صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)


[ ديوان الحماسة
الكتاب : ديوان الحماسة
عدد الأجزاء : 2

1 - ( فإِنْ كانَ بُرْءُ النفْس لِي مِنْكِ رَاحَةً ... فَقدْ برِئَتْ إنْ كانَ ذاك مُرِيحِي )
2 - ( تَجلَّى غِطَاءُ الرَّأْسِ عَنِّي ولَمْ يَكدْ ... غِطَاءُ فُؤَادِي يَنْجَلِي لِسَريحِ )
وقال عروة بن أُذينة تقدمت ترجمته
3 - ( إلْفانِ تَعْنِيهِمَا لِلْبَيْنِ فُرْقَتُهُ ... وَلا يَملاَّنِ طُولَ الدّهْرِ مَا اجْتَمَعَا )
4 - ( مسْتَقْبِلاَنِ نَشَاصاً مِنْ شَبَابِهمَا ... إذا دَعَى دَعْوَةً دَاِعِي الْهَوَى سَمِعَا )
5 - ( لاَ يُعْجَبَانِ بِقَوْلِ النَّاسِ عَنْ عُرُضٍ ... وَيُعْجَبَانِ بِما قالاَ وَما صَنَعا )
_________
1 - المعنى فإن كان شفاء النفس من مرض حبك راحة لي فقد شفيت منه إن كان ذاك يريحني ولكن الوجد باق غير مفارق فأين الراحة
2 - أراد بغطاء الرأس السواد الذي كان عليه في الشباب والسريح الأمر السهل والمعنى تجلى وانكشف سواد رأسي عن بياض فصار الرأس أبيض ولكن غطاء قلبي لم يكد ينجلي بسهولة
3 - تعنيهما تهمهما والبين هنا الوصل وما مصدرية والمعنى أنهما صاحبان متحدان بالمودة تهمهما للوصل والاجتماع فرقته ومدة اجتماعهما لا يمل أحدهما صاحبه طول الدهر
4 - النشاص أصله السحاب إذا ارتفع من قبل العين حين ينشأ ويعلو والمراد الاستواء في السن والشباب تقول العرب رأيت نشاص جوار إذا كن أترابا ونشاص خيل وإبل إذا كانت مستوية والمعنى وهما مستقبلان شبابا مستويا لأنهما على سن واحدة أي هما في ريعان شبابهما مصغيان إلى داعي الهوى فإذا دعاهما إليه أجابا
5 - يقال كلمته عن عرض أي ناحية والمعنى أنهما لا يعجبهما من مقال الناس وفعالهم شيء بل الإعجاب يتعلق بما يؤثرانه ويصنعانه

(2/99)


وقال آخر
1 - ( وَلمَّا بَدَا لِي مِنْكِ مَيْلٌ مَعَ الْعِدَا ... سِوَايَ ولَمْ يَحْدُث سِوَاكِ بَدِيل )
2 - ( صَدَدْتُ كَما صَدَّ الرَّمِيُّ تَطاوَلتْ ... بهِ مُدَّةُ الأَيَّامِ وَهْوَ قَتِيلُ )
وقال آخر والوزن كالذي قبله
3 - ( أحُبًّا عَلى حُبٍّ وَأنْتِ بَخيلَةٌ ... وَقدْ زَعَمُوا أنْ لاَ يُحَبَّ بَخيلُ )
4 - ( بَلى والَّذِي حَجَّ الْمُلِبُّونَ بَيْتَهُ ... وَيُشْفَى الْهَوَى بِالنَّيْلِ وَهْوَ قَليلُ )
5 - ( وَإنَّ بِنا لوْ تَعْلَمينَ لَغُلَّةً ... إلَيْكِ كَما بِالْحَائماتِ غليلُ )
_________
1 - سوى هنا بمعنى بدل ومكان
2 - صددت أعرضت وهو جواب لما والرمي المرمي بسهم الصياد ومعنى البيتين ولما بدا لي ميلك مع الأعداء بدل ومكان ميلك إلى ولم يحدث لي بديل مكانك عوضا منك
أعرضت عنك إعراض يأس لا إعراض بغض وأنا أعلم أن هواك قاتلي كهذا المرمي الذي لا يشك في كونه قتيلا وإن طالت مدته
3 - أحبا لفظه لفظ الاستفهام ومعناه التوبيخ وانتصب حبا بإضمار فعل كأنه قال أتجمعين على حبا والمعنى أتزيديني حبا بعد حب مع بخلك وهم يزعمون أن البخيل لا يحبه أحد
4 - المقسم عليه محذوف والنيل الوصل والمعنى نعم قسما بالله الذي يقصد الحجاج بيته ملبين وليس يشفى الهوى غير الوصول إليك ولكن متى يمكن وهو قليل
5 - لو تعلمين اعتراض كالعذر لها أي إنها لو علمت ما به كانت لا تستحيز ما يجري عليه رفقا به والغلة العطش وحرارة الحب والحزن والحائم الطير الذي يحوم حول الماء لما به من العطش والمعنى أن توقعي

(2/100)


وقال آخر
1 - ( إذا كُنتَ لاَ يُسْلِيكَ عَمَّنْ تَوَدُّهُ ... تَناءٍ وَلا يَشْفيكَ طُولُ تَلاَقِ )
2 - ( فَهلْ أنْتَ إلاَّ مُسْتَعِيرٌ حُشاشَةً ... لِمُهْجةٍ نفْسٍ آذَنَتْ بِفراقِ )
وقال عبد الله بن الدُّمينة الخثعمي
3 - ( ألاَ يا صَبا نَجْدٍ مَتَى هِجْتِ منْ نَجْدِ ... لقَدْ زادَنِي مَسْراكِ وَجْدًا عَلى وجْدِ )
4 - ( أأنْ هَتَفَتْ ورْقاءُ في رَوْنَقِ الضُّحَى ... عَلى فَنَنٍ غَضِّ النَّباتِ من الرَّنْدِ )
5 - ( بَكَيتَ كمَا يَبْكي الْوَليدُ ولَمْ تكنْ ... جَليدًا وأبْدَيتَ الذِي لَمْ تكُنْ تُبْدِي )
_________
لوصالك وعطشي له كعطش الطير الحائم
1 - التنائي البعد
2 - الحشاشة روح القلب ورمق من حياة النفس والمهجة خالص النفس ومعنى البيتين إذا كنت لا يشغلك عن محبوبك بعد ولا يشفيك طول تلاق فإذا لا يسليك هذا ولا يشفيك ذا فأنت كمن استعار بقية روح لخالصة نفس أخبرت بالفراق أي فذلك علامة لقرب الموت
3 - الصباريح القبول وهاجت ثارت والمعنى ألا يا صبا نجد متى كان هبوبك من نجد التي هي أرض المحبوب فلقد زادني مسراك حزنا على حزن أي ما كان منك هبوب إلا كان مني وجد
4 - الورقاء الحمامة التي مال سوادها إلى البياض والرونق الضياء والرند نوع من الطيب والفنن الغصن الناعم والغض الطري
5 - الجليد القوي ومعنى البيتين الآن صاحت حمامة ورقاء في أول الضحى وحنت على غصن من شجر الرند بكيت بكاء الصبي أعياه مطلوبه ولم تكن قويا على البكاء وأظهرت الذي كنت

(2/101)


1 - ( وقَدْ زَعمُوا أنَّ الْمُحِبَّ إذا دَنا ... يَمَلُّ وأنَّ النَأْيَ يَشْفى منَ الْوَجْدِ )
2 - ( بِكُلِّ تَدَاوَيْنا فلَمْ يُشَفَ ما بِنا ... عَلى ذاكَ قرْبُ الدَّارِ خيرٌ منَ الْبُعدِ )
3 - ( عَلى أنَّ قُرْبَ الدَّارِ ليْسَ بِنَافِعٍ ... إذا كانَ مَنْ تَهْواهُ ليْسَ بذِي عَهْدِ )
4 - ( إذا مَا شِئْتَ أنْ تَسْلَى خَليلاً ... فأكْثِرْ دونَهُ عَدَدَ اللَّيالي )
5 - ( فَمَا سَلَّى خَليلَكَ مُثْلُ نأْيٍ ... وَلا بَلَّى جَدِيدَكَ كَابْتِذالِ )
وقال آخر
6 - ( ألاَ طَرَقَتْنا آخرَ اللَّيلِ زَيْنبُ ... عَليْكِ سلاَمٌ هلْ لِمَا فاتَ مَطْلبُ )
_________
تخفيه في فؤادك من الشوق والغرام
1 - النأي البعد
2 - معنى البيتين زعم الناس أن الاستكثار من المحبوب والتداني منه يكسب المحب ملالا والتنائي عنه يحدث سلوا وقد تداوينا بكل واحد منهما فلم ينجع ذلك الدواء إلا أنه على الأحوال كلها وجدت قرب الدار منه خيرا من بعدها عنه
3 - المعنى ومع ذلك فإن قرب الدار لا نفع فيه إذا لم يبق محبوبك على ما عهد عليه
4 - المعنى إذا شئت نسيان من تحبه فباعده أياما وليالي وأكثر من عددها يريد أن بعد العهد بينك وبين من تحب سلوة عنه وهذا رأي بعض العاشقين ومنهم من يرى أن ذلك يزيد في الحب ويلهب نار الشوق
5 - بلى بمعنى أبلى والمعنى لا شيء يشغلك عن خليلك مثل البعد عنه فإن الزيادة في البعد زيادة في النسيان فكما أنه سبب في النسيان كذلك كثرة ابتذال الثوب سبب في جعله باليا
6 طرقت أتت ليلا والمعنى أتتنا

(2/102)


1 - ( وَقالتْ تَجَنَّبْنا وَلاَ تَقرَبَنَّنَا ... وكَيْفَ وَأنْتُمْ حَاجَتي أتَجَنَّبُ )
2 - ( يقُولُونَ هَلْ بعْدَ الثَّلاَثِينَ مَلْعَبٌ ... فَقُلْتُ وهَلْ قَبلَ الثَّلاَثِين مَلْعَبُ )
3 - ( لَقدْ جَلَّ خَطْبُ الشَّيْبِ إنْ كانَ كُلَّما ... بَدَتْ شَيْبةٌ يَعرَى منَ اللَّهْو مَركَبُ )
وقال كُثير تقدمت ترجمته
4 - ( وَأدْنَيتِني حَتَّى إذا ما مَلَكْتِني ... بقَوْلٍ يُحِلُّ الْعُصْمَ سَهْلَ الأباطِحِ )
5 - ( تَناهَيْتِ عَنِّي حينَ لاَ لِيَ حِيلْةٌ ... وغادَرْتِ مَا غَادَرْتِ بَينِ الْجَوَانح )
وقال آخر
_________
زينب في السحر فقلت مسلما عليها عليك سلام الله هل لما فات من أيام الوصال مطلب لي فأنا له
1 - المعنى قالت مجيبة جانبنا ولا تدنون منا فقلت كيف أتجنبكم وأنتم مناي في الدنيا
2 - المعنى عيروني بالتصابي بعد تقضي الثلاثين من سني عمري فقلت وهل قبل الثلاثين تصاب لأن من لم يجاوز الثلاثين فهو في عداد الصبيان لا يعرف اللذات
3 - المعنى أقسم لقد عظم أمر الشيب إن كان كلما كثر خلا من اللهو مركب
4 - أدناه قربه والعصم جمع أعصم وهي من الوعول الجبلية التي في قوائمها بياض ومن عادتها أن تسكن في أعلى الجبل ويحل ينزل والأباطح جمع أبطح وهو بطن الوادي حيث يسيل الماء
5 - تناهيت جواب إذا وغادرت تركت والجوانح الضلوع ومعنى البيتين وقربتني يا عزة بكلام لرقته وعذوبته ينزل الوعول الوحشية التي يتعسر صيدها من الجبال إلى بطون الأودية أو إلى الأرض السهلة اللينة حتى إذا صرت في يدك تباعدت عني في الوقت الذي رأيت أنه ليس

(2/103)


1 - ( تَعرَّضْنَ مَرْمَى الصَّيْدِ ثُمَّ رَمَيْنَنا ... مِنَ النَّبْلِ لاَ بِالطَّائِشاتِ الْخَوَاطِفِ )
2 - ( ضَعائِفُ يَقْتُلْنَ الرِّجالَ بِلاَ دَمٍ ... فَيا عَجباً لِلقاتِلاَتِ الضَّعائفِ )
3 - ( وَلِلْعَيْنِ مَلْهًى فِي التّلاَدِ وَلَمْ يَقُدْ ... هَوَى النَّفْسِ شَيءٌ كاقْتِيادِ الطَّرَائِفِ )
وقال آخر
4 - ( لَئنْ كانَ يُهْدَى بَرْدُ أنْيابهَا الُعلا ... لأَفْقَرَ مِنّي إنَّنِي لَفَقيرُ )
_________
لي فيه حيلة وتركت بين الضلوع ما تركت من نار الشوق والغرام
1 - مرمى الصيد ظرف مكان والطائش الخاطف من السهام هو الذي يقع على الأرض ثم يحبو إلى الهدف كأنه يتخطف من الأرض شيئا ومفعول رميننا الثاني محذوف كأنه قال رميننا بالصائبات الناقرات لا بالطائشات الخواطف والناقر من السهام الذي ينقر الهدف والمعنى أن الحبيبات تعرضن لنا وبيننا وبينهن غلوة سهم وفعلن فعل المتعرض للصيد إذا أراد رميه ثم نظرن إلينا وعرضن محاسنهن علينا وتلك نبالهن التي لا تطيش
2 - ضعائف أي في الخلقة والخلق أي ضعفن عن الرجال كيدا وفعلا وقوله بلا دم يريد به الثأر والمعنى هن مع ضعفهن يقتلن الرجال من غير أن يكون ثار بينهم وبينهن فيا عجبي كيف يقتلن مع ضعفهن
3 - التلاد جمع تليد وهو المال القديم والطرائف جمع طريف وهو الجديد من المال والمعنى أن للعين ملهى في المال القديم لكن لا يقود هوى النفس شيء كما يقود المال الجديد من حيث إن لكل جديد لذة
4 - يهدى من الإهداء وهو الإتحاف والعلا الأعالي من الأسنان وهي موضع القبل وأراد ببرد الأسنان عذوبة الريق عند المذاق والمعنى أقسم لئن كان يهدى برد أسنانها وعذوبة رضابها عند

(2/104)


1 - ( فَمَا أكْثَرَ الأخْبَارَ أنْ قدْ تزَوَّجَتْ ... فهَلْ يأْتِيَنِّي بالطَّلاَقِ بشِيرُ )
وقال آخر
2 - ( يُقِرُّ بِعَيْني أنْ أرَى رَمْلةَ الْغَضَى ... إذا مَا بدَتْ يوْماً لِعَيني قلالُها )
3 - ( وَلسْتُ وإِنْ أحْبَبْتُ مَنْ يسْكُنُ الْفَضَى ... بأوَّلِ رَاجٍ حَاجَةً لاَ يَنالُها )
4و - قال آخر
5 - ( سَلى الْبانَة الْغَيناءَ بالأَجْرَعِ الَّذي ... بِهِ الْبانُ هَلْ حَيَيَّتُ أطْلالَ دَاركِ )
_________
المذاق إلى من هو أفقر مني إليها فإنني لفقير ولا غاية وراء فقري
1 - المعنى كثر في أفواه الناس الإخبار بتزويجها واشتغالها ببعلها عن غيره فهل يأتيني مبشر بتطليقها وهل هنا للتمني
2 - أن أرى فاعل يقر والغضى هنا واد بنجد والقلال جمع قلة وهي أعلى الجبل والمعنى إذا بدت يوما لعيني قلال الغضى فقرة عيني في رؤية رمالها
3 - المعنى لست بأول من يرجو حاجة لا يدركها وإن أحببت من يسكن الغضى وهذا يدل على أنه كان بين أهل الغضى وبين قومه عداوة مانعة من المواصلة ولذلك قال ما قال
4 - هذا هو الشعر الذي يسحر النفوس ويخلب الألباب ويأخذ بمجامع القلوب نفاسة وحلاوة وطلاوة ولا يقع مثل هذا لكل شاعر ولكن للواحد بعد الواحد ممن آتاه الله سلامة ذوق ولطافة فكر وحسن بيان
5 - البانة شجرة والغيناء العظيمة الواسعة الظل والأجرع من الأماكن السهل المختلط بالرمل وأطلال الديار ما ارتفع منها والمعنى سلى شجرة البان العظيمة بالأجرع الذي يوجد به البان هل حييت أطلالك أولا فإني قد

(2/105)


1 - ( وَهلْ قُمْتُ في أظلاَلِهنَّ عَشيَّةً ... مَقامَ أخي البَأْساءِ وَاخْتَرْتُ ذلِكِ )
2 - ( وَهلْ هَمَلَتْ عَينَايَ في الدَّارِ غُدْوةً ... بدَمعٍ كنَظْمِ اللُّؤْلؤِ المُتَهالكِ )
3 - ( أرَى النَّاسَ يرْجُونَ الرَّبيعَ وإنَّما ... رَبيعِي الذِي أرْجو نَوالُ وِصالِكِ )
4 - ( أرَى النَّاسَ يَخْشَوْنَ السِّنينَ وَإنَّما ... سِنِيَّ التِي أخْشَى صُروفُ احْتِمالِكِ )
5 - ( لَئِنْ ساءَنِي أنْ نِلْتَنِي بِمَساءَةٍ ... لقَدْ سَرَّني أنِّي خطرَتُ بِبالِكِ )
6 - ( لِيَهْنِكِ إمسَاكي بِكَفّي عَلى الْحَشا ... ورَقْراقُ عَيني رَهبْةً منْ زِيالِكِ )
وقال آخر
_________
حييتها لسكناك فيها استشهد بالبان على أنه قد قضى حق منزل الأحبة لما وقف عليه وأنه حيا الأطلال تحية المتقرب إليها
1 - البأساء هنا الفقر والمعنى واسألي أيضا هل قمت في ظلال تلك الأطلال مقام الفقير المحتاج إلى عطفك وكان ذلك من اختياري إذ فيه شفاء غليلي أولا
2 - همل الدمع سال والمتهالك المتساقط والمعنى واسألي أيضا هل سالت عيناي من شدة البكاء بدمع يشبه نظم اللؤلؤ المتساقط أولا
3 - المعنى أني أرى رجاء الناس متعلقا بالربيع وأما رجائي فهو متعلق بنوال وصالك إذ هو مقصدي وبغيتي
4 - المعنى أرى الناس خائفين من الجدب وإنما جدبي الذي أخافه حوادث ارتحالك
5 - المعنى أقسم لئن أسخطتني بإساءتك لي فقد سرني أني ذكرت بفؤادك
6 - رهبة مفعول له والرقراق صب الدمع والزيال مصدر زايل بمعنى فارق والمعنى ليهنك إني وصلت إلى حالة أمسك فيها بكفي على ما في داخل جسمي من القلب والكبد وليسرك أيضا بكائي حذرا من فراقك

(2/106)


1 - ( تَمتَّعْ بِها مَا سَاعفَتْكَ وَلاَ تكُنْ ... عَلَيْكَ شَجاً في الْحَلْق حِينَ تَبِينُ )
2 - ( وَإنْ هِيَ أعْطَتْكَ اللِّيانَ فإنَّها ... لِغَيرِكَ مِنْ خُلاَّنِها سَتَلِينُ )
3 - ( وَإنْ حلَفتْ لاَ ينْقُضُ النَّأْيُ عَهْدَها ... فلَيْسَ لِمَخْضُوبِ البَنانِ يمِينُ )
وقال آخر وقيل هو عتيبة بن مرداس
4 - ( قلِيلَةُ لَحْمِ النَّاظِرَينَ يَزيُنها ... شَبابٌ وَمَخْفوضٌ مِنَ العَيْشِ بَارِدُ )
5 - ( أرَادَتْ لِتَنْتاشَ الرِّوَاقَ فَلَمْ تَقُمْ ... إليْهِ وَلكِنْ طَأْطَأتْهُ الْوَلائِدُ )
_________
1 - المساعفة الموافقة والشجاما اعترض في الحلق من عظم ونحوه وتبين أي تبعد يصف النساء وأخلاقهن في الانقياد فيقول عليك بالاستمتاع بهن مدة انقيادهن وإسعافهن بالمراد من جهتهن ولا يكن عليك حين يفارقنك مثل الشجا في الحلق
2 - المعنى لا تثق بلينها إذ هي كما تلين لك تلين لغيرك
3 - المعنى وإن عاهدتك على إيفاء وعدها فلا تصدقها فإنها تفارق وتنقض يمينها إذ ليس لمن تخضب البنان يمين
4 - الناظران عرقان في مجرى الدمع من جانبي الأنف والبارد الثابت ويقال عيش خافض ومخفوض إذا كان رغدا لينا يصفها بأنها ليست جهمة الوجه بارزة العينين لكنها أسيلة الخد لطيفة العين يزينها شباب غض وعيش لين ونعمة ورفاهية
5 - انتاش تناول والرواق ما مد مع البيت من ستارة والطأطأة خفض الرأس والمعنى أنها مخدومة لا تريد شيئا إلا أمرت جواريها فإذا أرادت أن تتناول الرواق لم تقم إليه ولكن تكفيها الولائد ما تريده خاضعات لها يريد أنها لا تبتذل نفسها في الخدمة

