أن تتعجلها
6 - المعنى وإني مع كوني غير راض عنك لما رابني فيك من قديم الإساءة لصفوح ومهد إليك الجميل
1 - ( سَتَقْطعُ فِي الدُّنْيا إذَا ما قَطَعْتَنِي ... يَمِينَكَ فانْظُرْ أيَّ كَفٍّ تَبَدَّلُ ) (2/9)
2 - ( وَفي النَّاسِ إنْ رَثَّتْ حِبَالُكَ وَاصِلٌ ... وفي الأرْضِ عَنْ دَارِ الْقِلَى مُتَحَوَّلُ )
3 - ( إذا أنْتَ لَمْ تُنْصِفْ أخَاكَ وَجَدْتَهُ ... عَلَى طَرَفِ الْهِجْرَان إنْ كانَ يَعْقِلُ )
4 - ( وَيَرْكَبُ حَدَّ السَّيْفِ منْ أنْ تَضيمَهُ ... إذَا لَمْ يكُنْ عَنْ شَفْرَةِ السَّيْفِ مَزْحَل )
5 - ( وكُنْت إذَا مَا صَاحِبٌ رَامَ ظنَّتِي ... وَبَدَّلَ سُوأً بِالَّذِي كُنْتُ أفْعَلُ )
6 - ( قَلَبْتُ لَهُ ظهْرَ الْمِجَنِّ فَلَمْ أدُمْ ... عَلى ذَاكَ إلاَّ رَيْثَما أتَحَوَّلُ )
7 - ( إذَا انْصَرَفَتْ نَفْسي عَنِ الشَّيءِ لَمْ تَكَدْ ... إلَيْهِ بِوَجْهٍ آخِرَ الدَّهْرِ تُقْبِلُ )
_________
1 - المعنى أنا لك في الموافقة بمنزلة يمينك وإذا قطعتني فإنما قطعت يمينك فانظر من الذي تجعله بدلي ويشفق عليك شفقتي
2 - رثت ضعفت والقلى البغض والمعنى إن ضعفت أسباب مودتك ففي الناس من يرغب في مواصلتي والأرض واسعة وفيها موضع أنتقل إليه عن قرب من يبغضني
3 - يعقل يفرق بين الإحسان والإساءة
4 - مزحل مبعد ومعنى البيتين أنك إذا لم تعامل أخاك بالإنصاف الذي هو شرط في الأخوة وجدته يهجرك إن كان يفرق بين الإحسان والإساءة فإذا لم يجد له مهربا من ظلمك إلا حد السيف ركبه ولم يصبر على ظلمك إياه
5 - ظنني الظنة التهمة
6 - المجن الترس والريث البطء ومعنى البيتين أني كنت إذا جاوز أحد حد وفائي إلى حد الذلة وبدل إحساني إليه بالإساءة تحولت عن صداقته إلى عدواته وعاملته كما يعاملني ولم أدم على تحمل ضيمه إلا مدة تحولي
7 - المعنى أني إذا صرفت نفسي عن الشيء كراهة فيه لم ألتفت إليه أبدا
1 - قال عمرو بن قَميئَةَ (2/10)
2 - ( يَا لَهْفَ نَفْسي عَلَى الشَّبابِ ولَمْ ... أفْقدْ بِهِ إذْ فَقَدْتُهُ أمَمَا )
3 - ( إذْ أسْحَبُ الرَّيْطَ وَالْمُرُوطَ إلَى ... أدْنَى تِجَارِي وَانْفُضُ اللِّمَمَا )
_________
1 - وجده ذريح بن سعد بن مالك أحد بني ضبيعة وكان عمرو بن قميئة شاعرا فحلا مقدما من قدماء الشعراء في الجاهلية وهو أقدم من امرئ القيس وسمته العرب عمرا الضائع لموته في غربة وفي غير مأرب ولا مطلب وكان في حداثة سنه شابا جميلا حسن الوجه مديد القامة عفيفا ومات أبوه وخلفه صغيرا فكفله عمه مرثد بن سعد فلما شب راودته امرأة عمه عن نفسه فأبى وأراد أن يخرج فخافت الفضيحة فمنعته من الخروج حتى جاء عمه فوجدها مغضبة فقال ما بالك قالت إن رجلا من قومك قريب القرابة جاء يستامني نفسي ويريد فراشك منذ خرجت قال من هو قالت أما أنا فلا أسميه ولكن قم فافتقد أثره فقام فعرفه فلما رآه عمرو خاف الشر وخرج إلى الحيرة ثم اعتذر بعد مدة إلى عمه ورجع إليه
2 - الأمم القصد القريب والمعنى هذا أوانك يا تحسري فإني لم أفقد بالشباب أمرا هينا قريبا ولكني فقدت به أمرا عظيما بعيد المطلب
3 - أسحب أجر والريط جمع ريطة وهي الملاءة إذا كانت قطعة واحدة والمروط جمع مرط وهو كساء من خز ونحوه والتجار جمع تاجر وهو هنا الخمار واللمم جمع لمة وهو ما ألم بالمنكب من الشعر والمعنى أن ذلك الزمان الذي هو زمان اللهو والنشاط كنت فيه شابا أجر أذيالي إلى أقرب خمار من الخمارين الذين أبايعهم وأشتري الخمر منهم وأنفض شعر اللمة عجبا بنفسي
1 - ( لاَ تَغْبِطِ الْمَرْءَ أنْ يُقَالَ لَهُ ... أمْسَى فَلاَنٌ لِسِنِّهِ حَكَمَا ) (2/11)
2 - ( إنْ سَرَّهُ طُولُ عُمْرِهِ فَلَقَدْ ... أضْحَى عَلى الْوَجْهِ طُولُ مَا سَلِمَا )
وقال إياس بن القائف
3 - ( تُقِيمُ الرِّجَالُ الأغْنِياءُ بِأرْضِهِمْ ... وَتَرْمِي النَّوَى بِالْمُقْتِرِينَ الْمَرامِيا )
4 - ( فَأَكْرِمْ أخَاكَ الدَّهْرَ ما دُمْتُما مَعاً ... كَفَى بِالْمَماتِ فُرْقَةً وتَنائِيَا )
5 - ( إذَا زُرْتُ أرْضاً بَعْدَ طُولِ اجْتِنابهَا ... فَقَدْتُ صَدِيقِي والْبِلاَدُ كمَا هِيَا )
6و - قال ربيعة بن مَقرُوم الضبي
_________
1 - غبطته تمنيت مثل حاله والمعنى لا تحسد الرجل إذا كبرت سنه فجعل حكما لذلك فإن الذي فاته من الشبيبة أفضل مما أوتي من السيادة والحكم
