|
زمن الأشعار ، زمن الأفكار ..
1.
فقراء ..
نحن بالطبع فقراء
مولاي جادلين
ولو حيارى مولاي ولو شاردين
دوماً سعداء
سهارى ننسى مولاي الماضي
وننسى الشارع
مولاي والدماء
حزانى كنا سافرين
وسط الغادين
بقايا مولاي نحن
بقايا التعساء
على الأرصفة ليس سوانا
مشلولين مولاي
نبيع هوانا
نحن بالطبع فقراء
مولاي جادلين
نحن بؤساء
مولاي ببابك واقفين
صالح نتيج
، خريبكة
(17/01/1977
2.
الحياة
جميلة
الحياة
جميلة ..
زهرة ملونة العود، سائغة
عنقود من المعاني..!
شط يشتهيه موج البحر
يوقظ في مقبرة أعماقي إنساني
يداعبني ، يلامسني..
يحيلني شيئا مجاني
حقل من الأقاحي تدوسه البراءة
ترفرف فوق سنابله بلابل بيضاء
يكتنفه ضباب كأكفان الشهداء
تخامرني به أحلام مستحيلة
تزور دماغي الشاغر به
..
أفكار سرابية ، ناصعة الذيول
الحياة جميلة
والجمال فيها هو نحن
أبناء الروابي الطليقة ، و الوادي،
أبناء القبيلة .
صالح
نتيج ،
خريبكة ، ثانوية اِبن عبدون
15 ديسمبر 1978
3.
يا
ملاكي
إذا أردت يا ملاكي أن أكون سعيدا
إذا أردت أن يطفح خافقي الضعيف
بحنانك ، بحبك ، بنسماتك اللذيذة
إذا أردت حقا أن أعيش حياتي
أن أداعب أحلامي عقدا وجيدا
فكن يا ملاكي ذريعتي القصوى
في الحرب والسلم
في الوعد الجميل والوعيدا
كن هذا السماء الساحر
كن هذه النجوم ، وهذا الظلام
وهذا الفجر الوليدا
كن هواجسي ، كن مشاغلي
كن الكأس والطلا والغيدا
كن الطبيعة بنوامسها ، بغابها
أتيه فيك وأتشرد وحيداَ ..
صالح نتيج
،
خريبكة ،
21
يناير
1979
الدموع ، دموع الشيخوخة ، دموع الأرامل هذه .. !
وأنا دموعي كبرياء ، لأني جذوة ملتهبة في إهاب الزمان .. أنا لا شيئ
في قضاء المادة ، لأنّني كتلة من المشاعر السائلة ، وغداً ؟ لا أدري
المقبل إنّما لا أحبّ أن أرى قلبي يصلي... يتوضأ بالدموع ..
!
1976
***
أحكي لها ، لأختك الصغيرة حكايهْ
ما شئت من أكاذيب الحبّ روايهْ
أحكي لها المآسي وأعتاب النهايهْ
مارس
1977
***
قتلتيه قبل الأوان هوانا
قتلتيه ولم تصوني فيه ميزاما
مارس
1977
***
وحدها أم الهوى يمشيها فامست تعبث تيها بتثنيها
تخطو تدوس الحلم يافعاً وتهدي القلب حلو تغنّيها
أبريل 1977
***
ديمة الشباب أنت وجودي فامطري كما شئت على قصيدي
صبّي سيولا تجتث الصوى وتصفع الأكواخ باللحود
أبريل
1977
***
تسائلني عن الغربة طفلهْ
ما كفتهاإماءة ولا جملهْ
فزادت تزج من الإعصار حملهْ
من سهام قصدت كبدي عجلى
فأصابت قلب الشاعر وهي خجلى
25
أبريل 1977
***
ملاك
من الأرض ليس سواه
ذات خيال كنت أرعى الشياه
أنشدته أهازيجا لقدامى الرعاه
فأطربه لحن نايي ثم نساه
يا حسرتي ضيع مناي وأصاب مناه
عدم هذه الدنيا بدون حياه
!