(2/107)


1 - ( تَناهَى إلى لهْوِ الحديثِ كَأَنَّها ... أخُو سَقْطَةٍ قدْ أسلْمَتْهُ العَوائدُ )
2و - قال توْبةُ بن الْحُميَرِ
3 - ( ولَوْ أنَّ لَيْلَى الأَخْيَلِيَّةَ سَلَّمَتْ ... عَليَّ ودُونِي تُرْبَةٌ وصفَائِحُ )
4 - ( لَسَلَّمّتُ تَسْليمَ الْبشَاشةِ أوْزَقا ... إليْها صَدىً منْ جانِبِ القَبْرِ صائِحُ )
4 - ( وأُغْبَطُ منْ لَيْلَى بِمالاَ أنالُهُ ... ألاَ كُلَّ ما قَرَّتْ بهِ الْعينُ صالِحُ )
_________
1 - تناهى أصله تتناهى ولهو الحديث ما يشغل الخاطر والمعنى أنها بلغت النهاية في الميل إلى لهو الحديث مع جاراتها حيث كفيت كل ما عداه فهي منعمة لا تعلل إلا به فكأنها عليل برفرف عليه ويشفق حتى لا يهمه شيء
2 - وجده حزم بن كعب بن خفاجة أحد بني عقيل بن كعب وكان شاعرا إسلاميا لصا أحد عشاق العرب المدلهين المشهورين بذلك وصاحبته ليلى الأخيلية وهي بنت عبد الله بن الرحال من بني الأخيل وهي من النساء المتقدمات في الشعر من شعراء الإسلام ولا يقدم عليها غير الخنساء ولما قتل توبة رثته بشعر مختار جيد يدل على إخلاصها وله ووفائها بعهده وكان توبة قتله بنو عوف في حديث يطول ذكره
3 - الصفائح الحجارة العراض يغطي بها القبر
4 - زقا صاح والصدى ما يجيبك من الجبال وغيرها إذا صحت وكانت العرب تزعم أن عظام الموتى تصير هاما وإصداء ومعنى البيتين لو أن ليلى الأخيلية سلمت علي وأنا مقبور وفوقي تراب وحجارة لأجبتها مسلما تسليم بشاشة أو أجابها بدلا مني صوت عظامي من جانب القبر
5 - المعنى أنا مرموق محسود منذ عرفت بليلى وإن لم أنل منها مطلوبا وأني قرير العين بأن أذكر بها وهذا القدر نافع لي

(2/108)


وقال آخر
1 - ( فإِنْ تَمَنَعُوا لَيْلَى وحُسْنَ حَديثِها ... فلَنْ تَمنَعُوا مِنِّي الْبُكا والْقَوافِيَا )
2 - ( فهَلاَّ منَعْتُمْ إذْ منَعتُمْ حَديثَها ... خَيالاً يُوافِيني عَلى النَّأْيِ هادِيا )
وقال نُصَيْب تقدمت ترجمته
3 - ( كأَنَّ الْقَلبَ ليْلَةِ قِيلَ يُغدَى ... بِلَيْلَى الْعامِريَّةِ أو يُراحُ )
4 - ( قَطاةٌ عزَّها شَرَكٌ فَباتتْ ... تَجاذِبُهُ وَقدْ عَلِقَ الْجَناحُ )
5 - ( لَها فرْخانِ قدْ تُرِكَا بوَكْرٍ ... فَعُشُّهُما تُصِفّقُهُ الرِّياحُ )
6 - ( إذا سَمِعا هُبوبَ الرِّيحِ نَصَّا ... وقَدْ أودَى بِهِ القَدَرُ المُتاحُ )
_________
1 - المعنى إن حلتم بيني وبين ليلى والإيناس بحديثها فإنكم لا تقدرون على منع ما أنا بصدده من البكاء وجدا بها ومن نظم القوافي في محاسنها
2 - النأي البعد والمعنى إذ قد منعتم حديثها والدنو منها فهلا منعتم خيالا عارفا بالطريق على البعد بيني وبينها يزورني في المنام
3 - يغدى بها يذهب بها في الصباح ويراح أي يذهب بها في العشي
4 - قطاة خبر كأن وعزها غلبها والشرك من حبائل الصيد ومعنى البيتين لما أحسست بالليلة التي همت ليلى بالفراق في صبيحتها أو في وقت الرواح من عشيتها صار قلبي في الخفقان كقطاة وقعت في شرك فبقيت ليلتها تجاذبه والجناح قد علق لا متخلص له
5 - تصفيق الرياح تحريكها وهبوبها والمعنى أن حال القلب حين أحس بما ذكر كحال القطاة المذكورة وقد تركت خلفها فرخين لها فإذا سمعا صوت الريح في عشهما ظنا أنه صوت جناح أمهما
6 نصا أي نصبا

(2/109)


1 - ( فلاَ في اللَّيْلِ نالَتْ ما تُرَجِيّ ... وَلا في الصُّبحِ كانَ لَها بَراحُ )
2و - قال أبو حيَّةَ النُّمَيرِيُّ
3 - ( رَمتْني وسِتْرُ اللهِ بَينِي وبَينَها ... ونَحْنُ بِأكَنافِ الْحِجاز رَميمُ )
4 - ( فلَوْ أنَّها لمَّا رَمتنِي رَميْتُها ... ولَكِنَّ عَهْدِي بِالنِّضالِ قَديمُ )
وقال آخر
_________
أعناقها وأودى هلك والمتاح المقدر والمعنى فإذا سمعا صوت هبوب الريح وظنا بذلك أنه صوت جناح أمهما رفعا أعناقهما وقد أهلك ذلك العش القدر المقدر
1 - البراح الخلاص والمعنى لم تبلغ تلك القطاة رجاءها لا في الليل ولا في الصبح
2 - واسمه الهيثم بن الربيع بن زرارة أحد بني نمير بن عامر بن صعصعة شاعر مجيد مقدم أدرك بني أمية وبني العباس وكان فصيحا راجزا مقصدا من ساكني البصرة وكان أهوج جبانا بخيلا كذابا معروفا بذلك أجمع وكان له سيف يسميه لعاب المنية ليس بينه وبين الخشبة فرق وكان أبو عمرو بن العلاء يقدمه على الراعي وكان أبو حية يفد على الملوك ويمدحهم فيحسنون صلته
3 - ستر الله المراد به هنا الإسلام أو الشيب والأكناف الجوانب ورميم اسم امرأة وهو فاعل رمتني والمعنى رمتني رميم بسهم ألحاظها فتيمتني ونحن بجوانب الحجاز ولكن حال الإسلام أو الشيب بيني وبينها في ارتكاب القبائح والفحش
4 - النضال المراماة والمعنى فلو أني تعرضت لها لفعلت مثل فعلها ولكني شخت وكبرت فعهدي بمناضلة النساء قديم

(2/110)


1 - ( أسِجناً وقَيْداً وَاشْتِياقاً وغُرَبةً ... وَنأْيَ حَبيبٍ إِنَّ ذَا لَعَظيمُ )
2 - ( وَإنَّ امْرأً دامَتْ مَواثِيقُ عَهْدِهِ ... عَلى مِثْلِ ما قَاسَيْتُهُ لَكَرِيمُ )
وقال آخر
3 - ( رَعاكِ ضَمانُ اللهِ يَا أُمّ مالِكٍ ... وَللهُ عَنْ يُشْقيكِ أغْنَى وأوْسَعُ )
4 - ( يُذَكِّرُنيكِ الْخَيرُ وَالشَّرُّ وَالذِي ... أخافُ وأرْجُو وَالذي أتَوَقَّعُ )
5و - قال الحكم الخُضريُّ
_________
1 - انتصب سجنا بإضمار فعل كأنه قال أتجمع علي حبسا وتقييدا واشتياقا وبعد الحبيب فكيف أقاسي هذه الأشياء ومقاساتها أمر عظيم جدا
2 - المعنى أن دوام المرء على مواثيق عهده مع مقاساته مثل ما أقاسي لمن الكرم الدال على شرف العنصر
3 - قوله يشقيك يحتمل أن يكون العامل فيه أن مقدرة أو أن تكون العين مبدلة من همزة أن لأن بعض العرب يفعل ذلك بكل همزة مفتوحة واللام في قوله ولله للابتداء والمعنى رعاك ذمة الله يا أم مالك ولا يصل إليك منه ما يشقيك فإنه أغنى وأوسع كرما من ذلك وهذا البيت كله مبني على الدعاء لها
4 - المعنى لا تخلو حالة من الأحوال إلا وذكراك في فؤادي لا أغفل عنه
5 - أحد بني خضر بالضم بطن من قيس عيلان وأبوه معمر بن قنبر بن جحاش بن سلمة بن ثعلبة بن مالك وأولاد مالك يقال لهم الخضر لأن مالكا كان شديد الأدمة وكذلك كان ولده فسموا الخضر وكان الحكم شاعرا إسلاميا وكان بينه وبين الرماح بن ميادة هجاء وشر وكان الحكم يسجع سجعا طويلا لا فائدة فيه لأنه ليس

(2/111)


1 - ( تَساهَمَ ثوْباهَا فَفي الدِّرْعِ رَأْدَةٌ ... وَفي الْمِرْطِ لَفَّاوَانِ رِدْفُهُما عَبْلُ )
2 - ( فوَاللهِ لاَ أدْرِي أزِيدَتْ مَلاحةً ... وحُسْناً على النِّسْوانِ أمْ ليْسَ لي عقْلُ )
وقال آخر
3 - ( أرُوحُ ولَمْ أُحْدِثْ لِلَيْلَى زِيارَةً ... لبِئْسَ إذًا راعِي الْمَوَدَّةِ وَالوَصْلِ )
4 - ( تُرابٌ لأَهلي لاً ولاَ نِعمَةٌ لهُمْ ... لشَدَّ إذًا ما قَدْ تَعَبَّدَني أهْلي )
5و - قال أبو دَهْبَلٍ الْجُمَحِيُّ
_________
برجز منظوم ولا كلام فصيح وكان مقلا معدما
1 - التساهم التقاسم والرأدة الناعمة والمرط كساء من الخز واللفاوان تثنية لفاء وهي الفخذ الكثيرة اللحم والردف الكفل والعبل الضخم والمعنى أن جسم هذه المرأة أنقسم بين درعها وإزارها ففي الدرع بدن ناعم وخصر دقيق وفي مرطها فخذان غليظتان عليهما ردف ضخم
2 - المعنى أقسم أني متحير فيما أرى من محاسنها فهل أقول أنها زيدت ملاحة وحسنا على جميع النساء أم أتكلم بذلك بلا عقل من شدة حبي لها وشغفي بجمالها
3 - أروح الخ حذف همزة الاستفهام الإنكاري واللام من قوله لبئس لام الابتداء ومذموم بئس محذوف لأن المراد مفهوم وكأن من صحبه من أهله استعجلوه عن زيارة ليلى فيقول منكرا أأروح من غير أن أقضي حقها أو أجدد الإلمام بها لبئس راعي المودة والمواصلة أنا
4 - هذا دعاء على أهله والمعنى حصلت لهم الخيبة والبؤس فقد أرادوا لي ترك مودة ليلى وأن أكون عبدا لهم ولكن كيف يكون ذلك
5 - واسمه وهب بن زمعة بن أسيد أحد بني جمح بن عمرو

(2/112)


1 - ( أأتْرُك ليْلَى ليْسَ بَيْني وبَيْنَها ... سِوَى ليْلةٍ إنِّي إذاً لصَبُورُ )
2 - ( هبُونِي امْرَأً مِنكُمْ أضَلَّ بَعيرَهُ ... لهُ ذِمَّةٌ إنَّ الذِّمِامَ كبيرُ )
3 - ( ولَلصَّاحِبُ الْمَتْرُوكُ أعْظَمُ حُرْمةً ... عَلى صاحِبٍ منْ أنْ يَضِلَّ بَعيرُ )
4 - ( عَفا اللهُ عَنْ ليْلَى الْغَدَاةَ فإِنَّها ... إذا وَليَتْ حُكْماً عَليَّ تَجورُ )
وقال آخر في هذا الوزن
_________
وكان أبو دهبل جميلا شاعرا إسلاميا قال الشعر في آخر خلافة علي بن أبي طالب وكان محسنا مجيدا وأكثر شعره في عبد الله بن عبد الرحمن بن الأزرق والي اليمامة ومدح معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وقد كان ولاه بعض أعمال اليمن وكان يشبب بامرأة من قومه يقال لها عمرة وكان لها عاشقا وكانت امرأة جزلة يجتمع إليها الرجال للمحادثة وإنشاد الشعر ونقل الأخبار وكان أبو دهبل لا يفارق مجلسها وكانت هي أيضا محبة له وكان أبو دهبل سيدا من أشراف بني جمح وكان يحمل الديات في ماله ويعطي الفقراء ويقرى الضيف وكانت له ناقة لم يكن في زمانها أسير منها وله فيها شعر حسن
1 - المعنى أيكون بيني وبين ليلى مسافة ليلة وأتركها من غير زيارة إني إذا لقليل الوفاء لما عندي من كثرة الصبر
2 - هبوني أي عدوني واجعلوني
3 - معنى البيتين أجروني مجرى رجل منكم ندله بعير وله ذمام الصحبة إن الذمام حقه كبير والرفيق أعظم حرمة في الإعانة ممن ضل له بعير
4 - المعنى لا حاسب الله ليلى يوم الحساب فإنها إذا وليت علي حكما تجور فيه

(2/113)


1 - ( أآخِرَ شْيءٍ أنْتِ في كُلِّ هَجْعَةٍ ... وأوَّلَ شْيءٍ أنْتِ عنْدَ هُبُوبي )
2 - ( مزِيدُكِ عِنْدِي أنْ أقيكِ مِنَ الرَّدَى ... وَوُدٌّ كمَاءِ الْمُزْنِ غيرِ مَشُوبِ )
وقال آخر والوزن كالذي قبله
3 - ( مَا أنْصَفَتْ ذَلْفاءُ أمَّا دُنُوُّها ... فهَجْرٌ وأمَّا نأْيُها فَيشُوقُ )
4 - ( تَباعَدُ مِمَّنْ واصَلَتْ وكأَنَّها ... لآخَرَ مِمَّنْ لاَ تَوَدُّ صديقُ )
5و - قال حفص العُليْمي
6 - ( أقولُ لِحِلْمي لاَ تزَعْني عَنِ الصِّبا ... وَلِلشَّيْبِ لاَ تَذْعَرْ عَليَّ الغَوانِيا )
7 - ( طلَبْتُ الهَوَى الغَوْريَّ حتَّى بَلغْتُهُ ... وسَيَّرْتُ في نَجْدِيِّهِ ما كفانِيا )
_________
1 - الهبوب القيام من النوم والمعنى لا أخلو من ذكرك ساعة لأني إن نمت كان خيالك سميري وكذلك في اليقظة
2 - المزن السحاب فيه المطر والمعنى أن منتهى الزيادة لك عندي هو أن أحفظك من كل سوء وأن أودك ودا خالصا
3 - ذلفاء اسم امرأة وأصله من الذلف وهو صغر الأنف واستواء الأرنبة والمعنى أن هذه المرأة جارت علي في حكم الهوى ولم تنصف لأني إن طلبت منها التداني هجرتني وإن رمت منها التنائي شوقتني
4 - تباعد أصله تتباعد والمعنى أن من شيمها البعد عمن يودها والقرب ممن لا يودها
5 - أحد بني عليم بن جناب بطن من كلب
6 - الحلم العقل ووزعه يزعه كفه ولا تذعر لا تفزع والغواني جمع غانية وهي المرأة الغنية بحسنها عن الزينة والمعنى أني أقول لعقلي لا تكفني عن اللهو والشوق في أوانه وللشيب لا تفزع علي النساء الحسان
7 النجد ما أشرف من الأرض وارتفع

(2/114)


1 - ( فيا رَبِّ إنْ لَمْ تقْضِها لِي فلاَ تَدَعْ ... قَذُورَ لهّمْ وَاقْبِضْ قذُورَ كمَا هِيا )
2 - ( ويَا ليْتَ أنَّ اللهَ إنْ لمْ ألاقِها ... قضَى بَينَ كُلِّ اثْنينِ أنْ تَلاَقِيا )
3و - قال أبو بكر بن عبد الرحمن الزهري
4 - ( وَلمَّا نزَلْنا مَنْزِلاً طَلَّهُ النَّدَى ... أنيقاً وبُسْتاناً منَ النَّورِ حالِيا )
5 - ( أجدَّ لنَا طِيبُ المَكانِ وحُسْنُهُ ... مُنىً فتَمَنَّيْنا فكُنْتِ الأمانِيا )
وقال سَعْدَانُ بن المُضرَّب الكِنْدِيّ
_________
والغور ضده وسيرت أكثرت السير وكررته وضرب هذا مثلا لتقلبه في أنواع شتى من الهوى حتى وصل منه إلى الغاية والمعنى أني تفننت في الهوى فأنجد بي طورا وغار بي طورا إلى أن تناهيت وبلغت أقصى الغايات
1 - القضاء القطع والحكم وقذور اسم امرأة وأصله من قولهم امرأة قذور إذا كانت متنزهة عن الأقذار والمعنى فيا رب إن لم تحكم بقذور لي فلا تتركها لهم وأقبضها كما هي
2 - المعنى أتمنى أن الله إن حكم بيننا بعدم التلاقي يحكم به بين كل أليفين
3 - وجده أزهر أحد بني زهرة ابن كلاب وأبو بكر هذا شاعر إسلامي مقل له شعر جيد حسن مختار
4 - طله الندى أي صيره مطلولا به والأنيق المعجب وحاليا أي متحليا
5 - أجد جواب لما ومعناه جدد والمنى جمع منية والأماني جمع أمنية ومعنى البيتين لما قدر لنا النزول في منزل معجب صيره الندى مطلولا وفي بستان معمور مزين بالنور والزهر
جدد لنا طيبه وحسنه مني فتمنينا فلم يكن ما تمنيناه إلا قربك ورؤيتك

(2/115)


1 - ( صَفا ودُّ ليْلَى ما صَفا ثمَّ لَمْ نُطِعْ ... عَدُوًّا وَلمْ نَسمَعْ بهِ قيلَ صاحِبِ )
2 - ( فلَمَّا توَلَّى وُدُّ ليْلَى لِجَانِبٍ ... وَقوْمٍ تَولَّينَا لِقَوْمٍ وَجانِبِ )
3 - ( وكُلُّ خلِيلٍ بَعْدَ لَيْلَى يَخافُني ... عَلى الغَدْرِ أوْ يرْضَى بِوُدٍّ مُقاربِ )
وقال آخر
4 - ( ألاَ ليْتَ شِعْري هَلْ أبيتَنَّ ليْلةً ... وذِكْرُكِ لاَ يسْرى إليَّ كمَا يسْرى )
_________
1 - صفا ود ليلى الخ يجوز أن يكون الود مضافا إلى المفعول والمراد صفا ودنا لليلى ما صفا ودها لنا وما من قوله ما صفا مصدرية والمعنى صفا ودنا لليلى مدة صفائها لنا خالصا مما يشوبه ويفسده من طاعة عدو أو إصغاء إلى ناصح يظهر قول النصح ويجوز أن يكون الود مضافا إلى الفاعل والمراد صفا ود ليلى ما صفا ودنا لها والأول هو الوجه بدليل ما بعده
2 - تولى من التولي وهو الإعراض والذهاب وقوله لجانب أي إلى ناحية أخرى والمعنى فلما ذهب ودها وتغيرت عنا إلى جانب آخر وقوم آخرين ذهبنا بودنا كذلك
3 - المعنى أن الناس لما رأوا ولوعي بليلى والميل إليها ثم انصرافي عنها لأدنى سبب صار كل خليل فيما بيني وبينه يخافني على قلة الوفاء أو يرضى بود مقارب لودي وقد عاب النقاد هذا المعنى وقالوا إن ذا الهوى لا يستدعي ممن يهواه المكافأة على ما يتحمل فيه
4 - المراد بالذكر الخيال وإنما كنى به عنه لأن الخيال في المنام لا يكون إلا عن التذكر في اليقظة والمعنى أتمنى أن أعلم هل أبقى ليلة من ليالي الدهر وخيالك لا يسري إلي كما يسري إلى الساعة