2 - المعنى إن سره أنه عاش طويلا فإن ذلك قد تبين في وجهه وظهرت آثار الكبر عليه
3 - تقيم الرجال الخ يفضل الغنى على الفقر ويبعث على طلبه وارتياده والنوى وجهة القوم التي يقصدونها والمقترون المقلون والمرامي جمع مرمي وهو هنا المكان والمعنى أن الراحة بالغنى والتعب بالفقر
4 - الدهر انتصب على أنه ظرف وما دمتما بدل منه والتنائي البعد يقول اجتهد في إكرام أخيك مدة بقائكما ودوامكما مجتمعين فإنه لا تلاقي بعد الموت وكفى به مفرقا
5 - بعد طول اجتنابها أي بعد طول اجتنابي إياها يقول فلا تهجر أخاك فربما تغيب عنه ثم تعود طالبا لوصله فلا تجده
6 - وجده قيس بن جابر بن خالد شاعر مضري مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام وعاش في الإسلام زمانا وله شعر فاخر جيد حسن مختار
1 - ( وكَمْ مِنْ حامِلٍ لِي ضَبَّ ضِغْنٍ ... بَعِيدٍ قَلْبُهُ حُلْوِ اللِّسان ) (2/12)
2 - ( وَلَوْ أنِّي أشَاءُ نَقَمْتُ مِنْهُ ... بِشَغْبٍ أوْ لِسَانٍ تَيِّحانِ )
3 - ( ولَكِنِّي وَصَلْتُ الْحَبْلَ مِنْهُ ... مُوَاصَلَةً بِحَبْلِ أبِي بَيَان )
4 - ( وضَمْرَةَ إنَّ ضمْرَةَ خَيْرُ جَارٍ ... عَلِقْتُ لَهُ بِأَسْبابٍ مِتَانِ )
5 - ( هِجَانُ الْحَيِّ كَالذَّهَبِ الْمُصَفَّى ... صَبِيحَةَ دِيمَةٍ يَجْنِيهِ جَان )
وقال سلمى بن ربيعة وتقدمت ترجمته
_________
1 - كم هنا للتكثير وهي خبرية والضب الحقد وأضافه إلى الضغن لأن الضب فيه عسر وشدة العسر فكأنه قال حقد عسر والمعنى وكم من رجل بصدره حقد على شديد يعطيني بلسانه ما أحب ويضمر لي في قلبه ما أكره
2 - الشغب تهيج الشر وتيحان أي عريض يقول ما لا يعنيه يقول ولو أردت الانتقام منه لانتقمت بلسان طلق ذلق يهيج الشر
3 - الحبل هنا وسائل المحبة ووثيقات المودة وأبو بيان أحد أعمام ربيعة بن مقروم يقول ولكني أبقيت على من يعاديني ووصلت أسباب محبته ولم أعجل مؤاخذته بإساءته إلي ووصلته بحبل أبي بيان عمي
4 - الأسباب الحبال والمتان جمع متين وهو المحكم يقول ووصلته أيضا بحبل ضمرة الذي هو خير جار لي وبيني وبينه وافر اتحاد وعهود وثيقة
5 - هجان الحي كريمه وقوله كالذهب المصفى يريد لا عيب فيه كما أن الذهب الخالص لا عيب فيه ولا يتغير ولا يصدأ والديمة مطر بلا رعد ولا برق والهاء في يجنيه عائدة إلى الذهب ووضع يجنيه موضع يلتقطه يقول وله كرم في الحي وصفاء خلق كالذهب الخالص الذي يتلألأ لآخذه بعد المطر
1 - ( إنَّ شِوَاءً ونَشْوَةً ... وَخَبَبَ الْبازِلِ الأمُونِ ) (2/13)
2 - ( يُجْشِمُهَا الْمرْءُ في الْهَوَى ... مَسَافَةَ الغَائِطِ الْبَطِينِ )
3 - ( والْبِيضَ يَرْفُلَنْ كالدُّمَى ... فِي الرَّيْطِ وَالمُذْهَبِ المَصُونِ )
4 - ( وَالْكُثرَ وَالْخفْضَ آمِناً ... وَشِرَعَ المِزْهَرِ الْحَنُونِ )
5 - ( مِنْ لَذَّةِ الْعَيْشِ وَالْفَتَى ... لِلدَّهرِ وَالدَّهرُ ذُو فُنُونِ )
_________
1 - الشواء اللحم المشوي والنشوة الخمر والسكر والخبب ضرب من سير الإبل والبازل التي قد استكمل لها تسع سنين فتناهت قوتها والأمون الناقة التي يؤمن عثارها
2 - يجشمها المرء صفة أيضا للبازل والهوى ما يهواه الإنسان والغائط المطمئن من الأرض والبطين الواسع الغامض أي يكلفها صاحبها قطع المسافة البعيدة فيما يهواه
3 - البيض النساء الحسان ويرفلن يتبخترن والدمي جمع دمية بالضم وهي الصورة من العاج والريط جمع ريطة وهي الملاءة الواسعة والمذهب المصون يريد به الثياب الفاخرة المطرزة بالذهب
4 - الكثر المال الكثير والخفض الراحة والدعة والشرع أوتار العود وهو المزهر والحنون من الحنين وهو المطرب من الصوت
5 - من لذة العيش خبر إن في أول القطعة وقوله والفتى للدهر الخ يريد أن كل ذلك مما يلتذ به المرء ولكن الفتى هدف للدهر والدهر ذو شؤون وأحوال مختلفة ومعنى الأبيات أن أكل الشواء وشرب الخمر وإعمال الناقة في مآرب الإنسان وغير ذلك مما ذكر من ملاذ الحياة الدنيا والإنسان محكوم للدهر والدهر ذو فنون لا يبقى على حال
1 - ( وَالْعُسرُ كالْيُسْرِ وَالغِنى ... كالْعُدْمِ وَالْحَيُّ لِلْمنُونِ ) (2/14)
2 - ( أهْلَكْنَ طَسْماً وَبعْدَهُ ... غذِيَّ بَهْمٍ وذَا جُدُونِ )
3 - ( وَأهْلَ جَاشٍ ومَأْرِبٍ ... وَحيَّ لُقْمانُّ وَالتًّقُونِ )