14 / 06 / 1977
***
درها تتنفس و تحيى أيها القدر
دعها واطرح قلمك القاسي وانتظر
خليها تعيش ليعيش الوطر
إني أحبها
!
1978 /01
/05
***
لا
فقط لأنك مجثم نبضات قلبي
ولا سوى لأنك بوداعتك تشكلين فضائي
ولا لأنك بقلوعك التقليدية تنبئين برحلة السعادة
لستِ بضعفك وردائة نسيماتك وطيبة قلبك تأخذيني
إليك
بل لأنك كذلك تمثال أفكاري وعرين توجساتي
وهواجسي...
لا أحبك حين أشعر بك امرأة تمنحني من رحيق فؤادها
الحنان ،
لا ، بل حين أتذكر أنك فراشة حبيسة تفتقد الحرية
الحقة و تتلضى شوقا إلى فجر الناس
أحبك ، انجذب إلى حناياك المتواضعة ...
لا لأنك تهدين إلي الحياة ، بل لأنك امرأة بائسة
... مظلومة ...
تحيى وليست لها حياة .
خريبكة : 20 مارس
1978
***
بمعول قديم خشبيّ هدمت احلامي نفسها وانتحرت عندما لم يكن حظها من
الايام إلاّ الإزورار والتهكم. لكنني أنا.. أنا الذي بنيتها في مهبّ
الريح ذات صباح ربيعيّ عندما كان كلّ شيئ بالألوان ..
يحبك
يحبك يا فتاة ذاك اللحن هذا الإنسان
يحبك ، لكن دروبه وقلوعه تفتقد الأمان
يحبك ، لكن سماؤه تمطر حقدا في
بعض الأحيان
يحبك ، قالتها أعينه مرارا ... وتهمس بها
وحدته الآن
يرى الحب يحيكه الإصطخاب صمتا في غضون
نيسان
يسمع الغربة حبا يردد أناشيده النسيان
أحبكِ يا بريئة ذاك اللحن ...
لكن الحياة - يا
حبيبتي - قارئة الفنجان
.
الرباط ، 27
يونيو 1979
***
تمشي
الحياة في الشوارع ، في الدروب المتعانقة
تطرق الأبواب الموصودة
تبحث عنّي بين اللاجئين
تسأل عن ابن امرأة جاهلة لم تعرف أبدا حدود
العالم
لم تسمع أبدا بكروية الأرض
لم يحدثها أحد أبدا عن الأكاذيب الذي ألصفها
الإنسان بجدران الزمان
تعوي الحياة قرب نافذتي كالذئب
تجعلني أتذكر البساطة التي تنسجها أيدي
البسطاء
تجعل نفسي تشتاق إلى استنشاق نسمة طليقة منبعثة من نافذة كل السماء وكل
الأرض وكل الفضاء
تجعل عيني تتطلع إلى نظرة لا تقف في وجهها
الحيطان ولا تعترضها المداخن
تجعل قلبي يشتاق إلى خفقة متحررة ينفض فيها
جميع همومه
تبكي الحياة ، تولول ، تغني ، تنتحب
تنظر إلي بنظرات أحس معها بلذة البعد
والانفراد و مرارة الغربة
و ميعة التمايز في القشور بين سكان الكون .
بوردو ، 28. 09 .
1979
في
حقل من الأشواك
في حقل من الأشواك نصبوا
تمثالي
ليرمونه يوم عيد نبيهم
بالحجارة
ليبصق كل مفلس عنه
لتحرق عند أقدامه واحدة وألف
سجارة
لتأتي إليه كل فراشة مهزومة
و كل قثارة
لتصطلي بأنؤره مومس محمومة
و لتحطب من حقله الشوك والحب
والكبرياء والنارا
نصبوه هناك ولم يدروا أنهم
شادوا هرما وخسروا التجارة
يا للعنته تمثالي يا ويله
أصبح إله وخلافة وإمارة
فجاءوا يسجدون زيفاً أمامه
الذئب والثعلب والحمارا
بوردو ، 05. أبريل 1980
|