(2/116)


1 - ( وهَلْ يدَعُ الْواشونَ إفْسادَ بَيْنِنَا ... وحُفْراً لنَا الْعاثورَ مِنْ حيْثُ لا نَدْري )
وقال آخر
2 - ( إنْ كانَ هَذَا مِنْكِ حَقاً فإنَّني ... مدَاوِي الَّذي بَيْني وبَيْنَكِ يِالهَجْرِ )
3 - ( ومُنْصَرفٌ عنْكِ انْصِرافَ ابْنُ حُرّةٍ ... طَوَى وُدَّهُ وَالطَّيُّ أبْقَى منَ النَّشْر )
وقال آخر
4 - ( وَفي الْجِيرَةِ الْغادينَ منْ بَطْنِ وجْرَةٍ ... غزَالٌ كَحيلُ الْمُقْلتَينِ رَبيبُ )
5 - ( فلاَ تَحْسبِي أنَّ الْغرِيبَ الَّذي نأَى ... وَلكِنَّ مَنْ تَنْأَيْنَ عنْهُ غرِيبُ )
_________
1 - العاثور المهلكة من الأرض وما أعد ليقع فيه أحد والبين هنا الوصل والمعنى وهل أرى نفسي سليمة من رمي الوشاة وطلبهم إفساد وصلنا وحفر مهواة لنقع فيها إذا غبنا عنهم من حيث لا نشعر ولا ندري
2 - إن كان هذا الخ اسم الإشارة يعود إلى ما رآه منها من الصد والإعراض كما هو دأب العاشقين يقول إن كان هذا الذي يظهر منك موافقا لما تخفيه فإني سأداوي ما بيني وبينك بالتهاجر والتقاطع
3 - المراد بابن حرة الكريم الذي يصون نفسه وصاحبه والمعنى وأنصرف عنك انصراف كريم يطوي وده ويعد الطي خيرا من النشر
4 - الجيرة جمع جار ووجرة موضع تنسب إليه الغزلان وكحيل بمعنى مكحول وربيب بمعنى مربوب والمعنى ومع الجيرة المسافرين في الغداة من بطن وجرة غزال أسود المقلتين مربوب يريد بهذا التلهف والتحسر
5 - غريب يريد هو الغريب والمعنى لا تظني أن الغريب

(2/117)


وقال آخر
1 - ( بِنَفْسي وأهْلي مَنْ إذا عَرَّضُوا لهُ ... ببَعْضِ الأذَى لمْ يدْرِ كيْفَ يُجيبُ )
2 - ( وَلمْ يَعْتَذِرُ عذْرَ البَرِيِّ وَلمْ تزَلْ ... بهِ سَكْتَةٌ حتَّى يُقالَ مُريبُ )
وقال آخر
3 - ( أرَى كُلَّ أرْضٍ دَمَّتتْها وَإنْ مَضَتْ ... لهَا حِجَجٌ يزْدادُ طِيباً تُرابُها )
4 - ( ألمْ تَعْلَمَنْ يا رَبِّ أنْ رُبَّ دعْوَةٍ ... دعَوْتُكَ فِيها مُخْلِصاً لوْ أُجابُها )
5 - ( وَأُقْسِمُ لوْ أنّي أرَى نسَباً لهَا ... ذِئَابَ الْفلاَ حُبَّتْ إليَّ ذِئابُها )
_________
عندي من يفارق وطنه وإنما الغريب من تبعدين عنه
1 - بنفسي متعلق بفعل مقدر كأنه قال أفدي بنفسي والمعنى أفدي بنفسي وأهلي من إذا عرضوا له ببعض ما يؤذي لم يعلم كيف يدافع ولا يهتدي إلى وجوه الحيل وذلك لغرارته
2 - المعنى ولم يظهر عذرا يعرب به عن براءته ولا يزال ملازما للسكوت حتى يظن أن به ريبة
3 - دمنتها فعل مبني من الدمنة وهي أثر الدار وما أسود من الرماد وغيره فكأن معناه أثرت فيها بالإقامة والحجج جمع حجة بمعنى السنة والمعنى أني أرى كل مكان أقامت فيه الحبيبة زمنا يزيد ترابه طيبا وإن مرت عليه سنون
4 - ألم تعلمن الهمزة فيه للتقرير يريد أقر أنك تعلم ومخلصا حال ولو للتمني وأجابها يريد أجاب فيها والمعنى أنت اعلم يا رب إنه رب دعوة دعوتك فيها مخلصا أتمنى الإجابة فيها
5 - أقسم جملة تغني عن اليمين وجوابه جملة حبت إلي الخ وجواب لو مقدر أعني عنه جواب اليمين لأنه من جنسه والمعنى وأقسم أني لو أرى

(2/118)


1 - ( لَعَمْرُ أبى ليْلى لئِنْ هِيَ أصْبَحتْ ... بوَادِي القُرَى ما ضَرَّ غيرِي اغْترَابُها )
وقال آخر
2 - ( لعَمرُكَ ما مِيعَادُ عَيْنَيكَ والْبُكا ... بدَاراءَ إلاَّ أنْ تَهُبَّ جَنُوبُ )
3 - ( أُعاشِرُ في دَاراءَ مَنْ لاَ أُحبُّهُ ... وَبالرَّمْلِ مهْجورٌ إليَّ حَبيبُ )
4 - ( إذا هَبَّ عُلوِيُّ الرّياحِ وجَدْتُني ... كأَنِّي لِعُلوِيِّ الرّياح نَسيبُ )
وقال آخر
5 - ( هَلِ الحُبُّ إلاَّ زَفرَةٌ بعْدَ زَفْرَةٍ ... وَحرّ عَلى الأحْشاءِ ليْسَ لهُ بَرْدُ )
_________
ذئاب البرية منسوبة إليها لحببت إلي تلك الذئاب لشدة شغفي بها
1 - إقسامه بأبيها تعظيم لها وتنبيه على محلها من قلبه المعنى أقسم بأبي ليلى لئن عادت إلى موضعها من وادي القرى لم يضر البعد منها والاغتراب عنها غيري
2 - داراء موضع مشهور ومنزل للعرب معمور جاء ذكره في حديث وفد عبد القيس إلى النبي وهو من نواحي البحرين والمعنى لعمرك ما الموعد بين عينيك وبين البكاء وأنت بداراء إلا حين هبوب الجنوب وإنما قال ذلك لأن هبوبها كان من جهة من اشتاق إليه فكلما هبت أهدت إليه طيبه وجددت ذكراه فبكى شوقا إلى من يحب
3 - المعنى أن من صروف الدهر أني معاشر بداراء من لا أحبه ومن أهواه مقيم بالرمل وملازم لهجري
4 - إذا هب علوي الرياح يريد إذا هبت الريح من نحو عالية نجد والمعنى إذا هبت الريح من نحو عالية نجد وجدتني كأني منتسب إليها لشدة شغفي بمن سكن نجدا
5 - الاستفهام هنا بمعنى النفي والزفرة من

(2/119)


1 - ( وفَيْضُ دُموعِ الْعَينِ يا مَيَّ كلّما ... بدَا علَمٌ منَ أرْضِكُمْ لمَ يكُنْ يبْدُ )
2و - قال ابن ميَّادة
3 - ( كأنَّ فُؤَادي في يَدٍ ضبَثَتْ بهِ ... مُحاذَرةً أنْ يقْضِبَ الْحَبلَ قاضِبُهْ )
4 - ( وأُشْفِقُ منْ وشْكِ الفِرَاقِ وإنَّني ... أظُن لَمَحْمولٌ علَيه فِرَاكِبُهْ )
_________
الزفير وهو إخراج النفس ممتدا ولا يكون إلا عند الضجر والسآمة
1 - مي اسم الحبيبة والعلم الجبل كأن إنسانا لامه على الحب وكذبه في دعواه له فقال رادا عليه ليس الحب إلا تتابع الزفرات وتتابع حر على الأحشاء لا يعتريه برد وبكاء طويل كلما ظهر جبل من أرضكم لم يكن يظهر قبلا
2 - واسمه الرماح بن يزيد أو ابن أبرد يصل نسبه إلى سعد بن ذبيان وميادة أمه وكان يزعم أنها فارسية وذكر ذلك في شعره وهو شاعر إسلامي عريض للشر طالب مهاجاة الشعراء ومسابة الناس وبينه وبين الحكم الخضري هجاء وسباب ووفد إلى المنصور ومدحه وقد كان دخل على الوليد ابن يزيد وأنشده قصيدة يقول فيها
( فضلنا قريشا غير رهط محمد ... وغير بني مروان أهل الفضائل )
فقال الوليد قدمت آل محمد قبلنا فقال ما كنت يا أمير المؤمنين أظنه يمكن غير ذلك فلما أفضت الخلافة إلى بني هاشم ودخل على المنصور قال له كيف قال لك الوليد فأخبره بما قال فجعل المنصور يتعجب
3 - الضبث القبض على الشيء والمراد بالحبل الوصل ومحاذرة مفعول له والقضب القطع والمعنى كأن قلبي قبض عليه قابض لخوفي من أن يقطع الوصل قاطعه من البين
4 - وأشفق من الإشفاق وهو الخوف ووشك الفراق سرعته وأظن أي

(2/120)


1 - ( فَواللهِ لاَ أدْري أيَغْلبُني الهَوَى ... إذا جَدَّ جِدَّ الْبيْنِ أمْ أنا عالِبُهْ )
2 - ( فأنْ أستَطعْ أغْلبْ وإنْ يَغْلِبِ الهَوَى ... فَمِثلُ الَّذي لاقَيْتُ يُغْلَبُ صاحِبهْ )
وقال آخر
3 - ( فَيا أهْلَ ليْلى كَثَّرَ اللهُ فِيكُمُ ... بأمْثالِها حتَّى تَجودُوا بها لِيا )
( فَما مَسَّ جَنْبي الأرْضَ إلاَّ ذكَرْتُها ... وَإلاَّ وجَدْتُ ريحَها في ثِيابِيا )
وقال آخر
5 - ( يقُولُ العِدَا لاَ بارَكَ اللهُ فِي الْعِدَا ... قدْ اقْصَرَ عنْ ليلَى ورَثَّتْ وَسائِلُهْ )
_________
يقع في ظني وعلمي وقوله لمحمول عليه الخ كناية عن وقوع الفراق وأنه لا محالة منه المعنى أني كثير الحذر من سرعه الفراق وأنه يقع في ظني أنه لا بد منه ولا نجاة عنه
1 - المعنى فوالله لا أعلم أيغلبني الهوى وأكون في قبضته إذا تحقق الفراق أم أغلبه فأستريح من بلاياه وأتخلص من عذابه
2 - المعنى أني أعالج الهوى حتى أغلبه فإن غلبني فلا عجب إذ لا يلاقي الهوى أحد إلا ويكون مغلوبا له
3 - بنى الكلام على أن عشيرتها والمالكين لأمرها إنما بخلوا بها لأنها معدومة المثل فيهم فأقبل يستعطفهم ويدعو لهم بأن يكثر الله أمثالها فيهم حتى يتركوا المنافسة فيها ويجودوا بها له
4 - المعنى ما اضطجعت للمنام خاليا بنفسي إلا امتنع النوم فقام ذكرها مقام خيالها ثم صرت من الشوق أتصورها معي فأجد رائحتها في ثيابي
5 - المراد بالعدا الوشاة والمفسدون بين المتحابين وقوله لا بارك الله في العدا دعاء عليهم ويقال أقصر عن الشيء إذا كف عنه وهو يقدر عليه ورثت بليت والمعنى ادعى

(2/121)


1 - ( ولَوْ أصْبَحَتْ ليْلَى تَدِبُّ على الْعَصا ... لكَانَ هَوَى ليْلَى جَدِيداً أوائِلُهْ )
وقال آخر
2 - ( وقَفْتُ لِلَيْلَى بِالْملاَ بعْدَ حِقْبَةٍ ... بِمَنْزِلةٍ فَانْهَلَّتِ الْعَيْنُ تدْمَعُ )
3 - ( وأتْبَعُ ليْلَى حَيْثُ سارَتْ ووَدَّعَتْ ... وَما النَّاسُ إلاَّ آلِفٌ ومُوَدِّعُ )
4 - ( كأنَّ زِماماً في الْفُؤَادِ مُعَلَّقاً ... تَقودُ بهِ حيْثُ اسْتَمَرَّتُ وأتْبَعُ )
5و - قال وَرْدٌ الَجعْدِيّ
_________
الوشاة أني كففت عن ليلى وزال ولوعي بها فلا بارك الله فيهم فإنهم ادعوا باطلا ومرادهم إفساد قلبها علي
1 - المعنى ولو أن ليلى هرمت وأصبحت تدب على العصا لكان حبها في ذلك الوقت جديدا
2 - الملا المفازة والحقبة السنة والمعنى أني وقفت بمنزلة لليلى بالملا بعد سنة فذكرتها فبكيت
3 - ودعت معناه تودعت ثم قال وما الناس إلا آلف ومودع يريد أن الناس ما بين آلف لها لكونه مسافرا معها ومنصرف عنها بعد توديعها وتشييعها
4 - معنى البيتين أني صرت تابعا لليلى بروحي في سيرها وتوديعها وقد صار الناس قسمين قسم آلف لها لكونه مسافرا معها وقسم منصرف عنها بعد تشييعها وتوديعها فكنت على خلافهم لأني ملازمها في كل حال وصار قلبي طائعا لها ومنقادا إليها كأنها علقت فيه زماما تقوده به حيث أرادت وأنا على أثرها
5 - هو ورد بن عمرو بن ربيعة بن جعدة شاعر جاهلي وهو الذي قتل شراحيل بن الأصهب الجعفي وذلك أن شراحيل خرج ذات سنة مغيرا في جمع عظيم من اليمن وكان قد طال عمره وكثر

(2/122)


1 - ( خليليَّ عُوجَا بارَكَ اللهُ فِيكُما ... وَإنْ لمْ تَكُنْ هِنْدٌ لأَرْضِكُما قصْدَا )
2 - ( وقُولا لهَا ليْسَ الضّلاَلُ أجارَنا ... ولَكِنَّنا جُرْنا لِنَلْقاكُمُ عَمْدَا )
_________
تبعه وبعد صيته واتصل ظفره وكان قد صالح بني عامر على أن يغزو العرب مارا بهم في بدأته وعودته ولا يعارض واحد منهم صاحبه فلما خرج غازيا أبعد حتى مر على بني جعدة فنزل بهم ونحروا له وأكرموه هو ومن معه ثم عمد ناس من أصحابه سفهاء فتناولوا إبلا لبني جعدة فنحروها فشكت ذلك بنو جعدة إلى شراحيل وقالوا قريناك وأحسنا ضيافتك ثم لم تمنع أصحابك مما يصنعون فقال أنهم قوم مغيرون وقد أساؤا لعمري وإنما يقيمون عندكم يوما أو يومين ثم يرتحلون عنكم فقال الرقاد لأخيه ورد دعني أذهب إلى بني قشير وجعدة وقشير إخوان لأب وأم فأدعوهم وأصنع أنت لشراحيل طعاما طيبا حسنا وادخله إليك واقتله فإن احتجت إلينا فدخن فإني إذا رأيت الدخان أتيتك بهم فوضعنا سيوفنا في القوم فعمد ورد إلى طعام فأصلحه ودعا شراحيل وناسا من أصحابه وأهله وبني عمه فكلما دخل البيت رجل قتله ورد حتى انتصف النهار فوقع بين الفريقين ما يطول ذكره قال أبو رياش ذكروا أن المأمون قال ذات يوم للمغنين أيكم يعرف هذه الأبيات
( تخيرت من نعمان عود أراكة ... لهند فمن هذا يبلغه هندا )
الأبيات وهي ثمانية فلم يعرفها منهم أحد ثم انصرفوا فسأل عنها بعض الأدباء فقال أنا أعرفها وأنشده إياها وهي لورد هذا ولكن أبا تمام اختار منها بيتين
1 - عاج نزل وأقام قليلا
2 - أجارنا عدل بنا ومعنى البيتين

(2/123)


وقال آخر
1 - ( ومَا في الأرْضِ أشْقَى منْ مُحِبٍّ ... وَإنْ وَجَدَ الهَوى حُلْوَ الْمذَاقِ )
2 - ( ترَاهُ باكِياً فِي كُلِّ حينٍ ... مَخافَةَ فُرْقةٍ أوْ لاِشْتِياقِ )
3 - ( فيَبْكِي إنْ نأوْا شَوْقاً إليْهِمْ ... وَيَبكي إنْ دَنَوا خَوْفَ الفِراقِ )
4 - ( فتَسْخَنُ عيْنُهُ عِنْدَ التَّنائي ... وتَسْخَنُ عيْنُهُ عِنْدَ التَّلاَقِي )
5و - قال ابنُ الطَّثريَّة
6 - ( عُقَيْلِيَّةٌ أمَّا ملاَثُ إزارِها ... فَدِعْصٌ وأمَّا خَصْرُها فبَتيلُ )
_________
يا خليلي بارك الله فيكما انزلا بهند وإن كان قصدكما غيرها وما حملتكما على النزول إلا لصدق إحائكما وتبليغ رسالتي إليها فاستعطفاها وقولا لها ما عدلنا عن الطريق ضلالا عنها ولكن نزلنا عندكم عمدا لمحض لقائكم
1 - يقول ليس في الأرض أشقى من صاحب الحب وإن كان يجده حلو المذاق
2 - نصب مخافة على المصدر
3 - معنى البيتين تراه في كل حالاته دائم البكاء وذلك ليس إلا خوف الفرقة أو لما به من شدة الشوق فبكاؤه في النأي لأجله وفي القرب لأجل الفراق
4 - المعنى أن عينه عند البعد تسخن بدمعة الحزن وعند التلاقي تسخن بدمعة الحزن أيضا خوفا من الفراق
5 - هو يزيد بن الصمة أحد بني سلمة الخير بن قشير والطثرية أمه وهو شاعر إسلامي وكان جميل الوجه حسن الشعر حلو الشمائل وكان يقول من أفحم عند النساء فلينشد من شعري وكان كثيرا ما يتحدث إلى النساء وقد قتله بنو حنيفة يوم الفلج وكان لبني عامر على بني حنيفة ولأخته زينب شعر جيد ترثيه به
6 - ملاث الإزار الموضع الذي يشد عليه الإزار وهو العجز والكفل والدعص قطعة

(2/124)