4و - قال آخر
_________
1 - المنون الموت يريد لا تثق بالدهر ولا تأمن جانبه فاليوم يسر وغدا عسر ومرة غنى ومرة فقر والغاية في كل حال هي الموت
2 - طسم حي من اليمن والغذي السخلة والبهم أولاد الضأن والمعز والبقر وذو جدون علس بن الحارث من حمير وهو أول من غنى باليمن سمي به لحسن صوته يريد أن الدهر ما أبقى على أحد
3 - جاش موضع باليمن ومأرب بلد من بلاد اليمن ولقمان هو ابن عاديا والتقون جمع تقن وهو الحاذق ومعنى الأبيات لا تثق بالدهر فإنه غير وفي فاليوم يسر وغدا عسر والحي ميت ألا ترى ما صنعته الأيام بمن ذكروا من هلاكهم فكأنه يقول عش غنيا أو فقيرا فإن المون لا يتركك
4 - هو عبد الله ابن همام السلولي من بني مرة بن صعصعة شاعر إسلامي كان مكينا عند آل مروان وهو الذي بعث يزيد بن معاوية على البيعة لابنه معاوية وكان يقال له العطار لحسن شعره وهو من التابعين لا من الصحابة وكان قد وشى به واش إلى زياد بن أبيه فقال له إن عبد الله قد هجاك فقال زياد للرجل أفأجمع بينكما قال نعم فبعث زياد إلى ابن همام فجاء ودخل الرجل بيتا فقال زياد لابن همام بلغني أنك هجوتني فقال له كلا أصلح الله الأمير ما فعلت ولا أنت لذلك أهل قال فإن هذا أخبرني وأخرج الرجل فأطرق ابن همام هنيهة ثم أقبل على الرجل فقال وأنت امرؤ البيتين فأعجب زياد بجوابه وأقصى
1 - ( وأنْتَ امرُؤٌ إمَّا ائْتَمَنْتُكَ خالِياً ... فَخُنْتَ وإمَّا قُلْتَ قَوْلاً بِلاَ عِلْم ) (2/15)
2 - ( فأنْتَ مِنَ الأَمرِ الَّذِي كانَ بَيْنَنا ... بِمَنْزِلةٍ بَينَ الْخِيانَةِ وَالإِثْمِ )
وقال شبيب بن البرصاء المري تقدمت ترجمته
3 - ( قُلْتُ لِغَلاَّقٍ بِعِرْنانَ مَا تَرَى ... فَما كادَ لِي عَنْ ظَهْرِ واضِحَةُ يُبْدِي )
4 - ( تَبَسَّمَ كُرْهاً وَاسْتَبنْتُ الَّذِي بِهِ ... مِن الْحَزَنِ الْبادِي وَمنْ شِدَّةِ الْوجْدِ )
5 - ( إِذا المَرْءُ أعرَاهُ الصَّدِيقُ بَدَا لهُ ... بأرْض الأعادِي بَعْضُ ألْوَانِها الرُّبْدِ )
_________
الساعي ولم يقبل منه
1 - إما حرف تفصيل وشرط وائتمنتك اخترتك وجعلتك موضعا لأمانتي وخاليا حال أي وقد خلوت بك لئلا يتجاوز السر الذي أودعتكه غيرنا وقوله فخنت عطف على أئتمنتك كأنه قال أنت رجل إما مؤتمن فخنت الأمانة وإما قائل قولا لا علم لك به يقول إنك على كل حال مذموم لأنك لا تخلو إما أن أكون قد أسررت إليك فخنتني أو أنك قلت هذا بغير علم
2 - المعنى أنت من الأمر الذي حدث بيننا في منزلة مذمومة إما على الخيانة فيما ائتمنت فيه وإما على الإثم فيما تستشهد فيه أي بما لا علم لك به
3 - غلاق اسم رجل وعرنان اسم واد والواضحة الأسنان تبدو عند الضحك
4 - معنى البيتين أني كلما كلمت غلاقا أو سألته عن شيء بالوادي المسمى بعرنان لم يكد يظهر لي طلاقة وبشاشة وذلك لإعراضه عني أو لما خالطه من الفكر غير أنه تبسم لا عن رضى منه فعلمت بذلك ما في قلبه من الحزن وعظيم الوجد
5 - يقال أعراه صديقه إذا تباعد عنه ولم ينصره والربد لون إلى الغبرة وهذا مثل أي ظهر له من أعدائه ما يكره
وقال سالم بن وابصة الأسدي وهو شاعر إسلاميّ تابعيّ (2/16)
1 - ( أُحِبُّ الْفتَى ينْفِي الْفَوَاحِشَ سَمْعُهُ ... كأَنَّ بِهِ عَنْ كُلِّ فاحِشَةٍ وَقْرَا )
2 - ( سَلِيمُ دَوَاعِي الصَّدْرِ لاَ بَاسِطاً أذًى ... وَلاَ مَانِعاً خيراً وَلاَ قائلاً هُجْرَا )
3 - ( إذا شِئتَ أنْ تُدْعَى كَرِيماً مُكَرَّماً ... أديبًا ظَرِيفاً عَاقِلاً مَاجِداً حُرَّاً )
4 - ( إذا مَا أتَتْ مِنْ صَاحِبٍ لَكَ زَلةُ ... فَكُنْ أنْتَ مُحْتالاً لِزَلَّتِهِ عُذرَا )
5 - ( غِنى النَّفْسِ مَا يَكْفِيكَ مِنْ سَدِّ خَلَّةٍ ... فإنْ زَادَ شيْئًا عادَ ذاكَ الغِنى فقرَا )
_________
والمعنى أن الرجل إذا تباعد عنه صديقه وخذله وقعد عن نصرته وقد تركه بالفضاء في أرض العدو ظهر له من ألوانها الربد أي بدا له من أعدائه ما يكره
1 - لوقر الصمم والمعنى أني لا أحب من الفتيان إلا من ينزه نفسه عن الفواحش فإذا مر شيء منها على سمعه كان كالأصم الذي لا يسمع
سليم إما خبر مبتدأ محذوف أو منصوب على الحال مما قبله وعلى كل فما بعده إلى آخر البيت صفات له ودواعي الصدر همومه والهجر الهذيان والمعنى هو فتى سلم صدره من دواعي الشر والمضار ويدل على ذلك ما عود نفسه عليه من الكف عن الأذى وحب الخير واجتناب الهذيان
3 - حر الشيء خالصه
4 - إذا ما أتت الخ جواب إذا الأولى ومعنى البيتين إذا أردت أن تعرف بين الناس بالكرم وحسن المعاشرة والعقل والمجد إذا وقعت من صديقك زلة فاطلب لها حيلة يعذر بها
5 - الخلة الحاجة والمعنى متى وجدت ما يسد حاجتك فأنت غني النفس فإن طلبت زيادة عن كفايتك صرت محتاجا فيرجع غناك فقرا
1 - ال المؤَمل بن أُمَيل المُحارِبِيّ (2/17)
2 - ( وكَمْ منْ لَئِيمٍ وَدَّ أنِّي شَتَمْتُهُ ... وَإنْ كانَ شَتْمِي فِيهِ صَابٌ وعَلْقَمُ )
3 - ( ولَلَكَف عَنْ شَتْمِ اللَّئيمِ تَكَرُّمًا ... أضَرُّ لَهُ مِنْ شَتْمِهِ حِينَ يُشْتَمُ )
وقال عقيل بن عُلَّنَةَ المرّي تقدمت ترجمته
4 - ( وَلِلدَّهْرِ أثْوَابٌ فَكُنْ في ثِيابِه ... كَلِبْسَتِهِ يَوْماً أجَدَّ وأخْلَقَا )
5 - ( وكُنْ أكْيَسَ اْلكَيْسَى إذَا كُنْتَ فِيهِمِ ... وإنْ كُنْتَ فِي الْحَمْقَى فَكُنْ أنْتَ أحْمَقَا )
وقال بعض الفزاريين
_________
1 - أحد بني محارب بن خصفة بن قيس عيلان شاعر كوفي إسلامي من مخضرمي الدولتين وكانت شهرته في العباسية أكثر وانقطع إلى المهدي في حياة أبيه وبعده وهو صالح المذهب في شعر متوسط وفي شعره لين
2 - الصاب عصارة شجر مر والمعنى وكم من لئيم يشفى غلة صدره بشتمي إياه وإن كان في ذلك ما تمجه الطباع كالمرارة الشديدة
3 - المعنى أن إمساكي عن مشاتمة اللئام تكرما مني أصون لعرضي وأشد ضررا عليهم من الذم والهجو
4 - أجد وأخلقا أراد أجد يوما وأخلق يوما والمعنى أن الدهر مختلف الشؤون فكن متلونا كتلونه وخالق الناس بأخلاقهم ولا تكلفهم من خلقك ما لا يطيقون
5 - الكيس العاقل الحاذق الظريف والأحمق قليل العقل والمعنى إذا وجدت بين العقلاء فكن أعقلهم وإذا وجدت مع الحمقى فكن أشد منهم حمقا وأجر مع الدهر كما يجري
1 - ( أكْنِهِ حِينَ أُنادِيهِ لأُكْرِمَهُ ... ولاَ أُلَقِّبُهُ والسَّوْأةَ اللَّقَبا ) (2/18)
2 - ( كذَاكَ أُدِّبْتُ حَتَّى صَارَ مِنْ خُلُقي ... إنِّي وجَدْتُ مِلاَكَ الشِّيَمَةِ الأدَبَا )
وقال رجل من بني قريع
3 - ( متَى مَا يرَى النَّاسُ الغَنِيَّ وَجارُهُ ... فَقيرٌ يَقُولُوا عَاجِزٌ وَجَلِيدُ )
4 - ( ولَيْسَ الْغِنَى وَالْفَقْرُ مِنْ حِيلَةِ الْفَتى ... وَلكِنْ أحَاظٍ قُسِّمَتْ وجُدُودُ )
5 - ( إذا الْمَرْءُ أعْيَتْهُ الْمُرُوءَةُ نَاشِئاً ... فَمَطْلَبُها كَهْلاً عَلَيهِ شَدِيدُ )
_________
1 - السوأة منصوب على أنه مفعول معه واللقبا منصوب بألقبه والمعنى أني عودت نفسي على حسن المعاشرة مع جلسائي فلا أخاطب الواحد منهم إلا بأحب أسمائه إليه ولا ألقبه بما يسوءه
2 - الملاك اسم لما يملك به الشيء والشيمة الخلق والأدب اسم لما يفعله الإنسان فيتزين به في الناس والمعنى أني نشأت على الأدب حتى صار الأدب من خلقي وقوله إني وجدت الخ استئناف لبيان فضل الأدب وحسن أثره يريد إني لا أجد شيئا تملك به الأخلاق إلا الأدب
3 - الجليد الصبور
4 - معنى البيتين بلغ من جهل الناس أنهم إذا رأوا الغني وجاره الفقير يقولون هذا من جلادته وتصبره أتاه الغني وهذا من عجزه أتاه الفقر وهذا افتراء بل الغنى والفقر أمران لم يكن حصولهما بالتدبير والعلاج وإنما هذه حظوظ قسمها الله تعالى بين عباده في الحياة الدنيا
5 - ناشئا انتصب على الحال ويقال فتى ناشيء أي شاب فتى ولا توصف به الجارية والمعنى إذا ضعف الإنسان عن نيل المروءة وهو شاب فمطلبها وهو كهل بعيد عليه
1 - ( وَكائنْ رَأيْنا مِنْ غَنِيٍّ مُذَمَّمٍ ... وَصُعْلُوكِ قَوْمٍ مَاتَ وَهْوَ حَمِيدُ ) (2/19)
2 - ( وَإنَّ امْرَءاً يُمْسِي وَيُصْبحُ سَالِماً ... مِن النَّاسِ إلاَّ مَا جَنَى لَسَعِيدُ )
وقال آخر
3 - ( أضْحَتْ أُمُورُ النَّاسِ يَغْشَيْنَ عَالِماً ... بِمَا يُتَّقَى مِنْها وَما يُتَعَمَّدُ )
4 - ( جَدِيرٌ بأنْ لاَ أسْتَكِينَ وَلاَ أُرَى ... إذَا الأمْرُ وَلَّى مُدْبِراً أتبَلَّدُ )
وقال آخر
5 - ( وإنَّكَ لاَ تَدْرِي إذا جَاءَ سَائلٌ ... أأنْت بِمَا تُعْطِيهِ أمْ هُوَ أسْعَدُ )
6 - ( عَسَى سَائلٌ ذُو حَاجَةٍ إنْ مَنَعْتَهُ ... مِنَ الْيَوْمِ سُؤْلاً أنْ يَكُونَ لهُ غَدُ )