1 - ( تقَّيظُ أكْنافَ الْحِمَى ويُظِلُّها ... بِنَعْمانَ منْ وادِي الأرَاكِ مَقيلُ )
2 - ( أليْسَ قَليلاَ نَظْرَةٌ إنْ نَظرْتُها ... إليْكِ وَكَلاَّ ليْسَ مِنْكِ قَليلُ )
3 - ( فَيا خُلَّةَ النَّفْسِ الّتي ليْسَ دُونَها ... لنَا منْ أخِلاَّءِ الصَّفاء خَليلُ )
4 - ( ويَا مَنْ كَتمْنَا حُبَّهُ لمْ يُطَعْ بهِ ... عَدُوُّ وَلمْ يُؤْمَنْ علَيهِ دَخيلُ )
5 - ( أما مِنْ مَقامٍ أشتَكي غُربَةَ النَّوَى ... وخَوْفَ العِدَا فِيهِ إليْكِ سَبيلُ )
_________
من الرمل مستديرة والخصر البتيل ما دق حتى كأنه انقطع ما فوقه عما تحته لدقته والمعنى هي من بني عقيل فأما ما في الإزار منها فثقيل غليظ مثل الدعص وأما ما هو خارج الإزار من الخصر فهو في غاية الدقة
1 - تقيظ أصله تتقيظ أي تقيم بالمكان المذكور قيظها والمقيل مكان القيلولة والمعنى أنها تقيم في القيظ بأكناف الحمى ويظلها مقيل بنعمان من وادي الأراك
2 - الاستفهام بمثل هذا يقرر به في الواجب الثابت وكلا حرف ردع وزجر فيها معنى النفي يقول مبينا لما يقاسيه فيها ويتحمله من أجلها أليس قليلا نظرة منك إذا حصلت لي ثم استدرك على نفسه فقال ولكن لا قليل منك
3 - الخلة بالضم لغة في الخليل وهو من أصفيته المودة وأخلصت له في المحبة وخليل اسم ليس مؤخر
4 - به بمعنى فيه والدخيل المداخل المباطن الذي لا تطمئن إليه نفسك
5 - أما أداة عرض فيها طلب بلين ورفق والمقام موضع الإقامة وجملة اشتكى غربة النوى الخ صفته ومعنى الأبيات الثلاثة يا خليلة النفس التي ليس خليل من أخلاء الصفاء غيرها لنا ويا من حبها مكتوم لا يطاع فيه عدو ولا يؤمن عليه صديق أما عندك مقام لي فيه سبيل إليك أظهر لك الشكوى فيه من بعد الفراق وخوف العدا

(2/125)


1 - ( فدَيْتُكِ أعْدَائي كَثيرٌ وشُقَّتي ... بعِيدٌ وأشْياعي لدَيْكِ قَليلُ )
2 - ( وكُنْتُ إذا مَا جِئْتُ جِئْتُ بِعلَّةٍ ... فأفْنَيْتُ عِلاَّتي فكَيْفَ أقولُ )
3 - ( فيا كُلَّ يوْمٍ لِي بأرْضِكِ حاجَةٌ ... وَلا كُلَّ يوْمِ لِي إليْكِ رَسولُ )
4 - ( صَحائِفُ عِنْدِي لِلْعِتابِ طَوَيتُها ... سَتُنْشَرُ يوْماً وَالعِتابُ طَويلُ )
5 - ( فلاَ تَحْمِلي ذَنْبي وأنْتِ ضَعيفَةٌ ... فَحَمْلُ دَمي يوْمَ الْحِسابِ ثَقيلُ )
وقال آخر
6 - ( أبْعدَ الَّذي قدْ لجّ تتَّخِذينني ... عَدُوًّا وَقدْ جَرَّعْتِنِي السَّمَّ مُنْقعًا )
_________
1 - الشقة بعد مسير أرض إلى أرض بعيدة والأشياع الأنصار والمعنى جعلت فداك أشكو إليك كثرة أعدائي وبعد الطريق وفرط التعب وقلة أنصاري عندك
2 - فكيف أقول يريد فكيف أقول ما أقوله ويحوز أن يكون المراد بأقول أتكلم فيستغنى عن المفعول والمعنى كنت إذا أردت الوصول وصلت بحبلة فالآن أفنيت حيلي فماذا أقول بعد ذلك
3 - المعنى فما كل يوم تعرض لي بأرضك حاجة أتعلل بها وليس بميسور لي أن أرسل إليك كل يوم رسولا
4 - المعنى عندي للعتاب صحائف مطوية وستنشر يوما من الأيام ويكون العتاب فيه طويلا
5 - دمى بمعنى قتلى والمعنى أن إثم قتلي عظيم حمله يوم الحساب فلا تحمليه وأنت ضعيفة عن حمله
6 - قد لج يريد ما لج به من هواها وسم ناقع أي قاتل لوقته والمعنى أبعد ما لزمني من فرط الحب تريدين هجري وعداوتي وقد سقيتني السم الناقع القاتل لحينه

(2/126)


1 - ( وشَفَّعْتِ منْ يَبْغي عَليَّ وَلمْ أكُنْ ... لأُرْجِعَ منْ يبْغي عَلَيكِ مُشَفَّعا )
2 - ( فَقالتْ ومَا هَمَّتْ بِرَجْعِ جَوابِنا ... بَلَ أنْتَ أبْيَتَ الدَّهرَ إلاَّ تَضَرُّعا )
3 - ( فقُلْتُ لَها ما كُنْتُ أوَّلَ ذِي هَوًى ... تَحَمَّلَ حِمْلاً فادِحاً فَتُوَجَّعا )
4و - قال أبو الأسود الدؤلي
_________
1 - شفعه قبل شفاعته يقول وقبلت شفاعة الباغي المعتدي علي ولم يكن مني أني قبلت شفاعة من بغى واعتدى عليك
2 - التضرع التصاغر والتذلل والمعنى فقالت وما أرادت بقولها رجع الجواب بل اتسعت في الكلام وقالت أنت أبيت أن تبقى مدة عمرك إلا متصاغرا ذليلا
3 - الفادح المثقل والمعنى ومثلي كثير ممن توجع للحب فلست بأول باد فيه
4 - اسمه ظالم ابن عمرو بن سفيان أحد بني الديل بن بكر بن عبد مناة وكان أبو الأسود من وجوه التابعين وفقهائهم ومحدثيهم وروي عن أكابر الصحابة رضي الله عنهم واستعمله علي رضي الله عنه على البصرة بعد ابن عباس رضي الله عنهما وكان من وجوه شيعته وكذلك استعمله عمر وعثمان رضي الله عنهما وكان هو الأصل في بناء النحو وعقد أصوله برأي من علي رضي الله عنه ويكفي في وصفه ما قال الجاحظ كان أبو الأسود معدودا في طبقات من الناس وهو فيها كلها مقدم ومأثور عنه الفضل في جميعها كان معدودا في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحويين والحاضري الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف وكان بينه وبين عدي بن حاتم الطائي مهاجاة وملاحاة ما كان ينبغي لمثلهما على جلالتهما وعلو شأنهما أن يقعا فيها

(2/127)


1 - ( أبَى الْقَلْبُ إِلاَّ أُمَّ عَمْرٍو وحُبَّها ... عَجُوزًا ومَنْ يُحْبِبْ عَجوزًا يُفَنَّدِ )
2 - ( كَثَوْبِ الْيَماني قدْ تَقادَمَ عهْدُهُ ... وَرُقْعتُهُ مَا شِئْتَ في العينِ وَاليَدِ )
وقال آخر
3 - ( هَجَرْتُك أيَّاماً بذِي الغَمْرِ إنَّني ... عَلى هَجرِ أيَّامي بذِي الغَمرِ نادِمُ )
4 - ( وإنّي وذَاكِ الهَجْرَ لوْ تَعْلَمينَهُ ... كَعازِبَةٍ عَنْ طِفْلِها وهْي رَائِمُ )
وقال آخر
5 - ( مَا أحْدَثَ النّأْيُ المُفَرِّقُ بَيْنَنا ... سُلُوًّا وَلا طُولُ اجْتِماعٍ تَقالِيَا )
_________
1 - التفنيد التوبيخ والتعنيف
2 - ورقعته ما شئت يريد ما شئته فحذف العائد وقوله في العين يريد في النظر وفي اليد يريد عند المس ومعنى البيتين أن قلبي لا يريد غير أم عمرو وحبها وإن هرمت وكبرت ومن عادة الناس أنهم يوبخون من يحب العجوز ويتصابى بها وهي في النساء كخلق البرد اليماني في الثياب وقد قدم عهده فإذا مسسته ونظرت إليه وجدت رقعته زائدة على كل رقعة دقة ومتانة فكذلك منظر أم عمرو ومختبرها
3 - ذي الغمر موضع والمعنى هجرتك مدة بذي الغمر وأنا نادم على هجرك بذلك الموضع في تلك المدة
4 - العازبة البعيدة والرائم المشفق والمعنى لو تعلمين حالي مع الهجر لعلمت أن مثلي كناقة غابت عن طفلها فهي مشفقة عليه
5 - النأى البعد والسلو ذهاب النفس عما كانت تحبه وتشتغل به وقوله ولا طول اجتماع ارتفع بفعل مضمر كأنه قال ولا أحدث طول اجتماع تقاليا والتقالي البغض والمعنى لم يحصل من البعد المفرق بيننا

(2/128)


1 - ( ولاَ زَادَني الْواشُونَ إلاَّ صَبَابَةً ... ولاَ كَثْرَةُ النَّاهِينَ إلاَّ تَمادِيَا )
2 - ( وأنْتِ الَّتي ما مِنْ صَديقٍ وَلا عِدًى ... يَرَى نُضْوَ ما أبْقَيْتِ إلاَّ رَثَى لِيَا )
3 - ( خَليلَيَّ إلاَّ تبْكِيا لِيَ أسْتَعنْ ... خَليلاً إذا أفْنَيْتُ دَمْعاً بَكى لِيا )
4 - ( كأنْ لمْ يَكُنْ بَينٌ إذا كانَ بَعْدَهُ ... تَلاَقٍ وَلكِنْ لاَ إخَالُ التَّلاَقِيا )
5و - قال جميل
_________
سلو ولم يحدث من طول اجتماعنا بغض
1 - المعنى ما زادني كثرة الواشين إلا غراما وشوقا إليك ولا كثرة اللائمين لي في حبك إلا إصرارا وتطاولا عليه
2 - النضو بالضم ذهاب اللون وما أبقيت يريد به بقية جسمه وهذا مجاز لأن أصله في ذهاب لون الخضاب ورثى رحم والمعنى ما رآني أحد من الصديق والعدو متغير الجسم ذاهب اللون من وجدي بك إلا رق لي ورحمني
3 - يقول يا خليلي إن لم تساعداني على البكاء أطلب خليلا غيركما يبكي لي إذا أفنيت دمعي
4 - يكن هنا تامة والبين الفراق والمعنى كأن الأمر والشأن لم يكن فراق وألم إذا حصل بعده تلاق ولكن لا أظنه حاصلا
5 - هو جميل بن عبد الله بن معمر أحد بني عذرة بن سعد هذيم وجميل شاعر إسلامي فصيح مقدم جامع للشعر والرواية كان راوية هدبة ابن خشرم وكان هدبة شاعرا راوية للحطيئة وكان الحطيئة شاعرا راوية لزهير وابنيه كعب وبجير وكان كثير راوية جميل وكان يقدمه على نفسه ويتخذه إماما وهو أحد عشاق العرب الذين تيمهم الحب وأضناهم العشق وصاحبته بثينة وكانت تكنى أم عبد الملك وكانت أيضا من بني عذرة والجمال والعشق فيهم كثير وعشق جميل بثينة وهو غلام صغير فلما كبر خطبها

(2/129)


1 - ( تفَرَّقَ أهْلاَنا بُثَيْنَ فَمِنْهُمُ ... فَريقٌ أقامَ وَاسْتَقَلَّ فرِيقُ )
2 - ( فلَوْ كَنْتُ خَوَّارًا لقَدْ باخَ مِيسَمي ... وَلكِنِّني صُلْبُ الْقَنَاةِ عَتيقُ )
3 - ( كأنْ لمْ نُحارِبْ يا بُثَيْنَ لوَ أنَّها ... تَكَشَّفُ غُمَّاها وأنْتِ صَديقُ )
وقال آخر
4 - ( شَيَّبَ أيَّامُ الفِراقِ مَفارِقي ... وأنْشَزْنَ نَفْسي فَوْقَ حيْثُ تكُونُ )
5 - ( وقَدْ لاَنَ أيَّامُ اللِّوَى ثُمَّ لمْ يَكَدْ ... مِنَ الْعَيْشِ شْيءٌ بعْدَهُنّ يَلينُ )
_________
فرد عنها فقال فيها الشعر الرقيق الحسن وكانت تزوره ويزورها فجمع له قومها جمعا ليأخذوه فحذرته بثينة فاستخفى وله معها أخبار يطول ذكرها
1 - استقل الرجل إذا حمل متاعه والمعنى وقع التفرق بين أهلي وأهلك يا بثينة فمنهم مقيم ومنهم مسافر قد ارتحل للخلاف الواقع بينهما
2 - الخوار الضعيف وباخ تغير والميسم الجمال والحسن والعتيق الشريف الماجد والمعنى فلو كنت ضعيفا لتغير جمالي ولكنني قوي جلد شريف ماجد
3 - الضمير في أنها يرجع إلى الحرب والغمي الأمر المظلم والمعنى لو أن الحرب تكشف أمرها المظلم وأنت ذات صداقة لي لصرنا كأننا لم توقد بيننا نار الحرب
4 - المفارق جمع مفرق وحيث اسم مكان وتكون تامة بمعنى تحضر وأنشزن رفعن والمعنى صيرت أيام الفراق رأسي ذا شيب ورفعن نفسي فوق مكان احتضارها وبلوغها التراقي
5 - لأن أيام اللوى يريد كان العيش فيها رغدا لينا واللوى موضع بعينه قد أكثرت الشعراء من ذكره وهو واد من أودية بني سليم يتلهف على تلك الأيام التي كانت في ذلك الموضع فيقول لقد لان عيشي في تلك الأيام بذلك الموضع ولم أكد أرى عيشا لينا بعد

(2/130)


1 - ( يقُولُونَ ما أبْلاَكَ والْمالُ غَامِرٌ ... لَدَيْكَ وضَاحِي الجِلْدِ مِنْكَ كَنينُ )
2 - ( فقُلْتُ لَهُمْ لاَ تَعذُلُونِيَ وَانْظُرُوا ... إلَى النَّازِعِ الْمَقْصُورِ كيْفَ يكُونُ )
وقال أبو دَهْبَلٍ الجُمَحِيُّ تقدمت ترجمته
3 - ( أقُولُ والرَّكْبُ قدْ مَالَتْ عَمائمُهُمْ ... وقَدْ سَقَى الْقَوْمَ كأْسَ النَّعسَةِ السَّهرُ )
4 - ( يَا لَيْتَ أنِّي بِأثْوَابي ورَاحِلَتِي ... عَبْدٌ لأَهْلِكِ هذَا الشَّهرَ مُؤْتَجرُ )
5 - ( إنْ كانَ ذَا قَدَراً يُعْطيكِ نَافِلةً ... مِنَّا ويَحرمُنا مَا أنصَفَ الْقَدَرُ )
_________
1 - غامر أي كثير وافر والضاحي الظاهر للشمس والكنين المستور يقول لما رأى أهلي ما أنا فيه من الضعف وشحوب الجسم أنكروا على ذلك وقالوا ما أبلاك والمال عندك كثير وأنت مترف كنين لا تظهر للشمس
2 - النازع الذي يحن إلى وطنه والمقصور المحبوس شبه نفسه حين لم يصل إلى حبيبه وقد فرق الدهر بينهما بنازع إلى وطنه محبوس دونه والمعنى فقلت مجيبا لهم لا تلوموني وانظروا إلى حين لم أصل إلى حبيبتي وقد فرق الدهر بيننا فكأني بعيد مشتاق إلى وطنه وهو محبوس عنه وحال هذا كيف يكون فكيف حالي
3 - الواو من قوله والركب واو الحال وقد مالت عمائمهم يريد لغلبة النوم عليهم والنعسة النومة الخفيفة والمعنى أقول وقد مالت عمائم الركب لغلبة النوم عليهم حتى كأنهم سقاهم السهر كؤس النعاس فسكروا
4 - يا ليت أني الخ يريد بذلك نفسه وجميع ما عنده والمؤتجر المستأجر يقول أتمنى أني مستعبد لأهلك طول الشهر الذي نحن فيه مؤتجر بنفسي وزادي وراحلتي لا أكلفهم مؤنة
5 - النافلة العطية والمعنى

(2/131)


1 - ( جِنِّيةٌ أوْ لَها جِنٌّ يُعَلّمُها ... رَمْىَ الْقلُوبِ بِقَوْسٍ مَا لَها وَترُ )
وقال توْبةُ بن الْحُميّرِ تقدمت ترجمته
2 - ( يَقُولُ أُناسٌ لاَ يَضيرُكَ نَأْيُها ... بَلى كُلُّ مَا شَفَّ النُّفُوسَ يَضِيرُها )
3 - ( ألَيْسَ يَضِيرُ الْعيْنَ أنْ تُكْثرَ البُكا ... ويُمْنَعَ مِنْها نَوْمُهَا وسُرُورُهَا )
_________
ليس من إنصاف القدر أن يعطيك منا العطية ويحرمنا من عطيتك فينفذ مرادك دون مرادنا وهذا قول متدله ذاهب العقل في العشق ربما لا يؤاخذ بهذه الجريرة
1 - المراد بالقوس العين والمعنى أن فعلها مباين لفعل الإنس وكذلك شكلها وحسنها فهل هي جنية أو أحد من الجن يعلمها كيف يكون رمي القلوب بالقوس الذي لا وتر له إذ أن رمي القوس بلا وتر محال أه تنبيه قال أبو محمد الأعرابي ليس قوله يا ليت أني بأثوا بي الخ لأبي دهبل إنما وقع في ديوانه مع ثلاثة أبيات أخر والصحيح أنها لمحمد بن بشير الخارجي وهذا البيت المذكور لا يكاد يعرف معناه ألبتة إلا بالأبيات التي تتقدمه وهي
( يا أحسن الناس إلا أن نائلها ... قدما لمن يرتجى معروفها عسر )
( وإنما دلها سحر تصيد به ... وإنما قلبها للمشتكي حجر )
( هل تذكرين ولما أنس عهدكم ... وقد يدوم لعهد الخلة الذكر )
( قولي وركبك قد مالت عمائمهم ... وقد سقاهم بكأس النومة السفر )
يا ليت أني بأثوا بي البيت أه
2 - لا يضير أي لا يضر وشف النفوس أي آذاها وأذابها والمعنى يقول أناس أن الفراق والبعد لا يضرك فقلت بلى كل ما يؤذي النفس يضرها ولا ينفعها وأنتم لا تعرفون خصائص الحب وأحواله
3 - المعنى لو أردتم دليل ذلك فانظروا إلى العين عند فرط البكاء كيف

(2/132)


وقال ابن أبي دُباكِل الْخُزَاعِيُّ
1 - ( يطُولُ الْيَوْمُ لاَ ألْقاكِ فِيهِ ... وَيوْمٌ نَلْتَقى فِيهِ قَصِيرُ )
2 - ( وَقالُوا لاَ يَضيرُكَ نَأيُ شَهرٍ ... فقُلتُ لِصَاحِبيَّ فَمَنْ يَضيرُ )
3و - قال عُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
4 - ( شَقَقْت القَلْبَ ثُمَّ ذَرَرْتِ فِيهِ ... هَوَاكِ فَليمَ فالْتأمَ الفُطُورُ )
_________
يضرها ويحول بينها وبين النوم والسرور أليس ذلك ضررا بها وإيذاء لها
1 - المعنى يطول يوم الفراق ويقصر يوم التلاق
2 - يقول إن صاحبي ادعيا عدم الضر لي بالبعد ولو كان شهرا فقلت لهما ولو كانت دعواكم هذه صحيحة فمن الذي يضره البعد غيري
3 - وعتبة بن مسعود جده وعبد الله ابن مسعود البدري صاحب رسول الله إخوان ولعتبة صحبة بالنبي وليس من البدريين وكان ابنه عبد الله أبو عبيد الله رجلا صالحا ولاه عمر بن الخطاب بعض الأعمال فحمد أمره وأما عبيد الله ولده فإنه كان أحد وجوه الفقهاء الذين روى عنهم الفقه والحديث وهو أحد الفقهاء السبعة من أهل المدينة وكان ضريرا روى عن جماعة من وجوه الصحابة وكان ابن عباس يقدمه ويؤثره ويعزه عزا وقال عمر بن عبد العزيز لو كان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة حيا ما صدرت إلا عن رأيه ولوددت أن لي بيوم من أيام عبيد الله غرما قال ذلك في خلافته وكان مع ذلك شاعرا رقيقا أديبا مجيدا محسنا متمكنا
4 - ذره رشه ونشره وليم أصله لئم من الالتئام والفطور الانشقاق والمعنى نشرت حبك في القلب بعد شقك إياه فالتأم على ما به فالتأم انشقاقه يريد بذلك أن هواها تمكن

(2/133)


1 - ( تَغَلْغَلَ حُبُّ عَثْمَةَ فِي فُؤَادِي ... فبَادِيهِ مَعَ الْخَافِي يسِيرُ )
2 - ( تَغَلْغَلَ حَيْثُ لَمْ يَبْلُغ شَرَابٌ ... ولا حُزْنٌ ولَمْ يَبْلُغْ سُرُورُ )
وقال ابن ميادة تقدمت ترجمته
3 - ( وَما أنْسَ مِلْ أشْياءِ لاَ أنْسَ قَوْلَها ... وَأدْمُعُهَا يُذْرِينَ حَشْوَ الْمَكاحِلِ )
4 - ( تمَتَّعْ بِذَا الْيَوْمِ الْقَصيرِ فإِنَّهُ ... رَهِينٌ بأيَّامِ الشُّهُورِ الأَطَاولِ )
وقال آخر
5 - ( بَيْضَاءُ آنِسَةُ الْحَدِيثِ كأَنَّهَا ... قَمَرٌ تَوَسَّطَ جِنْحَ لَيْلٍ مُبرِدِ )
_________
من قلبه فلا يمكن انتزاعه منه
1 - التغلغل التوصل والإسراع إلى الشيء على تعب وشدة ولا يقال لمن توصل والطريق سهل تغلغل والمعنى وصل هواها إلى القلب بشدة وصار الظاهر منه تابعا للباطن
2 - المعنى أنه وصل ذلك الحب إلى محل لا يصل إليه الشراب ولا الحزن ولا السرور
3 - ما شرطية وأنس جزم بها ومل أشياء أراد من الأشياء وجعل الحذف بدلا من الإدغام ويذرين أراد يسقطن وقوله حشو المكاحل يريد من عين كحلاء وكأن الدمع حين سال صحبه الكحل
4 - تمتع الخ مقول القول ومعنى البيتين إن أنس شيء من الأشياء لا أنس قولها وقد بكت بدمع يسيل من عين كحلاء تمتع بهذا اليوم القصير ولذته فإنه لا يمكن حصول مثله إلا بعد شهور وسنين
5 - المراد بآنسة الحديث ذات أنس فيه وشبهها بقمر توسط السماء في جنح ليل كان فيه غيم وبرد والقمر إذا خرج من خلل الغمام في ليلة مطيرة كان أضوأ وأحسن يصفها بإشراق اللون وأنس الحديث ويشبهها

(2/134)


1 - ( مَوْسومَةٌ بِالْحُسْنِ ذاتُ حَواسِدٍ ... إنَّ الحِسانَ مَظِنّةٌ لِلْحُسَّدِ )
2 - ( خوْدٌ إذا كَثُرَ الْحَديثُ تَعَوَّذَتْ ... بِحِمَى الْحَياءِ وَإنْ تَكَلَّمْ تقْصِدِ )
3 - ( وتَرَى مَدامِعَها تُرَقْرِقُ مُقْلةٍ ... سوْداءَ ترْغَبُ عنْ سَوادِ الإِثمدِ )
وقال آخر
4 - ( صَفْراءُ منْ بَقَرِ الجِوَاءِ كأنَّما ... ترَكَ الحَياءُ بهَا رُداعَ سَقِيمِ )
5 - ( مِنْ مُحْذياتِ أخى الهَوَى جُرَعَ الأسَى ... بِدَلالِ غانِيِةٍ ومُقْلةِ رِيمِ )
_________
بقمر توسط في السماء في جنح ليل فيه غيم وبرد
1 - موسومة بالحسن يريد أن الحسن سيماء لها فهي ممسوحة به وموسومة وذات حواسد أي من يراها من النساء يحسدها لأن الحسان عرضة للحسد والمعنى أنها مشهورة في الحسن يحسدها من يراها من النساء وقوله إن الحسان الخ مثل
2 - الخود الناعمة والقصد الاعتدال والمعنى أنها ناعمة البدن تتحصن بالحياء إذا كثر الكلام وإن تكلمت تعتدل في الكلام للطافته منها
3 - المدامع مسايل الدمع من قبائل الرأس ورقرق الدمع في العين إذا جاء وذهب من غير أن يسيل والإثمد حجر الكحل والمعنى أنها إذا بكت ترى مسايل الدمع تحرك مقلة سوداء غير راغبة في سواد الإثمد
4 - الجواء اسم موضع بالصمان أو بقرقري من نواحي تهامة والرداع أثر السقم بعد رجوع المرض وذلك مجاز عن أثر الطيب والزعفران في الجسد يصف حبيبته بأنها درية اللون وأنها تشبه في الصفرة بقر الجواء وأنها قليلة الحركات والكلام لفرط حيائها فكأن بها أثر سقم لما ألفته من الكسل
5 الإحذاء الإنالة

(2/135)


1 - ( وَقصيرَةُ الأَيَّامِ وَدَّ جَلِيسُهَا ... لوْ نالَ مَجْلِسَهَا بِفَقْدِ حَمِيمِ )
وقال آخر
2 - ( وَنارٍ كَسَحْرِ العَوْدِ تَرْفَعُ ضوْأهَا ... مَعَ اللَّيْلِ هَبَّاتُ الرِّياحِ الصَّوَارِدُ )
3 - ( أصُدُّ بأيْدِي الْعِيسِ عَنْ قَصْدِ أهْلهَا ... وَقَلبِي إلَيْها بِالْمَوَدَّةِ قاصِدُ )
وقال الحسين بن مَطير تقدمت ترجمته
4 - ( وكُنْتُ أذُودُ العَيْنَ أنْ تَرِدَ الْبكا ... فَقَدْ وَرَدَتْ ما كُنْتُ عَنْهُ أذُودُها )
_________
يقال أحذيته إذا أعطيته شيء والجرع جمع جرعة والريم الغزال والمعنى أنها من النساء اللاتي تسقي الشبان وأرباب الهوى جرع الحزن وأنها تفتنهم بمحاسنها ودلالها ومقلة كمقلة الغزال ثم لا تنيلهم شيء
1 - الباء من قوله بفقد باء العوض والحميم القريب الذي يهتم لأمره والمعنى أنها لا تمل فالأيام في ملازمتها قصيرة حتى أن مجالسها يود أن يدوم مجلسها له وإن فقد أقرباءه
2 - السحر بالفتح الرئة وما يتعلق بالحلقوم والعود الجمل المسن والصوارد جمع صارد وهو من الهواء البارد
3 - أصد جواب رب والعيس البيض من الإبل ومعنى البيتين ورب نار تشبه في الحمرة رئة الجمل المسن تزيد اشتعالها هبات الرياح البوارد مع الليل أمنع المطايا عن التوجه نحو أهلها ولكن القلب غير ممتنع عن قصدها لما فيه من فرط المودة
4 - أذود أمنع وأن ترد البكاء شبه البكاء بمورد من الموارد وجعل العين ترد إليه والمعنى كنت أمنع العين من البكاء فغلبها البكاء ووردت المورد الذي كنت أدفعها عنه

(2/136)


1 - ( خَليلَيَّ مَا بِالْعَيْشِ عَتبٌ لوَ أنَّنا ... وَجدْنَا لأَيَّامِ الْحِمَى مَنْ يعيدُهَا )
2 - ( وَلِي نَظْرَةٌ بَعْدَ الصُّدُودِ مِنَ الْجَوَى ... كَنَظْرَةِ ثكْلَى قَدْ أُصيبَ ولِيدُهَا )
3 - ( هَلِ اللهُ عافٍ عَنْ ذُنُوبٍ تَسَلَّفَتْ ... أمِ اللهُ إنْ لَمْ يَعْفُ عنْها يُعيدُهَا )
وقال سوَّار بنُ المضرَّب
4 - ( يَا أيُّها الْقَلْبُ هَلْ تَنْهاكَ مَوْعِظَةٌ ... أوْ يُحْدِثَنْ لَكَ طُولُ الدَهرِ نِسْيانا )
5 - ( إنِّي سَأسْتُرُ مَا ذُو العَقْلِ سَاتِرُهُ ... مِنْ حَاجةٍ وَأُمِيتُ السِّرَّ كِتْمانَا )
6 - ( وَحاجَةٍ دُونَ أُخرَى قَدْ سَنَحْتُ بهَا ... جَعَلْتُها لِلَّتي أخْفَيْتُ عُنْوَانا )
_________
1 - المعنى لا معتب على العيش لأن صفاءه باتصاله بأيام كأيام الحمى فلو وجدنا من يعيد أمثالها لطاب وصفا كما كان من قبل فلا ذنب له إنما الذنب لما يكدره
2 - الجوى داء الحب في الجوف والثكلى الفاقدة لأعز الناس عليها والوليد الولد والمعنى صارت نظرتي من حرقة الحب بعد تمنعها كنظرة امرأة حزينة على فقد ولدها
3 - تسلفت تقدمت والمعنى هل يغفر الله عما سلف من ذنوب الأيام أو يعيد لنا تسهيل أمثالها إن لم يعف عنها
4 - الاستفهام للتوبيخ وقوله أو يحدثن زاد نون التوكيد الخفيفة في المعطوف من غير أن تكون في المعطوف عليه لأنه قدر حصولها في الأول فزادها في الثاني والمعنى هل ينتهي القلب بالموعظة أو يحدث تكاثر الأيام له نسيانا
5 - كتمانا مفعول له والمعنى أني أستر من الحاجة ما يستره صاحب العقل وأكتم السر وأخفيه كما يخفى الميت في القبر
6 - وحاجة يريد ورب حاجة وسنح به أظهره والعنوان من عن لي الشيء إذا اعترض والمعنى

(2/137)


1 - ( إنِّي كأنِّي أرَى مَنْ لاَ حَيَاءَ لهُ ... وَلاَ أمَانةَ وَسْطَ الْقَوْمِ عُرْيَانا )
وقال آخر
2 - ( أهَابُكِ إجْلاَلاً ومَا بِكِ قُدْرَةٌ ... عليَّ وَلكنْ مِلْء عَينٍ حَبِيبُهَا )
3 - ( ومَا هَجرَتْكِ النَّفْسُ أنَّكِ عِنْدَها ... قَليلٌ وَلكنْ قلَّ مِنْكِ نَصيبُها )
وقال ابن الدمينة يعرِض بحب ابنة عمه
4 - ( ألاَ لاَ أرَى وَادِي المِيَاه يُثِيبُ ... ولاَ النَّفْسَ عنْ وادِي المِيَاهِ تَطِيبُ )
5 - ( أحِبُّ هُبُوطَ الْوَادِيَين وَإنَّنِي ... لَمُشْتَهِرٌ بِالْوَادِيَين غرِيبُ )
_________
ورب حاجة أظهرتها وفي النفس خلافها لأني جعلت المظهر في التوصل به إلى المضمر كعنوان الكتاب الذي يظهر وما ينطوي عليه مستور
1 - المعنى أني من أهل الحياء والأمانة فمن لا حياء له ولا أمانة أراه كأنه عريان بين القوم
2 - انتصب إجلالا على أنه مفعول له ويجوز أن يكون في موضع الحال والمعنى أني أحتشمك بظهر الغيب وأخافك وما بك قدرة علي ولكن ذلك إكبارا لقدرك لأن العين تمتلئ ممن تحبه
3 - المعنى ما هجرتك النفس لقلتك عندها ولكن لقلة حظها منك فأنت التي أحدثت الهجر
4 - وادي المياه موضع بسماوة كلب بين الشأم والعراق والإثابة المجازاة وطاب عنه أعرض والمعنى لا أرى وادي المياه يجعل لي ثوابا ولا أرى النفس تعرض عنه
5 - المعنى أني مشتهر بحب هذه المرأة في الواديين غريب لا يساعدني أحد على طلابها وإن أريد بي سوء من أجلها لم أجد ناصرا

(2/138)


1 - ( أحَقًّا عِبَادَ اللهِ أنْ لَسْتُ وَارِداً ... وَلاَ صَادِرًا إلاَّ عَليَّ رَقِيبُ )
2 - ( ولاَ زَائرًا فَرْداً وَلاَ في جَماعَةٍ ... مِنَ النَّاسِ إلاَّ قِيلَ أنْتَ مُرِيبُ )
3 - ( وَهلْ رِيبةٌ فِي أنْ تَحِنَّ نجِيبَةٌ ... إلَى إلْفِهَا أوْ أنْ يَحِنَّ نَجِيبُ )
4 - ( وإنَّ الكَثيبَ الْفَردَ مِنَ جَانِبِ الْحِمَى ... إليَّ وَإنْ لَمْ آتِهِ الحَبيبُ )
5 - ( لَكِ اللهُ إنِّي وَاصِلٌ مَا وَصَلْتِني ... وَمُثْنٍ بمَا أوْلَيْتِنِي وَمُثِيبُ )
6 - ( وَآخِذُ ما أعْطَيْتِ عَفْوًا وَإنَّني ... لأَزْوَرُ عَمَّا تكْرَهينَ هَيُوبُ )
7 - ( فَلاَ تَتْرُكِي نَفْسِي شَعَاعاً فإِنَّها ... مِنَ الوَجْدِ قَدْ كانَتْ علَيْكِ تَذُوبُ )
_________
1 - أحقا في موضع الظرف وموضع أن بما بعده موضع الابتداء وأحقا في موضع الخبر والمعنى أفي الحق يا عباد الله أني لا أرد إلى الوادي ولا أصدر عنه إلا والرقيب على أثري لا يفارقني
2 - فردا انتصب على الحال والمعنى لا أجتمع مع أحد إلا ويظن بي الريب
3 - هل ريبة لفظه استفهام ومعناه النفي والمعنى لا ريبة في حنين أحد المتآلفين إلى الآخر
4 - الكثيب التل من الرمل والمعنى أني أحب التل المنفرد بجانب حمى حبيبتي لأنه موطئها فأحبه لحبي لها وإن كان الوصول إليه ممتنعا
5 - لك الله يجوز أن يكون دعاء لها والمعنى إحسان الله لك ويجوز أن يكون قسما وجوابه أني واصل فكأنه دعا لها أو أقسم لها بأنه يبقى على العهد لها مدة دوام مواصلتها وبقائها على المصافاة
6 - المعنى أني أقبل كلما صدر عنك من جهة العفو وأعرض عما تكرهينه هيبة
7 - الشعاع التفرق اللازم للنفس من الهم والمعنى لا تتركي النفس في مقاساة الهم والقلق فإنها كادت من الشوق أن

(2/139)


1 - ( وَإنِّي لاسْتَحْييِكِ حَتى كأنَّما ... عَليَّ بِظَهرِ الغَيْبِ مِنكِ رَقيبُ )
وقال آخر
2 - ( تَحمَّلَ أصْحابِي وَلمْ يَجِدُوا وجْدِي ... ولِلنَّاسِ أشْجانٌ وَلي شَجَنٌ وحْدي )
3 - ( أُحِبُّكُمُوا مَا دُمتُ حَيًّا فإنْ أمُتْ ... فَوَاكِبدَا مِمَّنْ يُحِبُّكُمُ بَعْدِي )
وقال أبو حية النميري تقدت ترجمته
4 - ( رَمَتْهُ أنَاةٌ مِنْ رَبيعَةِ عَامِرٍ ... نؤُومُ الضُّحَى في مَأتمٍ أيَّ مَأتمِ )
5 - ( فَجاءَ كُخوطِ الْبانِ لا مُتَتابعٌ ... ولكِنْ بِسيما ذِي وَقارٍ ومِيَسمِ )
6 - ( فُقَلْنا لهَا سِرًّا فدَيناكِ لاَ يرُحْ ... صَحِيحاً وإنْ لمْ تَقْتُليهِ فألْمِمي )
_________
تذوب عليك
1 - المعنى أني دائم الحياء منك كأنما جعلت منك رقيبا علي بظهر الغيب
2 - الشجن الحاجة والجمع أشجان وشجون والمعنى ارتحل أصحابي ولم ينلهم من الوجد ما نالني وفي الناس حاجات وقد أفردت نفسي بحاجة لها إفرادا
3 - المعنى لا أترك حبكم ما دمت حيا فإن أمت فوا حزني ممن يحبكم بعدي
4 - أناة أي ذات فتور وكسل والمأتم نساء يجتمعن في خير أو شر والمعنى أن التي نظرت إليه ذات فتور من ربيعة وهي لتنعمها وطيب عيشها كثيرة النوم وقت الضحى مكتنفة بأترابها من النساء
5 - الخوط الغصن الطري والجمع خيطان ومن عادة العرب أنهم يشبهون الشاب التام الخلق الغض الشباب بالخوط والتتابع موالاة المشي في سرعة والسيماء العلامة وقصره للضرورة والميسم الوسامة والحسن والمعنى أنه جاء كغصن البان غير موال في مشيه ولكن جاء بمنظر ذي وقار وحسن
6 سرا يجوز أن

(2/140)


1 - ( فألْقَتْ قَناعاً دُونَهُ الشَّمْسُ وَاتَّقتْ ... بأحْسَنِ موْصُولَيْنِ كَفٍّ ومِعْصَم )
2 - ( وَقالَتْ فَلمَّا أفْرَغتْ فِي فُؤادِهِ ... وَعيْنَيْهِ مِنْها السِّحْرَ قُلْنَ لهُ قُمِ )
3 - ( فَوَدَّ بجَدْعِ الأنْفِ لوْ أنَّ صَحبَهُ ... تَنَادَوْا وقالُوا في الْمَناخِ لهُ نَمِ )
_________
يكون مصدرا في موضع الأمر أي أسرى إليه فيكون قوله لا يرح الخ جواب الأمر ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال وقوله لا يرح جزم بلا الناهية وجعل النهي في اللفظ للرجل والمرأة هي المنهية وهذا يقع في كلامهم كثيرا والمراد لا تدعيه يروح صحيحا ألممي أي قاربي والمعنى فقلنا لها مسارين جعلنا فداك لا تتركيه يرجع صحيحا بل إما أن تقتليه وإما أن تفعلي به ما هو دون القتل
1 - القناع ما تتقنع به المرأة وتستر به وجهها وهو أوسع من المقنعة ودون يستعمل ظرفا بمعنى أمام ووراء وأراد بالشمس الوجه واتقت أي صانت يريد وصانت وجهها عني والمعصم موضع السوار من اليد والمعنى أنها ألقت قناعا وراءه الشمس ثم صانته عني بكفها ومعصمها الجميلتين
2 - أفرغت أي صبت والسحر إخراج الشيء في أحسن معارضه حتى يفتن والمعنى فلما صبت في فؤاده وعينيه السحر لأنه رآها فوق ما هي عليه من الحسن قالت لهن قلن له قم الآن بوجد زائد وحزن متصل
3 - الباء في قوله بجدع الأنف باء البدل والعوض والجدع القطع وقوله تنادوا يجوز أن يكون معناه تجمعوا في الندى وهو المجلس ويجوز أن يكون من النداء أي تداعوا وقالوا له ذلك والمعنى فود لو أن أصحابه يقولون له جميعا نم في المناخ ولا تسر معنا ويقطع أنفه

(2/141)


1 - ( فَرَاحَ وَما يَدْرِي أفي سَاعَةِ الضُّحَى ... تَرَوحَ أمْ دَاجِ مِنَ اللَّيلِ مُظْلمِ )
وقال آخر
2 - ( نَظرْتُ كأنِّي مِنْ وَرَاءِ زُجَاجَةِ ... إلى الدَّارِ مِنْ فَرْطِ الصبَابَةِ أنْظُرُ )
3 - ( فعيْنايَ طَوْرًا تَغرَقانِ مِنَ البُكا ... فأعْشَى وطَوْرًا تَحْسِرَانِ فأُبْصِرُ )
وقال آخر
4 - ( وَما شَنَّتا خَرْقاءَ وَاهِيتَا الكُلاَ ... سَقَى بِهمَا سَاقٍ فلَمْ تَتَبَلَّلاَ )
5 - ( بأضْيَعَ مِنْ عَيْنَيكَ لِلدَّمْعِ كلَّمَا ... توَهَّمْتَ رَبعاً أوْ تذَكَّرْتَ منزلا )
_________
1 - المعنى ما كان يريد أن يسير لكنه ألجئ إلى ذلك فراح وهو لا يدري هلى هو يسير نهارا أم ليلا لذهاب حواسه وتعلق قلبه بمحبوبته
2 - الصبابة رقة الشوق والمعنى أنني من فرط شوقي وشغفي إلى رؤية دار محبوبتي كأني أنظر إلى الدار من وراء زجاجة لامتلاء عيني بالدموع الصافية فلا تظهر لي الآثار
3 - الطور المرة والحال يقال الناس على أطوار أي على أحوال شتى وأعشى أي لا أبصر وحسر وتحسر يجوز أن يكون من قولهم حسر البحر إذا نضب الماء من ساحله ويجوز أن يكون من قولهم حسرت المرأة القناع أزالته عن وجهها والأول أجود والمعنى فتمتلئ عيناي مرة بالدموع فلا أقدر على النظر وتارة ينقطع الدمع عنهما فأبصر
4 - الشن والشنة القربة الصغيرة البالية والخرقاء الحمقاء التي لا تحسن العمل والواهي الضعيف والكلى جمع الكلية وهي الرقعة المستديرة تخرز تحت عروق الزق فإذا وهنت واسترخت سال الماء من الزق وبله بالماء فتبلل
5 بأضيع