_________
1 - كائن بمعنى كثير والصعلوك الفقير والمعنى ليس الشرف بالغنى والفقر فكم من غني رأيناه مذموما مستحقرا وكم من فقير مدحه الناس بعد موته
2 - ما مصدرية والمعنى أن الذي تسلم أحواله في ممساه ومصبحه بين الناس لصاحب سعادة ما لم يجن جناية
3 - يغشين أي يغشين مني وعالما حال من الضمير المجرور بمنى والمعنى إني أخبرت أمور الناس فعلمت ما يتجنب من أحوالهم وما يقصد منها
4 - لا أستكين لا أخضع وتبلد الرجل في أمره تحير فأقبل يضرب بلدة نحره بيده وهي الثغرة وما حولها والمعنى فإذا صرت مقدمهم في الفضل فلا يليق بي أن أخضع أو أبقى في الحيرة بعد إدبار أمر الرياسة لأنها كالظل الزائل
5 - المعنى إذا جاءك سائل وأعطيته شيئا فلا يعلم من الأسعد منكما فلعل ما يصل إليك من مكافأته وثنائه عليك أنفع لك مما أخذه منك
6 - أن يكون في موضع خبر عسى ومن بمعنى في
1 - ( وَفي كَثْرَةِ الأَيْدِي لِذِي الْجهْلِ زَاجِرٌ ... ولَلْحِلْمُ أبْقَى للرِّجَالِ وَأعْوَدُ ) (2/20)
وقال آخر
2 - ( إيَّاكَ وَالأمْرَ الَّذِي إنْ تَوَسَّعَتْ ... مَوَارِدُهْ ضَاقَتْ عَلَيْكَ الْمَصادِرُ )
3 - ( فَما حَسَنٌ أنْ يَعْذِرَ الْمَرْءُ نَفسَهُ ... وَلَيْسَ لهُ مِنْ سَائرِ النَّاس عاذِرُ )
4و - قال العباس بن مرداس تقدمت ترجمته
_________
وضمير له يرجع إلى السائل والمعنى لا يليق أن تمنع سائلا أتاك وله حاجة فإنك إن منعته في يومك الذي هو لك فإنه يقرب أن يكون غد ذلك اليوم له فلا يسمح أن يقضي لك حاجة تريدها منه
1 - الجهل هنا بذاءة اللسان وفحش القول في خفة وطيش وقوله وفي كثرة الأيدي معناه كثرة الأخوان والأعوان يقول استبق إخوانك وإن كثروا فإن في التكاثر بهم مزجرة للجاهل ومع ذلك فالحلم أبقى للرجال وأنفع
2 - والأمر انتصب بفعل ناب إياك عنه فكأنه قال أحذرك نفسك وأن تلابس الأمر الخ وسعة الموارد هنا كناية عن سهولة الأمر في أوائله ورغبة النفس فيه والمعنى احذر الأمر الذي إن دخلت فيه لا يمكنك إتمامه فإن مجرد النظر في المبادئ لا ينفع في العواقب
3 - المعنى لا يحسن بالمرء أن يأتي بالعذر لنفسه ولا يعذره أحد من الناس
4 - قال أبو رياش هذا الشعر لمعاوية بن مالك معود الحكماء الكلابي وإنما سمي معود الحكماء لقوله
( سأعقلها وتحملها غنى ... وأورث مجدها أبدا كلابا )
( أعود مثلها الحكماء بعدي ... إذا ما نائب الحدثان نابا )
( سبقت بها قدامة أو سميرا ... ولو دعيا إلى مثل أجابا )
1 - ( تَرَى الرَّجَلَ النحِيفَ فَتَزْدَرِيهِ ... وفِي أثْوَابِه أسَدٌ مَزِيرُ ) (2/21)
2 - ( ويُعْجِبُكَ الطَّرِيرُ فَتَبْتَلِيهِ ... فَيُخْلِفُ ظَنَّكَ الرَّجُلُ الطَّرِيرُ )
3 - ( فَما عِظَمُ الرِّجالِ لَهُمْ بِفًخْرٍ ... ولَكِنْ فَخْرُهُمْ كَرَمٌ وَخِيرُ )
4 - ( بَغَاثُ الطَّيْر أكْثرُهَا فِرَاخاً ... وَأمُّ الصَّقْرِ مِقْلاَةٌ نَزُورُ )
5 - ( ضِعافُ الطَّيْرِ أطْوَلُها جُسُوماً ... وَلَمْ تَطُلِ الْبُزَاةُ ولاَ الصُّقُورُ )
6 - ( لَقَدْ عَظُمَ الْبَعِيرُ بِغَيرِ لُبٍّ ... فَلَمْ يَسْتَغْنِ بِالْعِظَمِ الْبَعيرُ )
_________
وقدامة وسمير من بني سلمة الخير من قشير بن كعب وكانا شريفين في قومهما
1 - الأزدراء الاستخفاف والمزير العاقل الحازم والمعنى ليست نحافة الرجل داعية إلى الاستخفاف به فلربما تزدريه لذلك وقلبه في الباطن قلب الأسد
2 - الطرير الشاب الناعم الذي نبت شاربه والمعنى لا يجمل بك أن تستخف بالرجل النحيف وتستعظم الطرير ظانا به الخير فإذا امتحنته رأيت منه خلاف ما تظن
3 - الخير الشرف والمعنى ليس الفخر بعظم الجثة بل الفخر بالكرم والشرف
4 - البغاث من الطير شراره وما لا يصيد منه وضرب ذلك مثلا لكثرة من لا خير فيه والمقلاة التي لا يكثر فرخها ونزور من النزر وهو القليل والمعنى أن بغاث الطير كثيرة الفراخ وأم الصقر مع قوتها قليلة الأولاد
5 - المعنى وأيضا أن أضعف الطيور أطولها جسما وأقواها كالصقر والبازي عظيمة الهمة قصيرة القامات
6 - اللب العقل والمعنى أن مجرد عظم الجثة لا يفيد فقد يوجد في البعير ولا عقل له
1 - ( يُصَرفِّهُ الصَّبيُّ بِكلِّ وَجْهٍ ... وَيَحْبِسُهُ عَلى الْخَسْفِ الْجَرِيرُ ) (2/22)
2 - ( وتَضْرِبهُ الْوَلِيدَةُ بِالْهَرَاوَى ... فَلاَ غِيَرٌ لَدَيْه وَلاَ نَكيرُ )