(2/142)


1 - قال أبو الشّيص الْخُزاعي
2 - ( وَقَفَ الْهَوَى بي حَيْثُ أنْتِ فَلَيْسَ لي ... مُتأخَّرٌ عَنهُ وَلاَ مُتَقدَّمُ )
3 - ( أجِدُ المَلاَمَةَ في هَوَاكِ لَذِيذَةً ... حُبًّا لذِكْرِك فَلْيَلُمْنِي اللوّمُ )
4 - ( أشْبَهْتِ أعْدَائي فَصِرْتُ أُحِبُّهُمْ ... إذْ كانَ حَظِي مِنْكَ حَظّي مِنْهُمُ )
_________
خبر ما وتوهم الشيء خطر بباله ومعنى البيتين وليس زقان باليان في يد امرأة لا تحسن العمل وقد ضعفت رقاعهما وقد سقى بهما ساق فلم يؤثر فيهما بلل بأشد إضاعة للماء من عينيك للدمع كلما توهمت دار الحبيب أو تذكرت منزله
1 - واسمه محمد بن رزين بن سليمان وأبو الشيص لقب غلب عليه وهو عم دعبل بن علي بن رزين وكان أبو الشيص شاعرا إسلاميا متوسط المحل من شعراء عصره غير نابه الذكر لوقوعه بين مسلم بن الوليد وأشجع وأبي نواس فحمل ذكره وعمي في آخر عمره وله مراث في عينيه قبل ذهابهما وبعده وكان سريع الهاجس جدا وكان الشعر أهون عليه من شرب الماء على العطشان وكان من أوصف الناس للشراب وأمدحهم للملوك
2 - خبر أنت محذوف أي واقفة والمعنى وقف بي الهوى حيث أنت واقفة فليس لي متأخر عن موقفك ولا متقدم عليه
3 - حبا مفعول لأجله والمعنى أني أجد اللوم الذي يتضجر منه غيري لذيذا في هواك لحبي لذكرك فليكثر اللائمون اللوم حتى تزداد اللذة
4 - أشبهت أعدائي أي وافقت في معاملتي أعدائي وقوله حظي منهم يريد التشبيه والمعنى وافقت أعدائي في معاملتك لي فأخذت فيما أكرهه وأعرضت عما أحبه فصرت أحبهم لأن حظي منك فيما أرومه يماثل حظي من أعدائي

(2/143)


1 - ( وَأهنْتِني فأهَنْتُ نَفْسِيَ صَاغراً ... مَا مَنْ يَهُونُ عَلَيْكِ مِمَّنْ أُكرِمُ )
وقال آخر
2 - ( وَلا غرْوَ إلاَّ مَا يُخبِّرُ سَالِمٌ ... بأنَّ بَني أستَاهِهَا نَذَرُوا دمِي )
3 - ( ومَالِيَ مِنْ ذَنْبٍ إليْهِمْ عَلِمْتُهُ ... سِوَى أنَّني قَدْ قُلتُ يَا سَرْحَةُ اسْلَمى )
4 - ( نَعَمْ فاسْلَمى ثمَّ اسْلَمى ثُمَّتَ اسْلَمى ... ثَلاَثَ تَحِيَّاتٍ وإنْ لمْ تَكَلَّمى )
وقال خليد مولى العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس
_________
1 - المعنى أردت ذلتي فذللت نفسي لك مصغرا لها ولا كرامة لمن يهون عليك
2 - لا غرو أي لا عجب وخبر لا محذوف تقديره موجود وموضع ما يخبر رفع على أنه بدل من موضع لا غرو وسالم مملوكه والأستاه جمع إست وهو الدبر والمراد السب والذم يريد السقاط الأسافل من الناس الذين لا عقول لهم وقوله نذروا دمي أي قالوا إن رأيناه قتلناه يتعجب من ذلك والمعنى لا أتعجب من شيء إلا مما أوصله إلي سالم من بني أستاه أمهاتهم بأنهم أرادوا قتلي
3 - أصل السرحة الشجرة العظيمة من العضاه وكنى بها عن امرأة فيهم والمعنى لا ذنب لي أعترف به غير أنني قلت يا سرحة اسلمى وكأن هذا الشاعر لما قال يا سرحة اسلمى علم أهل المرأة أنه يريد صاحبتهم فغضبوا لذلك
4 - نعم وإن كان حرفا في الأصل يجاب به في الاستفهام المحض فقد يتوصل به إلى بسط الكلام وصلته كما هنا وثلاث تحيات انتصب على المصدر من فعل محذوف تقديره أحيي والمعنى حييتها ثلاثا بقولي اسلمى إن لم ترد الجواب إلي

(2/144)


1 - ( أمَا وَالرَّاقِصاتِ بِذَاتِ عِرْقٍ ... وَمنْ صَلَّى بِنَعْمانِ الأرَاكِ )
2 - ( لَقَدْ أضْمَرْتُ حُبَّكِ فِي فُؤَادِي ... ومَا أضْمَرْتُ حُبًّا مِنْ سِوَاكِ )
3 - ( أطَعْتِ الآمِريكِ بِصُرْمِ حَبْلى ... مُريهِمْ فِي أحِبَّتِهِمْ بِذَاكِ )
4 - ( فإنْ هُمْ طَاوَعُوكِ فَطاوِعيهِمْ ... وَإنْ عاصَوْكِ فاعْصي مَنْ عَصاكِ )
5 - ( رَعاكِ اللهُ يا سَلْمَى رَعاكِ ... وَدارَكِ بِاللِّوَى ذَاتَ الأرَاكِ )
6 - ( قتَلْتِ بِفاحِمٍ وَبِذِي غَرُوب ... أخَا قَوْمٍ وَما قتَلُوا أخاكِ )
وقال أبو القَمْقام الأسدي
7 - ( اقْرَأْ عَلى الوَشَل السَّلاَمَ وقُلْ لهُ ... كُلُّ الْمَشارِبِ مُذْ هُجِرْتَ ذَميمُ )
_________
1 - الرقص نوع من سير الإبل وذات عرق موضع ليس ببعيد من مكة وهو مهل أهل العراق ونعمان الأراك واد بين مكة والطائف
2 - معنى البيتين أقسم بالإبل الراقصات بهذا الموضع وبمن صلى بنعمان الأراك من القاصدين للبيت الحرام لقد جعلت حبك مستورا في قلبي ولم أستعبد فؤادي إلا لك
3 - الصرم القطع والمعنى أنك أطعت من أمرك بقطع علاقة مودتي فمريهم حتى يفعلوا مثل ذلك في أحبتهم ثم لينظروا ما يعتريهم من ذلك
4 - المعنى صليهم كما يصلونك وأبعديهم كما يبعدونك
5 - المعنى أنه يدعو لسلمى بالرعاية ولدارها بالدوام
6 - الفاحم الشعر الأسود والغروب جمع غرب وهو حدة الشعر والمعنى أنك قتلتني بشعرك الأسود الحاد اللامع وما قتلني أحد من قومي
7 - أصل الوشل الماء القليل والمراد به هنا ماء قريب من غضور ورمان شرقي سميراء والمعنى اقرأ السلام على الوشل وخبره أنه لم يطب لي مشرب بعده

(2/145)


1 - ( سَقْياً لِظِلِّكَ بِالْعَشِيِّ وَبالضُّحَى ... وَلِبَرْدِ مائِكَ والْمِياهُ حَميمُ )
2 - ( لوْ كُنْتُ أمْلِكُ مَنْعَ مائِكَ لمْ يَذُقْ ... مَا في قِلاَتِكَ مَا حَيِيتُ لَئيمُ )
وقال ابن الدُّمَيْنةِ تقدمت ترجمته
3 - ( وأنْتِ الَّتي كَلَّفْتِني دَلَجَ السُّرَى ... وجُونُ القَطا بالجَلهَتَين جُثُومُ )
4 - ( وأنْتِ الَّتي قطَّعْتِ قَلبي حَزازَةً ... وقَرَّقْتِ قَرْحَ القَلْبِ فهْوَ كَليمُ )
_________
1 - كان الواجب أن يجعل الفيء للعشي والظل للضحى كما في قول الآخر
( فلا الظل من شمس الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العشي تذوق ) ولكنه جعل الفيء ظلا لمشابهتهما في نظر العين والحميم الحار والمعنى سقى الله ظلك ضحى وعشية وأدام ماءك البارد دون ماء غيرك الحار الذي لا يشفي غليلا
2 - القلات جمع قلت وهو حفرة في الجبل يستنقع فيها ماء المطر والمعنى لو كان لي قدرة على منع مائك لمنعته من أهله اللئام لأنهم أعدائي إذ فرقوا بيني وبين محبوبي الذي كان ينزل على هذا الماء
3 - الدلج سير أول الليل والسرى سير عامته وإضافة الدلج إليه من إضافة البعض للكل والجون الأسود والجلهتان ناحيتا الوادي وطرفاه وعلى هذا أكثر العلماء إلا أبا زياد الكلابي فإنه قال الجلهتان مكان بالحمى حمى ضرية وجثم الطائر ألصق صدره بالأرض والمعنى ما أتكلف الأسفار في ظلمة الليل إلا لك فأمر على أماكن لا يوجد فيها غير القطا
4 - الحزازة الوجد الذي يقطع القلب وقرقت يقال قرقت الجرح إذا قشرته ولم يكن قد برأ والكليم الجريح والمعنى ما يقطع قلبي غير الوجد بك وما قشر قرح القلب وهو جريح سواك

(2/146)


1 - ( وأنتِ الَّتي أحْفظْتِ قَوْمي فَكُلَّمْ ... بَعيدُ الرِّضا دَاني الصُّدُودِ كَظيمُ )
فأجابتهُ أُمامةُ على وزنها ورويها
2 - ( وأنتَ الّذي أخْلَفْتَني مَا وعَدْتَني ... وأشْمَتَّ بي مَنْ كانَ فيكَ يَلُومُ )
3 - ( وأبْرَزْتَني لِلنَّاسِ ثمَّ ترَكْتَني ... لَهُمْ غرَضاً أُرْمَى وأنْتَ سَليمُ )
4 - ( فلوْ أنَّ قوْلاً يكْلِمُ الْجسمَ قدْ بَدَا ... بِجِسْمِيَ مِنْ قوْلِ الْوُشاةِ كُلُومُ )
وقال المعْلوطُ بنْ بدل السَّعْدِيّ
5 - ( إنَّ الظَّعائِنَ يوْمَ جَوِّ سُوَيْقةٍ ... أبْكَيْنَ عِنْدَ فِراقِهِنَّ عيُونَا )
6 - ( غَيَّضْنَ مِنْ عَبَراتِهِنَّ وقُلْنَ لِي ... ماذَا لَقِيتَ مِنَ الْهَوَى ولَقينَا )
_________
1 - أحفظه أغضبه والكظيم المكظوم وهو من امتلأ جوفه بالغضب والمعنى وأنت التي أغضبت قومي علي فكلهم بعيد الرضا عني قريب الصد والهجر ممتلئ الجوف من الغضب
2 - المعنى كما تلومني ألومك في خلف الوعد والشمات بي من كان يلومني فيك
3 - المعنى وكشفت أمري بين الناس وصيرتني غرضا لألسنتهم وأنت سليم منها
4 - يكلم يجرح والمعنى فلو فرض أن القول يجرح الجسم لظهر بجسمي جروح كثيرة من قول الوشاة
5 - الظعائن جمع ظعينة وهي المرأة ما دامت في الهودج والجو الأرض المطمئنة وسويقة تصغير ساق وهذا في الأصل ثم صار علما على موضع بالصمان والمعنى لما حان رحيل الظعائن يوم جو سويقة أظهرن ما كان كامنا من الحزن بالبكاء على فراقهن
6 - غيضن أقللن والمراد أخذن الدموع بأطراف بنانهن مخافة الرقباء والاستفهام في قوله ماذا لقيت الخ

(2/147)


1 - ( بلْ لوْ يُساعِفُنا الغَيُورُ بِدَارِهِ ... يوْماً لقَدْ ماتَ الهَوَى وحَيينَا )
وقال جميل تقدمت ترجمته
2 - ( وَماذَا عَسَى الوَاشُونَ أن يتَحَدَّثُوا ... سِوَى أنْ يقُولُوا إنَّني لَكِ عاشِقُ )
3 - ( نَعَمْ صَدَقَ الْواشُونَ أنتِ حَبيبَةٌ ... إليَّ وَإنْ لَمْ تَصْفُ مِنْكِ الْخَلاَئِقُ )
وقال ابنُ الدُّميْنةِ
4 - ( وَإذا عَتَبْتِ عَليَّ بِتُّ كَأَنَّني ... بِاللّيْلِ مخْتَلَسُ الرُّقادِ سَليمُ )
5 - ( وَلَقدْ أرَدْتُ الصَّبرَ عَنْكِ فعَاقَنى ... عَلَقٌ بقَلبي منْ هَواكِ قَديمُ )
_________
للتعظيم والتفخيم والمعنى أنهن أقللن من دموعهن وأخذنها بأطراف الأصابع مخافة الرقباء وقلن لي أليس بعظيم ما لقيته من الهوى ولقيناه
1 - الإسعاف قضاء الحاجة والمعنى لو يقاربنا الغيور بداره يوما لسعى في جمعنا فيذهب الهوى وتسترد حياتنا
2 - ماذا في موضع المبتدأ والمعنى أي حديث عسى الواشون أن يتحدثوا به فلا يقدرون في وشايتهم على أكثر من أن يقولوا أنني لك محب عاشق يريد انهم لا يقدرون في وشايتهم علي أكثر من أن يقولوا أنني عاشق لك
3 - المعنى نعم وأنا أقر أنني عاشق لك ولا أكذبهم في قولهم أنت حبيبة إلي وإن تكدرت منك الشمائل
4 - عتب عليه لامه في سخط وغضب واختلاس الشيء أخذه بسرعة والسليم الملدوغ سمي به تفاؤلا والمعنى أني غير محتمل لعتابك فإذا عتبت علي أبيت مسلوب الرقاد ساهرا من القلق سهر الملدوغ الذي ذهب الألم برقاده
5 - العلق الحب والمعنى أني أردت الصبر عنك فدفعني عن المراد ما علق

(2/148)


1 - ( يبْقَى عَلى حَدَث الزَّمانِ ورَيْبِهِ ... وَعَلى جَفائِكِ إنَّهُ لَكَريمُ )
2و - قال آخر
3 - ( ألْمِمْ عَلى دِمَنٍ تَقَادَمَ عَهْدُها ... بِالْجِزْعِ وَاسْتَلَبَ الزَّمانُ جَمالَها )
4 - ( رَسْمٌ لِقاتِلهِ الْفَرانِقِ مَا بهِ ... إلاَّ الْوُحُوشُ خَلَتْ لهُ وخَلاَلَها )
5 - ( ظَلَّتْ تُسائِلُ بِالْمُتيَّمِ أهْلَهُ ... وهْيَ الَّتي فَعَلتْ به أفْعالهَا )
وقال آخر
6 - ( ومَا بَرِحَ الْواشُونَ حتَّى ارْتَمَوا بِنا ... وحتَّى قُلوبٌ عَنْ قُلوبٍ صَوادِفُ )
_________
بقلبي من هواك قديما ثم وصف ذلك الهوى بقوله يبقى الخ
1 - المعنى أنه لعلق وهوى كريم لأنه يبقى على جفائك وتغير الحدثان فلا يزول
2 - قال أبو رياش هي لعمرو بن الأيهم
3 - الإلمام النزول والدمن جمع دمنة وهي ما بقي من آثار الدار والجزع موضع والمعنى أنزل على دمن بالجزع متقادمة العهد لتطاول الأيام التي غيرتها وذهبت بجمالها
4 - الغرانق بفتح الغين جمع غرانق بضمها فيكون الفرق بينهما الفتح في الجمع والضم في المفرد وهو الشاب الناعم والمعنى هو رسم لحبيبة صفتها أنها تسفك دماء الشبان قد استبدلت بأهلها وحوشا وذلك الرسم خلت له الوحوش لكونها به فلم ترض غيره مسكنا وخلا هو لها
5 - المعنى أنها بعدما استعبدته بالحب صارت تسائل أهله على سبيل التجاهل عن سبب تغير أحواله مع كونها تعلم أنها هي التي أوقعته في تلك الأحوال
6 - صدف عنه أعرض وخبر برح محذوف والمعنى وما برح الواشون في عملهم حتى أنفذوا فينا وما راموا

(2/149)


1 - ( وَحتىَّ رأيْنا أحْسَنَ الْوَصْلِ بيْنَنا ... مُساكَنةً لاَ يقْرِفُ الشَّرَّ قارِفُ )
وقال آخر
2 - ( فإِنْ تَرْجِعِ الأيَّامُ بيْني وَبيْنَها ... بِذي الأثْلِ صَيْفاً مِثْلَ صَيْفِي ومَرْبَعي )
3 - ( أشدُّ بأعْناقِ النَوى بعْدَ هذِهِ ... مَرائِرَ إنْ جاذَبْتُها لمْ تقَطَّعِ )
وقال كُلثوم بن صعْب
4 - ( دَعَا دَاعِيَا بَيْنٍ فَمَنْ كانَ باكِياً ... مَعي مِنْ فِرَاقِ الْحَيِّ فَلْيَأْتِني غَدَا )
_________
وحتى جاءتنا قلوب تصرف الود والميل بما تأتيه وتستعمله من الوشاية عن قلوب أخر
1 - القرف اقتراف الشر واكتسابه ومساكتة مفعول ثان لرأينا والمعنى وحتى رأينا أحسن الوصل بيننا ملازمة السكوت من الجانبين توقيا من تهمة تتسلط بحيث لا يبعث الشر بيننا باعث هذا والمساكتة لا تكون من جنس الوصال لكنها تجعل بدلا منه يريد رأينا أن أحسن شيء بيننا أن نسكت حتى يكف الوشاة بيننا وبين من نحب
2 - ترجع أي ترد وذو الأثل موضع والمربع الربيع
3 - النوى البعد والمرائر جمع مريرة وهي الحبل المحكم الفتل ومعنى البيتين فإن تعد الأيام بيني وبينها بذي الإثل صيفا ومربعا يكون بهما مثل صيفي ومربعي اللذين حصل بهما الوصال واللذة اللذان كانا بيننا في أيامهما أشد بأعناق البعد بعد هذه الفرقة حبالا محكمة الفتل إن عالجتها بالجذب لم تتقطع بحيث لا يمكنه أن يصل إلينا ثانيا
4 - المعنى نادى منادي الفراق بالرحيل فمن كان الفراق ثقيلا عليه فليأتني غدا لنتشارك في حمله بكثرة البكاء

(2/150)