3 - ( فإنْ أكُ فِي شِرَارِكُمُ قَلِيلاً ... فإنِّي في خِيارِكُمُ كثَيرُ )
وقال بعضهم
4 - ( أُعَاذِلُ مَا عُمرِي وهلْ لِي وقَدْ أتَتْ ... لِدَاتِي عَلى خَمْسٍ وسِتِّينَ من عُمرِ )
5 - ( رَأيْتُ أخا الدُّنْيا وإنْ كانَ خافِصاً ... أخا سَفَرٍ يُسْرَى بِه وهْوَ لاَ يَدْرِي )
_________
1 - الخسف الذل والجرير الخطام والمعنى أن البعير مع عظمه يدور به الصبي حيث يشاء ويذله بالزمام فينقاد له
2 - الوليدة الجارية والهراوي جمع هراوة وهي العصا والغير جمع غيرة وهي الحمية والمعنى أن البعير مع عظمه تضربه الجارية بالعصا فضلا عن الصبي فلا غيرة له على ذلك ولا إنكار
3 - المعنى إن لم يعرفني شراركم لأني لست منهم فإن خياركم يعرفوني لأني منهم أي أني قليل الشر وكثير الخير
4 - عاذل مرخم عاذلة وما عمري استفهام على جهة التحقير كأن العاذلة عتبت عليه في التبذير وخوفته العاقبة واللدات جمع لدة وهو من يولد معك والمعنى يا عاذلتي لا تعتبي علي فيما أنفقه من المال خوف العواقب فأي شيء عمري وكيف يدوم بقائي حتى أخوف بالفقر وهل لي عمر وأقراني يعدون خمسا وستين سنة
5 - الخفض الدعة والمعنى أني أرى المشتغل بالدنيا وإن كان في سعة من العيش لكنه في غفلة عن قرب أمده لأن له أجلا يساق إليه وهو في هذه الدنيا كالمسافر
1 - ( مُقِيمِينِ في دَارٍ نَرُوحُ وَنَغْتَدِي ... بِلا أُهْبةِ الثَّاوِي المُقِيمِ ولاَ السَّفْرِ ) (2/23)
وقال بعضهم
2 - ( لاَ تَعترِضْ فِي الأمرِ تُكْفَى شُؤُونَهُ ... ولاَ تَنْصَحَنْ إلاَّ لِمَنْ هُوَ قابِلُهْ )
3 - ( وَلا تَخْذُلِ الْمَوْلَى إذَا ما مُلِمَّةٌ ... ألَمَّتْ ونازِلْ في الْوغَى مَنْ يُنَازِلُهْ )
4 - ( ولاَ تَحرِم الْمَوْلَى الْكرِيمَ فإِنَّه ... أخُوكَ ولاَ تَدْرِي لَعَلَّكَ سائِلُهْ )
5و - قال مَنْظُورُ بنُ سُحَيم
6 - ( ولَستُ بهَاجٍ في القِرَى أهْلَ مَنْزِلٍ ... على زَادِهِمْ أبْكي وأُبْكِي البَواكِيا )
_________
1 - الأهبة العدة والثاوي المقيم الملازم لبيته والمثوى المنزل والسفر واحده مسافر والمعنى ترانا مقيمين في دار الدنيا نروح فيها ونغتدي لحاجاتنا ومن غير أن نستعد لزاد النازل المقيم ولا المسافر
2 - المعنى لا تعترض فيما كفيته ولا تنصح إلا لمن يقبل النصيحة
3 - المولى ابن العم هنا والوغى الحرب والمعنى لا تخذل ابن عمك إذا نزلت به نازلة وبارز في الحرب من يبارزه
4 - المعنى إذا سألك ابن العم حاجة فلا ترده خائبا فإنه أخوك ولا أمان لتقلبات الدهر فلعلك تحتاج إليه يوما ما
5 - وهو أحد بني فقعس شاعر إسلامي مقل وهذه الأبيات من قصيدة يقولها في امرأته ذما لها أولها
( ذهبت إلى الشيطان أخطب بنته ... فأوقعها من شقوتي في حباليا )
( فأنقذني منها حماري وجبتي ... جزى الله خيرا جبتي وحماريا )
ولست بهاج الخ وقصته أنه حلق شعر امرأته فرفعته إلى الوالي فجلده واعتقله وكان له حمار وجبة فدفعهما إليه فسرحه
6 في للتعليل والقرى
1 - ( فإَمَّا كِرَامٌ مُوسِرُونَ أتَيْتُهُمْ ... فَحَسْبيَ مِنْ ذُو عِنْدَهُمْ مَا كَفانِيَا ) (2/24)
2 - ( وَإمَّا كِرَامٌ مُعْسُرونَ عَذَرْتُهُمْ ... وإمَّا لِئامٌ فادَّكَرْتُ حَيائِنا )
3 - ( وعِرْضِيَ أبْقَى ما ادَّكَرْتُ ذَخِيرَةً ... وَبَطْنِيَ أطْوِيهِ كَطَيِّ رِدَائِيا )
وقال سالم بن وابصة التابعي الجليل رضي الله عنه
4 - ( ونَيرَبٍ مِنْ مَوَالي السَّوءِ ذِي حَسَدٍ ... يَقْتَاتُ لَحْمِي ولاَ يَشْفِيهِ مِنْ قَرَمِ )
_________
ما يقدم إلى الضيف وقوله على زادهم أبكي كنى بالبكاء عن الأسف ولا بكاء هناك كأنه يريد لا آسف على ما أرى من الحرمان وقوله وأبكي البواكيا يريد لا أبكي غيري تهالكا على مال أطلبه
1 - إما للتفصيل وذو بمعنى الذي وهذا بسط لعذره في عدم الهجاء وقوله فحسبي مبتدأ وما كفاني في موضع الخبر
2 - ادكرت تذكرت ومعنى الأبيات أني لا أهجو بسبب القرى أهل المنزل على ما عندهم من الزاد فلا آسف لما أرى من الحرمان أسف من يبكي ويبكي غيره بل أرضى بما يتيسر ولا أكلف أحدا فوق طاقته فإن وجدت كراما موسرين حللت بفنائهم واكتفيت بما يوجد عندهم وإن وجدت كراما معسرين عذرتهم وأما اللئام فالحياء يحجني عما عندهم