1 - ( فلَيْتَ غَداً يوْمٌ سِوَاهُ وَما بَقَى ... مِنَ الدَّهْرِ لَيْلٌ يَحْبسُ النَّاسَ سَرْمَدا )
2 - ( لِتَبْكِ غرانِيقُ الشَّبابِ فإِنَّني ... إخَالُ غَدًا منْ فُرْقَةِ الْحْيِّ مَوْعِدَا )
3و - قال زياد بن حمل بن سعد بن عميرة بن حريث
4 - ( لاَ حَبَّذَا أنْتِ يا صَنْعاءُ مِنْ بَلدٍ ... وَلا شُعوبُ هَوًى مِنِّي وَلا نُقُمُ )
5 - ( وَلنْ أُحِبَّ بِلاداً قدْ رأيْتُ بِها ... عَنْساً ولاَ بَلداً حَلَّتْ بهِ قُدُمُ )
_________
1 - بقى لغة بني طيىء والمعنى أتمنى أن يكون لي بدل يوم غد يوم آخر غيره تفاديا مما يجري من الفراق وأن يكون بدل الليلة الحائلة بيننا وبين غد ما بقي من الدهر كله تمنى طول ليلة حتى لا يكون في غده فراق أبدا
2 - الغرانيق النواعم من الشبان والمعنى ليبك من الشبان من يريد البكاء فإن غدا موعد فرقة الحي لا بد من وروده من ارتحالهم
3 - ويقال له زياد ابن منقذ أحد بني عدي من بني تميم وكان قد نزل صنعاء فاستوبأها وكان منزله بنجد في وادي أشي فقال هذه القصيدة يتشوق فيها إلى بلاده
4 - صنعاء بلد عظيم باليمن وشعوب قصر باليمن معروف بالارتفاع أو بساتين ورياض بظاهر صنعاء ونقم بضمتين أو بفتحتين جبل مطل على صنعاء اليمن قرب غمدان ومن للبيان والهوى بمعنى المهوى والمعنى لا محبوب في الأشياء أنت يا صنعاء من بين بلادي ولا محبوب في الأشياء أيضا شعوب ولا نقم
5 - عنس مخلاف باليمن ينسب إلى عنس بن مالك بن أدد وكذلك قدم مقابل لقرية يقال لها مهجرة سمي باسم قبيلة يقال لها قدم وهي التي تنسب إليها الثياب القدمية والمعنى وغير محبوب إلي أيضا بلاد فيها قبيلة عنس ولا أحب أيضا بلدا سكنته قبيلة قدم

(2/151)


1 - ( إذا سَقَى اللهُ أرْضاً صَوْبَ غادِيَةٍ ... فَلاَ سَقاهُنَّ إلاَّ النَّارَ تَضْطَرمُ )
2 - ( وَحبَّذَا حِينَ تُمسِي الْريحُ بارِدَةً ... وَادِي أُشَيَّ وفِتْيانٌ بهِ هُضُم )
3 - ( الوَاسِعُونَ إذا مَا جَرَّ غَيْرُهُمُ ... عَلى الْعَشيرَةِ والْكَافُونَ ما جَرَمُوا )
4 - ( والْمُطْعِمُونَ إذا هَبَّتْ شَآمِيَةً ... وَباكَرَ الْحَيَّ منْ صُرَّادِها صِرَمُ )
5 - ( وشَتوَةٍ فَلَّلُوا أنْيابَ لَزْبَتِها ... عنْهُمْ إذا كَلَحَتْ أنْيابُها الأُزُمُ )
_________
1 - الصوب نزول المطر والغادية السحابة التي تغدو نهارا والمعنى إذا سقى الله أرضا غير هذه البلاد مطرا فسقاها نارا تشتعل
2 - برد الريح يدل على القحط لوقوعه شتاء ووادي أشي موضع بالوشم والوشم واد باليمامة فيه نخل والهضم جمع هضوم وهو الذي يصرف ماله ويبذله كيفما شاء في الضيافة والمعنى لا أحب ما ذكر من البلاد بل الذي هو أحب الأشياء عندي وادي أشي الذي يجمع فتيانا كرماء يبذلون أموالهم والزمان زمان القحط
3 - الواسعون مأخوذ من الوسع وهو الطاقة والمعنى وهم الذين يوسعون على العشيرة بتحمل الديات والغرامات إذا حصلت لهم جناية من غيرهم وإن سبق الجرم من أنفسهم كفوا عشيرتهم تكاليفه
4 - مفعول المطعمون محذوف وشآمية حال من فاعل هبت وهي الريح الشامية والصراد السحاب الرقيق الذي لا ماء فيه والصرم أصله في أقطاع الإبل فاستعاره لقطع السحاب المذكور والمعنى وهم الذين يطعمون المحتاجين إذا هبت الريح شآمية وجاء الحي قطع من السحاب الذي لا ماء فيه بكرة فيشتد الزمان بالقحط
5 - الفل الكسر واللزبة الشدة وكلح عبس والأزم جمع أزوم وهو العضوض وجعل الأنياب مثلا لبلوغها النهاية يقول ورب شتوة فرقوا شدائدها

(2/152)


1 - ( حتَّى انْجَلَى حَدُّها عنْهُمْ وَجارُهُم ... بِنَجْوَةٍ منْ حِذار الشّرِّ مُعتَصِمُ )
2 - ( هُمُ الْبُحورُ عَطاءً حِينَ تَسْأَلَهُمْ ... وَفي اللِّقاءِ إذا تَلّقى بهِمْ بُهَمُ )
3 - ( وهُمْ إذا الْخَيْلُ حالُوا في كَواثِبِها ... فَوارِسُ الْخَيلِ لا مِيلٌ ولاَ قَرَم )
4 - ( لمْ ألْقَ بعْدَهُمُ حَيًّا فأُخبُرُهُمْ ... إلاَّ يَزيدُهُمُ حُبًّا إليَّ هُمُ )
_________
ودفعوها عن عشيرتهم إذا ظهرت عابسة عاضة بأنيابها
1 - الحد في الأصل غرب السيف أو السكين وضربه مثلا للشدة أيضا والنجوة المرتفعة من الأرض لا يبلغها السيل هذا أصله ولكنه جعله مجازا عن الملاذ الذي آووا إليه واعتصموا به حذرا من الشر والمعنى ودام دفعهم لتلك الشدة حتى انكشف عنهم وصار جارهم معتصما من حذار الشر بعز ومنعة تشبه المكان المرتفع الذي لا يبلغه السيل
2 - الباء زائدة والبهم جمع بهمة وهو الشجاع الذي لا يدري كيف يؤتي لاستبهام شأنه والمعنى أنهم كالبحور في العطاء إذا سئلوا وشجعانا باسلون في الحرب عند لقاء العدو
3 - حالوا أي ركبوا يقال حال في ظهر دابته إذا ركبها والكواثب جمع كاثبة وهي أعلى الظهر من الدابة والميل جمع أميل وهو الذي لا يثبت على ظهر الفرس والقزم الضعيف من الناس يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث والمعنى أنهم ذوو مهارة وفروسية فإذا ركبوا ظهور الخيل ثبتوا عليها غير ضعفاء ولا ميل فكأنهم فرسانها وأربابها
4 - الضمير في قوله يزيدهم للمفعول وهم الثاني للفاعل وهما لشيء واحد يعني قومه والمعنى لم يقع لقاء حي بعدهم فاختبار إلا زادني ذلك حبا لهم

(2/153)


1 - ( كَمْ فِيهِمِ منْ فتًى حُلْوٍ شَمَائِلُهُ ... جَمِّ الرَّمادِ إذا ما أخْمَدَ الْبَرَمُ )
2 - ( تُحِبُّ زَوْجاتُ أقْوامٍ حَلائِلَهُ ... إذا الأُنوفُ امْتَرَى مكْنُونَها الشَّبَمُ )
3 - ( ترَى الأرامِلَ والْهُلاَّكَ تَتْبَعُهُ ... يَسْتَنُّ منْهُ علَيْهمْ وابِلٌ رَذِمُ )
4 - ( كأَنَّ أصْحابَهُ بِالْقَفْرِ يَمْطُرُهُمْ ... منْ مُسْتَحيرٍ غَزيرٍ صَوْبُهُ دِيَمُ )
_________
1 - كم للتكثير وجم الرماد كثيره ولا يكثر الرماد إلا لكثرة الأضياف فهو كناية عن الكرم والبرم هو الذي لا يدخل مع القوم في الميسر لدناءته وخسته والمعنى أنهم أسخياء كرماء فكم فيهم من فتى حسن الشيمة مكرم للضيف إذا أخمد البخيل ناره منعا للضيفان من النزول عنده
2 - الحلائل جمع حليلة المرأة المتزوجة وامترى استخرج والمكنون المستور وأراد به ما يسيل من الأنوف عند البرد والشبم البرد والمعنى أن هذا الرجل يسر يوسع على عياله فإذا اشتد القحط وخرج الماء من الأنوف لشدة البرد أطعمت حلائله حلائل غيره من الناس فيحبونهن ويثنون عليهن بأنهن يهدبن للجارات
3 - الأرامل جمع أرملة وأرمل لأنه يقع على الذكر والأنثى وهم الذين قد انقطع زادهم والهلاك الفقراء الذين أشرفوا على الهلاك والاستنان الانصباب والوابل المطر الكثير والرذم السائل والمعنى أنه رجل بلغ النهاية في العطاء فالأرامل والفقراء تتبعه فيعطيهم بقدر آمالهم ويزيدهم
4 - القفر من الأرض ما لا نبات فيه ولا ماء والمستحير السحاب الذي لا ينتقل من مكانه وهو مملوء بالماء والغزير الكثير والصوب الانصباب والديم جمع ديمة وهي المطر الدائم في سكون والمعنى أن أصحابه في القفر من الأرض في غضاضة عيش وتنعم لما يبذله لهم من الجود والعطاء الذي

(2/154)


1 - ( غَمْرُ النَّدَى لاَ يَبيتُ الْحَقُّ يَثْمُدُهُ ... إلاَّ غَدَا وهُوَ سامِي الطَّرْفِ يَبْتَسِمُ )
2 - ( إلى المَكارِمِ يبْنيهَا ويَعْمُرُها ... حتَّى يَنالَ أُمُورًا دُونَها قُحَمُ )
3 - ( تَشْقَى بِه كلُّ مرْباعٍ مُوَدَّعةٍ ... عرْفاءَ يَشْتُو عَليْها تامِكٌ سَنِمُ )
4 - ( إنَّ الْعَقائِلَ لاَ يدْعُو لمَسْيرِها ... ولاَ يشُحُّ علَيْها حينَ تُقْتَسَمُ )
5 - ( ترَى الْجفانَ منَ الشِّيزَى مُكَلَّلَةً ... قُدَّامَهُ زانَها التَّشْريفُ والْكَرمُ )
_________
هو كالمطر المنصب الدائم
1 - الغمر الكثير والندى العطاء ويثمده يكثر عليه حتى يفنى ما عنده والحق حق القرى وغيره والسامي العالي وقوله لا يبيت الخ يشتمل على معنى الشرط والجزاء أي كلما بات يثمد ما عنده ويفنيه غدا سامي الطرف مبتسما
2 - إلى متصل بقوله غدا والقحم واحدتها قحمة وهي الشدة المهلكة ومعنى البيتين أنه وافر السخاء فكلما بات الحق يثمد ما عنده غدا عالي الطرف مبتسما وإن بات يعاني مشقة من إعطاء الناس بانيا عامرا للمكارم حتى ينال أمورا دون نيلها شدائد مهلكة
3 - المرباع الناقة التي من شأنها أن تضع ولدها في الربيع وهو المحمود من النتاج والمودعة التي لا تركب ولا تحمل والعرفاء السمينة الغليظة التي صار لها كالعرف والتامك السنام والسنم العالي والمعنى أنه لكثرة كرمه ينحر من الإبل أعزها وأسمنها للأضياف
4 - العقائل جمع عقيلة وهي الكريمة من الإبل والشح البخل والمعنى أنه لا يسرح الإبل الكريمة إلى المرعى بل يحبسها لينحرها للضيفان ولا يبخل عند التقسيم
5 - الشيزي خشب يصنع منه الجفان وهي جمع جفنة وهي القصعة وتكليل الجفان جعلها مغطاة بقطع كبار من اللحم وقوله زانها الخ يريد ما يستعمله من اللطف

(2/155)


1 - ( ينُوبُها النَّاسُ أفْواجاً إذَا نهلُوا ... عَلُّوا كَما عَلَّ النَّهْلَةِ النَّعَمُ )
2 - ( زارَتْ رُوَيْقَةُ شُعْثاً بَعْدَ ما هَجَعُوا ... لَدَى نَواحِلَ في أرْساغِها الْخَدَمُ )
3 - ( وقُمْتُ لِلزَّوْرِ مُرْتاعاً فأرَّقَنِي ... فقُلْتُ أهْيَ سَرَتْ أمْ عادَني حُلُمُ )
4 - ( وكَانَ عَهْدِي بِها والْمَشْيُ يَبْهَظُها ... مِنَ القَريبِ ومِنْها النَّوْمُ والسَّأمُ )
_________
والمؤانسة للأضياف والمعنى أن الجفان المعدة للأضياف عليها كالأكاليل من قطع اللحم يزينها ما يستعمله من اللطف والتأنيس مع الضيفان
1 - ينوبها الناس أي يتناوبونها طائفة بعد طائفة والنهل من الشرب أوله والعل ثانيه وهذا كناية عن الامتلاء والشبع ووفرة ما يؤكل والنعم من الإبل والمعنى أن الناس يأتون إلى هذه الجفان طائفة بعد أخرى ومن أكل مرة يعود إلى الأكل ثانية لكثرة ما هو موجود من الطعام
2 - رويقة اسم محبوبته والأشعث المغبر والنواحل الإبل المهزولة والخدم السيور التي تشد في رسغ البعير والمعنى زار خيال هذه المحبوبة قوما غبرا مسافرين بعد ما ناموا عند الإبل المهزولة من طول السفر
3 - الزور الزائر يستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث ومرتاعا أي فزعا من قولك رعته فارتاع إذا أفزعته وأرقني أيقظني وأسهرني وسكن الهاء من قوله أهي مع ألف الاستفهام لأنه أجرى ألف الاستفهام مجرى واو العطف والمعنى أنني قمت للزائر من النوم فزعا فأسهرني فقلت هل قصدتني بنفسها أم أرسلت إلي خيالها في المنام يريد أي الأمرين كان
4 - الواو من قوله وكان واو الحال من قوله أهي سرت في البيت قبله ويبهظها يثقلها ويشق عليها والمعنى كيف سرت وقد كان عهدي بها أن المشي القريب يثقلها ومن عادتها النوم

(2/156)


1 - ( وَبالتَّكالِيفِ تأْتي بَيْتَ جارَتِها ... تَمْشي الْهُوَيْنا وَما تبْدُو لَها قدَمُ )
2 - ( سُودٌ ذَوائِبُها بيضٌ تَرائِبُها ... دُرْمٌ مَرافِقُها في خَلْقِها عَمَمُ )
3 - ( رُوَيْقَ إني ومَا حَجَّ الْحَجيجُ لهُ ... ومَا أهَلَّ بِجِنْبَيْ نَخْلةَ الْحُرُمُ )
4 - ( لمْ يُنْسِني ذِكْرَكُمْ مُذْ لَمْ أُلاَقكُمُ ... عيْشٌ سَلوْتُ بهِ عنْكُمْ ولاَ قِدَمُ )
5 - ( ولَمْ تُشارِكْكِ عِنْدِي بعْدُ غانِيَةٌ ... لاَ والَّذي أصْبَحَتْ عِنْدي لهُ نِعَمُ )
_________
والملال
1 - تمشي الهوينا أي على تؤدة ورفق والمعنى أنها تمشي بتؤدة ورفق إلى بيت جارتها من غير أن يظهر لها قدم يصفها بأنها خفيفة في مشيها إذا مشت لا تزعج أحدا
2 - سود ذوائبها أي لأنها شابة والترائب عظام الصدر حيث يعلق الحىي واحدها تريبة والدرم واحدها أدرم يقال مرفق أدرم إذا لم يكن له حجم لاكتنازه باللحم والعمم يريد به الطول والعظم والمعنى أنها حسنة الخلق كاملة الأوصاف التي منها سواد شعر الذوائب وبياض الصدر وكثرة لحم المرافق ورشاقة القد
3 - رويق مرخم رويقة والواو للقسم وما بمعنى الذي والأهلال رفع الصوت بالتلبية ونخلة مكان يقرب من مدينة الرسول
4 - لم ينسني جواب القسم وحق جواب القسم إذا كان أوله حرف نفي أن يكون بما أو بلا ولكنه أتى بلم للضرورة والقدم طول العهد
5 - الغانية المرأة الغنية بجمالها عن الزينة ومعنى الأبيات الثلاثة يا رويقة أني أقسم بالبيت الذي حج إليه الحجاج وبلهلال الحرم بالتلبية بجنبي نخلة ما أنساني ذكركم عيش أسلوبه وما شغلني عنكم طول العهد منذ فارقتكم وما أشركت في حبي إياك غانية سواك لا والله الذي أسبغ علي نعمه

(2/157)


1 - ( متَى أمُرُّ عَلى الشّقْراءِ مُعْتَسِفاً ... خَلَّ النَّقَا بِمَرُوحٍ لْحمُها زِيَمُ )
2 - ( والْوَشْمَ قدْ خَرجَتْ منْهُ وَقابَلَها ... منَ الثَّنايَا الَّتي لمْ أقْلِها ثَرَمُ )
3 - ( يا لَيْتَ شِعْري عنْ جَنْبَيْ مُكَشَّحةٍ ... وَحيْثُ تُبْنَى منَ الْحِنَّاءَةِ الأُطُمُ )
4 - ( عنِ الإشاءِةِ هلْ زالَتْ مَخارِمُها ... وَهلَ تَغَيَّرَ منْ آرامِها إرَمُ )
5 - ( وَجنَّةٍ مَا يَذُمُّ الدَّهرَ حاضِرُها ... جَبَّارُها بالنَّدَى والْحَملِ مُحْتزِمُ )
_________
1 - متى أمر استبعاد لطول العهد واستعجال لما يتمناه من العود إلى هذه الأماكن التي ذكرها والشقراء ماء كثير النخل وقال الأصمعي إنما عني به فرسه والاعتساف العدول عن الجادة والخل الطريق النافذ في الرمل والنقا الرمل والمروح الفرس النشيط والزيم انضمام اللحم بعضه إلى بعض واشتداد اكتنازه والمعنى أتمنى قرب مروري على هذا الموضع بفرس نشيط مرح مكتنز اللحم مضموم بعضه إلى بعض
2 - الوشم موضع باليمامة يشتمل على خمس قرى عليها سور واحد من لبن وفيه نخيل وزروع وهو معطوف على خل النقا في البيت قبله وقوله قد خرجت يعني فرسه المروح والثنايا جمع ثنية وهي العقبة أو الطريق بين الجبال وقلاه أبغضه والثرم جبل باليمامة والمعنى أتمنى أيضا مروري على الوشم الذي تخرج منه فرسي ويقابلها ثرم من العقبات التي لم أبغضها
3 - المكشحة موضع باليمامة والحناءة رمل من رمال عالج والأطم الحسن
4 - الإشاءة بدل من جنبي مكشحة وهو اسم موضع أيضا والمخارم الطرق في الغلظ والإرم الطريق ومعنى البيتين يا قوم ليت علمي كان واقعا بأحوال هذه المواضع هل هي باقية على ما عهدتها أم تغيرت
5 - ما يذم الدهر حاضرها يريد وعن جنة يرضى حاضرها عن الدهر ويحمده لما فيها من الخصب وسعة العيش والجبار النخلة الطويلة والندى الرطوبة

(2/158)


1 - ( فيهَا عَقائِلُ أمْثالُ الدُّمَى خُرُدٌ ... لمْ يغْذُهُنَّ شَقا عيْشٍ وَلاَ يتَمَ )
2 - ( ينْتابُهُنَّ كِرامٌ ما يذُمُّهُمُ ... جارٌ غريبٌ ولا يُؤْذَى لهُمْ حَشمُ )
3 - ( مُخدَّمُونَ ثِقالٌ في مجَالسِهمْ ... وَفي الرِّحالِ إذا صاحَبْتَهُمْ خَدمُ )
4 - ( بلْ ليْتَ شعْري متَى أغْدُوا تُعارضُني ... جرْداءُ سابِحةٌ أوْ سابحٌ قُدُمُ )
_________
والحمل الطلع والاحتزام الالتفاف والمراد فيها الخصب والمعنى وأستخبر أيضا عن أحوال جنة تحمل أبدا وتدوم مخضرة معمورة بالنخل التي يجتنى منها الثمر
1 - العقائل جمع عقيلة وهي كريمة الحي والدمي جمع دمية وهي الصورة المنقوشة والخرد جمع خريدة وهي البكر
2 - ينتابهن يقصدهن والحشم الأتباع والخدم
3 - مخدمون أي لأنهم سادة وأراد بالثقال أنهم ذوو وقار وحلم ومعنى الأبيات الثلاثة أن في هذه الجنة نساء كرائم حييات بيضا أبكارا نواعم نشأن على رغد العيش والراحة بتربية آبائهن يقصدهن من الناس كرامهم وأعزاؤهم لا يذمهم جار غريب بل يمدحهم لما يجده من إحسان القرى ولا يؤدي لهم أتباع لحسن أخلاقهم مخدمون سادة أصحاب رزانة ووقار وحلم في مجالسهم وإذا صاحبتهم في السفر وجدتهم خدما لمن يرافقهم
4 - بل تدخل للإضراب عن الأول والإثبات للثاني وكأنه أراد الانصراف عما كان فيه وأراد الاشتغال بغيره فأتى ببل إيذانا بذلك وتعارضني معناه إذا أردت أن أقودها سبقتني إلى ما أريد منها يريد أنها سهلة المقادة قوية سريعة والجرداء من الخيل القصيرة الشعر وهو محمود فيها والسبح نوع من العدو كأن الفرس يسبح في جريه والقدم المتقدم السابق يوصف به الذكر والأنثى

(2/159)


1 - ( نحْو الأُمْيِلحِ أوْ سَمْنانَ مُبْتكِراً ... بِفتْيةٍ فيهِمِ المَرَّارُ والْحَكَمُ )
2 - ( ليْستْ عليْهمْ إذا يغْدُوَن أرْدِيةٌ ... إلاّ جِيادُ قسِيِّ النَّبْعِ واللُّجُمُ )
3 - ( مِنْ غيْرُ عدْمٍ ولكنْ منْ تَبَذُّلِهمْ ... لَلصَّيْد حينَ يَصيحُ الْقانِصُ الَّلحِمُ )
4 - ( فيَفْزَعُوَن إلى جُرْدٍ مُسوَّمةٍ ... أفنَى دَوابرَهُنَّ الرَّكْضُ والأَكَمُ )
_________
1 - الأميلح ماء لبني ربيعة الجوع وسمنان موضع بالبادية وقيل هو بديار بني تميم قرب اليمامة والمرار أخو الشاعر والحكم ابن عمه هذا قول الأصمعي وقال غيره هما أخواه ومعنى البيتين يا قوم ليت علمي حاصل متى أغدو بفرس سابحة أو سابح سابق أقوده فيسبقني لسلاسة قياده إلى جهة الأميلح وسمنان مبتكرا مع فتية فيهم أخي وابن عمي
2 - كان الرجل من العرب يخلع لجام فرسه فيتقلد به أو يجعله على خصره ورفع الأجياد والوجه الجيد النصب لأنه استثناء منقطع والنبع شجر تتخذ منه القسي
3 - من غير تعلق بقوله ليست عليهم إذا يغدون والعدم الفقر والقانص الصائد واللحم الراغب في أكل اللحم ومعنى البيتين أن أولئك الفتية ليس عليهم أردية إذا يغدون غير القسي الجياد من النبع وغير لجم خيولهم التي يتقلدون بها وخلوهم من الأردية ليس لفقر بل لتبذلهم وولوعهم بالصيد يصفهم بأنهم أهل صيد وفروسية
4 - فيفزعون أي يلجؤن والجرد من الخيل القصيرة الشعر والمسومة المعلمة بعلامات تعرف بها والدوابر مآخر الحوافر والأكم جمع أكمة وهي الجبل والمعنى أنهم إذا صوت القانص يلتجئون إلى خيل قصيرة الشعر نشيطة معلمة قد أفنى مآخير حوافرها ركض الفوارس لها وتأثير الجبال في حوافرها لأن جريها كان عليها

(2/160)


1 - ( يرْضَخْنَ صُمَّ الْحَصَافى كلِّ هاجِرَةٍ ... كما تَطايحَ عَنْ مِرْضاخِهِ العَجَمُ )
2 - ( يَغْدُو أمَامَهُم فِي كلِّ مَرْبأةٍ ... طلاَّعُ أنْجِدَةٍ في كَشْحِهِ هَضَمُ )
3و - قال عمرو بن ضبيعة الرَّقاشِيّ
4 - ( تضِيقُ جُفُونُ العينِ عَنْ عَبَراتِها ... فَتَسْفُحهَا بَعْدَ التَّجَلُّدِ والصبْر )
5 - ( وغُصّةِ صَدْرٍ أظَهرتَهَا فَرَفَّهتْ ... خَزَارَةَ حرٍّ في الْجوَانِحِ والصَّدْرِ )
_________
1 - أصل الرضخ الكسر والصم الصلاب والهاجرة نصف النهار عند اشتداد الحر وتطايح تطاير والمرضاخ الحجر الذي يكسر عليه النوى أو به والعجم النوى شبه ما تطؤه الحوافر وما تكسره من صلاب الحصى بما يتطاير من النوى عن المرضاخ نصف الخيل بشدة العدو وصلابة الحافر فيقول أنها ترمي صلاب الحصا إذا عدت في نصف النهار عند اشتداد الحر فيتطاير كتطاير النوى عن مرضاخه
2 - المربأة المرقبة والأنجدة جمع نجد المكان المرتفع والكشح الخصر والهضم دقة الخاصرة يصف الفتية بكثرة البذل وعلو الهمم فيقول يمشي أمامهم في الغدو في كل مرقبة رجل عالي الهمة بذول ضامر البطن من الجوع لا يثاره غيره بالطعام على نفسه
3 - أحد بني رقاش وهم منسوبون إلى أمهم
4 - العبرات الدموع وتسفحها تصبها والمعنى أن العين تمتلئ دموعا حتى تتضايق جفونها عن احتباسها فتصبها بعد قوة وتصبر
5 - الضمير في أظهرتها راجع إلى العبرات ورفهت أي وسعت والحزازة وجع في القلب والجوانح الضلوع والمعنى ورب غصة في الصدر أظهرتها العبرات فوسعت حزازة في الضلوع والصدر

(2/161)


1 - ( ألاَ لِيَقُلْ منْ شاءَ مَا شَاءَ إنَّما ... يُلاَمُ الْفَتى فِيما اسْتَطَاعَ مِنَ الأَمْرِ )
2 - ( قضَى اللهُ حُبَّ المَالِكيةِ فَاصْطَبِرْ ... عَليهِ فَقَدْ تَجْرِي الأُمُورُ عَلى قَدْرِ )
وقالت وَجِيهةُ بنْتُ أوْسٍ الضَّبيَّةُ
3 - ( وَعاذِلةٍ تغْدُوا عَليَّ تَلُومُنِي ... عَلى الشَّوْقِ لَمْ تَمْحُ الصَّبابَةَ منْ قَلبي )
4 - ( فمَا لِي إنْ أحْبَبْتُ أرْضَ عَشِيرَتي ... وأبْغَضْتُ طرْفاءَ الْقُصَيْبة مِنْ ذنْبِ )
5 - ( فَلوْ أنَّ رِيحاً بَلَّغَتْ وحْيَ مُرْسِلٍ ... حَفِيٍّ لنَا جَيْتُ الْجَنوبَ عَلى النَّقْبِ )
6 - ( فقُلْتُ لَها أدِّي إلَيْهِمْ رِسالَتي ... ولاَ تَخْلِطِيهَا طَالَ سَعْدُكِ بِالترْبِ )
_________
1 - اللام من قوله ليقل دخلت على فعل الغائب وقد تدخل في فعل المخاطب وقوله ما شاء أراد ما شاء أن يقوله فحذف المفعول والمعنى لا أبالي بلوم أحد فليقل من شاء القول ما شاء أن يقوله فإن الملام يستحقه الفتى فيما يطيقه ثم لا يفعله فأما ما لا يطيقه فقط سقط عنه اللوم فيه
2 - المعنى حتم الله عليك حب المالكية وأوجبه فتكلف الصبر فيه فإن مجرى الأمور على حسب المقادير
3 - المعنى ورب عاذلة تغدو علي باللوم على ما أنا فيه من الغرام والشوق لا يؤدي عتبها إلى طائل إذا أنها لا تطيق أن تمحو بعذلها ما في قلبي من الصبابة
4 - الطرفاء شجر والقصيبة موضع من أرض اليمامة لتيم وعدي وعكل وثور بني عبد مناة بن أد بن طلانجة والمعنى حيث لا يجدي العذل فما لي من ذنب يضرني إن أحببت أرض عشيرتي وأبغضت طرفاء القصيبة
5 - الوحي الرسالة والحفي الملح في سؤاله أو هو الذي يتعلم الشيء باستقصاء والنقب الطريق في الجبل
6 طال سعدك اعتراض حسن جميل

(2/162)


1 - ( فإِنِّي إذا هَبَّتْ شَمَالاً سألْتُهَا ... هَل ازْدَادَ صُدَّاحُ النُّمَيْرَةِ مِنْ قُرْب )
وقال مرداس بن همام الطائي
2 - ( هَوِيتُكِ حتَّى كَادَ يَقْتُلُني الهَوَى ... وَزُرْتُكِ حتَّى لاَمَني كلُّ صَاحِبِ )
3 - ( وَحتَّى رَأوْا مِنِّي أدَانِيكِ رِقَّةً ... عَلَيْهِمْ ولوْلاَ أنْتِ مَا لانَ جَانِبِي )
4 - ( ألاَ حبَّذَا لَوْمَا الْحَيَاءُ وَرُبّما ... مَنَحْتُ الهَوَى مَنْ لَيْسَ بالمُتَقارِب )
_________
والغرض منه الدعاء للريح وقولها لا تخلطيها بالترب كناية عن الذل والإهانة تنهاها عن أن تذلها وتهينها ومعنى البيتين لو أمكن للريح أن تبلغ رسالة مرسل ملح في سؤاله لناجيت ريح الجنوب المارة على طريق الجبل فقلت لها أدي إلى أحبتي رسالتي ولا تهينيها وتذليها بخلطها بالتراب أطال الله سعدك
1 - انتصب شمالا على الظرف أي هبت الريح شمالا وكأن الجنوب كانت تهب من نحو أرضها مستقبلة لديار أحبتها فلذلك جعلتها رسولها وكانت الشمال تهب من ناحية أرض حبيبها مستقبلة بلادها فلذلك زعمت أنها تسائلها عما أبهم عليها من أخبارهم والصدح الصوت والنميرة هضبة بين نجد والبصرة بعد الدهناء والمعنى أني أسأل الريح إذا هبت من جهة الشمال التي هي ناحية أرض الأحبة هل ازدادت أصوات أهل النميرة من قرب
2 - لامني عذلني
3 - معنى البيتين أني تعلقت بك وعشقتك حتى كاد يقتلني العشق وزرتك حتى لم يبق صاحب إلا لامني وعذلني وحتى رأى العواذل مني رقة عليهم ولينا لهم ولولا هواك ما لنت لهم
4 - محبوب حبذا محذوف ولوما الحياء هو في معنى لولا الحياء والمعنى حبب إلي التهتك في الهوى لولا الحياء يمنعني على أنني ربما أعطيت هواي شخصا لا مطمع في دنوه وقربه ولا

(2/163)


1 - ( بأهْلِي ظِباءٌ منْ رَبِيعَةِ عَامِرٍ ... عِذَابُ الثَّنَايَا مُشْرِفاتُ الْحَقَائِبِ )
وقال بعض بني أسد
2 - ( تَبِعْتُ الهَوَى يَا طَيْبَ حَتَّى كأَنَّني ... منْ أجْلِكِ مَضْرُوسُ الجَرِيرِ قَؤُدُ )
3 - ( تَعَجْرَفَ دَهراً ثمّ طَاوَعَ أهْلَهُ ... فَصَرَّفهُ الرُّوّادُ حَيْثُ تُريدُ )
4 - ( وَإنَّ ذِيَاد الْحُبِّ عَنْكِ وقدْ بَدَتْ ... لِعَيْنَى آياتُ الهَوَى لَشَدِيدُ )
_________
ينصفني في حبه
1 - بأهلي ظباء أي يفدى بأهلي ظباء يعني نساء وقوله عذاب الثنايا أي حسان المباسم والثغور ومشرفات الحقائب أراد عظيمات الأرداف والحقائب جمع حقيبة وأصلها للخرج يشد على عجز البعير أو الفرس فكنى بها عن الأرداف والمعنى يفدى بأهلي نساء كالظباء عذاب المباسم حسان الثغور مشرفات الأرداف
2 - طيب منادى مرخم والضروس من الضرس وهو العض والجرير الحبل وقؤد بمعنى مقود وكانت العرب إذا صعب البعير عليهم وعسر انقياده أتوا بحبل ولفوا عليه قطعة جلد ثم تحز قصبة أنف البعير ويوضع ذلك فيه فإذا حرك زمامه أوجعه ذلك فانقاد يقول أعطيت الهوى مقادتي فتبعته حيث جرى كالبعير الذي ضرس بذلك الحبل
3 - العجرفة الإقدام في هوج وقلة المبالاة بشيء ويقال هو يتعجرف على الناس أي يركبهم بما يكرهونه لا يهاب شيئا والرواد جمع رائد وهو الذي يذهب ويجيء ورياد الإبل اختلافها في المرعى مقبلة ومدبرة يصف ذلك البعير الصعب الذي شبه به نفسه بأنه كان قد أبى على أهله وتكبر فلا يهاب شيئا ومكث كذلك زمنا ثم ذل وانقاد تصرفه الرواد حيث شاءت
4 - الذياد الدفاع وآيات الهوى علاماته وآثاره والمعنى إن دفاع حبي عنك

(2/164)


1 - ( ومَا كُلُّ مَا في النفْسِ لي مِنْكِ مُظْهَرٌ ... وَلا كُلُّ مَا لاَ نسْتَطيعُ نَذُودُ )
2 - ( وإنِّي لأَرْجُو الْوَصْلَ مِنْكِ كَما رجَا ... صَدِى الْجَوْفِ مْرْتَاداً كُدَاهُ صَلودُ )
3 - ( وكَيْفَ طِلاَبي وَصْلَ مَنْ لَوْ سألْتُهُ ... قَذَى الْعَيْنِ لمْ يُطْلِبْ وذَاكَ زَهيدُ )
4 - ( وَمنْ لَوْ رَأى نَفْسِي تَسِيلُ لَقالَ لِي ... أرَاكَ صَحِيحاً والْفُؤَادُ دو جَلِيدُ )
5 - ( فَيا أيُّها الرِّيمُ الْمُحَلَّى لبانُهُ ... بِكَرْمَيْنِ كَرْمَيْ فِضَّةٍ وَفرِيدُ )
_________
وصرفه عسر صعب وقد ظهرت علامات الهوى لعيني أميل معها حيث مالت
1 - نذود نطرد وندفع والمعنى ليس جميع ما يشتمل عليه صدري يمكن إظهاره ولا كل ما تطيقه النفس يسهل دفعه
2 - الصدى العطشان ومرتادا أي طالبا وهو منصوب على الحال والكدى جمع كدية وهي حجر يعترض في البئر عند الاحتفار فيمتنع قطعه بالمعاول والصلود الصلد اليابس والمعنى أن رجائي في وصلك مع حاجتي إليه رجاء رجل عطشان يطلب الماء ويرجوه من بئر هذه صفتها
3 - الطلاب الطلب وقذى العين ما يقذيها ويؤذيها وأراد ما يزيله ويمنعه ويطلب يسعف والمعنى كيف أطلب وصل حبيب لو سألته إزالة قذى العين لم يجبني إليه وذاك قليل فيما يسئل ويلتمس
4 - النفس الدم والفؤاد جليد يجوز أن يكون المراد به قلب المرأة فتكون الواو للحال ويجوز أن يكون من تمام قول المرأة وتكون الواو للعطف وفيه بعد والمعنى وكيف أطلب وصل حبيبة لو رأت دمي يسيل من فرط ما لحقني من حبها لقالت أراك صحيحا لا علة بك والحال أن فؤادها جليد قوي قاس
5 - الريم الظبي الخالص البياض واللبان الصدر والكرمان مثنى كرم القلادتان والفريد الدر وهو مرفوع بالابتداء والخبر محذوف أي وفريد فيهما

(2/165)


1 - ( أجِدِّيَ لاَ أمْشِي بِرَمَّانَ خَالِياً ... وغَضْوَرَ إلاَّ قِيلَ أيْنَ تُرِيدُ )
وقال رجل من بني الحرث
2 - ( مُنًى إنْ تَكُنْ حَقًّا تَكُنْ أحْسَنَ الْمُنى ... وإلاَّ فقدْ عِشْنا بهَا زَمناً رَغْدَا )
3 - ( أمَانِيُّ منْ سُعْدَى رِوَاءٌ كأَنَّمَا ... سَقَتْكَ بهَا سُعْدَى عَلى ظَمَإٍ بَرْدَا )
4و - قال آخر
_________
1 - أجدي لفظه استفهام ومعناه القسم واليمين والمراد بالجد الحظ والبخت ورمان جبل في رمل من بلاد طيىء غربي سلمى أحد جبلي طيىء وإليه انتهى فل أهل الردة أيام أبي بكر الصديق فقصدهم خالد بن الوليد فرجعوا إلى الإسلام وغضور ماء لطيىء على يسار رمان ومعنى البيتين يا أيها الظبي الذي تحلى صدره بقلادتين من فضة فيهما در أقسم بجد مني أن لا أمشي بالموضع المسمى برمان خاليا ولا أمر على الماء المعروف بغضور إلا قيل لي أين تريد وتقصد
2 - منى خبر مبتدأ محذوف وهو جمع منية والرغد السعة في العيش والمعنى هي منى أن تكن محققة فهي أحسن الأماني وأوفقها للنفس وإن كانت كاذبة فإنا قد عشنا بذكرها زمنا ممتدا في عيش رغد
3 - بردا يريد ماء ذا برد والمعنى هي أماني موقعها من قلوبنا موقع الماء البارد من ذي الغلة
4 - هو العوام بن عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى شاعر إسلامي في عهد بني العباس وكان قد كلف بامرأة من بني عبد الله بن غطفان وكانت تحبه كذلك فخرج إلى مصر في ميرة فبلغه أنها مريضة فترك ميرته وكر راجعا نحوها وأنشأ يقول
( نبئت سوداء الغميم مريضة ... ) الخ وهي سبعة أبيات وقع اختيار أبي تمام منها على بيتين فلما جاء إلى بلدها

(2/166)


1 - ( ونُبِّئْتُ سَوْدَاءَ الْغُمَيْمِ مرِيضَةً ... فأقْبَلْتُ مِنْ مِصْرٍ إلَيْها أعُودُها )
2 - ( فوَالله ما أدْرِي إذَا أنا جِئتها ... أأبرِئُها مِنْ دَائها أمْ أزِيدُهَا )
وقال آخر
3 - ( إنِّي وإيَّاكِ كالصَّادِي رَأى نَهَلاً ... وَدُونهُ هُوَّةٌ يَخْشى بهَا التَّلَفا )
4 - ( رَأى بِعَيْنَيهِ مَاءً عزَّ مَوْرِدُهُ ... ولَيْسَ يَملِكُ دُونَ المَاءِ مُنْصَرفا )
_________
لم يزل يتلطف حتى رأته ورآها فأومأت إليه أن ما جاء بك فقال جئت عائدا حين علمت علتك فأشارت إليه أن ارجع فإني في عافية فرجع إلى ميرته واستمر بها المرض فجعلت تتوله إليه حتى ماتت فلما بلغه الخبر أنشأ يقول
( سقى جدثا بين الغميم وزلفة ... أحم الذرى واهي العز إلى مطيرها )
( إذا سكنت عنها الجنوب تجاوبت ... جلاد مرابيع السحاب وخورها )
( وإني لأصحاب القبور لغابط ... بسوداء إذ كانت صدى لا أزورها )
( وإن تك سوداء العشية فارقت ... فقد مات ملح الغانيات ونورها )
( كأن فؤادي يوم جاء نعيها ... ملاءة قز بين أيد تطيرها )
1 - سوداء الغميم الخ الغميم واد في ديار حنظلة من بني تميم واسم المرأة ليلى ولقبها سوداء وكانت تنزل الغميم فأضيفت إليه والمعنى نبئت أنها تألمت لعارض علة فأقبلت من أهلي بمصر عائدا لها
2 - المعنى أقسم والله لا أدري إذا أنا جئت المحبوبة هل أبرئها من دائها وعلتها أم أزيدها داء وعلة
3 - الصادي العطشان والمنهل موضع الماء والهوة الحفرة العميقة والمعنى أن حالي معك كحال العطشان الذي رأى ماء ودونه حفرة عميقة يخاف السقوط فيها لو ذهب إليه
4 - المورد مكان ورود الماء والمنصرف الانصراف

(2/167)