3 - ما مضاف إلى أبقى والمعنى وعرضي أبقى شيء أدخره ذخيرة لأنه أعز الذخائر لي فأغار على بذله وإن مسني ضر الجوع أصبر عليه
4 - النيرب النميمة والعداوة وهو مضاف إلى محذوف أي ذي نيرب ويقتات من القوت والقرم شهوة اللحم يقول ورب ذي نيرب حسود من موالي السوء يغتابني ويأكل لحمي ولا يشفيه ذلك من قرم
1 - ( دَاويْتُ صَدْراً طَوِيلاً غِمرُهُ حَقِداً ... مِنهُ وَقَلَّمتُ أظْفاراً بِلاَ جَلَمِ ) (2/25)
2 - ( بالْحَزْمِ وَالْخَيرِ أُسْدِيهِ وَأُلْحِمُهُ ... تَقْوَى الإِله وَما لَمْ يَرْعَ مِنْ رَحِم )
3 - ( فأصْبَحتْ قَوْسُهُ دُونِي مُوَتَّرَةً ... يَرْمِي عَدُوِّي جِهاراً غَيرَ مُكْتتِم )
4 - ( إنَّ مِنَ الْحِلْمِ ذُلاًّ أنتَ عَارفُهُ ... والْحِلْمُ عَنْ قُدْرَةٍ فَضْلٌ مِنَ الْكرَم )
وقال آخر
5 - ( وَأُعرِضُ عَنْ مَطَاعِمَ قَدْ أرَاها ... فأترُكُها وَفي بَطْني انْطِواءُ )
_________
1 - داويت صدرا الخ أي صابرته وداجيته مع انطوائه على حقدي ومعنى داويت صدرا أي مكنون صدره والغمر الحقد والجلم ما يقطع به صوف الغنم يقول وعالجت داء حقده بدواء الإحسان إليه والإعراض عن إساءته
2 - بالحزم متعلق بقلمت أو داويت وقوله أسديه وألحمه كنى به عن الملاطفة والملاينة وقوله تقوى الإله يرجع إلى أسديه وما لم يرع من رحم يرجع إلى ألحمه والإسداء مد الثوب للنسج والإلحام النسج والمعنى أعالجه بالحزم وإسداء المعروف إليه والمنوي به تقوى الله وردع ما أتاه من قلة الرعاية في الرحم
3 - دوني أي قدامي يقول مازلت أتلطف وأصلح الفاسد بالرفق قليلا قليلا حتى صار يقاتل عني عدوي مجاهرة بعدما كان يعاديني مكاشرة
4 - المعنى أن الحلم في غير موضعه ذل وذلك عند عدم القدرة ولكنه عند القدرة شعبة من الكرم كما كان حلمي عليه ونبه بهذا الكلام على أن حلمه عنهم كان عن قدرة لا عن عجز
5 - المعنى تعرض لي مطاعم فيها دنس فأتركها وبطني جائع مخافة العار والإثم
1 - ( فَلاَ وَأبِيكَ ما في الْعَيْشِ خَيرٌ ... وَلا الدُّنْيا إذا ذَهَبَ الْحَيَاءُ ) (2/26)
2 - ( يَعِيشُ الْمرْءُ مَا اسْتَحْيا بِخَيرٍ ... ويَبْقى الْعوْدُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ )
وقال نافع بن سَعد الطائي
3 - ( ألَمْ تَعْلمِي أنِّي إذَا النَّفْسُ أشْرَفَتْ ... عَلى طَمَعٍ لَمْ أنْسَ أنْ أتَكرَّما )
4 - ( وَلَستُ بِلَوَّامٍ علَى الأمرِ بَعْدَ ما ... يَفُوتُ ولَكِنْ عَلَّ أنْ أتَقَدَّما )
وقال بعض بني أسد
5 - ( إنِّي لأستَغْني فَما أبْطرُ الغِنَى ... وأعرِضُ مَيْسُورِي عَلى مُبتَغِي قَرْضِي )
6 - ( وأُعْسِرُ أحْياناً فَتشْتَدُّ عُسرَتِي ... وأُدْرِكُ مَيسُورَ الْغِنَى ومَعِي عِرْضي )
_________
1 - المعنى أقسم بعز أبيك أنه لا خير في العيش بعد فقد الحياء
2 - لحاء العود قشره والمعنى أن حياة المرء بالحياء كما أن حياة العود باللحاء
3 - أشرف عليه مال إليه وقوله على طمع أي على مطموع فيه وقوله لم أنس الخ أي لم أترك ما جبلت عليه من العفة وكرم النفس والمعنى أنك تعلمين أن نفسي إذا مالت إلى مطموع فيه أمسكها عنه شرفها وكرم أصلها
4 - ولكن عل اسم عل مضمر كأنه قال ولكن لعلني وهو يجيء بأن وبغير أن فإذا كان معه أن أفاد معنى عسى والمعنى أني إذا فاتني أمر لا أرجع على نفسي باللوم الكثير تحسرا في أثره ولكن أرجيها بالسعي بعد فواته لنيل أمر آخر مثله
5 - فما أبطر الغنى البطر محركا قلة احتمال النعمة والطغيان بها والميسور اليسر والمعنى لا أتطاول على غيري إذا استغنيت وأعرض ما تيسر عندي على من يطلب مالي ولا أمنعه
6 - المعنى وربما تخلو يدي من المال أحيانا
1 - ( ومَا نالَها حَتَّى تجلَّتْ وأسْفَرتْ ... أخُو ثِقةٍ مِنِّي بِقَرْضٍ وَلا فَرْضِ ) (2/27)
2 - ( وأبْذُلُ مَعْرُوفي وتَصْفُو خَلِيقَتي ... إذا كَدِرتْ أخْلاقُ كُلِّ فَتىً مَحْضِ )
3 - ( ولَكِنَّهُ سَيْبُ الإِلَهِ وَرِحْلَتِي ... وَشدِّي حَيازيمَ الْمَطِيَّةِ بالْغَرْضِ )
4 - ( وأسْتَنْقِذُ المَوْلَى مِنَ الأمرِ بَعْدمَا ... يَزِلُّ كما زَلَّ الْبَعيرُ عَنِ الدَّحْض )
5 - ( وأمْنَحُهُ مَالِي ووُدِّي ونُصْرتِي ... وإنْ كانَ مَحْنيَّ الضُّلُوعِ عَلى بُغْضِي )
6 - ( ويَغْمُرُهُ حِلْمي ولَوْ شِئتُ نالَهُ ... قَوارِعُ تَبْرى الْعَظْمَ عَنْ كلِمٍ مَضِّ )
_________
فيشتد على الضيق فأجتهد حتى أدرك سعة الغنى ومعي جميل ذكري لم أفسده بدناءة
1 - الهاء في قوله نالها راجعة إلى العسرة والقرض الدين والفرض الهبة والمعنى ما كلفت أحدا إزالة العسرة عني بدين ولا هبة حتى تكشفت بل صبرت على العسرة وما شكوت إلى أحد حالي
2 - الخليقة الخلق والمعنى أني أبذل المعروف وأصفي خلقي في حال تكدر أخلاق كل فتى مثلي خالص المودة
3 - الهاء في ولكنه تعود إلى ميسور الغنى وسيب الإله عطاؤه والحيازيم جمع حيزوم وهو الوسط والغرض للرحل كالحزام للسرج والمعنى ما زلت أركب وأسافر ويرزقني الله حتى جاء اليسر وذهب العسر
4 - المولى ابن العم هنا والدحض مكان الزلق والمعنى استدرك قريبي عند وقوعه في زلة الشدة كما يزل قدم البعير عن الزلق
5 - المحني المطوي والمعنى وذلك المولى وإن كان منطويا على عداوتي أبذل له مالي ونصرتي
6 - غمره غطاه والقوارع الكلمات التي تقرع القلب وعن بمعنى من وهي للبيان والمض الحزن والمعنى أتجاوز عن هفواته مع قدرتي
1 - ( وأقْضِي عَلى نَفْسي إذَا الأمرُ نابَنِي ... وفي النَّاسِ مَنْ يُقْضَى عَليهِ ولا يَقْضِي ) (2/28)
2 - ( ولَسْتُ بِذِي وَجْهَيْنِ فِيمَنْ عَرَفْتُهُ ... وَلا الْبُخْلُ فاعْلَمْ مِنْ سَمَائي ولاَ أرْضِي )
3 - ( وإنِّي لَسَهْلٌ مَا تُغَيِّرُ شِيمَتِي ... صُرُوفُ لَيالِي الدَّهرِ بالْفتْلِ وَالنَّقْضِ )
4 - ( أكُفُّ الأذى عَنْ أُسْرَتي وأذُودُهُ ... عَلى أنَّني أجْزِي المُقارِضَ بالْقَرْضِ )
5 - ( وأُمْضِي هُمُومي بِالزِّماعِ لأهْلِها ... إذَا مَا الْهُمُومُ لَمْ يَكَدْ بَعْضُها يمْضي )
وقال حاتم الطائي
_________
1 - المعنى إذا نابني أمر جعلت عقلي غالبا على نفسي وفي الناس من هو بخلاف ذلك فيبقى محكوما عليه لا حاكما
2 - المعنى لا أداهن أحدا بعد مصافاتي له وليس البخل من طبيعتي فيما كثر وقل
3 - المعنى أني سهل الخلق لا تغير طبيعتي تقلبات الزمان وتصاريفه بالأحكام والنقض
4 - أسرة الرجل رهطه وقومه وأذود أدفع والمقارض المقاطع والمعنى أني أمنع الأذى عن قومي وأدفع عنهم مع أنني أكافئ المقاطع بالمقاطعة
5 - الزماع الثبات على الأمر والمضاء فيه والمعنى أعالج الهموم بثبات القلب لأهلها إذا صارت الهموم لا يكاد يمضي بعضها فضلا عن كلها
6 - هو حاتم بن عبد الله بن سعد يصل نسبه إلى الغوث بن طيىء وكان حاتم يكنى أبا سفانة وأبا عدي كني بذلك لأنه كان له ولدان سفانة وعدي وحاتم من شعراء العرب في الجاهلية وكان جوادا يشبه شعره جوده ويصدق قوله فعله وكان حيثما نزل عرف منزله وكان مظفرا إذا قاتل غلب وإذا غنم أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب
1 - ( ومَا أنا بِالسَّاعِي بِفَضْلِ زمَامِها ... لِتَشْرَبَ ماءَ الْحَوْض قَبْلَ الرَّكائبِ ) (2/29)
2 - ( ومَا أنا بِالطَّاوي حَقِيبَةَ رَحْلِها ... لأبْعَثها خِفًّا وَأترُكَ صَاحِبي )
3 - ( إذا كَنْتُ رَبًّا لِلْقَلُوصِ فلاَ تَدَعْ ... رفِيقَكَ يَمْشي خَلْفَها غَيرَ راكِب )
4 - ( أنِخْها فأرْدِفْهُ فإنْ حَمَلَتْكُما ... فذَاكَ وَإنْ كانَ الْعقابُ فعَاقِبِ )
وقال آخر
5 - ( وإنّي لأنْسَى عِنْدَ كُلّ حَفِيظَةٍ ... إذا قِيلَ مَوْلاكَ احْتِمال الضَّغائنِ )
_________
بالقداح فاز وإذا سوبق سبق وإذا أسر أطلق يحمي الذمار ويقري الضيف ويشبع الجائع ويفرج عن المكروب ويطعم الطعام ويفشي السلام وكان يحب مكارم الأخلاق وكانت الشعراء تفد إليه
1 - معنى قوله بالساعي بفضل زمامها أي بما أعطي راحلتي من زمامها وهذا مثل والركائب جمع ركوب وهو اسم ما يركب والمعنى لا أتسرع في الورود مستعجلا براحلتي لأشرب قبل ورود ركائب القوم
2 - الحقيبة ما يشد خلف الرحل والمعنى إذا رافقت أحدا في السفر وسعت جنابي له ولا أتركه يمشي وقد خففت حقيبة رحل ناقتي طالبا للإبقاء عليها ولكني أردفه وأركبه
3 - القلوص الفتية من النوق والمعنى لا تترك رفيقك ماشيا وعندك القلوص
4 - المعاقبة المناوبة في الركوب والمعنى إذا كانت عندك ناقة فأنخها وأردف رفيقك فإن لم يمكن ذلك فناوبه
5 - الحفيظة الحمية واحتمال الضغائن مفعول أنسى يصف نفسه بأن الحقد ليس من طبعه ولا من عادته فيقول أن الحقد ليس من طبعي ولا عادتي فإذا سمعت قول قائل هذا ابن عمك عطفت عليه